الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: 291 ـ 300
(291)
القرن الحادي عشر
ـ 83 ـ
ابن أبي الحسن العاملي
المتوفى 1086
علي تعالى بالمكارم والفضل أباه ذووا الشورى لما في صدورهم وماذا عسى يا مرو أن ينفع الإبا ونص عليه في [ الغدير ] بأنه فأودعتموها غير أهل بظلمكم فآذوا رسول الله في منع بنته وكم ركبوا غيا وجاؤا بمنكر ؟ مثالب لا تحصى عدادا وكثرة كفرتم ولفقتم أحاديث جمة ولم يكفكم حتى وضعتم مثالبا فقلتم ضلالا : ساء حيدر أحمدا على إنه لو كان حقا وثابتا نسبتم إلى الهادي متابعة الهوى وأصحابكم قدما عكوف على العجل تغلغل من حقد عليه ومن غل وقد قال فيه المصطفى خاتم الرسل ؟! إمام الورى بالمنطق الصادع الفصل وأبعدتموها أي بعد عن الأهل تراثا لها يا ساء ذلك من فعل وكم عدلوا عن جانب الرشد والعدل ؟ أبى عدها عن أن يحيط به مثلي بمدح أناس ساقطين ذوي جهل لصنو رسول الله والمرتضى العدل بخطبته بنت اللعين أبي جهل (1) فحاشاه أن يأبى ويغضب من حل وكذبتم فيه الإله بذا النقل
    القصيدة ذكرها العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من كتابه ( الرائق ).
( الشاعر )
    السيد نور الدين علي ( الثاني ) بن السيد نور الدين علي ( الكبير ) بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي.
1 ـ حديث هذه الخطبة يوجد في صحاح القوم ومسانيدهم.

(292)
    من أعيان الطائفة ووجوه أعلامها ، وفي الطليعة من عباقرتها ، جمع بين العلم والأدب ، وتحلى بأبراد الزهد والورع ، كما كان أبوه أوحديا من أعلام بيت الوحي وفذا من أفذاذ العلم والفضيلة ، وعلما من تلامذة شيخنا الشهيد الثاني.
    قرأ سيدنا المترجم له على أبيه السيد الشريف الطاهر ، وعلى العلمين الحجتين صاحب ( المدارك ) أخيه لأبيه ، والشيخ حسن بن الشيخ الشهيد الثاني أخيه لأمه ويروي عنهما.
    ويروي بالاجازة عن الشيخين : العرضي الحلبي (1) والبوريني الشامي (2) قال في إجازته للمولى محمد محسن : إني أروي جانبا من مؤلفات العامة في المعقول والفقه والحديث عن الشيخين الجليلين المحدثين ، أعلمي زمانهما ، ورئيسي أوانهما : عمر العرضي الحلبي ، وحسن البوريني الشامي ، بالإجازه منهما بالطرق المفصلة عنهما في إجازتيهما إلي.
    ويروى عن السيد بالاجازة المولى محمد طاهر القمي المتوفى 1098 الآتي ذكره في هذا الجزء إنشاء الله تعالى.
    والشيخ هاشم بن الحسين بن عبد الرؤف الاحسائي (3).
    والشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يونس العاملي العيناثي الجبعي (4) والمولى محمد حسن بن محمد مؤمن ، بإجازة مؤرخة بسنة 1051 (5).
    والسيد محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الاسترآبادي نزيل مكة المشرفة
1 ـ عمر بن عبد الوهاب العرضي الحلبي الشافعي القادري ، المحدث الفقيه الكبير ، مفتي حلب وواعظها ، ولد بحلب سنة 950 وتوفي في شعبان سنة 1024. توجد ترجمته في خلاصة الأثر 3 : 215.
2 ـ الشيخ حسن بن محمد بدر الدين البوريني الشافعي ، له تآليف بديعة ورسائل كثيرة ، وديوان شعر ، ولد سنة 963 ، وتوفي في جمادى الأولى سنة 1024. ترجم له المحبي في الخلاصة 2 : 51 ـ 62.
3 ـ راجع مستدرك الوسائل 3 : 407.
4 ـ راجع إجازات البحار ص 159 ، 160.
5 ـ توجد في إجازات البحار ص 141.


(293)
والشهيد بها سنة 1088 كان من تلمذة السيد المترجم له (1). توجد ترجمة هذا الشريف المؤمن في كتابنا [ شهداء الفضيلة ].
    والمولى محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري المتوفى سنة 1090 يروي عن شاعرنا الشريف كما في إجازته للمولى محمد شفيع (2).
    والشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني المتوفى 1091 (3).
    والسيد أحمد نظام الدين المتوفى سنة 1086 والد السيد علي خان المدني صاحب ( السلافة ) كما في [ روضات الجنات ] ص 413.
    وأنت مهما اطلعت على ذكر شاعرنا ( نور الدين ) في المعاجم تجدها مزدانة بجمل الاطراء له ، مشحونة بغرر ودرر في الثناء عليه ، منضدة بأيدي أعلام العلم والدين ، قال سيدنا صدر الدين المدني في [ سلافة العصر ] ص 302 : طود العلم المنيف ، وعضد الدين الحنيف ، ومالك أذمة التأليف والتصنيف ، الباهر بالرواية والدراية ، والرافع لخميس المكارم أعظم راية ، فضل يعثر في مداه مقتفيه ، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه ، وكرم يخجل المزن الهاطل ، وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل ، وصيت من حسن السمعة بين السحر والنحر.
فسار مسير الشمس في كل بلدة وهب هبوب الريح في البر والبحر
    حتى كان رائد المجد لم ينتجع سوى جنابه ، وبريد الفضل لم يقعقع سوى حلقة بابه ، وكان له في مبدأ بالشام مجال لا يكذبه بارق العز إذا شام ، بين إعزاز وتمكين ، ومكان في جانب صاحبها مكين ، ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه ، فقطن بمكة شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية ، تستلم أركانه كما تستلم أركان البيت العتيق ، وتستسنم أخلاقه كما يستسنم المسك العبيق ، يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا ، وينشد بحضرته : تمام الحج أن تقف المطايا.
    وقد رأيته بها وقد أناف على التسعين ، والناس تستعين به ولا يستعين ، والنور يسطع من أسارير جبهته ، والعز يرتع في ميادين جدهته ، ولم
1 ـ راجع إجازات البحار ص 164.
2 ـ راجع إجازات البحار ص 156.
3 ـ راجع مستدرك الوسائل 3 : 389.


(294)
يزل بها إلى أن دعي فأجاب ، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب ، وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وألف رحمه الله تعالى ، وله شعر يدل على علو محله ، وإبلاغه هدي القول إلى محله ، فمنه قوله متغزلا :
يا من مضوا بفؤادي عندما رحلوا جاروا على مهجتي ظلما بلا سبب وأطلقوا عبرتي من بعد بعدهم يا من تعذب من تسويفهم كبدي جادوا على غيرنا بالوصل متصلا كيف السبيل إلى من في هواه مضى واحيرتي ضاع ما أوليت من زمن في أي شرع دماء العاشقين غدت يا للرجال من البيض الرشاق أما من منصفي من غزال ما له شغل نصبت أشراك صيدي في مراتعه فصاح بي صائح : خفض عليك فقد فصرت كالواله الساهي وفارقني وقلت : بالله قل لي : أين سار به فقال لي : كيف تلقاهم وقد رحلوا من بعد ما في سويد القلب قد نزلوا ! فليت شعري إلى من في الهوى عدلوا ؟ والعين أجفانها بالسهد قد كحلوا ما آن يوما لقطع الحبل أن تصلوا ؟ وفي الزمان علينا مرة بخلوا عمري وما صدني عن ذكره شغل ؟ إذ خاب في وصل من أهواهم الأمل هدرى وليس لهم نار إذا قتلوا ؟ كفاهم ما الذي بالناس قد فعلوا ؟ عني ولا عاقني عن حبه عمل ؟ الصيد فني ولي في طرقه حيل صادوا الغزال الذي تبغيه يا رجل ! عقلي وضاقت علي الأرض والسبل من صاده ؟ علهم في السير ما عجلوا من وقتهم واستجدت سيرها الإبل ؟
    وقوله مادحا بعض الأمراء وهي من غرر كلامه :
لك الفخر بالعليا لك السعد راتب لك المجد والاجلال والجود والعطا سموت على هام المجرة رفعة فيا رتبة لو شئت أن تبلغ السهى بلغت العلا والمجد طفلا ويافعا سموت على قب السراحين صائلا لك العز والاقبال والنصر غالب لك الفضل والنعما لك الشكر واجب ودارت على قطبي علاك الكواكب بها أقبلت طوعا إليك المطالب ولا عجب فالشبل في المهد كاسب فكلت بكفيك القنا والقواضب


(295)
وحزت رهان السبق في حلبة العلا وجلت بحومات الوغى جول باسل فلا الذارعات المعتمات تكنها ولا كثرة الأعداء تغني جموعها خض الحتف لا تخش الردى واقهر العدى وشمر ذيول الحزم عن ساق عزمها إذا صدقت للناظرين دلائل ببيض المواضي يدرك المرء شاؤه لأسلافك الغر الكرام قواعد زكوت وحزت المجد فرعا ومحتدا ومن يزك أصلا فالمعالي سمت به فأنت لها دون البرية صاحب فردت على أعقابهن الكتائب ملابسها لما تحن المضارب إذا لمعت منك النجوم الثواقب فليس سوى الإقدام في الرأي صائب فما ازدحمت إلا عليك المراتب فدع عنك ما تبدي الظنون الكواذب وبالسمر إن ضاقت تهون المصاعب على مثلها تبنى العلى والمناصب فآباؤك الصيد الكرام الأطايب ذرى المجد وانقادت إليه الرغائب
[ القصيدة ]
    وتوجد ترجمته في ( البحار ) 25 ص 124 ، ورياض العلماء ، وخلاصة الأثر 3 : 132 ـ 134 ، وروضات الجنات ص 530 ، والفوائد الرضوية 1 : 313 ، والكنى والألقاب 3 : 223 ، وقال صاحب ( أمل الآمل ) : وقد رأيته في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن ورأيته بمكة أيضا أياما ، وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة ، ولما مات رثيته بقصيدة طويلة ستة وسبعين بيتا أولها :
على مثلها شقت حشا وقلوب لحى الله قلبا لا يذوب لفادح جرى كل دمع يوم ذاك مرخما على السيد المولى الجليل المعظم خبا نور دين الله فارتد ظلمة فكل جليل بعد ذاك محقر فمن ذا يمير السائلين وقد قضى ؟ ومن ذا يحل المشكلات بفكره إذا شققت عند المصاب جيوب نكاد له صم الصخور تذوب وضاق فضاء الأرض وهو رحيب النبيل بعيد قد بكا وقريب إذا اغتاله بعد الطلوع مغيب وكل جميل بعد ذاك معيب ومن لسؤال السائلين يجيب ؟ يبين خفي العلم وهو غيوب ؟


(296)
ومن ذا يقوم الليل لله داعيا ومن ذا الذي يستغفر الله في الدجى ومن يجمع الدنيا مع الدين والتقى لتبك عليه للهداية أعين وتبك عليه للتصانيف مقلة إذا عز داع في الظلام منيب ؟ ويبكي دما إن قارفته ذنوب ؟ مع الجاه ؟ إن المكرمات ضروب ومدمعها منها عليه صبيب تقاطر منها مهجة وقلوب
[ القصيدة ]
    وقال : كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشيا جليل القدر عظيم الشأن ، وله كتاب شرح مختصر النافع لم يتم ، وكتاب الفوائد المكية ، وشرح الاثنى عشرية (1) الصلاتية للشيخ البهائي ، وغير ذلك من الرسائل 1 ه‍ وله رسالة في تفسير آية مودة ذي القربى ، ورسالة غنية المسافر عن المنادم والمسامر.
    وورثه على فضائله وفواضله ولده السيد جمال الدين بن نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الحسيني الدمشقي ، قرأ بدمشق على العلامة السيد محمد بن حمزة نقيب الأشراف ، ثم هاجر إلى مكة وأبوه ثمة في الأحياء فجاور بها مدة ، ثم دخل اليمن أيام الإمام أحمد بن الحسن فعرف حقه من الفضل ، ومدحه بقصيدة مطلعها :
خليلي عودا لي فيا حبذا المطل إذا كان يرجى في عواقبه الوصل (2)
    ثم فارق اليمن ، ودخل الهند ، فوصل إلى حيدر آباد وصاحبها يومئذ الملك أبو الحسن ، فاتخذه نديم مجلسه ، وأقبل عليه بكليته ، ولما طرقت النكباء أبا الحسن من سلطان الهند الأعظم وحبس ، انقلب الدهر على السيد جمال الدين فبقي مدة في حيدر آباد إلى أن مات بها في سنة ثمان وتسعين وألف ، كما أخبرني بذلك أخوه روح الأدب السيد علي بمكة المشرفة.
    كذا ترجمه المحبي في [ خلاصة الأثر ] 1 : 494 ، وأثنى عليه صاحب [ أمل الآمل ] ص 7 وقال : عالم فاضل محقق مدقق ماهر أديب شاعر ، كان شريكنا في الدروس عند
1 ـ أسماه في إجازته للمولى محمد محسن بالأنوار البهية.
2 ـ ذكر منها المحبي في ( الخلاصة ) خمسة عشر بيتا.


(297)
جماعة من مشايخنا ، سافر إلى مكة وجاور بها ، ثم إلى مشهد الرضا عليه السلام ثم إلى حيدر آباد ، وهو الآن ساكن بها ، مرجع فضلائها وأكابرها ، وله شعر كثير من معميات و غيرها ، وله حواش وفوائد كثيرة ، ومن شعره قوله :
قد نالني فرط التعب فمن أليم الوجد ودمع عيني قد جرى وبان عن عيني الحمى يا ليت شعري هل ترى يفدي فؤادي شادنا بقامة كأسمر ووجنة كأنها وحالني من العجب في جوانحي نار تشب على الخدود وانسكب وحكمت يد النوب يعود ما كان ذهب ؟ مهفهفا عذب الشنب بها النفوس قد سلب جمر الغضا إذا التهب
    فذكر شطرا من شعره فقال : وقد كتبت إليه مكاتبة منظومة اثنين وأربعين بيتا أذكر منها أبياتا :
سلام وإكرام وأزكى تحية وأثنيته مستحسنات بليغة وأشرف تعظيم يليق بأشرف أقبل أرضا شرفتها نعاله من المشهد الأقصى الذي من ثوى به إلى ما جد تعنو الأنام ببابه وأضحى ملاذا للأنام وملجأ فتى في يديه اليمن واليسر للورى جناب الأمير الأمجد الندب سيدي وبعد : فإن العبد ينهي صبابة ويشكو فراقا أحرق القلب ناره وإنا وإن شطت بكم غربة النوى تعطر أسماع بهن وأفواه تطابق فيها اللفظ حسنا ومعناه الكرام وأحلى الوصف منه وأعلاه وأبدي بجهدي كل ما قد ذكرناه ينل في حماه كل ما تيمنـّاه فتدرك أدنى العز منه وأقصاه يخوضون في تعريفه كلما فاهوا فلليمن يمناه ولليسر يسراه جمال العلى والدين أيده الله تناهت ووجدا ليس يدرك أدناه وقد دك طود الصبر منه وأفناه لنحفظ عهد الود منكم ونرعاه


(298)
وقد جائني منكم كتاب مهذب فلا تقطعوا أخباركم عن محبكم وإني بخير غير إن فراقكم وأهدي سلامي والتحية والثنا إلى الأخوة الأمجاد قرة مقلتي فبدل همي بالمسرة مرآه فإن كتابا من حبيب كلقياه أذاب فؤادي بالغرام وأصماه (1) وألطف مدح مع دعاء تلوناه أحبه قلبي خير ما يتمناه
    إلى أن قال :
إليكم تحيات أتت من عبيدكم وفي صفر تاريخه عام ستة محمد الحر الذي أنت مولاه وسبعين بعد الألف بالخير عقباه
    وأوعز إلى ذكره الجميل صاحب [ روضات الجنات ] ص 155 في ذيل ترجمة لسيد جمال الدين الجرجاني ، وذكره ابن أخيه السيد عباس بن علي في [ نزهة الجليس ] وتوجد ترجمته في [ بغية الراغبين ] وفيه : إنه قرأ على أبيه وجماعة ، وروى عن أبيه وعن جده لأمه الشيخ نجيب الدين.
    وذكره القمي في [ الفوائد الرضوية ] 1 : 84 ، وجمع شتات ترجمته سيد الأعيان في الجزء السادس عشر ص 383 ـ 390
1 ـ أصمى الصيد : رماه فقتله مكانه.

(299)
القرن الحادي عشر
ـ 84 ـ
الشيخ حسين الكركي
المتوفى 1076
فخاض [ أمير المؤمنين ] بسيفه وصاح عليهم صيحة هاشمية غمام من الأعناق تهطل بالدما وصي رسول الله وارث علمه لقد ضل من قاس الوصي بضده لظاها وأملاك السماء له جند تكاد لها الشم الشوامخ تنهد ومن سيفه برق ومن صوته رعد ومن كان في خم له الحل والعقد وذو العرش يأبى أن يكون له ند
( القصيدة ) (1)
( الشاعر )
    الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن خاندار (2) الشامي الكركي العاملي ، هو من حسنات عاملة ، ومن العلماء المشاركين في العلوم المتضلعين منها ، أما حظه من الأدب فوافر ، ولعلك لا تدري إذا سرد القريض أنه هل نظم درا ، أو صاغ تبرا.
    ذكره معاصره في ( الأمل ) وقال : كان عالما فاضلا ماهرا أديبا شاعرا منشيا ؟ من المعاصرين له كتب منها : شرح نهج البلاغة ، وعقود الدرر في حل أبيات المطول والمختصر ، وحاشية المطول ، وكتاب كبير في الطب ، وكتاب مختصر فيه ، وحاشية البيضاوي ، ورسائل في الطب وغيره ، وهداية الأبرار في أصول الدين ، ومختصر الأغاني ، وكتاب الاسعاف ورسالة في طريقه ، وديوان شعره ، وأرجوزة في النحو ، أرجوزة في المنطق ، وغير ذلك وشعره حسن جيد خصوصا مدائحه لأهل البيت عليهم السلام ، سكن
1 ـ أخذناها من ( أمل الآمل ) نقلها عن خط ناظمها.
2 ـ في خلاصة الأثر : جاندار.


(300)
أصفهان مدة ثم حيدر آباد سنين ومات بها ، وكان فصيح اللسان ، حاضر الجواب ، متكلما حكيما ، حسن الفكر ، عظيم الحفظ والاستحضار ، توفي في سنة 1076 وكان عمره 68 سنة.
    وبالغ في الثناء عليه السيد المدني في ( السلافة ) ص 355 ومما قال : طود رسى في مقر العلم ورسخ ، ونسخ خطة الجهل بما خط ونسخ.
    علا به من حديث الفضل إسناده ، وأقوى به من الأدب أقواؤه وسناده.
    رأيته فرأيت منه فردا في الفضائل وحيدا ، وكاملا لا يجد الكمال عنه محيدا.
    تحل له الحبى وتعقد عليه الخناصر ، أوفى على من قبله وبفضله اعترف المعاصر.
    يستوعب قماطر العلم حفظا بين مقروء ومسموع ، ويجمع شوارد الفضل جمعا هو في الحقيقة منتهى الجموع ، حتى لم ير مثله في الجد على نشر العلم وإحياء مواته ، وحرصه على جميع أسبابه وتحصيل أدواته.
    كتب بخطه ما يكل لسان القلم عن ضبطه ، واشتغل بعلم الطب في أواخر عمره ، فتحكم في الأرواح و الأجساد بنهيه وأمره.
    ثم ذكر انتقاله وتجوله في البلاد ، وقدومه على والده سنة أربع وسبعين ، ووفاته يوم الاثنين لإحدى عشرة بقيت من صفر سنة ست وسبعين وألف عن أربع وستين سنة تقريبا. وذكر من شعره مائتين وواحدا وعشرين بيتا. ومنها قوله :
يا شقيق البدر ! أخفى فارحم العشاق واكشف فرعك المسدول بدرك يا جميل الستر سترك
    وقوله :
جودي بوصل أو ببين أيحل في شرع الهوى فاليأس إحدى الراحتين أن تذهبي بدم الحسين ؟
    وقوله :
ولقد تأملت الزمان وأهله فتن تجوش ودولة قد حازها فقلوبهم مثل الحديد صلابة فرأيت أن الاعتزال سلامة فرأيت نار الفضل فيهم خامده أهل الرذالة والعقول الفاسده وأكفهم مثل الصخور الجامده وجعلت نفسي واو عمرو الزائده
الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: فهرس