ادب الطف الجزء السابع ::: 301 ـ 315
(301)
    الشيخ موسى بن جعفر بن محمود الكاظمي الاسدي من شعراء أهل البيت عليهم السلام وشعره ذكره ولده الشيخ محمد علي في كتابه ( حزن المؤمنين في مصائب آل ياسين ) طبع بمبى ، ألفه للسلطان أمجد علي شاه ، وفرغ من تأليفه سنة 1255 هـ ومما أورده من شعر أبيه قصيدة أولها :
مصابي بآل الله باق الى الحشر وتزداد أشجانـي بهـم متذكرا لقد جـرعته بالطفـوف أمـية ولـم تـرع يالله حرمة احـمد وحزني عليهم مستمر مدى العمر مصاب فتى أودت به أسهم الكفر كؤس المنايا مـن صوارمها البتر ولا حرمة الكرار والبضعة الطهر
    ومنها :
وزينب تبكي ثم تندب جدها أيقتل ظلما غوثنا ومـلاذنا وأدمعها كالسيل من عينها تجري ويتـرك شلوا بالعـراء بلا قبـر
    وقال في مطلع قصيدة أخرى في رثاء أبي الفضل العباس حامل راية الحسين (ع) :
على العباس يا عين اسعديني عزيز السبط مقطوع اليمين


(302)
السيد حسين بن الشمس
القرن الثالث عشر
    السيد حسين بن الشمس الحسيني :
    عالم فاضل وصفه الميرزا حسين النوري صاحب مستدركات الوسائل فيما علقه بخطه على هامش رجال أبي علي : بالسيد الحسيب النسيب ذي المجدين وقال : ان له ارجوزة في سني وفاة النبي (ص) والائمة عليهم السلام وتاريخ ولادتهم وبيان موضع قبورهم أولها :
قـال أبـو هاشـم فـي بيانه الحـمد لله عـلـى الايـمـان لقد حـداني مـن لـه أطـيع فهاك تاريخ النبـي المصطفى فمـولـد النبـي عـام الفـيل ومولد الوصي أيضا في الحرم ولفظه يخـبر عـن جنانه بالمصطفى والآل والقرآن لنظـم تـاريخ لـه أذيـع وآلـه المطـهرين الخـلفا بمـكة والـحـرم الجلـيل بكعبة الله العلي ذي الـكرم (1)

1 ـ أعيان الشيعة للسيد محسن الامين.

(303)
عبد الله القطيفي
القرن الثالث عشر
    العالم الكامل الشيخ عبدالله بن احمد بن عبدالله بن عمران قال الشيخ فرج القطيفي في كتابه ( تحفة أهل الايمان في تراجم آل عمران ) : كان من شعراء أهل البيت عليهم السلام وقفت له على قصيدة مقصورة في رثاء الحسين عليه السلام ، ذهب أكثرها ولا بأس بذكر الموجود منها ، قال قدس سره :
بين روض مـونق أنفـاسه كم سحبت الذيل فيها مارحا لم أخف واش ولا هجرا ولا لا ولا أجـزع للـركب اذا غير أني بت كالملسوع من وأذبـت القلب هـما وأسى لا نسيت السبط اذ حفت به بعـد أن قد كانبـوه ونحا يشبه المسك أريجا وشذى راتعا بيـن غـزال ومهى أرقب البدر ولا نجم السهى قوض الرحل ولا خل ناي وقعة الطف وما فيها جرى وأسلت الدمع حـزنا عندما زمر الاعـدا وأولاد الخـنا نحوهم يـوضح طرقا للهدى
    أقول وذكره البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في ( الكرام البررة ) في القرن الثالث بعد العشرة.


(304)
الشيخ حسين القطيفي
القرن الثالث عشر
    الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي ذكره البلادي البحراني في ( أنوار البدرين ) فقال : العالم الكامل الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي كان من الفضلاء وله حواش كثيرة على جملة من الكتب ولم أقف له على مصنف.
    وكان من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، وجدت بخطه له قصائد في رثاء الحسين عليه السلام ، وكان خطه في غاية الجودة والملاحة ، ولا أدري عمن يروي من المشايح والله العالم. انتهى
    أقول هناك عشرات من الشعراء أشتهروا بالنظم وخصوصا في الامام الحسين عليه السلام ولكني لم أعتر على شعرهم بعد ، كما أن لدي وفي مخطوطاتي نضائد من الشعر في الموضوع نفسه لم أعثر على قائليه أو تاريخ حياتهم وعصورهم وما زلت في جد وبحث.
وقل من جـد في أمر يحاوله ـ واستعمل الصبر ـ الا فاز بالظفر


(305)
المستدركات


(306)

(307)
ابو طالب الجعفري
القرن الثالث الهجري
لي نفس تحب في الله والله حسينا ولا تحب يزيدا يابن أكالة الكبود لقد أنضجت من لابسي الكساء الكبودا أي هول ركبت عذبك الرحمن في ناره عذابا شديدا لهف نفسي على يزيد وأتباع يزيد ضلوا ضلالا بعيدا يا أبا عبد الله يا بن رسول الله يا أكرم البرية عودا ليتني كنت يوم كنت فأمسي منك في كربلا قتيلا شهيدا (1)
    أبو طالب الجعفري محمد بن عبدالله بن الحسين بن عبدالله ابن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب. قال المرزباني في معجم الشعراء ص 382 : شاعر مقل ، سكن الكوفة فلما جرى بين الطالبيين والعباسيين بالكوفة ما جرى وطلب الطالبيون قال أبو طالب :
بنـي عمنا لا تذمـرونا سفاهة وان ترفعوا عنايد الظلم تجتنوا وان تـركبونا بالمـذلة تبعثوا فينهض في عصيانكم من تأخرا لطـاعتـكم منا نصيبا مـوقرا ليـوثا ترى ورد المنـية أعذرا
    وله :
قد ساسنا الاهل عسفا وسامنا الدهر خسفا

1 ـ الاقتباس من القرآن الكريم لابي منصور الثعالبي ص 85 و ( امالي ابن الشجري ) ص 186.

(308)
وصار عدل أناس والله لولا انتظاري ورقبتى وعد وقت لسقت جيشا اليهم حتى تدور عليهم جورا علينا وحيفا برءا لدائـي أشفى تكون بالنجح أوفى ألفـا وألفـا وألفا رحى البلية عـطفا
    ورأيت في معجم شعراء الطالبيين مخطوط العلامة المعاصر السيد مهدي الخرسان : أبو طالب الجعفري : جده الحسين أخذه بكار الزبيري بالمدينة ايام ولايته عليها فضربه بالسوط ضربا مبرحا فمات. وأبوه عبدالله امتنع من لبس السواد وخرقه لما طولب بلبسه فحبس بسر من رأى حتى مات في الحبس ، وذلك في ايام المعتصم. وكان شاعرا ويلقب هو أبوه الحسين بـ كلب الجنة كما كان حفيده أبو العوام أحمد يلقب بذلك. وكان أخو المترجم له اسماعيل بن عبدالله ممن قتل بطبرستان فيمن قتل من وجوه الطالبيين.
    أقول ومما رأيته في كتاب الاقتباس هذه الابيات في رثاء الامام الحسين (ع) بقوله ، وقال بعضهم :
أيـا قتـيـلا علـيك قد أقرح الحزن قلبي اذا ذكـرت حسـينا الى اللعـين يـزيـد فـظل ينـكث مـنه فسوف يصلى سعيرا كان النـبي المعـزى كأن في القلـب وخزا ورأسـه يـوم حـزا سارت به البرد جمزا (1) ثغـرا وينـهز نهـزا بـه يـدور ويخـزى

1 ـ البرد : جمع بريد وسمي البغل يريدا والرسول الذي يركبه بريدا والجمز : ضرب من السير أشد من العنق.

(309)
    المبارك بن احمد مستوفى اربل قال من جملة قصيدة يرثي بها الامام الحسين بن علي عليهما السلام ، كما في ( تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون ) للصفدي :
أتجحد قتله وتـراه اثما وتقرع بالقضيب ثنيتيه وقد أقبلته بالطف شمرا أراك أتيتها نكراء بكرا
    شرف الدين بن المستوفي. أبو البركات المبارك بن أبي الفتح احمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب اللخمي ، الملقب شرف الدين ، المعروف بابن المستوفي الاربلي.
    قال ابن خلكان في ( الوفيات ) كان رئيسا جليل القدر كثير التواضع واسع الكرم ، لم يصل الى اربل أحد من الفضلاء الا وبادر الى زيارته وحمل اليه ما يليق بحاله ، وخصوصا أرباب الادب وكان جم الفضائل عارفا بعدة فنون ، منها الحديث وعلومه وأسماء رجاله وجميع ما يتعلق به ، كان اماما فيه. وكان ماهرا في فنون الادب من النحو واللغة والعروض والقوافي وعلم البيان وأشعار العرب وأخبارها وأيامها ووقائعها وأمثالها. وكان بارعا في علم الديوان وحسابه وضبط قوانينه على الاوضاع


(310)
المعتبرة عندهم.
    وجمع لاربل تاريخا في أربع مجلدات ، وله كتاب ( النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمام ) في عشر مجلدات ، وله كتاب ( سر الصنعة ) وغير ذلك.
    وله ديوان شعر أجاد فيه ، فمن شعره :
رعى الله ليلات تقضت بقربكم فما قـلت ايه بعـدها لـمسامر قصارا وحياها الحيا وسقاها من الناس الا قال قلبـي آها
    قال ابن خلكان في الوفيات : وكنت خرجت من اربل في سنة ست وعشرين وستمائة وشرف الدين مستوفي الديوان ، والاستيفاء في تلك البلاد منزلة عليه ، وهو تلو الوزارة ، ثم بعد ذلك تولى الوزارة في سنة تسع وعشرين وستمائة ، وشكرت سيرته فيها ولم يزل عليها الى أن مات مظفر الدين في التاريخ المذكور في ترجمته.
    واخذ الامام المستنصر اربل في منتصف شوال من السنة المذكورة فبطل شرف الدين وقعد في بيته ، والناس يلازمون خدمته على ما بلغني ، ومكث كذلك الى أن أخذ التتر مدينة اربل في سابع عشر شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة وجرى عليها وعلى أهلها ما قد اشتهر فكان شرف الدين في جملة من اعتصم بالقلعة وسلم منهم ، ولما انتزح التتر عن القلعة انتقل الى الموصل وأقام بها في حرمة وافرة وله راتب يصل اليه وكان عنده من الكتب النفيسة شيء كثير. ولم يزل على ذلك حتى توفي بالموصل يوم الاحد لخمس خلون من المحرم سنة سبع وثلاثين وستمائة ودفن بالمقبرة السابلة خارج باب الجصاصة. ومولده في النصف


(311)
من شوال سنة اربع وستين وخمسمائة بقلعة اربل. وهو من بيت كبير كان فيه جماعة من الرؤساء الادباء ، ولما مات شرف الدين رثاه صاحبنا يوسف بن النفيس الاربلي :
أبا البركات لـو درت المنايا كفى الاسلام رزأ فقد شخص بأنك فرد عصرك لم تصبكا عليه بأعـين الثـقلين يبكى
    انتهى باختصار ، وترجم له السيوطي في ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ) والزركلي في الاعلام.


(312)
الشيخ حسن النح
الشيخ حسن النح ، شاعر قطيفي من علماء القرن الثامن الهجري
    ويعرف بابن النح رأيت له شعرا كثيرا في رثاء الامام الحسين عليه السلام كما رأيت له في المخطوطات القديمة شعرا جيدا في مدح النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم. وهذه احدى قصائده انتسختها من مخطوطة قديمة قال كاتبها : ومما قاله الاديب العالم الشيخ حسن بن علي النح عليه الرحمة :
أوميـض بـرق في الـدجا يتوقد وضبا تجرد من جفونك أم ضـبا ومعـاطف عطـفت دلالا أم قـنا يا مـن به يحـيى غـرامي خالد نعـمان خـدك مـالك لقلـوبـنا لي في هواك حديث وجـد لم يزل ومـن العـجائب أن دمعي لم يزل عجـبي لفاتر طـرفه فـي فتـكه لا شيء أمضى من مضاربه سوى الفـارس البطـل الهـمام الاروع الـحاكم العـدل الـرضي الـعالم الماجد النـدب الشـجاع المجـتبى أم ضوء فرقك قـد بدا أم فرقد يرمقـن أم بيـض حسان خرد تهـتز عجـبا أم غـصون تأود وعليه جعـفر مدمـعي لا يحمد فعساك تصبح شافـعي يا احمد متـواتر لقـديم وجـدك مـسند يجـري وقلـبي ناره لا تخـمد يسـتل أبيض وهـو لحظ أسود سيف الوصي الطهر حين يجرد المقدام ولليث الهـزبر الامـجد العلـم الولي الـزاهـد المـتعبد الـصادق المتـصدق المتـهجد


(313)
خلـق أرق مـن النسـيم وعزمة هو أشرف الثقلين في حسب وفي بمهـند ماض الغـرار كـغزمـه حتى غـدا نون الـوقاية ساقـطا يا من له الـشرف الـذي لا ينتهي حسـدوك لـما أن علـوت عليهم مـولاي لو شـهادت ما فعل العدا فعلـوا بمـولاي الحسـين ورهطه والارض تخسف خشية مما جرى عند اللقا منها يـذوب الجلمد الهيجاء منصور اللـواء مؤيد في غير هامات العدى لا يغمد عـنهم بفعل من عـلاه يؤكد معناه والفـخر الـذي لا ينفد قدرا ومـن رام المعالي يحسد يوم الطفوف وأي ظلم جـددوا فعـلا تكاد لها الجـبال تـأود منهم وتضطرب السماء وترعد
    والقصيدة تتكون من 103 بيت قال في آخر بيت منها :
مولاي نجل النح يرجو منكم حسن الجزاء وغيركم لا يقصد
    وللشيخ حسن النح في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
بمنعرج الجرعاء عن أيمن الهضب بها السفح من وادي العقـيق جأذر وبين ثغـور المنحـنى دون بارق أسرن فـؤادي حيـن أطلقن أدمعي ربـارب لـكن الاسـود عرينـها أرقن دمي عمـدا وأنكرن ماجرى بحك قف ان شمت عن أيمن الحمى وسلعا اذا ما جئت سل عن حبائبي لعـل اذا مـر معـتـل نشـرها منازل عرب خـيموا حيـن يمموا هم الطيـبون الطاهـرون ومن هم مـطالع أقـمار بزغـن عـلى قضب نثرن دمـوع العـين كاللؤلؤ الـرطب بروق ثغـور حسنـها للـورى يـسبى فقـلبي ودمـعي بين صب ومنـصب وغاباتـها سـود المـحاجر والهـدب وأصدق شيء في الهـوى شاهد الحب سنا بارق قـد لاح مـن ذلك الشـعب وان ملت من عجبي الى نحوهم عج بي يصـح بـه جـسمي وحـيى بـه قلبي بـقلـبي لا بـيـن الاكـلـة والحـجب اذا جار صرف الدهر دون الورى حسبي


(314)
هم الحامدون الشاكرون لذي العلى محمد المـختار من سائر الـورى نبي سمـى كـل النـبيين رفـعة دنى فـتدلى قـاب قوسين عندما وخاطبه الرحمن من فـوق عرشه تقـدم كـل الانـبياء بـأسـرها فيا رتبة لـو رام أن يلـمس السها من العرب كل أعجموا عند وصفه كـريم يد لو قيـس بالـبحر جوده ولو يحـكه قطر الغـمام لما غدت محا رسم أهل الشرك قاطع عضبه هم الصادقون الصابرون لدى الكرب أبوهم وحسن الفـرع عن أصله ينبي وقد سار حتى صار في حضرة الرب رقى وحـباه الله بـالانس والقـرب خطاب محـب هـام وجـدا الى حب وصلى امـاما بـالملائـكة النـجب بها لم يكن ما رام بالمـوقف الصعب لذلك يـدعى سيـد العجـم والعرب لزاد عـلى جـدواه بالـمورد العذب فجاج الثرى تبـغي الامان من الجدب بحـد الى ايـجابـه نسـبة السـلب


(315)
ناصر بن أحمد المتوج
القرن التاسع الهجري
    لقد مرت ترجمة والده الشيخ احمد في الجزء الرابع من هذه الموسوعة وفاتنا أن نتبعها بترجمة الولد وهو الشيخ ناصر فهو الجدير بأن يذكر ، يقول صاحب أنوار البدرين : كان نادرة عصره ونسيج وحده وقبره بجنب قبر أبيه وقد زرتهما مرارا ومشهدهما من المشاهد المتبرك به ، انتهى كلام شيخنا الرباني الشيخ سليمان الماحوزي البحراني.
    وقد ذكر هذا الشيخ الجليل كل من تأخر عنه كالمحدثين البحرانيين والحر في الامل وخريت هذه الصناعة الملا عبدالله أفندي في ( رياض العلماء ) والسيد المعاصر في ( روضاته ) والفاضل المعاصر في آخر المستدرك وأثنوا عليه بكل جميل ، وذكره تلميذه الفاضل السبعي الاحسائي شارح قواعد العلامة بما لا مزيد عليه وذكر ان له شروحا على مشكلات القواعد وله ايضا من المصنفات تفسير الكتاب المجيد وله رسالة الناسخ والمنسوخ وله أشعار كثيرة منها نظم مقتل الحسين (ع) رأيناه ومراثي كثيرة وله مدح حسن في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
    ومن تلامذته الشيخان الجليلان : الشيخ احمد بن فهد الحلي والشيخ احمد بن فهد المضري الاحسائي ولكل منها شرح على الارشاد فهو من غرائب الاتفاقات.
ادب الطف الجزء السابع ::: فهرس