الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: 191 ـ 200
(191)
أثبت من الرؤية ألا وهو القرآن الكريم ، على حين إنه معتضد بالاعتبار والبرهنة الصادقة من لزوم نوع المعجز لمثل المسيح من الأنبياء والحجج من الذين عصمهم الله من كل هوى سائد وطهرهم تطهيرا.
    ونحن إلى الغاية لم نعرف سر إحياء السيد باعلوي أم ولد الحاكم ، هل كان للتحفظ على حياة الرجل وقد قال : إن لم يحي الله هذه مت أنا أيضا ؟. والرائد لا يكذب.
    وكان المجتمع في حاجة ماسة إلى حياته ، أو كان لإبقائه في عقيدته.
    وكان في نزوعه عنها خسارة أمة محمد صلى الله عليه وآله ؟ أو كان لكلا الأمرين مزدوجا ؟ وهل يعمان هما كل من يدعيهما في موت من يحبه ؟ أو يخصان بالحاكم ؟ أو يقصران على من شاء السيد باعلوي إحياءه ؟ مشكلات لا تنحل.

ـ 94 ـ
أبو بكر باعلوي ينجي المستغيث
    ذكر شمس الدين العيدروسي في ( النور السافر ) ص 84 عن الأمير مرجان أنه قال : كنت في نفر من أصحاب لي في محطة صنعاء الأولى فحمل علينا العدو فتفرق عني أصحابي وسقط بي فرسي لكثرة ما أثخن من الجراحات فدار بي العدو حينئذ من كل جانب فهتفت بالصالحين ، ثم ذكرت الشيخ أبا بكر رضي الله عنه ، وهتفت به فإذا هو قائم ، فوالله العظيم لقد رأيته نهارا ، وعاينته جهارا ، أخذ بناصيتي وناصية فرسي ، وشالني من بينهم حتى أوصلني المحطة ، فحينئذ مات الفرس ونجوت أنا ببركته رضي الله عنه ونفع به.

ـ 95 ـ
السروي يطير ويرسم للفأر
    قال ابن العماد في شذرات الذهب 8 : 187 : توفي شمس الدين محمد السروي الشهير بابن الحمائل سنة 932 ، وكان كثير الطيران من بلد لآخر ، وكان يغلب عليه الحال ليلا ، فيتكلم بألسنة غير عربية من عجم وهند ونوبة وغيرها.
    إلى أن قال : ومن كراماته : إنه شكى له أهل بلد كبير الفأر في مقات البطيخ فقال لرجل : ناد في الغيط : رسم لكم محمد بن أبي الحمائل أن ترحلوا ، فلم يبق فيها فأر ، فسأله أهل


(192)
بلد آخر في ذلك فقال : الأصل الإذن ولم يفعل.
    قال الأميني : تصك الآذان مكرمة الطيران من بلد إلى آخر ، ولم تجدها في الأمم السالفة حتى في معاجز الأنبياء ، مرحبا بأمة محمد صلى الله عليه وآله يوجد فيها من يطير بلا جناح موهوب لجعفر بن أبي طالب عليهما السلام الذي يطير به في الجنة ، أو يتجول به في ذلك العالم اللطيف ، ولا بدع إذ الأمة للرقي والتقدم ، ويوم جعفر غير يوم أبي الحمائل ، واكتشافات القرن العشرين غير القرون الأولى وعصور الأمم الغابرة.
    ومن غلبة الحال على أهل الحال ليلا يتأتى التوسع في اللغات ، ويمكن للرجل التكلم بأي لغة ، إذا الليل له شأن من الشأن ، ولغاتها غير لغات النهار ، وهناك جزر ومد ، ولف ونشر على قسميه : مرتبا ومشوشا ، نعوذ بالله من هذيان الليل ، وسفه النهار.
    ولو كان في تلك البلدة لفيف من الهر لاحتمل تصديق هجرة الفئران ، ولأغنوا الناس عن معجزة السروي ، لكن كفيت الهررة القتال بابن الحمائل ، فمرحبا به وبرسمه.

ـ 96 ـ
ذويب يمشي على الماء
    قال في شذرات الذهب 8 ص 269 : توفي الشيخ علي ذويب سنة 947 وكان يمشي كثيرا على الماء فإذا أبصره أحد اختفى ، وكان يرى كل سنة بعرفة ويختفي من الناس إذا عرفوه.

ـ 97 ـ
فتح الحجرة الشريفة للعبادي
    كان سراج الدين عمر العبادي المصري الشافعي الإمام صاحب شرح قواعد الزركشي في مجلدين المتوفى سنة 947 لما حج وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحت له الحجرة الشريفة والناس نيام من غير فاتح فدخلها وزار ثم خرج فعادت الأقفال كما كانت رحمه الله تعالى (1).
1 ـ شذرات الذهب 8 : 269.

(193)
ـ 98 ـ
زيادة النيل بأمر الصديقي
    توفي الشيخ محمد بن أبي الحسن محمد ـ حفيد أبي بكر الصديق البكري الصديقي الشافعي المصري سنة 993 ، ومؤلفاته تنيف على أربعمائة تأليف ، ومن كراماته إنه لما نقص بحر النيل في بعض السنين قال لعبده الحبشي مندل : إنزل يا مندل ! قل للبحر يقول لك الشيخ أبو الحسن البكري : زد.
    أو نحو هذه العبارة ، فقال العبد كما أمره ، فما مضت ساعة يسيرة إلا وقد ظهر فيه زيادة كثيرة (1).
    مرت لدة هذه الكرامة في بحر النيل للخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، راجع الجزء السابع ص 83 ، 84 ط 1.

ـ 99 ـ
كرامات وخوارق
    قال صاحب ( النور السافر ) ص 313 : كان الشيخ علوي بن الشيخ محمد بن علي من آيات الله الكبرى وهو من أمثال الشيخ ، ومن مناقبه : إنه كان يعرف الشقي من السعيد ، ويحيي ويميت بإذن الله تعالى ، ويقول للشيء : كن ، فيكون بإذن الله. إلى غير ذلك من الكرامات العظيمة والخوارق العجيبة التي لا يشاركه فيها غيره.
ـ 100 ـ
عجائب وغرائب
    قال العيدروسي في ( النور السافر ) ص 85 : إعلم أن كرامات الأولياء حق.
    والدليل على وقوعها موجود من المنقول والمعقول.
    أما المنقول فهو ما ثبت في القرآن العزيز فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قصة مريم وجريح وغيرهم الذين ليسوا أنبياء ووقعت على أيديهم.
    وما روي عن الصديق رضي الله عنه وكان أخبر عند موته امرأته تلد بنتا ، وكانت إذا ذاك حاملا.
    وعن الفاروق رضي الله عنه في قصة سارية المشهورة.
1 ـ النور السافر ص 429.

(194)
    وعن ذي النورين رضي الله عنه في الرجل الذي دخل عليه وقد نظر إلى امرأة أجنبية فكاشفه بذلك.
    وعن المرتضى رضي الله عنه في الأسود الذي قطع يده ثم ردها مكانها فعادت كما كانت.
    وأما ما نقل من ذلك عن أولياء الله تعالى فكثير جدا ، من ذلك ما وقع لبعض الأولياء وهو على جبل فقال : إن من أولياء الله من إذا قال لهذا الجبل : تحرك ، لتحرك.
    فتحرك الجبل من قوله ، فقال له : أسكن إنما ضربت بك مثلا.
    وكما قال ذو النون المصري للسرير : طف بالبيت.
    فطاف ثم عاد إلى مكانه و كان هناك شاب فصاح الشاب حتى مات.
    الكلام هذه مائة كرامة أو أسطورة أو أكذوبة أو قصص خرافة إلى مئات لداتها من الخوارق والقصص المبثوتة في حلية الأولياء لأبي نعيم ، وتاريخ بغداد للخطيب ، و صفة الصفوة لابن الجوزي ، والمنتظم له ، ومناقب أحمد بن حنبل له ، وتاريخ الشام لابن عساكر ، وتاريخ ابن خلكان ، والبداية والنهاية لابن كثير ، وطبقات الشافعية للسبكي ، ومناقب أبي حنيفة للخوارزمي ، ومناقب أبي حنيفة للكردري ، وشذرات الذهب ، ومرآة الجنان ، وروض الرياحين ، والكواكب الدرية ، والروض الفائق ، والطبقات الكبرى للشعراني ، وتنبيه المغترين له ، والفتح الرباني والفيض الرحماني ، وأنيس الجليس للسيوطي ، وشرح الصدور له ، ولطائف المنن والأخلاق ، وبهجة الأسرار للشيخ نور الدين الشافعي ، وقلائد الجواهر للشيخ محمد الحنبلي ، ومشارق الأنوار ، والنور السافر ، وتفريح الخاطر ، وعمدة التحقيق.
    إلى تآليف كثيرة من كتب التاريخ ومعاجم التراجم المشحونة بالمخاريق والطامات.


(195)
خاتمة البحث
    فذلكة المقام والقول الحاسم بعد هذه الأبحاث المطنبة المفصلة في غضون الجزء السادس وهلم جرا إلى هذه الصحيفة ، في ذكريات الخلفاء الثلاثة ، ومن بعدهم رابعهم : معاوية بن أبي سفيان ، ومن اقتص أثرهم من الصحابة ومن بعدهم من الذين سموهم بالأولياء والأئمة والعلماء ، من شتى نواحيها ، إن الغاية الوحيدة هو تعريف الملأ الديني بالغلاة في الفضائل ، ومن ذا الذي يحق له هذا الاسم ( الغالي ) ؟ هل هو في أولئك الذين تمسكوا بحجزة أهل بيت الوحي الرافلين في حلل الفضائل والفواضل ، الممدوحين بلسان الوحي ، ومنطق الذكر الحكيم ، ونصوص نبي الاسلام عند فرق المسلمين جمعاء ، ولقد طأطأت لهم المفارق ، وخضعت لهم الرقاب ، ولم يبقوا في مستوى المآثر و المفاخر مرتقى إلا وتسنموه ، ولا مبوأ كرامة إلا وحلوا فيه ؟! أو هل تجد الغالي في هؤلاء الذين ذكرناهم أم في المقتصين أثر قوم ليس لهم نصيب من الفضل إلا أحاديث مفتعلة ، وفخفخات كاذبة ، وتمحلات باردة ، وأساطير مسطرة ، ولهم تاريخ حشوه المخازي تمضي معه الهفوات أينما سلك ؟!.
    ومن هوان الدهر إن المربي بهؤلاء عن حدودهم ، والمثبت لهم ما لا يثبته لهم العقل والمنطق ، وما هو خارج عن طورهم ، ومبائن لنفسياتهم لا يعد غاليا ، ولكنما الغلاة هم المتحيزون إلى فئة الوحي ، وأسرة النبوة ، ومنبسق أنوار الهدى ، الذين لا يطيش سهمك في أي مأثرة من مآثرهم ؟ ولا يخفق ظنك في أي من تقدمهم ورقيهم ونبوغهم ، وهم المخولون من المولى سبحانه بأكثر من ذلك النزر اليسير الذي ذكرته لهم الرواة ، ولهجت به أئمة الحديث ، وحفاظ الأثر في المستفيض والمتواتر من الصحاح والمسانيد.
    وإنما عقدنا هذه الأبحاث الضافية لتنوير البصائر وتنبيه الأفكار ، حتى يميز القارئ الغالي من القالي ، وما دعمته البرهنة الصحيحة الصادقة ، مما أثبتته التافهات ، ونسجته يد الافتعال والاختلاق.
    ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ، أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ، ما نزل الله بها من سلطان ، فانتظروا إني معكم من المنتظرين.


(196)
فهرست شعراء الغدير في هذا الجزء
    ضياء الدين الهادي الوفاة 822
    الحسن آل أبي عبدالكريم
    الشيخ ابراهيم الكفعمي الوفاة 905
    الشيخ حسين العاملي الوفاة 984
    ابن أبي شافين الوفاة بعد 1001
    زين الدين الحميدي الوفاة 1005
    الشيخ بهاء الدين العاملي الوفاة 1031
    الشيخ محمد الحرفوشي الوفاة 1059
    السيد ابن أبي الحسن الوفاة 1068
    الشيخ حسين الكركي الوفاة 1076
    أشرف الدين اليمني الوفاة 1079
    السيد أبو علي اليمني الوفاة 1079
    السيد أبو المعتوق الوفاة 1087
    السيد علي خان المشعشعي الوفاة 1088
    السيد ضياء الدين الوفاة 1096
    المولى محمد طاهر القمي الوفاة 1098
    القاضي جمال الدين
    أبو محمد ابن الشيخ صنعان
    الشيخ محمد الحر العاملي الوفاة 1104
    الشيخ أحمد البلادي
    شمس الأدب اليمني الوفاة 1119
    السيد علي خان المدني الوفاة 1120
    الشيخ عبدالرضا المقري الوفاة ح 1120
    الشيخ علم الهدى ابن الفيض
    الشيخ علي العاملي
    المولى مسيحا الفسوى الوفاة 1127
    الشيخ ابن بشارة الوفاة 1138
    الشيخ ابراهيم البلادي
    الشيخ ابو محمد الشويكي الخطي
    السيد حسين الرضوي الوفاة 1156
    السيد بدر الدين اليمني المولود الوفاة 1062


(197)
بقية الشعراء
في القرن التاسع
ـ 75 ـ
ضياء الدين الهادي
المولود 758
المتوفى 822
الحمد لله باري الروح والنسم ثم الصلاة على أعلى الورى شرفا محمد المصطفى المختار من مضر دع ما يقول النـصارى في نبيهم وبعد : فالعلم منجاة لصاحبه وأفضل العلم عند العارفين به علم أناف على كل العلوم له عليك بالنـظر الفكري فهو طري وخالق الخلق والمختص بالقدم وأكرم الناس من عرب ومن عجم وخاتم الرسل والمحمود في الشيم من الغلو وقل ما شئت واحتكم فاشدد بعروته كفيك واعتصم علم الكلام لما فيه من الحكم فضل التقدم فارغب فيه واغتنم ق العلم بالله فانظر ثم واستقم
    ومن هنا استرسل شاعرنا الهادي في مباحث علم الكلام ، وأدلى ما عنده من الحجج في مسائل ، ومما أفاضه في باب الإمامة قوله :
هذا ومذهبنا إن الإمام عقيب أعني عليا أمير المؤمنين ومن الله أنزل آيات مباركة وقال فيه رسول الله سيدنا : من كنت مولاه أي أولى به فعلي المصطفى حيدر الأبطال والبهم بالعطف خص من الرحمان ذي القسم في فضله عدها لي غير منتظم يوم ( الغدير ) بخم يوم حجهم أولى به وهو مولاهم بكلهم


(198)
قام النبي خطيبا في معسكره وشال ضبعا كريما من أبي حسن كي لا يقال : بأن النص مكتتم فهو الخليفة بعد المصطفى وله وكان سابقهم في كل مكرمة وكان أول من صلى لقبلتهم وكان أقربهم قربى وأفضلهم وكان أشرفهم هما وأرفعهم وكان أعبدهم ليلا وأكثرهم وكان أفصحهم قولا وأبلغهم وكان أحسنهم وجها وأوسعهم وكان أغزرهم جودا وأدونهم فكيف تقدمه من لا يماثله وفي الشجاعة والفضل العظيم وفي بهذه الخطبة الغرا لجمعهم في يوم حر شديد اللفح مضطرم ما كان إلا صريحا غير مكتتم فضل التقدم لم يسجد إلى صنم وكان في كل حرب ثابت القدم وأعلم الناس بالقرآن والحكم رغبى وأضربهم بالسيف في القمم في همه فهو عالي الهم والهمم صوما إذا الفاجر المسكين لم يصم نطقا وأعدلهم حكما لمحتكم صدرا وأطهرهم كفا لمسلتم مالا فطال على الأطواد والأدم في العلم والحلم والأخلاق والشيم التدبير والورع المشهور والكرم
( ما يتبع الشعر )
    وقفنا على نسخة مخطوطة من هذه المنظومة في طهران عاصمة البلاد الفارسية ومعقد لوائها الملكي ، وهي تحتوي على سبعة ومأتين بيتا نظم بها الخلاصة ، للشيخ حسن الرصاص ، كتبت في 25 صفر عام ألف واثنين وستين ، وعليها خط العلامة السيد محمد بن إسماعيل اليماني الصنعاني الحسيني المتوفى 1182 ، وهو أحد شعراء الغدير يأتي ذكره إنشاء الله تعالى.


(199)
( الشاعر )
    السيد جمال ضياء الدين الهادي بن إبراهيم بن علي المتوفى 784 ، ابن المرتضى المتوفى 785 ، ابن الهادي بن يحيى بن الحسين بن القسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (1) اليمني الصنعاني الزيدي.
    أحد رجالات اليمن وأعلامها المتضلعين من فنون العلم والأدب ، ترجمه صاحب (2) ( مطلع البدور ) قال : قال العلامة ابن الوزير في تاريخهم : إنه لم تسمح بمثله الأعصار في أولاد الإمام الهادي ، كان جامع شتات العلوم ، وشاطرها في المنثور والمنظوم ، ولد في ( شظب ) ولما قرأ القرآن أخذه والده مع ابن عمه محمد بن أحمد المرتضى إلى ( صعدة ) وكان يحملهما قليلا متى تعيا من السير لصغرهما حتى وصلوا ( صعدة ) فقرء مدة في أنواع العلوم العربية وغيرها على عميه : المرتضى بن علي وأحمد بن علي ، وقرأ التفسير على الشيخ العلامة ترجمان أهل عصره إسماعيل بن إبراهيم بن عطية البحراني ، وعلوم الأدب على الفقيه العلامة محمد بن علي بن ناجي العالم المشهور ، قرأ عليه ديوان المتنبي وغيره.
    والأصولين ، والفروع على القاضي العلامة ملك العلماء عبد الله بن الحسن الدواري ، وعلى عمه المرتضى بن علي الذي كان إماما في علم الكلام ، وكذا على عمه أحمد بن علي ، وحصلت له إجازات وطرق سماعية ، منها : سماعه لجامع الأصول بمكة المشرفة على قاضي الحرم محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المخزومي في سنة حجه ، ولد رسائل ومسائل وأشعار ومنظومات لا تحصى ، حتى قال شيخه الفقيه محمد بن علي بن ناجي : إنه المراد بقول النبي صلى الله عليه وآله يكون رجل من ولد الحسن ينفث بالشعر كما ينفث الأفعى بالسم.
    ومن تصانيفه : كفاية القانع في معرفة الصانع ، نظم الخلاصة (3) شرحها ، الطرازين المعلمين في المفاخرة بين الحرمين ، التفصيل في التفضيل ، الرد على ابن
1 ـ كذا سرد نسبه شمس الدين السخاوي في [ الضوء اللامع ] 6 ص 272 في ترجمة أخيه محمد.
2 ـ أحمد بن صالح بن محمد بن أبي الرحال اليمني المتوفى بصنعاء سنة 1092.
3 ـ تأليف العلامة الشيخ حسن الرصاص.


(200)
العربي ، هداية الراغبين إلى مذهب أهل البيت الطاهرين ، الرد على الفقيه علي بن سليمان في العارضة والناقضة ، وكلها موجودة ومن أحسنها : كاشفة الغمة عن حسن سيرة إمام الأمة ، وكريمة العناصر في الذب عن سيرة الإمام الناصر ، والسيوف المرهفات على من ألحد في الصفات ، ونهاية التنويه في إزهاق التمويه في الرد على نشوان ، ومن شعره قصيدته ( المنسك ) أولها :
بعث الهوى شوقي إلى أم القرى
    وله مراجعات ومراسلات ومشاعرات بينه وبين علماء اليمن الأسفل كإسماعيل المقري ، والنظاري ، وابن الخياط ، الذي استجاز منه ، وبين أهل تهامة مثل بني الناشري ، والنفيس العلوي الحنفي المذهب ، العتكي النسب ، بين علماء المخاليف والحواز مثل الفقيه محمد بن الحسن بن سود العابد المشهور أحد الواصلين في علم الطريقة وغيرهم ، وكان منتشر الذكر عند جميع الأكابر في جميع البلاد حتى في مصر مع غلظة أهلها ، وقد ذكره وذكر أخاه محمد الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني المصري في تاريخه وأثنى عليهما.
    توفي بذمار تاسع عشر ذي حجة سنة 822 ومولده يوم الجمعة السابع والعشرين من المحرم سنة 758 وموته كان عظيما على أهل البيت حيث منعوا بعده عما كان معتاد أهل الأموال في المدائن والأمصار ، ورثاه عدة من الناس وأحسن مراثيه ما رثاه الفقيه الأديب عبد الله بن عتيق المعروف بالمزاح المروعي.
    إنتهى ما في [ مطلع البدور ] ملخصا.
    وذكره شمس الدين السخاوي في [ الضوء اللامع ] ج 10 ص 206 وقال : ذكره شيخنا في أنبائه فقال : عني بالأدب ففاق فيه ، ومدح المنصور صاحب صنعاء ، مات يوم عرفة سنة اثنتين وعشرين ، وذكره ابن فهد في معجمه فقال : إنه حدث سمع منه الفضلاء قال : وله مؤلفات منها : الطرازين المعلمين في فضائل الحرمين ، والقصيدة البديعية في الكعبة اليمنية الثمينة أولها :
سرى طيف ليلي فابتهجت به وجدا وتوح قلبي من لطائفه مجدا (1)

1 ـ مر ذكر بديعيته في الجزء السادس ص 45 ط 2 عن إيضاح المكنون.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: فهرس