ادب الطف الجزء التاسع ::: 106 ـ 120
(106)
عارين قد نسجت مور الرياح لهم حاشا اباءهـم أن يـؤثروا جزعاً مضوا كرام المـساعي فائزين بها واغبرّ من بعدهم وجه الثرى وزها هنالك اقتحم الحرب ابن بـجدتـها يطاعن الخيل شزراً والقنا قـصدٌ طمآن تنهل بـيض الهـند من دمه دريـئة لـسهام الـقوم مـهـجته لو ان بالصخر ما قاساه من عطش نفسي الـفداء لـشاك حـرّ غـلته موزع الجسم روح القـدس ينـدبه والشـمس طالـعة تـبكي وغائبة تجري على صدره عدواً خيولهـم تـبدو لـه طـلعة غـراء مشرقة فـما رأى ناظـر من قـبل طلعته وفي السباء بـنات الـوحي سائرة يسـتشرف الـبلد الداني مطـالعها تزيد نار الجوى في قلبها حـرقـاً فـلا تجـف بحـر الوجد عبرتها وسيد الخلق يشكـو ثـقل جامـعة تهفو قلوب العدى من عظـم هيبته ما غـض مـن بأسه سقم ولا جدة ملابساً قـد تولى صبغـها العلق عـلى الـمنية ورداً صفوة رنق مكارماً من شذاها المسك ينتشـق ببشرهم في جنان الخلد مرتفـق يطوى الصفوف بماضيه ويخترق ويفلق الهام ضربا والضبا فلـق فيستهل لـها بـشراً ويعـتنـق كأنـه غـرض يـرمى ويرتشق كادت له الصخرة الصماء تنفلق والمـاء يلـمع منه البارد الغدق شجـواً وناظـره بالـدمع مندفق دماً بـه شـهد الاشراق والشفق كأن صدر الـهدى للخيل مستبق على السنان وشيب بالدما شـرق بـدراً له مـن أنـابيب القنا افق بها المطي وأدنى سيرها العـنق ويحـشد الـبلد الـنائي فـيلتحق بمـاء دمـع مـن الآماق يندفق ولا تبوخ بفيض الأدمع الحـرق تنـوء دامـية من حـملها العنق لكنـهم بـرواسي حـلمه وثقوا ان الشجاعة في اسد الشرى خُلُق


(107)
    الشيخ محمد حسن إبن الشيخ حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي الحائري ولد في مدينة كربلاء سنة 1293 ه‍. وبها نشأ وترعرع ودرس الأدب والفقه على جماعة من ادبائها وعلمائها ، ويمتاز بالذكاء المفرط وسرعة البديهة كما كان بهي الطلعة جميل المحيا نقي المظهر متسماً بالوقار جميل المعاشرة غير متصنع في بشاشته وهو أحد ابطال الثورة العراقية الكبرى عام 1919 م.
    وبعد تأسيس الحكم الوطني في العراق عيّن المترجم له وزيراً للمعارف في وزارة جعفر العسكري.
    أجاب داعي ربه بالسكتة القلبية صبيحة الخميس 13 من ذي الحجة الحرام في قضاء الهندية عام 1344 ه‍. وحمل نعشه إلى النجف الأشرف بطريق النهر ودفن في الصحن الحيدري بين ايوان ميزاب الذهب ومقبرة العلامة السيد محمد سعيد الحبوبي ترجم له السماوي في الطليعة قال : هو اديب شاعر وكاتب ناثر حسن البديهة سيال القريحة ، جلس معي في الصحن العلوي وجلس الينا غلام وسيم فسألني : ما النرجس فداعبته وقلت له : جفنك ، فخجل وقال : وما الاقاح ، فقلت : ثغرك ، فنظم المترجم له ذلك على البديهة فقال :
وشادن يسال ما النرجس فقال لي والاقحوان الجنى قلت له اجفـانك النعّس فقلت هذا ثغرك الألعس
    ومن شعره قوله :
كـم لعيني ليل النوى من جميل مذ رأتني انفقت كنز اصطباري وافـر ضاق دونه باع شكري ملأت من لئالئي الدمع حجري
    وقال يرثي سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وذلك في سنة 1333 ه‍.
أيرجـع عهـد بالشقيقة سالف خليلي هذا موقف الوحد والأسا فـعوجا عـليه بالدموع فانما سقى العهد منهل من الغيث واكف وخير الخليلين المعين المساعـف تحـيته مـنا الـدموع الـذوارف


(108)
منازل كانت للنعيم معرّسا ترف الأقاحي وهي فيها مباسم فلا تنكرا بالدار فرط صبابتي فلا ذعرت يا دار آرامك التي ألِفنَ الحسان الغانيات فأكرمت لئن جرعتني الحزن اطلال دارهم وان تعف بعد الظاعنين ربوعهم وقفت به والدمع يجري كأنني على مربع روت دماء بني الهدى فكم غيبت فيه نجوماً وحجّبت إلى الطف من أرض الحجاز تطلعت ترحل أمن الخائفين عن الحمى وقد كان شمساً والحجاز بنوره وصوّح بعد الغيث نبتُ رياضه قد استصرخته بالعراق عصابة فانجدهم غوث اللهيف وشيمة سرى والمنايا تستحثّ ركابه تحف به الخيل الكرام وفوقها بنو مطعمي طير السماء سيوفهم إذا اعتقلوا سمر الرماح تضيّفت بهم عرف المعروف واليأس والندى وقد نازلوا الكرب الشديد بكربلا فدارت بأبناء النبي محمد وكانت بها للعاشقين مواقف وتثنى بها الأغصان وهي معاطف فما كل قلب بالصبابة عارف بها للظباء الآنسات معارف وتكرم من أجلِ الأليف الآلائف فكم ارشفتني الراح فيها المراشف فقلبي منها آهل الربع آلف وان جل رزء الطف بالطف واقف ثراه ولم تروِ القلوب اللواهف بدو رُعُلا فيها المنايا الخواسف ثنايا المنايا ما ثنتها المخاوف مخافة ان لا يأمن البيت خائف مضئ فأمسى بعده وهو كاسف وقلّص ظلٌ بالمكارم وارف تحكم فيها جائر الحكم عاسف الكريم إذا داع دعاه يساعف إلى موقف تنسى لديه المواقف من الهاشمين الكرام الغطارف لهن مقاري في الوغى ومضائف يعاسيبها العقبان فهي عواكف وفاضت على المسترفدين العوارف وكل بحدّ السيف للكرب كاشف عصائب أبناء الطليق الزعانف


(109)
وما اجتمعت إلا لتطفئ عنوة وما كان كتب القوم إلا كتائباً وقد أخذ الميثاق منهم فما وفى أبى الله والنفس الأبية ضيمه ونفس علي بين جنبي سليله وراموا على حكم الدّعي نزوله نفوس أبت إلا نفائس مفخر بنفسي من أحيى شريعة جده أبوه الذي قد شيّد الدين سيفه أمير المنايا ذو الفقار بكفه ويجري به بحر وفي الكف جدول طوى بصفيح الهند نشر جموعهم وفلّ البغاة الماردين كأنه يكر على جمع العدى وهو بينهم جناحهم من خيفة الصقر خافق يفلّ قراع الدارعين حسامه وقائمه ما بارح الكف في الوغى صريعاً يفدى بالنفوس وسيفه قضى عطشاً دون الفرات فلا جرى وظمأن لكل من نجيع فؤاده ومرتضع بالسهم أضحى فطامه اتى ابن رسول الله مستسقياً له فأهوت على الجيد المخضب امه مصابيح نور الله تلك الطوائف تمج دماً فيها القنيّ الرواعف اخو موثق منهم ولا برّ حالف فمات كريماً وهو للضيم عائف فللّه هاتيك النفوس الشرائف فقال على حكم النزال التناصف اليها انتهى مجد تليد وطارف على حين قد كادت تموت العواطف وهذا ابنه والشبل لليث واصف إذا ما قضى أمراً فليست تخالف تمر على من ذاق منه المراشف كما طويت بالراحتين الصحائف سليمان لكن المهند آصف فريد فترفضّ الجموع الزواحف وقلبهم من سطوة الليث راجف فيحمل فيهم وهو بالعزم سائف إلى أن خبا برق من السيف خاطف كسير تفدّيه السيوف الرهائف بورد ولا بلّ الجوى منه راشف تروى المواضي والرماح الدوالف فذاق حمام الموت والقلب لاهف فما عطفت يوماً عليه العواطف تقبّله والطرف بالدمع واكف


(110)
جعلتك لي يا منية النفس زهرة فللّه مقدام على الهول ما له إذا اشتد ركب زاد بشراً وبهجة وفي الأرض صرعى من بنيه ورهطه فلا هو من خطب يلاقيه ناكِل واعظم ما قاسى خدور عقائل وعز عليه ان تهاجمها العدى ينوء ليحمي الفاطميات جهده لأن عاد مسلوب الثياب مجرداً فلم يرَ أحلى من سليب قد اكتسى وفي السبي من آل النبي كرائم يسار بها من منهل بعد منهل وليس لها من رهطها وحماتها تمثلها العين المنيرة للعدى وهن بشجو للدموع نواثر هواتف يبكين الحسين إذا بكت وفوق القنا تزهو الرؤوس كأنها وما حملت فوق الرماح رؤوسهم ولم أدر أنّ السهم للزهر قاطف سوى المرهف الماضي عضيد محالف كأن المنايا بالأماني تساعف وفي الخدر منه المحصنات العفائف ولا هو فيما قد مضى منه آسف بها لم يطف غير الملائك طائف وهن بحامي خدرهنّ هواتف فيكبو به ضعف القوى المتضاعف فللحمد ابراد له ومطارف من الطعن ما تكسو الجروح النواطف نمتها إلى المجد الأثيل الخلائف وتطوي على الأكوار فيها التنائف لدى السير الا ناحل الجسم ناحف ويسترها جفن من الليل واطف وهنّ بندب للفريد رواصف هديلا حمامات الغصون هواتف أزاهير لكن الرماح القواطف ولكنما فوق الرماح المصاحف
    وله :
أدار الحي باكـرك الـغمام ولو لم تنزف الأشجان دمعي مررت بدارهـم فاستوقفـتني وان أقوى محلك والمقام لقلت سقتك أدمعي السجام على الدار الصبابة والغرام


(111)
فـيا عهـد الأنيس عليك مني أُسائلـها ولـي قـلب كـليم أعائـدة لـنا أيـام وصـل بزهر كواكب وشموس حسن مـتى يـسلو صـبابته كئيب إذا ملـك الـهوى قلب المعنى يهـيج لـي الغرام شذى نسيم ويشـجين الـحمام إذا تغـنى ويقدح لي الأسى يوم اصيبت وخـطب قـادح في كل قلب فيـابن الـضاربين رواق فخر أيخـضب بالسهام وبالمواضي فليـت الـبيض قد فلت شباها كـأنـك منهل والبيض ظمأى وان حـلت التحـية والسلام وهل تدري المنازل ما الكلام فينعـم بالـوصال الـمستهام وأقـمـار مطالـعها الخـيام بلـيّتـه اللـواحـظ والقـوام فأيـسر مـا يعـانيـه الملام يشـم وومـض بارقـة تشام وكـل شـجٍّ يهـيجه الحـمام بـه أبـناء فـاطـمـة الكرام بقـادحـة الـجوى فيه ضرام سمت فوق الضراح لـه دعـام محـياً دونـه الــبدر الـتمام وطـاشت عـن مراميها السهام لهـا فـي ورد مهجتك ازدحام
    وقال أبو المحاسن أيضا :
نعـلل النفس بالوعد الذي وعـدوا ان كـان غـيّر بـعد العهد ودهم وان يـكن لـهـم في هجرنا جلد أما وطـيب لـيالـينا التي سلفت ان العـيـون الـتي كانت بقربهم ما انـصفـونا سهـرنا ليلنا لهم تبكيهم مقلتي العبـرى ولو سعدت مصالـت كـسيوف الهند مرهفة الـمرتقـين مـن الـعلياء منزلة الطاعـنين إذا أبـطالـها انكشفت أنـى وقـد طال في انجازه الأمد فـودّنـا لهـم بـاق كـما عهدوا فـأن أبعـد شيء فـاتـنا الـجلد والعيش غض كما شاء الهوى رغد قـريرة جـار فـيها الدمع والسهد صـبابـة وهـم عـن ليلنا رقدوا بكت مصاب الاولى في كربلا فقدوا فـرنـدهـا كرم الاحساب والصيد شـماء لا يـرتقـيها بـالمنى أحد والمـطعـمين إذا ما اجـدب البلد


(112)
من معشر ضربت فوق السماء لهم سادوا قريشاً ولولاهم لما افترعـت تخال تحت عجاج الخيل أوجههـم يمشون خـطراً ولا يـثنيهم خطـر وافـى بها الأسد الغضبان يقدمـها كـأن مرهفه والـضـرب يوقـده كأنمـا رقمـت آي السجـود بـه فحاولت عـبد شمس أن يدين لهـا حتى إذا جالت الخيلان صاح بهـم فأحجموا حيـث لا ورد ولا صـدر يا عيـن لا تعـطشي خدي فأنهـم أبيات فخر لها من مجدهـم عمـد طود الفخار ولولا الروح ما الجسد كـواكباً في دجـى الظلماء تتقـد عـن قـصدهم وأنابيب القنا قصد اسـداً فـرائـسها يوم الوغى اسد شمس الهجير وأرواح العدى بـرد فكلمـا اسـتله مـن غمده سجدوا قـوم لهـا ابن رسول الله منتقـد ضـرب يطيـش به المقدامة النجد والسمـهـرية في أحـشائـهم ترد قضوا عطاشا وماء النهـر مطـرد
    وقال أيضاً :
أقّلا عـليّ اللوم فيما جنى الحبّ وصلت غرامي بالدموع وعاقدت تقـاسـمن مني ناظراً ضمنت له فلـيت هـواهم حمّل القلب وسعه فابعد بطيب العيش عني فليس لي الا في ذمام الله عيس تحـملـت وكنا وردنا العيش صفوا فأقـبلت عدمناك من دهر خـؤون لأهلـه على أن رزء الناس يخلق حقـبة حـدا لهـم ركب الفـناء آبائهـم لحى الله يا أهل العراق صنيعكـم فان عـذاب الـمسـتهام بـه عـذب جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب دواعى الهـوى ان لا يجفّ له غرب (1) فيقـوى لـه أو لـيت ما كان لي قلب بـه طائـل ان لـم يـكـن بيننا قرب بسـرب مـهاً للـدمع في أثرها سرب حـوادث أيـام بـهـا كـدر الـشرب إذا ما انقضى خطب له راعناً خـطب ورزء بـني طـه تـجدده الـحقـب وسار بـمغبـوط الـثناء لهـم ركـب فـقد طـأطأت هـاماتهـا بكم العرب

1 ـ الغرب : مسيل الدمع والغروب الدموع.

(113)
دعـوتـم حـسيناً للعراق ولم تزل ان اقـدم الـينا يا بـن بنت محمد فـلـما أتاكـم واثـقـاً بـعهودكم فلـم يـحـظَ إلا بالقـنا من قراكم فلـم أر أشقـى مـنكـم إذ غدرتم فللّه أجسام مـن النـور كـونـت فيا يوم عاشوراء أوقدت في الحـشا وقد كنت عيداً قبل يجنى بك الهـنا قضى ابن رسول الله فيك على الظما وحفـت به سمـر القـنا فـكـأنه فكـم قـد أُريقت فيك من آل أحمد وعبـرى أذاب الشجـو جامد دمعها إذا عـطلت أجـيادها من حـلّيـها تعاتـب صرعى لو يساعدها القضا تـسير الـيه منكـم الرسل والكتب فانـك ان وافـيت يلـتئـم الشعب اليـه إذا مـرعـى وفائكـم جدب وضـاق عليه فيكم المنزل الرحب بآل علي كي تسـود بكـم حـرب تحكم في أعضائها الطعن والضرب من الحزن نيراناً مدى الدهر لا تخبو فعدت قذى الأجفان يجنى بك الكرب وقـد نهـلت مـنه المهندة القضب لدى الحرب عين والرماح لها هدب دمـاء سادات وكـم هـتكت حجب تـنوح وللأشـجان فـي قلبها ندب تحلـت بـدمع سقطه اللؤلؤ الرطب إذاً وثبوا غضبى وعنـها العدى ذبوا
    وله :
أرى امـيـة بعد المصطفى طلبت ثـم انـثـنت للزكي المجتبى حسن أوتار بـدر بيوم الطف قد أخـذت من النبي قـضوا ديناً كـما زعموا راس ابن فاطمة خـير الورى نسباً أخـاه بالثـار مذ هبّت بصفين فجرعته ذعاف الـذل والـهون وبـاء في آل حـرب آل ياسين ولا ديـون لهـم إلا على الدين يا للعجائـب يهدى لابن ميسون


(114)
أقـوت فهـنّ مـن الأنيس خلاء درسـت فغـيّرها الـبلا فـكأنما يا دار مقـريـة الضيوف بشاشة عبقـت بـتربـك نفحـة مسكية عهدي بربعك آنسـا بـك آهـلا وثرى ربوعك للـنواظـر اثمـداً أخـنى عـليه دهره والـدهر لا أيـن الـذين بـبشرهم وبنشرهم ضربوا بعرصة كربلاء خيامهـم لله أيّ رزيــةٍ فــي كـربـلا يـوم بـه سـل ابن أحمد مرهفاً وفـدى شريـعة جـده بعـصابة صـيدٌ إذا ارتعـد الكـميّ مهابة وعـلا الغـبار فأظلمت لو لا سنا عشت العيون فليس إلا الطعنة الن‍ عبست وجـوه عـداهـم فتبسموا ولـها قـراع السمهـريّ تسامـر دمـن محـت آثارها الأنواء طارت بشمل أنيسها عنـقاء وقراي منك الـوجد والبرحاء وسقت ثراك الديمة الوطـفاء يعلوه منك الـبشر والسـراء وكعقد حلـي ظبائك الحصباء يرجى له بـذوي الوفاء وفاء يحيا الرجاء وتأرج الارجـاء فأطـلّ كـرب فـوقها وبلاء عظمت فهانـت دونها الارزاء لفـرنـده بدجى الوغى لألاء تفـدى وقـلّ من الوجوه فداء ومشـت إلى أكفـائها الاكفاء جبهـاتها وسيـوفها الهـيجاء ‍جلا وإلا الحقـلة الخوصاء فرحاً وأظلمت الوغى فأضاؤا وصليل وقع المرهفات غـناء


(115)
يقتادهـم للـحرب أروع ماجـد صحـبته من عـزماتـه هـندية تجري المنايا السود طـوع يمينه ذلت لـعزمته الـقروم بموقـف كره الكماة لقـاءه في مـعـرك بأبي أبي الضيم سيـم هـوانـه يا واحدا للشهب مـن عزماتـه تشع السيوف رقابهم ضرباً وبالأ ما زال يفـنيهـم الى أن كاد أن لكـنما طـلـب الإلـه لـقـاءه فهوى على غبرائها فتضعضعت وعلا السنان بـرأسه فالـصعدة ومكفـن وثـيابـه قـصـد القنا ان تمـس مـغبر الـجبين معفراً يا ليت لا عذب الفـرات لـواردٍ لله يـوم فـيه قـد أمـسـيتـم حملوا لكم في السبي كل مصونة آل النبي لـئن تـعاظـم رزؤكم فـلأنتـم يا أيهـا الشفـعاء في ومقـيد قـام الـحـديد بمـتنـه وهـن الـضنى قعدت به اسقامه وغـدت تـرق عـلى بليته العدى لله سـرّ الله وهـو مـحـجـب أنى اغـتدى للـكافـرين غـنيمة صعـب القياد على العدى أبّاء بيضـاء أو يـزتيّـة سمـراء وتـصرّف الاقدار حيث يشاء عـقـّت بـه آبـاءها الأبناء حسـدت بـه أمـواتها الأحياء فلـواه عـن ورد الهوان اباء تـسري لـديه كـتيبـة شهباء جـسام منـهم ضاقـت البيداء يأتـي عـلى الايجاد منه فناء وجـرى بما قد شاء فيه قضاء لهـويه الـغبراء والـخضراء السمراء فيها الطلعـة الغـراء ومغـسل ولـه الـمياه دمـاء فعلـيك مـن نـور النبي بهاء وقلـوب أبـناء الـنبي ظماء اسـراء قـوم هـم لكم طلقاء وسروا بها في الأسر أنى شاؤا وتصاغـرت في وقعه الارزاء يوم الـجزا لجناته الخصماء (1) غلاً وأقـعد جسـمه الأعـياء وسـرت بـه المهزولة العجفاء ما حال مـن رقت له الأعداء وضمـير غيب الله وهو خفاء في حكـمها ينقـاد حيث تشاء

1 ـ الروض الخميل مخطوط السيد جودت القزويني ، أقول ورأيت في ( الطليعة ) تتمة غراء لهذه القصيدة مع نقل كرامة تدل على قبولها عند أهل البيت صلوات الله عليهم.

(116)
    وله في الإمام الحسين (ع) :
يا دار أين تـرحـل الركـب أبحاجـر فمحاجـري لـهـم أم بالغـضا فبمهجتي اتقـدت وإلى العقيق تيامنوا فهـمـت وبأيمن العلمـين قـد نزلـوا وعلـت بداجي الليل نارهـم لا يبعـدن الـنازلـون بـه فمن الأضالـع مـنزل لهـم ساروا وحفت في هوادجـهم حملتهم النـجـب العتاق ويا مـن كـل وضاح الجبين به عقاد ألـويـة الحـروب إذا ان قال فالخطـي مقـولـه وسروا لنيل المجد تحملـهم وبكربلا ضربـوا خيامـهم ودعاهـم للـموت سيدهـم فتـسابقـوا كـل لـدعوته حـشدوا عـليه وهـو بينهم تنبـوا الـجماجم من مهنده وتطايرت مـن سيـفه فِرقا وغدا أبو السـجاد منفـردا وعلـيه قـد حشدت خيولهم فثوى على وجه الصعيد لقى ومصونة في خدرها رفعـت فهبّ الرجال بما جـنوا قتلوا ولأي أرض يـمـم الصحـب من فيضـهـن سحائب سكـب نيـرانـه شعـلا فلـم تخـب عيني بـه وجـرى لها غـرب منـه بحيث الـمربع الخصـب فذكا الكبا والمـندل الـرطـب ان ضاق منه المنزل الرحـب ومـن المدامع مـورد عـذب منهـم أسـود ملاحـم غـلب لله مـن حـملـتهـم النجـب يسقى الثرى ان عمه الجـدب عضـت عـلى أنيابها الحرب أو صال فهو الصارم العضب نجـب عـليـها مـنهم نجب حـيث البلايا السود والكـرب والـموت جـدٌ ما بـه لعـب فـرحاً يسابـق جسمـه القلب كالـبدر قـد حفـت به الشهب وحـسامه بـيديـه لا يـنبـو فَرقا يضيق بها الفضا الـرحب مـذبان عنه الأهل والصحـب وبه أحاط الطـعن والضـرب عـار تكـفن جسمـه الـترب عن صونها الأستار والحجـب هـل للرضيع بـما جـنى ذنب


(117)
    السيد علي ابن السيد ياسين ابن السيد مطر الحسني العلاق النجفي. ولد سنة 1297 ه‍. وتوفي في ذي الحجة سنة 1344 ه‍. ودفن بالنجف الأشرف. شاعر أديب تقرأ في محياه آثار السيادة والنجابة ، تأدب وتفقه في النجف وحاز على شهرة علمية إلى تُقى وورع ، حسني النسب له شعر يروى ومطارحات يتناقلها الادباء ، ورأيت في مصدر آخر أن ولادته سنة 1293 ه‍. ووفاته بالنجف الأشرف غرة رمضان ذكره صاحب الحصون فقال : السيد علي العلاقي الأصل ، النجفي المولد والمسكن. فاضل ملأ ظرافة ولطفاً وشريف يفوق على الشرف ، مشتغل في النجف بتحصيل العلوم وحضر على علمائها ، ذو قريحة وقادة وفكرة نقادة سخياً كريماً مع حسن أخلاق وطيب أعراق وصفاء سريرة وحسن سيرة. ذكر البحاثة المعاصر علي الخاقاني في شعراء الغري لوائح من أشعاره ورسالة له أجاب بها جملة من أقرانه واخدانه وهم : الشيخ عباس ابن الشيخ علي كاشف الغطاء ، والسيد محمد القزويني ، والسيد حسين القزويني ، وقد صدرها بمقطوعة شعرية منها :
وافتك مـن أقصى مغـانيها فهنّها بالـبشر وأهـنأ بــه عـذراء زارتـك على غفلة تطـوي الـيك البيد منشورة يأرج بالـمسك شـذا لفظها سرح بها اللحظ تجد روضة لقد تمـنت عـاطلات المها نـرجسهـا زاه بـنوارهـا ودّت نجـوم الأفـق لو أنها يعيد ميت الشوق من رمسه ما روضة باكـرها عارض ورنحـتها نـسمات الـصبا مـذ بلـغت فـيك أمانيها وقـرّط الـسمع بـما فيها محجوبة من خوف واشيها غـرّ اللآلـي بمطاويـها وتنـثر الـدر مـعـانيها غـناء قد رقـت حواشيها أن تـتحلـى بـدراريـها والنـور زاه بأقاحـيهـا تـقـلدت غـرّ لآلـيـها منـتشراً نـظم قـوافيها أو ديـمه تـهمي عزاليها فـماس دانيهـا بعـاليها


(118)
وصفـقت بالبشر أزهارها والغيث إن مرّ بها راقصاً ومـذ همى دراً على تبرها وللندامى حـولهـا اكـؤس تسعى بها نـحوهـم غادة إذا تهـاوت بكـؤس الطلا تديرها ممزوجة قد غـدا يوماً بأبهى نفحة من شذا رسالة كم معجز قد حوت أحيت بقايا كـبد فـيكـم أهـديتماهـا والهدايا كما لما غـدا الـرعد يغنيها يضحكها من حيث يبكيها سال لجيناً في سـواقيها لـذّ لهـم فيهـا تعاطيها يقيـمها الـدل ويـثنيها ضلوا حيارى من تهاديها مزاجها القرقف من فيها مألكـة أصبحت منشيها مـذ رتـّل الآيات تاليها يـميتها الـشوق ويحييها قالـوا على مقدار مهديها
    وترجم له الشيخ السماوي في ( الطليعة ) فقال : فاضل ملأ من الفضل إهابه ومن الأدب وطابه ، وشريف يبدو على سمته أثر النجابة ، مشارك في الفنون محاظر بالمحاسن والعيون ، حاضرته فرايت منه فضلاً وعلماً وكرماً جمّاً وتقى إلى ظرف وديانة إلى لطف وصفاء قلب ونزاهة برد وغضّ طرف عن أدنى وصف وله شعر حسن ومطارحات جيدة وقريض تغلب عليه الجزالة فمنه قوله.
أورى الهوى بحشاي جمرا ليل الهـموم دجـى فـمن لك مغـرم هـتك اشتياقــك يا من لصب سـوف يقتله لله وصـلك مـا احـيلاه وجرت دموع العين حمرا لـي أن أُطالـع منك بدرا سـتره فـأذاع سـرّا نـوى الأحـباب صـبرا وهـجـرك مـا أمــرا
    يقول الشيخ السماوي في ( الطليعة من شعراء الشيعة ) : أخبرني عبد الحسين ابن القاسم الحلي ـ تقدمت ترجمته ـ قال رأيت ليلة في منامي كأني في مجلس يناح فيه على الحسين ، فقرأ محمد بن شريف النائح النجفي قصيدة همزية مضمومة حتى إذا وصل منها إلى قوله :


(119)
والهف قلبي يا بن بنت محمد لك والعدا بك أدركوا ما شاؤا
    كثر البكاء واصطفقت الأيدي وتكررت الاستعادات استحساناً لهذا البيت فانتبهت وأنا أبكي وأُردد البيت ، فما مرّ عليّ شهر إلا وسمعت النائح المذكور يقرأ هذه القصيدة في بيت المترجم له فسالته عنها فقال هي له سلمه الله تعالى ـ ومنها :
فلخـيلـها أجـسـامـكم ولنـبلها وعلى رؤس السـمر منكم أرؤس يا بن الـنبي أقـول فـيك معزياً ما غضّ من علياك سوء صنيعهم إن تـمس مغـبر الجـبين معفراً أوَ تبق فوق الأرض غـير مغسّل أو تغـتدي عارٍ فقـد صنعت لكم أو تقض ظمآن الفـؤاد فـمن دما فلو أن أحمـد قد رآك على الثرى أو بالطفوف رأت ظماك سقتك من يا ليـت لا عـذب الفـرات لواردٍ كـم حـرة نهـب الـعدى أبياتها تـعدو وتـدعو بالحـماة ولم يكن هـتفـت تثيـر كفـيلـها وكفيلها يا كعبة البيت الحرام ومن سـمت لله يـوم فـيـه قـد أمـسـيـتم حملوا لكم في السبي كل مصـونة تنـعـى ليوث الـبأس من فتيانها تبكيهـم بـدم مَقـل بالمهجة الحرّا حـنّت ولكـن الـحنين بـكاً وقـد أكبادكـم ولـقضبها الأعـضاء شمس الضحى لوجوهها حـرباء نفسي وعزّ على الـثكول عـزاء شرفاً وإن عظـم الـذي قد جاؤا فـعـليك مـن نور الـنبي بهاء فلك البسيـطان الـثرى والـماء بـرد الـعلاء الخط لا صنعـاء أعداك سيـفـك والـرماح رواء لفرشن منـه لجسمك الأحـشـاء ماء الـمدامـع أمـك الـزهراء وقـلـوب أبنـاء الـنبي ظماء وتقـاسـمت أحشـاءها الارزاء بسـوى السياط لها يجاب دعـاء قد أرمضته في الثرى الرمـضاء بهـم عـلى هـام السما البطحاء أسـراء قـوم هـم لكـم طـلقاء وسـروا بها فـي الأسر ان شاؤا وغـيوثـها إن عـمّت الـبأساء تـسـيل الـعبـرة الـحـمـراء ناحـت ولـكن نـوحـها إيـماء


(120)
يـا كالـئي الـدين الحنيف ومجـلياً داجـي الـضلال شـرف الابا ورثته أُسرتــكم أتـرى تـقـرّ على الهوان وترى حقـوقـك في يدي والـديـن كوكـب رشده فأنـر بطلـعتك الـمنيرة وامـلأ بـصاعـقة الضبا واتـرك خـيول الله تعطــف عـربـية تسـتن في العــدوات بجحاجـح تـزن الـجبال وألحِـظ بـنيـك بـعطفة وارأف بهـم عـجـلاً فقد فـإلامَ أكـبـاد الــورى حـنّت الـيك حـنين ذي أوَ ما علمت ـ وأنت أعلم حـيث الـحسـين دريـة والامن من خطر الظروف بنـور رشد مـنه مـوفي ، شريفاً عن شريف وأنـت مـن شمّ الأنـوف قوم عـلى وثـن عكـوف الـدريّ آذن بالـخسـوف للـورى ظـلم الـسـدوف وجـه الـبسيطة بالرجيف بالذميل على الوجيف كالريح العـصوف الشمّ في الـيوم الـمخوف أو لست خير أبٍ عطـوف وصفـوك بالـبرّ الرؤوف لنـواك دامـية الـقروف إلـف عـلى فقـد الأليف ما جـرى يـوم الطفوف للسمهـرية والـسـيـوف
ادب الطف الجزء التاسع ::: فهرس