ادب الطف الجزء التاسع ::: 331 ـ 345
(331)
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عالم جليل وشاعر مطبوع. ولد عام 1299 ه‍. في قرية عثرون التي انتقل اليها أبوه من شقراء ، قرأ على أخيه السيد علي وفي مدرسته ست سنوات ، قال السيد الأمين في الأعيان : هاجر إلى العراق عام 1316 ه‍. فقرأ فيها عليّ علمي الأصول والفقه إلى أن خرجت من النجف عام 1319 ه‍. وكان يسكن معي في دار واحدة نحواً من ثلاث سنوات كان فيها مكباً على التحصيل والدرس والتدريس ، وقرأ على الشيخ أحمد كاشف الغطاء ، وعلى الشيخ علي ابن الشيخ باقر آل الجواهر ثم سافرت إلى الشام وبقي هو في النجف نحواً من عشر سنين يحظر دروس الخارج ويقرأ عليه الطلاب ، وعاد إلى جبل عامل عام 1330 ه‍. وأراد السكنى في مسقط رأسه عثرون فذهب اليها فلم تستقر به الدار فخرج منها إلى شقراء وبقي فيها عدة سنين استفاد منه جماعة وانتهلوا من علومه منهم الشيخ محمد جواد الشري قبل ذهابه للعراق ثم انتقل إلى خربة سلم بطلب من أهلها فاكرموا وفادته وقاموا بما يجب حياً وميتاً. وكان عالماً فاضلاً فقيهاً بارعاً محققاً مدققاً حاد الفهم وأديباً شاعراً متميزاً في حسن نظمه ورصانة شعره ، وترجم له صاحب الحصون المنيعة ، وخلّف من الآثار العلمية رسالة في الرد على الوهابية ، مجلد في الطهارة ، منظومة في الرضاع أسماها ( فصيلة اليراع في مسائل الرضاع ) ، منظومة في الاجتهاد والتقليد ، فمن شعره وهو يتشوق إلى الوطن عندما توجه العراق سنة 1316 ه‍.
لئن كنـت مأسور الفؤاد بنأيكـم ومن عجب قلبي وجسمي تباعدا أنام إذا مـا هزني الشوق حيلـة وكنا جميعـاً فـرّق الدهـر بيننا فيا دارنا بالشام هـل لك رجعـة سقـاك الحيـا امـا تذكرت جيرة فطرفي فـي قاني المدامع مطلـق فهـذا شئـامـيٌ وذلـك معـرق لعـلّ خيالاً منكـم اليـوم يطـرق ومـا خلـتُ يومـاً أننـا نتفـرق لصـبٍ يصـب الدمع طوراً ويغدق بك استوطنوا أو شكت بالريق أشرق


(332)
وبيـن ضلوعي نـار وجد تسعّرت لحقت بقومي فـي المكارم والعلـى وأصبحت لا أبغي سوى العز متجراً أراب وقلبي قـد تعلّـق فـي ولا وصرت لـه جاراً ومن كان جاره ولولا دموعي كدت بالوجـد أحرق وما كل مـن رام المكـارم يلـحق وكل امـرء لا يبتغي العـزّ أحمق أبي حسـن الكرار والقلـب يعـلق علـيٌ أبـو السبطيـن ذاك المـوفق
    ترجم له علي الخاقاني فذكر مراسلاته ومجموعة من أشعاره وقال : توفي بمدينة بيروت جمادى الآخرة عام 1368 ه‍. ودفن في ( خربة سلّم ) بموكب مهيب مشى فيه أكثر من مائة سيارة اشترك فيه جميع الأعيان والوجوه ورثاه جمع من الشعراء في اليوم السابع وهو يوم اسبوعه ، وعدّدوا مزاياه ومميزاته وعدد الشعراء والخطباء 26.
    وترجم له السيد الأمين في الأعيان وذكر طائفة من أشعاره فمنها قوله :
لي جسم أضناه ذكر المغاني وضلوع مـن الغرام تثقّفـن وفؤاد أصماه حب الغواني فها هـنّ كالقسي حوانـي


(333)
الشيخ محسن ابو الحب
المتوفى 1369

سبـط النبـي أبـو الأئمة هذا الحسيـن ومن بساق وبقلـب كـل مـوحـد هـذا سلـيـل محـمـد هذا ابن بنـت المصطفى مـن أهل بيـت زانـهم فـي شهـر شعبان علينا ولـد الحسيـن ونـوره جبـريـل هنّـأ جــدّه كـان النـبــي إذا رآه غـذّاه مـن إبهـامــه فيـه تبـرّك فـطـرس وكذاك دردائيـل اعتقـه ولـه أجـلّ مـناقــب كم قد أفاض على الورى وإذا أتـــاه لاجــيء مـن للخلائق جاء رحمه العـرش خـطّ الله إسمه قد صوّر الرحمن رسمه لبني الولا كهفٌ وعصمه مولى له شأن وحرمـه كـرم ومعروف وحشمه الخيـرَ خالـقنـا أتـمّه مذ شـعّ أذهب كل ظلمه وأبـاه والزهـراء أمـه اليـه أدنـاه وضـمـّه لبنـاً وقـبّلـه وشـمّـه وبه محى الرحمن جرمه وأذهـب عنـه إثـمـه وفضائل في الدهـر جمّه من جوده فضلاً ونعمـه يـوماً كفـاه مـا أهـمّه


(334)
وله ضريـح طالمـا قـد شـعّ نوره جبينه رام العـدى إطـفـاءه بشراكم بولادة السبـط لهفي عليه لقـد غـدى مـا راقـبـوا لمحمـد تتعاهـد الزوار لثمه فجلى الليالي المدلهمه والله شاء بأن يُتـمّه الحسيـن أبي الأئمـه جثمانه للبيض طعمـه فـي آله إلا وذمــه
    الخطيب الشهير الشيخ محسن ابن الشيخ محمد حسن ابن الشاعر الشهير الشيخ محسن أبو الحب صاحب القصائد الحسينية المعروفة والذي سبق وأن ترجمنا له. واسرة آل أبي الحب من الاسر العربية التي تنتسب إلى خثعم وكان مبدأ هجرتها من الحويزة إلى كربلاء بقصد طلب العلم الديني. ولد المترجم له في سنة 1305 ه‍. وهي السنة التي مات فيها جده ونشأ بتوجيه والده ودرس المقدمات وتخصص بالخطابة حتى نال شهرة واسعة واحتضنته كربلاء واعتبرته خطيبها الأول وشارك في الحفل الحسيني الكبير الذي عقدته الشبيبة الكربلائية يوم 13 من محرم الحرام سنة 1367 ه‍. أي 1947 م. لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في الروضة الحسينية المقدسة وقد ألقى قصيدته ويوم أنشد شاعر العرب محمد مهدي الجواهري رائعته الخالدة ، وللمترجم له مواقف أدبية وسياسية وطبع له ديوان بعد وفاته والديوان يضم طائفة كبيرة من النتف والقصائد في أغراض شتى قد قالها بمناسبات مختلفة. وكان نشر الديوان بسعي وتحقيق الأديب الاستاذ السيد سليمان هادي الطعمة وبالمناسبة أقول ان هذا السيد الطاهر خدم بلاده بكل ما يقدر وسخّر قلمه ومواهبه لخدمتها كثّر الله من أمثاله الغيارى وكان طبع الديوان بمطبعة الآداب بالنجف الأشرف سنة 1385 ه‍. 1966 م.
    وتوفي المترجم له في كربلاء فجأة صباح اليوم الخامس من ربيع الأول سنة 1369 ه‍. ودفن في مقبرة خاصة له في روضة أبي الفضل العباس عليه السلام واقيم له حفل تأبيني رائع في الصحن الشريف يوم اربعينيه ساهم فيه ثُلّة من الادباء ، ورجال الفكر.


(335)


(336)

(337)
حـيّ ولا تـسـأم التـحيـات حـيّ دياراً أصخـت معالـمها وقـل لهـا يا ديـار آل رسول وقل عليك السـلام ما انبـرتِ نِعـم منـاخ الهـدى ومنتجـع نِعم مصلى الأرض المضمّن مَن إن يتل تـالِ الكتـاب فضلهـم خصـوا بتلـك الآيات تكرمـة هـم خيـر ماش مشى على قدم قد علّمـوا العالميـن أن عبدوا عجـتُ بـأبيـاتهـم اسائلهـا علـى قبـور زكيـةٍ ضمنـت أزكـى نسيمـاً لمـن تنسـمّها وآصلهـا الغيـث بالغـدوّ ولا الشـافعـون المشـفعـون إذا وناج ما اسطعت من مناجاتِ بـالطف معلومـة العلامـات الله يـا معـدن الـرسـالات الشمـس أو البـدر للبريـات الوحـي ومستوطن الهدايـات صلـى عليهـم رب السماوات يتل صنـوفاً مـن التـلاوات أكـرم بتلـك الآيـات آيـات وخير مـن يمتطـي المطيات الله وألغـوا عبـادة الــلات فعجـتُ منهـم بخيـر أبيـات لحـودُهـا أعظمـا زكيــات من زاهرات الربـى الذكيـات صارمهـا الغيـث بالعشيـات ما لـم يُشفـع ذوو الشفاعـات


(338)
من حين ماتوا أُحبوا وليس كمن جلّـت رزايـاهم فلسـت أرى نوحاً على سيـدي الحسين نعم نوحا تنوحـا منه على شرف ذيـدَ حسين علـى الفرات فيا ما لك ما غرت يـا فرات ولم كم فاطميين منك قـد فطمـوا ويـل يزيـد غـداة يقرع بـا الجـن والانـس والمـلائكـة على خضيب الأطراف من دمه في لمّة مـن بني أبيـه حوت مـن يسـلُ وقتـاً فان ذكرهم بهم أُجـازي يـوم الحساب إذا تجارتـي حبـهـم وحبّـهـم أحباؤهم فـي عـداد أموات بعـد رزيـاتهـم رزيـات نوحا على سيدي ابن سادات مجـدّل بيـن مشـرفيـات بـليّـة أحـدثـت بـليـات تسـق الخبيثيـن والخبيثـات من غيـر جـرم وفاطميات لقضيب مـن سيـدي الثنيات الكـرام تبكى بـلا محاشـاة يا هـول أطرافـه الخضيبات طيـب الأبـوات والبنـوات مجـدد لي فـي كل أوقاتـي ما حوسـب الخلق للمجازات ما زال مـن أربح التجارات (1)
    عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون أبو محمد الصوري شاعر بديع الألفاظ حسن المعاني رائق الكلام مليح النظام مشهور بالاجادة بين شعراء أهل الشام ، من حسنات القرن الرابع الهجري جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى ، وله ديوان شعر يحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً وهو خير شاهد على ما نقول رأيته بمكتبة دار الآثار ـ بغداد قسم المخطوطات (2) برقم 14622 وهو من أقوى النصوص على تشيعه وعدّه ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المجاهدين ، ذكره في اليتيمة وذكر من محاسنه قوله :
1 ـ الطليعة من شعراء الشيعة للشيخ محمد السماوي.
2 ـ وتوجد نسخة من الديوان بخط الشيخ جواد الشبيبي استنسخها عن نسخة كتبت في القرن السادس كانت بمكتبة السيد عيسى العطار ببغداد.


(339)
عندي حدائق شكر غرس جودكم تداركوها وفي أغصانها رمـق قد مسّها عطش فليسق من غرسا فلن يعود اخضرار العود إن يبسا
    ومن شعره قوله :
يا غزالاً صاد قلبي بـالذي ألهمَ تعذيبي والذي صيّر حظي والذي ألبس خديك ما الذي قالته عيناك بلحـاظ فاصـابـا ثنـايـاك العـِذابـا منـك هجراً واجتنابا مـن الـورد نـقـابا لقـلـبـي فـأجـابـا
    ومن تلويحاته اللطيفة قوله في صبي اسمه عمر.
نادمني مَـن وجهه روضة فانظر معي تنظر إلى معجز مشرقة يمرح فيـه النظر سيف علي بين جفني عمر
    وعقد ابن خلكان له ترجمة ضافية أطراه ووصف شعره كما ترجم له ابن كثير في تاريخه ، ومن شعره :
سفرن بـدوراً وانتقبـن أهلّةً وأبدين أطراف الشعور تستراً وربّتما أطلعن والليـل مقبلٌ فهنّ إذا ما شئن أمسين أو إذا ومسن غصوناً والتفتـن جآذرا فاغـدرت الدنيـا علينا غدائرا شموس وجوه توقف الليل حائرا تعرضـن أن يسبحن كنّ قوادرا
    وقال يرثي الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان المتوفى 413 :
تبارك مَن عمّ الأنام بفضله مضى مستقلاً بالعلوم محمد وبالموت بين الخلق ساوى بعدله وهيهـات يأتينـا الزمـان بمثله
    وقال في صبي اسمه مقاتل وله فيه شعر كثير :
احفظ فؤادي فأنـت تملكه هجرك سهل عليك أصعبه واستر ضميري فأنت تهتكه وهـو شـديد علـيّ مسلكه


(340)
بسيف عينيك يا مقاتل كم أمّا عزائـي فلسـتُ آمله قتلت قبلـي ممن كنت تملكه فيك وصبري ما لست أدركه
    وقال تمدح بها علي بن الحسين المغربي والد أبي القاسم الوزير :
أتـرى بثـار أم بديـنِ فـي لحظهـا وقوامهـا وبوجههـا مـاء الشبـا بكرت عليّ وقالت اخــتر إمـا الصدود أو الفراق فـأجبتهـا ومدامعـي لا تفعلي إن حان صدك فكأنمـا قلـت انهضي ثـم استقلّت أيـن حلّت ونوائب أظهـرن أيــامي سـوّدنهـا وأطـلنهـا علقـت محاسنهـا بعيني ما فـي المهنـد والرديني ب خليـط نـار الوجنتين خصلة من خصلتين فليـس عندي غيـر ذين تنهـلّ مثـل المـازمين أو فـراقك حـان حيني فمضـت مسـارعة لبيني عيسهـا ورمـت بأيـن إلـي بصـورتين فـرأيت يومـاً ليلتيـن
    ومنها :
هل بعد ذلك مَن يعرّفني فلقـد جهلتهمـا لبعد متكسّبـاً بالشعـر يا كانت كذلك قبـل أن فاليـوم حـال الشعر النضار من اللجين العهـد بينهمـا وبينـي بئس الصناعة في اليدين يأتـي علي بـن الحسين حاليـة كحـال الشعرتين
    ومن شعره الذي رأيته في ديوانه المخطوط قوله :
وأخ مسّـه نزولي بقـرح بتّ ضيفاً له كما حكم الدهر مثلما مسني من الجوع قرح وفي حكمـه على الحرّ قبح


(341)
فابتدائي يقول وهو من السكرة بالهمّ طافح ليس يصحو لم تغرّبتَ قلت قال رسول الله والقول منه نصح ونجح سافروا تغنموا فقال وقد قال تمام الحديث صوموا تصحوا (1)
    ونسبها السيد الأمين في الأعيان ج 53/80 لأبي الفرج ابن القاضي أبي الحصين علي بن عبد الملك الرقي ، نقلاً عن الثعالبي في تتمة اليتيمة ما نصه : أبو الفرج ابن أبي الحصين الحلبي من أظرف الناس وأحلاهم أدباً ، وابوه الذي كاتبه ابو فراس وساجله ومدحه السري وأخذ جائزته ولم أسمع لأبي الفرج أصلح من قوله فيمن أبى أن يضيفه ( الأبيات ) ، ومن شعره :
آل النبي هم النبـي وإنمـا أبت الإمامة ان تليق بغيرهم بالوحي فرّق بينهم فتفرقوا ان الإمامة بالرسـالة أليق
    وله من قصيدة في أهل البيت عليهم السلام :
هي دار الغرور قصّـر باللوام وأراها لا تستقيم لـذي الزهــد فلـهـذا أبنـاء أحمـد أبـنــاء فقراء الحجاز بعد الغنى الأكبر جانبتهم جـوانب الأرض حتى إن اقصّر بـآل أحمد أو اغرق لسـت فـي وصفكم بهذا وهذا ان أهـل السمـا فيكـم وأهل عرفـت فضلكـم ملائكـة الله فـيهـا تطـاول الـعشـاق إذا المال مال بالاعنـاق علـي طرايـد الآفـاق أسرى الشئـام قتلى العـراق خلـت ان السماء ذات انطباق كـان التقصيـر كالاغـراق لاحقاً غيـر أن تروا إلحـاقي الأرض ما دامتا لأهل افتـراق فدانـت وقومكـم فـي شقـاق

1 ـ ويرويها العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي للشاعر عبد المحسن الصوري وانه عملها في اخيه عبد الصمد ، كذا في مقال كتبه في مجلة العرفان م 32/20.

(342)
يستحقون حقكم زعمـوا ذلك وأرى بعضهـم يبايـع بعضاً واستثارو السيوف فيكم فقمنا أي عين لـولا القيامة والمرجـوّ فكأني بهـم يـودون لـو أن ليتوبـوا إذا يُذادون عن أكرم وإذا ما التقوا تقاسمـت النار قيل هذا بما كفرتـم فذوقـوا ـ سحقاً ـ لهم مـن استحقاق بانتظام مـن ظلمكم واتسـاق نستثيـر الأقلام فـي الأوراق فيها مـن قـدرة الخلاق الخوالي مـن الليالـي البواقي حـوض عليـه اكـرم سـاق عليـاً بالعـدل يـوم التـلاق مـا كسبتم يا بؤس ذاك المذاق
    توفي يوم الأحد تاسع شوال سنة 419 عن ثمانين من العمر ، وترجم له في أمل الآمل مفصلاً.


(343)
بمـحمـد وبحـب آل محـمـد يا آل احمـد يا مصابيـح الدجى لكم الحطيـم وزمـزم ولكم منى يا زائـراً ارض الغـري مسـدداً بلّـغ أميـر المؤمنيـن تحـيتـي وزر الحسيـن بكربلاء وقـل له قتلـوك وانتهكـوا حريمك عنوة لـو أنني شاهـدت نصـرك اولاً مني السلام عليك يا بن المصطفى وعلى أبيك وجـدّك المختار والــثاوين وبأرض بغـداد على موسى وفي وبسـرّ من را والسلام على الهدى بالعسكريين اعتصـامي مـن لظى إن ابن عنـان بكم كبـت العـدى فـلان تأخـر جسمـه لضـرورة إنـي سعـدتُ بحبكـم أبـداً و من علقت وسائل فـارس بـن محمد ومنـار منهـاج السبيـل الأقصد وبكـم إلى سبـل الهدايـة نهتدي سلّـم سلمـتَ على الإمـام السيد واذكـر لـه حُبّي وصدق توددي يا بـن الوصي ويـا سلالة أحمد ورمـوك بالأمـر الفظيـع الأنكد روّيـتُ منهـم ذابلـي ومهنـدي أبـداً يروح مـع الزمان ويغتدي منكم فـي بقيـع الغـرقد طوس علـى ذاك الرضاء المفـرد وعلى التقى وعلـى العلى والسؤدد وبقائـم مـن آل أحمـد في غـد وعـلا بحبـكـم رقـاب الحسّـدِ فـالقلـب منـه مخيـّم بالمشهـد يحببـكـم يـا آل أحمـد يسعـد (1)

1 ـ عن الطليعة من شعراء الشيعة مخطوط الشيخ محمد السماوي ج 2/50.

(344)
    الأمير حسام الدولة أبو الشوك فارس بن محمد بن عنان توفي سنة 437 ه‍. بقلعة السيروان ذكره في الكامل ، وفي تاريخ آل سلجوق توفي في شهر رمضان من السنة المذكورة ، وذكره ابن شهر اشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين. قال الشيخ السماوي في ( الطليعة ) مالك الجبل من الدينور وقرميسين وغيرهما. كان أميراً فارساً أديباً شاعراً مادحاً للأئمة عليهم السلام ممدحاً لمن سواهم من الانام. وفي تاريخ ابن الأثير : في سنة 342 ه‍. أرسل الخليفة المطيع رسلاً إلى خراسان للاصلاح بين نوح بن أحمد الساماني صاحب خراسان وركن الدولة بن بويه فلما وصلوا حلوان خرج عليهم ابن أبي الشوك الكردي وقومه فنهبوهم وقافلتهم وأسروهم ثم أطلقوهم فارسل معز الدولة عسكراً إلى حلوان فأوقع بالأكراد. انتهى.


(345)
    قال من قصيدة حسينية :
ألا إن رزء أودع الـقلـب غلـة وأضحت بـه جـمّ الخطوب كأنها غـداة بهـا آل النبـي بكـربـلا بيـوم غـدا زنـد الأسنـة وارياً إذ البيـض في ليـل القتام كواكب تقيم فروض الحرب في سبط أحمد إلى أن هوى فـوق الصعيد مزملاً مدى الدهر في إيقادهـا ليس تنقع ليال بهـا وجـه البسيطـة أسفع تجاذبها أيـدي المنـون وتسـرع ضراماً بـه يصلى الكميّ السميدع تغيـب بهامـات الرجـال وتطلع فتسجد فيـه البيض والسمر تركع تروح عليـه العاديـات وترجـع
    صالح بن محمد الجواد الحريري البغدادي الشهير بالشيخ صالح الحريري ، كان أديباً ملماً ببعض العلوم الآلية ، يتحرف بصناعة الأدب وكان شاعراً متوسط الطبقة ينزل بغداد والكاظميين فمن شعره قوله :
قد جلونا من الكؤوس عروسا واستحالت بأن تراها عيـون فاذا ذاق عاشق من طلاهـا فتجلّت على الأكف شموسا بعيان لو لـم تحلّ الكؤوسا تركته لم يـدرك المحسوسا
ادب الطف الجزء التاسع ::: فهرس