ادب الطف الجزء السابع ::: 286 ـ 300
(286)
    ولد في كفرى في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة 1236 وتوفي بها ليلة الجمعة مستهل رجب سنة 1303 ، عالم فاضل ثقة ثبت صالح زاهد ، نحوي بياني لغوي ، شاعر كاتب مؤرخ ، مصارح بالحق غير مداهن. قال السيد الامين في الاعيان ج 42/19 رأيناه فشاهدنا فيه الزهد والتقوى والصلاح والمجاهرة بالحق وكان حسن النادرة ظريف المعاشرة ، قرأ على علماء جبل عامل وكان مشهورا بعلم اللغة والبيان والنحو والتاريخ. ذكره صاحب جواهر الحكم فقال :
    كان شيخا ورعا تقيا بارا صدوقا يحب الخير ويفعله الى آخر ما قال. له من المؤلفات ( الجوهر المجرد في شرح قصيدة علي بك الاسعد ). يحتوي على كثير من تاريخ جبل عامل وترجمة جملة من علمائه المتأخرين ، سمعنا به ولم نره ، وكتاب شرح ميمية أبي فراس ، ورسالة في رد فتوى الشيخ نوح الذي حلل فيها دماء الشيعة وأموالهم ، وكتاب الكنوز في النحو لم يتم واليواقيت في البيان ، وكتاب الرد على البطريرك مكسيموس ، ورسالة في الرد على رسالة أبي حيان التوحيدي رواها أبو حامد أحمد بن بشر المروزي عنه كما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج فرغ منها سنة 1273 بقرية كفرى ، ورسالة في فضل أمير المؤمنين (ع) الى غير ذلك من الرسائل ، قال صاحب جواهر الحكم : والجميع نسجت العناكب عليها
    أقول وروى السيد له جملة من شعره في الفخر والحماسة وفي مناسبات كانت في زمانه ، وقال من قصيدة :
رعى الله أيامـنا بالنـقى لـيالي تحـمد ظلـماؤها ليالي بيض بوصل الحسان وليلتـنا يـوم ذات الاثـل ويشكر فيها المساء الاصل ويومـي رطيب بظل أظل


(287)
    السيد كاظم الامين بن السيد احمد بن السيد محمد الامين ابن السيد أبي الحسن موسى ولد سنة 1231 وتوفي في بغداد في 27 ربيع الثاني سنة 1303 ونقل الى النجف الاشرف ودفن في حجرة آل كبة في الصحن الشريف قرب باب الطوسي ، كان عالما فاضلا حافظا متقنا مؤرخا واحد زمانه في الاحاطة والضبط وحفظ التواريخ والآثار ودقائق العربية وكان شاعرا مطبوعا منشأ بليغا وواعظا زاهدا عابدا ، هاجر من جبل عامل الى النجف الاشرف لطلب العلم في حياة والده السيد احمد وكان عمره قريب خمس عشرة سنة مع ابن عمه السيد محسن بن السيد علي بن السيد محمد أمين. وقرأ على الفقيه الشيخ مشكور الحولاوي وتزوج ابنته وبقي مكبا على طلب العلم حتى فاق أقرانه بعلوم كثيرة منها اللغة والتاريخ ، وترك بخطه من فرائد التفسير واللغة والتأريخ ودقائقها شيئا كثيرا وجل شعره في المواعظ والنصائح والآداب والحكم والمراسلات ، ذكر أكثر شعره صاحب الاعيان. ومن شعره ـ وهو يشكو من الزمان ويذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام ـ ومصيبة الحسين خاصة وقد أرسلها الى ابن عمه السيد محمد الامين :
لعمرك ما للدهر عهد ولا أمن ولا ذو حجى حر به عيشه يهنو


(288)
وهـل مـن أمـان للـزمان ووده وكيف يطيب العيش فيها الذي نهى وان امـرءا أصلاه مـاتا ، وفرعه وهل بعد عد المـرء خمسين حجة وبعد اشتعال الرأس بالشيب ينبغي فهب انك ناهزت الـثمانين سالما وان نازعتـك النفس يـوما لشهوة أتأمـل في الـدنيا القـرار سفاهة وأنـا بني حـواء أغصان روضة وهل نحن الا كـالاضاحي تتابعت نـراع اذا مـا طـالعـتنا جنازة كثـلة ضأن راعـها الـذئب رتعا نروح ونغدو في شعوب من المنى نحوم على الـدنيا ونبصر بطشها وأعـجب شيء وهـي ألئم جارة ولـو أننا نخـشى المـعاد حقيقة ولكننا عن مطلب الخير في عمى لنا الوهن والاغفال في طلب التقى وتـخـدعنا الـدنـيا ونعـلم أنها ونهوى بها طول المقـام جـهالة وانا بـها كالضعن عـرس لـيلة وهيـهات لا يبـقى جـواد مؤمل ولا سوقه من سائق الموت هارب وأحـداثه في كـل يوم لها لـون ترحـل عنه الاب والأم والابـن لميت وان لم يعله التـرب واللبن من العمر في الدنيا يروق له حسن بلوغ المنى والعظم قـد نابه وهن فهـل انت الا في تـضاعيفها شن فقل وهت الاحشاء واستوهن المتن وقـد أزف الترحال واقترب الظعن اذا ما ذوى غصن ذوى بعده غصن أو البدن ما تدري مـتى يومها البدن ونلهـو اذا ولـت ومـا جاءنا أمن فلـما مضى عادت لمرتعها الضأن وعـين شعـوب نحونا أبدا ترنو(1) ونعشو عن الاخرى وهذا هـو الغبن غدا كل حر وهـو عـبد لـها قـن لما اعتادنا غـمض ولا ضمنا ركـن تحول بـنا عـن نيـله ظلل دجـن وفي طلـب الـدنيا لنا الحزم والذهن بـغـي لهـا في كـل آونـة خـدن عـلى أنها في عين أهل النهى سجن بقـفر فلما أسفرت سـافـر الظعن ولا بـطـل يخـشى بـوادره قـرن ولا مـلك يوقيـه جيـش ولا خـزن

1 ـ شعوب : ضروب والثانية اسم للموت.

(289)
فأين أنو شـروان كـسرى وقيصر تبين بـذي القـرنين كم قبله انطوت وأين الـذيـن استخـلفوا مـن أمية وأين بنـو الـعـباس تلك ديـارهم وفي التـاج منـها عبرة وعـجيبة فـأحكم أس الـتاج مـن شـرفاته عفا وكأن لم يصطـبح فـيه مترف وهارون من قصر السلام رمى به ا وتلك بسـامرا مـواطنـهم غـدت فـآكامـها للعـفر والعصم مـوئل تخـطى اليـهم في مـعـاقل عزهم فذا هـادم اللـذات لا تنـس ذكـره منغـص شهـوات الانام فـكم بـه فلا يأمن الـدنيا امـروء فـهي أيم ومـا هي الا لجـة فلـتـكن بهـا فقـصر فما طـول الـدعـاء بنافع تعودت السوءى ومـا المرء تـاركا فـكم عـظة مـرت ولم ننـتفع بها ومـن لم يـرعـه لـبـه وحـياؤه ولله فـي بعـض العـباد عـنايـة صـروف اللـيالي لا تـكـدر وده حمـيد السجـايا لا يشـاكس قومه اخـو كرم يـولي الجـميل صديقه ومن طـوف الدنيا وقامـت به المدن قرون وكـم من بعـده قد مضى قرن ودوخـت الدنيا جـيوشـهم الـرعن بلاقـع بالـزوراء أرسـى بها الدمن غداة اليـه قـوض الابـيض الجـون وأعلاه من أدناه فـأعجب لصما افتنوا يرنحه من صوت عـذب اللمى لحـن لحـمام الى أقصى خـراسان والبـين يبابا مـغانيـها لـوحش الفلا وطـن وللبـوم والـغـربان آطـامـها وكـن رسـول بأشـخاص النفـوس له الاذن والا تـكـن مـن لا يـقـام لـه وزن قـد انطـرفت عيـن وسكت بـه اذن وفي البـيض من أنيابـها السـم مكتن لك البـاقيـات الصالحات هـي السفن مـعاشر لا تـصغي لـداع ولا تـدنو عـوائـده حـتى يـواريـه الـدفـن وفي وعظ من لا يرعوي تخرس اللسن فلـيس بـمـوروع وان عـلت الـسن فـجانـبه هـيـن لـصـاحـبه لـين ولا وجـوده يــومـا يـكـدره مـن ولا هـو للـساعـي الـيـه بـهم اذن وفـي نفـسه ان الصـديق لـه الـمن


(290)
لعـمر أبـي والناس شـتى طباعهم ومن عـجب فرخـا نـقاب الى أب وكـم مـن بعـيد وده لك صـادق ورب أخ أولاك دهــرا صـفـاءه جـرى طلـقا حـتى اذا قـيل سابق فـبات على رغـم المـكارم والعلى ويـزعـم ان السـيل قـد بلغ الزبى فـيا نائيا والـرحل منـه قـريبـة أمثـل شقـيق المـرء يسلـى اخاؤه ومثل عمـيد القـوم ينـسى ظهيره ويجـهل مسـعى مـن أغذ مهاجرا وأشرف دار جنة الخلـد صحنها الـ ضـريح ثـوى فيه الـوصي ، وآدم وثـم ضـريـح للشهـيد بـكـربلا ومشهـد مـوسى والجـواد محـمد وللسادة الـهادين فـي سر من رأى حضائر قدس جـارها فـي كـرامة أقـام بـها والصـبر مـلء اهـابه ألست تـرى يا ابـن الاكارم انـما فـمنهن زيـن والكـثير لـهم شين وأم وفـي الاخـلاق بـينهـما بون قـريـب ودان وده شاحـط ميـن فطابـت به نفـس وقـرت به عين تداركه عـرق وليس بـه ايـن (1) يغـض على الاقذاء مـن عينه جفن لـذاك وان قـد ثل من عرشه ركن وذا شرف في القـوم أخلاقه خشن لك الخير لـولا رغبة النفس والضن على المجـد وهو الناقد الجهبذ القرن الـى بلـد في جـوه الـعلم واليمن ـمقدس والفردوس ما ضمه الصحن ضجيع له والشيخ نوح له ضمن (2) ثـراه شـفـاء للـورى ولهم أمـن تـنال بـه الحاجات والـنائل الهتن معاهد يستسقى بـمن حلـها المزن من الله تـرعاه العـناية والصـون يـقـدمـه فـن ويعـلـو به فـن يزينـك بيـن القوم فـهو لـنا زين

1 ـ اعياء وتعب
2 ـ في التأريخ ان الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين دفن بالنجف الى جنب النبي آدم والنبي نوح ، وفي الزيارة : السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح وعلى جاريك هود وصالح.


(291)
وقد كان لي لـو شئت أفسح منزل لدى معشر تعـزى المرؤة والندى وان ضام عاد جـارهم غضبوا له من القوم اخدان الوفا لـذوي الولا يخـوضون تتيار الـمنايا بأنفـس فان ضربوا قـدوا وان طعنوا أتوا ولكنـني وجهت وجـهي الى التي ولم أخـتش الاعـسار والله واسع فيا علـما يـرجى لكـل كريـمة نشدتك انظر سفـح لبنـان راجيا فكم مـن بيوت للعـلى رفعت به له مـورد عـذب المـذاقة سائغ وبيتك بيت المـجدو العلـم والتقى اما انبعثت مـن قلبك الشهم نخوة على أهل ذاك البيت فليفدح الأسى كـرام الى غيـر المكارم ما ثنوا سقى الله أرواحا لهـم زانها التقى وياواحد السادات مجـدا وفرع من وخير ابـن عم لا فقـدت اعتناءه شهـدت لان وافـاك نعـي مهذب حريص عـلى عز العشـيرة كاره بلبـنان يـثرى بالعـقار ومـا أقـنو اليهم فـمن كعـب بـن مامة أو معن حـفاظا وهبـوا للنـضال ولـم يثنوا وحتف العدى ان قيل يوم الوغى ادنوا لديها مثار النقـع ان غضـبت هيـن بفـوها فيها يـذهب الـزيت والقطن يشـد الى أمثـالهـا الماجـد الفـطن غـناه ولا الحرمـان والله لي عـون وذا عـزمة والـوهم يثـنيه والظـن عـطاء ملـيك كـل يـوم له شـأن على العلم والاقـوام كالعـلم لم يجنوا فمـشربـه للـناس مـزدحـم لـزن أحـل بـه منـك التـهاون والـوهن اليـه أمـا تهفـو علـيه امـا تحـنو وتنهـل من عيـن العـلى أدمـع هتن يـدا والى غـير الفـضائل ما حنـوا فـراحت وفي أعـلى الجنان لهم عدن لـه العـلم يعـزى والرياسـة واللسن كـما أنني معـنى بـه واثـق طـمن صحيح الهوى مـا في دخيلـته ضغن لها الذل أو يـودي به الضرب والطعن


(292)
قرعـت علـيه السن منـك ندامة واشهد ربـي ان قـولي نصـيحة وذلك حـق فـي أخ أو قـرابـة وقـد علم الاقـوام أنـي لشانئ عـلى أنـني والله لسـت مـبرئا لقد وقفت بي من ذنوبي على شفا فغـفرانـك اللهـم ذنب مقـصر فأسألك الرضوان ربـي ونظرة بأسمائـك الحسنى أجب وعصابة نبي الهـدى والغـر من أهل بيته وأعلام حق لـو تنور ضـوءها ولو بذراها لاذت الشمس لم تشن فأين رسـول الله عـن أهل بيته ويعدو عليـهم مـن أمية جحفل وتغدو بأرض الطف ثكلى نساؤهم فمن حـرة عـبرى تلوذ بمـثلها قضوا عطشا بالطف والماء حولهم حمتها العدى ورد الشريعة ويلهم يسومونهم قـتلا وأسـرا كـأنما تداعوا لهم في كربلاء وجعجعوا هنالك ألفـوا ليث غـاب تحوطه أجـل وعـلى أمثالـه يقـرع الـسن وما فيه من شيء سـوى النصح يعتن عـلي اذا الـوى بـه خـلـق خـشن لمن شأنـه الازراء في الناس والطعن لامـارة بـالسوء لـي كسبـها غـبن فعيـني عـلى ما نابنـي دمعها سخن بخـدمـه من غـر الجـباه لـه تعنو لرضـوان فيها يذهـب الغـم والحزن بهـم قامـت الاشـياء وانتـظم الكون حمى المـتوالي في الاراجيف والحصن جميع الـورى ما ضلت الانـس والجن بخـسف ولاوارى سناها ضحى مزن يهجـنهم بيـن الـملا معـشر هـجن به غص من ذاك الفضا السهل والحزن وقـد هتـكت عنها الـبراقـع والسدن وحسرى تقي عن وجهـها اليد والردن الـى ورده اكـباد صبـيتهم تـرنـو امـا فيـهم مـن بالشـريعـة مسـتن لهـم بـات ثار عنـد أحمـد أو ديـن بهـم في العـرا بغـيا ليملـكهم قـين ليـوث شـرى غـاباتـها الاسل اللدن


(293)
تشـد فيـنثالون عـنها طـريـدة فشبت لهم بالطف نار لدى الضحى على حين ما للمرء مـرأى ومسمع وحيث فراخ الهام طارت بها الظبا وراحت حماة الديـن تصطلم العدى ولم يبق الا السبط في حومة الوغى وأضرمها بالسـيف نـارا وقودها اذا كـر فروا مجفـلين كـأنهـم فـكم بطـل منهم بـراه بضـربة وكـم أورد الخـطي فيـهم فـعله قضى وطرا منهم ومذا برم القضا أرد يـدا منـي اذا مـا ذكـرتهم اطائب يستـسقى الحـيا لوجوههم عليـهم سـلام مـا مـر ذكـرهم وأسد الشرى تشـقى بشداتها الاتن يجلل وجه الافق مـن نقعها دجن من النقـع الا البيض تلمع والردن وظلت سواني نينوى مـن دم تسنو ولم يبرحوا حتى قضى الله أن يفنوا ولا عون الا السيف والـذابل اللدن جسوم الاعادي والقـتام لـها عثن (1) قطأ راعـها باز شديد القوى شثن على النحر أو حيث الحيازم والحضن بجائفة (2) حيث الجناجن والضبن مضى لم يشن علياه وهن ولا جبن على كبد حـرى وقلـب به شجن لعمـري وتنهل العيـون اذا عنوا وأحـسن في اطرائـهم بارع لسن

1 ـ هو الدخان.
2 ـ الطعنة الواصلة الى الجوف.


(294)
    الحاج يوشع بن حسين البحارنة كان من الاتقياء والاخيار والتجار المرموقين والمشهورين بالورع. وآل البحارنة أسرة كريمة عريقة في الحسب ويوجد اليوم منهم في القطيف والبحرين أفراد لهم مكانتهم المحترمة ، والمترجم له هو عقد القلادة ، ترجم له الشيخ علي المرهون في ( شعراء القطيف ) وقال : كانت وفاته سنة 1303 هـ وذكر له قصيدة مطولة في رثاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه ومطلعها :
زارت بليل على جنح من السحر فأرج الربع منها نفحة العطر
    وبعد التغزل على عادة الشعراء يتخلص للحسين (ع) فيقول :
يوم الحسين الذي أبكى السماء دما والارض حزنا وعين الشمس والقمر
    ويختمها بقوله :
سمعا ليـوشع مـولاكم مـهذبة ألبستها حلة مـن مدحـكم فغدت سميتها الحـرة العذرا وقـلت لها صلى الاله عليكم ما سـرى فلك أو عاقب الليل صبح يستضاء به يحلو على جيدها عقـد من الدرر تختال حسنا ، وقد جاءت على قدر ألا اكمـدي أنفس الحساد وافتخري أو سارت العيس في الابكار والسحر ومـا تغـرد قمـري عـلى شجر


(295)
أمنزل الشـوق جادت ربعك السحب ونـاشـر فـيك للازهـار أرديـة وزار تـربك معـتل النسـيم سرى ما عـن ذكـرك الا حـن لـي كبد ولا مـررت بقلـبي خـاطـرا أبدا يـا منـزلا لـم أزل أشتـاق أربعه لولا ظـباك لما أصبـحت ذا شغف ضعائن ان سرت حاطـت هوادجها الـقاطـنون بقـلبي أينـما قطـنوا مـا أنصفوا الكـمد المـضنى ببينهم أغروا به نائـبات الدهـر وارتحلوا حسـب النوائـب مـني أننـي دنف أعـاتب الدهـر لو رقـت جـوانبه أيـن الـزمان واسعاف المـحب بما والدهر حرب لأهل الفضل ما برحت أخنى عـلى عـترة الهادي فـفرقهم آل النبي هـداة الخلق مـن ضـربوا وحـل رسمك طـل ساقـط صبب تهـدى السرور وللاحـزان تستلب للمسك والعنـبر الفـياح يصطحب مـروع ونـبار الـوجـد ملتـهب الا انثـنى دمع عيني وهو منسكب وما له الشوق لـو لا الخرد العرب متيم القلب مضـنى شفـه الوصب مـن المغـاويـر أسـاد اذا وثـبوا والذاهبون بـصبري أيـن ما ذهبوا ولا رعوا من ذمـام الصب ما يجب وجرعوه ذعاف الهـجر واغتربوا ضئيل جسم عـن الابصار محتجب لعاتب قـد براه الـوجد والنـصب يهوى وكـيف تـرجى عنده الارب صروفـه تنتحيهـم أيـن ما ذهبوا فأصبح الـدين يبكيـهم ويـنتحـب في مفرق المجد بيـتا دونه الشـهب


(296)
جـنـب الالـه وبـاب الله والحـجج سحب الندا وربـوع الجـود ممـحلة الـوافـدون لبـيت الله مـن وفـدوا ما فارقوا الحق في حال وان غضبوا يـرون من قربـوا مثل الاولى بعدوا لا ينزل الضـيم أرضا ينزلـون بها يأبـى لهم عن ورود الذل ان ظمئوا سفـن النـجا وبحور الغـي مترعة متـوجون بتـاج العـز ان ذكـروا جلوا فجـل مـصاب حل ساحتـهم أغرى الضـلال بهـم أبناه فانتهبوا غالـوا الوصي وسموا المجتبى حسنا يوم ابـن حيـدر والابطـال عابسة والسـمر من طـرب تهـتز مائسة رامـت اميـة ان تقـتـاد ذا لبـد فانـصاع كالضـيغم الكرار مبتدرا أغـر مكتـسب للحـمد ذو شـيم يلـقي الكـماة بثـغر باسـم فرحا يقري الصوارم أشلاء العدى ويرى وافتـه داعية الرحـمن مـسرعة نفـسي الفـداء له والسـمر واردة مضـرج الجسم مـا بلت له غلل دامي الجـبين تريب الخـد منعفر مغـسـل بنجيـع الطـعن كفـنه قضى كريما نقي الثوب من دنس الهادون أشرف من سارت بها النجب أسد الشرى ولظى الهيـجاء تلـتهب والضاربون بسـيف الله من ضربوا كأنما مـرة فـي فيـهـم الـضرب عنهم ومن بعدوا مثـل الاولى قربوا ولا تمـر بهـا الادنـاس والـريب أنف حـمي وبـأس شأنـه الغـلب نور الهدى وظـلام الجهل منتـصب سمت باسـماهـم الاعـواد والخطب تأتي الكـرام على مقـدارها الـنوب جسومهم بحـدود البيـض واستـلبوا وأدركوا مـن حسيـن ثـار ما طلبوا والشـمس مـن عثـير الهيجاء تنتقب والبيض من قـمم الاقـران تختضب منه وتحـجب بـدرا ليـس يحتـجب بصولة ريـع منها الجـحفل اللـجب بالمجـد متـزر بالفـخر مـحتـقب كـأنـهـم لنـدى كفـيه قـد طلـبوا سقـي الرماح دمـاها بعض ما يجب فخر وهـو يطـيل الشـكر محتسب من صدره والمـواضي منه تختضب حتى قضى وهـو ظمآن الحشى سغب عـلى الثـرى ودم الاوداج ينسـكب ذاري الـريـاح ووارتـه القنا السلب يـزيـنه كـل مـا يـأتي ويجـتنب


(297)
يا قـائـدا جـمع الاقـدار طـوع يـد لئن رمتـك صروف الـدهر عـن احن كنـت المجـير لـمن عـادى فحق لـه يا مخـرس المـوت ان سمـتك نادبـة يـاصارما فـل ضرب الهمام مـضربه ان كورت منك كف الشرك شمس ضحى لو تعلم البـيض مـن أردت مـضاربها ولـو درت عـاديات الخـيل من وطأت مـا كـنت أحسـب والاقـدار غـالبـة ولا عهدت الثرى تطـوي بحـور نـدى بنـو امـية لا نـامـت عـيـونـكـم أبكيتموا جفـن خيـر الـمرسليـن دمـا لم يكـفكم قتـلكـم سبـط النـبي ظـما رامـوا بمقتـله قـتل الهـدى فـجنـوا لله أي دم للـمـصـطـفى سـفـكـوا وكـم عـفيفـة ذيـل للبتـول سـرت تطوي عـلى جـمرات الـوجد أضلعها حسـرى مـسلـبة الاستـار تسـترهـا لئـن تشـفى بنو حـرب بما صنـعوا فسوف يصـلون نـارا كلـما نضـجت يا أقـمـرا بـعـراص الطـف آفـلـة سـقـاك مـن صلـوات الله منـسجـم كيـف استقادك منـها جامـع درب وقـارعـتك مـواضيه فـلا عجب ان يطـلب الثار لـما أمـكن الطلب من النوادب كيـف اغتـالك الشجب ولا تعـاب اذا مـا ثلـت القـضب فما على الشمس نقص حين تحتجب نبـت وفل شباهـا الـروع والرهب أشـلاءه لاعتـراها العـقر والنقب بـأن شمل الهـدى الملـتام ينشعب ما حـل ساحتها غـور ولا نـضب ولا تـجـنـبها الاقـذاء والصـبب لـكي يطـيب لكـلب منـكم الطرب عـن سبي نسوتـه كالـزنج تجـتلب عـارا تجـدده الاعـوام والـحـقب وأي نفس زكت للمـرتضى اغتصبوا بهـا أضالـع لـم يشـدد لـها قتب وقـد أضر بهـا الاظمـاء والسغب من العـفاف بـرود حـين تسـتلب وأدركـوا ما تمـنوا بالذي ارتكـبوا منـها جلـودهـم عادت لهـم اهب أضحت برغم العلى قد ضمها الترب يـروى صداك مدى الازمان منسكب


(298)
لا زال لي كبد تطوى على كمد ومقـول بنظـيم الـدر منـتثر يقول شعري لمن يبغي مطاولتي صلى الاله عليـكم حيث ذكركم حزنا عليك ودمع سائل سرب مزر بما ابتكر المداح واجتلبوا لقد حكيت ولكن فاتك الشـنب باق تـزان به الآيـات والكتب
     قال الشيخ الطهراني في ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ) : رأيت للشيخ عبدالرضا الخطى في بعض المجاميع عدة قصائد في رثاء الحسين وأهل بيته ، أقول ورأيت له قصيدة في الحسين عليه السلام بمكتبة دار الآثار ببغداد في مخطوط رقم 9109 وأول القصيدة :
سقى أربعاً أقفرن من جيرة بانوا أجش هطول الودق أو طف هتان
    تحتوي على 60 بيتا.


(299)
الشيخ راضي الظالمي
القرن الثالث عشر
    هو ابن الشيخ حمود من أفاضل أهل العلم يسكن في قرية الديوانية القديمة ، وأبوه الشيخ حمود من رجال العلم والدين سكن النجف ، وهو ابن الشيخ اسماعيل بن درويش ينتمي لـ ( بني سلامة ) القبيلة العربية المشهورة في العراق ، وانما لقب بالظالمي لخؤله ومصاهرة بين أسرته واسرة آل الظالمي الذين هم من عشيرة الظوالم.
    وللشيخ راضي شعر في بعض المناسبات منه قصيدة في الحسين (ع) أولها :
وما شفنى الا تشفى أمية بقتل ابن بنت المصطفى وصفاياه
    وفي النجف اليوم عدد من عقب الشيخ راضي ، أما أبوه الشيخ حمود السلامي الظالمي النجفي المتوفى بعد 1228 هـ فقد ترجم له بعض الباحثين منهم الشيخ الطهراني في طبقات أعلام الشيعة وقال : رأيت من شعره في بعض المجاميع النجفية قصيدة في رثاء الوحيد البهبهاني المتوفى 1205 وذكر له الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره في ( العبقات العنبرية ) قصيدة في رثاء الشيخ الكبير جعفر بن خضر الجناجي المتوفى 1228 هـ.


(300)
الشيخ عبد الله المشهدي
القرن الثالث عشر
    قال في مطلع قصيدة في الامام الشهيد عليه السلام :
دعني فما لاح السرور بـخاطري كيف التـصبر والحـسين بكربلا وهـو الامـام أبو الأئـمة أشرف بحر الندى علم الهدى مردي العدى كلا ولا ألـف السهاد بناظري فتكت به عصب الدعي الكافر الثقـلين سـبط للنبي الطاهـر بالسـمهرية والحـسام الـباتر
    وقال في أخرى في الامام عليه السلام :
دع العيد واذكـر ما جرى بمحرم غداة حسين الطهر أضحى بكربلا ألا بأبي ذاك الطـريد عن الحمى فما أسفـي من بعـده بمـحرم وعترته مـن كل شـهم وضيغم بأسرته في السهل والحزن يرتمي
    الشيخ عبدالله بن علي بن حسين بن علي بن مشهد بن محمد ابن مكتوم المعروف بالمشهدي. وآل مشهد قبيلة من القبائل العريقة في عروبتها ومنهم اليوم في القطيف رجال لهم المكانة ومسقط رأسهم قرية ( عنك ) المشهورة بتاريخها القديم ، وشاعرنا هو أحد أعلام هذه القرية وله ديوان مخطوط. قال توفي الشيخ عبد الله على التقريب في أوائل القرن الثالث عشر ، وديوانه كله في المراثي.
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس