ادب الطف الجزء السابع ::: 76 ـ 90
(76)
الشيخ قاسم بن محمد علي بن احمد الحائري الشهير بالهر والبصير أخيرا ، ولد سنة 1216 والمصادف 1801 م وتوفي سنة 1276 والمصادف 1859 م وأضر في آخر عمره ، وفي الطليعة : كان أديبا شاعرا عابدا ناسكا ، فقد بصره وهو في ميعة شبابه وشرخ صباه ، وتلقى العلم في المعاهد الدينية بكربلاء المقدسة أورد بعض شعره في المجموع الرائق ، وأخيرا كتب عنه صديقنا الاستاذ السيد سلمان هادي الطعمة في كتابه ( شعراء من كربلاء ) وذكر من كتب عن حياة هذا الشاعر كالسيد الامين في الاعيان والشيخ آغا بزرك الطهراني وغيرهما. توفي المترجم له بكربلاء المقدسه ودفن في الصحن الحسيني المقدس مما يلي باب السدرة ومن أشهر شعره قوله في الامام الحسين عليه السلام :
يومان لم أر فـي الايـام مثلهما يوم الحسين رقى صدر النبي به قـد سرني ذا وهذا زادنـي أرقا يوم شمر على صدر الحسين رقا
    وقوله في رثاه (ع) :
ما أنت يا قلب وبيض الملاح هلـم يا صاح مـعي نستـمع لقد قضى ريحانة المصـطفى لهفي علـيه مذ هـوى ظاميا ثوى أبي الضـيم فـي كربلا هبوا بني عمرو العـلى للوغى نساؤكم بالطـف بيـن العدى ووصف كاسات وساق وراح حديث من في رزئه الجن ناح بين ظبا البيض وسمر الرماح موزع الجسـم ببيض الصفاح ورحله فيـها غـدا مستـباح بكـل مقـدام بـيوم الكـفاح كـأنها بالنـوح ذات الجـناح
    وهناك جملة من القصائد الحسينية في المخطوطات النادرة رأيناها في تجوالنا عن أدب الطف.


(77)
الشيخ عباس الملا
المتوفى 1276
    وقد ارتجلها في الحائر الحسيني بكربلاء :
يا سيد الشهداء جئت من الحمى متوسلا بك في قضاء حوائجي لك قاصدا يا سيد الشهداء فأذن اذا لحوائجي بقضاء (1)
    الشيخ عباس بن الملا علي بن ياسين البغدادي النجفي من أسرة آل السكافي ، أسرة معروفة في النجف تتعاطى التجارة ، وأبوه الملا علي من ذوي النسك والصلاح يتعاطى بيع ( البز ) في بغداد ، وفي سنة 1247 هاجر الملا علي الى النجف رغبة منه في مجاورة مشهد الامام أمير المؤمنين ولولده المترجم له يومئذ من العمر ثلاث سنين ، اذ أن مولده كان سنة 1244 ففتح عينيه على الجو الادبي الذي يمتاز به هذا البلد واتصل بأدبائه وعلمائه فأين ما اتجه رأى عالما أو محادثا أو مؤلفا وكان له الميل الكامل
1 ـ عن ديوانه المطبوع بالمطبعة العلمية ـ النجف الاشرف جمع وتحقيق الخطيب الاديب الشيخ محمد علي اليعقوبي.

(78)
لذلك الجو العلمي فبرع في العلم والادب ونظم القريض ونبغ فيه قبل بلوغ سن الرشد فأصبح من ذوي المكانة بين أدباء القرن الثالث عشر الهجري ولا أدل على ذلك من قوله :
أحطت من العـلوم بكل فن فها أنا محرز قصب المعالي بديع والعـلوم عـلى فنون وما جاوزت شطر الاربعين
    وقوله :
كفـاني أنني لعـلاي دانت وحسبي أنني من حيث أبدو بنو العلياء من قاص ودان أشـار الناس نحوي بالبنان
    صرح البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة بأنه تفقه على العلامة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، وله مساجلات ومطارحات مع أدباء عصره وفي مقدمتهم الشاعر عبد الباقي العمري الموصلي فقد كان من المعجبين به فقد راسله ومدحه بطائفة من القصائد والمفردات منها قوله في قصيدته يمدحه فيها تناهز الـ 50 بيتا مثبتة بديوانه المطبوع واليك شاهدا منها :
له الله من ذي منطق أعجز الورى ترعرع في حـجر النجابة وانثنى حبيب اذا أنشأ ، صريع اذا انتشى وألسنة الافصاح عـنه غدت لكنا من المجد قبل المهد متخذا حضنا بديع اذا وشى ، غريض اذا غنى (1)

1 ـ أشار بالبيت الى أبي تمام حبيب بن أوس ، وصريع الغواني مسلم بن الوليد ، وبديع الزمان الهمداني ، وغريض الاندلسي المغني المعروف.

(79)
ومفتقر ( مغـنى اللبيب ) للفظه تسامى على الاقران فهو أجلهم وأكثرهم فضلا وأفضلهم ذكا يعلم في اعـرابه معبد اللحنا وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا وأنفذهم فكـرا وأشحذهم ذهنا
    ومنها :
مـراث بنعت الال آل محـمد ويستوقف الافلاك شجو نشيده فيبكي الحيا والجو يندب والسما له الدهر يعطي حين ينشدها الاذنا ويستصرخ الاملاك والانس والجنا تمور ووجـه الارض يملؤه حزنا (1)
    وذكره العلامة السماوي في ( الطليعة ) وأورد شواهد من شعره ثم نشر بقلمه في مجلة ( الغري ) السنة 7 الصادر سنة 1365 وخلاصة ما قال : العباس بن علي بن ياسين أبو الامين كان فاضلا أديبا جميل الشكل حسن الصوت لطيف المعاشرة ، وكان أبوه تقيا هاجر من
1 ـ قال المرحوم الشيخ اليعقوبي معلقا على هذا البيت : سألت الشيخ محمد السماوي فقلت له : لم يكن للشيخ عباس رثاء مشهور في أهل البيت ، فما هو قصد العمري في هذه الابيات. فاجاب قائلا : روى لي بعض معاصريه انه كان يستدر الدموع بصوته الرخيم وانشاده الرقيق لما يحفظه من المراثي الحسينينة في بعض الندوات الخاصة التي يعقدها اصحابه ببغداد في أيام عاشوراء كما حدث بذلك المرحوم الحاج حسين الشهربانلي من شيوخ بغداد المعمرين وانه كان ممن شهد تلك الاندية.

(80)
بغداد الى النجف وابنه رضيع وكان وقاد الذهن حاد الفهم وسيما ذا عارضة شديدة وهمة عالية مشاركا في العلوم على صغر سنه ، وصاهره الحسين بن الرضا الطباطبائي على شقيقته فهنأ السيد وهنأ نفسه بمصاهرة آل الرسول ، وعرف بالتقوى وامتاز بالورع فهو كما كان من مشاهير الشعراء كان كذلك من مشاهير الاتقياء. توفي في أواسط شهر رمضان سنة 1276 وعمره 32 سنة ودفن بالصحن الحيدري تجاه باب الرواق الكبير ، ويقال في سبب موته انه هوى ابنة أحد الاشراف وأخفى هواه حتى أنحله الى أن قضى نحبه. رثاه العلامة السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم بقصيدة تفيض بالحسرات والآلام وهذا أكثرها.
رزء كسا العلـياء ثـوب حـداد أصمت فوادحـه الـرشاد فبددت هل ذاك نفخ الصور قد صرت بنا جلل عـرا فـرمت سهام خطوبه هـاتيك غـر الاكرمين لـوجدها ثكلى ومن فرط الجـوى أحشاؤها قف بالـديار الـدراسات طلـولها بالبنين ان سلبوا القلوب فانهم تقفوا النجائب مـن جوى وجفونها لله رزء أجــجــت نـيـرانـه رزء الفتى السامي أبي الفضل الذي مـن فاق أربـاب العلى بـمفاخر وأمـاد للاسـلام أي عـماد أركانه بـالرغـم أي بـداد زعقاته أم ذاك صرصر عاد دين النبي ومعـشر الامـجاد تذري المـدامع من دم الاكباد أبـدا ليـوم الحـشر في ايقاد وانشد رباها عـن أهيل ودادي خلعوا على الاجساد ثوب سواد تهمي متى يحدو بهـن الحادي قلب الورى مـن حاضر أو باد حاز الفضائل مـن لدى الميلاد علـم وأخـلاق وبسـط أيادي


(81)
ذات سـمت فحـوت مناقـب جمة قس البلاغة في الـورى بل لم يقس ومهـذب مـزج القـلـوب بـوده ذاك الـذي شـرك الانـام بمـاله فقضى وأنفـس زاده التـقوى وهل لـو يفـتدى لفـديته طـوعا بـما لـكن اذا نفـذ القـضا فـلا ترى خنت الذمام وحـدت عـن نهج الوفا وسلوت مجـدي ان سلـوت مصابه هل كيـف تسكـن لوعتي فيه وقد لـي كـانـت الايـام أعـيادا بـه أصفـيـتـه دون الانـام الـود اذ لمحـته عيـني فابتـلت كـبدي به وعرفت قـدر عـلاه مـن حساده ذخرى ومـن حذري عليه كنزته أتبعـتـه عـند الـرحيل مـدامعا فقضى برغـمي قبل أن اقضي به يرتاح في روض الجـنان فـؤاده يا ليـتما لاقـيت حيـني قبـل ما فـدى بقـية عـمره نفسي الـتي من بعد فقدك لا أرى في الدهر لي لله نـعـشـك مـذ سرى ووراءه لله قـبـرك كـيف وارى لـحـده أعيت عن الاحـصاء والتعداد كـلا بسحـبان وقـس أيـاد مزج الالـه الـروح بالاجساد لكن تفـرد في هـدى ورشاد للمتقـين سوى التـقى من زاد ملكـت يدي من طارف وتلاد تجـدي هنالك فـدية مـن فاد ان ذقـت بعـد نواه طعم رقاد حـتى ألاقـيه بـيوم مـعادي أمسى رهـين جـنادل الالحاد واليوم عـاد مـراثيا انـشادي كان الحـري ومجـده بودادي ان العـيـون بلـيـة الاكـباد اذ تعـرف الاشـياء بالاضداد تحت الثرى عـن أعين الاشهاد تحكي الغوادي أو سيول الوادي وطري وأبلـغ من علاه مرادي ومعذب بلـظى الجحيم فـؤادي ألـقاه محمولا عـلى الاعـواد هـي نفسه ففدى المفدى الفادي عونا على صرف الزمان العادي أم المـعالـي بـالثـبور تـنادي طودا يفوق عـلا عـلى الاطواد


(82)
لله رمسـك كيـف غـشى طلعة ولقد صفا بك عيـشنا زمنا فهل كم ذا أقاسي فيك من وجـد ومن أتقـلب اللـيل الطـويـل كأنني أبكيك يا جـم المـكارم ما شدت أبكي ولـم أعـبأ بـلومـة عاذل أفهل ترى لـي سلوة في فقد من هيهات لا أسلـو وان طال المدى يا منهل الـوراد بل يا روضـة بك كان نادينا يضيء وقد محت كـم ذا دهتني الحادثـات بفادح وحشدت يا دهر الضغائن لي فما أوريت نيـران الآسي في مهجة وسقى ضريحا ضم خـير معظم سطعت سنا كالـكوكب الـوقاد ذاك الزمان الغـض لي بمـعاد نـوب تهـد الـراسيات شـداد متـوسد وعـلاك شـوك قتـاد ورقـاء فـوق الـمايس المـياد ( انـي بـواد والـعـذول بـواد ) هـو فـاقـد الامـثال والانـداد من كان في الكرب الشداد عتادي الـرواد بل يـا كعـبة الـوفـاد أيدي الـزمان ضياء ذاك الـنادي لكـن ذا أدهـى شـجى لفـؤادي لك كم تجـور عـلى بني الامجاد الصادي أجـل فالله بالـمرصـاد أبدا مـدى الازمـان صوب عهاد
    ذكر الشيخ آغا بزرك ان الشيخ اليعقوبي الخطيب كان قد ظفر بديوان المترجم له وقد استنسخ منه نسخة كاملة بـ 330 صفحة وان النسخة فقدت في جملة ما فقد في سنة 1335.
    وهكذا انطوت حياة هذا العبقري ولا تزال قصة غرامه أحدوثه السمر في أندية الادب.
    ومن شعره يمدح الامام أمير المؤمنين عليا عليه السلام ويستجير به من الوباء
أيها الخائف المروع قلبا من وباء أولى فؤادك رعبا


(83)
لذ بأمن المـخوف صنو رسـول واحبس الركب في حمى خير حام وتـمسك بقـبره والـثم الـترب واذا مـا خشيـت يـوما مضيقا واستـثره عـلى الـزمان تجـده فهو كهـف اللاجـي ومنتجع الآ من بـه تخـصب البلاد اذا مـا وبـه تفرج الكـروب وهـل من يـا غـياثـا لكـل داع وغـوثا وغـماما سحـت غـوادي أيـاد وأبيـا يـأبى لشيعـتـه الضـيم كيف تغضي وذي مواليك أضحت أو ترضى مولاي حاشاك ترضى أو ينال الزمـان بالسـوء قـوما حاش لله أن تـرى الخطـب يفني ثم تغـضـي ولا تجيـر أنـاسا لسـت أنحـو سـواه لا وعـلاه فـي حمـاه أنخـت رحلي علما لا ولا أختشـي هـوانا وضيـما وبه أنتضي علـى الـدهر عضبا وبه أرتجي النـجـاة مـن الذنب وهو حسبي من كل سوء وحسبي لست أعبـا بـالحادثات ومن لا الله خيـر الانـام عجمـا وعربا حبسـت عنده بنو الـدهـر ركبا خضـوعـا لـه فبـورك تـربا فامتحـن حبـه تشـاهـده رحبا لك سلـمـا من بعد ما كان حربا مل والملتـجـي لمن خاف خطبا أمحل العـام واشتكى الناس جدبا أحـد غـيـره يفـرج كـربـا ما دعـاه الصـريـخ الا ولبـى يه فـأزرت بواكف الغيـث سكبا وأنـى والليـث للضيـم يـأبـى للردى مغنمـا وللمـوت نهـبـا أن يروع الردى لحزبـك سربـا أخلصتك الولا وأصفتـك حـبـا ـ يا أمانا من الردى ـ لك حزبا عودتهـم كفاك في الجدب خصبا ولو أني قطعـت اربـا فـاربـا أن من حـل جنبـه عـز جنبـا وبه قـد وثقـت بعـدا وقـربـا ان سطـا صـرفـه وجرد عضبا وان كنت أعظـم النـاس ذنـبـا أن أراه ان مسنـي الـدهر حسبا ذ بآل العبـا غـدا ليـس يـعبـا


(84)
    وله البيتان المكتوبان في الايوان الذهبي الكاظمي يمدح الامامين موسى الكاظم وحفيده محمد الجواد عليهما السلام :
لذ ان دهتك الرزايا بكاظم الغيظ موسى والدهر عيشك نكد وبالجـواد محمـد
    وقال موريا في مدح استاذه السيد حسين بحر العلوم :
نفسي فـداء سيـد وده لا غرو ان كنت فداء له أعـددتـه ذخري لدى النشأتين فانني ( العباس ) وهو ( الحسين )
    وقال وهو من أروع ما قال في الغزل :
عدينـي وامطلـي وعدي عديني ومنـي قبـل بينـك بـالأمـاني سلي شهب الكواكب عـن سهادي صلي دنفـا بحـبـك أوقفـتـه أما وهـوى ملكـت بـه قيـادي لأنـت أعـز مـن نفـسي عليها أما لنـواكـم أمـد فيقــضـى وكنـت أظـن أن لكـم وفـاء هبوني أن لـي ذنـبـا ومـا لي ألست بكم أكـابـد كـل هـول أصون هـواكـم والـدمع يهمي وتعذلنـي الـعـواذل اذ تـراني يمينـا لا سلـوتهـم يمـيـنـا ودينـي بـالصبـابة فهي ديني فان منيتـي فـي أن تبـيـنـي وعن عد الكـواكـب فـاسأليني نواك على شفـا جرف المنـون وليـس وراء ذلك مـن يمـيـن ولسـت أرى لنفسـي من قـرين اذا لم تقـض عنـدكـم ديـوني لقد خابـت لعمـر أبـي ظنوني سوى كلفـي بكـم ذنـب هبوني وأحمل في هـواكـم كل هـون دما فيبـوح بالسـر المـصـون أكفكـف عارض الدمـع الهتون وشلـت ان سلـوتهـم يميـنـي


(85)
جفونـي بعـد وصلهـم وبانوا لقد ظعنوا بقلبـي يوم راحـوا فمن لمـتـيـم أصمـت حشاه اذا ما عـن ذكـركـم علـيه رهين فـي يـد الاشواق عان اذا ما الليل جن بكيـت شجوا ولو أبقت لـي الزفرات صوتا بنفسي مـن وفيت لها وخانت أضن علـى النسيـم يهب وهنا فان أك دونهـا شـرفـا فاني ومن مثلي بيوم وغـى وجـود ومن ذا بالمكـارم لـي يـداني وكم لي من مآثر كـالـدراري فمن عزم غـداة الـروع ماض وحلم لا تـوازنـه الـرواسـي وبأس عنـد معتـرك المـنـايا وجود تخـصـب الايـام منـه وعز شامخ الهضـبـات سـام ولي أدب به الركبـان سـارت أحطت مـن العلـوم بكـل فن وكم قوم تعـاطـوها فكـانـوا فها أنا محـرز قصـب المعالي فسحي الدمع ويحـك يـا جفـوني فها هـو بيـن هـاتيـك الظعـون سهام حـواجـب وعيـون عـيـن يكاد يغـص بـالمـاء المـعـيـن فـيـالله للـعـانـي الـرهـيــن وطارحت الحمـائـم فـي الغصون لأسكت السـواجـع فـي الحنـيـن وأين أخو الوفـاء مـن الـخـؤون بريـاهـا وما أنـا بـالضـنـيـن لأحسـب هـامـة العيـوق دونـي وأي فتـى لـه حسـبـي وديـنـي وهل لي فـي الاكـارم مـن قـرين وكم فضل ـ خصصـت به ـ مبين كحـد السـيـف تحـمـله يمـينـي اذا ما خـف ذو الـحـلم الـرزيـن تـقـاعـس دونـه أسـد العـريـن اذا مـا أمحلـت شهـب السـنـيـن له الاعيـان شـاخصـة الـعـيـون تزمـزم بين زمـزم والحـجـون بـديـع والـعلـوم عـلـى فـنـون على ظـن وكـنـت علـى يقـيـن وما جـاوزت شـطـر الاربعـيـن
    وقال في الغرام :
حبذا العيش بجرعاء الحمى فلقد كان بها العيش رغيدا


(86)
لا عـدا الغيـث ربـاهـا فلكم ولكـم فيـهـا قضيـنـا وطرا يا رعى الله الدمى كم غـادرت ولكـم قـاد هـواهـا سـيـدا وبنفسـي غـادة مـهـما رنت ليس بدعـا ان أكـن عبـدا لها جرحت ألحاظها الاحشـاء مـذ رصدت كنـز لئـالـي ثغـرها وحمت ورد لمـاهـا بظـبـى يا مهاة بيـن سـلـع والنـقـى ولقتلـي عقـدت تيـهـا علـى ما طبتـنـي البيض لولاها وان يـا رعـاها الله مـن غـادرة منعت طرفي الكرى من بعد ما لو ترى يـوم تـناءت أدمعـي ما الذي ضـرك لو عدت فتى وتعـطـفـت علـى ذي أرق كم حسود فيـك قـد أرغمـته نظمت ما نثـرتـه أدمـعـي جدت بالنفـس وضنـت باللقا يــا نـزولا بـزرود وهـم قد مضت بيضـا ليـالينا بكم أنجـز الـدهـر لنا فيها وعودا وسحبنا للهـوى فيهـا بـرودا من عميد واله القـلـب عميـدا فغدا يسعى علـى الرغم مسودا أخجلت عين المهـا عينا وجيدا فلها الاحرار تنصـاع عهـيـدا جرحت ألحاظنـا منهـا الخدودا بأفاع أرسـلـتـهـن جـعـودا من لحاظ تورد الحتـف الاسودا سلبت رشـدي وقد كنت رشيدا قدها اللدن مـن الشـعـر بنودا كن عينا قاصرات الطرف غيدا (1) جحدت ودي ولم تـرع العهودا كان من وجنتها يجنـي الورودا لرأيت الدر فـي الخـد نضيـدا عد أيـام اللقـا يـا مـي عيـدا لم تذق بعـدك عيـنـاه الهجودا فلماذا فـي أشمـت الحـسـودا من لئال كثـنـايـاهـا عقـودا فبفيض الدمـع يـا عينـي جودا بحمى القلـب وان حلـوا زرودا فـغـدت بعدكـم الايـام سـودا

1 ـ أطباه بالتشديد حرفه ودعاه.

(87)
كنت قبل البين أشكو صـدكم هـل لايام النوى أن تنقـضي أوقـد البـين بقلـبي جـذوة عللـونا بلـقاكـم فـالحـشا واذا عـن لقـلبي ذكـركـم ناشدوا ريـح الصبا عن كلفي شد ما كابـدت من يوم النوى أنا ذاك الـصب والعاني الذي حدت عن نهج الوفا يا مي ان واذا مـا أخلـق النأي الهـوى لـم يـدع بينكـم لـي جلـدا من عذيري من هوى طل دمي بي مـن الاشجان مـا لـو أنه لو طلبتم لي مـزيدا فـي الهوى ثم بنـتم فتمـنيت الصدودا ولايام تقـضت أن تعـودا كلما هبت صبا زادت وقودا أوشكت بعـد نواكم أن تبيدا خدد الدمع بخـدي خـدودا انها كانـت لاشـواقي بريدا انه كـان على القـلب شديدا بهواكم لم يزل صـبا عميدا أنا حاولت عـن الحب محيدا فـغرامي ليس ينفـك جديدا ولقد كنت على الـدهر جليدا وصدود جرع القلـب صديدا بالجبال الشم كـادت أن تميدا ما وجدتم فوق مـا في مزيدا
    ومن غرامياته قوله :
الى م تسر وجـدك وهـو بـاد وتخـفي فرط حبك خوف واش ولـولا الحب لـم تك مستـهاما وان ناحت على الاغصان ورق تحن لـها وان لـحت اللـواحي وتصـبو للغوير وشعـب نـجد نعم شب الهـوى بحـشاك نارا تشـب ومنـزل الاحـباب دادن أجـل بان التـجلد يـوم بانـوا وتلهـج بالسلو وأنت صب وهل يخفى لاهل الحب حب على خـديك للعبرات سكب يحن الى الرصافة منك قلب وتذكرها وان غضبوا فتصبو وغير الصب لا يصبيه شعب وكم للشـوق من نـار تشب فهل هي بعد بعد الـدار تخبو وأظلم بعدهـم شرق و غرب


(88)
كبا دون السلو جواد عزمي فلي من لاعج الزفرات زاد وبين القلب والاشـجان سلم وليس هوى المها الا عذاب لحى الله الحوادث كم رمتني كذاك الدهر بالاحـرار مزر ولو يجدي العتاب لطال عتبي وعهدي فيه لـم يك قـط يكبو ولي من ساكب العبرات شرب وبين النـوم والاجفان حـرب ولـكن العـذاب بهـن عـذب بقاصـمة لها ظهـري أجـب كأن للـحر عـند الدهـر ذنب ولكن مـا على الايـام عـتب


(89)
عج بالطفوف وقل يا ليث غابتها وانح الفرات وسل عن فتية نزلوا ونسوة بعـد فقد الـصون بارزة ما بيـن باكـية عـبرى ونادبة تحنو عـلى السبط شوقا كي تقبله واذر الـدموع وناجي الرسم و التزم يوم الطفوف على الرمضاء والضرم بين الطـفوف بفرط الحـزن لم تنم تدعو أباهـا ربيب البـيت والحـرم فلـم تجـد ملثـما فـيه لـملـتثـم
    والقصيدة تحتوي على 65 بيتا ومطلعها
قف بالديار وسل عـن جيرة الحرم أم يمموا الصعب قودوا نحو قارعة أم قد غدى في لظى الرمضاء ركبهم أهل أقاموا برضوى أم بذي سلم ومحنة رسمت فـي اللوح والقلم نحو الردى والهـدى لله من حكم
    جاء في معارف الرجال : الشيخ أبو المكارم محمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ حمد الله بن الشيخ محمود حرز الدين المسلمى النجفي ولد في النجف حدود سنة 1193 هـ ونشأ وقرأ


(90)
مقدمات العلوم فيها. هو عالم علامة محقق له المآثر الجليلة والخصال الحميدة وكان فقيها أصوليا منطقيا أديبا شاعرا ، ومن مهرة العلماء في العربية والعروض ، حدثنا الفقيه الشيخ ابراهيم الغراوي المتوفى سنة 1306 ان المترجم له من أصحاب الفقيه الاجل الشيخ محمد الزريجاوي النجفي والسيد أسد الله الاصفهاني ، سافر الشيخ الى ايران لزيارة الامام الرضا (ع) وفي رجوعه صير طريقه على اصفهان لملاقاة صديقه العالم السيد أسد الله الاصفهاني صاحب الكري في النجف المتوفي سنة 1290 وحل ضيفا على السيد فأفضل في اكرامه وتبجيله ونوه باسمه واظهار فضيلته علانية في محافل أصفهان والتمس منه الاقامة في اصفهان على أن يكون مدرسا فلم يؤثر على النجف شيئا وأراه الجامع الذي أحدثه السيد والده بعد قدومه من الحج سنة 1230 هـ.
    تتلمذ في الفقه على الشيخ علي صاحب الخيارات المتوفى سنة 1253 والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر الفقه و الاصول. والسيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1300 وحضر يسيرا درس الشيخ محمد حسين الكاظمي.
    مؤلفاته :
    كتاب الحج فقه استدلالي مبسوط جدا يوجد في مكتبتنا بخطه ، وكتاب الحاشية في المنطق على شرح الشمسية بخطه ، والمصباح وهو كتاب جامع في أعمال المساجد الاربعة المعظمة والاوراد والادعية المأثورة وكتاب في الحديث ومقتل يتضمن
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس