كتاب الاثر الخالد في الولد والوالد ::: 121 ـ 130
(121)
الذل
     هناك أمور كثيرة تسبب ذل الانسان ، كالجهل والحمق وحقاره النفس وما اشبه. ومن هذه الامور تتعلق بشخص الانسان ، يعني يتمكن دفعها ان اراد ، ومنها ما لا تتعلق بشخصه ، وانما هي مرتبطه بالقضاء والقدر مثل اليتم والفقر وعدم الشخصيه وما اشبه ، وقد اخبرنا بذلك صادق آل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
     1 ـ حدّثنا احمد بن محمّد بن الهيثم العجلي ( رض ) قال : حدثنا ابو العباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيت ، قال : حدثنا تميم بن بهلون ، عن ابيه ، عن عبيد الله بن الفضل الهاشمي ، قال : قال ابو عبد الله عليه السلام ثلاثة من علزهم ذل : ـ الوالد. والسلطان. والغريم ... الخصال باب الثلاثة ، ص 155، الحديث 271.


(122)
توابع المرء
     لابدّ للانسان من الرّحيل ، فانّ هذه الحياة ليست مقاماً للمقام ، كل من عليها فان ، أمّا ، فاذا يبقى وماذا يأخذ ؟ يقول الناس ما ترك ، وتقول الملائكة ما قدم ؟. أمّا ما تركه فهو للوارث يتنعّم ، به وأما الذي يأخذه وهو تابع وباق اليه : هي ثلاث : قالها الامام ابو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام.
     1 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن على بن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ليس تبيع الرجل بعد موته من الأجر الاّ ثلاث خصال : صدقة اجراها في حياته فهي تجري تعد موته الى يوم القيمة وصدقة موقوفة الاّ تورّث ، اود هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، او ولد صالح يستغفرله ... الخصال ، باب الثلاثة ، ص 119، الحديث 184. اقول : هنيئا لمن رزقه الله هذه فانه لا ينالها الاّ ذو حط عظيم ، فيا ليتنا لم نحرم منها منها ان شاء الله تعالى.


(123)
نقص العيش
     هناك أسباب تنقص العيش ، وتنهك الجسم ، وتتعب القلب ، و تضل العقل ، أجارنا الله تعالى منها جميعا ، وقد نبّهنا عليها أئمتنا سادات البشر صلوات الله وتحيّأته عليهم اجمعين كي نحذر منها جهد امكاننا حتى لا نبتلى في الحياة فتفوتنا السعادة لاسمح الله.
     1 ـ حدّثنا أبي ( رض ) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن محمد بن احمد ، قال : حدثني ابو عبد الله الرازي عن سجادة ، عن درست ، عن أبي خالد السجتاني ، عن أبي عبد الله عليه صلوات الله ، قال : خمس خصال ـ الى أن قال عليه السلام ـ من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب.فأولها صحة البدن. والثانية الأمن. والثالثه السعة في الرزق. والرابعة الانيس الموافق ، قلت : وما الأنيس الموافق ؟ قال عليه السلام : الزوجة الصالحة ، والولد الصالح ، والخليط الصالح ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال ، الدعة اي الراحة السعه في الحياة ... الخصال ، باب الخمسة ، ص 231 ، الحديث 34. وقد تقلنا هذا الحديث في فصل تقص العيش لجهة اخرى فيه.


(124)
التمتع بالولد بعد الموت
     لماذا نحب الولد ؟ لأنا نتمتع به ، ويمكن أن يدوم هذا التمتع والتمتع ويتصل سلكه الى الآخرة ، الى بعد هذا التمتع المنقطع ، والتمتع هناك دائم والا لتذاذ باقي ، لكن بشرط أن يربي الأب الولد حسب ما يرتضيه الله جلّ وعلا ذكره ، فان تعب عليه ورباّه تربية صالحة ، يكون الولد له رحمة ، وان تركه في الوسط المنحرف المنجرف فضل عن الصواب ، فانه يتحمل التبعة ويكون الولد عليه نقمة ـ والعياذ بالله ـ ربنا اصلحنا وذرياتنا واجعلنا مسلمين لك انك على كل شيء قدير.
     1 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال : حد ثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن شعيب الصيرفي ، عن الهيثم أبي كهمس، عن ابيعبد الله عليه السلام ، قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته ولد صالح يستعفر له. ومصحف يقرء فيه وقليب ( بئر ) يحفره. وغرس يغرسه. وصدقه ماء يجريه. وسنّة


(125)
حسنة يؤخذ بها بعده .... الخصال ، باب الستة ، ص 263 ، الحيث 9.

الرّعاية
     الرعاية أمر يحسنّه العقل والنقل ، ومن حسنات المرء أن يكون مراعيا لمن له أدني صلة به ، فان الرعاية دليل العظمة وجلالة القدر ، فمن يكون عظيما في نفسه ، جليل القدر ، لا تفوته وعاية المحقّين ، من الايتام والمستضعفين.
     1 ـ فقد قال أمير المؤمنين ، وقائد العز المحجّلين عليه السلام : من رعى الأيتام رعىّ في يتيمه. جاء في كتاب درر الكلم ، ص 255.


(126)
الاقوال
     توجد اقوال كثيرة من الانبياء والائمه عليهم السلام مما يخص الولد والوالد ولا تخلو من حكمة ثابتة او سنة عادلة او فلسفة متقنة او منطق سليم وما اشبه فعلينا وعلى من يأتي بعدنا الاستفادة والاستزاده منها فان العلم حياة القلوب. 1 ـ قال بعض الحكماء : رأيا امور الناس على خمسة اوجه : منها : القضاء والقدر وهو على خمسة اقسام الأهل والولد والمال و السلطان والعمر .... معدن الجواهر ص 51.
     2 ـ قيل أنس المرء في خمسة اشياء : منه : الولد البار ... معدن الجواهر ص 51.


(127)
الكبائر
     ان المعاصي ـ كما قسمت في الشرع ـ على ضربين : الكبائر والصغائر ، وقال بعض الأعلام انه لا توجد صغائر فكل معصية بالنسبة : هي ما ذكرعفابها في القرآن ، وقد عدّها أئمتنا عليهم السلام بأعداد مختلفة ويمكن الجمع بين اقوالهم عليهم السلام بأن نقول : كانوا عليهم السلام يراعون الزمان والمكان والسائل في اجوبتهم والأ فكل المعاصي كبيرة بالنسبة الى الأصغر منها ، والموارد تختلف.
     1 ـ ففي مود قال الامام الصادق عليه السلام : الكبائر سبع فينا أنزلت ومنّا استحلّت :منها :عقوق الوالدين ... معدن الجواهر ص 59.
     2 ـ روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال : الكبائر تسعة : منها : وعقوق الوالدين ... معدن الجواهر ص 66.
     3 ـ وأرسل ـ اي في عيون اخبار الرضا عليه السلام ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ألا اخبركم بأكبر الكبائر : الاشراك بالله وعقوق الوالدين ، وقول الزور ـ أي الكذب ـ ... مكاسب الشيخ


(128)
الانصاري قدّس سره ، الكذب ، ص 160 ، الطبعة الجديدة ... وقال في التعليقة : راجع احياء العلوم للغزالي ، الجزء 3. ص 135 ، سطر 12، وفي المصدر : ألا انبئكم ، بدل ألا اخبركم.
     4 ـ وفيه (( اي كتاب الجعفريات )) عنه صلى الله عليه وأله وسلّم : من اكبر الكبائر : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ... ذرايع البيان ، تكملة الآفة الثامنة ، ص 200.


(129)
الجبن
     من الصفات الرذيلة صفة الجبن ، وهي من اخس الرذائل ، وأن تمكّنت ـ والعياذ بالله ـ من الانسان ، تجعله يهرت من كل شيء ، حتى ممّا له الخير ، وحتى من أعز الناس عليه وهو الأب مثلاً ، فيا أبنائنا نوصيكم أن لا تكونوا جبناء ، فتهربوا من المسؤلية ، ولا تكونوا متهوّرين فتعثوا في الأرض الفساد ، فخيرالأمور اواسطها ، واختار الوسط وكونوا شجعان لا تهربوا من الطاعة ولا تركبوا المعصية.
     1 ـ حدّثنا محمد بن الحسن ( رض ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يوسف أخي احمد بن يوسف بن القاسم الكاتب عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن سدير الصيرفي قال : قال ابو جعفرعليه الصلاة والسلام : لا تقارن ولا تواخي اربعة : الأحمق ، والمبخيل ، والجبان ، والكذّاب / أما الأحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك. وأما البخيل فانه يأخذ منك ولا يعطيك. وأما الجبان فانه يهرب عنك وعن والديه. وأما الأحمق فانّه يصدق ولا يصدق .... الخصال ، باب الاربعة ، ص 198 ، الحديث 100.


(130)
سنن عبد المطلب
     ان الله في خلقه شئون. كان قبل البعثة رجال عظماء ، يدينون لله تعالى بأحسن وجه ، والناس تائهون في وديان الجهالة والضلالة ، وهؤلاء المتدينون قد تمسّكوا بالعروة الوثقى ، أي تمسّكوا بارادة السماء والله سبحانه وتعالى هداهم الى اصوب الطرق والحبها ، فسنّواسننا كبيرة وعظيمة بين الناس ، فأمضاها رب الأرباب تعالى وتقدّس ، وبقيت حتى البعصة وبعدها والى يوم القيامة ، ما كان لله ينمو. هكذا و الاّ فلا. فمن هؤلاء العظماء جدّنا شيخ بني هاشم ، عبد المطلب رضوان الله تعالى عليه ، وجزاه عنّا خيراً.
     1 ـ حدثنا محمد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد ، قال حدثنا ابو يزيد ، قال : حدثنا محمد بن احمد بن صالح التميمي ، عن ابيه قال : حدثنا أنس بن محمد ابو مالك ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، أنه قال صلى الله عليه وآله وسلّم : في وصيته له ، يا علي ان عبد المطلب سنّ في الجاهليه خمس سنن أجراها الله له في الاسلام أ ـ حرّم نساء الآباء ، على الأبناء فأنزل الله عزّوجلّ ( ولاتنكحوا ما نكح آبائكم من النساء ) بو وجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدّق به فأنزل الله عزوجلّ ( واعلموا أن ما
الاثر الخالد في الولد والوالد ::: فهرس