الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: 371 ـ 380
(371)
هو الذي من رسول الله كان له هو الذي صار عرش الرب ذا شنف أقدامه مسحت ظهرا به مسحت يا واضعا قدميه حيثما وضعت رحب الأكف إذا فاضت أنامله لو ظل تحت لواه في الوغا علم ما تستقر الرواسي تحت صارمه لولا الوصية فالشيخان أربعة فيا عجيبا من الدنيا وعادتها من كان نص رسول الله عينه يوم الجماهير في بيداء قد ملأت وقال صحب رسول الله قاطبة من بعد ما شدد الرحمان إمرته فقال : بلغ وإلا فادر إنك ما تقدمته أناس ليس عينهم لا أضحك الله سن الدهر إن له بصفو حبك قد أحييت مهتديا ودر فيضك ما دار السما وجرى مقام هارون من موسى بن عمران إذ صار قرطيه إبناه الكريمان يد الإله لتبريد وإحسان يد الإله عليه عز من شان لو لم يقل حسب ثنى يوم طوفان تراه ترتج حنوا نحو ميدان كالطود تندك من أس وبنيان يوم السقيفة بل عثمان اثنان أن لا يساعد غير الوغد والداني لإمرة الشرع تبليغا بإعلان بكل من كان من أعقاب عدنان : بخ لذاك وكان الأول الثاني (1) على الرسول بإحكام وإتقان بلغت حق رسالاتي وتبياني نص الإله ولا منطوق برهان قواعد عدلت عن كل ميزان فدتك نفسي يا ديني وإيماني ودام ظلك ما كر الجديدان
( ما يتبع الشعر )
    القصيدة توجد برمتها 91 بيتا في الجزء الثاني من كتاب ( الرائق ) للعلامة السيد أحمد العطار ، وتذكر منها 89 بيتا في ( نجوم السماء ) ص 197 ، وجملة منها مذكورة في ( فارسنامهء ناصري ) ج 2 : 230 ، وعدة منها توجد في هامش ( نهج البلاغة ) المطبوع في إيران سنة 1310 ، وخمس العلامة الأوحد السيد محمد حسين الشهرستاني المتوفى
1 ـ كان أول من خاطب الإمام عليه السلام يوم غدير خم مبخبخا عمر بن الخطاب وهو ثاني من تقمص الخلافة.

(372)
1315 (1) من هذه القصيدة واحدا وأربعين بيتا ، وبدأ بالبيت الحادي عشر أوله :
أمسيت والهم في ايران يطرقني وذكر من حل في كوفان يقلقني والكرب طول الليالي ما يفارقني من لي بعاصف شملال يبلغني
إلى الغري فيلقيني وينساني ؟
إلى الذي طهر الجبار طينته إلى الذي أوجب القربى مودته إلى الذي بشر المختار شيعته إلى الذي فرض الرحمان طاعته
على البرية من جن وإنسان

( الشاعر )
    المولى محمد مسيح الشهير بمسيحا ابن المولى إسماعيل فدشكوئي الفسوي المتخلص ( بمعنى ) في شعره الفارسي ، وبمسيح في العربي منه ، عالم فيلسوف ، وحكيم بارع ، و فقيه متضلع ، وأديب شاعر ، وخطيب كاتب ، مذكور بالثناء الجميل في سوانح تلميذه الشيخ علي الحزين ، ونجوم السماء ص 195 ، وفارسنامهء ناصري 2 : 230 ، وغيرها أخذ العلم عن استاد الكل آقا حسين الخوانساري ، وأخذ عنه كثيرون من العلماء ، تقلد شيخوخة الاسلام بشيراز على عهد السلطان شاه سليمان ، وشاه السلطان حسين ، وله يوم تسنما عرش الملك خطب بليغة ، توفي سنة 1127 عن عمر يقدر بالتسعين ، وخلف آثارا قيمة لا يستهان بها منها : إثبات الواجب ، ورسالة فارسية في القصر والاتمام ، وحواشي على حاشية الخفري على شرح التجريه ، ذكرها له شيخنا القمي في الفوائد الرضوية 1 ص 643 وقال : رآها في كرمانشاه.
1 ـ أحد شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر.

(373)
القرن الثاني عشر

ـ 101 ـ
ابن بشارة الغروي
المتوفى بعد 1138
تلك الديار تغيرت آثارها دار لقد أخفى البلى أضوائها وتغيبت تحت الثرى أقمارها ومن السحائب جادها مدرارها
    إلى أن قال :
أنا سيد الشعراء غير مدافع وأقودهم نحو الجنان ورايتي إذ كنت مادح حيدر رب التقى ليث إذا حمي الوطيس وزمجرت يسطو بأعظم صولة رواعة وإذا الخيول الصافنات تسابقت صهر النبي أبو الأئمة خيرهم بغدير خم للولاية حازها وإذا رقى للوعظ صهوة منبر وبراحتيه تفجرت عين الندى وله العلوم الفايضات على الورى ( نهج البلاغة ) من جواهر لفظه لولاه ما عبد الإله بأرضه وإذا نثرت فإنني نثارها بيضاء تلمع فوقهم أنوارها فخر البرية حصنهم كرارها فرسانها والحرب طار شرارها (1) منها الكمات تصرمت أعمارها (2) يوم البراز فسبقه نحارها وبه الخلافة قد سما مقدارها حقا وليس بممكن إنكارها يصغي لزاجر وعظه جبارها فالواردون جميعهم يمتارها فيض الغمايم إذ هما مهمارها فيه العلوم تبينت أسرارها يوما ولا بخعت له كفارها (3)

1 ـ زمجرت : أكثرت الصياح والصخب. تزمجر الأسد : ردد الزئير.
2 ـ الكمات ج الكمى : الشجاع أو لابس السلاح.
3 ـ ذكرها في كتابه ( نشوة السلافة ) وهي تناهز الخمسين بيتا.


(374)
( الشاعر )
    أبو الرضا الشيخ محمد علي بن بشارة من آل موحي الخيقاني النجفي ، أوحدي حقت له العبقرية والنبوغ ، وفذ من أفذاذ الفضيلة ، برع في فنون الشعر والأدب ، ورث فضله الكثار وأدبه الموصوف عن أبيه العلامة الشاعر المفلق الشيخ بشارة ، وعاصر نوابغ العلم وأساتذة البيان وأخذ منهم ، ونال من الفضل حظه الوافر ، ونصيبه المقدر ، فأطروه و وأثنوا عليه ، وعد من رجال تلك الحلقة ، وأبقى شعره وأدبه له ذكرى خالدة ، وسجلت آثاره القيمة العلمية والأدبية في صفحة التاريخ له غررا ودررا تذكر وتشكر ، منها [ نشوة السلافة ومحل الاضافة ] قرظها السيد حسين بن الأمير رشيد الآتي ذكره ، وقال الشيخ أحمد النحوي الحلي مقرظا إياها :
يا أخا الفضل والمكارم والسؤدد والأديب الأريب المصقع المدره أي در أودعت في صدف الطرس لو رأى هذه الرياض زهير لو درى عرفهن صاحب عرف الطيب لو رأى جمعها علي (1) رأى الفضل قال : جمعي صبابة في إناء أي مستمتع لذي الفضل فيها جئتها طاوي الحشا فأضافتني والمجد والعلى والشرافه رب الكمال رب الظرافه غدا الدر حاسدا أوصافه ؟ لتمنى من زهرهن اقتطافه أبدى لطيبهن اعترافه على جمعه لكم والانافه من سلاف وذا حباب السلافه وبشتى نكاتها واللطافه ؟ وقالت : هذا محل الاضافة
    ومنها : نتائج الأفكار. قرظها المدرس الأوحد السيد نصر الله الحائري بقوله :
حير عقلي ذا الكتاب الأنيق رقيق لفظ جزل معنى له ما هو إلا روضة غضة صاداتها الغدران همزاتها فليس للوصف إليه طريق كل مجاميع البرايا رقيق شقيقها ليس له من شقيق حمايم تشدو بلحن أنيق

1 ـ يعني السيد علي خان المدني صاحب ( سلافة العصر ) التي ألف ابن بشارة نشوته تتميما لها.

(375)
كم نشق العشاق من نفحها كم قد جلت أكؤس ألفاظها رصعها صوب يراع الذي مولى جليل القدر في شانه لا زال ( نصر الله ) طول المدى نسيم أخبار اللوي والعقيق ؟ معانيا يخجل منها الرحيق ؟ أصبح دوح الفضل فيه وريق قد اغتدى صاحب فكر دقيق له رفيقا فهو نعم الرفيق
    ومنها : شرح نهج البلاغة ، وريحانة النحو.
    ذكرهما الشيخ أحمد النحوي الحلي في قصيدته التي مدحه بها أولها :
برزت فيا شمس النهار تستري فهي التي فاقت محاسن وجهها خجلا ويا زهر النجوم تكدري حسن الغزالة والغزال الأحور
    يقول فيها :
من آل موح شهب أفلاك العلى وهم الغطارفة الذين لبأسهم وهم البرامكة الذين بجودهم لم يخل عصر منهم أبدا فهم لا سيما العلم الذي دانت له ال‍ ولقد كسا ( نهج البلاغة ) فكره وعجبت من [ ريحانة النحو ] التي فذروا [ السلافة ] (1) إن في ديوانه ودعوا [ اليتيمة ] (2) إن بحر قريضه ما [ دمية القصر ] التي جمع الأولى يا صاحب الشرف الأثيل ومعدن خذها إليك عروس فكرزفها وبدور هالات الندى والمفخر ذهل الورى عن سطوة الاسكندر نسي الورى فضل الربيع وجعفر مثل الأهلة في جباه الأعصر ـأعلام ذو الفضل الذي لم ينكر شرحا فأظهر كل خاف مضمر لم يذو ناصرها مرور الأعصر في كل بيت منه حانة مسكر قذفت سواحله صنوف الجوهر كخرائد برزت بأحسن منظر ؟ الكرم الجزيل وآية المستبصر صدق الوداد لكم وعذر مقصر

1 ـ هي ( سلافة القصر ) للسيد علي خان المدني شارح الصحيفة الشريفة الآنف ذكره في هذا الجزء ص 344.
2 ـ هي ( يتيمة الدهر ) للثعالبي كتاب أدبى ضخم فخم مطبوع في أربع مجلدات.
3 ـ ( دمية القصر ) تأليف الباخرزى مطبوع سائر دائر.


(376)
فاسلك على رغم العدى سبل العلى واسحب على كيوان ذيل المفخر
    ومنها : ديوان شعره الذي وصفه السيد المدرس الحائري بقوله :
ديوان نجل المقتدى بشاره ما هو إلا جنة قد أزهرت لسائر الشعر غدا إكليلا [ وذللت قطوفها تذليلا ]
    وقوله فيه :
ألا قد غدا ديوان نجل بشارة مهذبة أبياته كخلائقي طراز دواوين الأنام بلا ريب فليس به عيب سوى عدم العيب
    وللسيد العلامة المدرس الحائري عدة قواف في الثناء على شاعرنا ابن بشارة منها :
سلام يسحب الأذيال تيها أخص به شقيق الصبح بشرا فتى أضحت بغيث نداه تزهو وراحت في صباح الرأي منه شأى قسا بلفظ راق رصفا له فكر بأدنى الأرض لكن ونظم يشبه الأزهار لو لم وبعد فإن روض العيش أضحى وقد كانت نواحيه قديما وأمسى يا شهاب سما المعالي فعوذني بكتبك من أذاه ولا زالت جلابيب المعالي على هام الدراري الثاقبات سليل بشارة ذي المنقبات أزاهير الأماني للعفاة تجابات دياجي المشكلات ومعنا بالهبات الوافرات له عزم بأعلى النيرات تعد بعد النضارة ذابلات هشيما ذا نواح شاحبات بطل البشر منكم زاهيات مريد الوجد مخترقا جهاتي فمالي غيرها من راقيات بمجدكم المبجل معلمات
    ومنها قوله :
سلام كزهر الروض إذ جاده القطر أخص به المولى سليل بشارة سحاب الندى السهم الذي فاقت السها وكالدر في اللألاء إذ حازه البحر أخي الفضل من في مدحه يزدهي الشعر عزائمه وانقاد قنا له الدهر


(377)
فتى فاز بالقدح المعلى من العلى فما ( القطب ) ما ( الرازي ) وما جوهريهم مناقبه غر مواهبه حيا طوى سبل العلياء في متن سابق وبعد : فإن الحال من بعد بعدكم فلله ليلات تقضت بقربكم وإذ مورد اللذات صاف وناظري فلا تقطعوا يوما عن الصب كتبكم ولا برحت تبدو بأفق جبينكم وحاز علوما لا يحيط بها الحصر إذا ما به قيسوا وما العضد ما الصدر ؟ منازله خضر مناصله حمر لهمته القعساء عثيره الفخر كحال رياض الحزن فارقها القطر ولم يندمن روضات وصلكم الزهر يزيل قذاه منظر منكم نضر ففي نشرها للميت من بعدكم نشر نجوم السعود الزهر ما نجم الزهر
    ومنها قوله مهنئا له بعيد النحر :
نشر الربيع مطارف الأزهار وخرائد الأغصان بالأكمام قد وصوادح الأوراق في الأوراق قد والظل ظل محاكيا بدبيبه نجلو خمره تجلو العنا بكر إذا ما قلدت بحبابها شمس يطوف بأفق مجلسنا بها سلب السلاف مذاقها وفعالها ساق تخال الثغر منه لئالئا أو أحرفا رقمت بكف المجتبى ماء الطلاقة في أسرة وجهه مولى بأفق سما المناقب قد بدا فبذاك يثمر قصد كل مؤمل شهم لبيب لم تلد أم العلى في طيها نفحات مسك داري (1) رقصت بتشبيب النسيم الساري غنت بأعواد بلا أوتار خط العذار بوجنة الأنهار فبدار عنا ولا تركن إلى الأعذار حلت يمين مديرها بسوار قمر تقلد نحره بدراري برضابه وبطرفه السحار أو أقحوانا لاح غب قطار أعني سليل بشارة المغوار يجري ونار سطاه ذلت شرار قمرا ولكن لم يرع بسرار وبهذه تصلى منى الفخار ندا له في سائر الأعصار

1 ـ الداري : العطار. نسبة إلى دارين بالبحرين كان يحمل إليها المسك من الهند.

(378)
ندس بديع بنانه قد راح عن ولقد غدا صرف الزمان يصد عن نعم تعم عموم هطال الحيا وشمائل كالروض لولا إنه أقلامه قد قلمت ما طال للأخطاب ودواته أدوت وداوت كاشحا من آل خاقان الذين وجوههم قوم إذا شاموا الصوارم أغمدت وإذا هم اعتقلوا الذوابل في الوغي أخبارهم بسواد كل دجنة يا من له بأس يحاكي الصخر في وعلا تناسق كابرا عن كابر وافاك عيد النحر طلقا وجهه عبد يعود عليكم بمسرة لا زالت الأيدي تشير إليكم وبقيت ترفل من علاك بحلة وجه المعاني كاشف الأستار من نحوه أضحى مريد جوار لكنها جلت عن الأضرار يذوي لفقد العارض المدرار والأخطار من أظفار ومؤملا جدواه ذا اعسار عند اسوداد النقع كالأقمار في جيد كل مملك كرار آبت نواضر بالنجيع الجاري حررن فوق بياض كل نهار خلق أرق من النسيم الساري يحكي أنابيب القنا الخطار يحكي رقيق نسيمه أشعاري محمودة الايراد والاصدار شبه الهلال عشية الافطار فضفاضة قد طرزت بفخار
    وله مراسلا إياه لازما الجناس المذيل قوله :
لعمرك إن دمع العين جار وما لي غير شهد الوصل شاف وقلبي للوصول إليك صاد وهمي ليثه الفتاك ضار ولوني أصغر والد مع قان ومذ غبتم فصبحي شبه قار وإني للتواصل منك راج وإني بالذي تهواه راض لأني حنظل التفريق جارع فهل لي في اجتناء منه شافع ؟ ونظمي بالثناء عليك صادع ولولاه لما أمسيت ضارع وطرفي منكم بالطيف قانع لدي وإصبعي للسن قارع فهل ذاك الزمان العذب راجع ؟ أيا مولى لدر الفضل راضع !


(379)
فيالك من كريم الأصل سام هزبر عنه سيف الضد ناب وطرف الخائف المذعور ساج وبحر علومه للناس طام وغيث نداه طول الدهر هام ومعشره أولو سلم وضال (1) له سيف غداة الحرب دام ونسك من رياء الخدع خال وشعر رائق كشراب جام وقلب قلب في الحرب ساط وإحسان لحر المدح شار حليم للعدى بالصفح جاز وزاك علمه للجهل ناف وشهم ماله في الناس زار لما لا يرتضيه الله قال وقاه الله نظرة كل راء لهمس المجتدين نداه سامع وينبوع الفضائل منه نابع بمغناه وطير المدح ساجع فكل منهم بالري طامع وغيث الأفق بعض العام هامع لديهم سابق الكرماء ضالع وطرف خشية الجبار دامع وطبع للخلاعة راح خالع لحسن نفائس الأشعار جامع ووجه في ظلام الخطب ساطع ورمح عزيمة ما زال شارع ومن هول الحوادث غير جازع وطب إن يضرك فهو نافع للحب هواه في الأحشاء زارع ألم تره لضرس هواه قالع ؟ فإن جماله للعقل رائع
    ومنها قوله حينما أهدي إليه ماء ورد :
يا أيها المولى الذي وجهت نحوك ماء ورد فاقبله من حب جواه هو من ( أياس ) اليوم أذكى من أريج المسك أذكى في حشاه النار أذكى
    ومنها قوله مراسلا إياه :
سلام لا لأوله بدايه علي ابن بشارة المولى الذي قد فتى برق البشاشة في المحيا ولا يلفى لآخره نهايه تجاوز في المعالي كل غايه على طيب الأرومة منه آيه

1 ـ السلم والضال : نوعان من الشجر.

(380)
جليل القدر محمود السجايا روى الاحسان عن جد فجد فلو وافاه يوم الجدب عاف إذا ما جن للأشكال ليل وإن حسرت لثاما حرب بحث له وجه حكاه البدر حسنا وفي العهد زاكي الجد مولى ولما كان في ذا العصر فردا وأنى يمكن التصريح باسم فسدد رأيه يا رب لطفا وألبسه من الإنعام بردا على كل القلوب له الولايه وقد صحت له تلك الروايه أباح له حمى روض الرعايه ترى مثل الصباح الطلق رأيه فليس لها بكف سواه رأيه وما من ريبه في ذي الحكايه سلامة ذاته أقصى منايه مدحناه بعنوان الكنايه بأعلى العرش خطته العنايه ؟ وجنبه الضلالة والغوايه موشى بالكلائة والحمايه
    إلى غيرها من قصائد توجد في ديوان الشريف السيد المدرس في ثناء المترجم له ، وهي تعرب عن مكانته العالية في الفضائل والفواضل ، وتحليه بنفسيات كريمة و ملكات فاضلة.
    ومن شعر شاعرنا ( ابن بشارة ) قوله في كتابه ( نشوة السلافة ) يمدح به مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، جارى به قصيدة السيد علي خان المدني المذكورة ص 350 :
من ظلمة الليل لي المأنس والطيف يأتيني به زائرا ولم نراقب من رقيب الهوى ومن رياض الوصل كم نجتني كم ليلة بت بظلمائها حتى هوت للغرب شهب الدجا إذ فيه تبدو الشهب الكنس وتارة صاحبه بغلس خوفا ولا تبصرنا الحرس زواهرا تحيى بها الأنفس معانقا للحب لا أدنس (2) والنجم في إسرائه ينعس (3)

1 ـ الغلس : ظلمة آخر الليل أغلس : صار يغلس.
2 ـ دنس : تلطخ بمكروه أو قبيح
3 ـ من تناعس البرق : فتر.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء الحادي عشر ::: فهرس