الغدير ـ الجزء العاشر ::: 111 ـ 120
(111)
خبيث دجال وضاع روى عن الأئمة آلاف أحاديث ما حدثوا بشيء منها ، ولا يعرف أحد أكثر وضعا منه ، وهو ممن يضرب المثل بكذبه.
    فمثل هذا الاسناد يوصف في مصطلح الفن بالوضع لا بالضعف كما وصفه البيهقي بذلك راجع فتح الباري 7 : 29.
    31 ـ أخرج ابن عساكر في تاريخه 4 : 312 من طريق أبي عمرو الزاهد عن علي بن محمد الصائغ عن أبيه أنه قال : رأيت الحسين وقد وفد على معاوية زائرا فأتاه في يوم جمعة وهو قائم على المنبر خطيبا فقال له رجل من القوم : يا أمير المؤمنين ! ائذن للحسين يصعد المنبر ، فقال له : معاوية : ويلك دعني أفتخر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : سألتك بالله يا أبا عبد الله ! أليس أنا ابن بطحاء مكة ؟ فقال : أي والذي بعث جدي بالحق بشيرا ، ثم قال : سألتك بالله يا أبا عبد الله ! أليس أنا خال المؤمنين ؟ فقال أي والذي بعث جدي نبيا ، ثم قال : سألتك بالله يا أبا عبد الله ! أليس أنا كاتب الوحي ؟ فقال : أي والذي بعث جدي نذيرا ، ثم نزل معاوية وصعد الحسين بن علي فحمد الله بمحامد لم يحمده الأولون والآخرون بمثلها ، ثم قال : حدثني أبي عن جدي عن جبرئيل عن الله تعالى إن تحت قائمة كرسي العرش ورقة آس خضراء مكتوب عليها : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، يا شيعة آل محمد لا يأتي أحدكم يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله أدخله الله الجنة ، فقال له معاوية : سألتك بالله يا أبا عبد الله ! من شيعة آل محمد ؟ فقال : الذين لا يشتمون الشيخين أبا بكر وعمر ، ولا يشتمون عثمان ، ولا يشتمون أبي ، ولا يشتمونك يا معاوية.
    قال الأميني : قال ابن عساكر : هذا حديث منكر ، ولا أرى إسناده متصلا إلى الحسين.
    ونحن نقول : إنه كذب صراح وإسناده متفكك العرى واهي الحلقات ، أما أبو عمرو الزاهد فهو الكذاب صاحب الطامات والبلايا الذي ألف جزؤا في مناقب معاوية من الموضوعات كما أسلفناه في الجزء الخامس ص 226 توفي سنة 345.
    وأما شيخه علي الصائغ فهو ضعيف جدا وصفه بهذا الخطيب في تاريخه 3 : 222 ، وضعفه الدارقطني كما في لسان الميزان 2 : 489.
    وأما والده فهو مجهول لا يذكر بشيء وهو في طبقة من يروي عن مالك المتوفى سنة 179.


(112)
    فأين وأنى رأى سيدنا الحسين عليه السلام المستشهد سنة 61 ؟ وكيف أدرك معاوية الذي هلك سنة 60 ؟ وهل كانت الرؤية والادراك طيف خيال أو يقظة ؟ ثم لو صدقنا الأحلام فإن مقتضى هذه الأسطورة أن لا يكون معاوية من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله الذين يدخلهم الله الجنة لأنه كان يقنت بلعن علي أمير المؤمنين عليه السلام وولديه الإمامين سيدي شباب أهل الجنة ، إلى جماعة من الصلحاء الأبرار ، وحسبه ذلك مخزاة ، وهذا الأمر فيه وفي الطغام من بني أبيه المقتصين أثره وأتباعه المتبعين له على ذلك شرع سواسيه.
    ومن مقتضياتها أيضا خروج مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عن أولئك الزمرة المرحومة لأنه كان يقنت باللعن على معاوية وحثالة من زبانيته. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.
    ولازم هذا التلفيق إخراج من نال من عثمان فضلا عمن أجهز عليه وقتله عن شيعة آل محمد وهم أعيان الصحابة ووجوه المهاجرين والأنصار العدول كلهم عند القوم فضلا عن التشيع فحسب ، وهل يجسر على هذا التحامل أحد ؟ ففي قصارى القول أن أصدق كلمة حول هذه المهزأة إنه حديث زور لا مقيل له من الصحة ولا يسوغ الاعتماد عليه.
    32 ـ روى الخطيب عن أحمد بن محمد بن أبي بكر الأشناني عن محمد بن يعقوب الأصم عن السري بن يحيى عن شعيب بن إبراهيم عن سيف بن عمر عن وائل بن داود عن يزيد (1) البهي عن الزبير مرفوعا : اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة ، وبارك لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة ، وأجمعهم عليه ، ولا تنشر أمره ، اللهم وأعز عمر بن الخطاب ، وصبر عثمان بن عفان ، ووفق عليا ، واغفر لطلحة ، وثبت الزبير ، وسلم سعدا ، ووقر عبد الرحمن ، وألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان.
    قال الأميني : عقبه الخطيب بقوله : موضوع فيه ضعفاء أشدهم سيف وأوقفناك على ترجمة السري وشعيب وسيف من رجال الاسناد في الجزء الثامن ص 86 ، 143 ، 144 ، 335 ويكفي كل واحد منهم في اعتلال السند فضلا عن أن يجتمعوا.
1 ـ كذا والصحيح : عبد الله. هو مولى مصعب بن الزبير.

(113)
    33 ـ أخرج الخطيب قال : أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز البردعي حدثنا أبو الحبيش طاهر بن الحسين الفقيه حدثنا صدقة بن هبيرة بن علي الموصلي حدثنا عمر بن الليث حدثنا محمد بن جعفر حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا موسى بن خلف حدثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم بن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هبط جبرئيل ، فقال السلام عليك يا محمد ! إن الله قد أتحفك بهذه السفرجلة فسبحت السفرجلة في كفه بأصناف اللغات فقلنا : تسبح هذه السفرجلة في كفك ؟ فقال : والذي بعثني بالحق لقد خلق الله تعالى في جنة عدن ألف ألف قصر ، في كل قصر ألف ألف مقصورة ، في كل مقصورة ألف ألف سرير ، على كل سرير حوراء ، تجري من تحت كل سرير أربعة أنهار ، على كل نهر ألف ألف شجرة ، في كل شجرة ألف ألف غصن ، في كل غصن ألف ألف سفرجلة ، تحت كل سفرجلة ألف ألف ورقة ، تحت كل ورقة ألف ألف ملك ، لكل ملك ألف ألف جناح ، تحت كل جناح ألف ألف رأس ، في كل رأس ألف ألف وجه ، في كل وجه ألف ألف فم ، في كل فم ألف ألف لسان ، تسبح الله بألف ألف لغة ، لا يشبه بعضها بعضا ، ثواب ذلك التسبيح لمحبي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
    قال السيوطي في اللئالي 1 : 388 : موضوع ، صدقة يحدث عن المجاهيل ، ومحمد بن جعفر ترك أحمد التحديث عنه ، وموسى متروك.
    ونحن نقول : لعل رواية هذه السفسطة وأمثالها هي التي جعل المؤتمن الساجي سيئ الرأي في شيخ الخطيب المبارك بن عبد الجبار فرماه بالكذب وصرح بذلك كما في لسان الميزان 5 : 10 وهي التي تعرفك بقية رجال الاسناد ، والعاقل قط لا يثق بمن تكون هذه روايته ، وإليك البيان.
    1 ـ أبو طالب العشاري محمد بن علي بن الفتح ، ذكر الذهبي له في الميزان أحاديث حكم بوضعها فقال : قبح الله من وضعه ، والعتب إنما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشاري يروي هذه الأباطيل.
    وقال بعد ذكر توثيق الخطيب إياه : ليس بحجة.
    راجع ميزان الاعتدال 2 : 107.
    2 ـ أبو الحسن البردعي.
    قال الخطيب في تاريخه 2 : 253 : كتبت عنه وكان فيه


(114)
نظر ، مع أنه لم يخرج عنه من الحديث كبير شيء.
    3 ـ أبو الحبيش الفقيه. مجهول لا يعرف.
    4 ـ صدقة ، مجهول لا يذكر بخير ، ولا يعرف بجميل.
    5 ـ عمر بن الليث مجهول منكر.
    6 ـ محمد بن جعفر هو المدائني ، قال أحمد : سمعت منه ولكن لم أرو عنه قط ولا أحدث عنه بشيء أبدا ، وذكره العقيلي في الضعفاء وحكى قول أحمد ، وقال ابن قانع : ضعيف ، وقال ابن عبد البر : ليس هو بالقوي عندهم ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به (1).
    7 ـ موسى بن خلف العمي البصري.
    قال الآجري : ليس بذاك القوي ، وعن ابن معين ضعيف.
    وقال ابن حبان : أكثر من مناكير. وقال الدارقطني : ليس بالقوي يعتبر به (2).
    8 ـ إبراهيم بن أبي سعيد الخدري ، لم يذكر لأبي سعيد ابن بهذا الاسم وأحسب أن الصحيح [ إبراهيم النخعي عن أبي سعيد الخدري ] والله العالم.
    34 ـ أخرج النحاس في كتاب معاني القرآن قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا يحيى بن الضريس عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : إن أعرابيا قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات على ناقته العضباء فقال : إني رجل مسلم فأخبرني عن هذه الآية : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ، أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب و يلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق. الآية (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنت منهم ببعيد ولا هم ببعيد منك هم هؤلاء الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فاعلم قومك إن هذه الآية نزلت فيهم.
    ذكره القرطبي في تفسيره 10 : 398 : وقد روينا جميع
1 ـ تهذيب التهذيب 9 : 99.
2 ـ تهذيب التهذيب 10 : 342.
3 ـ سورة الكهف : 30 ، 31.


(115)
ذلك بالاجازة ، والحمد لله.
    قال الأميني : ألا تعجب من رجل التفسير العظيم يروي بالاجازة مثل هذا الكذب الصراح بالإسناد لواهي ، ويحمد ربه على تحريفه لكلم عن مواضعه وتقوله على ربه وعلى رسوله صلى الله عليه وآله ؟ ؟! أعوذ بالله من الرواية بلا دراية.
    في الاسناد : أحمد بن علي بن سهل المروزي ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 4 : 303.
    ولم يذكر كلمة في الثناء عليه كأنه لا يعرف منه إلا اسمه ، وذكره الذهبي في ـ الميزان وذكر له حديثا فقال : أورده ابن حزم وقال : أحمد مجهول (1).
    وفيه محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي التميمي ، قال يعقوب بن شيبة : كثير المناكير وقال البخاري : في حديثه نظر ، وقال النسائي : ليس بثقة. وقال الجوزجاني : ردي المذهب غير ثقة.
    وقال فضلك الرازي : عندي عن ابن حميد خمسون ألفا لا أحدث عنه بحرف.
    وقال صالح الأسدي : كان كلما بلغه عن سفيان يحيله على مهران ، وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بن أبي قيس ، ثم قال : كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه.
    وقال في موضع آخر : كانت أحاديثه تزيد ، وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه ، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض.
    وقال أيضا : ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين : سليمان الشاذكوني ، ومحمد بن حميد كان يحفظ حديثه كله.
    وقال محمد بن عيسى الدامغاني : لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلي جميع ما سمع فأخرج إلي جزازات فأحصيت جميع ما فيه : ثلاثمائة ونيفا وستين حديثا.
    قال جعفر : وأخرج ابن حميد عن هارون بعد بضعة عشر ألف حديث.
    وقال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة : سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومى بإصبعه إلى فمه فقلت له : كان يكذب ؟ فقال برأسه : نعم.
    فقلت له : كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه و يدلس عليه ، فقال : لا يا بني كان يتعمد ، وقال أبو نعيم بن عدي : سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا ، وأنه يحدث بما لم يسمعه ، وإنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين. وقال أبو العباس ابن سعيد :
1 ـ لسان الميزان 1 : 222.

(116)
سمعت داود بن يحيى يقول : سمعت ابن خراش يقول : ثنا ابن حميد وكان والله يكذب.
    وقال سعيد بن عمرو البرذعي : قلت لأبي حاتم : أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو ؟ فقال لي : كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين : إن عنده كتابا عن أبي زهير فأتيته فنظرت فيه فإذا الكتاب ليس هو من حديث أبي زهير وهي من حديث علي بن مجاهد فأبى أن يرجع عنه فقمت وقلت لصاحبي : هذا كذاب لا يحسن أن يكذب.
    قال : ثم أتيت محمد بن حميد بعد ذاك فأخرج إلي ذلك الجزء بعينه فقلت لمحمد بن حميد : ممن سمعت هذا ؟ قال : من علي بن مجاهد ، فقرأه وقال فيه : ثنا علي ابن مجاهد فتحيرت فأتيت الشاب الذي كان معي فأخذت بيده فصرنا إلى ذلك الشيخ فسألناه عن الكتاب الذي أخرجه إلينا فقال : قد استعاره مني محمد بن حميد.
    وقال أبو حاتم : فبهذا استدللت على أنه كان يومي إلى أنه أمر مكشوف.
    وقال ابن خزيمة : لا يروى عنه ، وقال النسائي : ليس بشيء قال الكتاني : فقلت له : البتة ؟ قال : نعم.
    قلت : ما أخرجت له شيئا ؟ قال : لا.
    وقال في موضع آخر : كذاب وكذا قال ابن وارة ، وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالمقلوبات (1).
    فمجمل القول في الرجل أنه كذاب مكثر والذي أثنى عليه فقد خفي عليه أمره أو كان ذلك قبل ظهور ما ظهر منه من سوء حاله ، قال أبو العباس بن سعيد : سمعت داود بن يحيى يقول : حدثنا عنه أبو حاتم قديما ثم تركه بآخره.
    وقال أبو حاتم الرازي سألني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل أن يظهر منه ما ظهر فقال أي شيء ينقمون منه ؟ فقلت : يكون في كتابه شيء فيقول : ليس هذا هكذا فيأخذ القلم فيغيره ، فقال : بئس هذه الخصلة.. إلخ.
    وقال أبو علي النيسابوري : قلت لابن خزيمة : لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه ، فقال : إنه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلا.
    35 ـ أخرج ابن عساكر من طريق علي بن محمد بن شجاع الربعي عن عبد الوهاب الميداني الدمشقي عن محمد بن عبد الله بن ياسر عن محمد بن بكار عن محمد بن الوليد عن داود بن سليمان الشيباني عن حازم بن جبلة بن أبي نصرة عن أبيه عن جده عن أبي سعيد
1 ـ تهذيب التهذيب 9 : 127 ـ 131.

(117)
الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر وعمر : والله إني لأحبكما بحب الله إياكما ، وإن الملائكة لتحبكما بحب الله لكما ، أحب الله من أحبكما وصل الله من وصلكما ، قطع الله من قطعكما ، وأبغض الله من أبغضكما في دنياكما وآخرتكما (1).
    رجال الاسناد :
    1 ـ عبد الوهاب الميداني. قال الذهبي نقلا عن الكتاني : كان فيه تساهل ، واتهم في لقي أبي علي بن هارون الأنصاري ، ميزان الاعتدال 2 : 160.
    2 ـ محمد بن عبد الله. في الميزان 3 : 85 : نكرة وحديثه [ يعني هذا الحديث ] منكر بمرة.
    3 ـ محمد بن بكار. نكرة لا يعرف ، قال ابن حزم : إنه مجهول. وقال الذهبي : صحيح إنه مجهول. راجع ميزان الاعتدال 3 : 31.
    4 ـ محمد بن الوليد. أحسبه ابن أبان القلانسي. كذاب كان يضع الحديث ومن أباطيله ما مر في هذا الجزء في فضيلة أبي بكر.
    5 ـ داود بن سليمان. قال الذهبي : قال الأزدي ضعيف جدا. الميزان 1 : 318.
    6 ـ خازم بن جبلة هو ووالده وجده مجاهيل لا يعرفون.
    36 ـ أخرج الأزدي عن محمد بن عمر الأنصاري عن كثير النواء عن زكريا مولى طلحة عن حسن بن المعتمر قال : سئل علي عن أبي بكر وعمر فقال : إنهما من الوفد السابقين إلى الله مع محمد ، ولقد سألهما موسى من ربه فأعطاهما محمدا (2).
    قال الأميني : قال الذهبي في الميزان 3 : 113 : خبر منكر : ضعفه الأزدي ، أقول : في الاسناد كثير النواء قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، بابه سعد (3) بن طريف ، و قال الجوزجاني : زائغ.
    وقال النسائي : ضعيف. وقال في موضع آخر : فيه نظر. وقال
1 ـ لسان الميزان 2 : 418 ، ج 5 : 229.
2 ـ لسان الميزان 5 : 321.
3 ـ سعد بن طريف مفرط في التشيع ضعيف الحديث جدا ، قال ابن حبان : كان يضع الحديث راجع تهذيب التهذيب 3 : 473.


(118)
ابن عدي : كان غاليا في التشيع مفرطا فيه.
    وعن محمد بن بشر العبدي : لم يمت كثير النواء حتى رجع عن التشيع (1).
    وزكريا مولى طلحة وشيخه مجهولان لا يعرفان ، هذا ما في الاسناد من العلل و ليس في رجاله ثقة ولا واحد ، ومتن الرواية أقوى شاهد على بطلانها.
    37 ـ أخرج أحمد في المسند 1 : 193 بإسناده عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، و علي في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة.
    وبهذا الاسناد أخرجه الترمذي في صحيحه 13 : 182 ، 183 وعن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن رسول الله نحوه. والبغوي في المصابيح 2 : 277.
    وأخرج أبو داود في سننه 2 : 264 من طريق عبد الله بن ظالم المازني قال : سمعت سعيد بن زيد بن عمرو قال : لما قدم فلان الكوفة أقام فلان خطيبا فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال : ألا ترى إلى هذا الظالم ؟ فأشهد على التسعة أنهم في الجنة ( فعدهم ) قلت : ومن العاشر ؟ فتلكأ هنيئة ثم قال : أنا.
    وأخرج من طريق عبد الرحمن الأخينس أنه كان في المسجد فذكر رجل عليا عليه السلام فقام سعيد بن زيد فقال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني سمعته وهو يقول : عشرة في الجنة : النبي في الجنة ، وأبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير بن العوام في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، ولو شئت لسميت العاشر قال : فقالوا : من هو ؟ فسكت قال : فقالوا : من هو ؟ فقال : هو سعيد بن زيد ، وبهذا الاسناد أخرجه الترمذي في جامعه 13 : 183 ، 186 ، وابن الديبع في تيسير الوصول 3 : 260 ، وذكره بالطريقين المحب الطبري في الرياض النضرة 1 : 20.
    قال الأميني : نحن لا نرى في هذه الرواية أهمية كبرى تدعم للعشرة المبشرة منقبة
1 ـ ميزان الاعتدال 2 : 352 ، لسان الميزان 5 : 321 ، تهذيب التهذيب 8 : 411.

(119)
رابية تخص بهم دون المؤمنين بعد ما جاء من البشائر الصادقة في الكتاب العزيز لكل من آمن بالله وعملا صالحا وإنه في الجنة.
    وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار. البقرة 25
    إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. التوبة 111
    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم فأولئك أصحاب الجنة. هود 23
    إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار. الحج 14
    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى. السجدة 19
    ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة. النساء 124
    ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة. غافر 40
    ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار. الفتح 7
    ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار. الطلاق 11
    وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار. التوبة 72
    وما أكثر من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وآله وقد صح عن الصادع الكريم : إن عليا وشيعته هم في الجنة ، وبشر صلى الله عليه وآله وسلم بذلك عليا عليه السلام (1) وصح عنه صلى الله عليه وآله قوله : آتاني جبريل فقال : بشر أمتك إنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، قلت : يا جبريل وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم.
    قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم.
    قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم وإن شرب الخمر (2).
1 ـ الغدير 3 : 78 ، 79 ط 2.
2 ـ أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبي ذر.


(120)
    وصح عنه صلى الله عليه وآله : أبشروا وبشروا من وراءكم : إنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة (1). وصح عنه صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى أو شرد على الله شراد البعير.
    قيل : يا رسول الله ! ومن أبى أن يدخل الجنة ؟ فقال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار (2) وصح عن جابر.
    إنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة قال : فكبرنا ثم قال : أرجو أن يكونوا ثلث الناس.
    قال : فكبرنا ثم قال : أرجو أن يكونوا الشطر (3). وصح عنه صلى الله عليه وآله : إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا (4) إلى صحاح كثيرة لدة هذه.
    فهؤلاء العشرة المبشرة إن كانوا مؤمنين حقا آخذين بحجزة الكتاب والسنة فهم من آحاد أهل الجنة لا محالة كبقية من أسلم وجهه لله وهو محسن.
    وهنالك أناس من الصحابة غير هؤلاء العشرة خصوا بالبشارة بالجنة وبشروا بلسان النبي الأقدس صلى الله عليه وآله منهم عمار بن ياسر وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام قوله : بشره بالجنة حرمت النار على عمار.
    وقال صلى الله عليه وآله : دم عمار ولحمه حرام على النار تأكله أو تمسه.
    وصح عنه صلى الله عليه وآله قوله : أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة.
    وصح عنه صلى الله عليه وآله : إن الجنة مشتاق إلى أربعة : علي بن أبي طالب ، وعمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، والمقداد.
    وفي رواية : اشتاقت الجنة إلى ثلاثة إلى علي وعمار وبلال.
    ( الغدير ) 9 وجاء في زيد بن صوحان عدة أحاديث في إنه من أهل الجنة.
    ( الغدير 9 : 41 ) وصح من طريق مسلم في عبد الله بن سلام إنه من أهل الجنة.
    ( صحيح مسلم 7 : 160 ).
1 ـ أخرجه أحمد والطبراني من طريق أبي موسى الأشعري.
2 ـ أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوايد 10 : 70.
3 ـ أخرجه أحمد والبزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح وكذلك أحد اسنادي أحمد ( مجمع الزوايد 10 : 403 ).
4 ـ راجع مجمع الزوايد 10 : 405 ـ 411.
الغدير ـ الجزء العاشر ::: فهرس