ادب الطف الجزء التاسع ::: 46 ـ 60
(46)
    قال في مطلع ملحمته التي يرثي بها سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) :
أبسبق القضاء جفّ مدادي لا ولا للهوى يرفّ فؤادي أم بجمر الغضا أُذيب فؤادي أو للـيلى وزيـنب وسعـاد
ما تعديت عن طريق السداد
ان قلبي على الحسين قريح وولائي له صحيح صريح مدمـعي بالبكا عـليه جريح وضجيجي مع الأنين فصيح
رزؤه قد أذاب مني فؤادي
    الملا حبيب الله الكاشاني ، الفقيه الكبير حبيب الله بن علي مدد الشهير بالكاشاني المتوفى صبيحة يوم الثلاثاء 23 جمادى الآخرة سنة 1340 ه‍. دفن بكاشان وعمره 87 سنة. قال السيد الأمين في الأعيان : له عدة مؤلفات.
    توضيح البيان في تسهيل الأوزان ، تفسير سورة الاخلاص ، تفسير سورة الفاتحة ، تفسير سورة الفتح مطبوع ، تسهيل المسالك إلى المدارك في القواعد الفقهية وقد الحق هذه المنظومة المتقدمة بالكتاب المذكور.


(47)
    وترجم له البحاثة الطهراني في ( نقباء البشر في القرن الرابع عشر ) فقال : عالم فقيه ورئيس جليل ومؤلف مروج مكثر ، اشتغل بالتصنيف والتأليف في أنواع العلوم وفنونها وكان مكثراً فقد بلغت عدة تصانيفه مائة وثلاثين كتاباً ورسالة وذلك إلى سنة 1319 ه‍. وقد عاش بعد هذا التاريخ 21 سنة والله العالم بما ألّفه خلال تلك المدة فمن مؤلفاته ، لباب الألقاب ، رجوم الشياطين في ردّ البابية و ( منتقد المنافع في شرح المختصر النافع اثنا عشر مجلداً فرغ منها في سنة 1294 ه‍. ) توضيح البيان في تسهيل الأوزان ، رياض الحكايات في الأمثال والقصص ، عقايد الايمان في شرح العديلة ، ومن منظوماته الفارسية ( نصيحة نامه ، وشكاية نامه ) ومن منظوماته العربية منية الاصول في الدراية ، ومنظومة في علم المناظرة واخرى في علم الصرف واخرى في النحو اسمها ( درة الجمان ) إلى غير ذلك من المنظوم والمنثور الفارسي والعربي.


(48)
بــراءة بـرٍّ فـي بـراء مـحـرم فـأيّ جـنان بـين جـنبي مـوحـد وأي فــؤاد ديـنـه حـب أحـمـد على ديـنـه فلـيبكِ من لـم يكن بكى تـوجـه ذو الـوجـه الأغـر مـؤدياً فـوازره سبعـون مـن أهـل بيـتـه فهـاجـت جماهـير الضلال وأقبلـت وحـين استوى في كربـلاء مخـيمـاً وساموه إعـطاء الـدنـيـة عـنـدما وهيهات أن يـرضى ابن حيدرة الرضا أبـت نـفسه الـشماء إلا كـريـهـة هـو الـموت مـرّ الـمجتنى غير أنه وقـارع حـتى لـم يـدع سيف باسل وصبّحهـم بالـشوس من صـيد قومه أتـاح لـه نــيل الشهـادة راقـيـاً هـي الـفتنة الـصماء لـم يلف بعدها فيـا أسرة الـعصيان والـزيغ من بني عـن الله والسلوان من كل مسلم بنار الأسى والحـزن لـم يتضرّم وقـرباه لـم يغضب ولـم يتألـم لرزء الحسين السيد الفارس الكمي لـواجـبه لـم يلـوه لـحيُ لـوّم وشيعـته من كـل طـلـق مقسّم بجيش لحـرب ابن البتول عرمرم بتـربـتها أكـرم بـه مـن مخيّم رأوا مـنه سمـت الخادر المتوسم بخـطة خسف أو بحـال مـذمّـم يمـوت بـها موت العزيز المكرّم ألـذّ وأحـلى مـن حـياة التهضم بمعـترك الهيجاء غـير مـثلـّـم نسور الفيافي مـن فـرادي وتوأم مـعارج مـجدٍ صعــبة المتسنم مـنار مـن الايـمان غـير مهدم أمـية مـن يستخصـم الله يخصم


(49)
هـدمتم ذى أركان بـيت نـبيكم ولم تمـحَ حتى الآن آثار زوركم ولا بـدع أن حاربـتم الله إنـها ونازعـتم الـجبّار في جـبروته نبيّ الورى بعد انتقالك كـم جرى دهتهم ولما تمضِ خمسون حـجة فكم كابد الكرار بـعدك من قـلىً وصبّت على ريحانتيك مصائـب ضغائن ممن أعلن الدين مكـرهاً أضاعـوا مواثـيق الوصية فيهم فسق غير مأمور إلى النار حزبهم حبيـبي رسـول الله إنا عصابة لـنا مـنك أعـلى نسبة باتباعنا ونسبة ميـلاد فـم الطعن دونها نعظم من عظمت ملئى صدورنا لدى الحق خشن لا نداجي طوائفاً سراعاً إلى التأويل وفق مـرادهم هـل الـدين بالقرآن والسنة التي ولكن عـن التمويه ينكشف الغطا لتـشييد بـيت بالـمظالم مـُظلـم وتصديقه مـمن عن الحق قد عمي لشنشنه مـن بـعض أخلاق أَخزم ولـكنه مـن يـرغـم الله يرغـم ببيتك بيت المجد والمنصب السمي خطوب متى يلمـمن بالطفل يهرم وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجـم شهيد المـواضي والشهيد المسـمم ولولا العوالي لـم يـوحـد ويسلم ولـم يـرقبوا إلا ولا شكـر منعم إذا قيل يوم الفصل ما شئت فاحكم بمـنصبك السامـي نعـز ونحتمي لهديك في أقـوى طـريق وأقـوم على الرغم مغتصٌ بصاب وعلـقم ونرفض رفض النعل من لم تعظـم لديهم دليـل الـوحي غـير مسلـم لرفـع ظـهور الـحـق بالمتوهـم بها جـئت أم أحـكامـه بالتحكـم لـدى الـملك الـديّان يـوم التندم
    السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي ينتهي نسبه إلى الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
    ولد سنة 1262 ه‍. بقرية حصن آل فلوقة أحد مصائف تريم من بلاد


(50)
حضر موت وتوفي ليلة الجمعة 10 جمادى الأول سنة 1341 ه‍ ( بحيدر اباد دكن ) من بلاد الهند. كان عالماً جليلاً حاوياً لفنون العلوم مؤلفاً في كثير منها ، قوي الحجة ساطع البرهان ، أديباً شاعراً مخلصاً في ولائه لأهل البيت عليهم السلام ، ونظم منظومته المسماة ( ذريعة الناهض إلى علم الفرائص ) وعمره نحو 18 سنة وله مصنفات في العلوم تناهز الثلاثين. هو شاعر اليمن الأول في زمانه وترك بعده ديواناً ضخماً يضم مختلف أنواع الشعر ، فمن مدائحه للرسول الأعظم قصيدته التي مطلعها.
لذي سلم والبان لولاك لم أهوى ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوى
    وفيها يقول :
ألا يـا رسول الله يـا مـن بنوره ويا خير من شدّت اليه الرحال من اليك اعـتذاري عـن تأخر رحلتي على أن خمر الشوق خـامرني فلم وأنـي لتـعـروني لـذكراك هزة وما غـير سوء الحظّ عنك يعوقني وهـا أنا قـد وافيت للروضة التي وقفـت بـذلـي زائـراً ومسلـماً صلاة وتسليم عـلى روحـك التي علـيك سلام الله يا مـن بجـاهـه علـيك سلام الله يـا مـن توجهت سلام على الـقبر الـذي قـد حللته اليـك ابـن عـبد الله وافيت مثقلاً وطلعته يستدفـع الـسوء والـبلـوى عميق فجاج الأرض تلتمس الـجدوى إلى سوحك المملوء عمّن جنى عفـوا يـدع فيّ عرقاً لا يحنّ ولا عضـوا كما أخذت سلمان من ذكرك العـروا ولكنني أحـسنت في جودك الرجـوا بـها نـيّر الايـمان ما انفك مجلّـوا عليك سلام الخاضع الرافع الشكـوى اليهـا جـميع الفخر أصبح معـزوا يـنال مـن الآمـال ما كان مرجوا إلى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا فأضحـى بأنـوار الـجلالة مكسوا بأوزار عـمرٍ مـرّ معـظمه لـهوا


(51)
    وكقصيدته المهملة التي أولها :
ساد رسلَ الله طه أحمد مصدر الكل له والمورد

    كما يضم هذا التيار في أطوائه مراثيه ومدائحه لآل البيت الكرام ، فمن جياد مراثيه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قصيدته التي أولها :
قفا وانثرا دمعا على الترب أحمراً وشقّا لعظم الخطب أقبية الكرى
    ومن جيد مديحه لأمير المؤمنين (ع) قصيدته التي أولها :
خذوا الحذر أن تطوّفوا بخيامها وأن تجهروا يوماً برد سلامها
    ومن جيد مراثيه للامام الحسين ( عليه السلام ) قصيدته التي أولها :
براءة برّ في براء محرم عن اللهو والسلوان من كل مسلم
    وكذلك مدائحه لآل البيت الطاهر المنبّه في ديوانه في الصفحات : 41 و 46 و 49 و 51 و 52 وسواها. ومما يصنف في هذا التيار قصائده الطائفية ومحاججاته المذهبية. وهذه القصائد وأغلبها برهان عقلي يطفح بها الديوان.
    في بعض قصائده الدينية يكشف عن عميق إيمانه بوحدة المسلمين على اختلاف طوائفهم :
ها كل طائفة من الإسلام مذعـنة وبـأن سيـدنا الـحبيب محـمداً وامام كـل منـهـم في ديـنـه فـإلـهنـا ونـبـينا وكـتابـنا والكعـبة الـبيت الحـرام يؤمها وصـلاة كـل شطـرها وزكاته أفبعـد هـذا الاتـفاق يصيـبنا بــوحـدة فـاطــر الأكوان عـبد الالـه رسولـه الـعدناني أخـذاً ورداً مـحـكـم الـقرآن لـم يـتّصـف بالخلف فيها اثنان قاصـي الحـجيج لنسكه والداني حتم وصوم الفرض من رمضان نـزغ لـيفتننا مـن الـشيطـان


(52)
    واستمع اليه في هجاء السلفية والذين سُمّوا بالوهابية يقول :
أرشـد الله شـيعة ابن سعود فرقة بالغرور والطيش ساروا جسّموا شبّهوا وبالأين قالـوا من يعظم شعائـر الله قالـوا ولهـم بعـد ذاك خـبط وتهو أو يقـل ضـرني فلان ونجّا وإذا ما استغاث شخص بمحب‍ لابـن تيـمية استجابـوا قديماً اعرضوا عن سوا الحقيقة يبغ‍ وتعاموا عن التجوز في الأسن‍ أوليس المجاز في محكم الذكـر وتسموا أهل الحديث وهـا هـم لاعتقاد الصواب كي لا تعيثا في فجاج الضلال سيراً حثيثا لـوّثوا أصـل دينهـم تلويثا إنه كان مـشركـاً وخبـيثـا يـس تـولى مجدهم والمريثا ني فـلان يـرونـه تـثلـيثا وبٍ إلى الله كـفروا المستغيثا وابن عبد الوهاب جاء حـديثا ‍ون بما يدعون مهـداً أثـيثا ‍اد عـمداً فيبحـثون البحوثا أتـانـا مـكـرراً مـبثـوثـا لا يـكادون يـفقهـون حـديثا
    ويقول في ( البخاري ) :
قـضـيه أشبـه بـالـمرزئه بالصادق الصدّيق ما احتج في ومـثل عـمران ابن حطان أو مـشـكـلة ذات عـوار إلـى وحـق بيـت يمـمته الـورى إن الإمـام الـصادق المجتبى أجـلّ مـَن فـي عصره رتبةً قـلامـة مـن ظـفـر إبهامه هـذا الـبخاريّ أمامُ الفـئه صحيحـه واحـتجّ بالمرجئه مروان وابن المرأة المخطـئه حـيرة أرباب الـنُهي ملجئه مغـذّه في الـسير أو مبطئه بفـضله الآيُ أتـت مـنبئه لـم يقـترف في عمره سيئه تعـدل من مثل البخاري مئه


(53)
    وله من قصيدة أسماها ( النبأ اليقين في مدح أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ) :
عـلي أخي الـمختار ناصر دينه وأعلم أهل الدين بعـد ابن عـمه وأوسعهـم حـلماً وأعظمهم تقى وأولهـم وهـو الـصبي اجـابة فكل امرئ من سابقي امة الهدى أبي الحسن الكرار في كل مأقطٍ فتى سمته سمت النبي وما انتقى فـدت نفسه نفس الـرسول بليلة لـه فـتكات يوم بدر بها انثنت سقى عتبة كاس الحتوف وجرّع وفـي أحـد أبلى تجاه ابن عمه بعـزم سماويٍ ونفـسٍ تعـودت أذاق الردى فيها ابن عثمان طلحة وعمرو بن ود يوم أقحم طـرفه دنا ثم نادى القوم هل من مبارزٍ تحدّى كماة المسلمين فلم تجـب فـناجـزه مـن لا يروع جنانه وعاجله من ذي الفقار بضـربةٍ وكم غيرها من غمة كان عضبه بـه في حـنين أيـّد الله حـزبه سل العرب طراً عن مواقف بأسه وملّـته يـعـسوبـهـا وإمـامهـا بـأحـكـامـه من حـلّها وحرامها وأزهـدهـم فـي جـاهها وحطامها إلـى دعـوة الإسلام حـال قيامـها وان جـلّ قـدرا مقـتد بغـلامهـا مبـدد شـوس الـشرك نقّاف هامها مـواخاتـه إلا لـعظـم مـقـامها سرى المصطفى مستخفياً في ظلامها صناديـد حرب أدبرت في انهزامها الـولـيد ابـنه بالسيف مرّ زؤامـها وفـلّ صفـوف الكفـر بعد التئامها مساورة الأبـطال قـبل احـتلامـها أمـير لـواء الـشرك غرب حسامها مدى هـوّة لـم يخش عقبى ارتطامها ومـن لـسبنتي عـامـر وهـمامها كـأن الكـماة استغـرقت في منامها إذا اشـتبّت الهـيجاء لفـح ضرامها بها آذنـت أنـفاسـه بانـصرامـها مـبدّد غـمـاهـا وجـالـي قتامها وقـد روّعـت أركانـه بانهـدامـها تجـبك عـراقـاهـا ونازح شامـها


(54)
ونـاشـد قـريشاً من أطلّ دماءَها أجنّـت له الحقـد الدفين وأظهرت ولما قـضى الـمختار نحباً تنفست أقامـت مـلياً ثـم قامـت ببغـيها قـد اجـتهدت قالوا وهذا اجتهادها ألـيس لـها في قـتل عمّار عبرة أليس نجـمٍ عـزمـه الله أمضـيت بـها قـام خـير الـمرسلين مبلغاً هو العروة الوثقى التي كلُ مَـن بها أمـا حـبه حـب الـنبي مـحـمد شمـائـل مـطبـوع عـليها كأنها حنـانـيك مولى المؤمنين وسيد الـ فلـي قـلب متبـول ونفس تدلّهت وداد تمـشي فـي جـميع جوارحي هـو الحـب صدقاً لا الغلوّ الذي به ولا كـاذب الـحب ادعـته طوائف تـخال الـهدى والحـق فيما تأوّلت وتنبزني بالرفـض والزيغ إن صبا تلـوم ويـأبى الله والـدين والحجى فـاني عـلى عـلمٍ وصدق بصيرةٍ ألا ليـت شعـري والـتمني محببٌ متـى تـنقضي أيام سجني وغربتي وهل لي إلى ساح الـغريـين زورة وهــدّ ذرى ساداتـها وكرامهـا لـه الـودّ في اسلامها وسلامـها نفـوس كثيرٍ رغـبة في انتقامـها طوائف تلقى بعـد شـرّ أثامـهـا لجمع قوى الإسلام أم لانـقسامـها ومـزدجر عن غيها واجـترامـها إلـى الناس إنذاراً بمـنع اختصامها عـن الله أمـراً جازماً بالـتزامهـا تمسك لا يعروه خـوف انفصامـها بـلى وهـمـا والله أزكى أنامهـا سجايا أخـيه المصطفى بتمامـهـا ـمنيبين والساقي بـدار سلامـهـا بحـبك يا مـولاي قـبل فطامـها وخامـرها حتى سرى في عظامها يفوه ـ معاذ الله ـ بعض طغامهـا تـشوب قـلاهـا بانتحال وئامهـا غروراً وترميني سفاهـاً بذامـهـا إليك فـؤادي في غضون كلامهـا وحـرمة آبائي اسـتماع ملامـهـا مـن الأمر لم أنقـل بغير زمامـها إلـى الـنفس تـبريداً لحرّ أوامـها وتنحل روحي مـن عقال اغتمامها لأستاف ريـاً رنـدهـا وبشامـها


(55)
إذا جـئتها حـرمت ظـهر مطـيتي وانـي عـلى نـأي الـديار وبيـنها منـوط بهـا ملـحوظ عـين ولائها الـيك أبـا الـريحانـتين مـديحـة مقصرة عن عشر معشار واجب الث‍ ونفـثة مـصدور تخفـق بـعض ما وأزكـى صـلاة بالـجلال تـنزلت على المصطفى والمرتضى ما ترنمت وحـرّرتها من رحـلها وخطامها وصـدع الليالي شعبنا واحتكامها قـريـب الـيها مرتوٍ من مدامها بعلياك تعـلو لا بحسن انسـجامها ‍ناء وإن أدّت مـزيد اهـتمامها تراكـم فـي أحـنائه من حمامها من المنظر الأعلى وأزكى سلامها على عـذبات البان ورق حمامها
    وقال من قصيدة في مدح أهل البيت عليهم السلام :
مـن غـرامي بقرطها والقلاده غـادة حـلّ حـبها في السويدا وإذا عـرّج النـسـيم عـليهـا زارنـي طـيفها ومـنّ بـوعد لـيس إلا لـها وللنـفر البيض يـا غـريباً بـأي وادٍ أقامـوا آل بـيت الـرسول أشرف آل أنـتم الـسابقون في كـل فخرٍ أنـتم للـورى شمـوس وأقـما أنـتم مـنبع الـعلوم بـلا ريب أنـتم نعـمة الـكريـم عـلينا لـم يـزل مـنكم رجال وأقطا أنتـم الـعروة الـوثيقة والحبل سفـن الـنجاة أن هـاج طوفا ان أمـت مغرماً فموتي شهاده ورمـى سهـمها الفؤاد فصاده هـزّ تـلك الـمعاطف الميّاده هل ترى الطيف منجزاً ميعاده بنـظم الـقريض يجري جياده من فسيح البلاد صاروا عهاده في الـورى أنتم وأشرف ساده أسـس الله مـجـدكـم وأشاده ر إذا ما الضلال أرخى سواده وللـدين قـد جـعلتم عـماده إذ بكـم قـد هدى الإله عباده ب لمـن اسلمـوا هـداةً وقاده الـذي نـال ماسـكوه السعاده ن المـلـمات أو خشينا ازدياده


(56)
وبكـم أمـن أمـة اخير إذ أن‍ اذهب الله عنكم الرجس أهل وبتـطهـير ذاتـكم شهـد القر مَـن يـصلي ولم يصلّ عليكم معشرٌ حبكم على الناس فرض وبكـم أيهـا الأئمـة فـي يو يـوم تأتـون واللـواء عـليكم والمحـبون خـلفكـم في أمان فاز والله في القـيامـة شخصٌ كل من لم يحبكم فهو في الن‍ هكـذا جاءنا الحديث عـن الها كـل قـالٍ لـكم فأبــعده الل‍ خاب من كان مبغضاً أحداً من‍ ضـلّ مـن يرتجي شفاعة طه آل بيـت الرسول كم ذا حويتم أنتـم زيـنة الوجود ولا زل‍ فيـكم يعـذب الـمريح ويحلو كيف يحصي فخاركم رقم أقلا أُنتـم أُنـتم حـلـول فـؤادي وأنا الـعبد والـرقيق الذي لم أرتجي الـفضل منكم وجـدير فاستقيموا لـحاجتي ففـؤادي إنّ لـي يا بـني البتول اليكم خلفتني الـذنوب عنكم فريداً فـلكم عـند ربكـم ما تشاؤو ‍تم نجـوم الـهداية الـوقاده الــبيت في محكـم الكتاب أفاده آن حـقاً فـيا لها مـن شهاده فهـو مبدٍ لذي الجـلال عناده أوجـب الله والرسول اعتماده م التنادي عـلى الكريم الوفاده خـافـقٌ ما أجـلها من سياده حين قول الجحيم هل من زياده لكـم بالـوداد أدى اجـتهـاده ‍ار وان أوهـنت قواه العباده دي فمـن ذا الذي يروم انتقاده ‍ه وعن حوضكم هنالك ذاده ‍كم ومن قد أساء فيه اعتقاده بـعد أن كان مـؤذيـاً أولاده مـن فخـار وسـؤددٍ وزهاده ‍تـم بجيدِ الزمان نعم القلاده وبـه يسرع القـريض انقياده م ولو كانـت الـبحار مـداده فـاز والله مـن حـللتم فؤاده يكـن الـعتق ذات يوم مراده بـكم الـمنّ بالرجـا وزيـاده مُخـلص حـبّـه لكـم ووداده فـي انـتسابي تسلسلاً وولاده فارحموا عجز عبدكم وانفراده ن وجـاه لا تـختشـون نفاده


(57)
الـمـرء يحـسب أنـه مأمـون لا تأمـن الـدنيا فـإن غرورها مـا مـرّ آن من زمانـك لحظة وإذا غـمرت بـنعمـة وبـلذة وإذا بكـيت عـلى فـراق أحبة لا بـدّ مـن يوم تفارق معشراً والناس منهم شامت لـم يكترث وتـرى من الهـول الذي لاقلّه فـكأنـه اليوم الذي في كربلا يـوم بـه السبع الطباق لعظمه وتجلببت شمس الضحى بملابس يوم به فـرد الزمان قد اغتدى ما بـين أعـداء عليه تجمعت طمع العـدو بأن يسالم مـذعنا وسـطا يفـرق جمعهـم بمهند والـموت حـق والفناء يقين خدع الأوائل والزمان خـؤن إلا وعمـرك بالفنا مـرهون لا تنسينك حـوادثا ستكـون فلتبك نفسك أيـها المسكـين كنت الوجيه لديهم وتـهـون فيـما دهاك ومنهم مـحزون تذرى الدموع محاجر وعيون يـوم بـه طاها النبي حزين قد دكها بعد الحـراك سكون سوداً تجلبب مثلهـن الـدين فرداً وليس له هـناك معـين منها الجوانح ملؤهن ضغـون فأبى الـوفاء وسيفه المسنون فيه الرؤوس عن الجسوم تبين


(58)
ظمـآن يـمنع جـرعة من مائها حفت به اسـد العـرين وما سوى ضعفـوا عـديداً والعدا أضعافهم تركوا الحياة بكربلاء وأرخصوا وحموا خـدوراً بالسيوف وبالقنا لم أنسهن إذ العدا هـتكت ضحـى حسـرى تجاذبهـا الطغاة مقانعاً وتعـجّ تنـدب نـدبـها وحميّها مـن للـنساء الحـائرات بمهمه والماء للـوحش السروب معين سمرالعواسل والسيوف عـرين وبدوا جسوما والقلوب حصون تلك الـنفـوس وسومهن ثمين فيها ودائع أحمـد والــديـن منها الخـبا وكفيلهـن طـعين من تحتها سرّ العفاف مصـون والجسم منه في الصعيـد رهين لـم تـدر موئلها وأين تكـون
    السيد هاشم هو الأخ الأكبر ، للشاعر الشهير السيد جعفر ، المترجم له في جزء سابق من هذه الموسوعة ، جاء مع أخيه إلى النجف لاستكمال الفضيلة ، فدرس على جماعة من علماء عصره علمي الفقه والاصول ، ولما توفي أخوه السيد جعفر سنة 1315 ه‍. انتقل بعده بسنتين إلى الكوفة حوالي سنة 1318 ه‍. فكان أحد أفاضلها الذين يرجع اليهم في المسائل الشرعية وأحد أئمة الجماعة بها في مسجد قريب من داره يعرف بمسجد النجارين ، وكان وقوراً حسن الطلعة بهي المنظر مهيباً في مجلسه وحديثه. ولد في قرية السادة ـ من أعمال الحلة الفيحاء ـ سنة 1269 ه‍. فهو أكبر من شقيقه السيد جعفر بثمان سنين ولأخيه المذكور فيه مدائح وله معه مراسلات مثبتة بديوانه منها قوله وقد بعث بها اليه من النجف إلى الحلة كما في الديوان.
يا أيهـا الـمولى الـذي أصفيته يا هاشماً ورث العلى مـن هاشم أهـوى لقـاك وبيننا بـيـداء لا وتـهزني الـذكرى الـيك محبة ودي وإخلاصي وصفو سرائري فسما على بادي الورى والحاظر بالـخفّ نـقطعها ولا بالحـافر فكأن قلبي في جـناحي طائـر


(59)
    وكان وفاته بالكوفة آخر شعبان سنة 1341 ه‍. وله أراجيز ومنظومات عديدة في الفقه كالطهارة وأحكام الأموات وغير ذلك ذكرها الشيخ آغا بزرك في ( الذريعة ) وقد جمع ديوان أخيه السيد جعفر المطبوع في صيدا ـ لبنان سنة 1331 ه‍. ورثاه بقصيدتين مطلع الاولى :
ببينك لا بالماضيات القواضب أبنت فؤادي بل أقمت نوادبي
    ومطلع الثانية :
مضيت وخلّفت القذا بمحاجري وأججت نيران الأسى بضمائري
    ترجم له الخاقاني في شعراء الغري وذكر ألواناً من شعره ونثره ومراسلاته وأدبياته.

(60)
حتى مَ مِـن سكـر الهوى فـنيَ الـزمـان ولا أرى يمّـم قـلوصك للـسرى مـا الـدهـر إلا لـيلـة قـم واغـتـنمها فرصة مـت قـبل موتك حسرة أو مـا سمـعت بحادث حـيث الحـسين بكربلا يغـشى الـوغى بفوارس مـتـقلـديـن عـَزائماً وصـل الـمنية عـندهم يتـدافعـون إلـى الوغى هـتفـت منيتـهـم بهم وثووا على وجه الصعي‍ قـد غســلوا بـدم الطلا أبـداً فـؤادك غير صاحي لقـديـم غيـّك من براح واشـدد ركابـك للـرواح ولسوف تسفر عـن صباح كـادت تـطيـر بلا جناح فعساك تـظفـر بالـنجاح مـلأ الـعـوالـم بـالنياح بيـن الأسـنة والـرمـاح شـوس تـهيج لدى الكفاح أمضى مـن البيض الصفاح أحـلى مـن الـخود الرداح فـكأنـهم سـيل الـبطـاح فـتقـدمـوا نحـو الصياح ‍د كأنـهـم جزر الأضاحي بـدلاً عـن الـماء الـقراح
ادب الطف الجزء التاسع ::: فهرس