الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: 231 ـ 240
(231)
إجازته للسيد حسين المجتهد الكركي ، بالشيخ العالم العامل ، خلاصة الأخيار ، وزين الأبرار الشيخ عبد الصمد ، ولد سنة 855 في 21 محرم وتوفي سنة 935 في منتصف ربيع الثاني ترجمه صاحبا ( الرياض ) و ( أمل الآمل ) وغيرهما.
    وأخو المترجم الأكبر الشيخ نور الدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد الحارثي المولود سنة 898 من تلمذة الشهيد الثاني قال صاحب ( رياض العلماء ) : فاضل عالم جليل فقيه شاعر له منظومة في ألفية الشهيد تسمى بالدرة الصفية في نظم الألفية ، يروي عن المحقق الكركي بالاجازة سنة 935 وقرء عليه جملة من كتب الفقه.
    وأخوه : الشيخ محمد بن عبد الصمد ولد سنة 903 وتوفي سنة 952.
    وأخوه الثالث : الحاج زين العابدين المولود سنة 909 والمتوفى سنة 965.
    وأوعزنا في ترجمة عم والد المترجم له الشيخ إبراهيم الكفعمي ص 215 إلى ترجمة جد المترجم الشيخ شمس الدين محمد ، وجد والده الشيخ زين الدين علي.
    توجد ترجمة شيخنا عز الدين الحسين ، وسرد جمل الثناء عليه في كشكول الشيخ يوسف البحراني ، لؤلؤة البحرين ص 18 ، رياض العلماء ، أمل الآمل ص 13 ، نظام الأقوال في أحوال الرجال (1) تاريخ عالم آراي عباسي ، روضات الجنات ص 193 ، مستدرك الوسائل 3 : 421 ، تنقيح المقال 1 : 332 ، الأعلام للزركلي 1 : 250 ، أعيان الشيعة 26 : 226 ـ 270 وفيها فوائد جمة ، سفينة البحار 1 : 174 ، الكنى والألقاب 2 : 91 ، الفوائد الرضوية 1 : 138 ، منن الرحمان 1 ص 8.
1 ـ تأليف المولى نظام الدين محمد القرشي تلميذ شيخنا البهائي ولد المترجم له.

(232)
شعراء الغدير
في
القرن الحادي عشر
ـ 79 ـ
ابن أبي شافين البحراني
المتوفى بعد 1001
أجل مصابي في الحياة وأكبر مصاب به الآفاق أظلم نورها مصاب به أطواد علم تدكدكت مصاب له كل المصائب تصغر ووجه التقى والدين أشعث أغبر وأصبح نور الدين وهو مغبر
    إلى أن قال فيها :
وسار النبي الطهر من أرض مكة ولما أتى نحو ( الغدير ) برحله بنصب ( علي ) واليا وخليفة فرد من القوم الذين تقدموا ولم يك تلك الأرض منزل راكب رقى منبر الأكوار طهر مطهر فأثنى على الله الكريم مقدسا : بأن جاءني فيه من الله عزمة وإني على اسم الله قمت مبلغا علي أخي في أمتي وخليفتي وطاعته فرض على كل مؤمن وقد ضاق ذرعا بالذي فيه أضمروا تلقاه جبريل الأمين يبشر فذلك وحي الله لا يتأخر وحط أناس رحلهم قد تأخروا بحرّ هجير ناره تتسعر ويصدع بالأمر العظيم وينذر وثنى بمدح المرتضى وهو مخبر وإن أنا لم أصدع فإني مقصر رسالته والله للحق ينصر وناصر دين الله والحق ينـصر وعصيانه الذنب الذي ليس يغفر


(233)
ألا فاسمعوا قولي وكونوا لأمره ألست بأولى منكم بنفوسكم ؟ فقال : ألا من كنت مولاه منكم مطيعين في جنب الإله فتوجروا فقالوا : نعم نص من الله يذكر فمولاه بعدي والخليفة حيدر
    إلتقطنا هذه الأبيات من قصيدة كبيرة لشاعرنا ( ابن أبي شافين ) تبلغ خمسمائة وثمانين بيتا توجد في المجاميع المخطوطة العتيقة.

( الشاعر )
    الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني ، من حسنات القرن العاشر ، ومن مآثر ذلك العصر المحلى بالمفاخر ، شعره مبثوث في مدونات الأدب ، والموسوعات العربية ، ومجاميع الشعر ، إن ذكر العلم فهو أبو عذره أو حدث عن القريض فهو ابن بجدته ، ذكره السيد علي خان في ( السلافة ) ص 529 و أطراه بقوله : البحر العجاج إلا أنه العذب لا الاجاج ، والبدر الوهاج إلا أنه الأسد المهاج ، رتبته في الاباءة شهيرة ، ورفعته أسمى من شمس الظهيرة ، ولم يكن في مصره وعصره من يدانيه في مده وقصره ، وهو في العلم فاضل لا يسامى ، وفي الأدب فاصل لم يكل الدهر له حساما ، إن شهر طبق ، وإن نشر عبق ، وشعره أبهي من شف البرود ، وأشهى من رشف الثغر البرود ، وموشحاته الوشاح المفصل ، بل التي فرع حسنها و أصل ، ومن شعره قوله :
أنا والله المعانـي كل آن مر حالي كل ما غنى الهوى لي وغدا يسقيه كاسا فالذي يطمع في سلـ قلت للمحبوب : حتّا وبميدان الصبا وال قال : ما ذنبي إذا شا بالهوى شوقي أعرب في الهوى يا صاح أغرب أرقص القلب وأطرب ت صبابات فيشرب ب هوى قلبي أشعب م الهوى للقلب ينهب ؟ لهو ساه أنت تلعب ؟ هدت نار الخد تلهب ؟


(234)
فهوى قلبك فيها قلت : هب إن الهوى هـ أفلا تنقذ من يه ذاهبا في كل مذهب ب فألقاه بهب هب واك من نار تلهب ؟
    ثم ذكر له لامية وموشحة دالية تناهز 42 بيتا مطلعها :
قل لأهل العذل : لو وجدوا أوقدوا في كل جارحة فاسعد الهايم ايها اللايم من رسيس الحب ما نجد زفرة في القلب تتقد فالهوى حاكم إن عصى أحد
    وذكره المحبي في خلاصة الأثر 2 : 88 وقال : من العلماء الأجلاء الأدباء ، أستاد السيد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني ولما توفي تلميذه السيد العلامة الغريفي في سنة 1001 وبلغ نعيه إلى شيخه الشيخ داود ابن أبي شافين البحراني استرجع الشيخ وأنشد بديهة.
هلك القصر يا همام فغني طربا منك في أعالي الغصون (1)
    وأثنى عليه الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين بقوله : واحد عصره في الفنون كلها ، وشعره في غاية الجزالة ، وكان جدليا حاذقا في علم المناظرة و آداب البحث ، ما ناظر أحدا إلا وأفحمه.. إلخ.
    وقال الشيخ صاحب ( أنوار البدرين ) : كان هذا الشيخ من أكابر العلماء وأساطين الحكماء.
    وذكره العلامة المجلسي في [ إجازات البحار ] ص 129 وأطراه بما مر عن سلافة العصر ، وجمل الثناء عليه منضدة في ( أنوار البدرين ) و ( وفيات الأعلام ) لشيخنا الرازي ، و ( الطليعة ) للمرحوم السماوي ، وتتميم أمل الآمل للسيد ابن أبي شبانة البحراني.
    لشاعرنا [ ابن أبي شافين ] رسائل منها رسالة في علم المنطق ، وشرح على الفصول النصيرية في التوحيد.
    وشعره مبثوث في مجاميع الأدب ذكر له شيخنا الطريحي في المنتخب 1 : 127 قصيدة يرثي بها الإمام السبط عليه السلام تناهز 37 بيتا مستهلها :
1 ـ وذكره السيد صاحب ( السلافة ) ص 504.

(235)
هلموا نبك أصحاب العباء هلموا نبك مقتولا بكته ونرثي سبط خير الأنبياء ملائكة الإله من السماء
    وذكر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من موسوعه ( الرائق ) قوله في رثاء الإمام السبط سلام الله عليه :
يا واقفا بطفوف الغاضريات من أعين بسيوف الحزن قاتلة وسادة جاوزوا بيد الفلات بها دعني أمسح الدموع العندميات طيب الكرى لقتيل السمهريات وقادة قددوا بالمشرفيات
    القصيدة تناهز 62 بيتا يقول في آخرها :
لا يبتغي بن أبي شافين من عوض إلا نجاة وإسكانا بجنات
    وذكر السيد قدس سره في ( الرائق ) أيضا له قوله في رثاء الإمام الشهيد صلوات الله عليه :
مصائب يوم الطف أدهى المصائب تذوب لها صم الجلاميد حسرة بها لبس الدين الحنـيف ملابسا وأعظم من ضرب السيوف القواضب وتنهد منها شامخات الشناخب غرابيب سودا مثل لون الغياهب
    القصيدة 50 بيتا وفي آخرها قوله :
ودونكم غراء كالبدر في الدجى من بن أبي شافين ذات غرائب
    وذكر الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته (1) الشعرية له قصيدة تبلغ 71 بيتا في رثاء الإمام السبط الطاهر عليه السلام أولها :
قفا بالرسوم الخاليات الدواثر بدور لآل المصطفى قد تجللت ففي كل قصر منهم قمر ثوى تنوح على فقد البدور الزواهر بعارض جون فاختفت بدياجر وجلل من غيم الغموم بساتر

1 ـ هذه المجموعة تتضمن على ما قاله أربع وعشرون شاعرا من فحول الشعراء في رثاء الإمام السبط عليه السلام أولهم سيدنا الشريف الرضي ، وقفت منها بخط جامعها على عدة نسخ في النجف الأشرف والكاظمية المشرفة ، وطهران عاصمة ايران.

(236)
    وفي تلك المجموعة له في رثاء الإمام السبط عليه السلام تناهز 42 بيتا مطلعها :
قف بالطفوف بتذكار وتزفار واسحب ذيول الأسى فيها ونح أسفا وانثر على ذهب الخدين من درر ونح هناك بليعات الأسى جزعا وعز نفسك عن أثواب سلوتها لهفي وقد مات عطشانا بغصته كأنما مهره في جريه فلك وذب من الحزن ذوب التبر في النار نوح القماري على فقدان أقمار الدمع الهتون وياقوت الدم الجاري فما على الواله المحزون من عار على القتيل الذبيح المفرد العاري يسقى النجيع ببتار وخطار ووجهه قمر في أفقه ساري
    وله قصيدة يمدح بها النبي الأعظم ووصيه الطاهر وآلهما صلوات الله عليهم أولها :
بدا يختال في ثوب الحرير فقلنا : نور فجر مستطير وقد مائل أم غصن بان عليه بدر تم شعشعاني ألا يا يوسفي الحسن كم كم وكم يا فتنة العشاق اظلم فعم الكون من شر العبير جبينك ؟ أم سنا القمر المنير ؟ تثنى ؟ أم قضيب خيزراني ؟ بنور في الدياجي مستطير ؟ فؤادي من لهيب الشوق يضرم ؟ وما لي في البرايا من نصير ؟
    يقول فيها :
فإن ضيعت شيئا من ودادي ومبعوث إلى كل العباد وهل أصلى لظى نار توقد وحب المرتضى الطهر المسدد فحسبي حب أحمد خير هادي شفيع الخلق والهادي البشير وعندي حب خير الخلق أحمد وحب الآل باق في ضميري ؟


(237)
به داود يجزي في المعاد وينجو كل عبد ذي وداد نجاة من لظى ذات اتقاد بحب الآل والهادي البشير
ابن أبي شافين
    قد وقع الخلاف في ضبط كنية شاعرنا هذه ، ففي ( سلوة الغريب ) للسيد علي خان المدني : ابن أبي شافيز ، وكذلك ضبطها سيد الأعيان. وفي ( سلافة العصر ) للسيد المدني أيضا : ابن أبي شافير. بالراء المهملة تارة وبالنون أخرى. وفي ( خلاصة الأثر ) للمحبي : ابن أبي شاقين : بالقاف والنون. وفي ( البحار ) ابن أبي شافير مهملة الآخر. والذي نجده في شعره بلا خلاف فيه : ابن أبي شافين. بالفاء والنون.


(238)
القرن الحادي عشر
ـ 80 ـ
زين الدين الحميدي
المتوفى 1005
صاح ! عرج على قباب قباء لا تكن لاهيا بسعدى وسلمى وتدلل لسادة في فؤادي وتلطف وارو حديثا قديما وتعطف وانشر لهم طي وجدي قل : تركنا صباصبا في هواكم قد وهى في الهوى تجلده وال بين واش وشى بافتراء وجنان عن التسلي جبان وزفير لولا المدامع تهمى شاقه نشق طيب مأوى الف مهبط الوحي منزل العز مثوى الـ تربة تربها على التبر يسمو بقعة فضلت على العرش والكر موطن حل فيه خير نبي أحمد الحامدين محمود فعل حسن محسن رؤف رحيم أعبد العابدين بر كريم وارتقب خلوة عن الرقباء لا ولا معجبا بجر قباء لهم مسكن حصين البناء عن غرام نام حشا أحشائي وهيامي بهم وطول بكائي وتباريح الهجر في برحائي نوم كالصبر عنه قاص ونائي وعذول يعزى إلى العواء ودموع ممزوجة بدماء لشواه قد صار خلف عناء خر والمجد والعلى والهناء ـفضل دار الثنا محل البهاء وضياها يفوق ضوء ذكاء سي فضلا عن سائر البطحاء متحل بأشرف الأسماء خص بالحوض واللوا والولاء خاتم الرسل صفوة الأصفياء منه كانت مكارم الكرماء


(239)
رحمة الله للخلائق طرا أعذب الخلق منطقا أصدق الـ أعرف العارفين أخوف خلق كل ما في الوجود من أجله أو أكمل الكاملين كل كمال فبه آدم تعلم ما لم وبه في السفين نجي نوح حر نار الخليل قد صار بردا أي حر يقوى بمن كانت الـ كشف الضر منه عن جسم أيو وبه قد علا لإدريس شأن منه سر سرى لعيسى فأحيا وكذا أكمها وأبرص أبرا هو من قبل كل خلق نبي كان نور الإله إذ ذاك فاستو فتلقاه من شريف شريف مودع في كرائم من كرام فأتى الفخر منه آمنة إذ حملته فلم تجد منه ثقلا فهنيئا به لها إذ بخير الـ وضعته فكان في الوضع رفع أبرزته شمسا محا غيهب الشر وبميلاده بدت معجزات أطفئت نارهم ليعلم أن قد أي نار ترى وبالنور لاحت فبه منه رحمة الرحماء ناس مقالا ما فاه بالفحشاء الله منه في جهره والخفاء جد لا تفتقر إلى استثناء منه فضلا سرى إلى الفضلاء يدره غيره من الأسماء ونجا يونس من الغماء إذ به كان حالة الالقاء ـسحب له في الهجير أقوى وقاء ب وأوتي ضعفا من الآلاء والذبيحان أنقذا بالفداء دارسا مذ دعاه بعد البلاء فشفا ذا وذاك أوفى شفاء لا تقف عند حد طين وماء دع ضمنا بمبدأ الآباء من لدن آدم ومن حواء عن سفاح تنزهوا وخناء كان منها له أجل وعاء حال حمل كما يرى بالنساء ـخلق جاءت وسيد الأنبياء وارتفاع للحق والأهواء ك ومنها استضاء كل ضياء فرأى المشركون هول المرائي جـاء من كفرهم به في انطفاء دور بصـرى لمن بمكة رائي ؟


(240)
وبكسر الايوان قد آن جبر وأكبت أوثانهم فأحسوا وعيون سيلت بساوة ساوت يا لها ليلة لنا أسفرت عن ليلة شرفت على كل يوم وانكسار للدين والأعداء بمبادي الوبال والأوباء حيث غيصت مقعرا الغبراء بدر تم محا دجى الظلماء إذ هبطنا مشرف الشرفاء
    إلى أن قال فيها :
وبصديقك الصدوق الذي حا الرفيق الرفيق بالغار والوا المواسيك بالذي ملكت يمنا الإمام الذي حمى بيضة الد قام بالرفق في الخليفة من بعد وبفاروقك المفرق بالبأ السديد الشديد بالمسخط الله ز بسبق التصديق فضل ابتداء (1) قيك فيه من حية رقطاء (2) ه صدر الأئمة الخلفاء (3) ين بإحياء سنة بيضاء (4) ك رفق الآباء بالأبناء (5) س جموع الاضلال والاغواء (6) الرحيم الشفيـق بالأتقياء (7)

1 ـ مر في الجزء الثاني ص 312 إن الصديق حقا هو سيدنا أمير المؤمنين بتلقيب من النبي الأعظم وحيا من الله تعالى. وبينا في الجزء الثالث ص 240 إن أبا بكر لم يحز فضل السبق إلى الإيمان.
2 ـ أسلفنا في الجزء الثامن ص 41 ـ 46 ط 1 : إن حديث الحية مكذوب مفترى وإن حياة الفضائل لا تثبت بالحيات.
3 ـ سبق منا القول الفصل حول ما ملكت يمنى أبي بكر وما أنفقه في سبيل الدعوة الإسلامية راجع الجزء الثامن ص 50 ـ 60 ط 1.
4 ـ عرفت في الجزء السابع ص 108 ـ 120 ط 1 مبلغا من عرفانه السنة ، وكيف كان يحيى ما لا يعرف وفي لسانه قوله : لئن أخذتموني بسنة نبيكم لا أطيقها ؟ (5) سل العترة النبوية الطاهرة عن رفق الخليفة وخص بالسؤال الصديقة بضعة النبي الأقدس.
6 ـ أنى وأين كان هذا البأس المزعوم عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وحروبه ؟ ولعله يريد يوما فر عن الزحف وولى الدبر.
7 ـ استحف السؤال عن الشطر الاول أم جميل الزانية أو المغيرة الزاني ، وسل عن الرحيم الشفيق بضعة المصطفى الصديقة وبعلها الصديق.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: فهرس