ادب الطف الجزء السابع ::: 211 ـ 225
(211)
3 ـ بنو العواتك قاست أعظم النوب بكربلا من بني حمالة الحطب
47 بيتا.
4 ـ أحادي طلاح النازحين الى متى يجوب الفيافي خلف ظعنكم القلب
19 بيتا.
5 ـ أفلت لهاشم بالطفوف كواكب وتحطمت منها قنا وقـواضب
30 بيتا
6 ـ ان كنت لا تبكين حزنا كـفي الـملام عـن المعنى
53 بيتا
7 ـ أصبو الى آرام رامه وأؤم مشتاقا أمامه
99 بيتا.


(212)
عباس القصاب
كان حيا عام 1289
    ترجم له الاديب المعاصر السيد سلمان هادي الطعمة في شعراء كربلاء ، قال : وكان يعمل قصابا ومن انتباهه تاريخ نظمه في خزان ماء الروضة الحسينية بأمر من والدة السلطان عبدالمجيد خان العثماني عام 1282 هـ ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الصحن الحسيني الشريف. قال :
سلسبيل قد أتى تاريخه اشرب الماء ولا تنس الحسين
    أقول : سبق وأن ترجمنا في هذه الموسوعة لأبي الحسين الجزار المتوفى 672 هـ وهذا هو الجزار الثاني الذي فجر قريحته بالشعر حب الامام الحسين عليه السلام ولا عجب فالحسين بنهضته المباركة ألهب العواطف وشحذ القرائح فأنارت بالشعر والادب.


(213)
باسـم الحسين دعـا نـعاء نعاء وقضى الهلاك على النفوس وانما يوم به الاحزان مازجت الـحشا لـم أنـس اذ ترك المدينة واردا قـد كان مـوسى والمنية اذ دنت ولـه تـجلى الله جـل جـلالـه وهـناك خر وكل عضو قد غدا يا أيهـا النبـأ الـعظيم اليك في ان اللذيـن تـسرعـا يـقيانـك فأخـذت فـي عضديهما تثنيهما ذا قـاذف كـبدأ لـه قطعا وذا ملقى على وجه الصعيد مـجردا تـلك الوجوه المشرقات كأنهـا رقدوا وما مرت بهم سنة الكرى مـتوسدين من الصعيد صخوره مـدثـرين بـكربـلا سلب القنا خضبوا وماشابوا وكان خضابهم اطفالهم بلغـوا الحلـوم بقربهـم فنعـى الحيـاة لسائر الاحياء بقيت ليبقى الحزن في الاحشاء مثل امتزاج المـاء بالصهبـاء لا مـاء مديـن بل نجيع دماء جـاءته ماشيـة على استحياء في طور وادي الطف لا سيناء منه الكليـم مكلـم الاحـشـاء ابناك منـى أعـظـم الانبـاء الارماح في صفين بـالهيجـاء عمـا أمامـك مـن عظيم بلاء في كربلاء مقطـع الاعضـاء في فتية بيـض الوجوه وضـاء الاقـمار تسبـح في غدير دماء وغـفت جـفونهم بلا اغـفاء متمـهدين حـرارة الـرمضاء مـزملين عـلى الـربا بـدماء بـدم مـن الاوداج لا الـحنـا شـوقا الـى الهيجاء لا الحسناء


(214)
ومغسلين ولا مـياه لهــم سـوى أصواتهـا بـحـت وهـن نوائـح أنى التفتن رأين مـا يـدمي الحشـا تشكـو الهـوان لنـدبـهـا وكأنـه وتـقول عـاتبة علـيـه وما عسى قـد كـنت للبعـداء أقـرب منجـد أدعـوك مـن كثب فلـم أجد الدعا قد كنـت في الـحـرم المنيع خبيئة أسبى ومثـلك مـن يحوط سرادقي مـاذا أقـول اذا التقـيت بشامـت حكـم الـمنون عليكم أن تعرضوا هــذي يـتاماكـم تلـوذ ببعضها ما كنت أحسب ان يهـون عليكـم عجبا لـقلبي وهـو يألف حبكـم وعجبت من عيني وقد نظرت الى وألوم نفسي في امـتداد بقـائهـا ما عذر من ذكر الطفوف فلم يمت عـبرات ثكلى حرة الاحشاء يـندبن قـتلاهـن بالأيـماء من نهب أبيات وسلـب رداء مغض وما فيه من الاغضاء يجدي عتاب مـوزع الاشلاء واليوم أبعدهـم عـن القرباء الا كمـا نـاديـت للمتنائـي فاليوم نقع اليعملات خبائـي هذا لعمري أعظـم البرحـاء اني سبيت واخـوتي بـأزائي عني وان طرق الهوان فنائي ولكـم نساء تلتـجي بنسـاء ذلـي وتسييري الى الاعـداء لم لا يذوب بحـرقة الارزاء ماء الفرات ولم تسل في الماء اذ ليس تفنى قبل يوم فنـائي حزنا بذكر الطاء قبل الفنـاء
    الشيخ صالح الكواز هو أبو المهدي بن الحاج حمزة عربي المحتد يرجع في الاصل الى قبيلة ( الخضيرات ) احدى عشائر شمر المعروفة في نجد والعراق ، ولد سنة 1233 وتوفي في شوال سنة 1290 فيكون عمره 57 سنة ودفن في النجف الاشرف. كان على جانب عظيم من الفضل والتضلع في علمي النحو والادب بخلاف أخيه الاصغر الشيخ حمادي الكواز الذي كان أميا والذي كان


(215)
ينظم على الذوق والسليقة ، اما الشيخ صالح فمن عدة نواحي كان يمتاز على أقرانه وأدباء عصره ، كان خفيف شعر العارضين أسمر اللون ، يتعاطى مهنة أبيه وهي بيع ( الكيزان ) والجرار والاواني الخزفية ولذلك اشتهر بالكواز ، ومع رقة حاله وضعف ذات يده يترفع عن التكسب بشعره ، روى الخطيب اليعقوبي رحمه الله قال : طلب أحد ذوي الجاه من الشيخ صالح الكواز أن ينظم له أبياتا في رثاء أبيه ويؤرخ فيها عام وفاته لتنقش على صخرة في مقبرة ( مشهد الشمس ) وبذل له على ذلك بتوسط أحد أصدقائه ما يقارب الاربعين ليرة عثمانية فامتنع لعزة نفسه.
وكان يجمع بين الرقة والظرافة والنسك والورع والتقى والصلاح ويأتم به الناس في الصلاة في أحد مساجد الجباويين بالقرب من مرقد أبي الفضائل ابن طاوس وللناس أتم وثوق في الائتمام به ، والشيخ صالح هو الشاعر الوحيد الذي يكثر من التصريح والتلميح الى الحوادث التاريخية في شعره حيث كان على جانب عظيم من الفضل والتضلع في التاريخ والادب ، وقد درس النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان على خاله الشيخ علي العذاري والشيخ حسن الفلوجي والسيد مهدي السيد داود ، وقد تخرج في الفقه وعلوم الدين على العلامة السيد مهدي القزويني. لذا نجد في ثنايا أشعاره ما يستدل على فضله كقوله على اصطلاح أهل المنطق :
شاركنها بعموم الجنس وانفردت عنهن فيما يخص النوع من نسب
    رثاه جملة من فطاحل الشعر والادب وفي مقدمتهم الشاعر الشهير السيد حيدر الحلي بقصيدة مثبتة في ديوانه المطبوع وأولها :
كل يوم يسومني الدهر ثكلا ويريني الخطوب شكلا فشكلا


(216)
    ويقول فيها :
ثكل أم القريـض فيك عظيم قد لعمري أفنيت عمرك نسكا وطويت الايام صبرا عليهـا طالما وجهك الكريم على الله ولأم الصلاح أعظـم ثكـلا وسلخت الزمان فرضا ونفلا فتساوت عليك حزنا وسهلا به قوبل الحـيـا فاستهـلا
    ورثاه الخطيب الاديب الشيخ محمد المعروف بـ ( الملا ) بقصيدة أولها :
قالوا تعز فقلت أين عزائي والبين أصمى سهمه أحشائي
    وفيها يقول :
ذهـب الردى منه بنفس مكرم يبكيك مسجدك الذي هو لم يزل ومـنزه عـن ريبـة ورياء لك في صلاة مزهرا ودعاء
    أعقب المترجم له ثلاثة أولاد : هم الشيخ مهدي والشيخ عبد الله وعبد الحسين وان الولد الثالث أصغر اخوته وقد وكل أبوه أمر تربيته وتهذيبه وتعليمه القرآن للمرحوم الشيخ محمد الملا الذي كانت تلاميذه تجتمع اليه في جامع ملاصق لداره ، وصادف أن تأخر ابن الكواز عن الحضور لمرض طرأ عليه ، فكتب أبوه الكواز للمؤدب رقعة وأرسلها مع الولد وهذا نصها :
    كان عبدك مريضا وليس على المريض حرج ، وهذا تكليف رفعه الله عنه فارفع تكليفك عنه ، وضع العفو مكان العصا. فأجابه الشيخ الملا وذلك سنة 1285 :
أصالح انا قد أردنا صلاح من فان العصا كانـت دواه وانـنا أراد بطـول الـبعد عنـا تـخلصا رفعنا العصا عنه وان كان قد عصى


(217)
شاعرية الكواز :
    سئل الحاج جواد بذقت ـ أبرع شعراء كربلاء المشهورين في عصر الكواز ـ عن أشعر من رثى الامام الحسين عليه السلام ، فقال أشعرهم من شبه الحسين بنبيين من أولى العزم في بيت واحد وهو الشيخ صالح الكواز بقوله :
كأن جسمك موسى مذ هوى صعقا وأن رأسك روح الله مذ رفعا
    ان المحافل الحسينية ترتاح وتطرب لشعر الكواز وله المكانة المرموقة في الاوساط الادبية والدينية لما أودع فيه من الفن والصناعة والوقائع التاريخية الذي قل من جاراه فيها من أدباء عصره مضافا الى ما فيه من رصانة التركيب والنظم العجيب والرقة والسلاسة والدقة في المعاني والابداع في التصوير واليك بعض الشواهد على ذلك من قصائده المتفرقة :
لي حزن يعقوب لا ينفك ذا لهب لصرع نصب عيني لا الدم الكذب
    وتحتوي هذه القصيدة على 40 بيتا ولم يخل بيت واحد منها من اشارة الى قصة تاريخية أو نكتة بديعية أو صناعة بيانية أو أدبية. ويقول في أخرى :
وهل تؤمـن الـدنيا التي هي أنزلت ولا سـد فيـها السـد عمـن أقامه مضى من ( قصي ) من غدت لمضيه سليمان مـن فـوق البناء المحلق طريق الردى يوما ولا رد ما لقى كوجه ( قصير ) شانه جذع منشق
    ومن أخرى في شهداء كربلاء :
تأسى بهم آل الزبير فذللت ولولاهم آل المهلب لم تمت وزيد وقد كان الاباء سجية لمصعب في الهيجا ظهور المصاعب لـدى واسـط مـوت الابي المحارب لآبـائـه الـغر الـكـرام الاطـائب


(218)
كأن عليه ألقي الشبح الذي تشكل فيه شبه عيسى لصالب

    وقوله في قصيدة ثالثة :
ولو لم تنم أجفان عمرو بن كاهل لما نالت النمران منه منالها
    وقوله من مرثية في أهل البيت عليهم السلام :
وقفوا معي حتى اذا ما استيأسوا فكأن يوسف في الـديار محكم ( خلصوا نجيا ) بعد ما تركوني وكـأنـني بـصراعه اتهموني
    وفيها يقول :
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها فتخال كلا ثم يونس فوقـه كالنون ينبذ في العرا ( ذاالنون ) شجـر الـقنا بدلا عن اليقطين
    ومن حكمياته :
ولربما فرح الفتى في نيله واذا أذل الله قوما أبصروا أربا خلعن عليه ثوب حزين طرق الهداية ضلة في الدين
    وحين نظم هذه العصماء في أهل البيت عليهم السلام ومطلعها :
هل بعد موقفنا على يبرين أحيا بطرف بالدموع ضنين
    جاراه جماعة من فحول عصره وزنا وقافية منهم الشيخ محسن أبو الحب بقصيدة أولها :
ان كنت مشفقة علي دعيني ما زال لومك بالهوى يغريني
    ومنهم الشيخ سالم الطريحي بقصيدته التي يرثي بها الحسين عليه السلام وأولها :
أبدار وجرة أم على جيرون عقلوا خفاف ركائب وضعون
    وقالوا ان الكواز دون شعره وشعر أخيه الشيخ حمادي في


(219)
مجلد واحد وأسماه ( الفرقدان ) وأخيرا جمع الخطيب الاديب الشيخ محمد علي اليعقوبي أكثر شعره وحققه ونشره وذلك في سنة 1384 هـ.
    ومن ملحه ونوادره هذه الابيات التي أنشدها للمرحوم السيد ميرزا جعفر القزويني :
بأبي الذي مهما شكوت وداده قلت الدموع فقال لي مقذوفة قلت اللسان فقال لي متلجلج طلب الشهود وذاك منه مليـح قلت الفؤاد فقال لي ( مجروح ) والجسم قلت ، فقال ليس صحيح
    فقال له السيد : احسنت ولكن يجب أن تكون القافية ( صحيح ) منصوبة لانها خبر ليس ، والجسم المتقدم اسمها فقال الكواز قد قلت قبل مولاي ( ليس صحيح ) ثم غيرها حالا فقال ( والجسم قلت فقال ذاك صحيح ).
    وله :
وربة ضبية من آل موسـى وغرتها تفوق سنى الدراري أرتنى باللحاظ عصى أبيها كأن يمينـه البيضاء فيهـا
    وله :
الطرف يزعم لولا القلب ما رمقا هـذا يطالب في لب لـه احترقا ما بين هذا وهذا قد وهي جلدي والقلب يزعم لولا الطرف ما عشقـا وذا بطالب في دمـع لـه انـدفقـا مـن أدعـي وهـما بالقول ما اتفقا
    وقال في صدر قصيدة :
حباني بأزاع الشراب تكرما وما الخمر الا مقلتاه وريقه فوالله ما آثرت خمرا على اللمى أعند وجود الماء أبغي التيممـا


(220)
    وقوله مهنئا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني طاب ثراه بابلاله من مرض :
سر يوما شانيك واغتم دهـرا كاش سر لعقـة الكلـب أنفـا ضحك الدهر منه اذ طال تيها رب حـلو لطاعـم عاد مرا ثـم في غـمه القديم استمرا بسرور كصحوة الموت عمرا
    وقوله في الشيب :
قلبي خزانة كل علـم كان في عصر الشباب فأتى المشيب فكدت أنسى فيه فاتحة الكتاب
    ويخاطب المجتهد الكبير الشيخ مرتضى الانصاري :
فيا راضيا دهره باليسير أراك سليمان في ملكه ولا شيء فيـه عليه عسـير وسلمان اذ لا تعاف الحصير
    وقال مفتخرا في مساجلة شعرية :
ولو كان لبسى قدر نفسي لأصبحت ولـو كان فـيما استحق مجـالسي تحاك ثيابي من جناح الملائك نصبن على هام السماء أرائكي
    واليكم هذه الروائع من شعر الكواز وهي في رثاء أهل البيت وتخص الامام الحسين (ع) وهناك ما يوازنها متانة ولطافة.
    من رثائه للامام الحسين (ع) ويذكر في آخرها الشهيد زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام :
أغابات أسد أم بروج كـواكـب ونشر الخزامى سار تحمله الصبا أم الطف فيه استشهدت آل غالـب أم الطيب من مثوى الكرام الاطائب


(221)
وقفت بها رهن الحوادث أنـحنـي تمثلت في أكنافهـا ركـب هاشـم أتوها وكل الارض ثغـر فلم يكـن وسمرا اذا ما زعـزعوها حسبتهـا وان أرسلوها في الـدروع رأيتهـا هم القوم تؤم للعـلاء وليـدهــم اذا هـو غنته المـراضع بالثـنـا ومـن قـبل تلقـين الاذان يهـزه بنفسي هـم من مستميتين كسـروا وصالوا على الاعداء أسد أضواريا اذا نـكرتهـم في الغبار عجاجـة بها ليل لم يبعث لها العتب باعـث فما بالهم صرعـى ومن فتياتهـم تعـاتبهـم وهـي العلميـة انهـم ومذهولة في الخطب حتى عن البكا تلبي بنو عبس بن غطفـان فتيـة وصبيتكم قتلى وأسرى دعت بكـم وما ذاك مما يرتضيـه حفاظكـم عذرتـكـم لـم تهمكـم بجفـوة من الوجد حتى خلتني قوس حاجب تهاوت اليـه فيه خوص الركائـب لهـم ملجأ الا حـدود القواضـب من اللين أعطاف الحسان الكواعب أشد نفوذا من أخي الرمـل واقب وناشئهم في المجد أصدق صاحب صغى آنسا بالـمدح لا بالمحالـب نداء صريخ أو صهـيل سلاهـب جفون المواضي في وجوه الكتائب بعوج المواضي لا بعوج المخالب فقد عرفتهم قضبهم في المضارب اذا قرط الكسلان قـول المعاتـب بهم قد أحاط العتب من كل جانب بريئون مما يقتضي قول عاتـب فتدعو بطرف جامد الدمع ناضب لهم قتلت صبرا بأيدي الاجانب (1) فما وجدت منكم لها من مجـاوب قديما ولم يعهد لكم في التجـارب ولا ساورتكم غفلـة في النـوائب

1 ـ يشير الى تلبية ( عبس ) حين ثاروا لصبيتهم الثمانية الذين قتلهم بنو ذبيان ، وكانوا رهائن عند مالك بن شميع ، وذلك في الحرب التي دارت بين ابني بغيض ( ذبيان وعبس ) 40 سنة بسبب تسابق ( قيس وحمل ) على رهان مائة ناقة. والتفصيل في مغازي العرب.

(222)
وبـاكيـة حـرى الفـؤاد دمـوعها تصك يديها فـي التـرائـب لـوعة شكت وأرعوت اذلم تجـد من يجيبها ومدت الى نحـو الغـرييـن طرفها أبـا حسـن ان الـذيـن نـمـاهم تعاوت عليهم من بني صخر عصبة فسـامـوهـم امـا الحـيـاة بذلة فهاهم علـى الغبـراء مالت رقابهم سجود علـى وجه الصعيـد كـأنما معـارضهـا مخضـوبـة فكـأنها تفجر مـن أجسامها السمـر أعيـنا ومما عليـك اليـوم هون ما جرى أصيبـوا ولكن مقبلـيـن دمـاؤهم ممزقـة الادراع تلـقـا صدورهـا تأسـى بهـم آل الـزبـيـر فذللت ولو لاهـم آل المهلـب لـم تمـت تصعد عن قلـب مـن الوجـد ذائب فتلهـب نـارا مـن وراء التـرائـب وما في الحشا ما في الحشا غير ذاهب ونـادت أبـاهـا خيـر ماش وراكب أبو طـالـب بـالطـف ثـار لطالب لثارات يـوم الفتـح حـرى الجوانب أو المـوت فاختـاروا أعـز المراتب ولما تمل مـن ذلـة فـي الشـواغب لها فـي محاني الطف بعض المحارب ملاغم أسـد بـالـدمـاء خـواضب وتشتـق منـهـا أنهـر بالقـواضب ثووا لا كمثوى خائف المـوت نـاكب تسيل علـى الاقـدام دون العـراقـب ومحفوظـة مـا كـان بيـن المناكب لمصعب في الهيجا ظهـور المصاعب (1) لـدى واسـط مـوت الأبي المحارب (2)

1 ـ يعدد المشاهير من أباة الضيم الذين رسم لهم الحسين (ع) خطة الاباء فهو يشير الى مصعب بن الزبير المقتول سنة 71 هـ وكان الساعد القوي لاخيه عبد الله يوم ثار بالحجاز ، قتل على نهر ( الدجيل ) بالقرب من مسكن سنة 71 هـ.
2 ـ أشار الى يزيد بن المهلب بن ابي صفرة الازدي ، تنقل في عدة ولايات في العهد الاموي وحبس مرارا نازع بني أمية الخلافة فقاتله مسلمة بن عبد الملك وقتل بين واسط وبغداد سنة 102 هـ.


(223)
وزيـد وقـد كان الابـاء سجـية كأن علـيـه ألقـي الشبـح الـذي فقل للذي أخفـى عـن العين قبره وهل يختفـي قبر امرئ مكرماته ولو لم تنم ـ القوم فيه الى العدى كأن السمـا والارض فيـه تنافسا لئن ضاق بطـن الارض فيه فانه عجبت وما احدى العجائب فاجأت أتطرد قربى أحمـد عـن مكانـه وتحكم في الـديـن الحنيف وانها لأبائـه الغـر الكـرام الاطـائب (1) تشكل فيه شبه عيسـى لصـالـب متى خفيت شمس الضحى بالغياهب بزغن نجوما كالنجـوم الثـواقـب لنمت عليـه واضـحات المنـاقب فنال الفضا عفوا سنـي الـرغائب لمن ضاق في آلائـه كـل راحب بمقتل زيد بـل جميـع العجـائب بنو الوزع المطرود طرد الغرائب (2) لأنصب للاسـلام من كل ناصب
    ومن مراثيه :
لي حزن يعقوب لا ينفك ذا لهب لصرع نصب عيني لا الدم الكذب

1 ـ زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، بطل من أبطال أهل البيت ويسمى بـ ( حليف القرآن ) نهض بالكوفة سنة 120 هـ بوجه المروانيين فجهز اليه هشام بن عبد الملك جيشا فقامت الحرب وقاتل زيد حتى استشهد ، وأخرجه بنو مروان بعد دفنه وصلبوه منكوسا في كناسة الكوفة اربع سنين ، ثم أحرقوه بعد ذلك بالنار ، وعمره يوم قتل 42 سنة.
2 ـ الوزع هو الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يؤذي النبي ويستهزئ به في مشيته ويسمع ما يسره الى أصحابه فيفشيه في كفار العرب ، فطرده عن المدينة فخرج هو وذريته الى الطائف ، ولما توفي النبي (ص) أبى الخليفة الاول أن يرجعهم وهكذا الخليفة الثاني.
    يتعجب الشاعر كيف يكون طريد رسول الله وهو مروان بن الحكم على منبر رسول الله.


(224)
وغلمة من بنـي عـدنان أرسلها ومعشر روادتهم عـن نفـوسهم فأنعمـوا بنفـوس لا عـديل لها فانظر لاجسادهم قد قدّ ـ من قبل كل رأى ضر أيوب فما ركضت قامت لهم رحمة الباري تمرضهم وآنسين من الهيجـاء نـار وغى فيمموها وفي الايمان بيض ضبا تهش فيهـا على آسـاد معـركة اذا انتضـوها بجمع من عـدوهم ومولجين نهـار المشـرفيـة في ورازقي الطير ماشاءت قواضبهم ومبتلين بنهـر مـا لطـاعمـه فلن تبل ـ ولا في غرفـة أبـدا حتى قضـوا فغدا كـل بمصرعه فاليبك طالـوت حزنا للبقيـة من أضحى وكـانت له الاملاك حاملة يرنو الى الناشـرات الدمع طاوية والعاديـات من الفسطاط ضابحة والمرسـلات من الاجفان عبرتها والذاريات ترابا فـوق أرؤوسهـا ورب من ضعة منهن قد نظرت تشـوط عنـه وتأتيـه مكابـدة فقل بهاجـر اسمـاعيل احزنها وما حكتها ولا أم الكليـم أسـى للجـد والـدهـا في الحرب لا اللعب بيض الضبا غيـر بيض الخرد العرب حتى أسيلت علـى الخرصان والقضب اعضاؤها لا الـى القمصـان والأهب رجل له غير حـوض الكوثـر العذب جرحى فلم تدعهـم للحلـف والغضب في جانب الطف ترمي الشهب بالشهب وما لهـم غـيـر نصر الله من ارب هش الكليـم علـى الاغنـام للعـشب فالهام سـاجـدة منهـا علـى الترب ليل العجاجـة يـوم الروع والـرهب من كل شلو مـن الاعـداء مقتضـب من الشهـادة غيـر البـعـد والحجب منـه غليـل فـؤاد بـالظمـا عطب سكينـة وسـط تـابـوت مـن الكثب قـد نـال داود فيه أعظـم الغـلـب مقيـدا فـوق مهـزول بـلا قـتـب اضلاعهـن علـى جمـر من النوب والموريات زنـاد الحـزن فـي لهب والنازعات بـرودا فـي يـد السلـب حزنا لكل صـريـع بـالعـرى ترب رضيعها فاحص الرجلين في التـرب من حاله وظمـاها أعظـم الـكـرب متى تشط عنه من بحر الظما تـؤب غداة في اليم القـتـه مـن الطلـب


(225)
هذي اليها ابنهـا قـد عـاد مرتضعا فأين هاتان ممـن قـد قضـى عطشا شاركنها في عمـوم الجنـس وانفردت بل آب مـذاب مقـتـولا ومنتـهـلا كانت تـرجـي عـزاء فيـه بعد أب فأصبـحـت بنـهـار لا ذكـاء لـه وصبية من بنـي الـزهـرا مـربقة كـأن كـل فــؤاد مـن عـدوهـم ليت الألى أطعمـو المسكيـن قـوتهم حتى أتى هـل أتـى في مدح فضلهم يرون بالـطـف ايتـامـا لهم اسرت وأرؤس سـائـرات بـالرمـاح رمى ترى نجـومـا لدى الآفـاق سائـرة لم تدر والسمر مذ ناءت بها اضطربت كواكب فـي سمـا الهيـجـاء ثابتة وهذه قد سقـي بالبـارد الـعـذب رضيعها ونأى عنهـا ولـم يـؤب عنهن فيما يخص النوع مـن نسب من نحره بدم كالغيـث منسـكـب له فلـم تحـظ بابـن لا ولا بـأب وأمست الليل في جو بـلا شهـب بالحبل بين بنـي حمـالة الحطـب صخر بن حرب غدا يفريه بالحرب وتالييه وهم فـي غايـة السـغـب من الاله لـهـم فـي أشرف الكتب يستصرخون من الآباء كـل أبـي مسيرها علمـاء النجـم بالعـطب غير التي عهـدت بالسبعة الشهـب من شدة الخوف أم من شدة الطرب سارت ولكن بأطـراف القنا السلب
    وله :
ما ضاق دهرك الا صدرك اتسعا تزداد بشرا اذا زادت نـوائـبـه وكلما عثرت رجل الزمان عمـى وكم رحمت الليالي وهـي ظالمة وكيف تعظم في الاقـدار حادثة ايام اصبح شمل الشرك مجتمعا ساقت عدي بني تيـم لظلمهـم فهل طربت لوقع الخطب مذوقعا كالبدر ان غشيته ظلمـة سطعـا أخذت في يده رفقا وقلـت لعـا وما شكوت لها فعلا وان فضعـا على فتى ببني المختار قد فجعـا بعد الشتات وشمل الدين منصدعا أمامها وثنـت حـربا لهـم تبعا
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس