الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: 351 ـ 360
(351)
فليلنا من نوره مقمر أقسم بالله وآياته إن علي بن أبي طالب ومن حباه الله أنباء ما أحاط بالعلم الذي لم يحط لولاه لم تخلق سماء ولا ولا عفى الرحمن عن آدم هذا أمير المؤمنين الذي وحجة الله التي نورها تالله لا يجحدها جاحد المعلن الحق بلا خشية والمقحم الخيل وطيس الوغى جلبابه يوم الفخار التقى يرفل من تقواه في حلة يا خيرة الله الذي خيره عبدك قد أمك مستوحشا يطوي إليك البحر والبر لا طورا على فلك به سابح في كل هيماء يرى شوكها حتى أتى بابك مستبشرا أدعوك يا مولى الورى موقنا ويومنا من ضوءه مشمس ألية تنجي ولا تغمس منار دين الله لا يطمس في كتبه فهو لها فهرس بمثله بليا ولا هرمس (1) أرض ولا نعمى ولا ابؤس ولا نجا من حوته يونس شرايع الله به تحرس كالصبح لا يخفى ولا يبلس إلا امرء في غيه مركس حيث خطيب القوم لا ينبس إذا تناهى البطل الأحرس لا الطيلسان الخز والبرنس (2) يحسدها الديباج والسندس يشكره الناطق والأخرس من ذنبه للعفو يستأنس يوحشه شيء ولا يونس وتارة تسري به عرمس (3) كأنه الريحان والنرجس ومن أتى بابك لا ييأس إن دعائي عنك لا يحبس

1 ـ الهرامسة ثلاثة : هرمس الأول وهو عند العرب إدريس ، وعند العبرانيين أخنوخ وهو أول من درس الكتب ونظر في العلوم وأنزل الله عليه صحائف. هرمس الثاني كان بعد الطوفان ، كان بارعا في علم الطب والفلسفة. هرمس الثالث. سكن مصر وكان بعد الطوفان ، وكان طبيبا فيلسوفا عالما.
2 ـ البرنس : قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.
3 ـ العرمس : الناقة الصلبة الشديدة.


(352)
فنجني من خطب دهر غدا هذا ولولا أملي فيك لم صلى عليك الله من سيد ما غردت ورقاء في روضة للجسم مني أبدا ينهس (1) يقر بي مثوى ولا مجلس مولاه في الدارين لا يوكس وما زهت أغصانها الميس

كلمة المترجم له حول نسبه
    قال في ( سلوة الغريب ) : فائدة سنية تتعلق بنسبنا أحببت التنبيه عليها بأنجز الكلام إليها ، وهي إني قرأت على ظهر كتاب من كتب الوالد بخط السيد صدر الدين محمد الواعظ بن منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين بن منصور غياث الدين جدنا المذكور في عمود النسب : إن أبا الحسن وأبا زيد علي بن محمد الخطيب الحماني (3) ابن جعفر أبي عبد الله الشاعر أحد أجدادنا قال : وهو جدي.
    وأدخله في النسب هكذا قال : فأنا صدر الدين محمد الواعظ بن ناصر الشريعة منصور بن محمد صدر الدين بن منصور غياث الدين بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن علي بن عربشاه بن أمير أنبه بن أميرى بن الحسن بن الحسين العزيزي بن علي النصيبيني بن زيد الأعثم بن علي هذا المحكي عنه يعني الحماني ابن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
    هذا كلامه وأقول : ليس علي بن محمد الحماني هذا داخلا في عمود نسبنا بل ينتهي نسبه إلى زيد الشهيد هكذا ، هو علي بن محمد الخطيب بن جعفر بن عبد الله الشاعر الذي هو أحد أجدادنا بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد.
    وإنما أوقع السيد صدر الدين في هذا الغلط تشابه الأسماء فإن جعفرا جد السيد علي الحماني المذكور الذي توهم صدر الدين إنه ابن أحمد السكين هو أبو أحمد السكين لكن اشتبه عليه بابنه فإن ابنه أيضا اسمه جعفر كما مر في النسب ، ويتضح ذلك بأن محمد بن زيد الشهيد وهو أصغر بني أبيه له عدة بنين منهم محمد ابنه والعقب
1 ـ نهس : أخذ بمقدم أسنانه : نهست الحية. نهشت. نهس الكلب : قبض بالفم.
2 ـ وكس : نقص. ووكس وأوكس : خسر.
3 ـ أسلفنا ترجمته في الجزء الثالث ص 57 ـ 69 ط 2


(353)
منه في أبي عبد الله جعفر الشاعر وحده ، فأعقب أبو عبد الله جعفر هذا من ثلاثة بنين : محمد الخطيب الذي هو أبو السيد الحماني.
    وأحمد السكين الذي هو جدنا.
    والقاسم ، فيكون السيد علي الحماني ابن أخي أحمد السكين لا ابن ابنه ، فأحمد السكين عمه لا جده ، و أيضا ما تم للسيد صدر الدين إدخال السيد علي الحماني في النسب حتى أسقط منه أبا الحسن عليا الذي هو بين أبي جعفر محمد وبين جعفر بن أحمد السكين ، وهو غلط فاحش ، ولقد مر على ذلك برحة من الزمن ولم ينبه له أحد من أجدادنا.


(354)
القرن الثاني عشر
ـ 97 ـ
الشيخ عبد الرضا المقري الكاظمي
المتوفى حدود 1120
ـ 1 ـ
وقفت دون سعيك الأنبياء وعن الأنبياء فضلا عليك وإذا لم يكن سوى آية التطهير كنت نورا وليس كون ولا أنت عين اليقين سلطان موسى وسنا النار حين آنسها من روح قدس به تأيد عيسى أنت لو لم تكن لما عبد الله فلتطل مفخرا بك الأوصياء الله أثنى فحبذا الأثناء فيكم لكان فيها اكتفاء آدم بل ليس كان طين وماء والعصى منه واليد البيضاء جانب الطور إذ بدا اللألاء ولأمواته به إحياء ولا للأنام كان اهتداء
    إلى أن يقول :
فأضاعوا وصية ( يوم خم ) عن لسان الروح الأمين عن الله بعلي بلغ وإلا فما بلغت بعد ما بخبخوا وقالوا لقد أصبحت وأتى النص فيه : اليوم أكملت ثم قالوا : بأن أحمد لم يوص وروى من يمت ولم يوص قد ويلهم جهلوا النبي وقالوا ما نجيب اليهود يوما إذا احتجوا بعلي وصى وهم شهداء تعالى ألا له الآلاء والله من عداك وقاء مولا لنا وصح الولاء لكم دينكم وحق الهناء وهذا منهم عليه افتراء مات موتة جاهلية العلماء عنه ما لم يقل وبالإفك جاؤوا علينا ؟ أليس فيكم حياء ؟


(355)
إن موسى في القوم وصى وقد غاب حيث قال اخلفني لهرون في القوم والنبي الكريم قد ترك القوم وهو بالمؤمنين كان رؤفا ما عليه أن لو على واحد نص وهو أدرى بمن لها كان أهلا وإذا ما قد مات راعي غنيمات وطاها يقضي ولا ايصاء وبالأهل تسعد الخلفاء سدا بعده وهذا هذاء وعلى كلهم له اسداء وفيما يختاره الارتضاء ؟ وله في نصح الأنام اعتناء فترك الايصاء عنه عياء (1)
    هذه القصيدة توجد في ديوان شاعرنا وهي تبلغ ثلثمائة وأربعة وثمانين بيتا ، أخذنا منها ما ذكرناه ، يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ويستدل فيها على إمامته بحجج قوية ، و يتخلص إلى رثاء الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه ، وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين سلام الله عليه.
ـ 2 ـ
در حقيقي حباب العقار فقم ففي مجلسنا قد سعى تقول عيناه لعشاقه : واخفض جناح العيش في قهوة للروح روح فإذا قربت تطفئ نار الهم منا وفي إن قتلت منا عقولا فعن من كف ألمى (2) ماجلا حسنه حمراء أعدا لونها كأسها قوامه يطعن طعن القنا وردفه يشرح لي ثقله فلا تخاطر في المجازي البحار ساق صغير بكؤس كبار من سيف أجفاني الحذار الحذار للهم عمن قد حساها نفار من حجر حدث صم الحجار الكاسات منها مستطيرا شرار والدها كان لها أخذ ثار إلا وبان العقل واللب طار تخالها من غير كأس تدار وفتك ماضي لحظه واقتدار وخصره يسند لي الاختصار

1 ـ إلى هذه البرهنة العقلية استند القوم في استخلاف عمر كما فصلنا القول فيه في الجزء السابع ص 132 ، 133.
2 ـ الألمى : الذى بشفته لمى. غلام ألمى : بارد الريق.


(356)
قد علم الفتك أسود الشرى عجبت من حمرة خديه إن كأنما قد صيغ من فضة لي روضة غناء من وجهه خد وثغر مقلة وجنة له على عشاقه نصرة في خده ماء ونار وما تثبت عيناي به لم تزل كأنما تلك له قربة يزري إذا ماس بغصن النقا فلو ترى يا لائمي حسنه دعني برب الفرط لي شاغل خلع عذاري واضح إذ على كم من فقار سيف ألحاظه من آية التطهير فيه أتت وعلم الغزلان كيف النفار بدت لعيني علا في اصفرار سالفة (1) والخد مني نضار ولحظه ساق وفيه عقار ورد اقاح نرجس جلنار بفاتر منه أرى الانكسار بالماء للنار عهدنا استعار فلم تحل عنه يمينا يسار قد عبدت ماء وهاتيك نار وإن بدا فالبدر منه يغار أقمت فيه حجج الاعتذار يشغلني عن حب ذات الخمار شهد لماه دار نمل العذار قد كسيف المرتضى ذي الفقار نصا من الله له واختيار
    إلى أن يقول :
آخاه طاها يوم ( خم ) وقد اليوم أكملت لكم دينكم يا راكبا كالقوس حرفا حكى عج بالغريين وأحرم وطف إلى الذي من كل أوب إلى بيت به طال عمادا فلا أنزل فيه فيه آي جهار (2) ناهيك من منقبة لا تعار الأوتار أو كالسهم ترمي القفار في ذلك القدس وقف باحتقار بيت عطاياه المطايا تثار مقصر فيه ورامي جمار

1 ـ السالفة : صفحة العنق عند معلق القرط.
2 ـ مرجع الضمير الأول في فيه هو يوم الغدير ، وفي الثاني هو مولانا أمير المؤمنين. يريد إنه نزلت فيه عليه السلام آيات يوم ذاك. راجع الجزء الأول من كتابنا هذا تجد هنالك تفصيل تلكم الآيات النازلة.


(357)
وأذن الناس ونادي الوحا وزمزم والحجر والركن ثم ألا بها حجوا فما في سوى واستأذن الله ومنه وفي وقبل الأرض له عزة وامش على الأجفان فضلا عن والثم ضريحا ضم بدرا ومن فثم وجه الله والعين والجنب أمير كل المؤمنين الذي فمن يزره عارفا حقه كان بعرش الله نورا ولا لو أجمع الناس على حبه فالفضل فيه كله شيمة لكعبة الله البدار البدار الحجر الأسود سامي المنار تلك الثرى حجا أرى واعتمار سكينة فادخل عليك الوقار وكحل الجفن بذلك الغبار الأقدام إجلالا بذاك المزار حلم جبالا وعطايا بحار وسيف الله ماضي الغرار غدا له فيما يشاء الخيار فهو كمن لله في العرش زار آدم أو حوى به يستنار من قدم لم يخلق الله نار ومنه كل فضله مستعار
[ القصيدة 71 بيتا ]
ـ 3 ـ
    وله من قصيدة أخرى يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
يا إماما علا على سائر الخلق حزت كلا من العلوم إلى أن بمقال يقيم عذر المغالي أنت حلف الهدى وحلف نزال قد عبدت الإله طفلا مع المختار وببدر بذلت نفسك في الله وبخم بويعت إذ ليس إلا فأتى النص فيك اليوم أكملت يا لها من إمامة قد تسامت بخلق مهذب وبخلق قد جرى الكل منك في كل عرق إنك الله حيث للشك يبق دره العذب ساغ في كل خلق والكل مشرك بالحق وبادرتها ضحى غير طرق أنت دون الورى لها من محق لكم دينكم وأثبت حقي بإمام مؤيد بالصدق


(358)
صاحب النص والدلالة بالإجماع نفس طاها النبي والصهر وابن والاتفاق من غير مذق (1) العم والصنو والأخ المشتق
( القصيدة 56 بيتا )
ـ 4 ـ
    وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام وهي تبلغ ستين بيتا قوله :
بالعتب طال لطيفك الترداد بدر بليل الشعر متسق ولا سلطان حسن والبهاء وزيره لو زار جفن العاشقين رقاد كالبدر نقص شأنه وسواد جيش الجلال أمامه يقتاد
    إلى أن يقول :
والله أكمل دينه بولائه بالطائف المشهور كلم ربه ولطال ما من جبرئيل لخدمة وببابل ردت له شمس الضحى وبيوم ( خم ) خبر الغياب عن إذ قام يخطب أحمد مسترسلا : من كنت مولاه فحيدرة له فإذا هنالك بخبخوا قوم به لا تدرك الأفهام كنه صفاته أنى يطاول مجده ويساد ؟ ناهيك فخرا ما عليه يزاد قد طال في أعتابه الترداد والليل قد مدت له ابراد تأميره في البيعة الاشهاد عن ربه والقول منه يعاد مولى ومن كاد الوصي يكاد من رغبة في حكمه زهاد أنى وهل يحصي الحصى التعداد
( القصيدة )
ـ 5 ـ
    وله من قصيدة 118 بيتا يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
لك نصب عيني أين كنت أمثل أرجو الحياة وأنت عني معرض وطريقتي المثلى بحبك أمثل والموت من إعراض وجهك أجمل
    إلى أن يقول :
والله أكمل دينه بولائه هل فوق هذا في المفاخر منزل ؟

1 ـ من غير مذق : أي من غير شوب.

(359)
ولقول جبريل الأمين بحقه : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى وتعجب الأملاك من حملاته ولفتح أحمد بابه ولسده ولقول أحمد : أنت هاد للورى ولأنت مني مثلما هارون من وكفاه ممن لم يصل عليه في والله زوجه البتول وأشهد والشمس من بعد الغروب ببابل والله خاطبه غداة الطائف وبليلة القدر الملائك عزة وغدا موازين العباد بكفه والنار والجنات طايعة له وفدى النبي على الفراش وإنها والوحي يهبط عنده وببيته وله وللأصنام كسر عزة علنا وتلك محلة لا تنزل إلا علي الفاضل المتفضل في الحرب وهو على الكتائب يحمل باب الصحاب على الجميع يفضل وأنا النذير وذاك فخر أطول موسى ولا بعدي نبي يرسل فرض الصلاة صلاته لا تقبل الأملاك والروح الأمين موكل ردت له والليل داج مسبل المشهور وهي فضيلة لا تنحل والروح قد كانت عليه تنزل طوعا تخف بمن تشاء وتثقل من شاء نارا أو جنانا يدخل لهي المواساة التي لا تعقل للفصل آيات الكتاب تفصل وضعت على أكتاف أحمد أرجل
    إلى أن يقول :
عج بالغري فثم سر مودع واخلع نعالك غير ما متكبر وقل : السلام عليك يا من حبه فهناك عين الله والسر الذي الحاكم العدل الذي حقا يرى والآخذ التراك أفضل مسلم ويل امرء قد حاد عنه ضلة جعل الإمامة غير موضعها عمى ليست تكيف ذاته وتمثل فيه وأنت مكبر ومهلل للدين فيه تتمة وتكمل قد دق معنى والأخير الأول ما العبد من خير وشر يعمل من بعد أحمد يحتفي أو ينعل وعلى النبي بجهله يتقول والله أعلم حيث كانت تجعل


(360)
وكفى عليا في ( الغدير ) فضيلة حيث الأمين أتى الأمين مبلغا بلغ وإلا لم تبلغ ما أتى فهناك بين الصحب قام لربه ويسار حيدرة بيمناه وقد : من كنت مولاه فحيدرة له والطائر المشوي هل مع أحمد والنجم لما أن هوى في داره في العرش قدما كان نورا محدقا متقلب في الساجدين وكان من يأتي إليها غيره يتوصل يقرى السلام من السلام ويعجل في حق حيدر أيها المزمل يثني بعالي صوته ويفضل نادى ومنه فيه يفصح مقول مولا فإياكم به أن تبدلوا أحد سواه كان منه يأكل ؟ جهرا وأشرق منه ليل أليل طورا يكبر ربه ويهلل صلب إلى صلب طهور ينقل
( القصيدة )
ـ 6 ـ
    وله من قصيدة 42 بيتا يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
هل بي حر إلى رشف رشا بابلي الطرف لكن ما رأى جائر في الحكم لكن عادل القد لم أزل أخفي هواه في الحشا خلته لما تجلى سلطه فضح الشهد بريق ريق أحمد النعمان في وجنته عاذلي أصبح فيه عاذري فإذا ماس دلالا قده كوكب المريخ في وجنته مطلق اللحظ فؤادي قد غدا حبذا لو يقبل الروح رشا سحره هاروت إلا اندهشا عبيل الردف مهضوم الحشا (1) غير مني الدمع بالسر فشا تحت ليل الشعر صبحا أبرشا غيره لم يرو مني العطشا وعلى الخدين آس عرشا وانثنى يحمده واش وشا يغتدي غصن النقا مرتعشا ساطع والبدر منه قد عشا منه في أسر الهوى مندهشا

1 ـ العبيل : الضخم. الردف : العجز.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: فهرس