الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: 341 ـ 350
(341)
القرن الثاني عشر
ـ 94 ـ
الشيخ أحمد البلادي
ناد الأحبة إن مررت بدورها كم قد بدت وبها انجلت ظلم الدجى أنست بها أرض الطفوف وأقفرت غربت بعرصة كربلا فانهض لها وانثر بتربتها الدموع تفجعا أكرم بها من تربة قدسية يا تربة من حولها الأملاك ما يا تربة حفت بها القوم الأولى قد ضمنت جسد الحسين ومن به فأزالت الاسلام عن برحائها وتسرجت خيل الضلال فأخرت ونست عهودا بالحمى سلفت ولن يا للرجال لأمة ملعونة بئس العصابة من بغت وتنكبت واشهد مطالع نيرات بدورها ولطالما بزغت بوازغ نورها ؟ منها الديار وليس غير يسيرها وأقر السلام على جناب مزورها لقتيلها فوق الثرى وعفيرها قد بالغ الجبار في تطهيرها زالت تشم لمسكها وعبيرها ؟ فازوا بلثمهم لترب قبورها ؟ فتكت أمية بعد أمر أميرها وأطاعت الشيطان في تدبيرها غير الأخير وقدمت لأخيرها تعبأ بنص نبيها ونذيرها لم يكفها ما كان يوم غديرها عن دينها وتسارعت لفجورها
القصيدة وهي 68 بيتا
( الشاعر )
    الشيخ أحمد بن حاجي البلادي ، عالم فاضل أديب ، من شعراء أهل البيت ومادحيهم ، له مراثي كثيرة وقد يقال : إن له ألف قصيدة في رثاء الإمام السبط الشهيد الحسين عليه السلام دونها في مجلدين ، قد ذكر الشيخ لطف الله الجد حفصي عدة قصايد من


(342)
حسينياته في مجموعة له وقفنا على نسخ منها بخطه ، وأخذنا منها ما ذكرناه ، وله في التاريخ يد غير قصيرة وكان من أجداد صاحب [ أنوار البدرين ] وتوجد في الأنوار ترجمته ويظهر منه إنه توفي في أوائل القرن الثاني عشر.
القرن الثاني عشر
ـ 95 ـ
شمس الأدب اليمني
المتوفى 1119
سلا إن جزتما بالركب طيا وإلا فاسألا أين استقلت فلولا تلكم الأهداب نبل لعمر أبيك ما شغفي بهند ولن اهدى قويم النهد إلا وأسمر ذابل الأعطاف لدنا ولن أصببو إلى أوقات لهو وما زهر الرياض أمال طرفي فؤادا قد طواه الحب طيا حداة العيس إذ رحلوا عشيا ؟ لما كانت حواجبها قسيا ولا ما قلت من غزل بميا إذا ما كان نهدا أعوجيا وأسمو مشبها عزمي مضيا وقد أصبحت عن لهوي نحيا وإن قد صار مطلوبا نديا
    إلى أن قال :
إذا ما الربق سل عليه سيفا على ذاك الغدير غدير دمعي غدير طاب لي ذكراه شوقا غدير قد قضى المختار فيه وقام على الأنام بذا خطيبا وإني تارك فيكم حديثا فمن أهل السقيفة ليس يلقى رأيت له الغدير السابريا جرا من أجلهم بحرا أذيا إلى من ذكره يروي الصديا ولايته وألبسها عليا وذاك اليوم سماه الوصيا لقد تركوه ظهريا نسيا فتى عن قتل أبناه بريا


(343)
فهم سبب لسفك دماء زيد فلولا سل سيف البغي منهم أبا الحسنين أرجو منك نهلا إذا ما جئت يوم الحشر في من ويحيى والذي حل الغريا ونكث العهد لا تلقى عصيا من الحوض الذي يروي الظميا غدا بالبعث بعد الموت حيا (1)
( الشاعر )
    السيد شمس الأدب أحمد بن أحمد بن محمد الحسني الأنسي (2) أحد أعيان اليمن و أدبائها الأفاضل ، ولم يبرح لها كذلك ، إلى أن غضب عليه الإمام المهدي لدين الله وأمر بتسييره إلى ( زيلع ) وهي جزيرة في أول الحبشة ، فحبس بها حتى توفي سنة 1119.
1 ـ أخذناها من نسمة السحر ج 1 يمدح بها المؤيد بالله محمد بن المتوكل اليمني.
2 ـ مر بيانها في ترجمة والد المترجم له السيد أحمد.


(344)
القرن الثاني عشر
ـ 96 ـ
السيد علي خان المدني
المولود 1052
المتوفى 1120
سفرت أميمة ليلة النفر نزلت منى ترمي الجمار وقد وتنسكت تبغي الثواب وهل إن حاولت أجرا فقد كسبت نحرت لواحظها الحجيج كما ترمي وما تدري بما سفكت الله لي من حب غانية بيضاء من كعب وكم منعت زعمت سلوي وهي سالية ما قلبها قلبي فأسلوها أبكي وتضحك إن شكوت لها وعلى وفور ثراي لي ولها لم يبق مني حبها جلدا ويزيد غلي الماء ما ذكرت قد ضل طالب غادة حميت ومؤنب في حبها سفها يزداد وجدي عن سلامته لا يكذبن الحب أليق بي كالبدر أو أبهى من البدر رمت القلوب هناك بالجمر في قتل ضيف الله من أجر بالحج أصنافا من الوزر ؟ نحر الحجيج بهيمة النحر منها اللواحظ من دم هدر ترمي الحشا من حيث لا تدري كعب لها من كاعب بكر ؟ كلا ورب البيت والحجر يوما ولا من أمرها أمري حر الصدود ولوعة الهجر ذل الفقير وعزة المثري إلا الحنين ولاعج الذكر والماء يثلج غلة الصدر في قومها بالبيض والسمر نهنهته عن منطق الهجر فكأنه بملامه يغري وبشيمتي من سبة الغدر


(345)
هيهات يأبى الغدر لي نسب خير الورى بعد الرسول ومن صنو النبي وزوج بضعته إن تنكر الأعداء رتبته شكرت حنين له مساعيه سل عنه خيبر يوم نازلها من هد منها بابها بيد واسئل برائة حين رتلها والطير إذ يدعو النبي له والشمس إذا أفلت لمن رجعت وفراش أحمد حين هم به من بات فيه يقيه محتسبا والكعبة الغراء حين رمى من راح يرفعه ليصدعها والقوم من أروى غليلهم والصخرة الصماء حولها والناكثين غداة أمهم والقاسطين وقد أضلهم من فل جيشهم علا مضض والمارقين من استباحهم و [ غدير خم ] وهو أعظمها واذكر مباهلة النبي به وقرأ وأنفسنا وأنفسكم (1) هذي المفاخر والمكارم لا أعزى به لعلي الطهر حاز العلا بمجامع الفخر وأمينه في السر والجهر شهدت بها الآيات في الذكر فيها وفي أحد وفي بدر تنبيك عن خبر وعن خبر ورمى بها في مهمه قفر ؟ من رد حاملها أبا بكر ؟ من جائه يسعى بلا نذر ؟ كيما يقيم فريضة العصر ؟ جمع الطغاة وعصبة الكفر من غير ما خوف ولا ذعر ؟ من فوقها الأصنام بالكسر خير الورى منه على الظهر ؟ إذ يجأرون بمهمه قفر ؟ عن نهر ماء تحتها يجري من رد أمهم بلا نكر غي ابن هند وخدنه عمرو حتى نجوا بخدايع المكر ؟ قتلا فلم يفلت سوى عشر ؟ من نال فيه ولاية الأمر ؟ وبزوجه وابنيه للنفر فكفى بها فخرا مدى الدهر قعبان من لبن ولا خمر ؟ (2)

1 ـ سورة آل عمران آية 61.
2 ـ أخذناها من ديوانه المخطوط تناهز 61 بيتا.


(346)
    وله في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله في ديوانه المخطوط :
أمير المؤمنين فدتك نفسي تولاك الأولى سعدوا ففازوا ولو علم الورى ما أنت أضحوا يمين الله لو كشف المغطى خفيت عن العيون وأنت شمس وليس على الصباح إذا تجلى لسر ما دعاك أبا تراب فكان لكل من هو من تراب فلولا أنت لم يخلق سماء وفيك وفي ولائك يوم حشر بفضلك أفصحت تورية موسى فيا عجبا لمن ناواك قدما أزاغوا عن صراط الحق عمدا أم ارتابوا بما لا ريب فيه وهل لسواك بعد ( غدير خم ) ألم يجعلك مولاهم فذلت فلم يطمح إليها هاشمي فمن تيم بن مرة أو عدي لئن جحدوك حقك عن شقاء ؟ فكم سفهت عليك حلوم قوم لنا من شأنك العجب العجاب وناواك الذين شقوا فخابوا لوجهك ساجدين ولم يحابوا ووجه الله لو رفع الحجاب سمت عن أن يجللها سحاب ولم يبصره أعمى العين عاب محمد ن النبي المستطاب إليك وأنت علته انتساب ولولا أنت لم يخلق تراب يعاقب من يعاقب أو يثاب وإنجيل بن مريم والكتاب ومن قوم لدعوتهم أجابوا فضلوا عنك أم خفي الصواب ؟ وهل في الحق إذ صدع ارتياب ؟ نصيب في الخلافة أو نصاب ؟ على رغم هناك لك الرقاب ؟ وإن أضحى له الحسب اللباب ؟ وهم سيان إن حضروا وغابوا فبالأشقين ما حل العقاب ؟ فكنت البدر تنبحه الكلاب ؟

( الشاعر )
    صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي ابن نظام الدين أحمد بن محمد معصوم بن أحمد نظام الدين ابن إبراهيم بن سلام بن مسعود عماد الدين بن محمد صدر الدين بن


(347)
منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين بن إبراهيم شرف الله بن محمد صدر الدين بن إسحاق عز الدين بن علي ضياء الدين بن عربشاه فخر الدين ابن الأمير عز الدين أبي المكارم ابن الأمير خطير الدين بن الحسن شرف الدين أبي علي ابن الحسين أبي جعفر العزيزي ابن علي أبي سعيد النصيبيني ابن زيد الأعشم (1) أبي إبراهيم بن علي بن الحسين [ أبي شجاع الزاهد ] بن [ محمد ] أبي جعفر ابن علي بن الحسين بن جعفر أبي عبد الله ابن أحمد نصير الدين السكين النقيب ابن جعفر أبي عبد الله الشاعر ابن محمد أبي جعفر ابن محمد بن زيد الشهيد ابن الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام (2).
    من أسرة كريمة طنب سرادقها بالعلم والشرف والسودد ، ومن شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين ، اعترقت شجونها في أقطار الدنيا من الحجاز إلى العراق إلى إيران ، وهي مثمرة يانعة حتى اليوم ، يستبهج الناظر إليها بثمرها وينعه ، وأول من انتقل من رجال هذه العائلة إلى شيراز علي أبو سعيد النصيبيني وأول من غادر شيراز إلى مكة المعظمة السيد محمد معصوم ، وذلك بعد انتقال عمه ختنه الأمير نصير الدين حسين إليها كما في [ سلوة الغريب ] لصاحب الترجمة.
    وشاعرنا صدر الدين من ذخاير الدهر ، وحسنات العالم كله ، ومن عباقرة الدنيا ، فني كل فن ، والعلم الهادي لكل فضيلة ، يحق للأمة جمعاء أن تتباهى بمثله ويخص الشيعة الابتهاج بفضله الباهر ، وسودده الطاهر ، وشرفه المعلى ، ومجده الأثيل ، والواقف على آيات براعته ، وسور نبوغه ـ ألا وهو كل كتاب خطه قلمه ، أو قريض نطق به فمه ـ لا يجد ملتحدا عن الاذعان بإمامته في كل تلكم المناحي ، ضع يدك على أي سفر قيم من نفثات يراعه ، تجده حافلا ببرهان هذه الدعوى ، كافلا لإثباتها بالزبر والبينات وإليك أسمائها :
    1 ـ رياض السالكين في شرح الصحيفة الكاملة السجادية ، كتاب قيم يطفح العلم من جوانبه ، وتتدفق الفضيلة بين دفتيه ، فإذا أسمت فيه سرح اللحظ فلا يقف
1 ـ في شرح الصحيفة ص 17 : الأغشم. بالمعجمتين.
2 ـ أخذنا النسب من كتاب ( سلوة الغريب ) للمترجم له وأضفنا إليه أخذا من المصادر الوثيقة كلمتين جعلناهما بين القويسين. ففى حلقات السلسلة المذكورة في شرح الصحيفة للسيد سقط كما لا يخفى.


(348)
إلا على خزائن من العلم والأدب موصدة أبوابها ، أو مخابئ من دقائق ورقائق لم يهتد إليها أي ألمعي غير مؤلفه الشريف المبجل.
    2 ـ نغمة الأغان في عشرة الإخوان.
    أرجوزة ذكرت برمتها في كشكول شيخنا صاحب ( الحدايق ) المطبوع بالهند.
    3 ـ رسالة في المسلسلة بالآباء ، شرح فيها الأحاديث الخمسة المسلسلة بآبائه فرغ منها سنة 1109.
    4 ـ سلوة الغريب وأسوة الأديب ، في رحلته إلى حيدر آباد.
    5 ـ أنوار الربيع في أنواع البديع في شرح قصيدته البديعية.
    6 ـ الكلم الطيب والغيث الصيب في الأدعية المأثورة.
    7 ـ الحدايق الندية في شرح الصمدية لشيخنا البهائي.
    8 ـ ملحقات السلافة مشحونة بكل أدب وظرافة.
    9 ـ شرحان أيضا على الصمدية : المتوسط والصغير.
    10 ـ رسالة في أغاليط الفيروز آبادي في القاموس.
    11 ـ موضع الرشاد في شرح الارشاد ، في النحو.
    12 ـ سلافة العصر في محاسن أعيان عصره.
    13 ـ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
    14 ـ التذكرة في الفوائد النادرة.
    15 ـ المخلاة في المحاضرات.
    16 ـ الزهرة في النحو.
    17 ـ الطراز في اللغة.
    18 ـ ديوان شعره.
    وله شعر كثير لا يوجد في ديوانه السائر الدائر ، منه تخميسه ميمية شرف الدين البوصيري (1) الشهيرة بالبردة أولها مخمسا :
يا ساهر الليل يرعى النجم في الظلم ما بال جفنك يذرو الدمع كالغيم ؟ وناحل الجسم من وجد ومن ألم أمن تذكر جيران بذي سلم

1 ـ أبو عبد الله محمد بن سعيد المولود سنة 608 والمتوفى 4 / 6 / 697.

(349)
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم ؟!
    أخذ العلم عن لفيف من أعلام الدين وأساطين الفضيلة ، وتضلعه من العلوم يومي إلى كثرة مشايخه في الأخذ والقرائة ، يروي عن أستاده الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني المتوفى 1091 (1) وعن السيد والده المقدس نظام الدين أحمد ، والعلامة المجلسي صاحب البحار بالاجازة ، كما أن العلامة المجلسي روى عنه ، ويروي عن الشيخ علي بن فخر الدين محمد بن الشيخ حسن صاحب ( المعالم ) ابن الشهيد الثاني المتوفى 1104.
    ويروي عنه السيد الأمير محمد حسين بن الأمير محمد صالح الخاتون آبادي المتوفى 1151 ، والشيخ باقر بن المولى محمد حسين المكي كما في الإجازة الكبيرة للسيد الجزائري.
    ولادته ونشأته :
    ولد سيدنا المدني بالمدينة المنورة ليلة السبت 15 جمادى الأولى سنة 1052 ، واشتغل بالعلم إلى أن هاجر إلى حيدر آباد الهند سنة 1068 ، وشرع بها في تأليف [ سلافة العصر ] سنة 1081 ، وأقام بالهند ثمان وأربعين سنة كما ذكره معاصره في [ نسمة السحر ] وكان في حضانة والده الطاهر إلى أن توفي أبوه سنة 1086 (2) فانتقل إلى [ برهان پور ] عند السلطان أورنك زيب ، وجعله رئيسا على ألف وثلاثمائة فارس ، وأعطاه لقب ( خان ) ولما ذهب السلطان إلى بلد [ أحمد نكر ] جعله حارسا [ لاورنك آباد ] فأقام فيه مدة ، ثم جعله واليا على ( لاهور ) وتوابعه ، ثم ولي ديوان [ برهانپور ] واشغل هناك منصة الزعامة مدة سنين ، وكان بعسكر ملك الهند سنة 1114 ، ثم استعفى وحج وزار مشهد الرضا عليه السلام وورد إصفهان في عهد السلطان حسين سنة 1117 ، وأقام بها سنين ثم عادها إلى شيراز ، وحط بها عصى السير زعيما مدرسا مفيدا ، وتوفي بها في ذيقعدة الحرام سنة 1120 ، ودفن بحرم الشاه چراغ أحمد بن الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه عند جده غياث الدين المنصور صاحب المدرسة المنصورية.
1 ـ ذكر شيخنا البحراني صاحب ( الحدائق ) في تاريخ وفاته ( 1088 ).
2 ـ ذكر شيخنا النوري في ( المستدرك ، 1066 وفيه تصحيف.


(350)
    قال صاحب ( رياض العلماء ) : إنه توفي سنة 1118 ، وفي [ سفينة البحار ] 1119 ، وفي [ آداب اللغة ] 1104 ، والذي اختاره مشايخنا من سنة 1120 هو المعتضد بأن المترجم له نفسه نص على قدومه إلى اصبهان سنة 1117 ، وقال الشيخ علي الحزين في ( التذكرة ) : إني أدركته بها سنين.
    توجد ترجمته في أمل الآمل ، رياض العلماء ، نسمة السحر ج 2 ، تذكرة الشيخ علي الحزين ، السوانح له أيضا ، نشوة السلافة لابن بشارة ، رياض الجنة للزنوزي ، تتميم أمل الآمل للسيد ابن شبانة ، نجوم السماء ص 176 ، روضات الجنات ص 412 ، المستدرك 3 : 386 ، سفينة البحار 2 : 245 ، معجم المطبوعات ص 244 ، آداب اللغة العربية 3 : 285 ، مجلة المرشد العراقي 1 : 197 ، وفي غير واحد من أعداد ( المرشد ) نشر شطر من شعره.
    ومن غرر شعر شاعرنا المدني قوله يمدح به أمير المؤمنين عليه السلام لما ورد إلى النجف الأشرف مع جمع من حجاج بيت الله :
يا صاح ! هذا المشهد الأقدس والنجف الأشرف بانت لنا والقبة البيضاء قد أشرقت حضرة قدس لم ينل فضلها حلت بمن حل بها رتبة تود لو كانت حصا أرضها وتحسد الأقدام منا على فقف بها والثم ثرى تربها وقل : صلاة وسلام على خليفة الله العظيم الذي نفس النبي المصطفى أحمد العلم العيلم بحر الندا قرت به الأعين والأنفس أعلامه والمعهد الأنفس ينجاب عن لألائها الحندس لا المسجد الأقصى ولا المقدس يقصر عنها الفلك الأطلس شهب الدجى والكنس الخنس (1) السعي إلى أعتابها الأرؤس فهي المقام الأطهر الأقدس من طاب منها الأصل والمغرس من ضوئه نور الهدى يقبس وصنوه والسيد الأرؤس وبره والعالم النقرس (2)

1 ـ النجوم كلها والسيارات منها.
2 ـ النقرس : الطبيب الماهر المدقق
الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: فهرس