مكتبة الاسلامية ::: شعر

ادب الطف الجزء الثامن ::: 196 ـ 210

(196)

طلـيق المحـيّا لم تصافح يمينه له شغف بالمـكرمات ، وغيـره تـرقّى لـما لم يبلـغ الفكر كنهه أتى عرفات بعـد ما عـرفت له ونالت مِني فيه المُنى بعدما رمى فيا كعـبة أضحى يطوف بكعبة أتتك فـريدَ المكـرمات فـريدة أتت والمعاني الـغر تبهج لفظها غدت أربع الفيحاء من نشر علمه فيا عالماً أعيت مـذاهب فكرتي فـدتك اناس أخـطأ الرشد رأيهم وإن عـلاً أمسيت بـدر سمائها نظمت بنيك لغر عقـداً لـجيدها

يـمـيـنـك إلا بالـيسار وبالـرفـد لـه شـغـف لكـن بملـياء أو دعـد ولـم تـقف الأوهـام منـه عـلى حد شـميم فخـار دونـه فـائـح الـنـد جمار الجوى في مهجة الخصم عن قصد ولا عجـب أن يقـرن السـعد بالسعـد تهادى بنظـم راق مـن شـاعر فـرد كمـا تـبهـج الأيـام في طلعة المهدي كـاخـلاقـه فـيحاء بالـنـدّ والورد معـانـيه حـتى لا أعـيد ولا أُبـدي وقـد عـلموا معنى الاصابة والـرشد لتـزهر فـيها منـكم أنـجـم الـسعد وأنـت بـرغـم الخصم واسعـة العقد

(197)

الشيخ حمّادي نوح
المتوفى 1325

قال في احدى روائعه في الحسين :

أهـاتـفـة الـبان بـالأجـرع وأمـنا فـما ريـع سرب القطا يـقـرّ الـمقيل لـذات الـهديل جـزعنـا الـتياعاً ليوم الحسين ليـوم بـه انـكسف الـمشرقان وغـودر في الطف سبط الرسول سقـى حـفـراً بـثرى كـربلا تـوارت بهـا أنجـم المكـرمات بمـصرعـها يصـدع الحامدون تعـفـرهـا سافـيات الـريـاح تحـف بـعـاقـد أعـلامـهـا قـضى عـطشا ولـديه الـزلال فـيا ظامـياً شكـرت فـيضـه أيـا غـاديـاً بـذرى جـسـرة أمـون تجانـب لمع الـسـراب إذا جـزت متقـّد الحـرتـيـن

مليّاً بفـرع الاراك اسـجعـي بـنافـحـة الروض من لـعلع بـدور الـبليل عـلى الـمرتع فإن كـنت والـهة فـاجزعـي بـغاشيـة الغـسق الأسـفـع صـريع الـظما بالـقنا الشرّع نـمير الـحيا غـدق الـمربع بأدراع غـلب هـوت صـرع ثـوت والـمكارم في مـصرع عصفـن بآفـاقـهـا الأربـع ومـلحقـها بالـذرى الأرفـع تـدفـق عـن طـافـح مترع ظوامي ثرى الخصب الـممرع متـى اتـقدت هـضب تـقطع إذا عـبث اللـمع بـالألـمعي وشمـت سَـنا يـثرب فاخشع

(198)

وقبّل ثرى روضة المصطفى سقـتك الـعدى يا نبيّ الهدى أتـاحت لأبـناك ضنك الفناء وصـمّاء جـعجع فيها بنوك جلتـها جسومـهم الـنيـرات هوت وقّعاً من ذرى الصافنات تـمـزّقها شفـرات الـضبا وجـوه كشـارقة الـزبرقان تناديك تحت مهاوي السيوف أُريـقت دمـاك فـلم تـنتقم مـروّعـة بـصدى هـجمة فأبـرزن مـن خيم أضرمت تشـدّ بـراقـعـها خـيفـة وخـائفـة فـزعـت رهـبة تلـوذ بـه فـتنـحي بـهـا ومـرضـعة نحـرت طـفلها تلاقى الـسما بـدمـا نحـره

وصـلّ وسلّم ولج واصدع بكأس الـردى رنق المنقـع وأفناهــم ضنك المـوقـع نـفوساً عـلى أقـتم جعجع مـمـزقـة بالظـبا اللمـع كـأقـمار تـمٍّ هوت وقّـع بكـف ابـن رافـثة ألكـع لهـا السمـر منزلة المطلع بآخـر صـوت فـلم تسمع وسيقـت نساك فلـم تهلـع أطارت لها أعـين الـروع بـذاكـية اللـهب الـمسـفع فتـغلب قـهراً على البرقـع فاهـوت على جسد المفـزع بعـنف يـدا لُـكـع أكـوع مـن القـوس نافـذة المنزع أفـي الله هـان دم الـرضّع

* * *

وثاكلة صـرخـت حوله أيا جدّ صلّى عليك المجيد حبيـبك بين ذويك الكرام تقلّبها حـلبات الـخيـول ومضنى يـئنّ بثقل القيود

تنـاديـك عـن كـبد موجع ونلـت ثـنا الافـوه المصقع أضاحي مـنى بتن في موضع سليـبة ضـافـية الـمـدرع مشـالاً عـلى جـمـل أضلـع

(199)

يرى حرم الوحي إن أرسلت أُسارى يـكلـفهـنّ الـحداة تـجشمـّها ربـوات الـفلى ويُدنى القضيب لثغر الحبيب تـسرّع فـيك ابـن مرجانة وسـاق عـيالك سـوق الإما أألله يـا غـضب الأنـبـياء

مـدامـعها بالقنـا تـُقـرَع رسيمـا عـلى هـزلٍّ ضُلّع وتحضرها مجلس ابن الدعي فـان ضـاء مـبسمه يقرع فـنال الـمنى أمـل المسرع تـجوب فـلى مـربع مربع لهـتك الـهدى بضبا الوضّع

* * *

فـيا صفوة الله من خلقه أُجلكم أن أزور الـقبـور أبى الله يخزي وليّ الكرام

ومـن لشفاعـتهم مـرجعي وحـمل ذنـوبي غدا مضلعي ويدعو بها يا كـرام اشفـعي ⁽¹⁾

أقول وكأن الشاعر كان متأثراً بقصيدة الشيخ حسن التاروتي القطيفي المتوفى سنة 1250 ه‍ ـ والذي كان يعيش من صيد السمك ـ وأولها :

أللراعبية بالاجرع

صبابة وجد فلم تهجع

فجاراه بها وزناً وقافية ، ذكرناها في ترجمته صفحة 310 من الجزء السادس من هذه الموسوعة. وستأتي ـ بعون الله في جزء آتٍ ـ رائعة محمد مهدي الجواهري ـ شاعر العرب اليوم ـ فهي على هذا الوزن والقافية والتي استوحاها من ضريح الإمام الحسين عليه السلام ومطلعها :

فداءً لمثواك من مضجع

تبلّـج بالأبـلج الأروع

وهي من غرر أشعاره.

1 ـ عن ديوانه المخطوط ـ مكتبة آل القزويني ، ولأول مرة تنشر هذه القصيدة بكاملها.

(200)

    الشيخ حمادي نوح هو أبو هبة الله محمد بن سلمان بن نوح الغريبي الكعبي الأهوازي الأصل الحلي المعروف بالشيخ حمادي نوح والصحيح اسمه ( محمد ) كما كان يوقع. ولد سنة 1240 وتوفي في صفر 23 منه سنة 1325 بالحلة وحمل إلى النجف الأشرف فدفن فيها فيكون عمره خمسة وثمانين سنة.
    والكعبي نسبة إلى قبيلة كعب التي تقطن في الأهواز ، أخذ عن السيد مهدي ابن السيد داود الحلي والشيخ حسن الفلوجي ـ الأديب الحلي ـ وخرج إلى الأهواز والجزائر مدة ومنها أصله. وكان يتنسك وأنشأ أوراداً وأذكاراً من الشعر لتعقيبه في الصلاة. وهو شاعر مفلق مكثر طويل النفس وكان أهله بزازين في الحلة وكان هو صاحب حانوت فيها يبيع البزّ ويجتمع اليه الادباء والشعراء يتناشدون أشعارهم وقد أخذ عن المترجم له جماعة، منهم الشيخ محمد الملا ، والحاج حسن القيم وابن أخيه الشيخ سلمان نوح ، والحاج مهدي الفلوجي. وكان كثير الاعجاب بشعره وإذا أنشده أحد شعراً لغيره نادى : كرب. كرب. أي هذا يشبه كرب النخل ، وجلّ ادباء الحلة يرون له فضل السبق والتقدم في صناعة القريض شغوفاً بغريب اللغة وشواردها ، مفضلاً لأساليب الطبقة الاولى على الأساليب الحديثة بعيداً عن استخدام البديع والصناعات اللفظية لذلك ترى الغموض غالباً على شعره ، ولا يعجبه من الشعراء الأقدمين أحد غير المتنبي ويفضله على شعراء العرب ويتأثر به.
    لقد دوّن شعره في حياته وسماه ( اختبار العارف ونهل الغارف ) فجاء في مجلد ضخم يربو على 550 صفحة على ورق جيد بخط أحسن الخطاطين في الحلة آنذاك ، رتّبه على سبعة فصول : الفصل الأول في الالهيات والعرفانيات ، والفصل الثاني الحسينيات وهو ما قاله في أهل البيت عامة ، والحسين خاصة مدحاً ورثاءاً ويبلغ 31 قصيدة من غرر الشعر ، قال الخطيب الأديب الشيخ يعقوب في تقريضه قصيدة منها :

مدحت بني النبوة في قواف

ترددهن ألسنة الرواة

(201)

فـإن يكن ابن نـوح قـد تولى فلا يخش ابن نوح العصر هولاً

غريقاً في القرون الماضيات فقـد آوى إلـى سفن النجاة

وممن تأثر بالشاعر الشيخ حمادي هو الشاعر الفحل الحاج حسن القيم فقد لازمه ملازمة الظل وكان يعتز بهذا الاتصال وهذه التلمذة فقال يمدحه من قصيدة.

فلو كان ينمى جـيد الشعر لانتمى ولـو كان ينمى جيد الشعر لانتمى إذا دام لا تهوى من الناس صاحباً

إلـى شـاعـر مـن آل نـوح مهذب إلـى مـبدع في كـل فـنّ ومغـرب ففي الشمس ما يغنيك عن ضوء كوكب

ويقول شيخه المذكور في قصيدته التي أبّن فيها هذا التلميذ البار بعد وفاته :

فيا نجم العشيرة لحتَ بدراً سقيتك سلسل الكلم المصفّى إلى أن ظن ماهر كـل علم أبوك عـلى الـمنابر بدر تمٍ

فغيّبك الافول عن النجوم تجـنّبه قذى الهذر الذميم بأنك حائـز شتت العلوم وأنت اتمّ من قمري تميم ⁽¹⁾

فمن قصائده الحسينية قوله :

ومعـرّض لـشبا الأسـنّة مهجـة صـدع الـوغى متهـللاً وكـأنـه الـراكب الخطـرات وهـي أسنـة والمخصب الشتوات عـارية الربى ركب الـوغى ولظى الهجير يشبّها أمعطّـر النكبـاء نفحـة عـافـر ومجـدّلاً نسفـت لمصرعه العـلا

للوحي بيـن صدوعها إلهـام صدع الوغـى وله الهلال لثام والخائض الغمرات وهي حمام والفارج الكربات وهـي عظام مـن حرّ مهجتـه عليه ضرام ومردّع البوغاء وهي رغام ⁽²⁾ ومـن الهدايـة دكدكت آكـام

1 ـ يشير إلى شاعري تميم الشهيرين : الفرزدق وجرير.
2 ـ الردع : الزعفران.

(202)

سقطت لمصرعه النجوم كأنهـا ومجـرداً نسـج الاباء لشلـوه عجباً لجسمك كيف تأكله الظبا أكل الحديد أمضّ منه مضارباً طحنت بأضلعه الخيول ودائعاً تعـدو على جسد يُغاث بنسكه تـرباً تغيّره العواصف وانتهت متميـزاً قمـراً بشاهقـة القنا صدعـاً بواضحة الكتاب مبلّغاً ومـرتّل الكلـم المبيـن كأنـه أعلى العواسل رأس سبط محمد يتأوّد اليـزنيّ في قمـر الهدى وبحضرة الاسلام ينكت ثغـره

مـن صدره عدداً سقطن سهام جـدداً برود الحمـد وهي قتام وبكل عضو فيـه منـك حسام عرفته من تحت التريك الهام ⁽¹⁾ يهـدي الـورى بعلومها العلام محـل الزمان إذا استسرّ غمام أن لا تغـيـّر نشـره الأيـام كسف الـزمان ولـم يفته تمام فصل الخطاب إذا ألـدّ خصام جبريـل يصدع والأنـام سوام جلبته مـن خطط العراق شئام والمسلمـون لـدى سناه قيام سـوط ابن هند ولا يكاد يلام

ومنها في الشهداء من أهل بيته صحبه :

المنتضيـن سيوفهـم ووجـوههـم تتـزلزل الأطـواد مـن سطواتهم وردت حياض الموت طافحة الردى فأعـارت الأرماح ضوء رؤوسهـا وثـوت بحـر هجيـرة لـو يلتظي صرعى تـزمّلها الدمـاء مـلابساً فكـأن فيض نحـورهم لقلـوبهـم

وكلاهمـا شهب الظلام وسام وتخـف إن ذكرت لهم أحلام وعن الزلال تموت وهي صيام وأنـارت البـوغا لهـم أجسام بـذرى شمام ذاب منـه شمام حمـراً وتسلبها اللباس طغـام برد بحفظ ذمـارهـم وسـلام

1 ـ التريك : جمع تريكة وهي بيضة الحديد.

(203)

وقال : وهو يذكر الحسين أثناء أداء مناسك حج بيت الله الحرام.

يا دهر شأنك والخلاف فما الحجى مُنع ابـن فاطمـة منـاسك حجه لـو أنصفت عرفات دكدك فرعها يـا حجر إسماعيل جاوزك الهدى يفـدي ذبـيحك كبشه وعلى الظما أصفاء زمزم لا صفـوت لشارب يـروي زلالك وارداً وذوو النهى اثلاثة التشريـق مـن وادي منى هـذي جسـوم معاهديك بكربلا يتشـرف البيت الحـرام بنسكهم ما يشهد الحجر الشريف بفقدهم فجسومهم تحت السنابك موطئ عقدت بأطراف الرماح رؤوسهم

متوفـرٌ والبغيُ فيـك موفـر ويزيد يؤمنه الشـراب المسكر فقـدانه منهـا وزال المشعـر مذبان عن غدك الحسين الأطهر حنقـاً صفّى الله جهـراً ينحر وحشا الهدى بلظى الظما تتفطر بالطف يـرويها النجيع الأحمر لا تـمّ في واديـك حجٌ أكبـر بقيـت ثلاثاً بالعـرا لا تقبـر وعميـدهم مثـل النسيكة ينحر وبنسكهـم في كل عام يزهـر ورؤوسهم فـوق الأسنة تشهر ونساؤهم بظهور عجف تؤسرُ

وله من قصيدة تبلغ ثلثمائة وتسعة ابيات في الامام الحسين :

وجمت بناعية الحسين على الونى وتصرفـت فـرطا برغم أمينه بـرز ابن أحمـد للزمان يقيـله ومسومـاً في الركب كلّ طمرةٍ فتلـت بأكعبهـا سـواعد فتيـة من كل من تثنى الخناصر نحوه يغشى النواظر فـي حياء عقيلة

للبغي واضحة الحديـث المرسل بشـروطها يـدُ ذي تمائم محول عثـرات معلـن غدره المتنصل غيـر المكـارم فوقها لم تحمل أدنـت مـآربهـا ببـاع أفـتل يـرنو الزمان له بعين الأحـول ومضاء ذي شطب وسبطة أنمل

(204)

مـأمومة بأغـرّ ينصدع الدجى قد أشخصته عن المواطن بيعـة فأبـرّ داعية الشـريعة موضحاً يمضي ولا الأرماح نـافذ حكمه متـوسماً إنقـاذ داعيـة الهـدى حـذقاً بمضمـر كيدها يعتادهـا يجـري على سـرّ المشيئة واطئاً الراكـب الأخطـار وهـي منيعة وممنـع الأبـرار بـزّة نـسكـها أذكـت كـريهته فقال لهـا انزلي وأبـت سلامتـه فسـلّ حفيظـة ومضـت تناجـز عن رواق فنائه نـزعت لدفـع عـدوها آجـامها قلّـوا ولكـن كـل فـرد منهـم هـي ساعة أنست مواقف مأزق وبضيقهـا لطم الصفيح وجوههم وتجـرّد الـوافي بشافيـة الأذى تـلقـى الكمـاة أمامـه ووراءه يعدو على قلب الخميس فلا يرى يلجـي تفـرده القبائـل نحـوه فيفـلّ غاشيـة الكمـاة بعـزمة جـذلان يـأنس عن لهيب فؤاده فكأن شـارقة السيـوف بوجهه

بسناه مـلء قرى أغر محجل مـن عنق صافقها يداً لم تحلل في المسلمين إمامة النص الجلي ويرى ولا المصباح منه بأمثل حير الضلالة وهي عنه بمعزل عـن قلّبٍ وافي السريرة حوّل ظهـر الثنية وطـأة المتمهـل وأمين ضيم الجار ساعة معقل ومجـرّع الجبار رنقـة حنظل ووفت حميته فقال لها اصطلي فياضة كـرم الابـاء الأجمـل أسـد العرينـة أردفت بالأشبل وتفيـأت أُجـم القنـيّ الذبـل يغشى الكريهة مفرداً في جحفل أنفقـن من جساس عمر مهلهل فهـوت ولا غور النجوم الافـل مـن نجدة الكافي يصول بأعزل رهـن الفلاة بغرب حدّ المنصل قلب الخميس سوى الرعيل الأول فتـؤمّه خجـلاً ولمـا تخجـل يـوم النزال كـريهة لـم تفلل متـروّحاً بسنا الحديـد المشعل الشمس شارقـة بفعمة جـدول

(205)

ينقضّ فـي رهـج الظهيرة وارياً يـروي غرار السيف منهمر الدما كرمت حفيظته على مضض الظما لـو تبـرز الدنيا بصورة واتـرٍ فجعتـه في فئة بها انفجع الهدى وأعـزّة سقيـت أنابيـب القنـا أجـرام روحانيـة تنقضّ مـن نهضت بتكليـف الإمامة إذ بها فلـذاك أورد صدره سمـر القنا وهـوى بمنعقـد القساطل ليتني غيـران يلتمس الظلامة فانثنى ثـاوٍ تمـنّعـه الحميـة تـارة عـار تكفّنـه محامـد هـاتف أودى الحسين فيا سماء تكوري هـد العماد فمـا لسمكك رافـع فثـقي بعتـرته البقيـة تـأمني وتبـرقعي بـدجى الكآبة إنمـا هـذا ابن هنـد والحنيفة غضة قد سل شفرة مرهف في كربلا وضع الظبا برقاب عترة أحمد نحرت على ظمأ بضفة نينوى لـولا شهادتها بجنب زعيمها تأبى الوحوش دنوها وينوشها

ماوى السـريرة قطرة لـم ينهل ولسانـه مـن ريقـه لـم يبلل ريـانة نيـل الشفـاء الأعجـل دامي الوريـد بسيفه لـم تقبـل ووثيقـة أمـل اللهيف المـرمل أن لا يـذوق الديـن كاس مذلل ملكوت قدس في دلاص شمردل قمـر الإمامة سار غيـر مخذّل واعار جبهتـه شفـار الأنصل مـن دونه الثاوي بظل القسطل وهو الظلامة في التماس مؤجل وهو الكريم شبا الحسام المصقل فـي الكائنات متى يعنّف يعول جزعـاً عليه ويـا جبال تهيلي ودهى النفـاد فما لفرعك معتلي بقـرار مسموك ومنع تـزلزل غشيتـك خطة ظلمة لا تنجلي ومقالة التـوحيـد لـم تتبـدل مـاضٍ لفاطمة الصفية مثـكل هـي تلك بيـن معفـر ومجدل حرى القلوب على شفير المنهل لغـدت هناك موائـداً للعـُسّل مـن خيل أعداها نعال الأرجل

(206)

عقـرت فما وطئت بشـدة جـريها خلـت الحميـة يا اميـة فاخلعـي سوّدتِ وجه حفـائظ العـرب التي فهبي طويت قديـم حقــدك كامناً وهبي الوسيـلة بحت فـي إظهارها وقطعـت فـرع أراكـة نبـويـة تلك الفـلا غصـت بـآل محمـد أكـل الحـديـد جسومهـم فكأنهم يا خزية العـرب انتهت ارب الشقا أو مـا بطـرت بنكبة شابت لهـا حتى استبحت الدين إذ قهـر السبا فكأنما ظفـرت يـداك مضيفـة أثكلـت نسـوة أحمـد لينـالهـا أبرزتهـا حسـرى كما شاء المنى تتصفـح البلـدان صورة سبيهـا هي في عيونك حسّـرٌ وتبرقعت تسود من ضرب السياط جسومها مـن كل زاكيـة تـقنّع بـالقنا مضنى وجـامعة القيـود يشبّها وأمضَ مما جـرعته يـد العدى شتـم الخطيب على المنابر جده أبسيفكـم زهـت المنابر أم بكم لا سيف إلا ذو الفقار ولا فـتى

إلا لأسـرار الكتـاب المـنـزل حلل الحيا وبثـوب بغيك فـارفلي كرمـت إذا ظفرت برحل مفضّل وضممتـه فـي طـيّ لوعة نعثل بالطـف فـي رهط النبي المرسل بسيـوف هنـد في يدي مستأصل صرعى معفـرة بـرمل الجنـدل للديـن قـد جـاؤا ببـدع مشكل مـن وجد حقدك في بلوغ محصل لُحـم الأجنـة فـي بطون الحمّل حـرم النبي علـى ظهـور الهزّل للـدين مكرمـة بنسـوة هـرقـل قهـر العـدو حيـاطـة المتكفـل مـن غير مهجـة راصد متحمـل أشــكال بـارزة بـذلّ المـثـّل بحجـاب قـدس بـالجـلال مكلل ووجـوهها بلظى الهواجر تصطلي وأميـن وحـي بـالحديـد مكبـل لهـب الهجيـر لظـى بعنق مغلل غصصاً من الخطب الفظيع المهول أخطيبهـا فـدحتك حـزّة مفصل جبـريل نادى فـي الزمان الأول للمسلـميـن مـجالـد إلا علـي

(207)

تتمهّد الأعواد غـبّ فتوحه لا بوركت قوم ترفّع شأنها

وبسبه الأوغاد لـم تتعذل بحسامه ، وبشانه لم تحفل

وله في رثائه (ع) وقد نظمها سنة 1265 كما في ديوانه ولعلها أول مراثيه الحسينية :

أحمى بـابـل سُـقيـت الغمامـا كـم لنا فـي عراص ربعك صيدٌ إن دعاهـم داعي المنـى والمنايا عمـرك الله كـم حـويت بدوراً ولكـم حـلّ فـي طلوعـك غيد خُـرّدٌ تفضـح الغـزالة وجـهاً رب يـوم بـه العواذل أضحت يـا أخـلاي لست فيما زعمتـم لا ربوع ب‍ ( الجامعين ) محيلات بـل شجانـي سليل أحمـد لما يـوم جاءت يقودهـا ابن أبـي قـابلتها فتيـان صدق لتـرعى شمّـرت للـوغى ودون حسين هـم أسـود وما رأيت اسـوداً فادلهمـت تلك الكريهـة التـي لـم تزل تخطف النفوس ويلقى فـدعتها حضيـرة القدس لما بـأبـي أنجم سقطـن انتثـاراً

وتضوّعـت في نسيم الخُزامـا شيـدوا فيـك معهـداً ومقامـا أكرمـوا وافـداً وروّوا حساما نـورها يخجـل البدور التماما أودعت في الحشا ضنى وسقاما يـوم تنضي بـراقعـاً ولثامـا لا يملّـون في ملامـي الملاما زادني الشـوق لوعة وغـراما شجتنـي ولا طلـول أمـامـا أججت في وغاهُ حربٌ ضراما وقاص ظلماً يقفو اللهام اللهاما لأبـن بنـت النبي فخراً ذماما حسبـت أكـؤوس المنايا مداما تخـذت غابـة الرماح أجاما قنّعـوا الشمس عثيـراً وقتاما صدرها في اللقا قناً وسهامـا شيـد فيها لهـم مقامٌ تسامى صيّر الطعن برجهن الرغاما

(208)

يـا لك الله أيّ خطـب جسيـم يـوم أذكت عصائب الشرك بغياً هـو فـردٌ لكن تـراه الأعادي سامياً صهـوة الطمّر كأن الطر ترجف الأرض خيفة حين يسطو وتمـور السمـا إذا شاهـدتـه لـفّ أجنـادهـا وكّهـم منهـا أسـد الله ما رأى الأسـد فـي بـطل أيسـر العـزائـم منـه فـدعاه المـولى إلـى الملأ الأ ولذاك اختـار الشهـادة حتـى فـرمته العـدا بـأسهـم حقـد فهـوى منـه فـي سماء لويٍ ونعـاه الـروح الأمين ونـادى أي خطـب قـد هـدّ من كعبة ورمـى آل هاشـم بـرزايـا يـوم سارت من العراق عداهم ثـاكلات يندبن حـزناً ويذرفن وتجيـل الألحاظ رعباً فلم تلق يـا لقومي لفادح أورث القلـب يـوم ثارت حربٌ على آل طه أيّ يـوم هالت عصائب هنـد أي يـوم جـبّـت لآل نـزار

جللٌ هـوّن الخطـوب الجسامـا بحشـا صفــوة الجليـل أوامـا حيـن يسطـو بهم خميسـاً لُهاما ف قـد قـل مـن هضاب شماما مثـل فلك فـي لجة البحـر عاما سـلّ مـن بـأسه الشـديد حساما البيـض قسـراً ونـكّس الأعلاما الهيجـاء إلا أعـادهـا أنـعامـا إن عـدا ساطيـاً يـروع الحماما علـى فلبّى طـوعاً وكف احتجاما نـال فيهـا مـا حيـّر الأوهامـا ليـت قلبـي عنـه تلقّى السهامـا بـدر مجـد يجلو سنـاه الظلامـا قتـل اليـوم مـَن به الديـن قاما الاسلام في عرصة الطفوف دعاما نكسـت مـن وقـوعهن الهـامـا بنسـاهـم أسـرى تـؤم الشئامـا دمـوعاً تحكـي السحـاب انسجاما سـوى كافـل يقاسـي السقـامـا غليـلاً وفيـه أذكـى ضـرامـا فـأبـادتـهـم إمـامـا إمـامـا عـروة الـدين بالقـراع انفصاما بشبـا البيـض غاربـاً وسنامـا

(209)

أي يـوم لخاتـم الرسـل فلـّت وأراقــت دمـاء كــل أبـيٍّ يابن بنـت النبي إن فاتني نصر لـي فيـه علـى عداكـم حسام مـع أنـي لأخـذ ثـارك شوقاً سوف أطفي الغليل من كاشحيكم ولـدى قـائم الشريعـة سيفـي وليـوث خلفـي لآل ( غـريب ) تنشـئ الموت في ظباها إذا ما يـا بـن طـه اليك لؤلؤ نظم فاقبلن من ( محمد ) ما غدا في وبثغـر المحـب نحلة شهـد وعليكم مـن ربكم صلـوات

مخـذماً فيـه شيـّد الاسلاما جلّ يوم الهوان من أن يضاما ك بالكـف لـم يفتني كلامـا شفـرتاه تحكي الحمام الزؤاما أرقـب المجتبى الامامَ الهماما فـي كفاح تزلـزل الأعلامـا في اللقا يـرشح الدما والحماما منهـم تغتـدي الليوث سوامـا أبصرتني للحرب أبدي ابتساما فاق فـي سمطه اللآلي نظاما فـم قاليـك علقمـاً وسمامـا يفضح الشهـد طعمها والمداما وسـلام يغشـى علاكم دواما

وله :

عـذرتك أن تعنفني نصوحا تفاقـم فانطوت جمل الرزايا هـو الخبر الذي اتقدت لظاه إذا ذبـح ابـن فاطمة عناداً وميـز رأسـه بشبا العوالي يـرتل في السنان لكل واعٍ تمـرّ به الرياح وقد مراها وجـرده إبـاه الضيم نفساً لـدى أبنـاء معركة وقته

وقلبـك لم يبت بأسى جريحا يـوازنه فيعـدلهـا رجيحـا بجانحة الهـدى لهباً صريحا فإن الديـن قـد أمسى ذبيحا قطيعاً يعـرب الكلم الفصيحا كتـاب الله تـرتيلاً صحيحا بأطيب من أريج المسك ريحا إذا ذكـر الهوان نأت نزوحا بمهجتها الذوابـل والصفيحا

(210)

عشيـة لاذ عـز الفخـر فيـه ثـوى بثرى الطفـوف تعلّ منه فأوسـع بيضة الـدين انصداعا تكفنـه العـواصف بيـن قوم وفـاح شذى الامامة من محيّاً بيـوم جرعتـه دمـاء حرب وزلـزلها مـوطدة رعـانـا أجلّك أيهـا البطـل المسجّـى مسجّـى بالثرى وعداك قسراً عدىً أفنت ضلوعك بالعوادي تمنـّت أنهـا أفنتـك ظلمـاً وروح الله حين بكاك عيسى

ومـدّ له الهدى طـرفاً طمـوحا مهنـدة السيـوف دمـاً سفـوحا وعطل في القصاص لها جروحا ثلاثـاً لا تشـق لـه ضـريحا عليـه دم الشهـادة قـد أفيحـا علـى ظمـأ وحُـرّم مـا أبيحا يميـل بهـا له قـدر أتيـحـا ثلاثـاً أن تبيـت لقـى جريحا بصدرك أجرت الفرسَ الجموحا لقـد أفنت مـن التنزيل روحا علـى حنـق بها جسداً وروحا تشـرّف فيـك عند الله روحا

وله :

أيـوم الطف طرت بها شعاعا وجزت ببكر خطبك كل خطب سليبـاً تستمـد الشمس منـه صـريعاً تشكـر الهيجاء منه فأصبـح في جنادلها عفيـرا وأبنيـة يمنّـع فـي حماهـا فأمسـت والتهاب النـار فيها أيـدري الدهـر أي دم أضاعا

نفـوساً سلّها الجـزع التياعا يسـوم الطود أيسره انصداعا إذا بـزغت بضاحية شعاعـا إذا التفـت به البطل الشجاعا يشرّف فضل مصرعه البقاعا طـريد بني الجرائم أن يراعا يحط قـواعداً علت ارتفـاعا وأي حـمـى لآل الله راعـا

وقال :

خولف المختار في عترته

أهل بيت الوحي براً وولاءا

ادب الطف الجزء الثامن ::: فهرس