كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: 301 ـ 310
(301)
    أخرجه شيخ الاسلام الحموي في الباب الأول من ( فرايد السمطين ). وروى قريبا منه الخطيب الخوارزمي في ( المناقب ) ص 252. وحديث السفينة رواه الحاكم في المستدرك 3 ص 151 عن أبي ذر وصححه بلفظ : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. وأخرجه الخطيب في تاريخه 12 ص 91 عن أنس. والبزار عن ابن عباس. وابن الزبير. وابن جرير ، والطبراني عن أبي ذر و أبي سعيد الخدري. وأبو نعيم ، وابن عبد البر ، ومحب الدين الطبري. وكثيرون آخرون. وأشار إليه الإمام الشافعي بقوله المأثور عنه في ( رشفة الصادي ) ص 24 :
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم ركبت على اسم الله في سفن النجا وأمسكت حبل الله وهو ولائهم مذاهبهم في أبحر الغي والجهل وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل (1)
    ( قوله )
لا يقبل الله لعبد عملا حتى يواليهم بإخلاص الولا
    عن ابن عباس في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله : لو أن رجلا صفن (2) بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار. أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 149 وصححه والذهبي في تلخيصه.
    وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق أبي ليلى عن الإمام السبط الشهيد عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا. و ذكره الهيثمي في ( المجمع ) 9 ص 172 ، وابن حجر في ( الصواعق ) ، ومحمد سليمان محفوظ في ( أعجب ما رأيت ) 1 ص 8. والنبهاني في ( الشرف المؤبد ) ص 96 والحضرمي في ( رشفة الصادي ) ص 43.
    وأخرج الحافظ السمان في أماليه بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله : لو أن عبدا عبد الله سبعة آلاف سنة وهو عمر الدنيا ثم أتى الله عز وجل يبغض علي بن أبي
1 ـ يأتي شرح هذا البيت الأخير في محله إنشاء الله تعالى.
2 ـ صفن الرجل : صف بين قدميه.


(302)
طالب جاهدا لحقه ناكثا لولايته لأتعس الله خيره وجدع أنفه. وذكره القرشي في شمس الأخبار ص 40.
    وأخرج الخوارزمي في ( المناقب ) ص 39 عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي : يا علي ؟ لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ، ثم لم يوالك يا علي ؟ لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.
    عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : يا أم سلمة أتعرفينه ؟! قلت : نعم هذا علي بن أبي طالب. قال : صدقت سجيته سجيتي ودمه دمي وهو عيبة علمي فاسمعي واشهدي لو أن عبدا من عباد الله عز وجل عبد الله ألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله عز وجل مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله تعالى على منخره يوم القيامة في نار جهنم. أخرجه الحافظ الكنجي بإسناده من طريق الحافظ أبي الفضل السلامي ثم قال : هذا حديث سنده مشهور عند أهل النقل.
    وأخرج ابن عساكر في تاريخه مسندا عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث : يا علي ؟ لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا ، وصلوا حتى يكونوا كالاوتار ، ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار. وذكره الكنجي في ( الكفاية ) ص 179 و أخرجه الفقيه ابن المغازلي في ( المناقب ) ونقله عنه القرشي في ( شمس الأخبار ) ص 33. ورواه شيخ الاسلام الحموي في ( الفرايد ) في الباب الأول.
    وهناك أخبار كثيرة تضاهي هذه في ولاء أمير المؤمنين وعترته لا يسعنا ذكرها.
    ( قوله )
ولا يتم لامرء صلاته إلا بذكراهم ... .
    أشار إلى كون الصلاة عليهم مأمورا بها في الصلاة وفي المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث. ذكر ابن حجر في ( الصواعق ) ص 87 قوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وروى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي صلى الله عليه وآله قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه.

(303)
ثم قال : وهذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد منه هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه وآله أقامهم في ذلك مقام نفسه لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ومن ثم لما دخل من مر في الكساء قال : أللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم (1) وقضية استجابة هذا الدعاء : إن الله صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه. ويروى : لا تصلوا علي الصلاة البتراء. فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : أللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد. ثم نقل الإمام الشافعي قوله :
يا أهل بيت رسول الله حبكم كفاكم من عظيم القدر إنكم فرض من الله في القرآن أنزله من لم يصل عليكم لا صلاة له (2)
    فقال : فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل ، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.
    وقال ص 139 من ( الصواعق ) : أخرج الدارقطني والبيهقي حديث من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه : إن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه : قولوا : أللهم صل على محمد و على آل محمد. والأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
    وقال الرازي في تفسيره 7 ص 391 : إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله : أللهم صل على محمد وآل محمد ، و ارحم محمدا وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. وقال : أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد. وفي السلام. والطهارة. وفي تحريم الصدقة. وفي المحبة.
1 ـ أخرجه أحمد في مسنده 6 ص 323.
2 ـ ونسبهما إلى الإمام الشافعي الزرقاني في شرح المواهب 7 ص 7 وجمع آخرون.


(304)
    وقال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى : كفى شرفا لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وفخرا ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة.
    وروى محب الدين الطبري في ( الذخاير ) ص 19 عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول : لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل.
    م ـ وأخرج القاضي عياض في الشفا عن ابن مسعود مرفوعا : من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وللقاضي الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3 ص 500 ـ 505 فوائد جمة حول المسألة وذكر مختصر ما صنفه الإمام الخيصري في المسألة سماه [ زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض ]. وصور الصلوات المأثورة على النبي وآله مذكورة في ( شفاء السقام ) لتقي الدين السبكي ص 181 ـ 187 ، وأورد جملة منها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 10 ص 163 وأول لفظ ذكره عن بريدة قال : قلنا : يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟! قال. قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآله محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    ( قوله : ولا يزكو الدعا ) إشارة إلي ما أخرجه الديلمي أنه صلى الله عليه وآله قال : الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته : أللهم صلي على محمد وآله. ورواه عنه ابن حجر في ( الصواعق ) ص 88.
    م ـ وأخرجه الطبراني في الأوسط عن علي أمير المؤمنين عليه السلام : كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد. وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10 ص 160 وقال : رجاله ثقات ].
    م ـ وأخرجه البيهقي وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه : الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شيء حتى يصلى عليه صلى الله عليه وآله وعلى آل محمد. ( شرح الشفا للخفاجي ) 3 ص 506 ].
    ( قوله )
لو لم يكونوا خير من وطئ الحصا ما قال جبريل لهم تحت العبا


(305)
    أشار إلى ما ورد في لفظ بعض رواة حديث الكساء الصحيح المتواتر المتفق عليه من : أنه صلى الله عليه وآله أدرج معهم جبرئيل وميكائيل. ذكره الشبلنجي في [ نور الأبصار ] ص 112 ، والصبان في ( الاسعاف ) [ هامش نور الأبصار ] ص 107.
    ( قوله )
وإن جبريل الأمين قال لي عن ملكيه الكاتبين مذ دنا
    أخرج الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه 14 49 عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن حافظي علي بن أبي طالب ليفخران على ساير الحفظة لكينونتهما مع علي بن أبي طالب وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل يسخطه. وفي لفظه الآخر : قط. وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في ( المناقب ). والخوارزمي في ( المناقب ) 251. والقرشي في [ شمس الأخبار ] ص 36.

( ومن شعر العبدي )
آل النبي محمد المرشدون من العمى الصادقون الناطقون فولاهم فرض من الر وهم الصراط فمستقيم صديقة خلقت لصد اختاره واختارها إسماهما قرنا على سطر كان الإله وليها والمهر خمس الأرض موهبة وتهابها من حمل طوبى أهل الفضايل والمناقب والمنقذون من اللوازب السابقون إلى الرغائب حمن في القرآن واجب فوقه ناج وناكب يق شريف في المناسب طهرين من دنس المعايب بظل العرش راتب وأمينه جبريل خاطب تعالت في المواهب طيبت تلك المناهب
( بيان ما ضمنته الأبيات من الحديث )

    ( قوله ) : الصادقون : إشارة إلى ما روي في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. ( سورة التوبة ) من طريق الحافظ أبي نعيم وابن


(306)
مردويه وابن عساكر وآخرين كثيرين عن جابر وابن عباس : أي كونوا مع علي ابن أبي طالب. ورواه الكنجي الشافعي في ( الكفاية ) ص 111. والحافظ السيوطي في ( الدر المنثور ) 3 ص 290. وقال سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته ص 10 : قال علماء السير : معناه : كونوا مع علي وأهل بيته. قال ابن عباس : علي سيد الصادقين.
    ( قوله ) : السابقون إلى الرغائب : إشارة إلى قوله تعالى : والسابقون السابقون أولئك المقربون. ( سورة الواقعة ) وإنها نزلت في علي عليه السلام. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس : إنها نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون. وحبيب النجار الذي ذكر في يس. وعلي بن أبي طالب. وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم. وفي لفظ ابن أبي حاتم يوشع بن نون بدل حزقيل. وأخرج الديلمي عن عايشة. و الطبراني وابن الضحاك والثعلبي وابن مردويه وابن المغازلي عن ابن عباس : إن النبي صلى الله عليه وآله قال : السبق. وفي لفظ : السباق ثلاثة : السابق إلى موسى يوشع بن نون وصاحب ياسين إلى عيسى. والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب. وزاد الثعالبي في لفظه : فهم الصديقون وعلي أفضلهم.
    ورواه محب الدين الطبري في رياضه 1 ص 157 ، والهيثمي في ( المجمع ) 9 ص 102 ، والكنجي في ( الكفاية ) ص 46 بلفظ : سباق الأمم ثلاثة لم يشركوا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب. وصاحب ياسين. ومؤمن آل فرعون. فهم الصديقون وعلي أفضلهم. ثم قال : هذا سند اعتمد عليه الدار قطني واحتج به. ورواه باللفظ الأول الحافظ السيوطي في [ الدر المنثور ] 6 ص 154. وابن حجر في ( الصواعق ) ص 74. وسبط ابن الجوزي في ( التذكرة ) ص 11.
    ( قوله ) :
فولاهم فرض من الر حمان في القرآن واجب
    أشار به إلى قوله تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا (1) توجد في الكتب والمعاجم أحاديث و
1 ـ سورة الشورى آية 23.

(307)
كلمات ضافية حول الآية الشريفة لا يسعنا بسط المقال فيها غير أنا نقتصر بجملة منها.
    1 ـ أخرج أحمد في المناقب. وابن المنذر. وابن أبي حاتم. والطبراني. و ابن مردويه. والواحدي. والثعلبي. وأبو نعيم. والبغوي في تفسيره. وابن المغازلي في المناقب بأسانيدهم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟! فقال : علي وفاطمة وابناهما.
    ورواه محب الدين الطبري في ( الذخائر ) ص 25 ، والزمخشري في الكشاف 2 ص 339. والحموي في ( الفرايد ) ، والنيسابوري في تفسيره ، وابن طلحة الشافعي في ( مطالب السئول ) ص 8 وصححه ، والرازي في تفسيره ، وأبو السعود في تفسيره 1 ( هامش تفسير الرازي ) 7 ص 665 ، وأبو حيان في تفسيره 7 ص 516 ، والنسفي في تفسيره ( هامش تفسير الخازن ) 4 ص 99 ، والحافظ الهيثمي في ( المجمع ) 9 ص 168 ، وابن الصباغ المالكي في [ الفصول المهمة ] ص 12 ، والحافظ الكنجي في ( الكفاية ) ص 31 ، والقسطلاني في ( المواهب ) وقال : ألزم الله مودة قرباه كافة بريته ، وفرض محبة جملة أهل بيته المعظم وذريته فقال تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ورواه الزرقاني في ( شرح المواهب ) 7 ص 3 و 21 ، وابن حجر في ( الصواعق ) ص 101 و 135 ، م ـ والسيوطي في [ إحياء الميت ] هامش ( الإتحاف ) ص 239 ، والشبلنجي في ( نور الأبصار ) 112 ، والصبان في ( الاسعاف ) هامش نور الأبصار ص 105.
    2 ـ أخرج الحافظ أبو عبد الله الملا في سيرته : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي وإني سائلكم غدا عنهم. ورواه محب الدين الطبري في ( الذخائر ) ص 25 ، وابن حجر في ( الصواعق ) ص 102 و 136 ، والسمهودي في [ جواهر العقدين ].
    3 ـ قال جابر بن عبد الله : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : يا محمد أعرض علي الاسلام فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده و رسوله. قال : تسألني عليه أجرا ؟! قال : لا إلا المودة في القربى. قال : قرابتي أو قرابتك ؟! قال : قرابتي. قال : هات ، أبايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنة الله. فقال


(308)
النبي صلى الله عليه وآله : آمين. أخرجه الحافظ الكنجي في ( الكفاية ) ص 31 من طريق الحافظ أبي نعيم عن محمد بن أحمد بن مخلد عن الحافظ ابن أبي شيبة بإسناده.
    4 ـ أخرج الحافظ الطبري وابن عساكر م ـ والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ] بعدة طرق عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني من شجرة واحدة فأنا أصلها ، وعلي فرعها ، و وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ عنها هوى ، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا أكبه الله على منخريه في النار. ثم تلا : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. وذكر الكنجي في ( الكفاية ) ص 178.
    5 ـ أخرج أحمد وأبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى : ومن يقترف حسنة قال : المودة لآل محمد. ورواه الثعلبي في تفسيره مسندا ، وابن الصباغ المالكي في ( الفصول ) ص 13 ، وابن المغازلي في ( المناقب ) ، وابن حجر في ( الصواعق ) ص 101 ، والسيوطي في ( الدر المنثور ) 6 ص 7 ، و ( إحياء الميت ) ـ هامش الإتحاف ص 239 ، والحضرمي في ( الرشفة ) ص 23 ، والنبهاني في [ الشرف المؤبد ] ص 95.
    6 ـ أخرج أبو الشيخ ابن حبان في كتابه ( الثواب ) من طريق الواحدي عن علي عليه السلام قال : فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن. ثم قرأ : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. وذكره ابن حجر في ( الصواعق ) 101 و 136 ، والسمهودي في [ جواهر العقدين ].
    7 ـ عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وأمين الصديقين. والشهداء ثم قال : أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ، وفي الليلة التي أنزل الله عز وجل فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهبا ولا فضة ، وما في بيت ماله إلا سبعمائة


(309)
وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم. ثم قال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد. ثم تلا هذه الآية قول يوسف : واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ثم أخذ في كتاب الله. ثم قال : أنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، أنا ابن النبي ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
    م ـ وفي لفظ الحافظ الزرندي في [ نظم درر السمطين ] وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل عليه السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى مودتهم على كل مسلم وأنزل الله فيهم : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت ].
    أخرجه البزار والطبراني في الكبير. وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين. و ابن أبي الحديد في شرح النهج 4 ص 11. والهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 146. وابن الصباغ المالكي في الفصول ص 166 وقال : رواه جماعة من أصحاب السير وغيرهم. والحافظ الكنجي في الكفاية ص 32 من طريق ابن عقدة عن أبي الطفيل. والنسائي عن هبيرة ، وابن حجر في الصواعق ص 101 و 136. والصفوري في نزهة المجالس 2 ص 231. والحضرمي في الرشفة 43.
    8 ـ أخرج الطبري في تفسيره 24 ص 16 بإسناده عن السدي عن أبي الديلم قال : لما جيئ بعلي بن الحسين ( الإمام السجاد ) رضي الله عنهما أسيرا فأقيم على درج الدمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة. فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه : أقرأت القرآن ؟! فقال : نعم. قال : فقرأت آل حم ؟! قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال : ما قرأت : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. قال : وإنكم لأنتم هم ؟! قال : نعم.
    ورواه الثعلبي في تفسير بإسناده. وأشار إليه أبو حيان في تفسيره 7 ص 516.


(310)
وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 6 ص 7. وابن حجر في الصواعق 101 و 136. عن الطبراني. والزرقاني في شرح المواهب 7 ص 20.
    9 ـ روى الطبري في تفسيره 24 ص 16 و 17 عن سعيد بن بن جبير وعمرو بن شعيب أنهما قالا : هي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله. ورواه عنهما وعن السدي أبو حيان في تفسيره و السيوطي في الدر المنثور. قال الفخر الرازي في تفسيره 7 ص 390 : وأنا أقول : آل محمد صلى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله أشد التعلقات ، وهذا كالمعلول بالنقل المتواتر ، وجب أن يكونوا هم الآل.
    وقال المناوي : قال الحافظ الزرندي. لم يكن أحد من العلماء المجتهدين و والأئمة المهتدين إلا وله في ولاية أهل البيت الحظ الوافر والفخر الزاهر كما أمر الله بقوله : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1)
    وقال ابن حجر في الصواعق ص 89 : أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال : وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي. وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : وقفوهم إنهم مسئولون أي عن ولاية علي وأهل البيت لأن الله أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى. والمعنى إنهم يسألون : هل والوهم حق المولاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وآله أم أضاعوها وأهملوها ؟! ؟! فتكون عليهم المطالبة والتبعة.
    وذكر في الصواعق ص 101 للشيخ شمس الدين ابن العربي قوله :
رأيت ولائي آل طه فريضة فما طلب المبعوث أجرا على الهدى على رغم أهل البعد يورثني القربا بتبليغه إلا المودة في القربى
    وذكر ابن الصباغ المالكي في الفصول ص 13 لقائل :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها في شورى وسورة هل أتى مناقبهم جاءت بوحي وإنزال مناقب وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي

1 ـ م ـ وقفنا على ( نظم درر السمطين ) للحافظ الزرندي فوجدنا الكلمة على ما حكاها المناوي ).
كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: فهرس