كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: 51 ـ 60
(51)
الكبرى 1 : 7 نقلا عن ابن عدي وابن عساكر من طريق أنس ].
    وروى السيد الهمداني في ( مودة القربى ) في المودة الثامنة عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن : فلما بلغت البيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرة بها : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي وزيره. ولما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت عليها : إني أنا الله لا آله إلا أنا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي وزيره ونصرته به. ولما انتهيت إلى عرش رب العالمين فوجدت مكتوبا على قوائمه : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد حبيبي من خلقي ، أيدته بعلي وزيره ونصرته به ، فلما وصلت الجنة وجدت مكتوبا على باب الجنة : لا إله إلا أنا ، ومحمد حبيبي من خلقي أيدته بعلي وزيره ونصرته به.
    3 ـ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ( سورة الأنفال 64 )
    أخرج الحافظ أبو نعيم في فضايل الصحابة بإسناده : إنها نزلت في علي ، وهو المعني بقوله : المؤمنين.
    4 ـ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( الأحزاب 23 ).
    أخرج الخطيب الخوارزمي في ( المناقب ) ص 188 ، وصدر الحفاظ الكنجي في ( الكفاية ) ص 122 نقلا عن ابن جرير وغيره من المفسرين أنه نزل قوله : فمنهم من قضى نحبه في حمزة وأصحابه كانوا عاهدوا الله تعالى لا يولون الادبار فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا ، ومنهم من ينتظر علي بن أبي طالب مضى على الجهاد ولم يبدل و لم يغير الآثار.
    وفي الصواعق لابن حجر ص 80 : سئل ( علي ) وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. الآية. فقال : أللهم غفرا هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب ، فأما عبيدة فقضى نحبه شهيدا يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيدا يوم أحد ، وأما أنا


(52)
فانتظر أشقاها يخضب هذه من هذه ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ـ عهد عهده إلي حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وآله.
    5 ـ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( سورة المائدة 55 )     أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي ذر الغفاري قال : أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يديه إلى السماء وقال. أللهم ؟ اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وآله فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي رضي الله عنه في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وآله وهو في المسجد فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إلى السماء وقال : أللهم ؟ إن أخي موسى سألك فقال : رب اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ، أشدد به أرزي ، و أشركه في أمري ، فأنزلت عليه قرآنا : سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما. أللهم ؟ وإني محمد نبيك وصفيك أللهم ؟ واشرح لي صدري و يسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. قال أبو ذر رضي الله عنه : فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله عز وجل وقال : يا محمد ؟ إقرأ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا. الآية.
    أخرج هذه الأثارة ونزول الآية فيها جمع كثير من أئمة التفسير والحديث منهم : الطبري في تفسيره 6 ص 165 من طريق ابن عباس ، وعتبة بن أبي حكيم ، ومجاهد. الواحدي في أسباب النزول ص 148 من طريقين. الرازي في تفسيره 3 ص 431 عن عطا عن عبد الله بن سلام وابن عباس وحديث أبي ذر المذكور. الخازن في تفسيره 1 ص 496. أبو البركات في تفسيره 1 ص 496. النيسابوري في تفسيره 3 ص 461. ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) ص 123 حديث الثعلبي المذكور. ابن طلحة الشافعي في ( مطالب السئول ) ص 31 بلفظ أبي ذر المذكور. سبط ابن الجوزي في ( التذكرة ) ص 9 عن تفسير الثعلبي عن السدي وعتبة وغالب بن عبد الله. الكنجي


(53)
الشافعي في ( الكفاية ) ص 106 بإسناده عن أنس ، وص‍ 122 عن ابن عباس من طريق حافظ العراقين والخوارزمي وابن عساكر عن أبي نعيم والقاضي أبي المعالي. الخوارزمي في مناقبه ص 178 بطريقين. الحموي في فرايده في الباب الرابع عشر من طريق الواحدي ، وفي التاسع والثلاثين عن أنس ، ومن طرق أخرى عن ابن عباس ، وفي الباب الأربعين عن ابن عباس وعمار بن ياسر. القاضي عضد الأيجي في ( المواقف ) 3 ص 276. محب الدين الطبري في ( الرياض ) 2 ص 227 عن عبد الله بن سلام من طريق الواحدي وأبي الفرج والفضايلي ، وص 206 ، وفي الذخاير ص 102 من طريق الواقدي وابن الجوزي. ابن كثير الشامي في تفسيره 2 ص 71 بطريق عن أمير المؤمنين ، ومن طريق ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل ، وعن ابن جرير الطبري بإسناده عن مجاهد والسدي ، وعن الحافظ عبد الرزاق بإسناده عن ابن عباس ، وبطريق الحافظ ابن مردويه بالإسناد عن سفيان الثوري عن ابن عباس ، ومن طريق الكلبي عن ابن عباس فقال : هذا إسناد لا يقدح به ، وعن الحافظ ابن مردويه بلفظ أمير المؤمنين ، وعمار ، وأبي رافع. ابن كثير أيضا في [ البداية والنهاية ] 7 ص 357 عن الطبراني بإسناده عن أمير المؤمنين ، ومن طريق ابن عساكر عن سلمة بن كهيل. الحافظ السيوطي في ( جمع الجوامع ) كما في الكنز 6 ص 391 من طريق الخطيب في ( المتفق ) عن ابن عباس ، وص 405 من طريق أبي الشيخ وابن مردويه عن أمير المؤمنين ابن حجر في ( الصواعق ) ص 25. الشبلنجي في ( نور الأبصار ) ص 77 حديث أبي ذر المذكور عن الثعالبي. الآلوسي في ( روح المعاني ) 2 ص 329 وغيرهم. ولحسان بن ثابت في هذه المأثرة شعر يأتي إنشاء الله تعالى.
    6 ـ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ( سورة التوبة 19 )
    أخرج الطبري في تفسيره 10 ص 59 بإسناده عن أنس أنه قال : قعد العباس وشيبة ( ابن عثمان ) صاحب البيت يفتخران فقال له العباس : أنا أشرف منك أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج. فقال شيبة : أنا أشرف منك أنا أمين الله على


(54)
بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني. فهما على ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي فقال له العباس : إن شيبة فاخرني فزعم أنه أشرف مني فقال : فما قلت له يا عماه ؟ قال : قلت : أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف منك. فقال لشيبة : ماذا قلت أنت يا شيبة ؟ قال قلت : أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته و خازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني. قال فقال لهما : اجعلاني معكما فخرا ، قال : نعم قال : فأنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة وهاجر وجاهد. وانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي فأخبر كل واحد منهم بمفخره فما أجابهم النبي بشيئ فانصرفوا عنه ، فنزل جبرئيل عليه السلام بالوحي بعد أيام فيهم ، فأرسل النبي إليهم ثلاثتهم حتى أوتوه فقرأ عليهم : أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر. الآية.
    حديث هذه المفاخرة ونزول الآية فيها أخرجه كثير من الحفاظ والعلماء مجملا ومفصلا منهم : الواحدي في أسباب النزول ص 182 نقلا عن الحسن والشعبي والقرظي ] القرطبي في تفسيره 8 ص 91 عن السدي. الرازي في تفسيره 4 ص 422. الخازن في تفسير 2 ص 221 قال : وقال الشعبي ومحمد بن كعب القرظي : نزلت في علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، وطلحة بن أبي شيبة ، افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه. وقال العباس : وأنا صاحب السقاية والقيام عليها. وقال علي : ما أدري ما تقولون ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله هذه الآية.
    ومنهم : أبو البركات النسفي في تفسير 2 ص 221. الحموي في ( الفرايد ) في الباب الواحد والأربعين بإسناده عن أنس. ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) ص 123 من طريق الواحدي عن الحسن والشعبي والقرظي م ـ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين ]. الكنجي في ( الكفاية ) ص 113 من طريق ابن جرير وابن عساكر عن أنس بلفظ المذكور. ابن كثير الشامي في تفسير 2 ص 341 عن الحافظ عبد الرزاق بإسناده عن الشعبي ، ومن طريق ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ، وعن السدي وفيه : افتخر علي والعباس وشيبة كما مر ، ومن طريق


(55)
الحافظ عبد الرزاق أيضا عن الحسن ، ومحمد بن ثور عن معمر عن الحسن. الحافظ السيوطي في الدر المنثور 3 ص 218 من طريق الحافظ ابن مردويه عن ابن عباس ، و من طريق الحفاظ عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن منذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن الشعبي ، وعن ابن مردويه عن الشعبي ، وعن عبد الرزاق عن الحسن ، ومن طريق ابن أبي شيبة وأبي الشيخ وابن مردويه عن عبيد الله بن عبيدة ، ومن طريق الفرياني عن ابن سيرين ، وعن ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ، ومن طريق ابن جرير وأبي الشيخ عن الضحاك ، وعن الحافظين أبي نعيم وابن عساكر بإسنادهما عن أنس باللفظ المذكور.
    ومنهم : الصفوري في ( نزهة المجالس ) 2 ص 242 وفي طبعة 209 نقلا عن شوارد الملح وموارد المنح : إن العباس وحمزة رضي الله عنهما تفاخرا فقال حمزة : أنا خير منك لأني على عمارة الكعبة. وقال العباس : أنا خير منك لأني على سقاية الحاج فقالا : نخرج إلى الأبطح ونتحاكم إلى أول رجل نلقاه فوجدا عليا رضي الله عنه فتحاكما على يديه فقال : أنا خير منكما لأني سبقتكما إلى الاسلام. فأخبر النبي بذلك فضاق صدره لافتخاره على عميه فأنزل الله تعالى تصديقا لكلام علي وبيانا لفضله : أجعلتم سقاية الحاج. الآية.
    ولا يسعنا ذكر جميع المصادر التي وقفنا فيها على هذه المفاخرة ونزول الآية فيها وكذلك في بقية الآيات والأحاديث بل لم نذكر جلها روما للاختصار ، وقد بسطنا القول في جميعها في كتابنا ( العترة الطاهرة في الكتاب العزيز ) يتضمن الآيات النازلة فيهم صلوات الله عليهم.
    وهذه المفاخرة ونزول الآية فيها نظمها غير واحد من شعراء السلف ، الحافظين لناموس الحديث كسيد الشعراء الحميري ، والناشي ، والبشنوي ، ونظرائهم وستقف عليه في تراجمهم إنشاء الله.
    7 ـ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ( سورة مريم 96 ).
    أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله


(56)
صلى الله عليه وآله لعلي : قل : أللهم ؟ اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة. فأنزل الله هذه الآية.
    ورواه أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته ص 10 وقال : وروي عن ابن عباس : إن هذا الود جعله الله لعلي في قلوب المؤمنين. م ـ وفي مجمع الزوايد 9 ص 125 عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب : إن الذين آمنوا. الآية. قال : محبة في قلوب المؤمنين ] وأخرج الخطيب الخوارزمي في مناقبه ص 188 حديث ابن عباس وبعده بالإسناد عن علي عليه السلام إنه قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن ؟ والله إني أحبك في الله. فرجعت إلى رسول الله فأخبرته بقول الرجل فقال : لعلك يا علي ؟ اصطنعت إليه معروفا. قال فقلت : والله ما اصطنعت إليه معروفا. فقال رسول الله : الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة. فنزل قوله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا.
    وأخرجه صدر الحفاظ الكنجي في الكفاية ص 121. وأخرج محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 207 في الآية من طريق الحافظ السلفي عن ابن الحنفية : لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته. وأخرج الحموي في فرايده في الباب الرابع عشر من طريق الواحدي بسندين عن ابن عباس ، والسيوطي في الدر المنثور 4 ص 287 من طريق الحافظ ابن مردويه والديلمي عن البراء ، ومن طريق الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ، والقسطلاني في المواهب 7 ص 14 من طريق النقاش ، والشبلنجي في نور الأبصار ص 112 عن النقاش وذكر ما مر عن ابن الحنفية ، والحضرمي في رشفة الصادي ص 25.
    8 ـ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات ( سورة الجاثية 21 ).
    قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته ص 11 : قال السدي عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في علي عليه السلام يوم بدر : فالذين اجترحوا السيئات عتبة وشيبة والوليد والمغيرة ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات علي عليه السلام. وتجد ما يقرب منه في كفاية الكنجي ص 120.

(57)
    9 ـ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ( سورة البينة 7 ).
    أخرج الطبري في تفسيره 30 ص 146 بإسناده عن أبي الجارود عن محمد بن علي : أولئك هم خير البرية. فقال قال النبي صلى الله عليه وآله أنت يا علي وشيعتك : وروى الخوارزمي في مناقبه ص 66 عن جابر قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي بن أبي طالب فقال رسول الله : قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : و الذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنه أولكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية ، قال : وفي ذلك الوقت نزلت فيه : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا : قد جاء خير البرية.
    وروى في ص 178 من طريق الحافظ ابن مردويه عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي عليه السلام قال : سمعت عليا يقول : حدثني رسول الله وأنا مسنده إلى صدري فقال : أي علي ؟ ألم تسمع قول الله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية ؟ أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين. وأخرج الكنجي في الكفاية ص 119 حديث يزيد بن شراحيل.
    وأرسل ابن الصباغ المالكي في فصوله ص 122 عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قال ( النبي صلى الله عليه وآله ) لعلي : أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين ، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين. وروى الحموي في فرايده بطريقين عن جابر : إنها نزلت في علي ، وكان أصحاب محمد إذا أقبل علي قالوا : قد جاء خير البرية.
    وقال ابن حجر في ( الصواعق ) ص 96 في عد الآيات الواردة في أهل البيت : الآية الحادية عشرة قوله تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية.
    أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس رضي الله عنهما : إن هذه


(58)
الآية لما نزلت قال صلى الله عليه وآله لعلي : هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقمحين ، قال : ومن عدوي ؟ قال : من تبرأ منك ولعنك ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ومن قال : رحم الله عليا ، رحمه الله.
    وقال جلال الدين السيوطي في ( الدر المنثور ) 6 ص 379 : أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. ونزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل على قالوا : جاء خير البرية. وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات. الآية : قال رسول الله صلى الله عليه وآله. لعلي : أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله. وذكر حديث يزيد بن شراحيل المذكور ، وذكر الشبلنجي في ( نور الأبصار ) ص 78 و 112 عن ابن عباس باللفظ المذكور عن ابن الصباغ المالكي.
    10 ـ والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( سورة العصر ).
    قال جلال الدين السيوطي في ( الدر المنثور ) 6 ص 392 : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : والعصر إن الانسان لفي خسر. يعني أبا جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. ذكر عليا وسلمان.
( ومن شعر حسان في أمير المؤمنين )
أبا حسن ؟ تفديك نفسي ومهجتي أيذهب مدحي والمحبين ضايعا ؟ فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع بخاتمك الميمون يا خير سيد فأنزل فيك الله خير ولاية وكل بطيء في الهدى ومسارع وما المدح في ذات الإله بضايع فدتك نفوس القوم يا خير راكع ويا خير شار ثم يا خير بايع وبينها في محكمات الشرايع
    نظم بها حديث تصدق أمير المؤمنين عليه السلام خاتمه للسائل راكعا ونزول


(59)
قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. فيه كما مر حديثه ص 52.
    ذكرها لحسان الخطيب الخوارزمي في ( المناقب ) ص 178 ، وشيخ الاسلام الحموي في فرايده في الباب التاسع والثلاثين ، وصدر الحفاظ الكنجي في ( الكفاية ) ص 107 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ص 10 ، م ـ وجمال الدين الزرندي في ( نظم درر السمطين ) ].
( ومن شعر حسان في أمير المؤمنين )
جبريل نادى معلنا والمسلمون قد أحدقوا لا سيف إلا ذو الفقار والنقع ليس بمنج لي حول النبي المرسل ولا فتى إلا علي
    يشير بها إلى ما هتف به أمين الوحي جبرئيل عليه السلام يوم أحد في علي و سيفه. أخرج الطبري في تاريخه 3 ص 17 عن أبي رافع قال : لما قتل علي بن أبي طالب ( يوم أحد ) أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي : أحمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جمعهم ، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال : ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي : احمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك فقال جبريل : يا رسول الله ؟ إن هذا للمواساة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه مني وأنا منه. فقال جبريل : وأنا منكما. قال فسمعوا صوتا :
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
    وأخرجه أحمد بن حنبل في الفضايل عن ابن عباس ، وابن هشام في سيرته 3 ص 52 عن ابن أبي نجيح ، والخثعمي في ( الروض الأنف ) 2 ص 143 ، وابن أبي الحديد في ( شرح النهج ) 1 ص 9 وقال : إنه المشهور المروي ، وفي ج 2 ص 236 وقال : إن رسول الله قال : هذا صوت جبريل ، وج‍ 3 ص 281 ، والخوارزمي في ( المناقب ) ص 104 عن محمد بن إسحاق بن يسار قال : هاجت ريح في ذلك اليوم فسمع مناد يقول
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي


(60)
فإذا ندبتم هالكا فابكوا الوفي أخا الوفي (1)
    وروى الحموي نحوه في فرايده في الباب التاسع والأربعين ، وروى بإسناده من طرق شتى عن الحافظ البيهقي إلى علي عليه السلام قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله فقال : إن صنما في اليمن مغفرا في حديد فابعث إليه فادققه وخذ الحديد قال : فدعاني وبعثني إليه فدققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلى رسول الله فاستنصرت منه سيفين فسمى واحدا ذا الفقار ، والآخر مجذما ، فقلد رسول الله ذا الفقار ، وأعطاني مجذما ثم أعطاني بعد ذا الفقار ، ورآني رسول الله وأنا أقاتل دونه يوم أحد فقال :
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
    وفي تذكرة سبط ابن الجوزي ص 16 : ذكر أحمد في الفضايل أيضا إنهم سمعوا تكبيرا من السماء في ذلك اليوم ( يوم خيبر ) وقائلا يقول :
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
    فأستأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله أن ينشد شعر فأذن له فقال :
جبريل نادى معلنا إلى آخر الأبيات المذكورة
    ثم قال ما ملخصه : يقال : إن الواقعة كانت يوم أحد كما رواه أحمد بن حنبل عن ابن عباس ، وقيل : إن ذلك كان يوم بدر ، والأصح أنه كان في يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء. إنتهى.
    قال الأميني : إن الأحاديث تؤذننا بتعدد الواقعة وإن المنادي يوم أحد كان جبريل كما مر ، والمنادي يوم بدر ملك يقال له : رضوان ، قد أجمع أئمة الحديث على نقله كما قال الكنجي وأخرجه في كفايته ص 144 من طريق أبي الغنائم ، وابن الجوزي ، والسلفي ، وابن الجواليقي ، وابن أبي الوفا البغدادي ، وابن الوليد ، و ابن أبي الفهم ، والمفتي عبد الكريم الموصلي ، ومحمد بن القاسم العدل ، والحافظ محمد ابن محمود ، وابن أبي البدر ، والفقيه عبد الغني بن أحمد ، وصدقة بن الحسين ، ويوسف ابن شروان المقري ، والصاحب أبي المعالي الدوامي ، وابن بطة ، وشيخ الشيوخ عبد الرحمن بن اللطيف ، وعلي بن محمد المقري ، وابن بكروس ، والحافظ ابن
1 ـ يعني حمزة سيد الشهداء قتل ذلك اليوم سلام الله عليه.
كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: فهرس