قف بالطلول وسلها أين سلماها ؟
وردد الطرف في أطـراف ساحتها
وإن يفتك من الأطلال مخبرها
ربوع فضل تباهي التبر تربتها
عدا علي جيرة حلوا بساحتها
بدور تم غمام الموت جـللها
فالمجد يبكي عليها جازعا أسفا
يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت
أوقات أنس قضيناها فما ذكرت
يا سادة هجروا واستوطنوا هجرا
رعيا لليـلات وصل بالحمى سلفت
لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت
وخر من شامخات العلم أرفعها
يا ثاويا بالمصلى من قرى حجر
أقمت يا بحر ! بالبحرين فاجتمعت
ثلاثة أنت أنداها وأغزرها
حويت من درر العلياء ما حويا
يا أخمصا وطأت هام السهى شرفا (1)
ويا ضريحا علا فوق السماك علا
فيك انطوى من شموس الفضل أزهرها
ومن شوامخ أطواد الفتوة أرسا
فاسحب على الفلك الأعلى ذيول علا
| |
وروّ من جرع الأجفان جرعاها
وروح الروح من أرواح أرجاها
فلا يفوتك مرآها وريّاها
ودار أنس يحاكي الدر حصباها
صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها
شموس فضل سحاب الترب غشاها
والدين يندبها والفضل ينعاها
ما كان أقصرها عمرا وأحلاها ؟
إلا وقطع قلب الصب ذكراها
واها لقبلي المعنى بعدكم واها
سقيا لأيامنا بالخيف سقناها
أركانه وبكم ما كان أقواها
وانهد من باذخات الحلم أرساها
كسيت من حلل الرضوان أرضاها
ثلاثة كن أمثالا وأشباها
جودا وأعذبها طعما وأحلاها
لكن درك أعلاها وأغلاها
سقاك ؟ من ديم الوسمي أسماها
عليك من صلـوات الله أزكاها
ومن معالم دين الله أسناها
ها وأرفعها قدرا وأبهاها
فقد حويت من العلياء أعلاها
|