الغدير ـ الجزء العاشر ::: 271 ـ 280
(271)
    فهلم معي نسائلهم عن المبرر لعمل معاوية والأمويين منتسبا ونزعة وتابعيهم المجترحين لهذه السيئة المخزية وعن المغضين عنهم الذين أخرجوا إمام العدل صنو محمد صلى الله عليهما وآلهما عن حكم الخلفاء وعن حكم الصحابة بل وعن حكم آحاد المسلمين فاستباحوا النيل منه على رؤوس الاشهاد وفي كل منتدى ومجمع من دون أي وازع يزعهم ، فإلى أي هوة أسفوا بالإمام الطاهر عليه السلام ؟ حتى استلبوه الأحكام المرتبة على المواضيع الثلاثة : الخلافة. الصحبة. الاسلام. ولم يقيموا له أي وزن ، وما راعوا فيه أي حق ، وما تحفظوا له بأية كرامة ، وهو نفس الرسول صلى الله عليه وآله وزوج ابنته ، وأبو سبطيه ، وأول من أسلم له ، وقام الاسلام بسيفه ، وتمت برهنة الحق ببيانه ، واكتسحت المعرات عن الدين بلسانه وسنانه ، وهو مع الحق والحق معه ، وهو مع القرآن والقران معه ولن يفترقا حتى يردا على النبي صلى الله عليه وآله الحوض ، وما غير وما بدل حتى لفظ نفسه الأخير ، وهم يمنعون عن لعن الأدعياء ، وحملة الأوزار المستوجبين النار ، ويذبون عن الوقيعة في أهل العرة والخمور والفجور من طريد إلى لعين إلى متهاون بالشريعة إلى عائث بالأحكام إلى مبدل للسنة إلى مخالف للكتاب ومحالف للهوى إلى إلى إلى. إنا لله وإنا إليه راجعون.
    نعم : لعمر الحق كان الأمر كما قال عامر بن عبد الله بن الزبير لما سمع ابنه ينال من علي عليه السلام : يا بني إياك وذكر علي رضي الله عنه فإن بني أمية تنقصته ستين عاما فما زاده الله بذلك إلا رفعة. المحاسن والمساوي للبيهقي 1 : 40.
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم ويأبى الله
إلا أن يتم نوره


(272)
ـ 16 ـ
قتال ابن هند عليا أمير المؤمنين عليه السلام
    نحن مهما غضضنا الطرف عن شيء في الباب فلا يسعنا أن نتغاضا عن أن مولانا أمير المؤمنين هو ذلك المسلم الأوحدي الذي يحرم إيذاؤه وقتاله ، والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ، ومن المتسالم عليه عند أمة محمد صلى الله عليه وآله قوله : سباب المسلم ـ المؤمن ـ فسوق ، وقتاله كفر.
    وقد اقترف معاوية الإثمين معا فسب وقاتل سيد المسلمين جميعا ، وآذى أول من أسلم من الأمة المرحومة ، و آذى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد آذى الله ، إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة.
    على أنه سلام الله عليه كان خليفة الوقت يومئذ كيفما قلنا أو تمحلنا في أمر الخلافة وكان تصديه لها بالنص ، وإجماع أهل الحل والعقد ، وبيعة المهاجرين والأنصار ، ورضى الصحابة جمعاء ، خلا نفر يسير شذوا عن الطريقة المثلى لا يفتون في عضد جماعة ، ولا يؤثرون على انعقاد طاعة ، بعثت بعضهم الضغائن ، وحدت آخر المطامع ، واندفع ثالث إلى نوايا خاصة رغب فيها لشخصياته ، وكيفما كانت الحالة فأمير المؤمنين عليه السلام وقتئذ الخليفة حقا ، وإن من ناواه وخرج عليه يجب قتله ، وإنما خلع ربقة الاسلام من عنقه وأهل سلطان الله ، ويلقى الله ولا حجة له ، وقد جاء في النص الجلي قوله صلى الله عليه وآله : ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائنا من كان.
    وفي لفظ : فمن رأيتموه يمشي إلى أمة محمد فيفرق جماعتهم فاقتلوه.
    وفي لفظ الحاكم : فاقتلوه كائنا من كان من الناس. راجع صفحة 27 ، 28 من هذا الجزء.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من أتاكم وأمركم جمع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه. راجع ص 28 من هذا الجزء.
    وقوله صلى الله عليه وآله : من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات مات ميتة جاهلية ، ومن


(273)
قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية ، أو يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتل فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه (1).
    وقوله صلى الله عليه وآله ؟ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (2).
    وقوله صلى الله عليه وآله : من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من رأسه إلا أن يراجع ، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم ، قال رجل : يا رسول الله ! وإن صام وصلى ؟ قال : نعم وإن صام وصلى ، فادعوا بدعوة الله الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله (3).
    وقوله صلى الله عليه وآله من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه (4).
    وقوله صلى الله عليه وآله : ليس أحد يفارق الجماعة قيد شبر فيموت إلا مات ميتة جاهلية (5) وقوله صلى الله عليه وآله : من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية (6).
    وقوله صلى الله عليه وآله من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله (7).
    وقوله صلى الله عليه وآله من طريق معاوية نفسه : من فارق الجماعة شبرا دخل النار (8) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من فارق الجماعة ، واستذل الإمارة لقي الله ولا حجة له عند الله (9).
    وقوله صلى الله عليه وآله : اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة (10).
1 ـ صحيح مسلم 6 : 21 ، سنن البيهقي 8 : 156 ، مسند أحمد 2 : 296 ، تيسير الوصول 2 : 39.
2 ـ صحيح مسلم 6 : 22 ، سنن البيهقي 8 : 156.
3 ـ سنن البيهقي 8 : 147 ، مستدرك الحاكم 1 : 117 صدر الحديث.
4 ـ سنن البيهقي 8 : 157 ، مستدرك الحاكم 1 : 117.
5 ـ صحيح البخاري باب السمع والطاعة للإمام ، سنن البيهقي 8 : 157.
6 ـ تيسير الوصول 2 : 39 نقلا عن الشيخين.
7 ـ صحيح الترمذي 9 : 69 ، تيسير الوصول 2 : 39.
8 ـ مستدرك الحاكم 1 : 118.
9 ـ مستدرك الحاكم 1 : 119.
10 ـ صحيح البخاري باب السمع والطاعة ، صحيح مسلم 6 : 15 واللفظ للبخاري.


(274)
    أو هل ترى معاوية في خروجه على أمير المؤمنين عليه السلام ألف الجماعة ولازم الطاعة أو إنه باغ أهان سلطان الله واستذل الإمارة الحقة ، وخرج عن الطاعة ، وفارق الجماعة وخلع ربقة الاسلام من رأسه ؟ النصوص النبوية ، تأبى إلا أن يكون الرجل على رأس البغاة كما كان على رأس الأحزاب يوم كان وثنيا ، وما أشبه آخره بأوله ، ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين بقتاله ، وإن من يقتل عمارا هي الفئة الباغية ، ولم يختلف اثنان في أن أصحاب معاوية هم الذين قتلوه ، غير أن معاوية نفسه لم يتأثر بتلك الشية ولم تثنه عن بغيه تلكم القتلة وأمثالها من الصلحاء الأبرار الذين ولغ في دمائهم.
    أضف إلى ذلك أن معاوية هو الخليفة الأخير ببيعة طغام الشام وطغاتهم إن كانت لبيعتهم الشاذة قيمة في الشريعة ، وقد حتم الاسلام قتل خليفة مثله بقول نبيه الأعظم صلى الله عليه وآله : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما.
    وقوله صلى الله عليه وآله : ستكون خلفاء فتكثر قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم.
    وقوله صلى الله عليه وآله : من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر.
    وهذه الأحاديث الصحيحة الثابتة (1) هي التي تصحح الحديث الوارد في معاوية نفسه وإن ضعف إسناده عند القوم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (2) وهو المعاضد بما ذكره المناوي في كنوز الدقائق ص 145 من قوله صلى الله عليه وآله : من قاتل عليا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان.
    وبعد أن ترائت الفئتان أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وطغمة معاوية حكم فيهم كتاب الله تعالى بقوله : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله (3) وبها استدل أئمة الفقه كالشافعي على قتال أهل البغي (4) وأصحاب معاوية هم الفئة الباغية بنص من
1 ـ راجع صفحة 27 ، 28 ، 272 من هذا الجزء.
2 ـ راجع صفحة 142 من هذا الجزء.
3 ـ سورة الحجرات : 9.
4 ـ سنن البيهقي 8 : 171.


(275)
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله (1).
    وقال محمد بن الحسن الشيباني الحنفي المتوفى 187 : لو لم يقاتل معاوية عليا ظالما له متعديا باغيا كنا لا نهتدي لقتال أهل البغي ( الجواهر المضيئة 2 : 26 ).
    قال القرطبي في تفسيره 16 ص 137 : في هذه الآية دليل على وجوب قتال الفئة الباغية المعلوم بغيها على الإمام أو على أحد من المسلمين.
    وقال : قال القاضي أبو بكر بن العربي : هذه الآية أصل في قتال المسلمين ، والعمدة في حرب المتأولين ، وعليها عول الصحابة ، وإليها لجأ الأعيان من أهل الملة ، وإياها عني النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : تقتل عمارا الفئة الباغية.
    وقوله عليه السلام في الخوارج : يخرجون على خير فرقة أو على حين فرقة.
    والرواية الأولى أصح لقوله عليه السلام : تقتلهم أولى الطائفتين إلى الحق ، وكان الذي قتلهم علي بن أبي طالب ومن كان معه.
    فتقرر عند علماء المسلمين وثبت بدليل الدين أن عليا رضي الله عنه كان إماما ، وإن كل من خرج عليه باغ وأن قتاله واجب حتى يفئ إلى الحق وينقاد إلى الصلح.
    وقال الزيلعي في نصب الراية 4 ص 69 : وأما إن الحق كان بيد علي في نوبته فالدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية.
    ولا خلاف أنه كان مع علي وقتله أصحاب معاوية ، قال إمام الحرمين في كتاب الارشاد : وعلي رضي الله عنه كان إماما حقا في ولايته ، ومقاتلوه بغاة ، وحسن الظن بهم يقتضي أن يظن بهم قصد الخير وإن أخطأوه ، وأجمعوا على أن عليا كان مصيبا في قتال أهل الجمل ، وهم طلحة ، والزبير ، وعائشة ، ومن معهم ، وأهل صفين وهم معاوية وعسكره وقد أظهرت عائشة الندم (2).
    وحقا قالت عائشة : ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الأمة من هذه الآية : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا (3) وأم المؤمنين هي أول من رغبت عن هذه الآية وضيعت حكمها ، وخالفها وخرجت من عقر دارها ، وتركت خدرها وتبرجت تبرج الجاهلية الأولى ، وحاربت إمام زمانها ، ولعلها ندمت وبكت حتى بلت خمارها ، ولما...
1 ـ راجع ما أسلفناه في الجزء الثالث.
2 ـ هكذا حكاه الزيلعي عن الارشاد وأنت تجده محرفا عند الطبع ، راجع الارشاد ص 433.
3 ـ السنن الكبرى للبيهقي 7 : 172 ، مستدرك الحاكم 2 : 156.


(276)
    ومن هنا وهناك كان مولانا أمير المؤمنين عليه السلام يوجب قتال أهل الشام ويقول : لم أجد بدا من قتالهم أو الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
    وفي لفظ : ما هو إلا الكفر بما نزل على محمد ، أو قتال القوم (1).
    وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر وجوه أصحابه كأمير المؤمنين ، وأبي أيوب الأنصاري وعمار بن ياسر ، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقد مرت أحاديثه في الجزء الثالث ص 167 ـ 170 وكان من المتفق عليه عند السلف : إن القاسطين هم أصحاب معاوية.
    فبأي حجة ولو كانت داحضة كان معاوية الذي يجب قتله وقتاله يستسيغ محاربة علي أمير المؤمنين ؟ وبين يديه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إن كان ممن يقتص أثرهما وفي الذكر الحكيم قوله سبحانه : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر (2) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (3) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (4) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون (5).
    فلم يكن القتال أول فاصل لنزاع الأمة قبل الرجوع إلى محكمات الكتاب ، وما فيه فصل الخطاب من السنة المباركة ، ولذلك كان مولانا أمير المؤمنين يتم عليهم الحجة بكتابه وخطابه منذ بدء الأمر برفع الخصومة إلى الكتاب الكريم وهو عدله ، وكان يخاطب وفد معاوية ويقول : ألا إني أدعوكم إلى كتاب الله عزوجل وسنة نبيه ( تاريخ الطبري 6 : 4 ) ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية ومن قبله من قريش قوله : ألا وإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، وحقن دماء هذه الأمة. شرح نهج البلاغة 1 : 19.
1 ـ نهج البلاغة 1 : 94 ، كتاب صفين ص 542 ، مستدرك الحاكم 3 : 115 ، الشفا للقاضي عياض ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 183 ، البحر الزخار 5 : 415.
2 ـ سورة النساء : 59.
3 ـ سورة المائدة : 44.
4 ـ سورة المائدة : 47.
5 ـ سورة المائدة : 45.


(277)
    فلم يعبئوا به إلا بعد ما اضطروا إلى التترس به ، وقد أخبر بذلك الإمام قبل وقوع الواقعة فيما كتب إلى معاوية : وكأني بك غدا وأنت تضج من الحرب ضجيج الجمال من الأثقال ، وستدعوني أنت وأصحابي إلى كتاب تعظمونه بألسنتكم ، وتجحدونه بقلوبكم. شرح ابن أبي الحديد 3 : 411 ، ج 4 : 50.
    وفي كتاب آخر له عليه السلام إليه وكأني بجماعتك تدعوني ـ جزعا من الضرب المتتابع والقضاء الواقع ، ومصارع بعد مصارع ـ إلى كتاب الله ، وهي كافرة جاحدة ، أو مبايعة حائدة ( نهج البلاغة 2 : 12 ) فقد صدق الخبر الخبر واتخذوه جنة مكرا وخداعا يوم رفعت المصاحف وكانوا كما قال مولانا أمير المؤمنين يومئذ : عباد الله إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية ، وعمرو بن العاص ، وابن أبي معيط ، وحبيب بن مسلمة ، وابن أبي سرح ، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، إني أعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالا ، وصحبتهم رجالا ، فكانوا شر أطفال وشر رجال ، إنها كلمة حق يراد بها الباطل ، إنهم والله ما رفعوها إنهم يعرفونها ويعملون بها ، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة (1) ولم يأل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم جهدا في تحذير المسلمين عن التورط في هذه الفتنة العمياء بخصوصها ، ويعرفهم مكانة أمير المؤمنين ، ويكرههم مسه بشيء من الأذى من قتال أو سب أو لعن أو بغض أو تقاعد عن نصرته ، ويحثهم على ولائه و اتباعه واقتصاص أثره والكون معه بعد ما قرن الله ولايته بولايته وولاية الرسول وطاعته بطاعتهما فقال : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2) وقوله تعالى : (3) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (4).
    لكن معاوية لم يقنعه الكتاب والسنة فباء بتلكم الآثام كلها ، وجانب هاتيك الأحكام الواجبة جمعاء ، فكان من القاسطين وهو يرأسهم ، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا (5)
1 ـ راجع ما أسلفناه من كلمات الإمام عليه السلام ففيها المقنع لطالب الحق.
2 ـ راجع ما فصلناه في الجزء الثاني ص 52 ط 2 ، وص 58 ، و ج 3 ص 141 ـ 147.
3 ـ سورة النساء : 59.
4 ـ صحيح البخاري باب التفسير ، كتاب الأحكام ، صحيح مسلم 6 : 13.
5 ـ سورة الجن : 15.


(278)
    نعم : لم يقنع معاوية قوله صلى الله عليه وآله : علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
    وقوله صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني.
    وقوله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروني. بم تخلفوني فيهما.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من يريد أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة.
    وقوله صلى الله عليه وآله : إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني.
    وقوله صلى الله وعليه وآله وسلم : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.
    وقوله صلى الله عليه وآله : لما نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم له : أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
    وقوله صلى الله عليه وآله في حديث : علي أمير المؤمنين ، إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ، ولو أن عبدا عبد الله بين ـ الركن والمقام ألف عام وألف عام ، حتى يكون كالشن البالي ولقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم.
    وقوله صلى الله عليه وآله له : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق.
    وقوله صلى الله عليه وآله آخذا بيد الحسن والحسين : من أحبني وأحب هذين وأباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.


(279)
    وقوله صلى الله عليه وآله : علي مني بمنزلة رأسي من بدني.
    وقوله صلى الله عليه وآله ، والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار.
    وقوله صلى الله عليه وآله له : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك و كذب فيك.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحبني فليحب عليا ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل ، ومن أبغض الله أدخله النار.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تسبوا عليا فإنه ممسوس بذاك الله.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : هذا أمير البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله.
    وقوله صلى الله عليه وآله : من آذى عليا فقد آذاني.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أوحي إلي في علي ثلاث : إنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، و قائد الغر المحجلين.
    وقوله صلى الله عليه وآله : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله عزوجل ، ومن سب الله كبه الله على منخريه في النار.
    وقوله : صلى الله عليه وآله : لو أن عبدا عبد الله سبعة آلاف سنة ثم أتى الله عزوجل ببغض علي بن أبي طالب جاهدا لحقه ، ناكثا لولايته ، لأتعس الله خيره ، وجدع أنفه.
    وقوله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام : سجيته سجيتي ، ودمه دمي ، وهو عيبة علمي ، لو أن عبدا من عباد الله عزوجل عبد الله ألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله عزوجل مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله على منخره يوم القيامة في نار جهنم.
    وقوله صلى الله عليه وآله لعلي : يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا ، وصلوا حتى يكونوا كالاوتار ، ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار وقوله صلى الله عليه وآله : لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب علي الجواز.
    وقوله صلى الله عليه وآله : لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براة بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على الجنة ، فيدخل محبيه الجنة ، ومبغضيه النار.
    وقوله صلى الله عليه وآله : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ،


(280)
والولاية لآل محمد أمان من العذاب.
    وقوله صلى الله عليه وآله : يا أيها الناس ، أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فإنه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق.
    وقوله صلى الله عليه وآله : سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا ، على الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيئ.
    وقوله صلى الله عليه وآله لعلي : أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين ، و يأتي أعداؤك غضابا مقمحين.
    قال : ومن عدوي ؟ وقال : من تبرأ منك ولعنك.
    وقوله صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ألزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله عزوجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا.
    وقوله صلى الله عليه وآله : لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار.
    وقوله صلى الله عليه وآله : إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي وإني سائلكم غدا عنهم.
    وقوله صلى الله عليه وآله : وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا ، فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلا.
    وقوله صلى الله عليه وآله : وقد خيم خيمة وفيها علي وفاطمة والحسن والحسين : معشر المسلمين أنا سلم من سالم أهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، ولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ المولد.
    40 ـ وقوله صلى الله عليه وآله : إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.
    هذا مولانا أمير المؤمنين وهذا غيض من فيض مما جاء في ولائه وعدائه ، فأي صحابي عادل عاصر نبي الرحمة ووعى منه هاتيك الكلمات الدرية وشاهد مولانا عليه السلام
الغدير ـ الجزء العاشر ::: فهرس