ادب الطف الجزء السابع ::: 106 ـ 120
(106)
والمسكن والمدفن الشهير بقفطان ولد في النجف الاشرف سنة 1199 وتوفي بالنجف سنة 1279 عن عمر يناهز الثمانين كما في الطليعة ودفن في الصحن الشريف العلوي عند الايوان الكبير المتصل بمسجد عمران كان فاضلا ناسكا تقيا محبا للأئمة الطاهرين وأكثر شعره فيهم درس الفقه على الشيخ علي ابن الشيخ الاكبر الشيخ جعفر حتى نبغ فيه وعد من الاعلام الافاضل ، واختص أخيرا بصاحب الجواهر وكان يعد من أجل تلامذته وأفاضلهم ، اتخذ الوراقة مهنة له وورث ذلك عنه أبناؤه و أحفاده الا انه كان يمتاز عنهم باتقان الفقه واللغة والبراعة فيهما ، وهذا ما حدا باستاذه أن يحيل اليه والى ولده الشيخ ابراهيم تصحيح الجواهر ومراقبته حتى قيل انه لولاهما لما خرجت الجواهر ، لان خط المؤلف كان رديا وقد كتب النسخة الاولى عن خط المؤلف ثم صارا يحترفان بكتابتها وبيعها على العلماء وطلاب العلم وأكثر النسخ المخطوطة بخطهما ، وهذا دليل على أن المترجم كان يعرف ما يكتب ، وكان جيد الخط والضبط ، ويظهر من ترجمة سيدنا الصدر له انه كان جامعا مشاركا في العلوم بأكثر من ذلك فقد قال في ( التكملة ) : كان في مقدمي فقهاء الطائفة مشاركا في العلوم فقيها اصوليا حكيما الهيا وكذلك له التقدم والبروز في الادب وسبك القريض وله شعر من الطبقة العليا. انتهى.
    توفي سنة 1275 كما في التكملة أو 77 كما في ( الطليعة ) وقال : ودفن في الصحن العلوي الشريف عند الايوان الكبير المتصل بمسجد عمران ، وترك آثارا هامة منها ( أمثال القاموس )


(107)
و ( الاضداد ) و ( طب القاموس ) ورسالة في الافعال اللازمة المتعدية في الواحد. وخلف من الذكور : الشيخ ابراهيم والشيخ احمد والشيخ حسين والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي وفي ( الكرام البررة ) ان الشيخ حسين توفي في حياة أبيه حدود سنة 1255.
    ومن شعره في الحسين عليه السلام :
نـفسي الـفداء لسيـد رامـت أمـيـه ذلـه حاشاه من خوف المنية فـأبـى ابـاء الاسـد وحموه أن يرد الـشريـ فـهناك صالـت دونه يا ابن النبي ابن الوصي لله كـم فـي كـربـلا بـأس يـسر مـحمدا يـوم ابن حيدر والموا يطفو ويرسب في الالو ويـرى أخـاه وابن وا ملك الـشريعـة سيفه وشئا السـراة بـعزمة سلـبت مـحاسنه القنا خـانت مـواثقه الرعيه بـالسلـم لا عزت أميه والـركـون الى الدنيه مختارا على الذل المنيه ـعة بالعوالي السمهريه آساد غـيل هـاشميـه أخـا الزكي ابن الزكيه لك شنشنات حـيدريـه ومواقف سرت وصـيه ضي عن مغامدها عريه ف بمهجة حـرى ظميه لده عـلى الرمضا رميه والماء تـحت القعضبيه لم يثنهـا غـير الـمشيه الا مـكـارمـه السنيـه


(108)
يا سادة ملـكوا الشفا حسن وليـكم ومـن ان الخطايا أو بقـته وعليكم ما دام فضلـ عة والمـعالي الـسرمديه في الحشر لم يصحب وليه وحـبكم يمـحو الخطيـه ـكم عـلى الناس التـحية
    وله في مدح أمير المؤمنين ورثاء ولده الحسين عليهما السلام :
لـم تـدع مـدحة الالـه تعـالى هــل أتـى لـغـيـر ثـنـاه والحظن الاعراف والحج والاحـ وطـواسيـن والـحواميم بل طا والـمثانـي فـيها عـلي حـكيم كـل مـا في الوجود أحصي فيه هـو أمـر الله الـذي نزلت فيـ هـو أمـر الله الذي صدرت كن وهـو اللـوح والذي خط في اللو مظـهر الـكائنات في مـبتداها وقـديـم آثـاره كـل مـوجـو عـلم الـروح جـبرئيل عـلوما وهـو مـيزانـه الذي قدر اللـ وقـسيم للنـار مـن كـان عادا ولـواء الـحمد الـعظيم بكفيـ وايـاب الـخلق المـعـاد اليـه فـي عـلي للـمادحين مقالا فـاسألنها عنه تجبك السؤالا ـزاب هودا والكهف والانفالا ها ويسين عـم والـزلـزالا وامـام يـفـصل الاجـمالا وبـه الله يـضرب الامثـالا ـه أتى لا تستعجلوا استعجالا عنـه في كل حادث لن يخالا ح بـلاء الـعبـاد والآجـالا ومبين الاشياء حـالا فـحالا د حـديث ولا تـقـولن غالى حـين لا صورة ولا تـمثالا ـه بـه يـوم وزنه الاعمالا ه ومولي الجنان من كان والى ـه وساقي أهل الولا السلسالا وعـليه حسابهـم لـن يـدالا


(109)
مـبدأ الامر منتهى الامر يوم الـ وهـو نـفس النبي لـمـا أتـاه فـدعـاه وبـنتـه أم سـبـطيـ فـاستـهل القسيس والاسقف الوا واسـتمالا رضاه بـالجزية العظ أنـزل الله ذا اعـتمـادا الـيـه ما استطاعت جموعهم يوم عرض وطـواهـم طـي السجل وطورا يغمد السيـف في الرقاب وأخرى صالح الجيـش أن تكون له الار قاتل الناكثـيـن والقاسطين الـ كرع السيف في دمـاهم بما حا من برى مرحبا بكـف اقتـدار يوم سام الجبان من حيـث ولى قلع البـاب بعـدمـا هي أعيت ثم مد الرتاج جسـرا فمـا تـم وله في الاحـزاب فتـح عظيم حين سالت سيل الرمال بـاعلا فـلـوى خـافقـاتهـا بيـمين ودعا للبـراز عمـرو بـن ود فمشى يرقل اشتيـاقـا علـي وجثى بعد أن برى ساق عمرو ـعرض سبحان من له الامر والى وفـد نـجـران طالبـين ابتـهالا ـه وسبطـيـه لا يـرى ابـدالا فـد رعبـا اذ استبـانـا الـوبالا ـمى عليـهـم مضـروبة اذلالا آية تـزعـج الـوغـى أهـوالا لكفـاح الا عليـهـا استـطـالا لفهـم فيـه يمـنـة وشـمـالا يتحـرى تقـلـيدهـا الاغـلالا واح والـنـاس تـغـنم الاموالا ـبهم والمارقين عنـه اعـتزالا دوا عن الدين نـزغـة وانتحالا أطعمته من ذي الفـقـار الزيالا رايـة الـديـن ذلـة وانخـذالا عند تحـريـكها اليسير الرجالا ولكـن بـيـمـن يمنـاه طالا اذ كفـى المؤمنـين فيه القتالا م من الشـرك خافقات ضلالا ولواه الخـفـاق يذري الرمالا يوم في خنـدق المديـنة جالا للـقـاه بـسـيـفـه ارقالا فوق عمرو تضر ما واغتيالا


(110)
ثم ثنـى بـرأس عمـرو فأثنى فانثنى بالفخار من نصرة الديـ وبأحـد اذ أسلـم المسلمون الـ فأحاطـت بـه أعـاديـه وانثا عجب مـن عصـابـة أخرته أخرته عن منصب أكمـل اللـ ضرب الله فـوق قبـر علـي قبـة صـاغها القـديـر لافلا أرخت الشمـس فوقها حلية النو شعب من شعـاعها ارتسمت في وضـريـح بـه تنـال الاماني يا أخا المصطفى الـذي قال فيه لو بعينيك تنظـر السبط يوم الط حــاربــوه بـعـدة وعـديد حـلـوه عـن الـمـباح ورودا فـتـحـامـت لـه حميـة دين ثبتـوا للـوغـى فلـلـه أقـوا وأضافـوا علـى الـدروع قلوبا ليـس فيهـم الا أبـي كـمـي عانقوا الحور في القصور جزاء وغدا واحد الـزمـان وحيـدا مفردا يلحـظ الاعـادي بعيـن جبرئيـل مـهـلـلا اجـلالا ـن على الشرك باسمه مختالا ـمصطفى فيه غدرة وانخزالا لت عليه مـن الجـهات أنثيالا بسـواه لغـيـهـا استـبـدالا ـه به الـديـن يـومه اكمالا عن جميل الـرواق منه جمالا ك السمـوات شـاهـدا ومثالا ر بهـاء وهـيـبـة وجـلالا فلـك النـيـرات نـورا تلالى وبه تـدرك العـفـاة النـوالا يـوم خـم بمـشـهـد ما قالا ـف فردا والجيش يدعو النزالا ضاق فيه رحب الفضـاء مجالا وسـقـوه أســنـة ونـبـالا فتيـة سـامـروا القنـا العسالا م تراهـم عنـد الكـفـاح جبالا من حديـد كـانـت لهم سربالا يرهب الجيش سطوه حيث صالا لنحور عانقن بيضـا صـقـالا في عدى كالكثيـب حيـث انهالا وبعين يرنـو الخبـا والعـيـالا


(111)
شد فيهـم وهـم ثـلاثون ألفـا نـاصـراه مثـقـف وحـسـام ضاربـا مهـره أرائـك نـقـع وهـوى الأخشـب الاشـم فمال ورأت زيـنـب الجـواد خلـيا معلنا بالصهيـل ينـعـى ويشكو فأماطت خمارها من جوى الثكل يا جـواد الحسيـن أيـن حسين أين حـامـي حماي عقد جماني أين للـديـن مـن يقيـم قنـاه واستغاثـت بـربهـا ثم جرت ثم أومـت لجـدهـا والـرزايا جد يا جد لو رأيـت حسـيـنا مستغيثـا هـل راحـم أو مجير فسقاه ابن كاهل وهو في حضـ لو ترى السبط في البسيطة دامي عاريا بالعرى ثلاثـا وتأبى الـ حنطتـه وكفنـتـه السـوافـي ورؤوسـا علـى الرماح أمالتـ أضرموا النار فـي خبانـا فتهنا ما لهذا الحـادي المعنـف بالاد فتشاكيـن حـسـرة والتـياعا في صفـوف كالسيل لما سالا ملـك المـوت حـده الآجـالا فوقه مثل ما ضربـن وصـالا العرش والارض زلزلت زلزالا ذا عنان مرخـى وسـرج مالا أمة بالطفـوف سـاءت فعـالا ونـادت وآسـيـدا وآثـمـالا أين من كان لي عمادا ظـلالا من تسنـمـت في ذراه الدلالا حيث مـالت وينجـح الآمـالا نحـو أشـلاء ندبهـا أذيـالا أسدلت دون نطقـهـا اسـدالا أي هيجاء مـن أميـة صـالى يستقي لابنـه الـرضيع زلالا ـن أبيه عـن الـزلال نصالا النحر شلـوا مبـددا أوصـالا وحش من هيبة له أن تـنـالا غـسـلـتـه دمـاؤه اغسالا ـها رياح السما جنوبا شمالا معولات بـيـن العدى أعوالا لاج لا ضجـرة ولا امهـالا وتباكيـن بالـزفـيـر وجالا


(112)
    ومن قصائده في الامام الحسين عليه السلام قصيدته التي مطلعها :
يا كربلاء فهل دريت بمن على من كل أروع تنتمـي أحسـابه أكناف أرض الغاضرية خيما لوسيم مجد في مراتـبه سما
    وله يذكر أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام :
هيهات أن تجفو السهـاد جـفـوني وأرى الخـوامس في الهواجر كلما كلا ولا الورقـاء ريـع فـراخها أنى ويوم الطف أضرم فـي الحشا يوم أبو الفضـل استـفـزت بأسه في خير انـصـار بـراهم ربهم فرقى على نهـد الجـزارة هيكل متقلـدا عضـبـا كـأن فـرنده وأغاث صبيته الظـمـا بمـزادة ما ذاقـه وأخـوه صـاد بـاذلا حتى اذا قـطـعـوا عليه طريقه وكتائـب مشحـونـة مشحـوذة فثنى مكـردسها نـواكص وانثنى أقرى السبـاع لحـومها وعظامها ودعته أسـرار القـضـا لشهادة حسموا يديه وهامـه ضربوه في أو أن داعية الاسـى تجـفوني حنت لـورد فهـو دون حنيني عن وكرهن أنينـهـا كـأنيني جذوات وجد مـن لظى سجين فتيات فاطم من بنـي يـاسين للدين أول عـالـم التكـويـن أنجبن فيـه نتـائـج الميمون نقش الاراقم في خطوط بطون من ماء مرصود الوشيج معين نفسا بها لاخيـه غـير ضنين بسداد جيـش بـارز وكميـن من يوم بدر أشحنت بضغـون بنفوسها سلـبـا قـرير عيون في مقفر بنجيعـهـا مشحـون رسمت له في لـوحها المكنون عمد الحديد فخر خيـر طعيـن


(113)
ومشـى اليـه السبط ينعاه كسـرت عبـاس كبـش كتيبـتـي وكنـانتي يا ساعـدى في كـل معـتـرك به لمن اللـوى اعطى ومـن هو جامع أمنـازل الاقـران حـامـل رايتي لك موقف بالطـف أنسـى أهلـه فرس كشـفـت بهـا الشريعة انها فمضيت محمـود النقـيـبة فائزا وتركتني بين العـدى لا نـاصـر رهـن المـنـيـة بين آل أميـة عباس تسمع زينـبا تـدعوك من أولست تسمع ما تقـول سكيـنـة كان الرجا بـك أن تحـل وثاقهم وتجيرني في اليتم من ضيم العدى عماه ان أدنـو لجسـمـك ابتغي عماه ما صبري وأنـت مجـدل من مبـلـغ أم البـنـيـن رسالة لا تسأل الركبـان عـن أبنـائها تأتي لارض الطف تنظر ولـدها الان ظهـري يـا أخي ومعيني وسري قومي بل أعز حصـوني أسطو وسيف حمايتـي بيميـني شملي وفي ضنك الزحام يقيـني ورواق أخبيتـي وبـاب شؤوني حرب العراق بملتقـى صفـين عادت الي بصفقـة المغبــون بحرير سندسهـا وحـور عيـن يحمي حماي ولا يحامـي دوني ما حال مفقـود العزيـز رهين لي يا حماي اذا العـدى سلبوني عماه يوم الاسـر مـن يحميني لي بالحبال المـؤلمـات متوني اليوم خابت في رجـاك ظنوني تقبيلـه بسياطـهـم ضـربوني عار بـلا غسـل ولا تكفـيـن عن واله بشجـائـه مـرهـون في كربلاء وهـم أعـز بنيـن كابين بين مبـضـع وطعـيـن


(114)
    قال في منظومته عن الحسين (ع) :
وقام بالأمـر أخـوه الاصغـر وهـو يكنـى بأبـي عبـدالله ميـلاده الخمـيس في الازمان قد حملته بضعـة الـرسـول في طيبة ولادة الزاكـي النفس وولـده عـلـي الشـهـيـد ثم علي الامـام المـعـتـمد ثم علي الاصغـر ابـن ليلى وجعفر وأمـه قضـاعـيـه سكينة بنـت الـرباب زينب أزواجه خمس عدا السراري وفاته مـن طـف كـربلاء وذاك فـي السبت أو الاثنين وهو الحسيـن السيـد المطهر لقب بالشهيـد فـي علـم الله لخمسة خلـون مـن شعبـان ستة أشهر علـى المنـقـول تاريخه المولود من غير دنس بالطـف وهـو الاكبر العميد وشهـر بانـويـه أم ذا الولد وهو الشهيد مـع أبيـه طفلا كذاك عبدالله نجـل النـاعيه فاطمة مـن البنـات تحسب وبابه الرشيـد ذو المـقـدار بسيف شمر المظهر البغضاء وجمعة ، خذ وسط القـولين (1)

1 ـ أقول مما توصلنا اليه في بحثنا ودراستنا ان اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام هو يوم الجمعة عاشر محرم الحرام ولنا على ذلك أكثر من دليل :

(115)
1 ـ ان الحسين عليه السلام نزل كربلاء يوم الثاني من المحرم ـ وكان يوم الخميس ـ كما نص عليه جل المؤرخين بل كلهم ، وقتل يوم العاشر فيكون يوم الجمعةهو يوم مقتله.
2 ـ صرح المؤرخون ان الحسين قد خرج من مكة يوم الثلاثاء يوم الثامن من ذي الحجة ، فيكون يوم الثلاثين هو يوم الاربعاء وهو اول يوم من المحرم لان شهر ذي الحجة كان ناقصا.
3 ـ روى المفيد في الارشاد وسائر ارباب المقاتل ان عمر بن سعد نهض لحرب الحسين عشية يوم الخميس لتسع مضين من المحرم ونادى يا خيل الله اركبي وبالجنة ابشري ، والحسين جالس أمام بيته محتبيا بسيفه اذ خفق برأسه على ركبتيه ، فسمعت اخته الضجة فدنت من أخيها فقالت : يا أخي أما تسمع الاصوات قد اقتربت الى ان طلب الحسين منهم تأجيله ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة فيكون صباح الجمعة هو يوم الواقعة.
4 ـ ذكر أرباب المقاتل ان ابن سعد كتب الى ابن زياد يوم الثامن من المحرم وهو يوم الاربعاء ، فعلى هذا يكون مقتله يوم الجمعة.
5 ـ جاء في كثير من أخبار أهل البيت في ظهور مهدي آل محمد ( انه يظهر يوم الجمعة يوم مقتل الحسين ).
6 ـ ذكر الخوارزمي في ( مقتل الحسين ) ج 2 ص 47 قال : وذكر السيد الامام أبو طالب ان الصحيح في يوم عاشوراء الذي قتل فيه الحسين وأصحابه رضي الله عنهم انه كان يوم الجمعة سنة احدى وستين ، وقال السيد الامين في ( لواعج الاشجان ) : وأصبح ابن سعد في ذلك اليوم وهو يوم الجمعة أو يوم السبت فعبأ اصحابه. وقال الشيخ عباس القمي في ( نفس المهموم ) : قتل الحسين يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة احدى وستين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه ، وسنه يومئذ ثمان وخمسون سنة ، وقيل ان مقتله كان يوم السبت وقيل يوم الاثنين والاول أصح ، قال أبو الفرج : وأما ما تقوله العامة انه قتل يوم الاثنين فباطل ، هو شيء قالوه بلا رواية ، وكان اول المحرم الذي قتل فيه هو يوم الاربعاء ، أخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر المزيجات واذا كان كذلك فليس يجوز ان يكون اليوم العاشر من المحرم يوم الاثنين وهذا دليل صحيح واضح تنضاف اليه الرواية ـ الى اخر ما قال.


(116)
في يوم عاشورا مضى محزونا قتل الشهيد السبط جسمي أنهكا مرقـده الـطـف مع الانصار وعمره الثمـان والخمسـونا قد جاء في تاريخه حـد البكا والراس عند المرتضى الكرار (1)
    أقول الظاهر من قوله : والرأس عند المرتضى الكرار. انه يختار رواية دفن الراس الشريف عند أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام مع ان الروايات في الرأس مختلفة وأكثرها معتبرة ، فقال جماعة انه في النجف عند أبيه أميرالمؤمنين ، ذهب اليه بعض علماء الشيعة استنادا الى أخبار وردت بذلك في الكافي والتهذيب وغيرهما من طرق الشيعة عن الائمة عليهم السلام وفي بعضها ان الامام الصادق (ع) قال لولده اسماعيل : انه لما حمل الى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أميرالمؤمنين ، وهذا القول مختص بالشيعة ، وعقد له في « الوسائل » بابا مستقلا عنوانه : باب استحباب زيارة رأس الحسين عند قبر أمير المؤمنين واستحباب صلاة ركعتين لزيارة كل منهما. وفي الكافي عن ابان بن تغلب قالت كنت مع أبي عبدالله (ع) فمر بظهر الكوفة فنزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ، ثم سار قليلا فنزل فصلى ركعتين ، ثم قال هذا موضع قبر أميرالمؤمنين ، قلت جعلت فداك والموضعين الذين صليت فيهما ، فقال موضع رأس الحسين وموضع
1 ـ أخذنا هذه القطعة من كتاب ( سمير الحاضر وأنيس المسافر ). مخطوط العلامة الجليل الشيخ علي كاشف الغطاء ، الجزء الرابع منه. والمنظومة تستوعب أحوال المعصومين بأجمعهم صلوات الله عليهم.

(117)
منزل القائم المائل. قال : ولعل موضع القائم المائل مسجد الحنانة قرب النجف.
    وعن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (ع) في حديث انه ركب وركبت معه حتى نزل الذكوات الحمر وتوضأ ثم دنى الى أكمة فصلى عندها وبكى ثم مال الى أكمة دونها ففعل مثل ذلك ثم قال : الموضع الذي صليت عنده أولا موضع أميرالمؤمنين والاخر موضع رأس الحسين (ع).
    القول الثاني ان الرأس الشريف دفن بالمدينة المنورة عند قبر أمه فاطمة عليها السلام وأن يزيد أرسله الى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فدفن عند أمه الزهراء ، حكاه سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن طبقات ابن سعد.
    القول الثالث ان الرأس الشريف بالشام حكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات انه بدمشق ، حكى ابن أبي الدنيا قال وجد رأس الحسين عليه السلام في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس 1 عند البرج الثالث مما يلي المشرق ، وكأنه هو المعروف الان بمشهد رأس الحسين عليه السلام بجانب المسجد الاموي وهو مشهد مشيد معظم.
    القول الرابع ان الرأس الشريف بمصر نقله الخلفاء
1 ـ الفراديس بلغة الروم البساتين.

(118)
الفاطميون من باب الفراديس الى عقلان (1) ثم نقلوه الى القاهرة وله فيها مشهد معظم يزار والى جانبه مسجد عظيم والمصريون يتوافدون الى زيارته أفواجا رجالا ونساء ويدعون ويتضرعون عنده.
    القول الخامس انه أعيد الى الجسد الشريف بكربلاء ، قال السيد ابن طاوس في الملهوف على قتلى الطفوف : وكان عمل الطائفة على هذا المعنى ، قال الشيخ المجلسي : المشهور بين علمائنا الامامية انه أعيد الى الجسد وعن المرتضى في بعض مسائله انه رد الى بدنه بكربلاء من الشام. وقال الطوسي : ومنه زيارة الاربعين. وهذا القول ذكره العامة والخاصة.
    أقول وقد كتب في هذا الموضوع سيدنا البحاثة المعاصر السيد محمد علي القاضي سلمه الله وأشبع البحث دراسة وتحقيقا بكتاب ضخم طبع مستقلا.
    وجاء في كتاب ( الحسين ) لمؤلفه على جلال الحسيني ما نصه : وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن في الاسرار والخواطر ، أنشدنا بعض أشياخنا :
لا تطلبوا المولى الحسين ودعوا الجميع وعرجـوا بشرق أرض أو بغرب نحوي فمشهده بقلبـي

1 ـ عقلان : مدينة كانت بين مصر والشام ، والان هي خراب.

(119)
    قال السيد المقرم من معاصرينا في كتابه ( مقتل الحسين ) : البيتان لابي بكر الالوسي وقد سئل عن موضع رأس الحسين فأجاب بهما.
    أقول وللحاج مهدي الفلوجي بهذا المعنى.
لا تطلبوا رأس الحسين فانه لكنما صفو الولاء يـدلكـم لا في حمى ثاو ولا في واد في أنه المقبور وسط فؤادي
    ويطيب لي أن أذكر بيتين قيلتا في رأس نصب على رأس رمح وهما :
هامة في الحياة طاولت الشهب وما نالها هبوب الرياح أنفت بعد موتها الترب ، فاختارت لها مسكنا رؤوس الرماح


(120)
    الشيخ حسين الفتوني هو العالم الاديب الشاعر حسين بن علي بن محمد بن علي بن محمد التقي بن بهاء الدين العاملي الحائري.
    كان أحد الاعلام المبرزين بمعرفة الادب والنحو وكان شاعرا مجيدا جليل القدر كثير الاطلاع ، ذكره أصحاب السير والتراجم منهم شيخنا العلامة صاحب الذريعة أعلى الله مقامه بقوله : ولد في كربلاء ونشأ بها وله آثار منها ( الدوحة المهدية ) في تواريخ الأئمة المعصومين عليهم السلام وهي ارجوزة عدتها تاريخ نظمها وهي ( 1287 ) بيتا نظمها بنفس السنة رأيتها في مكتبة الشيخ محمد السماوي في النجف كما ذكرناه في الذريعة ج 8 ص 274 ـ 275 والمظنون ان جده التقي بن بهاء الدين شقيق الشيخ مهدي بن بهاء الدين الفتوني شيخ السيد مهدي بحر العلوم وظاهر أن وفاة المترجم بعد هذا التاريخ.
    وذكره صاحب كتاب ( ماضي النجف وحاضرها ) قال :
    كان حائري الولادة والمسكن وهو من الادباء الفضلاء ومن أشهر رجال هذه الاسرة وهو صاحب المنظومة المشهورة في تواريخ الأئمة وولاداتهم ووفياتهم وتعداد أزواجهم وأولادهم رتبها على مقدمة وأربعة عشر بابا وخاتمة تشتمل على ألف ومائتين وثمانية وسبعين بيتا قال في أولها :
الحمـد لله العليـم الاحد العلم والقـدرة عين ذاته القادر الحـي القـديم الابـدي والصدق والادراك من صفاته
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس