ادب الطف الجزء السابع ::: 241 ـ 255
(241)
السيد ابراهيم الطباطبائي ان الشاعر مدح أبي السيد حسين الطباطبائي ببيتين وكتبهما في ورقة وأعطاها اياه ، وهما :
يا بن الرضا بن محمد المهدي يا ناداك احمـد صـارخا من دهره مـن عـم أقطار البرية بالندى فأجب فديتك ياضيا النادي الندا
    فلما قرأها السيد كتب فيها لوكيله : اعط الشيخ احمد بكل سطر دينارا ، وسلم الورقة بيد الشيخ فنظرها وأعادها عليه قائلا : يا مولانا أعجم شين شطر لئلا يشتبه عليه فيقرأها سطر ، فضحك السيد لنادرته وأعجمها.


(242)
أمـيـة قـد جـاوزت حـدهـا الـى م النـوى وعليـنـا العدى تحمـلـنـا ما لـو أن الجبـال تباغـت عليـنـا وقـد أدركت رمتـنـا بفـادحـة لـم نـزل فما أوقـع الـدهـر مـن قبلها غداة ظوامي الضبا في الطفوف وجـدك مـا بيـنـها والخيول وأسرتـه حـولـه بـالعـرى ثوت كالاضـاحي بحـر الهجير وفوق المـهـازل تطوي القفار أسـارى تـبـث الجـوى تارة فمـا بيـن لا دمـة صـدرها يذيب الجوى قلبـها والسيـاط وزينب تدعو أسـى والخطوب بني غالب سوموا الصافنـات بهن مواجيف طلـق العـنان قعدتم وأعداؤكم فـي الطفوف فقم فالضبـا سئمت غمدها تجور ولم نستطـع ردهـا تحـمـل أيسـره هـدهـا على رغـم آنـافنا قصدها نكابد طول المـدى وجـدها ولا مـوقـع مثلهـا بعدها سقت من دمائكـم حـدهـا علـى صدره جعلت وردها ينسج ريح الصـبـا بردها لها الله ما ضمـنـت لحدها نساؤكـم غـورهـا نجدها أبـاهـا وآونـة جـدهـا تنـوح ولاطـمـة خـدها يـؤلـم قـارعـة زنـدها باحشائها قـدحـت زنـدها وانتدبوا للـوغـى أسـدها تقفوا سلاهـبهـا جـردها شفت من أعـزتكـم حقدها


(243)
فلا عذر حتى نرى بيضكم لان ضـاع وتر بني هاشم رقـاب أعاديكم غمدها اذا عدمت هاشم مجدها
    الحاج سالم بن محمد علي الطريحي النجفي الرماحي توفي في النجف في حدود سنة 1293 كان فاضلا شاعرا يعاني حرفة التجارة ، قاسم ماله بعض اخوانه لوجهه تعالى ، وقد ترجم له الكثير من الباحثين منهم العلامة الكبير الشيخ علي كاشف الغطاء في ( الحصون ) والشيخ محمد السماوي في ( الطليعة ) وآل طريح من أقدم الاسر العربية التي استوطنت النجف الاشرف منذ أكثر من أربعة قرون ، ومن مشاهيرهم في القرن الحادي عشر الشيخ فخر الدين بن الشيخ محمد علي وهو الجد الخامس لشاعرنا المترجم له ابي محمد الحاج سالم بن محمد علي بن سعد الدين ابن جلال الدين بن شمس الدين بن الشيخ الاجل فخر الدين.
    ولد في النجف سنة 1224 هـ ونشأ وشب على حب الكسب وتعاطي التجارة حتى أصبح في أواساط حياته من ذوي الثروة والجاه وسعة الحال وهو الى جنب ذلك يحمل ثروة أدبية لا تقل عن ثروته المادية. وفي سنة 1275 هـ وفقه الله لحج بيت الله الحرام فنظم ارجوزة ذكر فيها ما اتفق له في طريق الحج وما شاهده في الحجاز ونجد ، توجد نسخة منها عند أحد المشايخ من أبناء عمه ، ووالده شاعرا وقارئا ذاكرا تخرج عليه جماعة من الخطباءمنهم الخطيب الشيخ كاظم سبتى.


(244)
    وهذه روائع من قصائده الحسينية :
عرجـا بـي على عراص الطفوف يا عـراص الطفـوف كم فيك بدر وهـزبـر قضـى طلـيـق محيا يوم هاجت عصائب الشرك للهيـ حاولت أن يضام وهو الأبي الضـ شد فيهـا وكـم لطيـر المـنـايا يحسب البيض في الكريهـة بيضا من لؤي بيض الوجوه أباة الضـ عانقوا المرهفات حتـى تهـاووا وبقـى ابـن النـبـي لم يرعونا فانثـنـى للنـزال يكتـال آجـا كم جيوش يفـلـهـا عن جيوش كلما هـم أن يـصـول عليهـم لم يزل يـورد المواضي نجيعـا فدعاه داعـي القضـاء فـألوى وهوى ثـاويا على الترب ما بـ فبكته السمـاء وارتـجـت الار يا قتيلا تقـل سمـر العـوالـي وتسوق العـدى نسـاه أسـارى أعلى النيب تنتحي البيد أين النـ تلك تدعـو بمهجة شفها الوجـ اين اسد العريـن شم العـرانيـ سومـوها يـا آل غالب جردا أبك فيهـا أسـى بـدمـع ذروف غاله حـادث الـردى بخـسـوف بين سمر القنـا وبيـض السيـوف ـجاء تقفوا الصفوف اثر الصفوف ـيم كهف الطريـد مأوى الـخوف مـن خفـوق علـى العـدى ورفيف ووشيـج القنا معـاطــف هيـف ـيم أسـد العـريـن شـم الانوف صرعا فـي الثـرى بحر الصيوف في الوغى غير ذابـل ورهـيـف لا فوفـى بالسـيـف كـل طفيف وزحـوف يـلـفـهـا بزحـوف همت الارض خـيـفـة بـرجيف من رقاب العدى بقلـب لـهـوف عـن هـوان لـدار عـز وريف ـين الاعادي ضريبـة للسـيوف ضون والشمـس آذنت بكسـوف منه رأسا علـى سنا الشمس موف فوق عجف المطـى بسيـر عنيف يب والبيد مـن بنـات السجـوف ـد احتراقا وذي بـدمـع ذروف ـن حماة الورى أمـان المخـوف تخبـط الارض منكم بـوجـيـف


(245)
وأبعثوها صواهلا عابسات لتروا نسـوة لكم حاسرات ولكم أوقفـوا بدار ابن هند يملأ الجـو نقـعـهـا بسـدوف جشمتهـا الاعـداء كل تـنـوف من ترى الموت دون ذل الوقوف
    وقال من قصيدة :
أيا مـدلجـا بـالذميـل العنيـف تجـوف الفلا سبسـبـا سبسـبا أنخها مـريحـا بـوادي الغـري وقل يا مبدد شمـل الصـفـوف لعلـك لـم تـدر يـوم الطفوف وأعظـم مـا يقـرح المقلـتين مجال الخيـول علـى ابن النبي وعترتـه حـولـه كـالنجـوم وقته الـردى فتـيـة في النزال ترى البيض بيضا وسمر الصعاد وراحـت تخـوض غمار الردى تلقى السهـام ببيـض الـوجـوه خفافـا شأت بالمسيـر الرياحا وتقطـعـهـن بطـاحا بطاحا مثيـرا لـديـه بـكـا ونواحا اذا ازدحمـت يوم حرب كفاحا غـداة غـدى دمكـم مستباحا ويـدمي الفؤاد شجى وانقراحا تـرض قـراه غـدوا رواحا ينبعث الليـل منـها صبـاحا تصافح دون الحسين الصفاحا قـدودا وكـأس المنيـة راحا وتحسب جد المنايـا مـزاحا بيوم به صائح الموت صاحا (1)
    وقال :
أبدار وجرة أم على جيرون عقلوا خفاف ركائب وضعون
    ومنها :
ولرب قائلـة ومن عبراتها الجيرة تبدي الجوى أم أربع ثقلت جوى قطع السحاب الجون ورمت بأكنـاف اللوى وحجون

1 ـ عن مخطوط الشيخ عبد المولى الطريحي.

(246)
وآهـا عليـك فمـا ربحـت وانـما فاليـك عنهـا معـرضا وعليك في يوم ابن فاطم والـرمـاح شـوارع والخيل عـابسـة الـوجـوه بمعرك يثنـي مكـردسهـا بـأروع لم ترم ضنـت بـصـارمـه يـداه وانـه وأشـم عبـل السـاعديـن شمردل في معشـر بيـض الـوجوه سوابغ تغشى الصفوف بملـتـقى من هوله حتى دعوا لحـضيـرة القـدس التي فتناثروا مثل النجـوم علـى الثرى وبقى ابن أم الموت ثمـة مـوقدا يسـطـو فتنـثـال الجيـوش كأنما ظام يـروي مـن دمـاء رقـابهـا حتـى اذا سـئـم الحـيـاة ونـابه وافاه سهـم كـان مـرمـاه الحشا فهوى فضـجـت في ملائكها السما وثوى علـى الـرمضـاء لا بمشيع الله أكبر كـيـف يبـقـى في الثرى ويـروح للاعـداء تـورد صـدره ما راقبت غضـب الاله لجـنـبـه رضـت خـزائن وحيـه بخيـولها وأمـض داء في الحشا لو لامس سبـي الفـواطـم حسـرا ووقوفها وقفت بمر أى من يزيـد ومسمـع ذهبت بحلمـك صفقـة المغـبون يوم علـى الاسـلام يـوم شجون والبيـض يـرشـح حـدها بمنون غص الفضاء بجيشـه المـشحون يمنـاه غيـر الـسـيف والميمون بالنفس يوم الموت غـير ضنـين ضخم الدسيعـة شامـخ العـرنين الايدي مناجيب الـقـرون قـرين ذكرت أميـة ملتـقـى صفـيـن فيها يـرون العـيـن رأي يقيـن ما بيـن منـحـور الـى مطعون نار الـوغـى فـردا بغيـر معين شـاء تنـافـر مـن ليوث عرين في الحرب حد الصـارم المسنون فـقـدان أكـرم معشـر وبنيـن فأصاب قبل حشـاه قلـب الـدين حزنـا علـيـه بـرنـة وحنيـن يـومـا لحفـرتـه ولا مـدفـون ملقـى بـلا غسـل ولا تكفـيـن من كل نـافـذة المـغـار صفون السامي وموضـع سـره المكنـون بغيـا وعيبـة علـمـه المخزون الراهون ضعضـع جانب الراهون في دار أخـبـث عنـصر ملعون ولهانة تدعـو بصـوت حـزيـن


(247)
أحسين يا غوث الصريخ وملجأ أحسين يا عزي يعز عليك أن العافـي وكنـز البائس المسكين تسود من ضرب السياط متوني (1)
    وقال :
أهاجتـك من ذي النخـيل الديار أم البـرق أومـض مـن بارق أراك وقـد غالبـتـك الـدموع لعـلـك ممـن شجتـه الـديار فـدعهـا ولا تـك ذا مهـجـة وقم باكيا مـن بكـتـه السماء غداة غدى ثـاويا بـالـعـرى أيـا ثـاويـا وزعـت شلـوه لها الويل هل علمت في المغار فوالهفة الديـن حتـى الخيول حقيق على العيـن أن تستهـل أترضى وجسمك فوق الصعيد وتبقى علـى التـرب لا حفرة وأعظم مفجعـة فـي الطفوف ركوب بناتـك فـوق الصعاب حواسر ليـس عـن الناضرين فهمت وشبت بـاحشـاك نـار فبادرن منـك الـدموع الغـزار لهـا مـن مـذاب حشك انهمار عداك الحجا ان شجتـك الـديار أهاجت جـواهـا الرسوم الدثار وأظلم حـزنـا علـيـه النهار يكفـنـه العثيـر المـسـتثـار عـوادي المهـار عقرن المهار على صـدره أي صـدر يغـار لها يا بن طـه علـيـك مغـار دما مثـلـمـا يستهـل القـطار ورأسـك فوق الصـعـاد يـدار تـشـق ولا نعـش فيـه يسـار لها فـي حنـايـا ضلوعي أوار أسـرى تقـاذف فيهـا القـفـار لهـن بغـيـر الاكـف استتـار
    وله أيضا :
خطب أماد من المعالي جانبا ودهى فجب من الهداية غاربا

1 ـ عن مخطوط الشيخ عبد المولى الطريحي.

(248)
خطب أطـل على الانـام بـفـادح وأصـاب من علـيـا نـزار أسدها يوم به جائت يغص بهـا الفـضـا يقتـادهـا عمـر بـن سعـد مجلبا حسب الابي يروح منـها ضـارعا وغدا أبـي الضيـم يبـعث للوغى حسبت حمام الموت سجـع حمـائم وغدت تحطم في الصدور عواسلا حيت بها بيـض الظـبا فـكـأنما حتى هوت صرعى فتحـسب أنها وبقي ابـن أم الموت لم ير صاحبا فغدا يمزق سحبهـا عـدوا كمـا ما زال يخطف بالحسـام نفوسها فهناك حم به القضـاء مفوقا فهوى فدكدكت الجبـال وكورت من مبلغن بـني نـزار وغـالبا من مبلـغـن نـزار أن زعيمها مـن مبلغن نـزار أن نـسـاءها أشجـى الانـام مشـارقا ومغاربا بأسا فصب على نـزار مصـائبا عصب تـؤلـب للكفـاح كتـائبا للحـرب فيهـا شـزبا وسـلاهبا فأبى الابي فـأب منـهـا خـائبا أسدا تصول علـى العداء غواضبا فيها ومطرد الكعـوب كـواعـبا منها وتثلم فـي النـحور قواضبا حيت من البيـض الظـباء ترائبا أقمار تم في الطفـوف غواربا بين العدى الا المـهـند صاحـبا مزقن أنفاس الشمـال سـحـائبا حتى أراهـا فـي النزال عجائبا سهما بأوتار المنـيـة صـائـبا شمس الضحى وغدا النهار غياهبا وترت بنو حرب نـزار وغـالبا نسجت عليـه الـذاريات جلاببا ركبـن اسرى هـزلا ومصاعبا


(249)
رزء لـه الاســلام ضـجـا رزء لـه الامـلاك تــنـزل رزء لـه البيـت الحـرام بكا رزء لــه رأس الـفـخـار يـا يـوم عـاشـوراء يـوم يـــوم بـه سبـط النـبـي لهـفـي لزيـنـب اذ دعـت أدعــوك مـا لـك لا تجيب طـيـب الـرقـاد هجـرته أبكـت رزيـتـك الـكـرام قد كنــت شـمـس هـداية سفـن اصطـباري قد غرقن ضـاقـت عـلـي فـدافـد يا راكـبـا كـور النـيـاق عرج الـى أرض الـغـري والثـم ثـرى أعتـاب حيدر قل يا علي حسين في أرض والـدين والايـمـان رجا للـعـزا فـوجـا ففـوجا ومـن لـبـا وحـجــا بسيـف أهـل البغي شجا فيـه عـرش الله عـجـا على الثـرى مـلقا مسجا يا كافلي أنـت الـمـرجا وليـس لـي الاك ملـجا اذ عذب عيشي صار مجا وأضحكـت كلـبا وعلجا فأخترت فوق الرمح برجا وماج بحر الهم مـوجـا الدنيا فلـم أر قط نهجـا يسـج فـي الادلاج سجا وعـرضـن فجـا ففجا من به للنـاس منـحـا الطفـوف بقـى مسجـا


(250)
طافت به في كربلاء يدعو الاهـل راحـم عصائـب فوجا ففوجا يرجو بيوم الحشر منجا
    السيد أحمد الحسيني الرشتى المقتول سنة 1295 ، نشأ في بيئة أدبية علمية وتلقى الشعر والادب على أبيه السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتى ، وكانت الزعامة الدينية بهذا البيت وورثها السيد احمد عن أبيه وأصبح ديوانه حافلا بالادباء والشعراء. جاء في ( الكرام البررة ) ما نصه : السيد احمد بن السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي الحائري عالم أديب ، كان والده أرشد تلامذة الشيخ احمد الاحسائي قام بعده برئاسة الفرقة الشيخية الى أن توفي بكربلاء عام 1259 فقام مقامه ولده المترجم له تلميذ أبيه وانتهت اليه مرجعية قومه الى أن قتل غيلة ليلة الاثنين 17 جمادى الاولى 1295 وقام مقامه ولده قاسم سمي جده.
    للشاعر قصائد متفرقة قالها في أغراض شتى وقد تناول في شعره مدح ورثاء أهل البيت صلوات الله عليهم كما رثى الامراء والعلماء ، ولشعره أثر كبير في الغزو الوهابي فقد عبر عن هذا الحادث المروع بحسرة ولوعة اذ أهينت حرمة كربلاء وانتهكت قدسيتها سنة 1216 وقتل عشرات الالوف من الابرياء. لذا اندفع السيد احمد يهنئ مدحت باشا قائد الجيش العثماني والذي فتح نجد فقال :


(251)
بدا نـور ظـل الله يشـرق كالصبح مليـك علـى العـرش استوى ولعزه ارادتــه العظـمـى بنـافذ أمـره الى مدحـة المولى الوزير الذي غدا من افتض بكر الفكر في طلب العلى وزير علـى متـن الوزارة قد رقى قد اقتطفت أهـل القطيـف ثمارها ومذ فتحت نجد دعا السعـد ارخوا فطبق وجه الارض بالعدل والنجح جميع ملوك الارض تعلـن بالمدح لقد صدرت كي يبدل الغي بالصلح لسيده ما اختـار شيئا سوى النصح فجاءته سعيـا غير طـاوية الكشح أحاط بها خيـرا فما احتاج للشرح تأملـه في دوحـة العدل والصفح لقـد جـاء نصر الله يزهر بالفتح
    ومن شعره قوله أثناء رحيله الى الحج :
اسائـل أهـل الحـي والدمع سائل منازل كانت بالطفـوف عهـدتهـا أصـعـد أنفـاسـا لـذكـر أحبتي فقلبي كالـرابـور والطـرف ماؤه فكم بـابلـي اللحـظ تـاه بحسـنه أنا البحر فوق البحر والغيـث فوقنا جليسي كتـاب والاكـارم حـولنا ومن روض أزهار الاحاديث أجتني وفخـر بنـي فهـر بنـا وبجـدنا فما وصف الطائـي بعـد ظهورنا فقـل للـذي رام النجـوم بشـأونا فان عيـرتنـا فـي علانا عصابة ( وقال الدجـى للشمـس أنت خفية أهل في حماكم للـوصول وسائل تقاصر عنها في السمـاك منازل وأنـى ودونـي أبـحـر وجنادل فـواعجبـا للمـاء فيـه مشاعل وهاروت نادى سحري اليوم باطل ثـلاث بحـور مـا لهن سواحل أجالسهـم طـورا وطورا أساجل ورودا بـأكمـام يحيـيـه وابل فان كنت في شك تجبـك القبائل ولا ذكـرت بكـر ولا قيل وائل تعـبت فـان البـدر لا يتنـازل فعيـر قسـا بالفهـاهـة بـاقل وقال السهى للصبح لونـك حائل )


(252)
وكـم بللـت من فيـض بحـر أكفنا يراعـي أراع النـاس طـرا واننـي ( وانـي وان كنـت الاخيـر زمـانه فكم قد أقيمت فـي ثبـوت مـأثري شموس سعودي أشرقت من بروجها تفيض عليها أبحـر وجداول أراعي حقوقا للعلى وأواصل لآت بمـا لم تستطعه الاوائل ) شواهد فيمـا أدعـي ودلائل وكوكب أعـدائي بنوري آفل


(253)
    الشيخ حمزة بن ناصر الحلي الشهير بالبصير ، شاعر مقبول وأديب نابه ، ذكره الشيخ النقدي في الروض النضير فقال : كان شاعرا أديبا أخذ عنه العلم جماعة من شعراء الحلة وتأدب عليه قسم كبير منهم ، وقد ذهب بصره على الكبر ، يقضي أكثر أوقاته في قرى العذار ، وله شعر في مدح أهل البيت عليهم السلام ورثائهم جاء في مجموعة صديقه الشيخ محمد الملا الحلي بعض أشعاره ، منه في رثاء الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام وله بمدح أهل البيت من قصيدة قالها عام 1279 :
هم حـجـج الـرحمن آل محمد صنايـع باريهم وكل الورى لهم بهم نزلت والمرسلات وهل أتى ولو يهتـدي كل الورى بهداهم سيسأل من عـاداهـم وأحبهم مناقبهـم لـن يحصهـن معـدد صنايع والرحمـن للـكل مـوجد (1) وطه وذوالقربـى وايـاك نعبـد ورشدهم لم يلف في الارض ملحد بيوم به تشـقـى الانـام وتسعـد
    وله مراث لاهل البيت بأوزان مختلفة يلحنها النواحون. أما قصيدته في الزهراء فاطمة فقد ذكر الشيخ اليعقوبي قسما منها كما ذكر الخاقاني في كتابه ( شعراء الحلة ) هذا القسم.
1 ـ يشير الى قول الامام عليه السلام : نحن صنايع ربنا والناس بعد صنائع لنا. أي نحن الذين أدبنا الله تعالى وأفاض علينا من كمالاته ، ونحن تولينا تهذيب الناس وتعليمهم وتأديبهم وفي الحديث الشريف : أدبني ربي

(254)
الشيخ مهدي حجي
المتوفى 1298
لا تلمنـي علـى البكـا والعـويل لست أنسـى ركـائـبـا لـنـزار فامتطت للـوغـى متـون عـراب وانتضت للكفـاح بـيـض صفاح وغدت تحـصـد الـرؤوس لـوي ودعاهـا القـضـا فلبـت وخرت لهف نفسي لهم على الترب صرعى وقتـيـل لآل فـهـر خضـيـب لمصـاب بكـتـه عين الرسول صاح فيها حادي القضا بالرحيل أرسلتها ضوابحـا فـي الخيول صاقـلات تفل حـد الصقيـل من بني حرب في القراع المهول سجدا كالنجـوم فـوق الـرمول من شيـوخ لهـاشـم وكهـول بدماه نفـسـي الفـدا للقتـيـل
    الشيخ مهدي بن الشيخ صالح بن الشيخ قاسم بن الحاج محمد ابن أحمد الشهير بحجي الطائي الحويزي الزابي النجفي. شاعر فاضل وأديب كامل. وآل حجي أسرة علمية أدبية ، وقد سبقت ترجمة والده الشيخ صالح الكبير ، كتب عنه البحاثة علي الخاقاني في ( شعراء الغري ) ونقل عن الشيخ محمد رضا الغراوي انه كتب ديوانه الذي جمعه ولده الشيخ صالح وهو يقرب من خمسة آلاف بيتا. ولكنه فقد ولم يبق له أثر ، وروى له كثيرا من أدبه الفصيح ولونا من أدبه الشعبي من ( الموال ) و ( القصيد ) و ( البوذية ).


(255)
مهج بنيران الفراق تذاب فيجود فيها للجفون سحاب
    ومنها :
أنـخ الـركـاب فـانمـا هـي بقعة واعقـل قلـوصـك انمـا هو مربع يا نازليـن بكـربـلا كـم مهـجـة مـا فـيـكـم الا عمـيـد سـريـة ومعـانـق سمر الـرمـاح كـأنهـا بـطـل ينكـره الغـبـار وعـابـد شهب بضيء بها المحارب في الدجى كـم مـوقـف لهـم به خرس الردى وجثوا لشارعـة الـرمـاح بمعـرك عثـرت بأشـراك المنـيـة منـهـم وثـووا ثـلاثـا لا ضـريـح موسد وسطـا الهـزبـر ففر جنـد ضلالها أسـد يفـر المـوت خيفـة بطشـه ريـان أفئـدة الصـوارم قـد قضى شــاء الاله بـآن يـراه مـجـدلا فيها لأحمـد قـد أنبـخ ركاب ضـربـت لآل الله فيـه قباب فيكم بفادحة الكـروب تصـاب في الـروع لا نكـل ولا هياب تحت العجاج كـواعـب أتراب ما أنكـرتـه الحرب والمحراب وهموا لابطـال الحروب شهاب رعبا وضاقت بـالكمـاة رحاب كادت تزول به ربـى وهضاب شيب يزينهـا النـهـى وشباب لهم يشـق ولا يهـال تــراب من بأسـه وتفـرق الاحـزاب وله الأسنة في الكريهـة غـاب ظمآن يرنو الماء وهـو عبـاب وعليه من فيـض الدمـا جلباب
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس