ادب الطف الجزء التاسع ::: 91 ـ 105
(91)
وتضرمـت أسيـافـها بأكـفهـم حـتى إذا اصطدم الكماة وحجّـبت عبست وجوه الصيد مهما أبصروا متقـدماً بالطـف يحـكي حـيدراً وكأنه بين الكتائـب عـمه الطي‍ وتقاعـست عـنه الفوارس نكصاً بكـت الصبايا وهي تطلب شربـة مـنعـوه نهـر العـلقمـى وورده حـتى إذا حـسمت يـداه بـصارم فانقضّ سبط المصطفى لـوداعـه أهـوى عـليه لـيلثم الجسد الـذي ناداه يا عـضدي ويا درعـي الذي فلأبكـيـنك بـالصـوارم والـقنا فكأنهـا نار القـرى حـول الحمى شمس الضحى والافق أضحى مظلما الـعباس أقـبل ضاحـكاً مـتبسما فـي ملـتقى صـفين حـين تقدّما ‍ار قـد هـزّ اللـواء الأعـظـما فـغـدا مـؤخـرها هـناك مقـدما تـروي بهـا والـفاطميات الـظما فسقـاهـم ورد الـمنية عـلقـمـا وأخـاه أسمعـه الـوداع مـسلـّما كـالصـقر إذ ينقضّ من افق السما لـم تـبقَ مـنه الـسمهريـة ملثما قـد كنـت فـيه في الملاحم معلما حتـى تـبيـد تـثلـّما تحـطـّما
    اسرة آل سميسم ، اشتهرت بهذا اللقب لان جدها سميسم بن خميس بن نصار بن حافظ لهم الزعامة في بني لام بن براك بن مفرج بن سلطان بن نصير أمير بني لام حيث نزح من الشام حدودسنة 902 ه‍. وأسس مشيخة بني لام في لواء العمارة ـ ميسان فأعقب حافظ وهو أعقب ولدين : نصار ونصر وفيهما زعامة بني لام.
    وفي اسرة آل سميسم ـ اليوم ـ علماء وادباء وحقوقيين. وكان المترجم له علم الاسرة وعنوانها لما يتحلى به من فضل وأدب وسخاء مضافا إلى ديانته وزهادته وطيب سريرته وحسن سيرته يتحلى بإباء وشمم ويعتزّ بقوميته


(92)
وعروبته لا عن عصبية فقد قال الامام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليه السلام : ليس من العصبية أن يحبّ الرجل قومه ولكن العصبية أن يرى شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين ، واليك قطعة من اعتزازه بنفسه وتمدحه بأهله وقومه :
قسـماً بـغارب سابحي وهو الذي جمحت فخفت الافق يصدع هامها لا ابتغـي خـلعاً بـشعري لا ولا كلا ولا أخـشى تـهكـّم جـاهل عيشي بحمـد الله طـاب ولم يكن في العدو لم يطأ الثرى بمناسم فمسكت فاضل عزمها بعزائمي صفراً دنانـيراً وبـيض دراهم أبـداً ولا أرجـو وكالـة عالم عـيشي بـتدليس وردّ مـظالم
    ومن شعره معرضاً بمن عرفوا بالمنسوبية والمحسوبية :
قالوا الأديب يمدّ الكف قلت لهم كي لا أُصعّر خدي بعد عـزته أنا الأديـب ولكن لا أمدّ يدا إلى اناس يسمون الإله ( خدا )
    وقال :
أترك سبيل الشعر في نيل الغنى علماؤنا فـرس وتـلك مـلوكنا فالشعر في هذا الزمان هوان تـرك وجـلّ سراتنا معدان
    وديوانه المخطوط الذي رأيته عند ولده فضيلة الشيخ عمار ابن الشيخ محمد حسن ابن الشيخ هادي يجمع مختلف ألوان الشعر وأكثره في أهل البيت صلوات الله عليهم.
    ولنستمع إلى لون من غزله :
منى النفس مـا بين العذيب وحاجر أرى الشمس لا يمتاز ساطع نورها فمـسن غـصوناً وابتسمن كواكبا بحيث تهاب الأسد بطش الجأدر إذا سفـرت ما بين غيد سوافر وأشـرقـن أقـماراً بليل غدائر


(93)
مـررت عـلى الوادي فلما رأينني وفـيها الـتي أرجو طروق خيالها حمت خدرها لا بالمواضي البواتـر تقسمت مـن شوقي لها في رياضها فـبالمنحني جسمي وبالجزع مهجتي وأقـذف نـفسي طالـباً رسم دارها علـى ظـهر مفتول الذراعين أتلـع وغـرتـه في وجـهه وهـو أدهـم إذا مـا عـدا ليـلا يصـك بأنفـه أطأطئ رأسي حين اركـب سرجه فلا أطـرق الحييـن حيـّي وحيّهـا وان هوّمت جـاراتهـا رحت غائراً أُسيب انسياب الصل بـين خيـامهـا ولما أحسّت بي اريعـت وحـوّلـت وقالـت أما هبـت الاسود التي غدت فقلت لها لا تـذعـري إننـي امـرؤ فما جمحـت إلا وأمسكـت شعـرها فلما اطمأنـت لـي شكوت لها الهوى دنت وتدلّـت من فمـي وتبـسمـت رشفت ثنـاياهـا فقـالت بعيـنـها فضاجعتها والسيـف بيـنـي وبينها نفـرن كأمـثال الـظـباء النوافـر كما يرتجي التأمين قلـب المخاطـر ولكن حـمته بالـجفـون الـفواتـر لـعلّي الاقـيهـا بـسيماء زائــر وفي ذا الغضا قلبي وبالغور ناظري وبي للـنوى ما بالـرسوم الدواثـر حبـيك القرى قبّ الأضالع ضامـر مقـالـة حـق في عـقـيدة كافـر نجـوم الـثريا والـثرى بالحوافـر مخافـة تـعليق السهـى بمغافري فيعلـم تغليس لـها في الـدياجـر ونجـم الـدياجي بـين باد وغائر واسري مسير الـنوم بين المحاجر بناظرهـا نحـو الاسود الخـوادر مخالبـها بيـض السيوف البـواتر قصـارى مناي اللثم ، لستُ بفاجر كذاك شكيم الخـدر فضل الـغدائر وفي بعض شكوى الحب نفثة ساحر وقالـت فخـذ مـني قـُبيلةَ زائـر ( هنـيئاً مـريئاً غـير داء مخامر ) وسامـرتـها والرمح كان مسامري


(94)
    ترجم له الشيخ النقدي في ( الروض النضير ) والشيخ محمد حرز الدين في ( معارف الرجال ) فقال : فاضلاً كاملاً لبيباً أديباً شاعراً ، له نوادر أدبية وشعرية جيدة ومراث في سيد الشهداء رثى بعض معاصريه وهنأهم ، ولد سنة 1279 ه‍. كما ترجم له الخاقاني في شعراء الغري وذكر جملة من نثره ونظمه. وافاه الأجل في 25 جمادى الاولى سنة 1343 ه‍. وكان لنعيه رنة أسف على عارفيه وأبّنه جماعة من الشعراء منهم الخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي بقصيدة عامرة كان مطلعها :
أيعرب قد فقدتِ أبا الجواد فلا للجود انتِ ولا الجياد
    وللمترجم له قصيدة في الزهراء فاطمة بنت النبي صلى الله عليهما وسلّم جاء في اولها :
مَن مبلغ عني الزمان عتابا ومقرّعٌ مني له أبوابا
    لا زلت أُرددها في المحافل الفاطمية. تغمده الله برحماته واسكنه فسيح جناته.

(95)
عجّ بي على تلك الربوع قـف بي ولو لوث الأزا بتـلاعـها لـي أتـلـعُ يرعى ، ولا يرعى الذما مـتنفـراً كـالـنـوم أو كـم قـد نصبت له الجفو فـنجـا وما زُوّدتُ مـنه وبقيتُ من أسفي أعـضّ مَن لي بذاك الثغـر وال‍ مـا بـتّ إلا بــات من‍ يـعـتادنـي لـيلاً فاغ‍ نـشر الربيعُ على الربوع ومـن الـبلـية في الحمى يـا سعـد قـد حـدثتني فـصغـى لـما حـدّثتـه زدني فقـد زادت جـنـو يا حـسرتـي وتـزفـري نـنشـق بـهـا نشر الربيع ر ، بـذلك الـكهـف المنيع لـم تـروه إلا دمـوعــي مَ ، بـشيح قـلبي والضلوع كالأمـن في قـلب المروع ن ، حـبائلاً عـند الهجوع سوى الـتزفـّر والـصدوع بـنـانَ إبـهـامٍ قـطـيـع ‍خصر المخصّر من شفيع ؟ ‍ه خيال شخص لي ضجيع ‍دو مـنه فـي ليـل اللسيع نـشراً لـه تـطوى ضلوعي داري وفـي نـجدٍ ولوعـي عـن ذلك الـحسن الـبديـع لك مـسمعـي ، لا بل جميعي ني من حديثك عن ربـوعـي وخفـوق قـلبٍ لـي وجـيع


(96)
أمسي وأصبح لم أجد إن جفّ دمعي بعدهم همّ الفؤاد بأن يطي‍ لهفي وما لهفي لغي‍ أمسى مروعاً بالطفو يسطو بأبيض صارمٍ أبـداً تراه فاريَ الأو وبأسمرٍ كالصلّ يل‍ ريّان من مهج الـعدا فيخيـط أسمره وأب‍ خـاض الحِمام بفتيةٍ أن يدعـهم لـمسلمةٍ طلعوا ثنيات الـحت‍ خير الأصول أصولهم حتى إذا ما صرّعوا ضاق الفضاء بصدره فمشى إلى الموت الزؤا فأتاه سهـمٌ في الحشا فكبا على وجه الثـرى دامي الوريد معفر ال‍ ملقىً على وجهِ البسي‍ الله أكـبـر يـا له يلقى الحسينَ الشمرُ في ويحزّ منه الـرأس ين‍ كالبـدر في الظلماء أو هـماً سوى فيض الدموع رعفـت جفوني بالـنجيع ‍ر اليهم لو لا ضلـوعي ‍ر السبط ما بين الجموع ف وكـان أمـناً للمروع كالشمس والبرق اللمـوع داج صـادٍ للـنجــيـع ‍وي نافث الـسـمّ النقيع ينـهـلّ كالـغيث المريع ‍يضه يفصّل في الدروع كالأسد في سغـب وجوع لبسوا القلوب على الدروع ‍وف وهم بدور في الطلوع وفـروعهم خـير الفروع أرخى الـمدامع بالدمـوع والرحب لم يك بالـوسيع م مشَمـراً مشي الـسريع أحـناه إحناء الـركـوع أفـديه مـن كاب صريع ‍خـدين خُضّب بالنجيع ‍طة وهو ذو المجد الرفيع من حـادث جـلل فضيع ذيالك الـملقى الـشنيـع ‍صبه على رمح رفيـع كالشمس في وقت الطلوع


(97)
رضّـت أضالعه الخيو وسـرت نساه حُسّـراً من فوق جائلـة النُسو أين النسوع وأين رب‍ تسري الغداة بهن وه‍ هجمـوا عـليهن الخبا تُحمى ببيـض صوارم ل فليتها رضّت ضلوعي تهدى إلى رجسٍ وضيع عِ شملـةً هـوجا شموع ‍ات الخدور من النسوع ؟؟ ‍ي ودائع الهادي الشفيع ء وكـان كالحرم المنيع وبسـمر خطـّى شروع
    السيد مهدي ابن السيد رضا ابن السيد أحمد الطالقاني النجفي ولد سنة 1265 ه‍. وتوفي سنة 1343 ه‍. بالنجف الأشرف ودفن بها. أديب مرموق وشاعر متفوق ، ترجم له الشيخ السماوي في الطليعة فقال : رأيته وسمعت أوصافه فكنت أرى منه الرجل الظريف العفيف فمن شعره قوله :
يـميناً قـدّن الرمح الـرديني هما جرحا حشاي بغير ذنـب نايت فلم تـنم عــيناي ليلاً فرفقـا بي والا صحت اني وهبتك مهـجتي حـتى إذا ما فحسبك أدمعي ونحول جسمي فصلنـي قـبل بينك أو فـعد ولحظك حد ماضي الشفرتينِ وكـان كـلاهـما لي قاتلينِ كأنـك كـنت نـوم المقلتين قتلت وأنت مخضوب اليدين ملكت مطلتي وعـدي وديني فقـد كـانا بـذلك شاهـدين فقـد حان السلام عليك حيني
    وله رثائه عليه السلام :
قف بي ونح كيما نطا واستوقف الحادي به نندب فتىً سفك الطغا وسبت حلائلـه على أصمت سهام ضلالها رح بالنياح حـمائمه ننعى الطلول الطاسمه ة بيوم عاشورا دمـه رغم العلى ومحارمـه عـلمَ الـزمان وعالمه


(98)
ذاك الـذي أحـيا الرشا سبط النبي المصطفـى ربّ المعالي الـغرّ من فـأقـام أمـلاك السما تلك المآتـم لـم تـزل وأظـلّت الـسبع الطـبا أضـحت رزيـّتـه لأر أوردت خوافي الروح في يا ويـح دهـرٍ سلّ في كـم فـلّ منهم صارماً وكم اجترى يـوم الطفو حسمت يـداه يـد العلى جزرت جحاجحه الورى لـهفي لـفتيان قـضت وسبت عقائل خيـر مَن فغدت بنات المصطفى ال‍ د وشاد منه دعائـمه وابن الزكية فاطمـه جبريل أضحى خادمه فوق السمـاء مآتـمه حتى القيامـة قائمـه ق شجونه المتراكـمه كان المكـارم هادمه نيـرانها وقـوادمـه أبناء فاطـم صارمه فـلّ الإله صوارمـه ف فما أجلّ جرائـمه حسمت يداه الحاسـمه جزر المواشي السائمه حـول الشرائع حائمه وطأ الثرى وكرائـمه ‍هادي النبي غـنائمه
    وله في رثائه أيضاً :
كـم علـى سبـط النبي المصطفى نصـرتـه عـصـبة نـالـت به يوم أضحت لا ترى عوناً سوى ال‍ وإذا مـا زحفـت يـوم الـوغى فـترى الـهامات مـن أسيافـها بـذلت أنـفسـها في نـصـره وارتقـت أطـواد مجـدٍ وحجىً لـيتني واسيتهم في الـطـف إذ جلبت ظـلماً يدا عدوانها شـرف العزّ على أقرانها مرهفات البيض في أيمانها كأسود الغاب في مـيدانها سجداً خـرّت على أذقانها فلها الحسن على إحسانهـا وسمت فـخراً على كيوانها أزمع الناس على خذلانهـا


(99)
صرعتهم عـصبة الـغيّ فلم وبقت أجسادهم تصهرها ال‍ فإذا مـرّت بهم ريـح الصبا هل درت ، يوم حسين ، هاشم وبه أسـرى غـدت نسـوتها وعلاها الضيم حتى عاد ، لا أيُعلّى رأس سبط المصطفـى منعـوه الـماء ظـلماً فقضى بكـت الـسبع الـسموات له وبنفسـي نـفس قمقام عدت من يُعزّي بضعة الهادي فقـد وغدا مفخرها السامي عُـلىً ويسيل الـدم مـن أعضائـه قتـلوه وهـو يستسـقيـهـم لست أنسى زينباً بين الـعدى وكـريـمات النبي المصطفى كـم دهـتها نـوبٌ من بعدما لهـف نـفسي لوجـوهٍ برزت أركبوهن على عـجف الـمطا سبيت سبي الأما من بعـدمـا كـم رزايـا أخلـقـت جِدتها وانطوت في الطف منها حرقة من يـرم عـنها لنفسي سلـوةً يا حـماة الـدين كـم حاربكم فمتـى يـنتـقـم الله لـكـم تغـض عن شيب ولا شبانها ـشمس لا تدرج في أكفانهـا حمـلت طـيب شـذا أبدانها أيّ ركـن هـدّ مـن أركانها وأُبـيدَ الـشـُم مـن غرّانها ينجلي عنها مـدى أزمانـها يا له خطباً ، على خرصانها ؟ ظمـأ لـهفي عـلى ظمآنها ليـتها أروتـها مـن هتّانها خيل أعـداها عـلى جثمانها أصبحـت ثكـلى على فتيانها جـدلاً مـلقىً عـلى كثبانها في الثرى كالسيل من بطنانها فسقـوه الـطَنّ من مـُرّانها تندب الأطهار من عـدنانهـا تشـتكي الأعداء من طغيانها شُرّدت بالرغم عن أوطانـها لا يـواريها سـوى أردانهـا وأداروهـنّ فـي بـلـدانها أُثكلت بالـشوس من فرسانها ورزايا الطـف في ريعـانها ذابـت الأحـشاء من وقدانها زادها شجـواً عـلى أشجانها آل حـرب وبـنو مـروانها ؟ بالـفتى الـقمقام من عدنانها ؟


(100)
    قال من قصيدة يرثي بها علي الأكبر ابن الامام الحسين (ع) :
بُنيّ اقتطعتك من مهـجتي بُنيّ عراك خسوف الردى بُنيّ حرامٌ عـليّ الـرقاد بُنيّ بكتك عيون الرجال علامَ قطعتَ جميل الوصالِ وشأن الخسوف قبيل الكمالِ وأنـت عفـير بحرّ الرمالِ ليـوم الـنزيل ويوم النزالِ
    السيد مهدي ابن السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد اسماعيل ابن السيد محمد الغياث ابن السيد علي المشعل ابن السيد أحمد المقدس (1) ابن السيد هاشم البحراني ابن السيد علوي عتيق الحسين (ع) ابن السيد حسين الغريفي البحراني النجفي. صاحب الغنية وينتهي نسبه الى السيد ابراهيم المجاب بن محمد العابد ابن موسى الكاظم عليه السلام ، شاعر وعالم وتقي يشهد الجميع بتقواه.
1 ـ هو السيد احمد الغريفي الموسوي المعروف ب‍ ( الحمزة الشرقي ) ترجم له السيد الامين في الاعيان والشيخ الاميني في شهداء الفضيلة وكتبت عنه فصلاً مسهباً في ( الضرائح والمزارات ) بعد ما قصدت مزاره ورأيت قبته الشاهقة من القاشاني الازرق وقد ملأ الرواق والحرم والصحن بالزائرين مع سعة ذلك الصحن ، ان هذا السيد الجليل والعالم النبيل والذي ختم الله له بالشهادة وهو متوجه الى زيارة مشاهد أجداده الطاهرين بالعراق فقتله اللصوص هو وزوجته وولده في مكان قبره اليوم ـ شرقي الديوانية في أراضي لملوم ـ مساكن قبيلتي جبور والأقرع وكان ذلك في المائة الثانية عشرة وقد جدد بعض أهل الخير بناء ضريحه سنة 1355 ه‍.

(101)
    ولد في النجف الأشرف سنة ( 1301 ) ه‍. وتوفي فيه في شهر ذي الحجة الحرام سنة 1343 ه‍. وخلف مؤلفات متنوعة لا زالت مخطوطة. وقد ترجم في كثير من المعاجم. وله ديوان شعر رائق يقع في جزئين : الأول يتضمن مدح ورثاء أهل البيت. والثاني في المديح والتهاني والغزل والنسيب.
    فمن شعره قصيدة طويلة استنهض فيها بني هاشم ورثى بها جده سيد الشهداء (ع) مطلعها :
الحرب هذي وهذي السمر والخذم والخيل تلك عليها اللحم والحزم
    ويقول فيها :
قرّت على الضيم يا ويلي لها عدد ضاقت بها الأرض عن إدراك ما وعدت يا عصبة ما أهاجتها ، على دمها كم أدعو بالويل فيكم يا لفهر دمي فالويل لي ولكم إن لم نقم زمراً فالكل منا وإن كنا نغضّ على ال‍ فيها نلبي نساءً قد سبين على لم يغن يوماً فكم منها أريق دم به وكانت بعين الله تلتطم يوماً سهام كلام لا ولا كلم هدر ورحلي منكم راح يغتنم نشنّ غاراتها فيهم وننتقم ‍بيض الجفون غداة الروع معتصم عجف المطا حيث نادت والدموع دم
    ويقول فيها أيضاً مخاطباً للامام المنتظر عجل الله فرجه.
بـقية الله إنـي لا أبـثكـهـا المجد يأبى وغن سيقت له حرم عطفاً علـيك وأن تنتاشـك الغمم حسرى على هزل أن تذكر الحرم
    وله قصيدة اخرى يقول فيها :
يقولون لي والنفس تكتم ما بها تلبي دماء رحن هدرا ونسوة لقد خف منك الطبع من فوق اسحم على هزل اسرى طوت كـل منسم
    ترجم له الخاقاني في شعراء الغري فقال : مات أبوه وعمر المترجم له سنتان فكفله أخوه النسابة السيد رضا المعروف بالصائغ وكان منذ الصغر يتسم بالذكاء


(102)
فقد فرغ من العلوم العقلية والنقلية وهو في الثلاثين من عمره وكانت دراسته على أعلام منهم السيد محمد بحر العلوم صاحب البلغة والسيد علي الداماد والسيد محمد كاظم اليزدي وفي الاصول على الشيخ ملا كاظم الخراساني والشيخ أحمد كاشف الغطاء والشيخ مهدي المازندراني والشيخ حسن صاحب الجواهر ، وتخرج على يده جماعة من العلماء. ولما توفي ابن عمه السيد عدنان ـ عالم البصرة ـ جاء وفد مؤلف من وجهاء البصرة وأشرافها يطلبونه للقيام بمقام السيد عدنان فلبّى الطلب وأقام بالبصرة إلى أن حل به المرض فانتقل إلى النجف الأشرف وتوفي فيه في يوم 16 ذي الحجة سنة 1343 ه‍. ودفن في حُجرةٍ بالصحن الشريف بجنب مرقد السيد عدنان الغريفي والملاصقة لباب الفرج الغربية وكانت هذه الغرفة تُعرف ب‍ مقبرة آل شبر حيث دفن عدد منهم وكانت فاتحة المترجم له تغصّ برجال العلم والأدب والشعر حيث رثاه فريق من الشعراء بقصائد منهم الشيخ محمد رضا فرج الله والخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي بقصيدة مطلعها :
أتـدري لادرت نـوب الزمان فـمن يوم الخصام يذود عنها لقد ذهبت بفرد العصر فضلاً مضت بأجل أهل العصر شأنا مضت بسنان هاشم واللسان ويدرأ عـنهـم يوم الطعان وهل في العصر للمهدي ثان وشأن العلـم أكـبر كل شأن
    ومنها :
بني الهادي وأنتم أهل بيت تهـون النائبات إذا علمنا أتـت بـمديحه الـسبع المثاني بأن جميع من في الأرض فاني
    وله ديوان مخطوط يقع في جزئين عند ولده السيد عبد المطلب ، يختص الجزء الأول بأهل البيت مدحاً ورثاء في 240 صفحة بخط الشيخ حسن الشيخ علي الحمود الحلي فرغ من نسخة عام 1322 ه‍. والجزء الثاني بخط الناظم في 250 صفحة يتضمن المديح والرثاء والتهاني والغزل والنسيب والوصف ، وآثاره العلمية ومؤلفاته المخطوطة كثيرة جداً ومنها ما أذكره هنا :


(103)
    1 ـ هداية المضل في الامامة.
    2 ـ الأشهر الحرم فيما وقع على سادات الحرم.
    3 ـ عين الفطرة في الرد على من غالى في العترة.
    4 ـ زينة الاذان والاقامة في ذكر علي بالولاية والامامة.
    5 ـ أرجوزة في الكبائر من الذنوب.
    6 ـ التحفة في المبدأ والمعاد أرجوزة ، فرغ منها سنة 1343 ه‍. طبعت بالنجف.
    7 ـ منظومة سمّاها ب‍ ( الدرة النجفية ) ، في الرد على القائلين بالتثليث.
    8 ـ كتاب ( الانصاف ) في علم الحديث.
    9 ـ كتاب ( الرشحات ) في التوحيد والنبوة والامامة ، فرغ منه 1329 ه‍.
    10 ـ رسالة في أحوال الصحابة.
    11 ـ رسالة في التراجم ، ورسالة في الاجازات.
    12 ـ كتاب ( الولاية الكبرى ).
    13 ـ كتاب ( انساب الهاشميين ) ... مع كتب ورسائل كثيرة متنوعة مطبوعة وغير مطبوعة.


(104)
محمد حسن أبو المحاسن
المتوفى 1344

    قال سنة 1325 ه‍ :
دع المنى فحديث النفس مختلق ولا يؤرقك إلا همّ مكرمة والسيف أَصدق مصحوب وثقت به وأَمنعُ العزّ ما أرست قواعده وإنما ثمر العلياء في شجر وليس يجمع شمل الفخر جامعه وللردى شرك بثّت حبائله فما يجير الردى من صرف حادثه إذا دجى ليل خطب أو بنا زمن فكل شدة خطب بعدها فرج فلا يغرنك عيش طاب مورده دنياً رغائبها في أهلها دول وليس في عيشها روح ولا دعة واعزم فإن العلى بالعزم تستبقُ إن المكارم فيها يجمد الأرق ان لم تجد صاحباً في ودّه تثق سمر الأسنة والمسنونة الذلق لها الرماح غصون والضبا ورق إلا بحيث ترى الأرواح تفترق على الأنام وكل فيه معتلق كهف ولا سلّم ينجى ولا نفق فاستشعر الصبر حتى ينجلي الغسق وكل ظلمة ليل بعدها فلق فرب عذب أتى من دونه الشرق وما استجدت لهم من نعمة خلق وان بدا لك منها المنظر الانق


(105)
دنـياً لآل رسول الله مـا اتسقت تلك الـرزية جـلت أن يغـالبها فكل جفن بمـاء الدمـع منغمـر بهـا اصابـت حشا الإسلام نافذة واستخلصت لسليل الوحي خالصة أَصفاهـم الله اكـراماً بنصـرتـه مـن يخلـق الله للـدنـيا فأنهـم كأنهـم يـوم طافـوا محدقين بهم رجال صدق قضوا في الله نحبهم وقام يـومهـم بالـطف إذ وقفوا وفـي اولئـك في بـدر نـبيهـم من كل بدر دجى يجرى به مرحاً ينهل في السلم والهيجاء من يـده تقلدوا مرهفات العـزم وادرعـوا والصبر اثبت في يوم الوغى حلقاً رسـوا كـأنهم هـضبٌ بمعترك ولابـسين ثـياب النقـع ضافـية مستنشقين من الهيجاء طيـب شذا عشق الحسين دعاهم فاغتدى لهـم جاءوا الشهادة في ميقات ربـهـم وما سقوا جرعـة حتى قضوا ظمأ انـى تؤمـلهـا تــصفو وتـتسق صـبر بـه الـواجد المحزون يعتلق وكـل قـلب بـنار الحزن محـترق سهام قـوم عـن الإسلام قـد مرقوا من الورى طاب منها الأصل والورق فاستيقنوها وفي نـهج الهدى استبقوا لنـصرة الـعترة الهـادين قـد خلقوا محـاجـر وهـم مـا بـينهـم حدق دون الحسين وفيما عاهـدوا صـدقوا بيـوم بـدر وان كـانـوا بها سبقوا وهــؤلاء بـهـم آل الـنبي وُقـوا إلـى الـكفاح كـميت سابـق أفق (1) وسـيفه الـواكفان الـجود والـعلق سوابغ الـصـبر لا يـلوي بهم فرق إذا تطـايـر من وقـع الضبا الحلق ضـنك عـواصفـه بالموت تختفق كأن نقـع الـمذاكي الوشي والسرق (2) كـأن ارض الـوغى بـالمسك تنفتق مـر الـمنية حـلواً دون من عشقوا حـتى إذا ما تجلى نـوره صـعقـوا نعـم بحـدّ المواضي المرهفات سقوا

1 ـ الكميت والافق بضمتين صفة للفرس للذكر والانثى.
2 ـ السرق محركة : شقق الحرير.
ادب الطف الجزء التاسع ::: فهرس