ادب الطف الجزء السابع ::: 181 ـ 195
(181)
وأعظـم مـن نحـتـه النيب قدرا وأطيـب مـن بـنـي الدنيا نجارا وأصبرها علـى مضـض الليـالي وأحلمهـا اذا دهـمـت خطـوب وأنهـضهـا بـأعبـاء المعـالي وأشـجـعـهـا اذا مـا ناب أمر وان هـم أوقـدوا للحـرب نارا وان طرقت حماهـا مشـكـلات جلاها من لعمـري كـل فضل أمـام هـدى حـبـاه الله مجدا وبحر نـدى سمـا الافلاك قدرا وبـدر عـلا لابـناء اللـيالـي متى ودقـت مـرابـعها غيوث أو اجتازت مسـامعـهـا علوم وان نهجت سبيل الـرشـد يوما وثـم منـاقـب لعـلاه أمست وانى لي بحصر صفـات مولى وما مـدحـي وآيـات المثاني أخا المختار خذ بيـدي فـاني وعـدل فـي غـد أودي لأني وكـف بفضـلك الاسواء عني وباعد بين مـا أبـغـي ودهر فأنت أجل من يـدعـى اذا ما فزعت الى حماك ونار شوقي وبت لديك والآمـال تجـري وأشـرف مـن به الرحمن باهى وأقـدم مفـخـرا وأتـم جـاها وأبصـرهـا اذا عميـت هداها تطـيـش لهـا حلوم ذوي نهاها اذا عن نيلهـا قصـرت خطاها يـرد الـدارعيـن الـى وراها أحال الى لظـاهـا مـن وراها وارزم فـي مـرابعـها رجاها الى قدسي حضـرتـه تنـاهى وأولاه عـلاء لن يـضـاهى فدون مـقـامـه دارت رحاها سنـاه كـل داجـيـة محـاها فمـن تـيـار راحتـه سخاها فزاخر فيـض لجتـه غـثـاها فمن أنـوار غـرتـه اهتـداها يد الاحصـاء تقصر عن مداها له الاشـياء خـالقـها بـراها على علـيـاه مقـصور ثناها غريـق جـرائـم داج قـذاها وقفـت من الجحيم على شفاها فقد أخنـى علـى جلدي أذاها أبـت أحـداثـه الا سـفـاها تفاقمت الحوادث لانـجـلاها للثم ثراك مسـعـور لظـاها على خلدي وظلـك منتـهاها


(182)
    في مخطوطة بمكتبة الاوقاف العامة ببغداد ، عدد 25327 ما يلي : هذه الابيات قالها الفقير الى الله السيد عبد الرحمن الالوسي رثاء في حق جده سيد الشهداء وذلك في عاشر محرم 1280 هـ :
هو الطف فاجعل فضة الدمع عسجدا ورد منهل الاحـزان صرفا وكررن وما القلب الا مضغة جـد بقـطعها أتـرضى حـياة بعد ما مات سيـد أترضى اكتحال الجفن بـعد مصابه خذ النوح في ذاك المصاب عـزيمة بـكت رزءه الاملاك والافق شاهـد وضـع لك فـولاذ الـغرام مـهـندا حـديثا لـجيران الـطفـوف مجـددا ودعـها فـداء السبط ، روحي له الفدا غــدا جـده الـمختار للناس سيـدا وجـفن التـقى والـدين قد بات أرمدا الى الفوز واجعل صهوة الحزن مقعدا ألـم تـره مـن دمـعـه قـد توردا


(183)
فيا فـرقـدا ضـاء الوجوه بنوره وريحانة طـاب الـوجود بنشرها ودرة عـلم قد أضاءت فأصبحت بروحي منها منظرا بات في الثرى وثغـرا فم المختار مص رضابه ورأسا يـد الزهراء كانت وسادة لئن أفسدوا دنياك يا بـن مـحمد لئام أتـوا بالظلـم طبعـا وانـما وحقك ما هـذا الـمصاب بضائر فألبسك الـرحمن ثـوب شهـادة لبستم كساء المجـد وهـو اشارة وطـهركـم رب العلى في كتابه أتنـكر هـذا يـا يزيد وليس ذا بني المصطفى عبد لكم وده صفا غريب عـن الاوطان ناء فؤاده ألم به خطب من الدهـر مـظلم نضى سيفه في وجـهه متعمـدا بباكـم ألقى الـعصا وحريمكـم أتاكم صريخا من ذنوب تواترت أتاكـم ليستجدي الـنوال لأنكـم أتاكم ليحمي من أذى الدهر نفسه أتـاكـم أتاكـم يا سلالـة حيدر حسين أقلني مـن زمان شرابـه على جـدك الـمختار صلى الهنا فما بـعده نـلقى ضيـاءا وفـرقدا بها عبـثت أيـدي الـطغاء تعـمدا تمانعـهـا الاوغـاد منعا مـجردا ويا طال ما قد بات في حجر أحمدا وهـذا يـزيد بـالقـضيب لـه غدا لـه فـغدا في الترب ظلما مـوسدا سيعلم أهـل الظلـم منـزلهم غـدا لـكـل امـرء من نـفسه ما تعودا لأن الورى والخـلق لم يخلقوا سدى وألبسهم خـزيا يـدوم مـدى الـمدا بأن لـكم مـجدا طـويلا مـخلـدا وقـرر كـل الـمسلمـين وأشهـدا بأول قـبح مـنك يـا غـادر بـدا فـأضحـى غـذاء للقلوب وموردا تـضرم مـن نـار الاسى وتـوقدا تـحــمل مـن أكـداره وتـقلـدا وجـرده عـن حـقـه فـتجـردا أمـان اذا دهـر طـغـى وتـمردا على ظـهره في اليوم مثنى ومفردا كـرام نداكم يسـبق الـغيث والندا وأنتـم حـماة الجار ان طـارق بدا كسيـرا يـناديكم وقـد أعلن الـندا حـميم وغسلين اذا مـا صفا صـدا وسـلم مـا حاد الى أرضـه حـدا


(184)
    السيد عبد الرحمن الالوسي مفخرة من مفاخر العلم والادب وواعظ شهير قضى أكثر عمره في التدريس ، والارشاد وكان درسه ووعظه في جامع الشيخ صندل بالكرخ ببغداد ، ملم بالتفسير والفقه والحديث. أخذ العلم عن شقيقه الاكبر العلامة النحرير أبي الثناء السيد محمود شهاب الدين الالوسي ويتحلى بأخلاق فاضلة ونفس طاهرة ، محترما لدى الوزراء موقرا عند الامراء ولا سيما عند صاحب الدولة نامق باشا حين كان واليا ومشيرا على العراق حيث كان المترجم له حلو المفاكهة لطيف المسامرة ، ترجم له السيد محمود شكري الالوسي في الجزء الاول من ( المسك الاذفر ) المطبوع بمطبعة الآداب ببغداد سنة 1348.
    توفي يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر ربيع الثاني من شهور السنة الرابعة والثمان بعد المائتين والالف من الهجرة ودفن قرب مرقد أخيه العلامة الشهير وعمره يقارب الستين عاما ورثاه جملة من الادباء منهم محمد سعيد النجفي فقد أنشد قصيدة غراء في مجلس العزاء وأولها :
من لوى من بني لويً ـ لواها وطـوى طود عزها وعلاها
    الى أن يقول :
ان أم الـعلوم تنعى ولكن علم مـن بني لوي لوته كان للناس مقتدى واماما ندبته مدارس العلم شجوا باسم عبـد الرحمن كان نعاها حـادثات الردى فشلت يداها من تـرى بعد فقده مقتداهـا حيث مات الندب الذي أحياها


(185)
    يرثي الحسين عليه السلام :
تربـة الطف لاعدتك السجال وتمشى النسيم فـي روضتيك طاولي السبعة الشـداد ببوغا انـما أنـت مـطلـع لهلال مهبط الوحي عنده في هبوط انما أنـت مجمع الرسل لكن فيك قد حـل سيد الرسل طه وسـرايا بني نـزار ولـكن يـوم في عثير الضلال أمي واستفزت لـحـرب آل علي وعليهم قد حـرمت يالقومي فاستثارت لنصرة الدين أسـد وأقاموا مـربا مست النجـم حيث سمر الرماح عمتها الها بـل سقاك الـرذاذ والهطال (1) الصبح والعصر جائلا يختال ء على سبط أحـمد تنـهال من سنا ضوئه استمد الهلال وعـروج جبريلها مـيكـال لهـم عنك بـالأسى اشغـال وعــلـي وفـاطـم والآل فيـك جـذت يمينها والشمال عـثرت أي عـثرة لاتقـال عصبا قادها العمى والضلال ورد ماء الفرات وهو الحلال ترجف الارض منهم والجبال عـلـوا لـكنها قـسطـال (2) م وللـشـزب الـجسوم نعال

1 ـ الرذاذ المطر الصغار القطر.
2 ـ القسطال والقسطل بالفتح الغبار.


(186)
فامتـطـت للـغوى الـعتاق رجـل افـرغـوا السابغـات وهـي دلاص بأكف ما استنجدت غـير نصـل طعـنوا بالقنـا الـخفاف فعادت صافحتهم أيدي الصفاح المواضي فـانثنى لـيث أجمة الـمجد فردا فـسصا مـن الـباس عـضبـا فـرأت مـنه آل سفيان يـومـا وأبـيه لـولا الـقضا والـمقـاد لـكـن الله شـاء أن يـتناهـبن حـين شـام الحسام وامتـثل الا وهـوى ساجـدا على الترب ذاك كادت الارض والسما أن تـزولا يـالقومـي لمـعشر بينهـم لـم لـم تـوقر شيوخـه لمـشـيب ورضيع يـال الـبرية لـم يبلغ ونسـاء عـن سلبـها وسباهـا ابـرزوها حـسرى ولكن عليها فـتعاديـن والـقـلوب حـرار أيـهـا الراكـب المـجد اذا ما عـج عـلى طيبة ففيها قـبور ان فـي طيهـا اسـودا اليهـا فـاذا استقبلتك تـسـأل عـنا كنجـوم السمـا زهيـر هـلال شحذوا المرهفات وهـي صقال ولأيـديـهم خـلقـن الـنصال وهي من حـملها القلوب ثقـال ودعـاهـم داعي القضا فانثالوا ناصـراه الهنـدي والـعسـال كتـبت فـي فـرنـده الآجـال فيـه للحشر تـضرب الامـثال يـرمحتهم دون الـيمين الشمال حشـاه سمـر القـنا والـنبال مـر امـام من شأنه الامتثال (1) الطود لله كيف تهـوي الـجبال وعـلى مـثلـه يحق الـزوال تـرع يـومـا لاحـمد أثقـال وليتـم لـم تـرحـم الاطفـال فصـالا لـه السهـام فـصال لـم تصنها خـدورها والحجال اسـدل الـنور حجبه والجلال وتـداعين والـدمـوع تـذال نفحت فـيك للسرى مـرقال من شذاها طابت صبا وشمال تنتمي البيض والـقنا والنزال من لـوي نساؤها والـرجال

1 ـ شام السيف بمعنى غمده وشامه سله من غمده وهو من الاضداد.

(187)
فـاشرح الـحال بالـمقـال ومـا ناد ما بينها : بني الـموت هـبـوا تلك أشياخك على الارض صرعى غـسلتـهـا دمـاؤهـا قلـبتهـا ونـساء عـودتمـوها المقـاصير هـذه زينب ومـن قـبل كانـت والـتي لـم تـزل على بابها الشا أمـست الـيوم واليتامـى عـليها ما بقـي مـن رجـالها الغلب الا وهـو يا للـرجال قد شفـه السقم آل سفيـان لا سـقـى لك ربـعا أي جـرم لاحـمد كـان حـتـى فالـحذار الحـذار مـن وثبـة الا انـما يـعجل الـذي يختشى الـفو ظني تخفى على نـزار الحال قد تناهبنكـم حـداد صـقال لم يـبل الشفاه منها الـزلال ارجـل الخـيل كفنتها الرمال ركـبن النيـاق وهي هـزال بفـنا دارهـا تحط الـرحال هـق تلقـي عصيها السؤال يـال قـومي تصدق الانذال من على جوده الوجود عيال وسـير الهـزال والاغـلال مغدق الودق والحيا الهـطال قطعت مـن أبنائه الاوصال سـد فلليث في الشرى اشبال ت ومن لـم يكن اليه المئال
    الشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد بن شكر النجفي بن الشيخ أحمد بن الحسن بن محمد بن شكر الجباوي النجفي. توفي بطهران سنة 1285 وكان والده الشيخ احمد من العلماء المصنفين.
    رثى أهل البيت عليهم السلام بقصائد كثيرة تزيد على الخمسين منها روضة مرتبة على الحروف ، وشعره يرويه رجال المنبرالحسيني في المحافل الحسينية ، وقد تصدى الخطيب الشهير الشيخ محمد علي اليعقوبي لجمع ما نظمه الشاعر في أهل البيت


(188)
عليهم السلام من القصائد والمقاطيع من مديح ورثاء فنشره في كراسة تناهز المائة صفحة طبعت على نفقة الوجيه الحاج عبد الله شكر الصراف بالمطبعة العلمية بالنجف الاشرف عام 1374 هـ ولأجله. وممن ترجم للشاعر المذكور شيخنا البحاثة الشيخ السماوي في ( الطليعة ) والعلامة الجليل الشيخ علي آل كاشف الغطاء في ( الحصون المنيعة ).
    وآل شكر أسرة قديمة من الاسر العربية الشهيرة بالنجف عرفت باسم ( شكر ) أحد أجدادها الاقدمين وأصلهم من عرب الحجاز.
    واليكم بعض قصائده الحسينية :
هبـوا بني مـضر الحمـرا على النجب سـلـت أمي ـ حـدادا مـن مغامـدها ومعرك غـادر ابن المصطفى غـرضا لله أعـباء صـبـر قـد تـحمــلهـا فـان تـكن آل اسرائـيل قـد حـملت فآل سفيان يـوم الطـف قـد حمـلـت وهـل حـملن ليحيى فـي السبا حـرم هل سيروا الرأس فوق الرمح هل شربوا هـل قنعت آلـه الاسواط هـل سلـبوا كـل تنـادي ولا غـوث يـجيب نـدا وان يـكن يـونس آسـاه مـذ نـبذت قد جـذ ـ عرنينكم في صارم الغلب قادت بها الصعب مـنكم بل وكل أبي لأسهم غـير قـلب الدين لـم يصب لـم يـحتملها نـبي أو وصي نـبي كـريم يحيى عـلى طشت من الذهب رأس ابـن فاطمـة فوق القنا السلب كـزينب ويتامـاهـا عـلى الـقتب عـليه هـل قـرعوه الثغر بالقضب منـها الـمقانع بعـد الخدر والحجب أين السرايا سـرايا اخـوتي وأبـي جثمانه الحوت في قفر الفضا الرحب


(189)
فـابـن الـنـبي عـن اليقطيـن ظلله وان يكن يفـد بـالكبش الذبيح فقــد حتى فـدى الخلق حرصا في نجاتهـم ونار نمـرود ان كـانت حرارتـهـا ففي الطفوف رأى ابن المرتضى حرقا حـر الحديـد هجير الشمس حر ظمأ وأعـظم الـكل وقـدا حـال صبيته ونصـب عـينيه من أبنائـه جـثث يا نفس ذوبي أسى يا قلـب مت كمدا هـذي الـمصائب لا ما كان في قدم أنى يـضاهي ابـن طـه أو يمـاثله ان حـدبت ظهره الاحزان أو ذهبت فان يـوسف في الاحياء كان سوى هـذا ويـحضره من ولـده فـئـة فكيف حال ابن بنت الوحي حين رأى مقـطعا جـسمه بالبيـض منفلـقـا هـناك نادى عـلى الدنيا العفا وغدا نبـت الأسنـة في جـثمانه التـرب أبى ابـن أحـمد الا أشرف الـرتب بالنـفس والاهـل والابناء والصحب على الخـليل سلامـا من أذى اللهب ان تلـق كـل الرواسي بعضها تذب أودى بـأحـشاه حر السمر والقضب ما بـين ظـام ومطوي الحشا سغب كأنها هـضب سـألت على الهضب يـا عين سحي دمـا يا أدمع انسكبي لآل يعقوب مـن حـزن ومن كرب في الحزن يعقوب في بدء وفي عقب عيـناه في مـدمع والرأس ان يشب أن الـفراق دهـى أحـشاه بالعطب وانـه لـنبـي كـان وابـن نـبي شـبيه أحـمد في خـلق وفي خطب بضـربة رأسـه مـلقى على الكثب يـكفـكف الـدمع اذ ينهل كالسحب


(190)
    وله أيضا :
لـم لا تثير نـزار الـحرب والرهجا هلا امتطت من بنات البـرق شزبها واعتـمت البيض سـودا من عمائمها هـل بعـدما نهبـت بالطف مهجتها عهدي بها وهي دون الظيم ما برحت فما لها اليوم فـي الغـابات رابضة تستمرئ الماء من بعد الحسين ومن وتسـتظل وحـاشا فـهـر أخبيـة فلتنض اكـفانـها ان ابـن فاطمـة ولتـبد فـي بـرد الـهيجا كواكبها ورأسـه فـوق ميـاد أقـيم ومـن بـدر ولكـن ببرج الـذابح انخسفت تـرى النصارى المسيح اليوم مرتفعا وانمـا هـم لسان الله قـد رفعـوا لله مـن قـمر حـفت بـه شهـب وعضـب حـرب فرى اكبادها ووجا (1) وأفـرغـت مـالهـا داود قـد نسجا واستلت البيض كيـمـا تـدرك الفلجا (2) تـرجـو حـياة وتستبقي لـها مـهجا خـواضـة مـن دما أعـدائهـا لججا ومـن حسين فـرت أعداؤهـا ودجـا حـر الظما قلبـه في كـربلا نضجـا والشمس قد ضوعت من جسمه الأرجا مر الشمال لـه الاكفـان قـد نسجـا فشمسها اتـخذت وجـه الثرى بـرجا ثـقل الامامـة أبصـرنا بـه عـوجا انـواره فكسـت حـمـر الدمـاسبجا (3) والمسلمون تـخال الـمصطفى عرجا فـلم يـزل نـاطقا فـي وحـيه لهجا والـكل منـها لـعمر الله بـدر دجى

1 ـ الرهج الغبار ووجا بمعنى انتزع.
2 ـ الظفر والفوز.
3 ـ السواد.


(191)
ما للنهار تـجلى بـعـد أوجهـهـا لكن أشجى مصاب شـج مـن مضر ولا أرى بـعـده لا والأبـاء علـى سبـي الـفواطـم يـال الله حاسرة أتلك زينب لـم تهـطل مـدامـعها بحـران في مقلتيهـا غـير ان لظى أولئك الـخـزر أم آل الـنبي عـلى ضاقت بها الارض أنى وجهت نظرا لـم ينجح أشياخها سن ولا حجـب أمسى بها قلب طـه لاعجا وغـدا والليل من بعد هاتيك الجعود سجا هاماتها وملا صدر الفضاء شجى الاجداث ان لفظت أجسادها حرجا مذاب أكبادهـا في دمـعها امتزجا الافرى رمـح زجـر قلبها ووجا احشائها بين بحري دمعـها مزجا هزل عوار سرى الحادي بها دلجا (1) رأت بها الرحب أمسى ضيقا حرجا نساءها لا ولا الطفل الـرضيع نجا قلـب ابن هنـد بما قـد نالها ثلجا
    وله أيضا :
دهـى الكـون خطب فسد الفسيحا ورزء عـرا المجـد والمـكرمات أطـلت على الـرسـل أشجـانه وأوقـد بالـحـزن نـار الـخليل وغــير عـجيب اذا زلـزلـت حـقيق قـوائـمـه أن تـمـيـد وان لا نرى الشمس بعـد الطفوف أتصـهره الشمس وهـو ابـن من وغـادر جفـن المعالـي قريحا فأزهـق منهـن روحـا فروحا فأشجى الكليـم وأبـكى المسيحا وجـلبب بـالثكل والـنوح نوحا فـوادحـه عـرشها والـصفيحا ففي الطف أضحى حسين طريحا وقـد غيـرت منه وجها صبيحا بمرأى من الناس كم رد يـوحا (2)

1 ـ الدلج والادلاج السير أول الليل.
2 ـ يوح ويوحى بضمها. من أسماء الشمس.


(192)
ذبيـح فياليتمـا الكـائـنـات عـقرن جـياد بهـا قـد غدا فـقد سودت أوجـه العـاديات بـرغم بـني هـاشم هشـمت تـهشم أنـوار قـدس هـوت تـروح وتـغدو عـلى ماجـد بـرغـم نـزار غـدا رقهـم فـواقـد ثكلى تروم الـمناح وزينب تـدعو وفـي قـلبها أغثني أبي يا غياث الصريـخ وقم يا هزبر الوغى منقــذا تـكتم مـن خـيفة شجوهـا صبرت وكـيف على فـادح ألـم تـدر حاشا وأنت العليم بـأن سنانـا بـراس السنان على منبر السمر يتلو الكتاب وان ابن سعد عليـه اجـال فـيا لـرزايا لـقد طـبقت أبـت تنجلي بسـوى صارم بـكـف امام اذا مـا بـدا يثـير لـتدمير آل الضلال فـدته اذ الكبش يـفدي الذبيحـا من العدو جسم ابن طه جريحـا وكسرن للديـن جسمـا صحيحا جـوارحـه فاستحالت جروحـا وفي غرة العرش كانت شبوحا (1) لأحـمد قـد كان روحـا وروحا لسبي حـرائـرهـم مـستبيـحا فتمنع بالـضرب من أن تـنوحا أسى تـرك الـجفن مـنها قريحا ومـن في الـحروب أبان الفتوحا حـرائـر طـه وشـق الضريحا فتستمطر العـين دمـعا سـفوحا بـرى الاصطبار وسـد الفسيحـا الى قلـبك الـوحي لا زال يوحى مـن السبـط عـلا محيا صبيحا فيخرس فـيه الـخطيب الفصيحا مـن السابـحات سـبوحا سبوحا غـياهـبها أرضـها والصفيحـا بنصـر مـن الله يـبدي الفتوحا تـرى الخضر حـاجبه والمسيحا كـصرصر عاد من الحتف ريحا

1 ـ تسبوح وأشباح جمع شبح و هو الشخص.

(193)
    وله في رثاء الحسين عليه السلام وهي من أشهر قصائده :
الــبــدار الـــبـدار آل نـزار قـوموا السمـر كسروا كـل غـمد سـومـوا الـخيل أطلقـوها عـرابا طـرزوا الـبيض من دماء الاعادي افـرغـوا السابغـات وهـي دلاص واسطحوا من دم على الارض أرضا خـالفوا السـمر بين بيض المواضي وابعـثوهـا ضـوابـحـا فـأمـي سلـبتكـم بـالـرغـم أي نـفـوس يـوم جـذت بالـطف كـل يـمين لا تـلـد هـاشـميــة عـلـويـا مـا لأسـد الشرى وغـمض جفون طاطـؤ الـروس ان رأس حـسيـن لا تـذوقـوا الـمعين واقضوا ظمايا لا تـمدوا لكـم عـن الشمس ظـلا أنـزار نـضوا بـرود الـتهـانـي قد فنيتم ما بين بيض الشفار (1) نقبـوا بالقـتام وجـه النهار واتـركوهـا تشق بيد القفار فلقـوا الهام بالـضبا الـبتار ذاهـب بـرقـهن بالابصار (2) وارفعوا للسما سمـاء غـبار وامتطوا للنزال قـب المهـار وسمت أنف مجـدكم بالصغار ألبستكـم ذلا مـدى الاعـمار مـن بـني غالب وكل يسار ان تـركـتـم أمية بـقـرار تـركتهـا العدى بلا أشفار (4) رفـعوه فـوق القنـا الخطـار بعد ظـام قضى بحـد الغـرار ان في الشمس مهجـة المختـار فحـسين على البسيطة عار (5)

1 ـ جمع شفرة حد السيف والسكين وما عرض من الحديد.
2 ـ جمع سابغة وهي الدرع الطويلة والدلاص الملساء اللينة.
3 ـ الصغار الذل.
4 ـ جمع شفر بالفتح والضم أصل منبت الشعر في الجفن.
5 ـ نض بالضاد المعجمة أي خلع ومنه قول امرئ القيس ( فجئت وقد نضت لنوم ثيابها ).


(194)
حـق أن لا تـكفنـوا هاشميا لا تـشقوا لآل فـهر قـبورا هتكوا عن نسائكم كـل خـدر هل خبا بعد محصنات حسين باكيات لولا لهيب جـواهـا شأنها النـوح ليس تهـدأ آنا نادبـات فـلو وعـتها لوي أين من أهلها بنو شيبة الحمـ أين هم عن عقائل ما عرفن أيـن هـم عن حرائر بأنين فليسدوا رحب الفضا بالعوادي وليقلوا الاعلام تخفق سـودا وليـؤمـوا الى زعـيم لوي وليضجوا بـعـولة وانتحاب عظم الله في بنيك لك الاجـر قـم أثر نقعهـا فان حسينـا حـاش لله أن تـغض جفونا لا ولـكنمـا رزايـا حـسين بعدما كفن الحسين الـذاري فابن طه مـلقى بلا اقـبار هـذه زينب عـلى الاكـوار ساتر دون محصنات نـزار كدن يغرقن بالدموع الجواري عن بـكا بالعشي والابكـار قصمـت من لـوي كل فقار ـد ليوث الوغى حماة الذمار السير كلا ولا الهزال العواري يتشاكين عـن قلـوب حـرار وليهبـوا طـرا لاخـذ الثـار بأيادي في الطعن غيـر قصار أسـد الله حـيـدر الـكـرار ولــينادوا بـذلـة وانكسـار فهم في الطفوف نهب الـغرار قد غدا مرتعـا لبيض الشفـار وبـأحشاك أي جـذوة نــار حـدبـت مـن قراك أي فقار (1)

1 ـ القرى بالفتح : الظهر ، والفقار : جمع فقارة ما انتضد من عظام الصلب.

(195)
    قال في أبي الفضل العباس عليه السلام :
أبا الفضل يا من أسس الفضل والابا تـطلبت أسبـاب الـعلـى فبلـغتها ودون احـتمال الـضيم عـز ومنعة وفـيت بـعهد المشرفـية في الوغى لقـد خـضت تـيار المنايا بموقـف اذا لفظـت حرفـا سيوفـك مهمـلا ولما أبـت أن يشرب المـاء طيبـا جـلا ابـن جـلا لـيل القتام كأنـه وليث وغي يأبى سوى شجر الـقنـا يـذكـرهم بأس الـوصي فـكلـما وتـحسب في أفـق القتـام حسامـه وقفـت بـمستن الـنزال ولـم تجد الى أن وردت الموت والـموت عادة ولا عيب في الحر الكريم اذا قـضى أبى الفضل الا أن تـكون له أبــــا وما كـل ساع بـالـغ مـا تطلبـــا تخيرت أطراف الأسنة مـركبـــــا ضـرابا وما أبـقيت للـسيف مـضربا تــخـال بـه بـرق الأسنـة خـلبـا تتـرجمـه سمـر العوامـل معـربـا أميـة لا ذاقـت مـن الـماء طـيبـا صباح هـدى جـلى من الـشرك غيهبا لـدى الـروع غـابا والمهـند مخلبـا رمـى مـوكبا بالـعزم صادم موكبـا لـرجم شياطـين الـفـوارس كـوكبا سوى الموت في الهيجا من الضيم مهربا لكـم عرفـت تـحت الأسنة والضبـا بـحر الـضبا حـرا كـريما مـهـذبا
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس