كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: 221 ـ 230
(221)
الرستاق قال : أتعني الخمر ؟ قلت : نعم. قال : وما خطر ذنب عند الله أن يغفره لمحب علي عليه السلام؟!
    وروى الحافظ المرزباني في ( أخبار السيد ) عن فضيل قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بعد قتل زيد فجعل يبكي ويقول : رحم الله زيدا إنه للعالم الصدوق ، ولو ملك أمرا لعرف أين يضعه. فقلت : أنشدك شعر السيد ؟ فقال : أمهل قليلا. وأمر بستور فسدلت وفتحت أبواب غير الأولى ثم قال : هات ما عندك. فأنشدته :
لأم عمرو باللوى مربع وذكر 13 بيتا
    فسمعت نحيبا من وراء الستور ونساء تبكين فجعل يقول : شكرا لك يا إسماعيل قولك. فقلت له : يا مولاي إنه يشرب نبيذ الرساتيق. فقال : يلحق مثله التوبة ولا يكبر على الله أن يغفر الذنوب لمحبنا ومادحنا.
    ورواه الكشي في رجاله ص 184 بتغيير يسير في بعض ألفاظه.
    وروى أبو الفرج في ( الأغاني ) 7 ص 251 عن زيد بن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم وقدامه رجل جالس عليه ثياب بيض فنظرت عليه فلم أعرفه إذ التفت إليه رسول الله فقال : يا سيد ؟ أنشدني قولك :
لأم عمرو باللوى مربع ......
    فأنشده إياها كلها ما غادر منها بيتا واحدا فحفظتها عنه كلها في النوم ، قال أبو إسماعيل : وكان زيد بن موسى لحانة ردئ الانشاد فكان إذا أنشد هذه القصيدة لم يتتعتع فيها ولم يلحن. وهذا الحديث رواه الحافظ المرزباني في أخبار السيد. وفي ( الأغاني ) 7 ص 279 عن أبي داود المسترق عن السيد أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله في النوم فاستنشده فأنشد قوله :
لأم عمرو باللوى مربع طامسة أعلامها بلقع
حتى انتهى إلى قوله :
قالوا له : لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية والمفزع
    فقال : حسبك. ثم نفض يده وقال : قد والله أعلمتهم.
    وقال الشريف الرضي في [ خصايص الأئمة ] : حكي أن زيد بن موسى بن جعفر


(222)
ابن محمد عليهم السلام رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام كأنه جالس مع أمير المؤمنين عليه السلام في موضع عال شبيه بالمسناة وعليها مراق فإذ منشد ينشد قصيدة السيد ابن محمد الحميري هذه وأولها :
لأم عمرو باللوى مربع طامسة أعلامها بلقع
حتى انتهى إلى قوله : قالوا له :
لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية والمفزع
    قال : فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السلام وتبسم وقال : أولم أعلمهم ؟ أولم أعلمهم ؟ أو لم أعلمهم ؟ ثم قال لزيد : إنك تعيش بعدد كل مرقاة رقيتها سنة واحدة. قال : فعددت المراقي وكان نيفا وتسعين مرقاة ، فعاش زيد نيفا وتسعين سنة ، وهو الملقب بزيد النار.
    قال العلامة المجلسي في ( بحار الأنوار ) 11 ص 150 : وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنه روى بإسناده عن سهل بن ذبيان قال : دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في بعض الأيام قبل أن يدخل عليه أحد من الناس فقال لي : مرحبا بك يا بن ذبيان ؟ الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا. فقلت : لماذا ؟ يا بن رسول الله ؟ فقال : لمنام رأيته البارحة وقد أزعجني وأرقني. فقلت : خيرا يكون إنشاء الله تعالى. فقال : يا بن ذبيان ؟ رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة فصعدت إلى أعلاه. فقلت : يا مولاي ؟ أهنيك بطول العمر وربما تعيش مائة سنة. فقال عليه السلام ما شاء الله كان. ثم قال : يا بن ذبيان ؟ فلما صعدت إلى أعلا السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها ورأيت جدي رسول الله جالسا وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجههما ، ورأيت امرأة بهية الخلقة ، ورأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده ، ورأيت رجلا واقفا بين يديه وهو يقرأ :
لأم عمرو باللوى مربع .........
    فلما رآني النبي قال لي : مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا ؟ سلم علي أبيك علي. فسلمت عليه ، ثم قال لي : سلم على أمك فاطمة الزهراء عليها السلام. فسلمت عليها ، فقال لي : فسلم على أبويك الحسن والحسين. فسلمت عليهما ، ثم قال


(223)
لي : وسلم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري. فسلمت عليه و جلست فالتفت النبي السيد إسماعيل وقال له. عد إلى ما كنا فيه من إنشاد القصيدة فأنشد يقول:
لأم عمرو باللوى مربع ............
    فبكى النبي صلى الله عليه وآله فلما بلغ إلى قوله : ووجهه كالشمس إذ تطلع بكى النبي وفاطمة ومن معه ، ولما بلغ إلى قوله :
قالوا له : لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية والمفزع
    رفع النبي صلى الله عليه وآله يديه وقال : إلهي أنت الشاهد علي وعليهم إني أعلمتهم : أن الغاية والمفزع علي بن أبي طالب. وأشار بيده إليه وهو جالس بين يديه ، قال علي بن موسى الرضا : فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة إلتفت النبي إلي وقال لي : يا علي بن موسى ؟ إحفظ هذه القصيدة ومر شيعتنا بحفظها وأعلمهم : إن من حفظها وأدمن قرائتها ضمنت له الجنة على الله تعالى. قال الرضا : ولم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه والقصيدة هذه ثم ذكرها برمتها.
    ( قال الأميني ) : هذا المنام ذكره القاضي الشهيد المرعشي في ( مجالس المؤمنين ) ص 436 نقلا عن رجال الكشي ولم يوجد في المطبوع منه ، ولعل القاضي وقف على أصل النسخة الكاملة ووجده فيه ، ونقله الشيخ أبو علي في رجاله ( منتهى المقال ) ص 143 ( عن عيون الأخبار ( لشيخنا الصدوق ، وتبعه الشيخ المعاصر في ) تنقيح المقال ( 1 ص 59 ، والسيد الأمين في ) أعيان الشيعة ) 13 ص 170 ، ولم نجده في نسخ العيون المخطوطة والمطبوعة.
    ورواه شيخنا المولى محمد قاسم الهزار جريبي في شرح القصيدة ، والسيد الزنوزي في الروضة الأولى في كتابه الضخم الفخم ( رياض الجنة ). والسيد محمد مهدي في آخر كتابه ( رياض المصائب ).
شروح القصيدة
    شرح هذه العينية جمع من أعلام الطايفة منهم :


(224)
    1 ـ الشيخ حسين بن جمال الدين الخوانساري المتوفى 1099.
    2 ـ ميرزا علي خان الگلپايگاني تلميذ العلامة المجلسي.
    3 ـ المولى محمد قاسم الهزار جريبي المتوفى بعد سنة 1112 وقد صنف فيها كتابه ( التحفة الأحمدية ) يوجد هذا الشرح في النجف الأشرف.
    4 ـ بهاء الدين محمد بن تاج الدين الحسن الاصبهاني الشهير بالفاضل الهندي المولود 1062 والمتوفى 1135.
    5 ـ الحاج المولى محمد حسين القزويني المتوفى في القرن الثاني عشر.
    6 ـ الحاج المولى صالح بن محمد البرغاني.
    7 ـ الحاج ميرزا محمد رضا القراجة داغي التبريزي فرغ منه سنة 1289 وطبع في تبريز سنة 1301.
    8 السيد محمد عباس بن السيد على أكبر الموسوي المتوفى 1306 ، أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر يأتي هناك شعره وترجمته.
    9 ـ الحاج المولى حسن بن الحاج محمد إبراهيم بن الحاج محتشم الأردكاني المتوفى 1315.
    10 ـ الشيخ بخشعلي اليزدي الحايري المتوفى 1320.
    11 ـ ميرزا فضعلي بن المولى عبد الكريم الأرواني التبريزي المتوفى سنة نيف و 1330 مؤلف ( حدائق العارفين ).
    12 ـ الشيخ علي بن علي رضا الخوئي المتوفى 1350.
    13 ـ السيد أنور حسين الهندي المتوفى 1350.
    14 ـ السيد علي أكبر بن السيد رضي الرضوي القمي المولود سنة 1317.
    15 ـ الحاج المولى علي التبريزي مؤلف ( وقايع الأيام ) المطبوع (1).
    وخمسها جمع من العلماء والأدباء منهم : شيخنا الحر العاملي صاحب ( الوسايل ) وحفيده الشيخ عبد الغني العاملي نزيل البصرة والمتوفى بها ومطلع تخميسه :
جوابه كأس الأسى أجرع صرفا وأجفاني حيا تدمع

1 ـ هذه الشروح وقفت على بعضها ونقلت جملة منها عن ( الذريعة ) لشيخنا الرازي.

(225)
فاسمع حديثا بالأسى مسمع لأم عمرو باللوى مربع
ومنهم : الشيخ حسن بن مجلي الخطي وأول تخميسه :
لا تنكروا إن جيرتي أزمعوا كم دمنة خاوية تجزع كانت بأهل الود إنسية فأصبحت بالرغم منسية هجرا وحبل الوصل قد قطعوا لأم عمرو ....... تزهو بزهر الروض موشية تروع عنها ......
    ومنهم : سيدنا السيد علي النقي النقوي الهندي الآتي شعره وترجمته في القرن الرابع عشر ومستهل تخميسه :
أتنطوي فوق الأسى الأضلع وذاك حيث الظعن قد أزمعوا قد ذاكرته السحب وسمية لأرسم أصبحن منسية صبرا وترقى مني الأدمع؟؟!! لأم عمرو .......... ولاعبته الريح شرقية تروع عنها .........
( ومن غديريات السيد الحميري )
11
هبّ عليّ بالملام والعذل كف عن الشر فقلت : لا تقل إني أحب حيدرا مناصحا أحب من آمن بالله ولم ومن غدا نفس الرسول المصطفى وثاني النبي في يوم الكسا وقال : خلفت لكم كتابه فليت شعري كيف تخلفونني وجاء من مكة والحجيج قد حتى إذا صار بخم جاءه وقم ذاك الدوح فاستوى على وقال : كم تذكر بالشعر الأول؟! ولا تخل أكف عن خير العمل لمن قفا مواثبا لمن نكل يشرك به طرفة عين في الأزل صلى الله عليه عند المبتهل إذ طهر الله به من اشتمل وعترتي وكل هذين ثـقل في ذا وذا إذا أردت المرتحل؟ صاحبه من كل سهل وجبل جبريل بالتبليغ فيهم فنزل رحل ونادى بعلي فارتحل


(226)
وقال : هذا فيكم خليفتي نحن كهاتين وأوما باصبع لا تبتغوا بالطهر عنه بدلا ثم أدار كفه لكفه فقال : بايعوا له وسلموا الأمر ألست مولاكم ؟ فذا مولى لكم يا رب وال من يوالي حيدرا يا شاهدي بلغت ما أنزله فبايعوا وهنئوا وبخبخوا فقل لمن ينقم منه : ما رأى ؟! ومن عليه في الأمور المتكل من كفه عن إصبع لم تنفصل فليس فيكم لعلي من بدل يرفعها منه إلى أعلا محل إليه واسلموا من الزلل والله شاهد بذا عز وجل وعاد من عاداه واخذل من خذل إلي جبريل وعنه لم أحل والصدر مطوي له على دغل وقل لمن يعدل عنه: لِمْ عدل؟!
12
أعلماني أي برهان جلي بعد ما قام خطيبا معلنا أحمد الخير وناد جاهرا قال : إن الله قد أخبرني : إنه أكمل دينا قيما وهو مولاكم فويل للذي وهو سيفي ولساني ويدي وهو صنوي وصفيي والذي نوره نوري ونوري نوره وهو فيكم من مقامي بدل قوله قولي فمن يأمره إنما مولاكم بعدي إذا ابن عمي ووصيي وأخي وهو باب لعلومي فسقوا فتقولان بتفضيل علي ؟ يوم ( خم ) باجتماع المحفل بمقال منه لم يفتعل في معاريض الكتاب المنزل بعلي بعد أن لم يكمل يتولى غير مولاه الولي ونصيري أبدا لم يزل حبه في الحشر خير العمل وهو بي متصل لم يفصل ويل من بدل عهد البدل فليطعه فيه وليمتثل حان موتي ودنا مرتحلي ومجيبي في الرعيل الأول ماء صبر بنفيع الحنظل


(227)
فطبوا في وجهـه وائتمروا بينهم فيه بأمر معضل
13
أشـهد بالله وآلاءه : أن علي بن أبي طالب وإنه قد كان من أحمد لكن وصي خازن عنده قد قام يوم ( الدوح ) خير الورى وقال : من قد كنت مولى له لكن تواصوا بعلي الهدى والمرء عما قاله يسأل خليفة الله الذي يعدل كمثـل هارون ولا مرسل علم من الله به يعمل بوجهـه للناس يستقبل فذا له مولى لكم موئـل أن لا يوالوه وأن يخذلوا
14
قام النبي يوم خم خاطبا فقال : من كنت له مولى فذا قالوا : سمعنا وأطعنا كلنا وجاءهم مشيخة يقدمهم قال له : بخ بخ من مثلكا يا عجبا وللزمان عجب إن رجالا بايعته إنما وكيف لم تشهد رجال عندما وناشد الشيخ فقال : إنني فقال : والكاذب يرمى بالتي بجانب الدوحات أو حيالها مولاه ربي اشهد مرارا قالها وأسرعوا بالألسن اشتغالها شيخ يهني حيدرا مثالها أصحبت مولى المؤمنين يا لها تلقى ذوو الفكر به ضلالها بايعت الله ، فما بدا لها ؟! استشهد في خطبته رجالها ؟! كبرت حتى لم أجد أمثالها ليس تواري عمة تنالها

    أشار في الأبيات الأخيرة إلى ما مر ج 1 ص 166 ـ 185 و 191 ـ 195 من حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام في الرحبة بحديث الغدير لما نوزع في خلافته وكتمان أنس بن مالك شهادته له وإصابة دعوته عليه السلام عليه.
15
لمن طلل كالوشم لم يتكلم ونؤي وآثار كترقيش معجم ؟؟



(228)
ألا أيها العاني الذي ليس في الأذى ستأتيك مني في علي مقالة علي له عندي على من يعيبه متى ما يرد عندي معاديه عيبه علي أحب الناس إلا محمدا علي وصي المصطفى وابن عمه علي هو الهادي الإمام الذي به علي ولي الحوض والذائد الذي علي قسيم النار من قوله لها : خذي بالشوى ممن يصيبك منهم علي غدا يدعا فيكسوه ربه فإن كنت منه يوم يدنيه راغما فإنك تلقاه لدى الحوض قائما يجيزان من والاهما في حياته علي أمير المؤمنين وحقه لأن رسول الله أوصى بحقه وزوجته صديقة لم يكن لها وكان كهارون بن عمران عنده وأوجب يوما بالغدير ولاءه لدى دوح ( خم ) آخذا بيمينه أما والذي يهوي إلى ركن بيته يوافين بالركبان من كل بلدة وأوصى إليه يوم ولى بأمره ولا اللوم عندي في علي بمحجم تسوؤك فاستأخر لها أو تقدم من الناس نصر باليدين وبالفم يجد ناصرا من دونه غير مفحم إلي فدعني من ملامك أو لم وأول من صلى ووحد فاعلم أنار لنا من ديننا كل مظلم يذبب عن أرجاءه كل مجرم ذري ذا وهذا فاشربي منه واطعمي ولا تقربي من كان حزبي فتظلمي ويدنيه حقا من رفيق مكرم وتبدي الرضا عنه من الآن فارغم مع المصطفى الهادي النبي المعظم إلى الروح والظل الضليل المكمم من الله مفروض على كل مسلم وأشركه في كل فيئ ومغنم مقارنة غير البتول مريم من المصطفى موسى النجيب المكلم على كل بر من فصيح وأعجم ينادي مبينا باسمه لم يجمجم بشعث النواصي كل وجناء عيهم لقد ضل يوم ( الدوح ) من لم يسلم وميراث علم من عرى الدين محكم
( القصيدة توجد منها 42 بيتا )
    قال الحافظ المرزباني في ( أخبار السيد ) : إن السيد الحميري كتب بهذه القصيدة


(229)
إلى عبد الله بن أباض رأس الأباضية لما بلغه أنه يعيب على علي عليه السلام ويتهدد السيد بذكره عند المنصور بما يوجب قتله ، فلما وصلت إلى ابن أباض امتعض منها جدا وأجلب في أصحابه وسعى به إلى الفقهاء والقرآن فاجتمعوا وصاروا إلى المنصور وهو بدجلة البصرة فرفعوا قصته فأحضرهم وأحضر السيد فسألهم عن دعواهم ، فقالوا : إنه يشتم السلف ، ويقول بالرجعة ، ولا يرى لك ولا لأهلك إمامة. فقال لهم : دعوني أنا واقصدوا لما في أنفسكم. ثم أقبل على السيد فقال : ما تقول فيما تقولون ؟ فقال : ما أشتم أحدا وإني لا ترحم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا ابن أباض قل له : يترحم على علي وعثمان وطلحة والزبير. فقال له : ترحم على هؤلاء. فتلوى ( تثاقل ) ساعة فحذفه المنصور بعود كان بين يديه وأمر بحبسه فمات في الحبس وأمر بمن كان معه فضربوا بالمقارع وأمر للسيد بخمسة آلاف درهم.
16
يالقومي للنبي المصطفى جحدوا ما قاله في صنوه : أيها الناس فمن كنت له فعلي هو مولاه لمن أفلا ينفذ فيهم حكمه ؟ ولما قد نال من خير الأمم يوم خم بين دوح منتظم واليا يوجب حقي في القدم كنت مولاه قضاء قد حتم عجبا يولع في القلب الضرم
17
ألا إن الوصية دون شك وقال محمد بغدير خم يصيح وقد أشار إليه فيكم : ألا من كنت مولاه فهذا فقال الشيخ يقدمهم إليه ينادي: أنت مولاي ومولى ال وقد ورث النبي رداه يوما لخير الخلق من سام وحام عن الرحمن ينطق باعتزام إشارة غير مصغ للكلام أخي مولاه فاستمعوا كلامي وقد حصدت بداه من الزحام أنام فلم عصى مولى الأنام؟! وبردته ولائكة اللجام


(230)
18
على آل الرسول وأقربيه أليسو في السماء وهم نجوم فيا من قد تحير في ضلال رسول الله يوم ( غدير خم ) سلام كلما سجع الحمام وهم أعلام عز لا يرام؟؟!! أمير المؤمنين هو الإمام أناف به وقد حضر الأنام
    تأتي القصيدة بتمامها في ترجمته. قال المعتز في طبقاته ص 8 : حكوا عن بعضهم أنه قال : رأيت حمالا عليه حمل ثقيل وقد جهده ، فقلت : ما هذا ؟ فقال : ميميات السيد.
19
نفسي فداء رسول الله يوم أتى : إن لم تبلغ فما بلغت فانتصب وقال للناس : من مولاكم قبلا أنت الرسول ونحن الشاهدون على : هذا وليكم بعدي أمرت به هذا أبركم برا وأكثركم هذا له قربة مني ومنزلة جبريل يأمر بالتبليغ إعلانا النبي ممتثلا أمرا لمن دانا يوم الغدير ؟ فقالوا : أنت مولانا أن قد نصحت وقد بينت تبيانا حتما فكونوا له حزبا وأعوانا علما وأولكم بالله إيمانا كانت لهارون من موسى بن عمرانا
20
أتى جبرئيل والنبي بضحوة وبلغ وإلا لم تبلغ رسالة على شجرات في الغدير تقادمت وقال : ألا من كنت مولاه منكم فقال شقي منهم لقرينه : يمد بضبعيه عليا وإنه كأن لم يكن في قلبه ثقة به فقال : أقم والناس في الوخد تمحن فحط وحط الناس ثم ووطنوا فقام على رحل ينادي ويعلن فمولاه من بعدي علي فأذعنوا وكم من شقي يستزل ويفتن لما بالذي لم يؤته لمزيّنُ فيا عجبا أنى ومن أين يؤمن ؟؟!!
21
منحت الهوى المحض مني الوصيا ولا أمنح الود إلا عليا
كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: فهرس