ادب الطف الجزء الثامن ::: 76 ـ 90
(76)
الرحلة أهدها للسلطان ناصر الدين شاه القاجاري.
    وفاته : توفي في النجف حدود عام 1307 وأعقب الشيخ عبد الحسين يقيم في بلد ( قم ) المشرفة.
    ترجم له في ( شعراء الغري ) فقال : وآل شرع الإسلام اسرة كريمة لها شهرة في العلم والأدب وقد لحق اللقب جدها الأعلى وهو الشيخ جعفر وكان من مشاهير الفقهاء ومن كتبه شرح شرايع الإسلام في عشرة مجلدات ولمقامه العلمي سافر إلى ايران واتصل بالسلطان القاجاري وتحدث معه فلقبه ب‍ ( شرع الإسلام ).
    كما ترجم له السيد الأمين في ( الأعيان ) وذكره الشيخ الجليل الشيخ هادي كاشف الغطاء في كشكوله قال : رأيناه آخر عمره وكان من أهل الكمال والضرف ومن شعره في المدفئة التي يصنعها الايرانيون المسماة ب‍ ( الكرسي ) و ( البخاري ) :
صح عندي يا بن ودي آيـة الـكرسـي خـير بـاختـيار واخـتبار من أحاديث ( البخارى )


(77)
شعراء
القرن الرابع عشر


(78)

(79)
وديار آل محمد من أهلها وبنات سيدة النساء ثواكل ماذا تقـول اميّة لنبـيها بيـن الـديار كما تراهـا بلقع أسرى حيارى في البرية ضيّع يـوماً به خصـمأوه تستجـمع
    الميرزا السيد أبو الحسن ابن الميرزا محمد ابن الميرزا حسين الملقب بالقدسي. كتب له السيد الأمين في الأعيان ترجمة وافية وقال : كان في الاصول والفقه والوثاقة والزهد والورع وطيب الأخلاق ما لا يمكن الإحاطة به ، درس في النجف على الشيخ مهدي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء وعلى الشيخ مرتضى الانصاري وأجازه الشيخ مهدي ، وكان شغوفاً بمطالعة الكتب وعلّق حواشي على كتب كثيرة جيد الخط شاعراً أديباً ، عارض قصيدة ابن سينا التي أولها :
هبطت اليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنّع
    بقصيدة نحو مائة بيت ، وفي آخر أمره اشتغل بعلم الصنعة والجفر ، توفي بمشهد الإمام الرضا عليه السلام سنة 1311 ه‍ ودفن في دار الضيافة.


(80)
الشيخ عبد الله القاري
المتوفي 1312
خلّـها تقطع البـسيط وخـيدا فهي حرف متى سرت لا تبالي ما تراها لدى السرى تتـرامى ولعت بالسرى وبالسـير حتى بل ولولا الـزمام يمـسكها لم شفّها كـثرة الوجـيف فعادت وعلى رامة وأكـناف حزوى وإلـى كـربلا فـأمَ بـها إذ وأنـخها بـها فـثـمّ مـقام وابتدر تربـها بلثمك وأخضع واسع رسـلاً به لـدارة قدس الحسـين القتـيل نجـل عليٍّ واستلم قـبره الشريـف وسلّم يوم جاشت علـيه فيها جيوش حيث أن تسخط الاله وترضي فانتضى هـمة لاحـمد تُنـمى غـير ما أنـه يـزور صحابا وتجـوب القـفـار بيـداً فبيـدا أحـزونا تجـوبـها أو نـجـودا طربـاً كالنـزيف تـشأو وخيـدا أمنـت أن تـرى اليـها نـديـدا يعيها مـفرق السـماك صـعودا مثـل سنّ المـزاد مـرّاً زهـيدا لا تعرّج بهـا وجـانـب زرودا ما سواها غـدى لها المقـصودا يحتذي النـيرات فـخراً مشـيدا وعـلى عـفـره فعـفّر خدودا قـد حوت نيّر الـوجود الشهيدا خير مـن ساد سـيداً ومـسودا وأبك شجوا حتى تروّي الصعيدا تخـجل الرمـل والعداد عـديدا ابـن زيـاد بقـتـله ويـزيـدا وانتـضى للوصـي بأساً شـديدا أحرزوا المجـد طـارفا وتلـيدا


(81)
عـاهـدوه على الـوفاء وعافـوا وانثنـوا للـوغى سواغـب اسـد والتقـى جـيشهـم بقـوة بـأس مستـميتـين يلتـقـون المـنايـا لا تـرى منهـم سـوى كل ندب وتـقـيٍ سـمـيـدع لـوذعـيٍ لسـت أنساهـم ونار الوغى لـم كلهـم يصطلى لظاهـا إلـى أن لهـف نفسي لقطب دائرة الأكوان حـرّ قلبي لصحبـه مـذ رأهـم فـاتـكى بيـنهـم عـلى قائـم أأحباي مـا لـكـم قـد هجـرتم لمَ صيـرتـم الـتـراب وسـاداً هـل سئمتم لصحبتـي أم سقاكم ومضى للـوغى يـدير رحاهـا يلتقيـهـا بـهـمـة لـو أرادت مستطـيلاً عليهـم والعفـرنـى لـم يـزل بالسـنان يفري كبودا وإذا بالنـداء مـن حضرة القدس فـرماه الـدعـيّ شلـّت يـداه فهـوى للصعيـد ملـقى ولكـن يا مليك الأقدار والسـيد المسدي عجباً للمهاد والشـهب والسبـع دونـه الأهــل والـداً ووليـدا قـد تـراءت مـن النعام بـرودا ثابـت يرهـق الجبـال المـيـدا مثـل لقياهـم الـحسان الغـيـدا أريحـيٍّ يـرى الملاحـم عيـدا فاضل يخجـل السحائـب جـودا تفـتَ تـذكو على الكماة وقـودا غادرتهـم على الصعيـد خمـودا إذ صـار للـطـغـاة فـريــدا كالأضاحي على التـراب رقـودا السيـف وناداهـم ولـيس مفيـدا لـي وواصلتـم ثـرى وصعيـدا وافترشتـم صحاصحـا وكـديدا طارق الحتـف مـن رداء ورودا بيـد لـم تـزل تديـر الوجـودا طـوت الدهـر غيبـة وشهـودا لـيس يخشى وقد أهاج القـرودا وبـماضي الشـبـا يقـدّ قـدودا ـ الـينا تجـد مـقاما حـميـدا عيطـلا للهـدى أصاب وريـدا نال في المجد في الهويّ صعودا إلـى الخـلـق والعباد الجـودا السماوات مـذ غـدوت فقيـدا


(82)
كيـف قـرّت بأهلهـا واستنـارت لست أنسى العليل في الأرض ملقى بـأبي بـل وبـي اقيـه البـلايـا كـم أراد العـدا بـه الحتـف لكن حيث لولا بـقاه في الأرض عادت حـولـه مـن نـسائـه ثاكـلات يتجـاوبـن بـالـمناح كـأن قـد مـن ثكول تبـثّ شكـوى لثكـلى بينـهـا زينـب الـفجائـع ولـهى تكتـم الحزن مـن حيـاء فتبـديه تنظـر السـبـط بالعـرا ونساهـا وعـليلا بـأسـره ، وخـبـاهـا والـيتامى بربقـة الأسـر غـرثى أيـها الـراكـب المـجد بـحرف قـف لك الخـير ساعـة وتحـمّل وامـض حـثاً إلى الـغرى ففـيه وإذا مـان حللت نـاديـه سـلـّم يـا عـليّ الـفـخار والـفـارس عظّم الله في الحـسين لك الأجـر أدركـت منه وتـرها آل حـرب قتـلـوه بغـيّـهم واستـحـلـوا قطـعوا رأسه الـشريف وعـلّوه حـوله من رؤوس أبـنائـك الـغر واستـقامت وقد فقـدن العميدا ناحل الجـسم لا يطـيق القعود ضـارعاً مبتلى يـعاني القيودا حفـظ الله فـي بقاه الوجـودا نقـطة الكائنات بالعـدم عـودا بمقـام تـسيء فـيه الحـسودا علّـم الـورق نوحها التغـريدا وولـود تنـوح حـزنـاً ولـيدا غـادرالـحزن قلـبها مقـدودا دمـوع تـخـدّ منـها الخـدودا في السـبا لم تجـد ولـياً ودودا صار نهـباً وللحـريق وقـودا قد أذاب الضـماء منـها الكبودا ما لوت عن بلوغها القصد جيدا لي شكـوى وسر بـها لي بريدا أصـيد صاد بالفـخار الصـيدا وبـه نـاد لا تخـف تفـنـيدا المغوار لا هائبـاً ولا رعـديدا فقـد مات مستـظامـا شهـيدا حيث أشفت أظـغانها والحـقودا فـيـه لله حـرمـة وحـدودا سـنـانـا مثـقـفا أمـلـودا نجـوما تعـلو العـوالي الميدا


(83)
يتـهادى أمامـها مـثل بـدر والعـوادي بجـسمه تتـعادى يا لها العقر ما درت أيّ جسم ومعـرّىً على الـثرى ألبسته ونساه عـلى النجائب مهـما معـجلات بهـن لابـن زياد يا لها نكـبة إلى الحشر لم يبلَ التمّ يتلو بها الكتابَ المجيدا فوجت منه صدره المحمودا تركـته بوطئـها مـهدودا شفر البيض والرياح برودا تُطـوَ بـيدٌ بها تقابل بـيدا ويزيد أسرى تحاكى العبيدا الجديدان من جواها جـديدا (1)
    هو عبد الله بن علي من شعراء القرن الرابع عشر. ترجم له صاحب أنوار البدرين في شعراء الاحساء فقال : هو من ادبائها الكاملين الخيرين الشيخ عبد الله بن علي الاحسائي رحمه الله ، كان من الأخيار الأتقياء الأبرار ومن شعراء أهل البيت الأطهار عليهم السلام ، له ديوان شعر في مجلدين أو أكثر ، وله قصيدة هائية جارى بها ملحمة الملا كاظم الأزري تبلغ ثلاثة آلاف بيت عدّد فيها مواقف أهل البيت في المغازي وذكر فضائلهم ، وأكثر أشعاره في مراثي الحسين عليه السلام وأنصاره. كان من المعاصرين ، توفي رحمه الله في سيهات ( قرية من قرى القطيف ) وصلى عليه شيخنا العلامة. ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع) :
الا بأبي أفدي الغريب الذي قضى غداة علـيه جاش في طف كربلا وما بـلّ منه بالـورود أوامُ لهم جيش بغيٍ كالخضم لهام

1 ـ هذه القصيدة واخرى مطلعها :
برغم العلى يا بن النبيين تغتدي ثلاث ليال لا تُوارى بساتر
    رواهما الشيخ حسين الشيخ علي البلادي البحراني في ( رياض المدح والرثاء ) وقال : للتقي الأواه الشيخ عبدالله القاري الاحسائي.


(84)
وذادوه عن ورد الفرات وما دروا ورامـوه قسراً أن يـضام بسلمه فهـبّ للقـياهم وجـرّد عـزمة وقـابلـهم من نفـسه بـكـتائب وثـارت لـديه غلـمة مـضرية اسود لها البيض المـواضي براثنٌ تهش إلى الحـرب العـوان كأنها وسمر العـوالي إذ تـاوّد عطفها لهم لفـنا الهيـجا ابتـدار كـأنهم يخـوضون تيار الحمام ضـواميا حـماة أيـاديـها شـواظ لمعـتد تـفرّ الأعـادي خيفة مـن لقائهم إذا ركعت في الدارعين سـيوفهم إلى أن اريقت في الصعاد دماؤهم وخروا على عـفر الـتراب كأنهم وآب فتى العلـياء وابـن زعيمها فريد ونـبل القوم مـن كل وجهة بـأن نـداه للـوجود قـوام يزيد وهل رب الأباء يضـام لها الحتف عبدٌ والقضاء غلام عليـهم بها كادت تقـوم قيام لها بقراع الـدارعين غـرام كما أن لها السمر اللدان أُجام به البيض بيض والدماء مدام قيان ونقـع الصافـنات خيام خماص حـداها للـورود هيام وقد شبّ للحرب العوان ضرام ولكـنها للـسائـلين غـمـام كما فرّ من خـوف البزاة حمام سجدن لها الهامات وهي قـيام وفـاجأهـم بالمرهفات حـمام بدور هوت في الترب وهي تمام له عن حماه في الطـعان صدام اليه فرادى رشـقـها وتـُوام
    إلى أن يقول :
فيا عجباً للدهـر يسقـيك حتـفه ولم لا هوت فوق البسيط سماؤها وللأرض لم قـرّت وأنت اشمتها وتقضي بجنب النهر ظام ولم تزل ولـولاك منه ما استـقام نظام وأنـت لها يا بن الوصي دعام وقد هـدّ منه بالـعراء شـمام بجدواك تستجدي الفيوض أنام


(85)
فـيا فلك العلـياء كيـف تحملت برغم المعالي أن تظل على الثرى وتـترك في حرّ الظهـيرة ثاويا قـواك وهادٌ للـثرى واكام تريب المحيا قد كساك رغام يسومك من لفح الهجير سوام
    وفي الحصون المنيعة للشيخ علي كاشف الغطاء رحمة الله عليه في الجزء الثاني منه صفحة 168 ذكر مرثية أخرى رثى بها الإمام الحسين (ع) وأولها :
حتى مَ قلبكِ لا يرقّ لشاك ويعود ممنوحاً بوصل لقاك


(86)
قال يرثي الحسين (ع) :
عفـت فهي من أهـلها بلقع لقد قلّص الظل عن روضها تـخاطب أطـلالـها ضلّة أتطمع من مربع أن يـجيب وأين لـذي خرس منـطق وليس بها غير رجع الصدا وتأمل منـها شـفاء الغليل أما عـلم المصطـفى بعده تضـيع ودائعـه بيـنهـم واسـرته في أكـفّ العدا تراهم لـهم رنة في الدجى ونوح يـذيب الصفا شجوه ألا يا مذيـق الحمام الهوان أتسـبى نسـاؤكم جـهرة وتهـشم أضلاعها بالسياط ولم يـبق لي عـندها مطمع وقوّض عن أرضها المجمع ولـيـس لـها اذن تسـمع سؤالاً وهل جـاوب المربع وأيـن لذي صـمم مسـمع يـردّ لك القـول أو يرجـع ولم تشـف غلّـتها الادمـع بنو الكـفرمـا بهم أوقـعوا وطيب شـذاه بـهم مـودع اسارى لأهل الخنا تـضرع تكاد الـرواسي لها تـصدع كـنوح الحـمائم إذ تسـجع ويـا أيـها البطل الأنـزع ومـنها براقـعـها تنـزع وهـاماتـها بالقـنا تـقرع


(87)
ولا تدفـع الضـيم عنها ولا فأجسـادهـم ملعب للجـياد فيا سـروات بـني غـالب فلا حملتكم متـون الجـياد ألا فانهـضوا بعد هذا الثوى أيقـتل سبط الهـدى ضاميا ويمـسى محيـطاً به ضرّه مصابٌ له الشمس إذ كوّرت مصاب له الأرض إذ زلزلت فيا لمـصاب يـراع الـندا يشلّ بـها ساعـد المكرمات الأقـل لـرواد روض الندا تكـف يـد الظـلم أو تمـنع وأكـبادهـم للضـبامـرتـع وعدنان شكوى شجىً فاسمعوا ولا ضـمّ جمـعـكم مجـمع وثـوروا بثاركـم واسـرعوا ومـن كـفـه عيـلمٌ مـترع وفي ذكـره الضـرّ يسـتدفع تداعـى لـه الفـلك الأرفـع يضعـضع أركـانها الأربـع له وفـؤاد الهـدى يـصـدع وأنـف المـعالي بـه يجـدع رويداً ذوى غـصنه فـارجعوا
    الشيخ جابر الكاظمي ، ولد بالكاظمية سنة 1222 ونشأ بها وتولع بدراسة الأدب ولازم مجالس الشعراء ومساجلتهم ، وكان من طفولته مليح النكتة حاضر البديهة سريع الجواب حتى لقب في أواسط عمره ب‍ ( أبي النوادر ) حفظ أكثر شعر العرب وكان ينشده ويجيد انشاده ، ويعتز بنسبه ويتغنى بمجد آبائه ، وسلسلة نسبه يذكرها الأعرجي في ( مناهل الضرب في انساب العرب ) ومن شعره قوله :
وإني من ربيعة غير أني ربيعهم إذا ذهب الربيع
    وزاده شرفاً وافتخاراً أن والدته من سلالة علوية واسمها ( هاشمية ) وكانت جليلة القدر محترمة في الأوساط الدينية ، ذكر السيد البحاثة السيد حسن الصدر في ( التكملة ) قال : حدثني بعض الأجلة من العلماء أن صاحب كتاب الفصول والشيخ صاحب الجواهر كانا إذا جاءا لزيارة الإمامين الجوادين عليهما


(88)
السلام يقصدان دارها ويزورانها لجلالتها. وهي كريمة السيد جواد بن الرضا ابن المهدي البغدادي.
    والشيخ جابر من فطاحل الادباء ، ملأ الاسماع بشعره متضلعاً في الكلام والتفسير والحديث والتاريخ مع ورع وتعفف وتقوى ونسك لم يرَ في الشعراء بورعه وتقواه ، وولاؤه لأهل البيت عليهم السلام مضرب المثل حلو الكلام عذب الألفاظ موزون النبرات.
    ذكره صاحب الحصون فقال : كان فاضلاً كاملاً شاعراً ماهراً بالعربية والفارسية اديباً لغوياً عالماً بالعلوم العربية والأدبية وقد خمّس قصيدة الأزرية المشهورة فأحسن بتخميسه وأجاد. إلى آخر ما قال :
    سافر إلى إيران مرتين وكان موضع حفاوة وتقدير من قبل الملوك والامراء وكان له ولد واحد وهو الشيخ طاهر عرف بالفضل والعلم والأدب وقد مات يوم كان أبوه في ايران في السفرة الثانية وبموت هذا الولد انقطع نسل الشيخ جابر من الذكور.
    توفي بالكاظمية في صفر سنة 1312 ه‍ 1895 م ودفن في الصحن الكاظمي في الغرفة الثالثة عن يمين الداخل من باب فرهاد ميرزا ، وطبع ديوانه في مطابع بغداد سنة 1384 ه‍ بتحقيق البحاثة الشيخ محمد حسن آل ياسين سلمه الله وفي مقدمة الديوان ترجمة وافية لصاحب الديوان بقلم محقق الديوان قال فيها : ولد الشاعر في الكاظمية سنة 1222 ه‍ وكان أبوه الشيخ عبد الحسين قد هاجر اليها من ( بلد ) لطلب العلم أيام الفقيه السيد محسن الأعرجي ، أي في اخريات القرن الثاني عشر الهجري.


(89)
سليمان الصولة
المتوفى 1312
    الشاعر المسيحي السوري سليمان بن ابراهيم الصوله ، جاء في ديوانه المطبوع في مصر صفحة 230 قال : دخلت مدينة صور ـ لبنان يوم عاشوراء والشيخ علي عز الدين ـ أحد أفاضل الشيعة ـ في مأتم الامام الحسين (ع) فلم يستطع أن يقابلني ، فبعثت له بهذه الأبيات والثلاثة وهي :
لا فـارق الكرب المـؤبد والبلا إن لم تسل منا العيون ففي الحشا فعـلى الشـهيد وآلـه آل الرضا مَن لا ينوح على الشهيد بكربلا مهـج يفتت نوحـهنّ الجـندلا منـي السلام متـمماً ومكـملا
    فأسرع حفظه الله لزيارتي وبعث بالأبيات لحضرة والده بقية الأفاضل. وكوكب المحافل. العلامة الورع الإمام محمد عز الدين. بمقاطعة ( تبنين ) وإذ قد وردت من حضرته رسالة هذه صورتها.
    من أطراف الهبات. وأظرف الصلات. ان تلا عليّ ولدي حسين ثلاثة أبيات ارسلت لأبيه الشيخ علي يوم عاشوراء فقلت لمن هم. فقال لأبي الطيبات. المتصف بأفضل الصفات. صاحب الغيرة والصوله. المعلم سليمان الصولة. فقلت هدهد الشعراء الآتي بالنبا. وآصفهم المتناول عرش بلقيس من سبا. بل سليمانهم الملبس امرئ القيس على بساطه بجاد العبا. ثم تناولتها فأعجبتني جداً. وأكثرتني شكراً وحمداً. وأذكرتني برقتها المرحوم والده المجيد. المعلم


(90)
ابراهيم الصولة الفريد. ولاعجابي بها وشغفي بما حوت من الإيجاز. والبلاغة والإعجاز. شطرتها وخمستها ، وذيلتُ التخميس. بخطاب نفيس. لحضرة ناظمها الأجل الأمثل. والجهبذ الأفضل الأكمل. راجياً أن يلحظني بعين الرضا. الكليلة عن العيب. وأجره على عالم الغيب.
( وهذا التشطير أثابه الله ونوّله مناه )
لا فارق الكرب المـؤبد والـبلا وبهبهبٍ يوم المـعاد قد اصطلى إن لم تنح منا العيون ففي الحشا الوجد أحرق مدمعي فـتناوحت فعلى الشهيد وآله آل الـرضى وانا الذي اهـدي لمن يهـواهم قلبا سليل المصطفى الهادي سلا من لا ينوح على الشهيد بكربلا نزّاعة لشوى الشؤون مع الكلا مهـج يفـتت نوحـهنّ الجندلا بكت الملائك لا الغرانيق العلى منـي السلام متـمماً ومكـملا
    ثم تبادلت بيننا الزيارات مراراً. وبلغ جناب مخدومة الشيخ علي ما لأبنتي ليلى من الذكاء المفرط وحفظها الشعر من مرة واحدة وافراط شوقي اليها فقال :
لئن كنت قـد فارقت لـيلى بجلقٍ فسلّم إلى الرحمن تسلم من الاذى ولا تـجزعن مـما لقـيت فانه وأنت على بعدٍ لها غير صابر ويقّن بأن ينجيك من شرّ غادر قضاء قضى من قبل ناهٍ وامرِ
    وذلك لأني كنت ممنوعاً من الخروج من صور بأمر والي سوريا عزت باشا لأني أخبرت باستيلاء روسيا على أسكلة باطوم قبل أن تعلم بذلك عامة الناس فلم يمض على ذلك عشرون يوماً حتى صدر الأمر الكريم السلطاني باطلاقي وعودتي لمأموريتي ، فقال يمدحني حفظه الله ويعتذر من تأخير زيارته وهذه هي أبياته المذكورة :
قد جُمّعت فـيك الفصاحة والعلى لا فضّ فوك ولا عدمتك فاضلا يا من به دست الفضائل قد علا قد قلت خير القول في خير الملا
ادب الطف الجزء الثامن ::: فهرس