ادب الطف الجزء التاسع ::: 121 ـ 135
(121)
حـشـدت عـلـيه جحافل فـسطا عـليهـم زاحـفـاً ومـدربـيـن لـدى الكفاح يـمشي بـمعـترك النـزال ويـخـال مهــزوز الـقنا وقفـوا بـها فاسـتوقفـوا خفوا وهم هـضـب الجبال فـتـلفـعوا بنـجـيعهـم وانـصاع فـرداً لـم يـجد فهناك صال عــلى الكتــائب فـثنى مكـردسـها وثنّـى حتى جـرى القدر المحـتم لهفـي عـليه وطـفـلـه قـد أرشـفـتـه دمـاؤه لـهـفـي عـليه مجـدلا مـن بـعـد خـفـرانـه وإذا اشتكت عـنف المسير ربات خـدر ما عـرفـن تـدعـو وتهـتف بالحماة وتـكـاد منـهـن القلوب عـضـت بهـن لُهى الشنوف فـي كـل مـقـدام زحـوف عـلى مــصادمـة الألـوف إلـى الـردى مـشي الـنزيف يـوم الـوغى أعـطاف هيف الأفـلاك فـي ذاك الـوقوف لـنيـل دانـية الـقـطـوف مـثل الـبدور لـدى الكسوف عضداً سوى العضب الرهيف صـولة الليث المخيف فـعـلـه يـوم الخـسيـف فاغـتدى غـرض الـحتوف بيـديه ما بـين الـصفـوف بسهـامـها بـدل الـرشيف لـو كـان يـجديـني لهيفي أسرى عـلى عجف الحروف تجـاب بالـضـرب العنيف سـوى المقاصر والسجـوف الـصيد كـالورق الهـتـوف تـطـير من فـرط الرفـيف
    الشيخ عبد الحسين بن قاعد الواسطي الحياوي ، نسبة إلى حي واسط ، ولد في قضاء الحي سنة 1295 ه‍. وتوفي فيها في 24 رجب سنة 1345 ه‍. ونقل إلى النجف ودفن في جوار المشهد الشريف.


(122)
    نشأ في النجف وطلب العلم بها ونظم الشعر فأجاد وله مؤلفات في العلم والتاريخ وديوان شعر ، فاضل أديب شاعر حسن الحديث مشهور بالتقوى والايمان. ترجم له الشيخ محمد حرز الدين في معارفه فقال : حضر الفقه والاصول على مدرسي النجف حتى نال رتبة عالية من العلم ولا زالت النوادي العلمية تجمعنا واياه في النجف وكان شاعراً بليغاً جيد النظم وقد رثا الحسين عليه السلام بقصائد عديدة وحضر عليه في الفقه والاصول والأدب جماعة منهم الشيخ حمزة ابن الشيخ مهدي ابن الشيخ أحمد قفطان النجفي المتوفى سنة 1342 ، وترجم له صاحب الحصون فقال : عالم فاضل سمت همته إلى كسب الفضائل فهاجر إلى النجف وعكف على الاشتغال بتحصيل الفقه والاصول وله إلمام بباقي العلوم ، وأديب أريب وشاعر بارع حسن المحاضرة حلو المذاكرة حسن السيرة صافي السريرة وله فينا بعض المدائح ، وترجم له الشيخ النقدي في الروض النضير.
    ومن شعره الذي يرويه خطباء المنبر الحسيني قصيدته في الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
جـانب الكرخ شأن أرضك شيّد بـثرى طـاول الـثـريا مقاماً ضمّ منه الضريح لاهوت قـدس من عليه تاج الزعامـة في الدين قد تجلّى للخـلق في هـيكل النا هـو معـنى وراء كـل المعاني سابـع الـصفوة الـتي اختارها هو غيث إن أقلعت سحب الغيث كان للـمؤمـنين حـصناً منيعاً أخـرجـوه من الـمدينة قسراً قبر موسى بن جعفر بن محمد دون أعـتابـه الـملائك سجد ليـديـه تـلقـى المقادير مقود امتناناً بـه مـن الله يـعـقـد سِ لـكـنـه بقـدس مجـرد صوّب الفكر في علاه وصعّـد الله على الخلق أوصياء لأحـمد ، وغوث إن عزّ كهف ومقصد وعـلى الـكافرين سيفاً مجرّد كاظـماً مـطلـق الدموع مقيد


(123)
حر قـلبي عـليه يقـضي سنينا مثل موسى يُرمى على الجسر ميتاً حملـوه وللـحديـد بـرجـليـه وهو في السجن لا يزار ويقصد لـم يـشيعـه للـقـبور موحّد دويٌ لـه الاهـاضـب تـنهد
    وقال في رثاء الحسين عليه السلام :
خليلي هـل بعد الحمى مربع نظر وهـل بعـد معناه تروق لناظري قد ابتزه صرف الـردى أي بهجة رعـى الله عهـداً نوره متبسـم وقـفـنا بـه مثل القنى أسى وقد حلبنا به ضرع المدامع لـو صفا ونـندب أكـباداً لـنا بـربـوعه تشاطـرها ربع المحصب والحمى فـيا سعـد دع ذكـر الديار وانني ولا هاج وجدي ذكر حزوى وبارق ولـكن شجاني ذكر رزؤ ابن فاطم بأحقـاد بدر قد عدا من بني الشقا ضغائـن أخفـتها بـطي بـنودها أتـته عـهـود منهـم ومـواثـق أرادت بـه ضـرّاً وتعـلـم أنـه وسامته ذلاً وهـو نسل ضـراغم فقال لها يا نفس قري على الـردى لنصر الهدى كأس الحمام لـه حلى فقـام بـفتيان كـأن وجـوههـم مساعير حرب تمـطر الهام صيباً عـلى سابحات فـي بـحار مهالك يـذاع بـناديـه لأهـل الهـوى سـر خمـائل يـذكوا من لطائمـها عـطـر فأمـسى وناديـه لـطـير الـبلى وكر وحجـب الحـيا تبـكي وأدمـعها القطر تساهـمن زاهـي ربعه الحجـج الغـبر لأخـصب مـن أكـنافه الـماحل القفر أطيـحت غـداة البين واغتالهـا الدهـر ففي ربع ذا شطـر وفي سفح ذا شطـر لعهد الرسوم الدثـر لم يشجني الـذكـر ولا أنهل مـني باللـوى مدمع غـمـر غـداة شفـى فـيـه ضغـائنـه الكفر إلى حـربـه في الطـف ذو لجب محر فأظهـر ما يخفـيه في طـيها الـنشر وقـد غدرت فـيه وشـيمتـهـا الغدر بطلـعته الغـراء يـسـتدفـع الـضر لهـا الصدر في نادي الفـخار والـقبر فمـا عـز إلا معـشر للـردى قـروا عـلى أن كأس المـوت مطعـمه مـر بـدور دجـى لكـن هـالاتهـا الفخر إذا بـرقـت مـنها المهـنـدة الـبتـر لها البيض أمواج وفيض الـطلا غمـر


(124)
محـجـلة غـر عـلى جـبهاتـها تجـول بحـلي اللجـم تـيهاً كأنها غـرابـيـة مـبيضـة جبـهـاتها وهـم فـوقها مثل الـجبال رواسخ إذا ما بكت بـيض الضبا بـدم الطلا تـهادى بمستن الـنـزال كـأنهـا تفـر كأسراب القطا منهـم العـدى لنـيل المعـالي في الجنان تؤازروا فماتوا كراماً بعد ما أحـيوا الهـدى فجـرد فرد الدهر أبيض صارمـاً فـيا لـيمـين قـد أقـلـت يمانيا وظـمآن لـم يـمنح من الماء غلة جـرى عـضبه حـتفاً كأن يمـينه تـروح ثـبات في القـفـار إذا دنا يكـر عـليهم كـرة اللـيث طاوياً لأكبادهـا نـظـم بسـلك قـناتـه إذا ما دجـا لـيل الـعـجاج بـنير عجـبت لـه تظـمى حشاشته ومن ولو لـم يـكن حـكم المقادير نافذاً إلى أن هوى ملقى على حر وجـهه هـوى عـلة الايجاد من فوق مهره هـوى وهـو غـيث المعتفين فعاذر فـلا الـصبر محمود بقتل ابن فاطم بنفسي سخـياً خادعـته يـد القضا يعـز عـلى الطهر البتول بأن ترى بأقـلام خرصان القنا كتب النصر ذئاب غضى يمرحن أو ربرب عفر سـوى أنهـا يوم الكريهـة تحمر بـيوم بـه الأبطـال هـمتها الفر تـرى الكـل منهم باسم الثغر يفتر نشاوى طـلا أضحى يرنحها السكر كأن الفتى منهم بيوم الوغـى صقر فـراحـوا ولم يعلق بأبرادهم وزر ولم يدم في يوم الجلاد لهـم ظـهر به أوجـه الأقـران بالرعب تصفر إذا قـد وتـراً عـاد شفعاً به الوتر وقد نهلت في كفه البيض والسمـر بها المـوت بحـر والحسام له نهر له نـحو أجـياد العـدى نظر شزر على سغـب واللـيث شـيمته الكر وللهـام في بـتار صارمـه نـثر تـبلج مـن لـئلاء طـلعته فـجر نجيع الطلا فـي صدر صعدته بحر لعفـت ديار الـشرك قـتلته البكر بمقفـرة في حـرها ينضج الصخر فأدبـر ينـعاه بعـولـته الـمهـر إذا عرضت يأساً عـن السفر السفر وليس لمن لم يجـر مدمعـه عـذر فجاد بنفـس عـن علاها كبا الفكر عـزيزاً لهـا ملقى واكفانـه العفر


(125)
يعـز عـليها أن تـراه محـرماً يعـز عـلى الـمختار أن سليلـه فـيا ناصر الدين الحنيف علمت إذ لقد كسرت بالطـف حرب قناتكـم فمالي أراك اليوم عن طلب العدى أتقعـد يا عـين الـوجـود توانياً أتنسى يـتامى بالهـجير تراكضت وربات خدر بعـد ما انتهبوا الخبا وعـيبة عـلم قـيـدوه بحـلمه سـرت تتهـاداها الـطـغام أذلة تجوب الموامي فوق عجـف أيانق تحن فتشجى الصخر رجع حنينها يعـز عـلى الـشهم الغيور بأنها يعـز عـلى الهادي الرسول بأنها ومستصرخات بالحماة فلـم تجـد نحـيفاً يقاسي ضـر قيـد وغلة فيا غـيرة الإسلام هـبي لمعضل أتغـدوا مقاصـير النبي حواسراً عـليه فـرات المـاء وهـو لها مهر يـرض بعـدو العـاديات لـه صدر لجدك جد الخطب واعصوصب الأمر فـهلا نـرى منهـا الـقنا وبها كسر صـبرت وللـموتور لا يحمد الصبر وقـد نشبـت للبغي في مجدكـم ظفر وصاليـة الـرمضاء يغـلى لها قدر بـرزن ولا خـدر يـوارى ولا ستر بأمـر طـليق دأبـه اللـهو والخـمر فيجـذبهـا مصـر ويقـذفهـا مصر ويـزجـرها بالـسوط إما ونت زجر ومـلأ حـشاها من لـواعجـها جمر تغـير منـها في الـسبا أوجـه غـر قـد اسـتلبت منـها المقـانع والأزر لها مصـرخـاً إلا فـتى شفه الأسر ينادي بنـي فـهـر وأيـن لـه فهر بـه الـملة البيضاء أدمـعها حـمر وآكـلة الأكـباد يحـجبـها قصـر
    وله في رثاء مسلم بن عقيل عليه السلام :
لو لم يكن لك من ضباك قوادم العـز عـذب مطـعماً لـكنه يبـني الـفتى بالذل دار معيشة مـن لم يعـود بالحفاظ وبالأبا ان شئت عزاً خذ بمنهـج مسلم شهـم ابى إلا الحفـائظ شيمة ما حلقـت للعـز فـيك عزائم حفـت جـناه لها ذم وصوارم والـذل للمجـد الـمؤثل هادم لسعت حجاه من الصغار أراقم مـن قـد نمته للمكارم هاشم فنحى العلا والمكرمات سلالم


(126)
أو هل يطيق الذل من وشجت علا فمضى بـماضي عـزمه مستقبلاً بطل تورث من بني عـمرو العلا للـدين أرخـص أي نـفس مالها لقـد اصطفـاه السبـط عنه نائباً مـذ قـال لما أرسلت جـند الشقا أرسلـت أكبـر أهل بيـتي فيكـم فاتى ليثـبت سنـة الهادي عـلى أبدت له عـصب الـضلالة حبها قـد بايعـته ومـذ أتـى شيطانها فانصاع مسلم في الأزقة مفـرداً قـد بات لـيلته بـاشراك الردى وتنظمـت بنظـام حقـد كامـن فأطل معتصماً بأبـيض صـارم قد خاض بحر الموت في حملاته فتـخال مـرهفـة شهـاباً ثاقباً وركام يـمناه يـصبب حـاصباً ان أوسع الأعـداء ضـرباً حزمه وتـراه أطـلاع الثنايا في الـوغى غـيران للـدين الحـنيف مجاهداً من عـصبة لهـم الحتوف مغانم قـد آمـنتـه ولا أمان لـغدرها سلـبته لامـة حربه ثـم اغـتدى أسرته ملتهب الفـؤاد مـن الظما لم يبـك مـن خوف على نفس له مـنه بأعـياص الفـخار جـراثم أمراً بـه يـنبو الحسام الـصارم حـزماً يـذل لـه الـكمى الحازم فـي سـوق سامية المفاخر سائـم وحسام حـق للشقـا هـو حاسـم كتباً لـها قلـم الـضلالـة راقـم حكماً وفي فصل القضا وهو حاكم علـن وتمحـي في هـداه مظالـم والكـل للـشحنـا عـليـه كـاتم خـفت الـيه وجـمـعها مـتزاحم مـتلـدداً لـم يتبـعه مـسالــم وعـليه حام مـن المنيـة حائـم للقـاه يـنظمها الشقـا المـتقـادم من فتكه لـعـداه عـز الـعاصم وعـبابه بـصفاحـهـم متلاطـم للـماردين أنقــض منـه راجـم ان كـر منها جيشها المــتراكـم ضاقـت بـخيل الـدارعين حيازم تـبكي الـعدى والثغـر منه باسم زمـراً بهـا أفـق الهدايـة قائـم بالعـز والعـيش الـذميـم مغارم فـبدت لـه مـما تجـن علائـم متأمـراً فـيـه ظـلـوم غاشـم ولـه عـلى الـوجنات دمع ساجم لـكـنـه أبـكـاه ركـب قـادم


(127)
يبـكي حـسيناً ان يـلاقى ما لقى فبعين باري الخلق يوقف ضارعاً ويـنال مـن عـليا قريش سادة ويـديـر عـينيه فلـم ير مسعفاً فرمتـه مكتوفـاً من القصر الذي والهـفتاه لـمسلـم يـرمى مـن ويجر في الأسواق جهراً جسم من قـد مثلـت فيه وتـعـلـم أنـه أوهـى قـوى سبط النبي مصابه شمخـت انـوف بني الطغام بقتله ظفر الـردى نـشبت بليث ملاحم فلـتبكين عـليه ظـامـية الضبا يا نفس ذوبي مـن أسى لـملـمة قـد هـدّ مقـتله الـحسين فأسبل مـن غـدرهم فتباح منه محارم ولـه ابـن مـبتدع الـمآثم شاتم البطـحاء وهـو لها طليق خادم يلقـي الـيه بـسره ويـكـاتـم قامـت على الطـغيان منه قوائم القصر المشوم وليس يحنو راحم تنميه للشرف الصراح ضراغـم بـعلي أبـيه للـممـاثـل قائـم وبه تقـوت للـضلال دعـائـم كبراً وأنـف بـني الهدايـة راغم لله مـا أسدى القـضاء الـحاتـم إذ كـان ينهلـها غـداة يـقـاوم غالـت بـها لـيث العرين بهائم العـبرات وهـو لدى الملمة كاظم


(128)
أبكيت جـبريل عـشياً فناح يا واحـداً لـيس لـه ناصر يـنشـد في القـوم ألا مسلم فـيا لها من نكبـة أعـقبت ووقعة دهياء قـد طوحـت واستأصلت أبناء عمرو العلا الله كـم لله مـن حـرمـة وكـم حـريـم لـنبي الهدى وكم له من نسوة قـد غدت لها على السبط علت صرخة قد خلفته في الثـرى عارياً يشرق في فيـص دماه وما وحـوله مـن آلـه فـتيـة كلُ شـبيه الـبدر في وجهه بالمـلأ الأعـلى فعـجّوا صـياح غـير نـساء مـا عـليها جـناح فـلم يجـبه غـير طـعن الرماح فـي كبـد الـمختار مـنها جراح عـماد عــلياء قـريش فطـاح شيـباً وشبانـاً بـحـد الـصفاح بالـطـف قسراً أصبحـت تستباح أصبح في أمـر ابـن سعـد مباح للشام تسبى فوق عـجـف رزاح أضحت بها شجواً تغـصّ البطاح يستره في الـترب سافي الـرياح بلّـت حـشاه بالـزلال الـقـراح قـد عـانقوا البيض بلـيل الكفاح يجـلى سنا الـبدر إذا الـبدر لاح
    السيد علي آل السيد سليمان هو ابن السيد داود ابن السيد مهدي ابن السيد داود ابن السيد سليمان الكبير. وهو أصغر من اخيه السيد عبد المطلب المترجم له في الجزء السابق من هذه الموسوعة.
    كانت وفاته بعد أخيه عبد المطلب حوالي سنة 1345 ه‍. ولم يكن مكثراً من النظم بل كان الشعر يجري عفواً على لسانه كذا قال الشيخ اليعقوبي في ( البابليات ).


(129)
    قال يرثي علي بن الحسين الأكبر شهيد الطف :
بقـلبي أوقـدت ذات الوقود شبابٌ بالطفوف قضى شهيداً شـبيه محمد خَلقـاً وخـُلقاً وفي وجه يفوق البدر نـوراً رزايا الطف لا ذات النهود يشيب لـرزئه رأس الوليد وفي نطق وفي لفتات جيد وفـي سيمائـه أثر السجود
    ومنها :
شباب ما رأى عرساً ولكن ولم أنسَ النساء غداة فرّت فقل ببنات نعش قد أقامت تقبّل هـذه وتـشم هـذي وزينب قابلت ليلى وقالت فهنّ على البكا متساعدات تخـضب كفـه بـدم الوريد إلى نـعش الشهيد ابن الشهيد مناح جوى على بـدر السعود خضيب الكف أو ورد الخدود أعـيدي يا ليلـى أعـيـدي ألا فاعـجب لـذي ثكل سعيد
    الشيخ جعفر ابن الشيخ صادق بن أحمد الحائري الشهير بالهر ، أحد أعلام كربلاء وأفاضلها. ولد سنة 1267 وتوفي سنة 1347 بكربلاء ودفن بها


(130)
في الرواق الشريف الحسيني قريباً من قبر صاحب الرياض وعمره ثمانون سنة ، درس على الشيخ زين العابدين المازندراني ولما نال الحظوة الكافية من العلم انفرد بالتدريس وتخرج على يده جماعة. قال صاحب ( الطليعة ) كان فاضلاً مشاركاً في العلوم أديباً شاعراً هو اليوم مدرس بكربلاء وإمام جماعة تقام به الصلاة في حرم العباس عليه السلام ومن شعره :
زارني والليل قد أرخى الستارا فارسي ليـس يـدري ذمـماً فإذا حـاولـت منـه قـبلـة وإذا ما قـلت صـلني قال لي يـوسفـيُّ الحسن لـما أن بدا بـدر تـمٍّ غـادر اللـيل نهارا لا ولا يـرعى عهـوداً وذمارا هـزّ لي الـجيد دلالاً ونفـارا قد عددنا صلة الاعراب عـارا قـطـع الأيـدي يميـناً ويسارا
    وقوله مشطراً البيتين المنسوبين إلى قيس العامري :
أمـرّ على الديار ديار ليلى أشمّ ترابها طـوراً وطوراً وما حبّ الديار شغفن قلبي ولا ربـع الغـوير وساكنيه ونار الشوق تستعر استعارا اقبّل ذا الـجدار وذا الجدارا ولا أضرمـن في جنبيّ نارا ولكن حب مـن سكن الديارا
    وجاء في ( مجالي اللطف بأرض الطف ) للشيخ السماوي عندما ذكر الشيخ كاظم الهر ثم عطف على أخيه الشيخ جعفر قائلاً :
وكأخيه جعـفر بـدر التقى عاش حميداً ومضى سعيدا فاخر في رثا الشهيد فخرا وهضبة العلـم التي لا ترتقى وازداد فضلاً إذ رثى الشهيدا فأرخـوا جـعفر أعلى فخرا
    وديوانه المخطوط طافح بألوان من الشعر.


(131)
هاشم يوم الطف ثارٌ مضيّع هجعتِ فلا ثار طلبتيه هاشم وفي أرضه للمجد جسم موزع ونمتِ فلا مجد لكِ اليوم يرفع
    حتى يقول في وصف سبايا الحسين عليه السلام :
وعاطشة ودّت بـأن دمـوعـها ومدهشة بالخطب حتى عـن البكا ومزعجة من هجمة الخيل خدرها وباكـية تـخفي الـمخافة صوتها وموحشة باتت عـلى فقـد قومها وعاتبة لـم تستجب بسوى الصدى تصبّ الحشا في العتب ناراً تحوّلت أيرضيكـم أنـّا نُسـاق حـواسراً تـبلّ بـها حـرّ الـغليل وتـنقع أذيـب بـه منهـا فـؤاد مـوزع تضـمّ الحـشا بالراحتين وتجـمع ويظهـره مـنه الـشجاء فـتفزع تنـوح كـما نـاح الحمام وتسجع يـعيـد لها مـنه الجواب ويرجع من الغيض لفظاً في المسامع يقرع ولا علم مـنكـم يـرفّ ويرفـع
    الشيخ محمد بن ناصر بن علي ، علامة في علمي الفقه والاصول مضافاً إلى تبحّره في الطب والحكمة الالهية ، ولد سنة 1277 ه‍. وتوفي في 9 شوال سنة 1348 ه‍. تلقى دروسه النحوية والصرفية والمنطقية والبيانية على الحجة الشيخ


(132)
ابن الشيخ صالح آل طعان القطيفي البحراني ، وعلى العلامة الشيخ علي مؤلف ( أنوار البدرين ) ثم هاجر إلى النجف فحضر دروس العلماء الاعلام أمثال الشيخ محمود ذهب والملا هادي الطهراني فأكمل دراسة الاصول والكلام والعلوم الرياضية كما درس علم الطب عند الميرزا باقر ابن الميرزا خليل وقرأ الهندسة على الشيخ اغا رضا الأصفهاني وعند عودته لوطنه فتح مدرسة دينية تخرّج منها العشرات من أرباب الفضل ونظم الكثير من أبواب الفقه والعقائد بأراجيز لم تزل تحفظ كمنظومته في علم التصريف وفي الرضاع والدر النظيم في معرفة الحادث والقديم وله تعليقة على الاشارات لابن سينا والتعليقات الكافية على القوانين والكفاية لذلك كان صدى نعيه له رنة أسى وأسف وأبّنه الكثير بالمنثور والمنظوم ولم يزل قبره مزاراً في مقبرة العوامية. كتب له ترجمة مفصلة صديقنا الشيخ سعيد آل أبي المكارم في ( اعلام العوامية في القطيف ) وذكر عدة قصائد من مراثيه للامام الحسين عليه السلام ومنها قصيدته الشهيرة وأولها :
قوّموا السمر هاشم والكعابا وامتطوا للنزال جرداً صعابا


(133)
تـذكـرت الـمعاهد والربوعا مـنازل أقفـرت من ساكنـيها وقفـتُ بها فما وقفت دموعي وماذا تـنكر العـرصات مني سقـى الله الــديار مُلثّ وبلٍ وما برحت بروق المزن تهدي وركـب من سرات بـني علي يـؤمهـم فـتى العـليا حسينٌ وأسمـر ناصـر مهج الأعادي بـدورٌ أشرقـت والنقـع ليل تخالـهم عـلى الجرد العوادي متى انقـضّت لرجم بني زياد ومـما أثكل الدنـيا وأجـرى تساهمهم سجال الحـرب حتى هـوى بهـويّه عـمدُ المعالي دعـاهُ مـليكـه الـجوار قدس ولـما أنشبت فـيه الـمنايـا أراشَ له الـقضا سهاماً فأدمى ففارقـت الـمسرة والـهـجوعا فـيما تـرجـو لساكـنها رجوعا أُسائـلـها كـأن بهـا سـميـعا وقـد أرويـتُ ساحـتها دمـوعا سحابا مغـدقاً خـضلا همـوعا إلـى الأطـلال بارقـة لـموعا عن الأوطان قـد رحلوا جميـعاً قـد اتخـذ الحـسامَ لـه ضجيعا بعـين تنفـث الـسمّ الـنقيـعـا وقد جعلـوا القلوب لهم دروعـا كـواكـب حـلّت الفلك الرفـيعا تـكاد تـطيـرُ أنفسهـم نـزوعا مـدامـعها دمـاً قـانٍ نجـيعـا تهاووا في ثرى الرمضا وقوعـا وحـبلُ الـدين قـد أمسى قطيعا وجـنات فــلبّاه مـطـيـعـا مخالبهـا وقـد ساءت صنيعـا فؤاد الدين بل حطـم الضلـوعا


(134)
وربّ مروعة برزت ولما وتهتف بالسرات بني نزار عناها ما تُعاين من أيامى تجد غير السياط لها منيعا فما وجدت لدعوتها سميعا وأيتام كسـرب قطاً أريعا
    الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي بن أحمد آل عيثان الاحسائي القاري ، هو شقيق آية الله المقدس الشيخ محمد آل عيثان. ترجم له الشاب المعاصر السيد هاشم الشخص في مخطوطه ( نفائس الأثر في تراجم علماء وأدباء هجر ) قال : أديب بارع وخطيب من خطباء المنبر الحسيني ، ولد في قرية ( القارة ) من الإحساء عام 1276 ه‍. ونشأ بها وزاول طلب العلم الديني ودرس على ابن عمه الحجة الكبير الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي آل عيثان المتوفى حدود 1340 ه‍. فقد كانت أكثر دراسته عليه حتى اشتهر بالفضل كما اشتهر بالخطابة الحسينية وتشهد له منابر الاحساء والبحرين وغيرها. توفي قدس سره في الاحساء عام 1348 ه‍. وقد بلغ من العمر 72 عاماً ، هكذا ذكر ولده الخطيب الحاج ملا عبد الحسين آل عيثان ويقال له شعر كثير وتخميس ومن شعره القصيدة الحسينية المذكورة في صدر الترجمة ..


(135)
    قال من قصيدة حسينية :
سل الـدار عن سكانها أين حلت نزحت ركي العين في عرصاتها وقفت بها أستنقذ الركـب مهجة وأين بها أيدي المطايا استقلت فعزّ اصطباري والمدامع ذلّت تولّت مع الاضعان يوم تولّت
    ومنها :
بيوم به البيض البوارق والقنا تجاول فيه الخيل حتى لو أنها تثلّم في الهامات حتى اضمحلت مفاصلها كـانت حـديـداً لكلّت
    اسرة آل كاشف الغطاء تفيض علماً وأدباً وتزخر فضلاً وكمالاً والعالم الكبير الشيخ مرتضى ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء هو أحد أعلامها المبرزين. ولد عام 1281 ه‍. في النجف الأشرف ونشأ بها ومنذ نعومة أظفاره تعشق العلم والكمال ودرس على أساتذة عصره وأخذ الحكمة والفلسفة عن الشيخ أحمد الشيرازي المدرّس في مدرسة ( القوام ) وحضر في الفقه والاصول على الشيخ اغا رضا الهمداني والملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي ثم استقل بالتدريس وصلاة الجماعة. من
ادب الطف الجزء التاسع ::: فهرس