ادب الطف الجزء السابع ::: 151 ـ 165
(151)
وبقلـب ابـراهيـم مـا بردت له ـ ولقـد هـوى صعقـا لذكر حديثها واختار يحيـى ان يطاف بـرأسه وأشـد ممـا نـاب كـل مكـون فحـراك تيم بـالضـلالة بعـده عقـدت بيـثرب بيعة قضيت بها برقي منبـره رقـي فـي كربلا لولا سقـوط جنيـن فاطمـة لما وبكسر ذاك الضلع رضت أضلع وكـذا علـى قـوده بنـجـاده وكما لفاطـم رنـة مـن خلفـه وبزجرها بسيـاط قنفـذ وشحت وبقطعهـم تلـك الاراكـة دونها لكنما حمـل الرؤوس علـى القنا كـل كتـاب الله لكـن صـامت ما سجـر النمرود وهو كمين موسى وهـون ما لقى هارون وله التأسـي بالحسيـن يكون من قال قلب محمد محـزون للحشر لا يأتـي عليه سكون للشـرك منـه بعد ذاك ديون صدر وضرج بالـدماء جبين أودى لهـا في كـربلاء جنين في طيها سـر الاله مصـون فله علي بـالوثـاق قـريـن لبناتهـا خلـف العليـل رنين بالطف من زجر لهـن متون قطعت يد في كربـلا ووتين أدهى وان سبقت بـه صفين هذا وهذا نـاطـق ومبـيـن (1)

1 ـ عن ( رياض المدح والرثاء ) للشيخ حسين آل سليمان البلادي البحراني من منشورات المكتبة العربية ومطبعتها مطبعة الاداب ـ النجف الاشرف.

(152)
فـآه وانـدمـى مـن فـوت نصرته والظـاهـرات من الاستار حين وعت تـوجهــت نحـوه تلقـاء سـيـدها فصـرن كالمتمـنى اذ يـرى فـلـقا لهـفـي لهـن من الاسـتـار بارزة عـواثـرا فـي ذيول مـا تطـرقها تخـال فـي صفـحـات الخد أدمعها كـل تلوذ بأخـرى خـوف آسـرها حتى اذا صرن في أسـر العـداة وقد مروا بهـن علـى القتـلى مطرحـة فمذ رأت زينـب جسـم الحسين على عار اللبـاس قطيع الـراس منخمـد ألقت ردى الصبر وانهارت هناك على وقد لوت فـوقه احدى اليـديـن على وغير مجد علـى مـافات ، واندمي صوت الجواد أتاها قـاصـد الخيم اذا به من على ظهـر الجواد رمي من الصبـاح فلـما ان رآه عمـي ما بين رجس وأفـاك ومغـتـشـم ريب ولا سحـبـت في مسحب أثم كالدر مـا بين منـثـور ومنتـظم لوذ القطا خوف بأس الباشق الضخم ركبن فـوق ظهور الانيـق الرسم ما بين منعفر في جنب مصـطـلم البوغا خضيبـا بـدم النحر واللمم الانفاس في جندل كالجمر مضطرم جسم الشهيد كطـود خـر منهـدم الاخرى وتدعوه يا سؤلي ومعتصمي


(153)
أخـي فقـدتك فقـدان الـربـيـع فلا هل كيف يجمل لي صبري ويهتف بي وتـارة تسـتـغـيـث المصطفى ولها يا جد هذا أخـي مـا بـيـن طـائفة يا جد أصبحـت نهـبا للـنـوائب ما لا والــد لـي ولا عـم ألـوذ بـه أخي ذبيـح ورحلـي قـد أبيـح وبي وابن الحسين كساه البيـن ثـوب أسى بالله يـا راكـب الوجـنـا يخـد بها ان جزت بالنجف الاعـلا فقف كرما وابد الخضـوع ولـذ بالقبـر ملتزما وانع الحسين له واقـصـص مصيبته هل أنت تعلم مـا نـال الحسيـن وما أما الحسين فقـد ذاق الـردى وقضى وصحبه أصبحوا صرعـى ونسـوته يسلوك قلبـي ولا يقلـو نعاك فمي بشر وانت رهين التـرب والـرجم قلب خفوق ودمع في الخدود ودهمي قد استحلوا دماه واحتـووا حـرمي بين العدى من ظلوم لي ومهتضـم ولا أخ لـي بقـى أرجوه ذو رحم ضاق الفسيح وأطفالـي بغير حمي والسقم أبراه بـري السيـف للقـلم بيد الفلا مدلجا بـالسـيـر لـم ينم بقرب قبـر علـي سـيـد الحـرم واقرى السلام لخير الخـلق واحترم وقل له يا امـام العـرب والعـجم نالت ذراريك أهـل المجد والكـرم بجانب النهر لهفان الفـؤاد ظـمي أمسوا سبايا كسبي التـرك والخـدم
    الشيخ صالح بن طعان بن ناصر بن علي الستري البحراني البركوياني المتوفى بالطاعون في مكة سنة 1281 له ديوان في المراثي لأهل البيت مطبوع في بمبي. كذا ذكر البحاثة الطهراني في الذريعة وقال :


(154)
    رأيت رثاءه للشيخ سليمان بن أحمد بن عبد الجبار المتوفى سنة 1262 بخط صاحب أنوار البدرين وولده الشيخ احمد بن صالح المولود سنة 1251 وله ايضا ديوان مطبوع بمبي ، وتوفي سنة 1315 ذكره لنا ولده الشيخ محمد صالح بن احمد بن صالح ابن طعان المذكور قبل وفاته 1333.
    وجاء في ( الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة ) للشيخ الطهراني :
    الشيخ صالح بن طعان عالم فاضل وفقيه بارع ، وقال : أثنى صاحب ( انوار البدرين في أحوال علماء الاحساء والقطيف والبحرين ) على علمه وصلاحه ، وكان من العلماء العاملين الورعين ، وله آثار كثيرة منها ( تسلية الحزين ) وله ( ديوان المراثي ) طبع.


(155)
    الشيخ محمد علي كمونة مفخرة الامجاد وسلالة الاسخياء الاجواد نشأ في بيت الزعامة والرئاسة والوجاهة كان ولم يزل هذا البيت محط رحال الوفاد ومنتدى العلم والادب وله الشرف والرفعة والمكانة السامية لدى أهالي كربلاء وكانت بيدهم سدانة الحرم المطهر الحسيني من ذي قبل. نشأ شاعرنا نشأة علمية دينية أدبية ، نظم فأجاد وبرع حتى فاق أقرانه ولانه يتحدر من الاسرة العربية الشهيرة وهم بنو أسد الذين نالوا الشرف بمواراة جسد الحسين عليه السلام فهو لازال يفتخر بهم ولأن عددا غير قليل منهم نالوا السعادة وحصلوا الشهادة يوم عاشوراء بين يدي أبي عبدالله الحسين سيد شباب أهل الجنة فهو يتمنى أن يكون معهم ويغبطهم على هذه المنزلة فيقول :
فواحزني ان لم أكن يوم كربلا قتيلا ولم أبلغ هناك مأربي

1 ـ والقصيدة تناهز الستين بيتا وأولها :
أعدها أخا المسرى لقطع السباسب مهجنة من يعملات نجائب

(156)
فان غبت عن يوم الحسين فلم تغب بنو أسد أسد الهياج أقاربي
    وقد جمع بعض أحفاده شعره في مجموعة سماها ( اللئالئ المكنونة في منظومات ابن كمونة ) ويقع في خمسة آلاف بيت.
    جاء في ( الحصون المنيعة ) للشيخ علي كاشف الغطاء ما نصه : الحاج محمد علي الشهير بكمونة كان شاعرا بليغا أديبا لبيبا فصيحا آنست الناس أشعاره الرائقة وأسكرتهم بمعانيها ومبانيها الفائقة ، درة صدف الادب والمعالي والعاقمة عن مثله أمهات الليالي ، قد شاهدته أيام صباي في كربلاء زمن توقفي فيها واجتمعت معه كثيرا واقتطفت من ثمار افاداته يسيرا وقد ناهز عمره الثمانين من السنين ، وعرضت أول نظمي عليه ، وكان رجلا طوالا ذا شيبة بيضاء مهيبا شهما غيورا وكان قليل النظم وأكثر شعره في مدح الامام أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معاونا لأخويه الحاج مهدي والشيخ محمد حسن في تولية خدمة مرقد أبي عبدالله الحسين وسدانة هذه العتبة المقدسة.
    توفي في شهر جمادي الاخرة ليلة الاحد سنة 1282 بمرض الوباء في كربلاء ودفن مع أخيه الحاج مهدي في مقبرتهم المعدة لهم في الحائر الحسيني تجاه قبور الشهداء. أقول وفي سنة 1367 هـ 1948 م قام الاديب المعاصر محمد كاظم الطريحي بجمع ديوانه والتعليق عليه ونشره بمطبعة دار النشر والتأليف بالنجف الاشرف.


(157)
    جاء في احدى قصائده الحسينية :
متى فلك الحادثـات استدارا كيوم الحسين ونـار الوغى فلـم تـر الا شهـابا ورى فعاد ابن أزكى الورى محتدا تجول على جسمه الصافنات فغـادر كل حشـى مستطارا تصعـد للفـرقـدين الشرارا وشهما بفيض النجيـع توارى وأمنـع كـل البـرايا جوارا وتكسوه من نقعها ما استثارا
    وقال رحمه الله في رأس الامام الحسين يوم طيف به على رمح :
رأس وقد بان عن جسم وطاف على رأس ترى طلعـة الهادي البشير به تنبي البـريـة سيـمـاه وبهجتـه يسري ومـن خلفه الاقتاب موقرة رمح وترتـيلـه القرآن ما بانا كـأنمـا رفعـوه عنـه عنوانا بـأن خيـر البـرايا هكذا كانا أسرى يجاب بها سهلا وأحزانا
    وله رائعة غراء في سيدنا أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أولها :
نبت بالذي رام المعالي صوارمه اذا ما حكتها بالفضاء عزائمه
    وله القصيدة الشهيرة التي يصف فيها بطولة شهداء كربلاء ومنها :
أراه وأمـواج الهياج تلاطمت ولو لم يكفكفه عن الفتك حلمه يعوم بها مستأنسـا بـاسمـا ثغرا لعفى ديار الشرك واستأصل الكفرا


(158)
ولـمـا تجـلـى الله جـل جـلالـه هوى وهـو طـود والمـواضي كأنها هوى هيكل التـوحـيد فـالشرك بعده وأعظم بخطب زعزع العرش وانحنى غداة أراق الشمـر مـن نحـره دما وان أنس لا أنسـى العـوادي عواديا ولم أنس فـتـيانا تـنـادوا لنصره رجال تواصوا حيث طابت أصولهم وما كنت أدري قبـل حمل رؤوسهم حماة حمـوا خدرا أبــى الله هتكه فأصبح نهـبـا للـمغـاوير بعدهم يقنعها بالسـوط شـمـر فان شكت نــوائـح الا أنـهـن ثـواكــل يصون بيمناها الحيـا مـاء وجهها له خـر تـعـظـيما له ساجدا شكرا نسـور أبـت الا منـاكـبـه وكـرا طغى غمره والـناس في غمرة سكرى له الفـلك الـدوار محـدودبـا ظهرا له انبجست عيـن السـما أدمعا جمرا ترض القرى من مصدر العلم والصدرا وللذب عنه عانقوا البيـض والسمـرا وأنفسهم بالصبر حتـى قضـوا صبرا بأن العوالي تحمل الانـجـم الـزهرا فعـظـمـه شـأنا وشـرفـه قـدرا ومنه بنات المصطـفى أبرزت حسرا يؤنبها زجـر ويـوسعـهـا زجـرا عواطـش الا أن أعيـنـهـا عبرى ويسترها ان أعوز السـتـر باليسرى
    وله من القصائد الحسينية المنشورة في ديوانه ما هذه أوائلها :
1 ـ ما بال عينك بعد كشف غطائها قذف الاسى انسانها في مائها
44 بيتا
2 ـ باتت تلوم على الهوى وتؤنب وحمى شجوني بالغرام محجب
29 بيتا


(159)
3 ـ أعدها أخا المسرى لقطع السباسب مهجنة من يعملات نجائب
57 بيتا.
4 ـ أصبحت آل علي في السبا أين عنها اليوم ارباب الابا
31 بيتا.
5 ـ ماذا على النوائب لو جانبت جوانبي
50 بيتا.
6 ـ نوى ظعنا يبغي منى فالمحصبا فأدنى اليه اليعملات وقربا
88 بيتا.
7 ـ دع المطايا تجوب البيد في السحر وعج بربع أبي الضيم من مضر
48 بيتا.
8 ـ من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا وسام أقمارها خسفا ونقصانا
23 بيتا.
    والشاعر كمونة لم تقتصر براعته وشاعريته على الرثاء فقط وانما طرق أبواب الشعر من غزل ونسيب وفخر وحماسة فكم له من روائع عرفانية ووجدانية تنم عن ملكة أدبية ونوادر شعرية فمن ظرفه قوله في قصيدة :
نسيـم الصبـا هيجـت لاعج أشواقي فيا صاحبي نجواي عوجا على الحمى فكم لـي عهـدا بالحمـى متقـادمـا وألحقت بالماضي من الرمق الباقي لعل به رقيـا لمـا أعجـز الراقي ذوى غصن جسمي هو ينمو بايراق


(160)
ويا عاذلي في حب ليلى وما عسى تروم وميثاقي على الحب ميثاقي
    وله بمدح الامام أبي السبطين الحسن والحسين :
ألام على من خصـه الله في العلى وزين فيه العـرش فـانتقش اسمه وأودع مـن عـاداه نـار جـهـنم لهم من ضريـع مطـعـم وموارد أما اننـي أكثـرت ذنـبـا وانـه غداة أرى صحفي بكفيه في الولا وأنظر لـوامـي تدع الى لظـى تقصدت لفظ الساق في ذكر نعته وصيره في شـرب كوثره الساقي على جبهة العرش المعظم والساق فخلـد في كفـار قـوم وفسـاق اذا وردوها من حمـيـم وغساق سيبـدل أحمالي بعفـو وأوسـاق ينسـق منـهـا زلتـي أي نساق فيسقط منساق على اثـر منـساق لأنجو اذا ما التفت الساق بـالساق
    ومن نوادره قوله :
عصيت هوى نفسي صغير افعند ما أطعت الهـوى عكس القضية ليتني دهتني الليالـي بالمشيب وبالكبر خلقت كبيرا ثم عدت الى الصغر
    وقال في التوكل :
الهي ما ادخرت غني لنفسي لعلمـي أنـك الكـافي وأني وولدي مـن حطـام الدهر مالا وكلت علـى خـزائـنك العيالا


(161)
أدهاك ما بي عنـدما رحلوا أم أنت يوم عـواذلي جهلوا لا بل أراك دهـتك عاصفة لو كنت تنـطق أيـها الطلل وكـأنما وربـاك نـاحـلة فتعـير قلبي منك نار جوى ومـن العجائب أن لي ديما علمت أجفاني البكاء فعلمـ ساق الهوى وحنيني الزجل ومـن الأحبة أن تكن عطلا ومؤنب ظـن الغـرام بـه وأتى يروم بي العـزاء وقد ومن الجـوى لم تبـق باقية مهلا هـذيم فلـيس لي أبدا قتل الاسى صبري بمعضلة بـأمـاثل القـوم الذين بهم ومهذبيـن فـما بجودهـم مـن كـل مشتمل بعـزمته فـأزال رسمك أيـها الطلل شوقي علمت فراعك العذل أبلت قشـيبك بعدما احتملوا ربما اشتفى بك والـه يسل مني نحـول الجـسم تنتحل أنبته كـيف النـار تشـتعل تروي صداك وعندي الغلل ـن السحائب كـيف تنهمل مـطرا اليك سـحابه المقل مـا أنت من عشافهم عطل لعبا فـجـد وجـده هـزل رحل العزا عني مذ ارتحلوا في الخطوب لمعشر عـذلوا صبـر يصاحبني ولا مهـل أبـناء فاطـمة بـها قتـلوا بين البرية يضـرب المـثل نكـد ولا بسـيوفهـم كـلل وبحزمه في الحرب معـتقل


(162)
يمضي اذا ازدحم الكـماة وقد ويخوض نار الحرب مضرمة وشمر دل وصـل الثـناء به بسـحاب صعـدته وراحـته وبيـوم مـعـركة ومكرمـة وسرت تحـوط فتى عشيرتها وتحف مـن أشرافـها بطـلا وأشـم خـلـق للـعـلاء به ذوالمجد ليـس يحل ساحـته وأخـو الـمكارم لا بـواردها أبدا فـلا اللاجـي بـه وجل والمستقاد له جبابـرة الاشـر ومقـوضين تحـملوا وعـلى ركبـوا الى العز الردى وحدا وبهـم ترامت للعـلى شـرفا حـتى اذا بل الـمسير بـهم نزلوا بأكناف الطفوف ضحى بأمـاجد مـن دونهـم وقفوا وعلى الظـما وردوا بأفـئدة في مـوكب تكبوا الاسود به فاض النـجيع وخيلـهم سفن وعجاجة كاللـيل يصـدعها حتى اذا رامـت بقاءهم الـ بخلوا عـلى الدنيـا بأنفسهم وعن ابن فاطـم للعدى كرما كهم الضبا وتقـصف الأسل فكـأنما هـي بـارد عـلل غـاياتـه ولأحـمد يـصل غيـثان منـبعـث ومنـهمل أسد هـزبر وعـارض هطل مـن آل أحـمد فتـية نـبل شهـد الحسام بـأنـه بـطل نسـب بحبل العرش متـصل وجـل وقـلب عـدوه وجل ظـمأ ولا لغـزيرهـا وشل كلا ولا الراجـي لـه خجل راك وهـي لــعــزه ذلل مسراهم المعـروف مـرتحل للمـوت فيهـم سايـق عجل ابل المنايا السـود لا الابـل أقصى المطالب وانتهى الامل والى الجـنان عشـية رحلوا وبحـبـهم أرواحـهم بـذلوا حرى كأن لـها الضـبا نهل ويزل مـن زلـزاله الجـبل وحمى الوطيس وسمرهم ظلل من قضبهم ووجـوههم شعل ـدنيا ورام نـداهـم الاجـل وعلى الردى جادوا بما بخلوا أجـسامهم شبح القـنا جعلوا


(163)
ولآل حـرب ثـار بعـدهـم جاءت وقائـدها العـمى والى بجـحافـل بـالطـف أولـها ملـؤ القفار عـلى ابن فاطمة طـم الفـلا فالخـيل تحـتهم وأتـت تحاوله الهـوان وهل فسـطا وكاد الكون حين سطا والارض لـما هـز أسـمره فاعجب لتأخير العـذاب وامها مالوا الى الشـرك القديم وعن نصروا يزيد وأحـمدا خـذلوا حـتى اغـتدى بالتـرب بينهم تروي الأسنة مـن دمـاه وما عجبا لهـم أمنـوا العذاب وقد أيمـوت سـر الكـون بيـنهم وشوامـخ العلـياء من مضر فهوت لهن على الثرى هضب والارض راكدة الجـوانب لا ورؤوس أوتـاد البلاد ضحى لا كـالأهلة بـل شموس علا والـى ابن آكلة الكبود سرت أسرى على تلك الجـمال وقد وعلى يزيـد ضحى بمجلسه لا مـن بني عـدنان يلحظها الا فـتى نهـبت حـشاشته من آل طه الفـارس البطل قتل الحسين يسوقـها الجهل وأخيـرها بـالـشام متصل جند وملـؤ صدورهـم ذحل أرض وفـوقهم السـما ذبل للشهم عـن حالاتـه حـول يقضي عليه ذهـابه الـزجل بين الكـتائب هـزهـا وهل ل الالـه لهـم بـما عمـلوا ديـن النـبي لغـيـهم عدلوا الله من نصروا ومـن خذلوا نهـب الصوارم وهو منجدل لأوام غـلـة صـدره بـلل علـموا هناك عظيم ما عملوا والكون ليـس يحـلـه الاجل أودى بهـن الـفادح الجـلل وسمـت لهن عـلى القنا قلل يندك منـها السهـل والجـبل ناءت بـها العـسالة الـذبل بسماء مـجد افقـها الاسـل ببـنات فاطـم أنـيق بـزل عـز الحـما ودموعـها بلل قـد أوقفـتها المـعشر السفل نـدب ولا مـن هـاشم بطل كف المصاب وجسـمه العلل


(164)
وشفـاه رأس المجد ينكتها فـاعجب لآخر أمة ركبت هـذي فعالهم ومـا فعلت أبني النـبي ومـن بحبهم يا من اذا لم يسألوا وهبوا والعاملـون بكل ما علموا بالخـيزرانـة أكـوع رذل في الغي ما لم تركب الاول أرجاس عاد بعض ما فعلوا يعـطي المراد ويبـلغ الامل أضعاف ما وهبوا اذا سئلوا والعالمـون بكل ما عـملوا
    جاء في البابليات : اذا قرأت ترجمة الشاعر الغامر « الخبز أرزي » وقرأت خبر « الخباز البلدي » فانك واجد فيها الموهبة الشعرية بارزة متجلية : والعبقرية لامعة واضحة تعرف كل ذلك اذا علمت انهما كانا ( أميين ) لم يعرفا من التهجي حرفا ولا من الكتابة شكلا ومع ذلك فقد كانا ينظمان من الشعر ما رق وراق وملأ الصحف والاوراق سيما وان الاول منهما كان يبيع خبز الارز في دكان له في البصرة ينتابه أهل الادب لاستماع شعره وطرائف نوادره. كما يروي لنا ابن خلكان وغيره ، واذا نظرنا بعين الحقيقة فلا نرى محلا للتعجب ولا مجالا للاستغـراب فان هذا وأشباهه انما نشـأوا وعاشوا في عصـر هـو أزهي العـصور وأقـربها عهدا للعربية « القرن الثالث للهجرة » عصر العلم والآداب والعروض والاعراب ، عصر الشعر والخطابة والانشاء والكتابة ، عصر الاندية والمجالس والمعاهد والمدارس ، عصر الاحتفاء بالعلماء والاحتفال بالشعراء نعم العجب كل العجب ممن نبغ بعد أولئك بألف عام في عصر اندمجت فيه لغة القرآن باللغات الاجنبية التي تسيطر أهلها لا بالعراق وحده بل على جميع


(165)
الشعوب العربية الاسلامية فطورا تحت سلطة التاتار والمغول وتارة تحت رحمة الاتراك والاعاجم فهل تأمل بعد هذا كله أن تسمع للعربية حسا أو لآدابها صوتا أو ترى في أحلامك لخيالها شبحا ماثلا : كلا : ثم كلا ، أليس من الغريب المدهش أن ينجم في أمثال هذه العصور القاتمة شعراء فحول يضاهون من تقدمهم من شعراء تلك العصور الزاهية ان لم نقل يزيدون عليهم وفي طليعة هؤلاء الذين نشير اليهم هو المرحوم الشيخ حمادي الكواز فاني لا أحسبك تصدقني من الدهشة والحيرة اذا قلت لك ان شاعرنا هذا الذي نريد أن نسرد عليك وجيزا من حياته ونثبت لك بعضا من مقاطيعه وأبياته كان أميا لم يقرأ ولم يكتب كما تسالم أهل بلاده على نقله وكان لا يعرف نحوا ولا صرفا ولا لغة ولا عروضا بل ينظم نحتا من قلبه جريا على الذوق والسليقة واستنادا على ما توحيه اليه القريحة من دون تغاير في الاساليب أو اختلاف في التراكيب فاذا اعترض عليه أحد بزلة لحن في العربية يقول « راجعوا قواعدكم فالقول قولي » فيجدون الامر كما قال « بعد المراجعة » أليس هذا من الغرابة بمكان فاذا ضممت الى ذلك انه رحمه الله نشأ وعاش في الحلة كوازا حتى لقب هو وأخوه بذلك وانه لم يمتهن سوى بيع الكيزان والاواني الخزفية في حانوت له ينتابه الادباء والاشراف لاستماع شعره وهو مع ذلك يتضجر من الحياة وآلامها ويضج من نكد الدنيا وجور ايامها وقد أعرب عن نفسه بقوله :
أمسي وأصبـح والايـام جالبة تأتي فتمضي الى غيري منافعها الـي أحـداثها بـالشـر والـشرر ولست اعرف غير الضر والضرر
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس