ادب الطف الجزء السادس ::: 286 ـ 300
(286)
فـحشا ابن فاطمة به فقضى هناك ولم يجد لهفـي لزينب إذ غدت مـن للندى من للهدى مـن للتجمل والتنفــل مـن للنساء الضائعــات وعليلك السـجاد قاسى يـرعى النساء وتـارة طـويت على عطش وجوع نـحو الشرايع مـن شروع تـرثيه كالـورق السـجوع مـن للـتهـجد والركـوع والتبـتل والـخشـوع بلا مـحـام أو منيع مـؤلـم الضـرب الوجيع يـرنو إلى الـرأس القطيع


(287)
سقـى جـدثا تحنو عليك صفائحه مـررت به مستنشقاً طـيبه الذي أقمـت عـليه شاكيـاً بـتوجعي بـكيتـكم بالطف حــتى تبللت تـروى ثراها من دماكم فكيف لا حـقيق عـلينا أن ننـوح بـمأتم مصاب تذيب الصخر فجعة ذكره واضحوا أحاديثاً لـباك وشامـت مصائب عـمتكم وخصت قلوبنا تـداركتم بالأنفس الدين لـم يـقم غداة تشفى الكفر منكـم بـموقف جزرتم به جزر الأضاحي وأنتـم اقمتـم ثلاثـا بالعـراء وأردفت بنفسي أبـي الضيم فرداً تزاحمت تمنع عزا ان يصافح ضارعــا فجاهـدهم في الله حتى تضايقت يصول ويروي سيفه من دمائهم غـوادي الحيا مشمولـة وروائحه تضـوع مـن فيـاح طيبك فائحه تباريح حزن في الحشى لا تبارحه مصارعـه مـن أدمعي ومطارحه تـرويه مـن منهل دمعي سوافحه بنـات عـلي والـبتول نـوائحه فكيف بأهل البيت حـلت فوادحـه يماسي الورى تذكارها ويصابـحه بحزن على ما نـالكم لا نبارحـه لـواه بـكم إلا وأنـتم ذبـائحـه اذلت رقـاب الـمسلمين فضائحه عطاشى ترون المـاء يلمع طافحه عليكم برمـضاء الـهجير لوافحه جمـوع أعاديـه عليه تكـافحـه يزيد ولـو أن السيوف تصافحـه بقتلاهم هضب الفلا وصحاصـحه ولم ترو من حر الظماء جوانحـه


(288)
إلى ان هوى روحي فداه على الثرى ولمـا أتـى فسطاطه المهر نـاعياً وجـئن لـه بـين الـعدى يـنتدبنه ويـعذلن شـمرا وهـو يفري بسيفه عـزيز عـلى الكرار أن ينظر ابنه وعـترتـه بالطف صرعى تزورهم أيهدى إلى الشامات رأس ابـن فاطم وتسبـى كـريمات النبـي حواسرا يلوح لها رأس الحسين علـى الـقنا وشـيبته مـخضـوبة بـدمـائـه فـياوقـعة لـم يـوقع الدهر مثلها متى ذكرت أذكت حشى كل مؤمـن نـواسيـكم فـيها بـتشييد مـأتـم عليكـم صـلاة الله مـا دام فضلكم لقـى مثخنات بـالجـراح جوارحه لـه استقبلته بـالعويـل صـوائحه بدمـع جرى من ذائب القلب سافحه وريديه لو أصغـى إى من يناصحه ذبيحـاً وشـمر ابن الضبابي ذابحه وحوش الفلاحتي احتوتهم ضرائحـه ويـقرعـه بالـخيزرانـة كاشـحه تغـادي الـجوى من ثكلها وتراوحه فتبـكي وينـهاها عن الصبر لائحه يـلاعبها غـادي النسيـم ورائـحه وفـادحة تنسى لـديهـا فـوادحـه بـزند جـوى أوراه للـحشر قادحه يـرن إلـى يوم الـقيمـة نـائحـه على الناس أجلى من ضيا الشمس واضحه


(289)
    الشيخ عبدالحسين الأعسم ابن الشيخ محمد علي بن الحسين بن محمد الأعسم الزبيدي النجفي
    ولد في حدود سنة 1177 وتوفي سنة 1247 هـ بالطاعون العام في النجف الأشرف عن عمر يناهز السبعين ، ودفن مع أبيه في مقبرة آل الأعسم.
    كان عالماً فقيهاً ، محققاً مدققاً ، مؤلفاً أديباً شاعراً. معاصراً للشيخ محمد رضا وأبيه الشيخ أحمد النحويين وآل الفحام ، وله مراث في سيدالشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام مشهورة متداولة ، ومنها قصائده التي على ترتيب حروف المعجم ذكره صاحب الحصون ج 9 ص 321 وأطراه ثم كرر الثناء عليه وجاء بنماذج من شعره في مختلف المقاصد ، وذكره الشيخ عبدالحسين الحلي في مقدمته لشرح منظومة والدة في الإرث ، المطبوع بالنجف سنة 1349 هـ وقال : رأيت له من الآثار العلمية الخالدة عند بعض آل الأعسم كتاب ( ذرايع الافهام في شرح شرايع الإسلام ) في ثلاثة أجزاء تدل على سعة إحاطته ودقة نظره ، وهذا الشرح الوجيز لتلك الأراجيز شاهد صدق على ذلك لمن أعطاه حق النظر وذكره صاحب ( الطليعة ) فقال كان فاضلاً كأبيه وأمتن شعراً منه ، له في الحسين ( روضة ) تشتمل على الحروف مشهورة وشرح ارجوزة لأبيه في المواريث ومدائح ومراث كثيرة.
    قال ينتدب الحجة المهدي ويرثي الحسين (ع) :
نرى يدك ابتلت بقائمـة الـعضـب اطلت النوى فاستأمنت مكرك العدى فحتـام حتام انتظارك بالضرب وطالت علينا فيك السنة النصب


(290)
إلام لنـا فـي كـل يـوم شـكـاية هـلم فـقد ضاقـت بـنا سعة الفضا ونيـت وعـهدي أن عـزمـك لايني أحاشيك من غض الجفون على القذى متى ينجلي لـيل النـوى عن صبيحة فـديـنـاك أدركـنـا فإن قـلوبنـا قـد العـزم واستنفذ تراتك من عدى خـلافـة حـق خـصكم بـسريرها أديـلـت أليكـم قـائماً بـعد قـائم ومـا أمـرت أفـلاكها بـاستـدارة متـى تشتفى مـنك الـقلوب بسطوة واظمت على المـاء الحسين وأوردت غـداة تشفـى الكـفر مـنكم بموقف وغصـت إلى قـرب النواويس كربلا بـأيـة عـين يـنظـرون مـحمـدا وجاءوا بها شوهاء خرقـاء اركسـوا شـقـوا وسعـدتم وابتلوا واسترحتـم تعج بها الاصوات بـحاً من الندب من الضيم والأعـداء آمنة السرب ولكنـما قـد يـربض الليث للوثب وأن تمـلأ العينين نوماً على الغلب نرى الشمس فيها طالعتنا من الغرب تلـظى إلـى سلسال منهلك العـذب تباغت عليكم بالتمادي على الغصب نبـي الهدى عن جبرئيل عن الرب وندبا لـه تلقـى المقاليد عن نـدب على الأفق إلا درن منكم على قطب تديـر عـلى أعداك أرحية الحرب دمـاء وريـديـه سيوف بني حرب جزرتم به جزر الأضاحي على الكثب بأشـلاء قتلاكـم مـوسـدة الترب وقـدقـتـلوا صبراً بـنيه بلا ذنب بهـا سبة شنعاء ملء الفضا الرحب وخابـت مساعيهم وفزتم لدى الرب


(291)
عمـى لـعيون الشامتين بعظم ما ألا فـي سبيـل الله سفك دمائكم ألا في سبيل الله سـلب نـسائكم ألا في سبيل الله حمل رؤوسكـم ألا في سبيل الله رض خيولـهـم فـيا لرزاياكـم فـريـن مرارتي وفـت لـكم عيني بأدمـعها فإن أأنسى هجوم الخيل ضابحـة على عشـية حـنت جـزعا خفراتكم صرخن بلا لب وما زال صوتها فأبرزن من حجب الخدور تود لو وسيقت سبايا فوق أحلاس هـزل يسار بها عنفـا بلا رفق مـحرم ويحضرها الطاغي بناديه شامـتا ويوضع رأس السبط بين يديه كي ويسمـع آل الله شتـم خـطيبـه يصلـي عـليه الله جل وتجتري وكم خلدت في السجن منكم أعزة تـجرعتموه مـن بـلاء ومـن كرب جهـاراً باسياف الضغائـن والنصـب مقانـعهـا بـعـد التـخدر والحـجب إلى الـشام فوق السمر كالأنجم الشهب جسومكم الجرحى من الطعن والضرب بجـوفي وصـيرن البكا والجوى دأبي ونت لـم يـخنكم فـي كـآبته قـلبي خيـام نساكـم بالـعواسل والـقضب بـأوجهها نـدبا لـحامي الحمى الندب يـغض ولـكن صحن من دهشة اللب قضت نحبها قبل الخروج مـن الحجب إلى الشام تطوي البيد سهبا علـى سهب بها غير مغلول يـحن عـلى صـعب بمـا نـال أهل البيت من فادح الخطب تدار عليه الراح فـي مـجلس الشرب أبـا الحسن الممدوح فـي محكم الكتب على سبـه مـن خصـها الله بـالسب إلـى أن قـضت نحبا بطامورة الجب


(292)
ولم ينس قتل السبط حتى تألبت إلى أن قضوا لاغلة أبردت لهم لأبنـائـه الـغر الـثمانيـة النجب ولم يشف صدر من عناء ومن كرب
    وقال :
قـد أوهنـت جلدي الديار الخالية ومتـى سـألت الدار عن أربابها كـانت غيـاثا للمنوب فأصبحت ومعالم أضحـت مآتـم لا تـرى ورد الحسين إلى العراق وظنـهم ولـقد دعـوه للـعنا فـأجابـهم قست القلوب فلـم تـمل لـهداية ما ذاق طعم فراتهم حتى قضـى يا ابـن النبي المصطفى ووصيه تـبكيك عيـني لا لأجـل مثوبة تبـتل مـنكـم كـربلا بـدم ولا أنسـت رزيتـكم رزايـانا التـي وفـجائـع الأيـام تـبقى مـدة لهفـي لركب صرعوا في كربلا تعدو على الأعداء ظامية الحشى نصروا ابن بنت نبيهم طوبى لهم قد جاوروه هـا هنا بقـبورهـم ولـقد يـعز على رسول الله ان ويـرى حسيناً وهـو قرة عينه وجسومهم تحت السنابك بالعرى ويـرى ديـار أمـية معمورة مـن أهلـها ما للديـار وماليه يـعد الصدى منها سؤالي ثانيه لجميع أنواع النوائب حـاويـه فيها سوى ناع يجاوب نـاعـيه تركوا النفاق إذ العراق كما هيه ودعاهم لهدى فـردوا داعـيه تباً لهاتـيك القلـوب القاسـية عطشاً فغسل بالدمـاء القـانيه وأخا الزكي ابن البتول الزاكيه لكنمـا عيني لأجـلك بـاكيـه تبتل منـي بـالدموع الجاريه سلفت وهونت الرزايـا الآتـيه وتزول وهي إلى القيامة بـاقيه كـانت بـها آجـالهم مـتدانيه وسيوفهم لـدم الأعـادي ظاميه نالوا بنصرته مراتب سـامـيه وقصورهم يوم الجزا متـحاذيه تسبى نساه إلى يزيد الطاغـيه ورجاله لم تبـق منهـم باقيـه ورؤوسهم فوق الرماح العالـيه وديار أهـل البيت مـنهم خاليه


(293)
ويـزيد يـقرع ثغره بقضيبه ابنى أمية هل دريت بقبح ما أو ما كفاك قتال أحمد سابقاً أين المفر ولا مفر لكم غـدا تـالله انـك يـا يزيـد قتلته ترقى منابر قومت أعـوادها وإذا أتت بنت النـبي لربـها رب انتقم ممن أبادوا عترتي والله يغضب للبتول بدون أن فهنالك الجبار يأمـر هبهـبا يا ابن النبي ومن بنوه تسعة أنا عبدك الراجي شفاعتكم غدا فاشفع له ولوالديه وسامـعي مترنماً منـه الشماتـة بـاديـه دبـرت ام تـدرين غـير مباليه حتـى عـدوت عـلى بنيه ثانيه فالخصم أحمد والمصير الـهاويه سـراً بـقتلك للـحسين عـلانيه بظبـى أبـيه لا أبيـك مـعاويه تشكو ولا تخفى علـيه خـافيـه وسبوا علـى عجف النياق بناتيه تشـكو فـكيف إذا أتـته شاكيـه ان لاتبـقي مـن عــداها باقيه لا عشرة تدعـى ولا بثمـانيـه والعبد يتبع فـي الرجـاء مـواليه انشاده فـيكـم واسعـد قـاريـه
    وقال :
معاذا لأرباب الحفيظة تغتـدى وحاشا لعضب ارهف الله حده وظلت وجوه المسلمين كواسفا احين ترجيناك تستأصل العدى وحين تهيأنـا لتهنئـة العـلى حرام على أجفاننا بـعد الكرى بمن بعدك العليا ترنح عطفـها بمن بعدك الملهوف يدرك غوثه ومن ليتامى الناس بعدك يغتدى تجاوبت الدنيا علـيك مـآتماً صـروف الـرزايـا فيهم تتصرف لاعدائه يـفرى وريديـه مـرهـف لرزء لـه شـمس الظـهيرة تكسف يـفاجـئنا الـناعـي بـقتلك يهتف بنصرك تأتينا مـراثـيك تـعصف مدى العمر ليت العمر بعدك يحـتف وتـختال فـي جلبابـها تـتغطرف وتجلى عن العاني الغموم وتصـرف أبـاً راحمـاً يـحنو عليهم ويعطف نـواعيـك فيهـا للـقيمـة عـكف


(294)
فلـم أر رزء مـثـل رزئـك فـجعـة مصاب لـه السبـع السمـوات اسـبلت وهل كيف لا يشجي السموات رزء مـن وقـطع أحـشائي انـقـطاع كـرائـم وجفت من العين الدمـوع فـإن بـكت ومخلسـة مـن دهـشة الخطب لم تطق بـرغـم الـعلى تسبـى بـنات مـحمد تـلاحـظ فـوق السـمر رأسا قـلوبها بنفسي من استجلى لـه الرمـح طلـعة أحامل ذاك الرأس قل لـي بـرأس مـن ألـم تـعـه يـتلـو الـكتـاب ونـوره أيهدى إلى الشامـات رأس ابـن فاطـم وتقـرع مـنـه الخيـزرانـة مبسـماً وقيد لـه السجـاد بـالقيـد أحـدقـت وسيقـت الـيه الـفاطميات فـاغتـدى فـواهـا لأرزاء سـلـبن عـيونـنـا تكـاد لـه عوج الضلوع تثقف دموع دم والجن بالنوح تهتـف بـخدمـته أمـلاكـها تتشرف لأحمد يستعطفن من ليس يعطف فما هي إلا من دم القلب ترعف نشيجاً سوى أن المدامع تـذرف على هزل يطوي بها البيد معنف تحوم على أكنـافـه وتـرفرف لبدر الدجى بالأفق أبهى وأشرف تمـايل هـذا السمهري المثقف يشق ظلام الليل ، والليل مسدف ليشفي مـنه ضـغنه المتحيف له لم يزل خير الورى يترشف به صبية مثل الأهلـة تـخسف يقرعها عما جرى ويـعــنف كراهاً وأسراب المدامع وكـف


(295)
المتوفي 1247
هـي كربـلا تنـقضي حسراتهـا يـا كـربـلا مـا أنت إلا كربة أضرمت نار مصائب في مهجتي شـمل النبـوة كـان جامع أهله ملأ البسيطة كل جيش ضـلالة يـوم بـه للكـفر أعظم صولة قـل النصـير بـه لآل محمد غدرت به من بايعت وتتابـعت فحمى حمى الإسلام لما أن رآى فـي فتـية شم الأنوف فوارس ترتاح للحرب الزبون نفوسهـم لهم من البيض الرقاق صـوارم خاضوا بحار الحرب غلباً كلما حتى تبيـن مـن الـنفوس حياتها عظمـت على أهل الهدى كرباتها لم تطفها مـن مقلـتي عبـراتهـا فـجمعت جـمعاً كـان فيه شتاتها فـيه تـضيق من الـفضا فلواتها وقـواعـد الاسـلام عـز حماتها فكـأن أبنـاء الـزمـان عـداتها منهـا رسائلهـا وجـد سعـاتهـا عصب الضلال تظاهرت شبهاتهـا إذ أحجمت يـوم النـزال كمـاتها وقـراع فـرسان الـوغى لـذاتها أغـمادهـن مـن الـعدى هاماتها طفـحت بـأمواج الردى غمراتها



(296)
    هو الشيخ محمد بن مطر الحلي شاعر يعرف بابن مطر وعالم مرموق في عصره ورد ذكره في كثير من المجاميع المخطوطة وذكره صاحب الحصون في ج 9 ص 338 فقال : كان كاتباً أديباً وشاعراً مجيداً أكثر من النظم في الوقائع التي جرت في الحلة ونواحيها وكان أكثر شعره في الامام الحسين (ع) وأولاده الأطهار ، وقد فقد أكثر شعره على أثر الطواعين والحروب التي وقعت في النصف الأخير في القرن الثالث عشر ، رثا جماعة من الرجال منهم السيد سليمان الحلي الكبير بقصيدته الطويلة.
    توفي في الحلة بالطاعون الكبير عام 1247 هـ ونقل إلى النجف فدفن فيها وذكره النقدي في كتابه ( الروض النضير ) ص 22 فقال :
    محمد بن ادريس بن الحاج مطر الحلي أحد شعراء زمانه ـ من الموالين لأهل البيت عليهم السلام وشعره من الطبقة الوسطى ومراثيه مدرجة في المجاميع ، فمات بالطاعون الكبير ، ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة ـ قسم الديوان ، وقال اليعقوبي في البابليات : هو الشيخ محمد بن ادريس ابن الحاج مطر ، مولده بالحلة في أواسط القرن الثاني عشر ونشأ وتأدب فيها وهو معدود في الطبقة الوسطى من شعراء الشطر الأول من القرن الثالث عشر. فمن شعره في الرثاء.
آهـاً لوقعة عـاشوراء إن لها أيقتل السبط مظلوماً على ظمأ ورأس سيد خلـق الله يقرعـه والسيد العابد السجـاد يـجهده وتستحث بنات المصطفى ذللا نيران حزن بها الأحشاء تشتعل والماء للوحش منه العل والنهل بالخيزرانة رجس كـافر رذل ثقل الحديد وقد أودت به العلل بالأسر تسري بهن الانيق الذلل


(297)
إلـى الشـآم سرت تهدى على عجل نـوادبـاً فـقدت فـي السير كافلها عـقائل البضـعة الـزهراء حاسرة ديار صخر بن حرب ازهرت فرحاً ودار آل رسـول الله مـوحـشـة لهفي لزينب تدعـو وهي صارخـة ترنو كريم أخيهـا وهـو مـرتفـع يـا جـد نـال بنو الزرقاء وترهـم رزيـة بـكت السبـع الـشداد لـها صلى عليكم آله الـعرش مـا ذكرت يحدو بها العيس عنفاً سائق عجل وفارقت خـدرهـا الأستار والكلل وآل هنـد عليها الحلـي والـحلل لهـا سرور بقتل السبـط مكـتمل خلو تغير منهـا الـرسـم والطلل والقلب منها مروع خائـف وجـل كالبدر تـحملـه العسالـة الذبـل يوم الطفوف ونالوا فوق ما أمـلوا والأرض زلزل منها السهل والجبل ارزاؤكم واسالـت دمعهـا المـقل
    وله مرثية مطلعها :
يا مقلة الصب من فيض الدما جودي بهاطل من دم الأكباد ممدود
    أثبتناها في مخطوطنا ( سوانح الأفكار في منتخب الأشعار ) ج 2 ص 320 وأخرى أثبتها السيد الأمين في ( الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد ) أولها :
هذي الطفوف فقف وعينك باكية تجري الدما بدل الدموع الجارية


(298)
المتوفي 1249
    قال صاحب الروض الأزهر (1) ص 12 : ورأيت له بيتين هما في الحسن كفرقدين في رثاء ريحانة سيد الكونين الإمام الشهيد الحسين وهما :
عجـباً لـقوم يدعون ولاءه من لم يمت بعد الحسين تأسفاً عاشوا وفي الأيام عاشوراء عندي وأعداء الحسين سواء
انتهي        
    وخمسهما الخطيب الشيخ كاظم سبتي المتوفى سنة 1342.
أودى الحسين وقد أراق دماءه فدعى الغريب وقد أطال بكاؤه شمر فاشجى رزؤه أعداءه عجباً لقوم يدعـون ولاءه
عاشوا وفي الأيام عاشوراء
فاسكب دموعك لابن بنت المصطفى بـل مـت عـليه تأسفـاً وتلـهفاً إن كنـت ويـحك للبتولة مسعفاً مـن لم يمت بعد الحسين تأسفاً
عندي وأعداء الحسين سواء

1 ـ مؤلفه مصطفى نور الدين الواعظ.

(299)
    السيد محمد الادهمي المولود سنة 1170 والمتوفى 1249.
    قال في الروض الأزهر : مولانا الجد العلامة والماجد الفهامة ، الأخذ من الفضل زمامه ، ذي النسب الذي لا يبارى فيضاهى ، والحسب الذي لا يجارى فيباهى ، السيد محمد أفندي نجل السيد جعفر الحسيني الحسنى نسباً ، والحنفي مذهباً ، والأدهمي لقباً ، والأعظمي مولداً ، والبغدادي مسكناً ووطناً ومحتداً. ينتهي نسبه إلى الحمزة ابن الإمام الكاظم عليه السلام ، ولد في أواخر القرن الثاني عشر صبيحة يوم الإثنين من شهر رجب الأصب سنة 1180.
    وفي آخر عمره تولى القضاء في مدينة الحلة الفيحاء حتى مات بها شهيداً بأمر من الحاكم في الحلة. وجاءت ترجمته في ( المسك الأذفر ) تأليف محمود شكري الألوسي ـ الجزء الأول قال : وله نثر لطيف وشعر ظريف ، توفي في الحلة قاضياً وشهيداً.


(300)
المتوفي 1250
بـأيـة آيـة يـأتـي يـزيد وقام رسول رب العرش يتلو غـداة صحـائف الأعمال تتلى وقد صمت جميع الخلق ( قل لا ) (1)
    أي بماذا يعتذر يزيد بن معاوية يوم يقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحشر يتلو هذه الآية : قل لا أسئلكم عليه اجراً إلا المودة في القربى.
1 ـ رواهما الألوسي في تفسيره ( روح المعاني ) ج 5 ص 3 وانهما السيد عمر الهيتي وقال : ولله در السيد عمر الهيتي أحد الأقارب المعاصرين حيث يقول.
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس