ادب الطف الجزء السابع ::: 91 ـ 105
(91)
شهادة الامام الحسين (ع) وأصحابه في واقعة الطف وفيه بعض مرثياته ، ومجموع يشتمل على جملة من مراثيه ومراثي بعض معاصريه كالشيخ عبدالحسين محي الدين والشيخ عبد الحسين الاعسم وفيه عدة قصائد في الغزل والنسيب وكتاب شرح الحديث ـ هو شرح لكتاب أستاذه السيد القزويني شارحا ما نظمه خاله العلامة السيد بحر العلوم من مضمون الحديث ـ قال في المقدمة الحمد لله الذي هدانا الى السبيل بمعرفة البرهان الدليل .. أما بعد فيقول العبد الجاني طالب العفو من الكريم الودود محمد ابن عبدالله بن حمد الله بن محمود حرز الدين المسلمى ، قال في نظم الحديث :
ومشي خير الخلق بابن طاب يفتح منه أكثر الابواب
    وذكر الشيخ في شرحه أربعين بابه بخطه ، وتتلمذ عليه جماعة منهم الشيخ ابراهيم السوداني كما حدثنا عنه السوداني.
    توفي في النجف سنة 1277 هـ بداره بمحلة المسيل قرب مقبرة الصفا غربي البلد ودفن في وادي السلام بمقبرة آل حرز الدين ولم يخلف سوى بنتين.
    وله في رثاء مسلم بن عقيل (ع) :
اللدار أبـكي اذ تحـمل أهلها همام علـيه الكون ألوى عنانه تجمعت الاحزاب تطلب ذحلها كأنى بـه بين الجماهير مفردا أم السيد السجاد أم أبكي مسلما وخانت بـه الاقدار لـما تقدما عليه وفيها العلج عـدوا تحكما يحطم في الحامين لـدنا ولهذما
    وقال في تخميس أبيات الجزيني الكناني في مدح زيد بن علي (ع) :


(92)
أبي يرى ان المصاليت والقـنا تولت حيارى القوم تطلب مأمنا لديها المعالي في الكريهة تجتنى ولما تـردى بالحـمائل وانثنى
يصول بأطراف القنا والذوابل
فتى كان لا يهـفو حذارا جنانه ولما انثنى للشوس يعدو حصانه وقوع العوالي في الكريهة شانه تبيـنت الاعـداء ان سـنانـه
يطيل حنين الامهات الثواكل
همام اذا ما القعضبية في اللقا ولما علا ظهر المطهم وارتقى تحوم تراه في الكتيبة فيلقا تبين منه مبسم العز والتقى
وليدا يفدى بين أيدي القوابل
    وقال يرثي ولده جعفر وكان شابا بعدة قصائد منها :
علي الدهر بالنكـبات صالا وأوهى جانبي فصار جسمي وألم ما لقـيت مـن الرزايا ومن شأن القروح لها اندمال أروم سلـوه فتـقول نفسي أراني كلـما أبصـرت شيئا وفاجئـني بنكبته اغتيالا لما ألقاه من زمني خلالا فراق أحـبة خفوا ارتحالا وقرحة جعفر تأبى اندمالا رويدك لا تسل مني محالا تخيل مقلتي مـنه خـيالا
    وقد أثبتنا له عدة قصائد في الجزء الثاني من النوادر. انتهى أقول وأورد صاحب ( شعراء الغري ) ترجمته وذكر مراثيه لولده ، أما تتمة هذه القصيدة :
أري أقرانه فتجود عيني لو أن الدهر يقنع في فداء فلا والله لا أنساك حتي فازجرها فتزداد انهمالا لكان فداؤه نفسا ومالا أوسد نحو مضجعك الرمالا


(93)
عيـن سحي دمـا عـلى الاطلال قـد تولى سعـود أنسـي بنـحس ما لـهذا الـزمان يطلب بالثارات أين أهل التقـى مـهابط وحي الله آل بيـت الالـه خـير الـبرايـا جرعـوا مـن كؤوس حتف المنايا ليت شعري و ما أرى الدهر يوفي غـير مـجد في ملتي نـوح باك بل شجـاني نـاع أصاب فـؤادي كـوكب النيـرين ريـحانة الهادي بـأبي سبط خـاتم الرسل اذ صار لست أنسـاه وهـو فـرد يـنادي لـم تـجبه عـصابـة الكفـر الا وغـدى يـظهر الـدلائـل حـتى وأتـتـه تــشـن غـارة غـدر وهــو فـرد وهـم الـوف ولكن بـربـوع عفت لصرف الليالي بعد خـسف البدور بعد الكمال مـا للـزمان عـندي ومـالي أيــن الـهداة أهـل الـمعالي خـيرة الـعالـمين هم خير آل ورد بيض الضبا وسمر العوالي بــذمـام لـسادة ومـوالـي لـطلول بـمدمـع ذي انهمال بابن بنت النبي شمس المعـالي النبـي الـرسول فـرع الكمال يـقاسي عـظـائـم الاهـوال هل نصير لنا و هـل من موالي بقنا الـخط أو بـرشـق النبال لـم يـدع حـجـة لـقيل وقال فسقـاهـا من المواضي الصقال آيـة السيف يـوم وقـع النزال


(94)
بـطل يـرهب الاسود اذا ما وقضى بالطفوف غوث البرايا فـالسمـاوات أعولت بنحيب وبكى البـدر في السماء وحق فعزيز على البتولة تلقى الراس وبنـات النبي تهدى الى الشام حـكم البيض من رقاب الرجال فـبكائي لفـقد غـيث الـنوال فـهي تـبكي بمـدمـع هطال أن يـرى بـاكيا لـبدر الكمال مـنه يـسري عـلى الـعسال أسارى من فـوق عجف الجمال
    الشيخ درويش بن علي البغدادي المولود سنة 1220 والمتوفى 1277 هو الاديب الماهر درويش علي بن حسين بن علي بن احمد البغدادي الحائري كان عالما فاضلا أديبا مطبوعا أحد شعراء القرن الثالث عشر المتفوقين بسائر العلوم الغريبة وكانت له اليد الطولى في تتبع اللغة والتفسير وعلوم الادب والدين وصنف كتبا كثيرة. ذكره جمع من المؤرخين وأرباب السير والتراجم منهم العلامة شيخنا آغا بزرك الطهراني حيث قال : ولد في بغداد حدود سنة 1220 ونشأ وترعرع بها وأخذ عن علمائها حتى توفي أبوه وأمه وسائر حماته في الطاعون سنة 1246 فسافر الى كربلاء وجالس بها وأخذ عن علمائها حتى صارت الافاضل تشير اليه بالانامل وبرزت له تصانيف مفيدة ... الخ وظهر خلاف واضح في تاريخ مولده وتاريخ نزوحه اذ ذكر صاحب معارف الرجال : انه ولد في الزوراء سنة 1230 هـ ونشأ فيها وحضر مقدمات العلوم ومبادئ الفقه فيها وجد في تحصيله حتى صار يحضر عند المدرسين المقدمين وحصل الادب والعلم والكمال وملكة الشعر في الزوراء وفي سنة 1248 الذي وقع الطاعون فيها وعم


(95)
أغلب مدن العراق فقد المترجم أهله كلهم فيه على المعروف بين المعاصرين ثم بعد ذلك هاجر الى كربلاء وأقام فيها وهو ضابط لمقدماته العلمية باتقان فحضر على علمائها الاعلام الفقه والاصول والكلام حتى صار عالما فقيها محققا بارعا. اما البحاثة عباس العزاوي فيؤيد المحقق الشيخ آغا بزرك في تاريخ مولد الشاعر اذ قال : هو ابن حسين البغدادي كان عالما أديبا شاعرا وله : ( غنية الاديب في شرح مغني اللبيب ) لابن هشام في ثلاث مجلدات ولد ببغداد سنة 1220 هـ ـ 1815 م وتوفي في كربلاء سنة 1277 هـ ـ 1860 م. ورثاه ابنه الشيخ احمد بقصيدتين نشرهما في كتابه كنز الاديب وقد ورد له ذكر في ( شهداء الفضيلة ) وهذا نصه :
    كان عالما فقيها متكلما شاعرا طويل الباع في التفسير واللغة وعلوم الادب ولد في حدود 1220 وتوفي حدود 1277 وله تأليف ممتعة وشعره حسن.
    توفي الشاعر بكربلاء عام 1277 هـ وقيل سنة 1287 هـ ودفن بباب الزينبية عند مشهد الامام الحسين (ع).
    وأعقب ولدا فاضلا شاعرا هو الشيخ احمد بن درويش ترك آثارا قيمة أشهرها : الشهاب الثاقب والجوهر الثمين ، وغنية الاديب الذي يقع في ثلاثة أجزاء وقبسات الاشجان في مقتل الحسين (ع) يقع في جزئين مخطوط بمكتبة الامام أمير المؤمنين بالنجف تسلسل 376/2 ومعين الواعظين وبعض الرسائل وأخيرا كتاب ( المزار ) الذي ختمه ببيت شعر قال فيه :


(96)
سيبقى الخط مني في الكتاب ويبلى الكف مني في التراب
    واضافة الى ما تقدم فان له مجموعة شعرية حوت عدة قصائد قيلت في شتى فنون الشعر وأغراضه.
    قال مخمسا قصيدة الفرزدق الميمية في مدح الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) وأولها :
هذا الذي طيب الباري أرومته هذا الذي تلت الآيات مدحـته فخرا وأعلا على الجوزاء رتبته هذا الذي تعرف البطحاء وطاته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن من تعرف التقوى بقربهم وما السعادة الا قــيل حسبهـم والعلم والدين مقرون بعلمهم هذا ابن خير عباد الله كلهـم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
    وله راثيا العلامة المولى محمد تقي البرغاني القزويني المعروف بالشهيد الثالث المتوفى سنة 1264 هـ :
فـلا غرو في قتل التقي اذا قضى له اسوة بالطهر ( حيدرة ) الرضا قضى وهو محمود النقيبة والاصل وقاتله ضاهى ابن ملجـم بالفـعل
    وقال راثيا الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر المتوفى غرة شعبان سنة 1266 هـ بقصيدة مطلعها :
هوت من قبات الفخر أعمدة المجد فأضحت يمين المكرمات بلا زند


(97)
وغارت بحيـرات العلوم وغيبت فلا غرو أن تبكي جواهر شخصه شموس النهى والبدر والكوكب السعد فقد ضيعت في التـرب واسطة العقد
    ويتضح من المعلومات التي نقبنا عنها ان الشاعر كان مقلا في نظمه وأغراض شعره لا تتعدى الاغراض المألوفة.
    وللشيخ درويش علي من قصيدة :
عج بالطفوف وقبـل تـربـة الحرم يا عج وعجل الى أرض الطفوف فقد راقت وجـاوزت الجـوزاء منـزلة اخـلاقـه وعطـايـاه وطلعـتـه يكفي حسيـنـا مديح الله حيث أتى كان الزمان به غضـا شبـيـبـته ودع تذكـر جيـران بـذي سلم أرست على بقع في السهل والأكم كما بمدح حسيـن راق منتـظمي قد استنارت كضوء النار في الظلم في هل أتى وسبـا والنـون والقلم فعاد ينذرنا مـن بعـد بالـهـرم
    ورأيت في كتابه ( قبسات الاشجان ) كثيرا من شعره في رثاء الامام الحسين (ع) فمن قصيدة يقول في أولها :
هل المحرم لا طـالـت ليـاليـه ما للسرور قـد انسـدت مذاهبـه فمطلق الدمع لا ينفـك مطـلقـه يعزز عليك رسول الله مصرع من طول المدى حيث قد قامت نواعيه وأظلـم الكون واسـودت نـواحيه جار يـروي ثرى البوغاء جـاريه جبريل في المهد قد أضحى يناغيه
    وله من قصيدة حسينية :
صروف الدهر شبت في غليلي وجسمي ذاب من فرط النحول


(98)
عبد الله الذهبة
المتوفى 1277
أين الابـا هاشـم أيـن الابا هذا لوى العليا بـلا حـامل بعـد مقـام فـي ذرى يذبل ولـم تـزل تـرفع فيكم الى فما جنت اذ هجـرت فيـكم قد أصبحت غضبى لما نابكم فالجد الجـد لمـرضـاتهـا القتل القـتـل فـان العلـى وأضرموا نار وغى لم تقـل وواصلوا حتى تبيدوا العـدى الله يا هاشـم فـي مجـدكم الله يا هاشـم فـي شملكـم اين الفخار المشمخـر الـذي أين الاغارات التـي أرغمت اين غمام لـم يكـن قلـبـا كيف وهـت عـزائـم منكم وكم غدت أسادكـم هـاشـم ما للعلـى لـم تـلـف منكم نبا أكلـكـم عن حملـه قـد أبـى كيف رضيـتـم بمـقـام الربى أن جازت الجوزا بكـم مـنصبا حاشا علـى العـلـياء أن تذنبا وحـق يـا هاشم ان تغـضـبا فكم أنـال الطلـب المطـلـبـا لم ترض أو ترضى القنا والضبا لمبعـث النـاس لظـاها خـبا منكم بأثر المقـنـب المقـنـبا لا يغتدي بيـن البـرايـا هبـا فقد غدا فـي النـاس ايدي سبا ناطح منه الاخمـص الكـوكبا شـانئـكـم شـرق أو غـربا قبـل وبـرق لـم يـكن خلبا كادت عـلى الافلاك أن تركبا تعدو عليهـا فـي شراها الظبا


(99)
أما أتاكـم مـا علـى كـربلا ما جاءكم ان العظـيـم الـذي وكـاشـف الارزاء عنـكم اذا وذي الايادي الهـامـرات التي أضحى فريدا فـي خميـس ملا لم يلف منكـم من ظهـيـر له يخوض تيـار الوغى ذا حشى مجاهدا عـن شـرعة الله من حتى قضى لم يلف من ناصر مقطـرا تعـدو بـأشـلائـه ما أعجب الاقـدار فيمـا أتت كيف قضت لغالب الموت من فما بقى الاكـوان والموت في مضى الى الرحمن في عصبة قضوا كراما بعد ما ان قضوا على العرى عارين قد شاركت وخلفـوا عـزائـز الله مـن غرائبـا فـي هتـك أستارها تذري علـى فقـدان سـاداتها تحملها العـيس على وخـدها تقـرعهـن الاصبحـيات ان يا غضبة الاقدار هبـي فـقد ان التـي يسـدف أستـارها من نبـأ مـنـه شبـاكـم نبا علـى الثـريـا مجـدكم طنبا دهر بـأجنـاد الـبـلا اجلبـا أضحى بهـا مجـدكـم مخصبا رحب البسيط الشـرق والمغربا اذ جـاوز الخـطب بلاغ الزبا فيه الظـمـا ساعـره الهـبـا الى الغـوى عـن نهجـها نكبا بعد لمـن عـن نصره قد أبى برغمكـم خيل العـدى شـزبا لصفـوة الـرحمـن ما أعجبا عن نـابه كشـر أن يـغـلـبا روح البـرايـا أنشـب المخلبا لنصره الرحمن قبـل اجـتـبى ما الله لابـن المصـطفى أوجبا في سترها هـامي النحور الظبا دون محـام للعـدى منـهـبـا وخفضها صرف القضـى أعربا دمعا كوكـاف الحـيـا صيبـا تطوي بأثر السبسـب السبـسبا نضو من الاعيـا بهـا قـد كبا أن الـى الاقـدار أن تغـضـبا جبريل حسرى في وثـاق السبا


(100)
ومـن علـى أعتـابها تخضع الا خـواضع بين العـدى لـم تجـد عـز علـى الامـلاك والرسل ان تـود لـو أن الـدجـى سـرمدا وان بـدا الصبح دعت مـن أسى أبـديـت يا صبـح لنـا أوجهـا تـراك قـد هـانـت عليك التي فمـا جنـى يـا شمس جان كما الليـل يكسـوهـا حـذارا على وأنـ تـبـديـهـا لنـظـارها لم لا تـواريـت بحـجب الخفا يا هاشم العليـا ولا هـاشـمـا ما آن لا بعـدا لاسـيـافـكـم لا عــذر أو تجتـاح أعداءكم أو تنعل الافـراس مـن هم من جافي عـن الاسـياف اغمادها حتى تـبـيدي أو تبيدي العدى ولا تملـي مـن قـراع الردى ما صـد أسمـاعكم عن ندى وقد درت أن لا ملـب لـهـا تندب واقـومـاه مـن هاشم هذي بنات الوحي لم تلف من ملاك يقفـو المـوكـب الموكبا من ذلة الاسر لهـا مـهـربـا تمسـي لابـنـاء الخـنا منهبا لمـا عـن الرائي لهـا غيـبا يا صبح لا أهلا ولا مـرحبـا لهـا جلال الله قـد حـجـبـا عـن شـأنهـا القرآن قد أعربا جنيـت فـي حـرات آل العبا أوجهـهـا مـن دجنـة الغيهبا فمن جنـى مثـلـك أو أذنـبا للبعـث لمـا آن أن تـسـلـبا الخطب قد أعضل واعصوصبا من هـامـر الاوداج ان تشربا أراقـم المـران أو تعـطـبـا رام علـى عليـاك أن يشغـبا وواصلـي بيـن الطـلا والشبا الله فـي ثـارك أن يـذهـبـا أو يجمع الشـمـل الـذي شعبا زينـب والهـفـا علـى زينبا لكن حداها الثكـل أن تـنـدبا لنسـوة لـهـا السبـا اذهـبا كل الـورى ملـجا ولا مهربا


(101)
    قال صاحب أنوار البدرين : ومن الشعراء البحرين الشاعر المطبوع الحاج عبد الله ابن المرحوم الحاج احمد الذهبة البحراني ، هو من أهل قرية ( جد حفص ) سكن مسقط ثم لنجة وهناك انتقل الى رحمة الله ورضوانه.
    كان شاعرا ماهرا من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، راثيا ومادحا بارع في الشعر ، اجتمعت به في دارنا بالقطيف وكان قد جاء زائرا للمرحوم شيخنا الشيخ احمد ابن الشيخ صالح. له ديوان شعر رأينا منه مجلدين ضخمين ومن قصائده الغراء رائعته التي يقول في أولها :
أبى الدهر أن يصفو لحر مشاربه
    ويقول في آخرها :
ولهفي ولا يشفى الذي في ضمائري لربات خدر لم تـر الشمس وجهها بلهفي ولا يخبو من الوجد لاهبه لها دان أعجـام الورى وأعاربه
    وترجم له شيخنا المعاصر الشيخ علي الشيخ منصور المرهون في شعراء القطيف وذكر قصيدته التي مطلعها :
أين الابا هاشم أين الابا ما للعلى لم تلف منكم نبا
    أقول ولشاعرنا المترجم له شعر كثير في أهل البيت عليهم السلام و منه قصيدته التي مطلعها :


(102)
هل تركت لك الطفوف أدمعا تبكي بها بعد حمى وأربعا
    رأيت ديوانه في مكتبة المرحوم الشيخ آغا بزرك الطهراني ـ قسم المخطوطات ـ الخزانة العاشرة وقد كتب على الغلاف ( في رثاء الحسين ).
    وذكره البحاثة الطهراني في ( الكرام البررة ) فقال : كان من مشاهير مداح أهل البيت عليهم السلام ، وقد أكثر من البكاء والنوح عليهم ، وكان في غاية الورع والتقوى نظيرا للسيد حيدر الحلي في العراق ، سكن مسقط ثم بندر لنجة وديوانه كبير في مجلدات. أدركه صاحب ( أنوار البدرين ) وذكره فيه. وهو من أهل أواخر المائة الثالثة عشرة.


(103)
الشيخ حسن قفطان
المتوفى 1277
لمن الخبا المضروب في ذاك العرى مـا خـلـت الا أنـه غـاب بـه فـتيان صـدق مـن ذوابة هاشـم شبـوا وشـب بسيـفهـم وأكفهـم يـتذاكـرون اذا خـلوا بسميرهـم تقتـادهـم للـعز عـزمـة أصيد يـلقى الـكتائب بأسمـا ويشم من مـلك مـمالكـه الـعوالم كـلهـا أعـظـم بـه سلطان عـز شامخ شـرف تفـرع عن نبي أو وصي بعثـت الـيه زخـارفا بصحائف فـأقام فـيهم مــنذرا ومـبشرا حتى اذا ازدلـفوا اليـه رأوا بـه بدرا تـحف بـه كـواكب كـلما وغـدت تواسيـه المنون عصابة تكسوهـم الـحرب العوان ملابسا يتسلقون مـطهـما يسـتصحبون مـن كـربلاء جـرى عليه ما جرا آساد غـيل دونـهـا أسـد الشـرى نـسبا من الشـمس الـمنيرة أنـورا نـاران : نـار وغـى ، ونار للقرى طـربا سـوابـق ضمرا أو أسمـرا يـجد الـمنية فـيه طـعـما مسكرا نقـع الـعوادي في الـطراد الـعنبرا طـوع المشيئة قـبلمـا أن يـأمـرا لا جـرهـما ، لا تبـعا ، لا حميرا أو بـتـول لا حـديـث يـفـتـرا زمـر تـرى المعـروف شيئا منكرا ومـحــذرا في الله حـتى أعـذرا أسـدا يـحامي عـن شاره غضنفرا عـاينتها صـبحا مـسفرا طابت عاينت مآثرها وطابت عنصرا مستشعرين بـها الـنجيـع الاحمـرا مـثـقـفـا يـتـقـلدون مـذكـرا


(104)
يتـظللـون أرائـكـا مـضروبـة نسـجت عـواملهم مـثال دروعهم نصـروا ابـن بـنت نبيهم فتسنموا بـذلـوا نفوسهم ظـماءا لا تـرى حـتى أبـيدوا والـرياح تـكفـلت مـتلفعين دم الـشهـادة سنـدسـا لله يـوم ابـن الــبتـول فـانـه يـوم ابـن حـيدر والخيول محيطة الا أعـاد فـي عـواد فـي عـوار فـهناك دمـدم طـامـنا في جأشه مـتصرفـا فـي جـمعهم بعوامل بـأس وسيـف أخرسا ضوضاءهم فهوى على وجه الثرى روحي الفدا أحسين هـل وافـاك جـدك زائرا أم هـل درى بـك حيدر في كربلا مـن مـبلغ الـزهـراء أن سليلها وفـراسـنان نـحـره بـسنانـه وبـناتـهـا يـوم الـطفوف سليبة فـكأنـا مـن قـيصـر ولـربما لـم أنس زينب وهـي تندب ندبها سـهدت عيني ليتهـا عـميت اذا أثـكـلتني اسلـمتنـي اذللـتنـي ورواق أمـن كـنت في الـدنيا لها بـيد الـعواسل أو غماما عثيرا زردا بأجساد العدى مـتصورا عزا لهم في النشأتين ومفـخرا ماء يـباح ولا سحابا مـمطرا بجـهازهـم كفنا حـنوطا أقبرا يوم التغابن أو حريرا أخضـرا أشجى الـبتولة والنبي وحـيدرا بخباه يدعـو بالنصير فلا يرى فـي عـوال فـي نـبال تبترا بـمهند يـسم الـعديد الاكثـرا عادت بجمعهم الصحيح مكسرا لـكن أمـر الله كان مقــدرا لك أيها الثاوي على وجه الثرى فرآاك مـقطوع الـوتين معفرا فردا غـريبا ظاميا أم ما درى عـار ثـلاثا بالعرا لـن يقبرا شلت يداه أكان يعلـم مـا فرا تسبى على عجف المطايا حسرا صانوا عن السب المعنف قيصرا يا كافل الايتام يا غوث الـورى مرت على أجفانها سنـة الكرى يا طود عز كان لي سامي الذرى أمسى بأرض الطف محلول العرا


(105)
هل أستطيـع تصبـرا وأراك في ما كنت أعرف قبل رأسك واعظا نصبوه خفظا وهو رفع وانثنـوا ويزيـد ينـكـته بمخـصرة له لم أدر من أنعاه يـومك يا حمى الأخـوة أنعـى أم أبنـي عمك أم مسلمـا وبـني عقيل أم بني أم لابنك السجـاد وهو معـالج أم للنساء الخـائـفات يلذن بي منع الوعيـد نعيهـا وبكـاءها يوم قليل فيـه ان بـكت السما حتى نرى المهـدي يـأخذ ثاره يا كربلا طلت السمـاء مـراتبا أرج تضوع في ثراك تعطـرت يابن النبي ذخرت فيك شفـاعة انظـر الـي بـرحمـة فيه اذا والوالدي ومن أصـاخ بسـمعه صلى عليـك الله مـا صلى له رمضـائهـا لا أستطـيع تصبرا بالذكر قد جعـل العـوالـي منبرا بثنـائـه فمـهـلـلا ومكـبـرا متـرنمـا متـشمـتـا متجبـرا حرمي ويا كهفي اذا خطـب عرا الطيـار أم أنـعـى علي الاكبرا الحسن الزكي أم الرضيع الاصغرا سقما وأقتـادا وقيـدا والـسـرى ويريـن في الخيم الحريق المسعرا الا تـردد زفـرة وتـحـســرا بدم وكـادت فيـه أن تتـفـطرا ونرى له في الغـاضـرية عسكرا شرفا تمنـت بعـضـه أم القرى منه جنان الحور مسـكـا أذفـرا لي في المعاد ولم يخب من أذخرا وافاك ظهـري بالخطـايا موقرا لرثاي فيك ومـن رواه ومن قرا أحد وسبـح أو دعـى أو كبـرا
    الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين بن نجم السعدي الرباحي (1) الدجيلي الاصل اللملومي المحتد ، النجفي المولد
1 ـ نسبة الى آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين بالعراق ، قال السيد مهدي القزويني في ( أنساب القبائل العراقية ) بنو سعد بطن من العرب منهم في الدجيل ومنهم في كربلاء.
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس