أقم مأتما للمجد قد ذهب المجد
وبانت عن الدنيا المحاسن كلها
وسائلة ما الخطب راعك وقعه
وما للبحار الزاخرات تلاطمت
فقلت : نعى الناعي إلينا ( محمدا )
مضى فائق الأوصاف مكتمل العلى
فكم قلم ملقى من الحزن صامت
وطالب علم كان مغتبطا به
لقد أظلمت طرق المباحث بعده
فأهل المعالي يلطمون خدودهم
لرزء ( الحريري ) استبان على العلى
| |
وجد بقلبي السوء والحزن والوجد
وحل بها لون الضحى فهو مسود
وكادت له الشم الشوامخ تنهد ؟
وأمواجها أيد وساحلها خد ؟
فذاب أسى من نعيه الحجر الصلد
ومن هو في طرق السري العلم الفرد
فما عنده للصامتين له رد ؟
كمغتنم للوصل فاجأه الصد
وكان كبدر التم قارنه السعد
وقد قل في ذا الرزء أن يلطم الخد
أسى لم تكن لولا المصاب به يبدو
|