ادب الطف الجزء السابع ::: 271 ـ 285
(271)
حـرام لعيني أن يجـف لـها قطر ومـا لعيون لا تجـود دمـوعـها على أن طول الوجد لم يـبق عبرة كذا فليجل الخطـب وليفـدح الاسى لفقد امام طــبق الـكـون رزؤه وماجت له السبع الطـباق ودكدكت ورجت له الارضون حزنا وزلزلت وقـد لبست أكـناف مـكة والصفا يصـول عليـهم صولـة حيـدرية بغـلب رقـاب من لـوي تـدفعوا أطـل عليـهم والمـنايا شـواخص وما المـوت الا طـوع كـف يمينه الى أن ثـوى تحـت العـجاج تلفه فتى كـان للاجـي مغـيثا ومنـعة فتى رضت الجرد المضامير صدره وان طالت الايـام واتصل العـمر همولا وقـلب لا يذوب جوى عذر وان مدها مـن كل جـارحة بحر ويصبـح كالخنساء من قلبه صخر وناحت عليه الشمس والانجم الزهر له الشامخات الشـم وانخسف البدر وضجت على الافلاك املاكها الغر عليه ثياب الحـزن وانهـتك الستر متـى كر في أوسـاط دارتهم فروا الى الموت لا يـلوي لديهم اذا كروا وعين الردى فيـها نـواظرها شزر له وعلـيه ان سطا النـهي والامر برود تقـي من تحتها الحمد والشكر وغيثا لـراجـيه اذا مـسـه الضر فأكرم به صدرا له في العلى الصدر


(272)
    أبو جعفر معز الدين محمد بن الحسن المدعو بالسيد مهدي الحسيني الشهر بالقزويني من أشهر مراجع الامامية وزعمائها العظام الذين نهضوا بزعامة التقليد والمرجعية العامة في أواخر القرن الثالث عشر بعد وفاة شيخ الطائفة الشيخ مرتضى الانصاري ـ ره ـ. وانما قدمنا ذكر ولده السيد ميرزا جعفر على ذكره لانه سبق أباه في الوفاة بعامين.
    جاء في ( البابليات ) : ولد المترجم ـ ره ـ سنة 1222 هـ في النجف الاشرف وبها حصل ما حصل من العلوم العقلية والنقلية وقد أخذ عن فطاحل أساتذة عصره فمنهم العلامة الفقيه الشيخ موسى وأخوه الشيخ علي والشيخ حسن أنجال الاستاذ الاكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، وعمه السيد باقر والسيد علي والسيد تقي آل القزويني ، ونال مرتبة الاجتهاد بشهادات واجازات ممن ذكرناهم وهو ابن 18 سنة.
    وقال سيدنا الحجة المؤتمن أبو محمد الحسن بن الهادي آل صدر الدين الكاظمي في تكملة أمل الامل ـ فلما بلغ المترجم تسع عشرة سنة أجازه العلامة السيد محمد تقي القزويني تلميذ السيد محمد المجاهد الطباطبائي وكتب له اجازة مبسوطة رأيتها مجلدة تاريخها 18 محرم سنة 1241 وقد أثنى عليه ثناء حسنا. 1 هـ.
    وابتدأ من ذلك العهد بالتصنيف ولم يزل حتى بعد كبر سنه وشيخوخته مكبا على البحث والتدريس والمذاكرة والتأليف وهو مع ذلك في جميع حالاته محافظ على أوراده وعباداته في لياليه وخلواته مدئبا نفسه في مرضاة ربه وما يقر به الى الفوز بجواره


(273)
وقربه لا يفتر عن اجابة المؤمنين في دعواتهم وقضاء حقوقهم وحاجاتهم وفصل خصوماتهم في منازعاتهم حتى انه في حال اشتغاله في التأليف ليوفي الجليس حقه والسائل مسألته والطالب دعوته ويسمع من المتخاصمين ويقضي بينهم بعد الوقوف على كلام الطرفين فما أولاه بما قال فيه الكواز الكبير من قصيدة :
يحدث أصحابا ويقضي خصومة ويرسم منثور العلوم الغرائب (1)
    وهاجر الى الحلة حوالي سنة 1253 وقد تجاوز عمره الثلاثين وبقي الى أواخر العقد التاسع من القرن المذكور فأخذت قوافل الزائرين من مقلديه من ايران وغيرها تتردد الى الحلة لزيارته ـ بعد اداء مراسيم زيارة العتبات المقدسة ـ حتى تغص فيهم الدور والمساكن ، الامر الذي اضطره الى القفول الى النجف والاقامة فيها وأولاده في خدمته عدا السيد ميرزا جعفر فانه بقي في الحلة ليقوم مقام ابيه في المهمات والمراجعات حتى توفي بها في حياة والده.
    وقد تعرض لذكر سيدنا المترجم العلامة الجليل الشيخ ميرزا حسين النوري في « دار السلام » و « جنة المأوى » و « النجم الثاقب » و « الكلمة الطيبة » و « المستدرك ». ونقل نص ما قاله عنه صاحب كتاب « المآثر والآثار » ـ بالفارسية ـ بعنوان « الحاج سيد محمد مهدي القزويني الاصل الحلي المسكن ». نقل المحدث القمي الشيخ عباس في « الكنى والالقاب » عن شيخه النوري ما نصه :
1 ـ عن رسالة السيد حسين القزويني في أحوال السيد المترجم له.

(274)
    السيد الاجل السيد مهدي القزويني الحلي ذكره شيخنا صاحب المستدرك في مشايخ اجازته بالتعظيم والتجليل بعبارات رائقة ثم قال : وهو من العصابة الذين فازوا بلقاء من الى لقائه تمد الاعناق صلوات الله عليه ، ثلاث مرات وشاهد الآيات البينات والمعجزات الباهرات ثم ذكر انه ورث العلم والعمل عن عمه الاجل الاكمل السيد باقر صاحب سر خاله بحر العلوم وكان عمه أدبه ورباه وأطلعه على أسراره وذكر انه لما هاجر الى الحلة صار ببركة دعوته من داخل الحلة وأطرافها من طوائف الاعراب قريبا من مائة الف نفس اماميا مواليا لاوليا الله ثم ذكر كمالاته النفسية ومجاهداته وتصانيفه في الدين وغير ذلك قال : وكنت معه في طريق الحج ذهابا وايابا وصلينا معه في مسجد « الغدير » و « الجحفة » وتوفي ـ ره ـ في 12 ع 1 سنة 1300 قبل الوصول الى السماوة بخمسة فراسخ تقريبا وظهر منه حينئذ كرامة باهرة بمحضر جماعة من الموافق والمخالف. انتهى ملخصا. وقال المؤرخ السيد حسون البراقي في آخر كتاب « الدرة الغروية » عند ذكر وفيات جماعة من علماء عصره : ومنهم السيد الهمام والحبر القمقام صاحب العلوم العجيبة والتصانيف الغريبة السيد مهدي القزويني فانه توفي عند رجوعه من بيت الله الحرام على بعد فرسخين من السماوة في طريق « السلمان » وجاءوا به عصر يوم الاحد الـ 25 من ربيع الاول وكانت وفاته عصر الثلاثاء الـ 13 من الشهر المذكور من سنة 1300 ودفن قرب عمه السيد باقر القزويني.
    رثاه السيد حيدر الحلي بقصيدته الرنانة التي استهلها بقوله :
أرى الارض قد مارت لامر يهولها فهل طرق الدنيا فناء يزيلها


(275)
    ومنهم العلامة السيد محمد سعيد الحبوبي بقصيدته العصماء التي مطلعها :
سرى وحداء الركب حمد أياديه وآب ولا حاد لهم غير ناعيه
    آثاره ومؤلفاته :
    المترجم له تصانيف جمة في الفقه وأصوله والرياضيات والطبيعيات والتفسير وغير ذلك ما بين كتب ورسائل ، فمنها في الفقه ، بصائر المجتهدين في شرح تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي وهو كتاب شافي وافي مبسوط في الاستدلال كثير الفروع غزير الاحاطة لا سيما في المعاملات استوفى فيه تمام الفقه في ضمن خمسة عشر مجلدا من أول الطهارة الى آخر الديات عدا الحج. ومختصر هذا الكتاب : وقد اختصره في ضمن ثلاث مجلدات وهو على اختصاره كثير النفع لا يكاد يشذ عنه فرع مع الاشارة الى الدليل ، مواهب الافهام في شرح شرايع الاسلام : في سبع مجلدات وهو كتاب في الاستدلال مبسوط لا يكاد يشذ عنه فرع مع الاشارة الى الدليل ، مواهب الافهام في شرح شرايع الاسلام : في سبع مجلدات وهو كتاب في الاستدلال مبسوط لا يكاد يوجد في كتب المتأخرين أبسط منه جمع فيه بين طريقة الاستدلال والتفريع وما يقتضي له التعرض من أحوال رجال الحديث. نفائس الاحكام برز منه أكثر العبادات والمعاملات وهو حسن التأليف واسع الدائرة لا ينفك عن الاشارة الى أدلة الاحكام مع ما اشتملت عليه مقدمته من المسائل الاصولية ، واليه يشير السيد حيدر الحلي في احدى قصائده :
لـه « نفائـس » علـم كلـها درر لو أصبحت علماء الارض واردة والبحـر يبرز عنه أنفس الدرر منه لما رغبت عنه الى الصدر
    القواعد الكلية الفقهية : حسن الترتيب جاعلا للقواعد كلا


(276)
في بابه للسهولة على طلابه ، فلك النجاة في أحكام الهداة : وافية بتمام العبادات ، وسيلة المقلدين الى احكام الدين برز منها كتاب الطهارة والصلاة والصوم والاعتكاف حسنة الاختصار ، رسالة في المواريث بتمام أحكامه جيدة التفريع ، رسالة في الرضاع وتسمى اللمعات البغدادية في الاحكام الرضاعية ، رسالة تشتمل على بيان أحوال الانسان في عوالمه وما يكون فيه سببا في تكليف غيره من الاحكام الشرعية الفقهية وهي آخر تأليفاته وتصنيفاته وعليها جف قلمه الشريف كتبها في مكة المشرفة ، منسك في أحكام الحج كبير ، منظومة في الفقه برز منها تمام العبادات ، شرح اللمعة الدمشقية برز منه أكثر العبادات على اختصار ولم يتمه.
    وأما كتبه الاصولية فمنها : الفرائد : برز منه من أول الاصول الى آخر النواهي خمس مجلدات ضخام مبسوطة جدا على طريقة المتأخرين ، الودائع : واف بتمام المسائل الاصولية سلك فيها مسلك القدماء في التأليف ، المهذب : جمع في كلمات التوحيد الآغا البهبهاني مرتبا لها من أول علم الاصول الى آخر التعادل والتراجيح مع تهذيب منه وتنقيح واختيارات وزيادات ، الموارد : هو متن حسن الاختصار تام ، شرح قوانين الميرزا القمي برز منه جملة من الادلة العقلية وبعض التعريف واشتمل على فوائد جليلة ، رسالة في حجية خبر الواحد ، منظومة وافية بتمام علم الاصول حسنة السبك جيدة النظم سماها السبائك المذهبة ، رسالة في آيات الاصول مبتكرة في بابها فيها كل آيه يمكن ان يستدل بها على مطلب أصولي من أول المبادئ اللغوية الى آخر التعادل والتراجيح والكثير منها لم يذكره الاصوليون بكتبهم ، رسالة في شرح الحديث المشهور بحديث ابن طاب المروي


(277)
عن الامام الصادق (ع) وقد أشار الى هذا الحديث السيد بحر العلوم في منظومته حيث يقول :
ومشي خير الخلق بابن طاب يفتح منه أكثر الابواب
    وحيث أن الكثرة في لسان الشرع تحمل على الثمانين استنبط منه ـ ره ـ ثمانين بابا أربعين في الاصول وأربعين في الفقه.
    وله كتب ورسائل في علوم متفرقة منها : مضامير الامتحان في علم الكلام والميزان برز منه علم الميزان وتمام الامور العامة وأكثر الجواهر والاعراض ، آيات المتوسمين في أصول الدين في ضمن مجلدين ، قلائد الخرائد في أصول العقائد (1) ، القلائد الحلية في العقائد الدينية ، رسالة في أبطال الكلام النفسي.
    وله في التفسير : رسالة في تفسير الفاتحة ، تفسير سورة القدر ، تفسير سورة الاخلاص ، رسالة في شرح الحديث المشهور : حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، رسالة في شرح كلمات أمير المؤمنين (ع) من خطبة من نهج البلاغة وهو قوله (ع) : لم تحط بها الاوهام بل تجلى لها بها وبها امتنع عنها واليها حاكمها (2) ، مشارق الانوار في حل مشكلات الاخبار ، شرح جملة من الاحاديث المشكلة كحديث : من عرف نفسه فقد عرف ربه ، وغيره وليته أتمه ، الصوارم الماضية في تحقيق الفرقة الناجية واليه يشير السيد حيدر الحلي في قصيدة يمدحه فيها :
فاستلها صوارما فواعلا فعل السيوف ثكلت أغمادها
    رسالة في أجوبة المسائل البحرانية ، رسالة في أسماء قبائل
1 ـ أقول طبع أخيرا في مطابع بغداد بتحقيق السيد جودت القزويني.
2 ـ طبعت بعنوان « النور المتجلي في شرح كلام أمير المؤمنين علي » بتحقيق السيد جودت القزويني.


(278)
العرب مرتبة على الحروف الهجائية ، كتاب الاقفال وهو متن في علم النحو في غاية الاختصار. قال ولده العلامة السيد حسين فيما كتبه عنه من ترجمة حياته وبيان مؤلفاته : ـ هذا ما وقفنا عليه من تصانيفه الموجودة المحفوظة واما ما لم نقف عليه مما عرض له التلف لكونه تداولته أيدي المشتغلين للمطالعة والمراجعة فمن ذلك الفوائد الغروية في المسائل الاصولية. وكتاب معارج النفس الى محل القدس في الاخلاق والطريقة. ومنظومة تسمى مسارب الارواح في علم الحكمة ، وكتاب معارج الصعود في علم الطريقة والسلوك ، وكتاب مختصر للامور العامة والجواهر والاعراض في علم الكلام. وشرح منظومة تجريد العقائد. وكتاب قوانين الحساب ، في علم الحساب. ومنها شرح ألفية ابن مالك في النحو. ومنها كتاب المفاتيح في شرح الاقفال في النحو ايضا وحاشية على المطول للتفتازاني. وحاشية على شرح التفتازاني في الصرف وجميعها لم تقف منها على رسم ولا سمعنا منها سوى الاسم تلف جلها بسبب تفرق أوراقها عند المشتغلين واضمحلالهم في الطاعون. 1 هـ.
    وقد كتب العلامة الحجة السيد حسين القزويني المتوفى 1325 ترجمة لوالده سيدنا المترجم له في رسالة خاصة تتضمن مراحل حياته أطلعني عليها الشاب البحاثة السيد جودت السيد كاظم القزويني. وقد رأيت له جملة قصائد في رثاء الامام الحسين (ع) منها قصيدة مطلعها :
أهاشم لا للبيض أنت ولا السمر ولا أنت للقود الهجان ولا المهر
    وأخرى أولها :
مصاب يعيد الحزن غضا كما بدا وما أنتـجت أم الـرزايا بـفادح قضى أن يكون النوح للناس سرمدا بمثل الـذي فـي كـربلا قد تولدا


(279)
    لطف الله بن يحيى بن عبدالله بن راشد بن علي بن عبد علي ابن محمد الحكيم الخطي. كان فاضلا تقيا ورعا له أياد بيضاء أوجبت محبته في القلوب ، له مراث كثيرة في أهل البيت ، فمن شعره هذه المرثية :
ألغير كـاظـمة يـروق تغـزلي واذا كـلفت بـه وغصن شبـيبتي وظـباه كـن أوانـسا لي تبتـغي حتى انجلى ليل الشباب وبان صـ فنـسيت بعـدهم العقـيق ولعلـعا وجذبت من يد صاحبي كفي على وطلبت من كـرم الـكريم وسيلة حتى اهتـديت لخـير كل وسـيلة المصـطفى والـمرتضى وبنوهما أهـل النـبوة والامـامة والكرامة وسمعت واعية الطفوف وما جرى أبكـي الحـسين وآلـه في كربلا مـاتو ومـا بلوا حـرارات الحشا يا كـربلا مـا أنـت الا كـربـة حيـا الحـيا ساحاته مـن مـنزل غـض وصبغة صـبوتي لم تنصل وصـلا فتعـمل حـيلة المـتوصل ـبح الشيب فـوق مفارقي كالمشعل والمنـحـنى وربـيـع دارة جلـجل ( سقط اللوى بيـن الذحول فـحومل ) لرضاه فـي حالي وفـي مستقـبلي بـاب النـجـاة ونجـحة المـتوسل الابـرار خـيـر مكـبر ومـهـلل والـشهـادة والـمـقـام الاكـمـل فيـها مـن الرزء العـظيم المـهول قتلـوا عـلى ظـمأ دويـن المنـهل الا بطـعـنة ذابـل أو مـنـصـل ذكـراك أحزنـني وساق الكـرب لي


(280)
مذ أقبـل الجيـش اللـهـام كأنه بأبـي وبي أنـصاره مـن حوله أفـديـه وهـو مخاطب أنصاره يا قوم مـن يـرد السلامـة فليجد فالكل قال لـه عـلى الـدنيا العفا أنفر عـنك مـخافة الـموت الذي والله طعـم الـموت دونـك عندنا فـجزاهم خيرا وقـال ألا انهضوا فتوطئوا الجـرد العتاق وجـردوا مـن كل صـوام النـهار وقـائم مـن فوق كل أمون عثرات الخطى ما زال صدر الـدست صـدر الر يتـطاولـون كأنهـم أسـد عـلى ومضـوا عـلى اسم الله بين مكبر يتسابقون الى المـنون تسابق الهـ حتى قضوا فرض الجهاد وصرعوا صلـى الالـه عـليـهم وسلامـه قطـع الغـمام وجـنح لـيل أليل كالشـهب تزهو في ظلام القسطل يدعـوهـم بلطـيف ذاك المقـول السيـر قبـل الصـبح وليـترحل والعـيش بعـدك يا ربـيع الممحل لا بـد منـه لمـسـرع أو ممـهل حلـو كطـعم السلـسبيل الـسلسل هـيا سـراعـا للـرحـيـل الاول البيـض الـرقاق بسـمر خـط ذبل جنح الظـلام يزينـه النسب العـلى صافـي الطـلاء مطهـم ومحـجل تبة العليا صدر الجيش صدر المحفل حـمر فتـنفـر كالنـعـام الجفـل ومســبـح ومـقـدس ومـهـلل ـيم العـطاش الـى ورود المـنهل فـوق الـوهـاد كـشهب أفـق أفل وسقى ثراهـم صـوب كـل مجلجل
    ايضاح
    سبق وان ترجمنا في الجزء الخامس للشيخ لطف الله بن محمد بن عبد المهدي بن لطف الله بن علي البحراني الجد حفصي ونسبنا القصيدة المذكورة له ، ثم ترجمنا في الجزء الخامس ايضا لحفيده : الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله ، والان يأتي دور سميهما والمتأخر عنهما في الزمن.


(281)
الشيخ علي الناصر
المتوفى 1300
    هو الشيخ علي بن ناصر بن حسن بن صالح بن فليح بن حسن بن الحاج كنيهر السلومي المتولد في كربلاء سنة 1250 هـ والمتوفى بها سنة 1300 هـ درس مبادئ العلوم العربية وولع بالشعر ، ترجم له صاحب الاعيان وذكره العلامة السماوي في منظومته المسماة بـ ( مجالي اللطف بأرض الطف ) فقال :
وكالفتى عـلي بـن الناصر فكم له في السبط من قصيدة والشاعر الساكن أرض الحائر منـوطـة بـفـضله فريـده
    وذكره البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في ( الذريعة ) بقوله : وديوان الاعور الحائري هو الشيخ علي بن ناصر الشهير بالاعور المتوفى حدود 1300 يقرب من ألفي بيت في مواضيع شتى ، مدح السيد احمد الرشتى ورثاه بجملة قصائد أشار الى بعضها صديقنا الاديب سلمان الطعمة ، وذكر له قصيدة عن شهداء كربلاء وموقفهم يوم العاشر من المحرم أولها :
وكم من أبي من سراة محمد أسيرا سرى من فوق أعجف عاريا


(282)
    من شعره في الحسين (ع) :
ملكتم بني سفيان في الارض أشهرا أفـخرا على قـوم أبـوه استرقكم فأطلـق عـفوا والطلـيق أبـوكم تعـدون أقصى الفخر فـخر أبيكم وهلا استطـالت يوم بدر رماحكم فيـا لشهـيد مثـلت فيـه هـندكم بغيض رسول الله اذ هـي نظمت ومـا مر في الايـام أغيظ موقف سننتم بني صخر بن حرب قطيعة فـما كان منـكم عتـبة ووليـده لان شمـخت بالطف عوج انوفكم فقل لابـن هند حـين ثوب شامتا أفخرا بيوم الطـف اذ هم عصابة فأبكيتم عـين الفـواطـم أعصرا لدى الروع اذ كـنتم اذل وأحقرا فأهون بـه اذ ذاك عـبدا تحررا فهلا عـددتم يـوم صفين مفخرا قصرن ويوم الفتح قد كن أقصرا فجاءت بمالا تعرف الناس منكرا قلادتـها أنفا وشنـفا وبنـصرا (1) كموقفـه اذ سـاءه ذاك منـظرا لها كاد صـم الصخر أن يتفطرا كحمزتـهم لا في قراع ولا قرى فبا لجـدع قد كانت أحق وأجدرا بأهـليه ان كانوا أعـق وأكـفرا حشدتم عليها ما خلا الجن عسكرا

1 ـ الشنف : ما يعلق في الاذن. والبنصر ، بكسر الباء والصاد : الاصبع بين الوسطى والخنصر. يشير الى تمثيل هند بنت عتبة بجسد الحمزة عم النبي

(283)
سلـوا ذلك الجيـش اللهام تشله يشـلونه ضربا وطعنا وصرخة فما نازلـوهم فـي الكفاح وانما فمنها الذي جلى على ( ابن حـوية ) فما كلـت الهـيجاء الا أعـادها اذا اقتـحم الصـف المقـدم لفه ويطعن وخزا في الصدور بأسمر وصاح بهم والموت أهون صيحة وخاض غمار العلـقمي جـواده فروى ومـا أروى غلـيل فؤاده وجـاء بها ممـلوءة يـستلـذها أبا الفضل قبل الفضل أنت وبعده فواسـيت طعـانا أباك وصابرا وزدت عليه اليـوم فـرقا يشقه فلا قام للهـيجاء سـوق حفيظة مياميـن يتلـونا الكـتاب المطهرا (1) تذكرهـم في يـوم صفـين حيدرا يسيلون جري السيل عدوا اذا جرى بزبرتـه عـن ساعـديه مشـمرا (2) أغر اذا مـا استقـبل الجيش غبرا بآخر مـن خلف الصـفوف تأخرا مـن الخـط يمحو للكتـيبة أسطرا فخيل مليك الرعد في الجوز مجرا يهـلل تصـهالا وجبـريل كـبرا فهل كان طعم الماء في فيه ممقرا ويطوي حشى من مائها لن تقطرا اليك تسامى الفضل عزا ومفخرا أخاك ومقطوع الذراعين جعفرا عمود حديد ظل يرديـك للثرى تباع بهـا نفـس الكريم وتشترى
    الشيخ محسن الخضري هو ابن الشيخ محمد الخضري المولود سنة 1245 والمتوفى سنة 1302 هـ ينتهي نسبه الى مالك الاشتر والجناجي الاصل ، النجفي المولد والمنشأ والمسكن والمدفن. عالما فاضلا كاملا أديبا لبيبا سريع البديهة في نظم الشعر ، درس
1 ـ تشله : تطرده.
2 ـ ابن حوية أحد القواد عند ابن زياد والموكل اليه أمر شريعة الماء.


(284)
على الشيخ مهدي كاشف الغطاء وعلى الشيخ مرتضى الانصاري والسيد الشيرازي والسيد ميرزا محمد حسن. كتب عنه الدكتور مهدي البصير وانه نظم الشعر وهو ابن اثني عشر عاما ، ومن هنا يتبين انه رجل كلام وفقه علاوة على انه رجل أدب ، وهذا ديوانه المطبوع بجهود ابن أخيه الاستاذ الشيخ عبد الغني الخضري يجمع الغزل والوصف والرثاء والمديح وغيرها وفيه قصائد عامرة في أهل البيت عليهم السلام ، وخصوصا في يوم الحسين سبط رسول الله وجهاده بكربلاء ، فواحدة يقول في أولها :
عـلى الـمازمين حبست الركابا وما أنـا مـمن شجـته الـديار بـلـى ذللت أدمـعـي نـكـبة غداة طغى في عراص الطفوف دم حـرمت سفـكه الصابـئون بـيـوم تـألبـت الـصافـنات اذا انبعـثت يسبـكر الـقـتـام مذيلا مـن العيـن قلبا مذابا اذا الـذاريات كـستها الثيابا بها اشتعل الـرأس شيبا فشابا دم أوجس الكـون منه انقلابا ولـكن أباحـته حرب الحرابا تقـل الى الروع أسدا غضابا فتـنسج للشمـس منـها نقابا (1)
    وفي أخرى أولها :
آلت تهامة أن تجوس خلالها فحمت عليك سهولها وجبالها
    ويأتي الى شهداء الطف فيقول :
متربصـين تـلاع كـل ثنـية متسربلـين على الـحديد بأنفس زهر كأمثال الكواكب في الوغى كالأسد ترصد في الشرى أشبالها أوحى لها الرحـمن ما أوحى لها مستنهـضين زهيـرهـا وهلالها

1 ـ يسبكر : يطول ويمتد.

(285)
الشيخ علي سبيتي
المتوفى 1303
    قال يذكر أبا الفضل العباس بن علي عليهما السلام :
ضـمائر فيـها البين والـهم نافث وقائـع فـي أثنا وقائـع لا يـعي وأعظمها وقعا لذي اللب في الحشى سأرمـي بها دوا يضـح فـجاجه اليك أبا الفضل الـرضا زمت العلا أأنساك يوم الطـف والخـيل تدعي صليت لظاها دونـك الشوس تدعي ويـوم دعتك الهـاشميات والحشى ونـادى مناديـها هل اليوم فارس وكل جسـور يـولد الموت صوته فأخمدت مـن هيـجائها كل مرجل ورثت مـن القـوم الذين وصاتهم ترى حلمهم تحت الظبا غير طائش تهيـجها للحـادثـات حـوادث لها غابر حـتى يـوافيه حادث اذا ضاع موروث وأعوز وارث ولم يمش فـيه للسـحاب نوافث حـدائجها والامـر للامر كارث فينـحط عـريد ويرعـد لاهث بأيامها والخطب للخـطب عائث تلاعب فيـه نافـخ الحر عابث عصته العوالي والسيوف النوافث اذا صاح لبتـه المنايا الغـوارث يقر لك الجمـعان انـك حـارث اذا أمـحل العامان غوث وغائث وخطـوهـم بيـن القنا متـماكث
    الشيخ علي السبيتي هو ابن الشيخ محمد بن احمد بن ابراهيم ابن علي بن يوسف العاملي الكفراوي. والكفراوي نسبة الى كفري بفتح الكاف وسكون الفاء بعدها راء مهملة مقصورة ـ من قرى جبل عامل وعمل صور.
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس