عارين قد نسجت مور الرياح لهم
حاشا اباءهـم أن يـؤثروا جزعاً
مضوا كرام المـساعي فائزين بها
واغبرّ من بعدهم وجه الثرى وزها
هنالك اقتحم الحرب ابن بـجدتـها
يطاعن الخيل شزراً والقنا قـصدٌ
طمآن تنهل بـيض الهـند من دمه
دريـئة لـسهام الـقوم مـهـجته
لو ان بالصخر ما قاساه من عطش
نفسي الـفداء لـشاك حـرّ غـلته
موزع الجسم روح القـدس ينـدبه
والشـمس طالـعة تـبكي وغائبة
تجري على صدره عدواً خيولهـم
تـبدو لـه طـلعة غـراء مشرقة
فـما رأى ناظـر من قـبل طلعته
وفي السباء بـنات الـوحي سائرة
يسـتشرف الـبلد الداني مطـالعها
تزيد نار الجوى في قلبها حـرقـاً
فـلا تجـف بحـر الوجد عبرتها
وسيد الخلق يشكـو ثـقل جامـعة
تهفو قلوب العدى من عظـم هيبته
ما غـض مـن بأسه سقم ولا جدة
| |
ملابساً قـد تولى صبغـها العلق
عـلى الـمنية ورداً صفوة رنق
مكارماً من شذاها المسك ينتشـق
ببشرهم في جنان الخلد مرتفـق
يطوى الصفوف بماضيه ويخترق
ويفلق الهام ضربا والضبا فلـق
فيستهل لـها بـشراً ويعـتنـق
كأنـه غـرض يـرمى ويرتشق
كادت له الصخرة الصماء تنفلق
والمـاء يلـمع منه البارد الغدق
شجـواً وناظـره بالـدمع مندفق
دماً بـه شـهد الاشراق والشفق
كأن صدر الـهدى للخيل مستبق
على السنان وشيب بالدما شـرق
بـدراً له مـن أنـابيب القنا افق
بها المطي وأدنى سيرها العـنق
ويحـشد الـبلد الـنائي فـيلتحق
بمـاء دمـع مـن الآماق يندفق
ولا تبوخ بفيض الأدمع الحـرق
تنـوء دامـية من حـملها العنق
لكنـهم بـرواسي حـلمه وثقوا
ان الشجاعة في اسد الشرى خُلُق
|