ادب الطف الجزء السابع ::: 136 ـ 150
(136)
    وقال :
يا آل من ملأ الجهات مفاخرا وهم الذي لكم يعد نظـائـرا وأتى بكم للكائنات مظـاهرا ان الوجود وان تعدد ظاهرا
وحياتكم ما فيه الا انتموا
أو ما درى اذ راح يعلن بالندا فوجدكم سر الخليقـة أحمـدا ان الذي هو غيركم رجع الصدا أنتم حقيقة كـل مـوجـود بدا
وجميع ما في الكائنات توهم
    وقال متضمنا آية ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم )
على جميع البرايا وخصصوا بمزايا أهل العبـا قـل تعالوا من بعضها ( قل تعالوا )
    وقال :
وجـدكـم يـا آل احمـد اننـي ومثلي يراعي منه اذ شاب مفرق أعد لكم حمدي ومدحي من الجد بحمـدكـم سميتـه شيبة الحمد
    وقال :
لا تعجبوا ان نثرت من كلمي لأننـي يـوم زرت حضرته حشا فمي جوهرا ففهـت به في نعت أبناء حيدر دررا ومنه قبلت بالشفـاه ثرى منتظما تـارة ومنـتـثرا
    وقال :
أنا في نعت سيد الرسل طاها وعلي القدر الرفيع العماد


(137)
والحسيـن الشهيـد بعـد أخيـه وابنه باقـر العلـوم مع الصادق وعلي الرضا وقدوة أهل الارض وعلي النقي والعسـكري المنتقى يسكت الدهر ان نطقـت ويصغي الحسن السبط والفتى السجاد والكاظم العمـيـم الايـادي بحر العطـا الامـام الجواد والمـهـدي غـوث العبـاد ملقيا سمعـه الـى انشـادي
    وقال ـ وقد وقف بحضرة الامام موسى الكاظم عليه السلام :
أيا بن النبي المصطفى وابن صنوه لئن كان موسى قد تقدس في طوى علي ويابن الطهر سيدة النسا فأنت الذي واديه فيـه تقدسا
    وقال مرتجلا وقد وقف تجاه المرقد عائذا بأبي الرضا لائذا بجد الجواد :
نحن اذا ما عم خطب أو دجا لذنا بموسى الكـاظم بن جعفر ابن الحسين بن علـي بن أبي كرب وخفنا نكبة مـن حاسد الصادق بن الباقر بن الساجد طالب بـن شيبـة المحـامد


(138)
الشيخ حسين قفطان
المتوفى بعد سنة 1280
    الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن نجم الملقب بـ قفطان السعدي القفطاني توفي بعد سنة 1280 بالنجف ودفن في الصحن الشريف في جهة باب الطوسي وقد تجاوز التسعين. كان شاعرا وله قصائد في رثاء الحسين عليه السلام. انتهى عن الاعيان للسيد الامين.
    أقول والاسرة مشهورة بالعلم والادب والشعر وجودة الخط يتوارثونه خلفا عن سلف ولا عجب اذا برع في الشعر فالبيئة تحتم عليه ذلك أما شيخنا الشيخ آغا بزرك الطهراني فقد ذكر في ( الكرام البررة ) ان الشيخ حسين توفي في حياة والده الشيخ علي وذلك في حدود 1255 هـ.
    وقال : توجد بعض أشعاره في مجموعة السيد يوسف بن محمد العلوي الحسيني المكتوبة 1302 رايتها في مكتبة الملك بطهران.
    مرت بهذا الجزء ترجمة أخيه الشيخ حسن وابن أخيه الشيخ ابراهيم وطائفة من أشعارهم.


(139)
    وقف على قبر الحسين عليه السلام وقال :
أسبط المصطفى المختار يا من وحقـك لـم يكن بحماك مثلي أرشني يا بـن فاطمـة فـاني به في كل ما أرجو نجـاحي فتى والاك مقصوص الجناح هزارك في النواحـي بالنواح
    الشيخ موسى ابن الشيخ شريف يوسف بن محمد بن يوسف آل محي الدين الحارثي الهمداني العاملي ، وتعرف أسرتهم قديما بآل أبي جامع ، وهو جدهم. لقب بذلك لانه بنى جامعا في ( جبع ) من لبنان في القرن العاشر واستوطنوا النجف منذ ثلاثة قرون أو أكثر ، ونبغ منهم عشرات الرجال من العلماء والادباء ومن مشاهيرهم في القرن الماضي الشيخ موسى المذكور وكان يختص بالشاعر عبدالباقي العمري وقد تكرر ذكره في ديوانه المطبوع كما كان يختص بالشاعر الشيخ عباس الملا علي وكانت وفاة الشيخ موسى سنة 1281 هـ وله ديوان شعر جمعه البحاثة الشيخ محمد السماوي بخطه وأضاف اليه ديوان ابن عمه الشيخ عبد الحسين محي الدين وجعلهما في مجلد واحد وشاعرنا المترجم له


(140)
من شيوخ الادب في عصره وفرسان حلبات الادب. وساق السيد الامين في الاعيان نسبه الى أبي جامع الحارثي الهمداني فقال : الشيخ موسى ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن حسن بن محي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد ابن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي. من أهل القرن الثالث عشر الهجري ذكره الشيخ جواد آل محي الدين العاملي النجفي في ملحق أمل الامل فقال : كان فاضلا كاملا أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر وقد خمس القصيدة المشهورة المقصورة لابن دريد وحولها الى مدح الحسنين وأبيهما أميرالمؤمنين عليهم السلام. ذكرها السيد الامين وذكر جملة من شعره في مدح الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر.
    وجاء في ( الحصون المنيعة ) ج2 ص 565 : كان فاضلا كاملا ، أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر. وقد خمس القصيدة الدريدية ، ومدحه الشيخ عباس الملا علي البغدادي بقصيدة عند قدومه من سفر ، مطلعها :
تجلى فصير ليلي نهارا هلال على غصن بان أنارا
    كما راسله عبد الباقي العمري بقوله :
قف بالمطـي اذا جئت العشي الى وزر وصل وسلم وابك وادع وسل أرض الغري على باب الوصي علي به لك الخير يا مـوسـى الكليم ولي
    وذكره السماوي في ( الطليعة ) بما يقارب هذا ، كما ذكره


(141)
الشيخ الطهراني في ( الكرام البررة ). وله قصيدة تعرف بـ ( الخالية ) تتكون من 32 بيتا آخر كل بيت منها كلمة ( خال ) وتعطي معنى غير الاخر ، وقد عارض بها قصيدة بطرس كرامة وقد تخلص في القصيدة لمدح العلامة الشيخ حسن آل كاشف الغطاء وأولها :
سقى الخال من نجد وسكانه الخال وأزهر في أكنافه الرند والخال
    كما خمس القصيدة الخالية وبعث التخميس الى الآستانة الى ناظمها ، فلما وقف عليه قرضه فقال :
يا بن الشريف الذي أضحت فضائله خمست بالنظـم ذات الخال مكرمة من البديـع ومـن سحر البيان لقد كالشمس تشرق بين البدو والحضر مطوقا جيـدها عقـدا مـن الدرر أوتيت سؤلـك يا موسى على قدر
    وللحاج جواد بدكت الحائري ـ تخميس الشيخ للقصيدة الدريدية :
ان آيا أبديتهـا فـي القوافي ان هوت سجدا فغير عجيب قد هوت سجـدا لهـا الشعراء أنت موسى وهـي اليد البيضاء
    وللشيخ جابر الكاظمي :
ألقت لموسى الشعراء العصا في شعره للشعـرا معجـز كما لموسى ألقت الساحرون مثل العصا تلقف ما يأفكون


(142)
    ذكر الدكتور عبدالرزاق محي الدين في مؤلفه ( الحالي والعاطل ) المترجم له في معارضة قصيدة بطرس كرامة ( الخالية ) أما تخميسه للقصيدة الدريدية المذكورة في ( الحالي والعاطل ) والتي نظمها ابن دريد في مدح ابني مكيال ـ كما هو معروف فقد حولها شاعرنا المترجم له الى مدح الامامين الحسن والحسين عليهما السلام بتخميسه للقصيدة وها نحن نروي جملة من هذا التخميس :
هما سليلا احمد خير الملا هما اللذان انقعـالي غللا الحسنين الاحسنين عملا هما اللذان أثبتا لـي أملا
قد وقف اليأس به على شفا
هما اللذان أورداني موردا وأنشئاني بعد ما كنت سدى عاد به روض المنى موردا وأجريا ماء الحيا لي رغدا
فاهتز غصني بعد ما كان ذوى
كم ردني بعد الرجاء خائبا وحين أصبحت له مجـانبا من خلته ألا يـرد طـالبا هما اللذان عمرا لي جانبا
من الرجاء كان قدما قد عفا
وأولياني ما به النفس اقتنت وعوداني عادة ما امتهنـت عزاً به عن درن الدنيا اعتنت وقلداني منـة لـو قـرنـت
بشكر أهل الارض طراً ما وفى
أحمد ربي الله ما أعاشني فلم أقل وهو بخير ناشني اذ في ولاء المرتضى قد راشني ان ابن مكيال الامير انتـاشنـي
من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى (1)

1 ـ اللقى : الشيء المطروح.

(143)
ومذ وفى لي بالذي له ضمن قلت أبو السبطين بالوفا قمن وخصني بما به قلبي أمن ومد ضبعي أبوالعباس من
بعد انقباض الذرع والباع الوزي (1)
ذاك علي المرتضى عقد الولا ذاك الذي رام المعالي فعـلا وصنو طه المرتضى خير الملا ذاك الذي لا زال يسمو للعـلا
بفعله حتى علا فوق العلا
ومذ علا بالرغم من حسوده قلت وحق القول من ودوده لو كان يرقى أحد بجـوده بجوده الموفى على وفوده
ومجده الى السماء لارتقى
فعد الى مدح الحسين والحسن وقل اذا ما فزت منهمـا بمن تأمن في مدحهما من الزمن نفسي الفداء لأميري ومـن
تحت السماء لأميري الفدا
    وقال يمدح الامام (ع) :
أقـول لمقـتـعـد اليعمـلات أنخها علـى ذكـوات الغـري على أسد الغـاب بحر الرغاب وصي الرسـول وزوج البتول أبي الحسنيـن وطلـق اليدين وقل يا يد الله فـي الكـائنات سلام عليـك بصـوت رقيق أتـيـتـك ملتجـأ منهـمـا وجئـت وايقنـت أن يصدرا فمثلك من كـف عني الهموم يلف الوعـوث على السجسج وفـي بـاب حيـدرة عـرج مغيث السغاب سـرور الشجى ومعطي السؤل الى المـرتجي اذا العـام ضـاق ولم يفـرج ويا وجهه في الظـلال الدجي من الخطب والكرب لم يفـرج لأنك أنت حمـى الملتـجـي طريدين عنـي مهـمـا أجي وألحب في أعينـي منهـجـي (2)

1 ـ الوزى بالفتح : القصير.
2 ـ عن الحالي والعاطل.


(144)
الحاج جواد بدقت
المتوفى 1281
    الحاج جواد بدكت قال في الحسين (ع) :
بـواعـث انـي للـغـرام مـؤازر يعـاقـب فيـهـا للجديـدين وارد ذكرت بها الشـوق القديـم بخـاطر وان لـم تـراع لـلـوداد أوائــلا وتلـك التي لـو لـم تهـم بمهجتي لحاظ كألحاظ المهـى أن أتيـتـهـا وجيد يريـك الظـبـي عند التفاتها تحملت حتـى ضـاق ذرعا تحملي عدمتك فاقلع عن مـلائـمة الهوى أهل جاء أن ذو صبوة نـال طائلا فان شئت ان تـوري بقلبك جـذوة فبادر على رغم المـسـرة فـادحا غداة أبو السجـاد والمـوت باسط أطل على وجه العـراق بفـتـية فطاف بهم والجـيـش تأكله القنا على معرك قد زلزل الكون هوله رسوم بأعـلا الـرقمتيـن دوائر اذا انفك عنها للجديديـن صـادر به كل آن طارق الشوق خـاطر فما لك في دعوى الـوداد أواخر لما أنبـأت أن اللحـاظ سـواحر فواتـك الا أن تـلـك فـواتـر هي الظبـي ما بين الكثيبين نافر ومل اصطباري عظم ما أناصابر ألـم يعتـبر بالأوليـن الاواخـر وان جاء فاعلـم ان تلـك نوادر يصاعدها ما بين جنبـيك ساجر عظيما له قلـب الوجودين ذاعر موارد لا تلـفـى لهن مصـادر تناهت بهم للفرقـديـن الاواصر وتعبث فيـه المـاضيات البواتر وأحجمن عنه الضاريات الخوادر


(145)
يزلـزلـن أعـلام المنـايـا بمثلهـا وينقـض أركـان المقـاديـر بالقـنا أمستـنـزل الاقـدار مـن ملكـوتها وان اضطرابي كيف يصرعك القضا أطـل علـى وجـه المعـالم موهن بأن ابن بنت الوحي قـد أجهزت به فما كان يرسو الدهر فـي خلدي بأن وتلك الرفيعـات الحـجـاب عواثر تجلى بها نور الجـلال الـى الورى يطوف على وجـه البـراقع نورها وهب انهـا مـزويـة عن حجابها فماذا يهيـهـن البـدر وهـو بأفقه ولكن عناهـا حيـن وافـت حميها فطورا تـواريـه العـوادي وتارة فيا محكـم الكونين أو هي احتكامها وانك للجرد الضـواميـر حلـبـة ألست الذي أوردتها مـورد الـردى فيا ليت صدري دون صدرك موطأ فتقضي بهول الاوليـن الاواخـر امام على نقـض المقاديـر قـادر فكيف جرت فيما لقيـت المقـادر وان القضا انفـاذ ما أنـت آمـر وبـادر أرجـاء الـعوالـم بـادر معاشر تنمـيهـا الامـاء العواهر تدور على قطـب النـظام الدوائر بأذيالها بـل انما الـدهـر عـاثر على هيئـة لا أنهـن حـواسـر فيحسـب راء أنـهـن سـوافـر وقاهرها عن لطمة الخـدر قـاهر بأن الورى كل الـى البـدر ناظر رأته صـريعا فوقه النقـع ثـائر تشاكل فيـه الماضيـات البـواتر بأنك ما بيـن الفـريقـيـن عافر الا عقرت من دون ذاك الضوامر فيا ليتها ضاقـت عليها المصادر ويا ليت خـدي دون خدك عافر


(146)
    هو الحاج جواد ابن الحاج محمد حسين الاسدي الحائري ـ الشهير بـ ( بذقت ) أو بذكت (1). ولد بكربلاء عام 1210 هـ وتوفي سنة 1281 بكربلاء ودفن فيها.
    كان فاضلا أديبا مشهور المحبة لاهل البيت عليهم السلام من مشاهير شعراء القرن الثالث عشر وديوانه لا يزال مخطوطا وفيه قصائد عامرة ، وقد ساجل جملة من شعراء عصره نخص بالذكر منهم الشيخ صالح الكواز فلقد ذكر الشيخ اليعقوبي في ( البابليات ) ان الكواز زار شاعرنا المترجم له فرأى عنده عبدا له اسمه ( ياقوت ) وهو يضجر من رمد في عينيه فقال الكواز :
ألا ان ياقوتا يصوت معلنا غداة غدت عيناه ياقوته حمرا
    فأجابه الحاج جواد مرتجلا :
وقد صير الرحمن عينيه هكذا لأني اذا أدعوه ينظرني شزرا
    نظم الحاج جواد في مختلف أبواب الشعر فأجاد وأبدع فمن روائعه قوله مخمسا :
قلت لصحبي حين زاد الظما متى أرى المغنى وتلك الدمى واشتد بي الشوق لورد اللمى قالوا غـدا تأتي ديار الحمى
وينزل الركب بمغناهم
هـم سادة قـد أجزلوا بذلهم فمن عصاهم لم ينل وصلهم لمن أتاهم راجيا فضلهم وكل من كان مطيعا لهم
أصبح مسرورا بلقياهم

1 ـ وبذقت لقب جدهم الحاج مهدي ، أراد أن يقول عن الشمس بزغت فقال لتمتمة فيه : بذقت.

(147)
قد لامني صحبي على غفلتي فما أطـالـوا اللوم في زلتي اذ نـظرت غيرهم مقلتي قلت فلي ذنب فـما حيلتي
بأي وجه أتلقاهم
يا قوم اني عبد احسانهم فاليوم هل أحظى بغفرانهم ولم أزل أدعى بسلمانهم قالوا أليس العفو من شانهم
لا سيما عمن تولاهم
جعلت زادي في السرى ودهم وقلت هم لم يخجلوا عبدهم وموردي في نيتي وردهم فحين ألقيت العصا عندهم
واكتحل الطرف بمرءآهم
لم أر فيهم ما تحذرته كأنمـا فيمـا تفكرته بل لاح بشر كنت بشرته كل قبيح كنـت أحرزته
حسنه حسن سجايايهم
    ومن شعره قوله مقرضا تخميس الشيخ موسى ابن الشيخ شريف محي الدين لمقصورة ابن دريد :
أي آي أبديتها فـي القوافي ان هوت سجدا فغير غريب قد هوت سجدا لهـا الشعراء أنت موسى وهي اليد البيضاء
    وله ايضا في تقريضه :
لقد كفرت بالشعر قوم و قد قضى فأحييتنا فيـمـا نظمـت فـآمنوا علينا الـردى حزنـا عليه وتبئيسا فكنت لنا عيسى وكنت لهم موسى
    وللشاعر ملحمة كبيرة يمدح بها الامام أمير المؤمنين عليا عليه السلام نظمها فصولا على عدد حروف الهجاء رأيت أكثرها في مخطوط العلامة المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء المسمى بـ


(148)
( سمير الحاظر وأنيس المسافر ) ج 3 ص 325 قال : وقد نقلتها من نسخة بخطه وهي مسودة ومبيضة لا ثاني لها. أقول ورأيت هذه الروضة في مجموعة بمكتبة كاشف الغطاء العامة قسم المخطوطات ـ رقم 872 وهي التي أشار اليها الشيخ.
    وكتب عنه صديقنا السيد سليمان هادي الطعمة فقال : ان الديوان يشتمل على جوانب انسانية ووطنية وله ملحمة رائعة يمتدح بها أهل البيت عليهم السلام جارى بها ملحمة الشيخ كاظم الازري المسماة بـ ( الازرية ) عدد أبياتها 1265 بيتا. أقول ويحتفظ بنسخة منها آل الرشتي بكربلاء ومطلعها :
أهي الشمس في سماء علاها أخذت كل وجهة بسناها
    طرق أبواب الشعر فأسمع كل حي وفتح له الشعر أبوابه وأحسن به ترحابه فها هو يصف جلسة اختلسها من الزمان بين أحباب واخوان ولعلها بمناسبة زفاف السيد أحمد الرشتي عام 1279 :
هـي والـراح أسـفـرا اسفارا أشرقـا حين لاصحـاب فيحمي هي عـاطتهـم لمـاهـا ولمـا تتهـاوى فيهم فتحسبـهـم منها كلما رنحت لهم عطفـها هاجوا بينهم من بني النصارى طروب سلبت رشده وقد كسر الناقوس فأعـاد ليـل النـدامى نهارا عن تعاطى اجتلاهما الابصارا أسكرتهم به سقتهـم عـقـارا سكارى ومـا هـم بسكـارى ارتياحا وأزعـجـوا الاوتـارا ضل فيها احكام دين النصارى هجـرا وقـطـع الـزنـارا


(149)
    ومن شعره في رثاء الامام الحسين (ع) :
شجتـك الضعـائـن لا الاربـع ولو لـم يـذب قلـبـك الاشتياق تـوسمـتـهـا دمنـة بلقـعـا تعاتبـهـا وهـي لا تـرعـوي فعـدت تـروم سبـيـل السلـو خذوه بـألسنـة الـعـاذلـيـن تجاهلت حين طلـب الـسـلـو هل ارتعت من وقفة الاجـرعين فأينـك مـن موقف بـالطفوف بملمومـة حار فيها القـضـاء فما اقلعـت دون قتل الحسيـن اذا ميـز الشمـر رأس الحسين فيا ابن الـذي شرع المكرمات بـكم أنـزل الله ام الكـتـاب أوجهك يخضـبـه المشـرفي وتعدو على صدرك الصافنات وينقع منك غليـل السـيـوف ويقضي عليك الردى مصرعا بنفسـي ويـا ليتـهـا قدمت ويا ليته استـبـدل الخـافقين لقد أوقعـوا بك يابـن النبـي وخـوص متى نسفت مـربعا لقد أوقروهـا بنـات النـبي وسـال فؤادك لا الادمـع فمن أين يسترسل المـدمع فما أنت والـدمنـة البلقع وتسألهـا وهي لا تسمـع وسهمك طـاش به المنزع فقد عاد فـي سلـوة يطمع علام قد انضمـت الاضلع فأمسيت من صابها تجرع يحط له الفـلـك الارفـع وطاش بها البطـل الانزع فيا ليتها الدهـر لا تقـلـع أيجمعهـا للـعـلا مجمـع والا فليـس لهـا مشـرع وفي نشر آلائكم يـصـدع وصدرك فيـه القنا تشـرع وعـلـم الاله بـه مـودع وان غلـيلـك لا يـنـقـع وكيف القضا بالردى يصرع وأحرزها دونـك المـصرع وأيسر ما كـان لـو يقنـع عزيز على الـدين ما أوقعوا تلـقـفـهـا بعـده مـربع فهـل بعـدهـا جلـل أسفع


(150)
خريـم يغـار عليـهـا الاله أتـدري حـدات مطـيـاتها يلاحظها في السبـا أغلـف يطارحن بالنوح ورق الحمام لسـهـم الزفير بـأكبـادها تسيـر وتخـفي لفرط الحيا بمن أرقلوا وبمـن جعجعوا وأملاكه عندهـا تخـضـع ويحدو بها في السرى أكوع فهـذي تنوح وذي تسجـع الى أن تـكـاد بـه تنزع جواها ويعـربـه المـدمع
    وللحاج جواد بذكت :
فوق الحمولـة لـؤلـؤ مكنون لم لقبوهـا بالظـعـون وانها يا ايها الـرشـأ الـذي سميته اني بمن أهـواه مفـتون وذاك مهما نظرت وانت مرآة الهوى لم تجر ذكـرى نير وصفـاته زعم العواذل انهـن ضعون غرف الجنان بهن حور عين قمر السمـاء وانـه لقميـن بأن يؤنب بالهـوى مفتـون بـك بان لي ما لا يكاد يبين الا ذكـرتك والحديث شجون
    ومنها :
يا قلـب مـا هـذي شعـار متيم خفض فخطبك غير طارقة الهوى ما برحت بك غير ذكـرى كربلا ورد ابن فاطمة المنون على ظما ودع الحنين فانهـا العظمـى فلا ظهرت لها فـي كـل شيء آية بكـت السمـاء دما ولم تبرد به ندبت لها الرسـل الكرام وندبها فبعيـن نوح سال ما اربى على ولعل حـال بني الغرام فنون ان الهوى عمـا لقيـت يهون فاذا قضيت بهـا فـذاك يقين ان كنت تأسف فلتردك منون تأتي عليها حسـرة وحنيـن كبرى فكـاد بها الفناء يحين كبد ولو ان النجـوم عيـون عن ذي المعارج فيهم مسنون ماسار فيـه فلكه المشحـون
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس