كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 31 ـ 40
(31)
آخذ عن ذلك عوضا. وانصرف ولم يقبل شيئا ، قال : ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتاً :
عجب لكم تفنون قتلا بسيفكم كأن رسول الله أوصى بقتلكم ويسطو عليكم من لكم كان يخضع وأجسامكم في كل أرض توزع
    قال الأميني : أول هذه القصيدة :
بني أحمد قلبي لكم يتقطع فما بقعة في الأرض شرقا ومغربا ظلمتم وقتلتم وقسم فيئكم جسوم على البوغاء ترمي وأرؤس توارون لم تأو فراشا جنوبكم بمثل مصابي فيكم ليس يسمع وليس لكم فيها قتيل ومصرع وضاقت بكم أرض فلم يحم موضع على أرؤس اللدن الذوابل ترفع ويسلمني طيب الهجوع فأهجع
    وقال الحموي : حدثني الخالع قال : إجتزت بالناشي يوما وهو جالس في السراجين فقال لي : وقد عملت قصيدة قد طلبت وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها.
    فقلت : أمضي في حاجة وأعود ، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي : أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإنا قد نحنا بها البارحة بالمشهد ، وكان هذا الرجل قد توفي وهو عائد من الزيارة ، فقمت ورجعت إليه وقلت : هات البائية حتى أكتبها ، فقال : من أين علمت أنها بائية ؟ وما ذكرت بها أحدا ، فحدثته بالمنام فبكى ، وقال : لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها فكان أولها :
رجائي بعيد والممات قريب ويخطئ ظني والمنون تصيب
    قال الأميني : ومن البائية في المديح قوله :
أناس علوا أعلا المعالي من العلا إذا انتسبوا جازوا التناهي لمجدهم هم البحر أضحى دره وعبابه تسير به فلك النجاة وماؤها هو البحر يغني من غدا في جواره فليس لهم في الفاضلين ضريب فما لهم في العالمين نسيب فليس له من منتفيه رسوب لشرابه عذب المذاق شروب وساحله سهل المجال رحيب


(32)
هم سبب بين العباد وربهم حووا علم ما قد كان أو هو كائن وقد حفظوا كل العلوم بأسرها هم حسنات العالمين بفضلهم محبهم في الحشر ليس يخيب وكل رشاد يحتويه طلوب وكل بديع يحتويه غيوب وهم للأعادي في المعاد ذنوب
    وجمع العلامة السماوي شعر الناشي في أهل البيت عليهم السلام يربو على ثلاثمائة بيتا.
    ( ولادته ووفاته ) :
    حكى الحموي في ( معجم الأدباء ) نقلا عن خالع أنه قال : مولده على ما أخبرني به سنة 271 ، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة 365 وكنت حينئذ بالري فورد كتاب ابن بقيه (1) إلى ابن العميد يخبره وقيل : إنه تبع جنازته ماشيا وأهل الدولة كلهم ، ودفن في مقابر قريش وقبره هناك معروف.
    وهو ممن نبش قبره في واقعة سنة 443 وأحرقت تربته (2) وقال ابن شهر آشوب في ( المعالم ) ص 136 : حرقوه بالنار.
    وظاهره أنه استشهد حرقا والله أعلم.
    وهناك أقوال أخر لا تقارف الصحة فقد أرخ وفاته اليافعي في ( مرآة الجنان ) 2 ص 235 : بسنة 342 ، وابن خلكان بسنة 360 ، وابن الأثير في ( الكامل ) بسنة 366 ، وهو محكي ابن حجر في ( لسان الميزان ) عن ابن النجار ، وبها أرخ علاء الدين البهائي في ( مطالع البدور ) 1 ص 25 وذكر له :
ليس الحجاب بآلة الأشراف ولقل ما يأتي فيحجب مرة إن الحجاب مجانب الانصاف فيعود ثانية بقلب صاف
    وذكر له الثعالبي في ( ثمار القلوب ) ص 136 في نسبة السواد إلى وجه الناصبي قوله :
يا خليلي ويا صاحبي حاكم الحب جاير من لوي بن غالب موجب غير واجب

1 ـ أبو طاهر محمد بن بقية كان وزير عز الدولة ، ولما ملك عضد الدولة بغداد ودخلها طلب ابن بقية وألقاه تحت أرجل الفيلة فلما قتل صلبه بحضرة بيمارستان العضدي ببغداد سنة 367. ( ابن خلكان 2 ص 175 ).
2 ـ سيوافيك في هذا الجزء في ترجمة المؤيد ما وقع في تلك الواقعة الهائلة من الطامات والفظايع.


(33)
لك صدغ كأنما يلدغ الناس إذ تعق‍ لونه وجه ناصبي ـرب لدغ العقارب
    ( لفت نظر ) توجد في ( تنقيح المقال ) ج 2 ص 313 ترجمة الناشي وفيها : والظاهر أنه هو علي بن عبد الله بن وصيف بن عبد الله الهاشمي الذي روي في ( العيون ) عنه عن الكاظم عليه السلام النص على الرضا. ا ه‍. وهذا أعجب ما رأيت في طي هذا الكتاب القيم من العثرات.
( مصادر ترجمة الناشي )
فهرست الشيخ. معالم العلماء. رجال ابن داود.
رجال النجاشي. يتيمة الدهر. أنساب السمعاني.
وفيات الأعيان. معجم الأدباء. ميزان الاعتدال.
الوافي بالوفيات. خلاصة الرجال. نقد الرجال.
كامل ابن الأثير. مجالس المؤمنين. لسان الميزان.
شذرات الذهب. مطالع البدور. جامع الرواة.
تلخيص الأقوال. منتهى المقال. نسمة السحر.
أمل الآمل. خاتمة الوسايل. رياض العلماء.
ملخص المقال. الحصون المنيعة. الشيعة وفنون الاسلام.
تلخيص المقال. تأسيس الشيعة. روضات الجنات.
تنقيح المقال. هدية الأحباب. وفيات الأعلام.
الطليعة. بغية الطالب. شهداء الفضيلة.



(34)
القرن الرابع
24
البشنوي الكردي
توفي بعد 380
وقد شهدوا عيد ( الغدير ) واسمعوا ألست بكم أولى من الناس كلهم ؟ فقام خطيبا بين أعواد منبر بحيدرة والقوم خرس أذلة فلب مجيبا ثم أسرع مقبلا فلاقاه بالترحيب ثم ارتقى به وشال بعضديه وقال وقد صغى علي أخي لا فرق بيني وبينه ووارث علمي والخليفة في غد فيا رب من والى عليا فواله مقال رسول الله من غير كتمان فقالوا : بلى يا أفضل الإنس والجان ونادى بأعلا الصوت جهرا بإعلان قلوبهم ما بين خلف وعينان بوجه كمثل البدر في غصن ألبان إليه وصار الطهر للمصطفى ثان إلى القول أقصى القوم تالله والدان كهارون من موسى الكليم ابن عمران على أمتي بعدي إذا زرت جثماني وعاد الذي عاداه واغضب على الشاني
    وله قوله من قصيدة :
أأترك مشهور الحديث وصدقه : ألست لكم مولى ومثلي وليكم غداة بخم قام أحمد خاطبا ؟ علي فوالوه وقذ قلت واجبا
    وله قوله :
يوم ( الغدير ) لذي الولاية عيد يوم يوسم في السماء بأنه والأرض بالميراث أضحت وسمه ولذي النواصب فضله مجحود العهد فيه وذلك المعهود لو طاع موطود وكف حسود


(35)
( الشاعر )
    أبو عبد الله الحسين بن داود الكردي البشنوي. من الشعراء المجاهرين في مدايح العترة الطاهرة عليهم السلام كما عده ابن شهر آشوب منهم في ( معالم العلماء ) ويشهد لذلك شعره الكثير فيهم المبثوث في كتاب ( المناقب ) للسروي ، فهو في الرعيل الأول من حاملي ألوية البلاغة ، وأحد شعراء الإمامية الناهضين بنشر الأدب ، وينم عن مذهبه قوله :
أليّة ربي بالهدى متمسكا أبقى على البيت المطهر أهله بإثني عشر بعد النبي مراقبا بيوت قريش للديانة طالبا
    وقوله :
يا مصرف النص جهلا عن أبي حسن مدينة العلم ما عن بابها عوض مولى الأنام علي والولي معا باب المدينة عن ذي الجهل مقفول لطالب العلم إذ ذو العلم مسئول كما تفوه عن ذي العرش جبرئيل
    وقوله :
قد خان من قدم المفضول خالقه وللإله فبالمفضول لم أخن
    وسيوافيك من شعره ما يظهر منه تضلعه في التشيع ، وتمخضه في الولاء ، و انقطاعه إلى سادات الأئمة صلوات الله عليهم ، فهو من شعراءهم ، وما كان يقال : من أنه شاعر بني مروان كما في كامل ابن الأثير ص 24 من ج 9 فالمراد بهم ملوك ديار بكر من أولاد أخت باذ الكردي أولهم أبو علي بن مروان استولى على ما كان يحكم عليه خاله من ديار بكر ، وبعد قتله ملك أخوه ممهد الدولة ، وبعد قتله قام أخوه أبو نصر و بقي ملكه من سنة 420 إلى سنة 453 ، وخلفه ولدان : نصر وسعيد ، أما نصر فملك ميافارقين وتوفي سنة 453 ، وملك بعده ابنه منصور ، وأما سعيد فاستولى على آمد (1) .
    وكان البشنوي المترجم له يستحث الأكراد البشنوية (2) أصحاب قلعة فتك لمؤازرة باذ الكردي خال بني مروان المذكورين في وقعة سنة 380 التي وقعت بينه و
1 ـ راجع تاريخ أبي الفدا ج 2 ص 133 و 189 و 204.
2 ـ كامل ابن الأثير ج 9 ص 24.


(36)
بين أبي طاهر والحسين إبني حمدان لما ملكا بلاد الموصل سنة 379 وله في ذلك قوله من قصيدة :
البشنوية أنصار لدولتكم وليس في ذا خفا في العجم والعرب
    فإنتماء المترجم إلى بني مروان هؤلاء بعلاقة خالهم باذ المتحد معه في العنصر الكردي ، فعلى ما ذكرنا لا يكون لقول من قال (1) : إن البشنوي توفي سنة 370 مقيل من الحقيقة فإن التاريخ يشهد بحياته بعدها بعشر سنين.
    ذكر صاحب ( معالم العلماء ) للمترجم كتاب الدلايل : والرسايل البشنوية ، وقال ابن الأثير في ( اللباب ) 1 ص 127 : وله ديوان مشهور.
( البشنوية )
    كانت في العراق في شرقي دجلة طوائف كثيرة من الأكراد ينتمون إلى حصون وقلاع وبلاد كانت لهم في نواحي الموصل والأربل ، ومنهم : البشنوية ومنها شاعرنا المترجم ، كانت تسكن هذه الطايفة فوق الموصل قرب جزيرة ابن عمر (2) بينهما نحو من فرسخين ، وما كان يقدر صاحب الجزيرة ولا غيره مع مخالطتهم للبلاد عليها ، قال ياقوت الحموي في ( معجم البلدان ) : وهي بيد هؤلاء الأكراد منذ سنين كثيرة نحو الثلثمائة سنة وفيهم مروة وعصبية ويحمون من يلتجئ إليهم ويحسنون إليه. ا ه‍. ولهذه الطائفة هناك قلاع منها قلعة برقة ، وقلعة بشير ، وقلعة فنك ، ومن أمرائها صاحب قلعة فنك الأمير أبو طاهر ، والأمير إبراهيم ، والأمير حسام الدين من أمراء القرن السادس.
    ( ومنهم الزوزانية ) تنسب هذه الطايفة إلى الزوزان بفتح أوله وثانيه ، ناحية واسعة في شرقي دجلة من جزيرة ابن عمر ، وأول حدودها من نحو يومين من الموصل إلى أول حدود خلاط ، وينتهي حدها إلى آذربايجان إلى عمل سلماس ،
1 ـ ذكره صاحب أعيان الشيعة ج 1 ص 387.
2 ـ جزيرة ابن عمر بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام ولها رستاق مخضب واسع الخيرات ، وأحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبي ، وهذه الجزيرة تحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال ثم عمل هناك خندق أجرى فيه الماء فأحاط بها الماء من جميع جوانبها ، ويقال في النسبة إليها : جزري ( معجم البلدان )


(37)
وفيها قلاع كثيرة حصينة للأكراد البشنوية والزوزانية والبختية.
    ( ومنهم البختية ) لهم عدة قلاع في الزوزان منها قلعة [ جرذقيل ] وهي أجل قلعة لهم وكرسي ملكهم ، وقلعة آتيل. وعلوس. وألقي. وأروخ. و باخوخة. وبرخو. وكنكور. ونيروه. وخوشب. ومن زعمائهم الأمير موسك بن المجلي.
    ( ألهكارية ) بالفتح وتشديد الكاف ينتمون إلى [ الهكارية ] قرى فوق الموصل من جزيرة ابن عمر ، ومن أمرائهم بحلب عز الدين عمر بن علي ، وعماد الدين أحمد بن علي المعروف بابن المشطوب ، وكان أكبر أمير في مصر ، ومن علمائهم شيخ الاسلام أبو الحسن علي بن أحمد الهكاري المتوفى سنة 486 ، والمترجم في تاريخ ابن خلكان ج 1 ص 377.
    ( الجلانية ) بالفتح وتشديد اللام وكسر النون والياء المشددة ، تنسب هذه الطائفة إلى الجلانية وهي قلعة من قلاع الهكارية المذكورة.
    ( الزوادية ) (1) ، وهم أشرف الأكراد ، ومنهم أسد الدين شيركوه المتوفى سنة 564 وأخوه نجم الدين أيوب.
    ( الشوانكارية ) وهم الذين التجأ إليهم في سنة 564 شملة ملك فارس صاحبخوزستان المتوفى سنة 570.
    ( الحميدية ) كانت لهم قلاع حصينة تجاور الموصل.
    ( الهذبانية ) لهم قلعة إربل وأعمالها.
    ( الحكمية ) ومن أمرائهم الأمير أبو الهيجاء الأربلي.
    ومنهم الأكراد المارانية. واليعقوبية ، والجوزقانية. والسورانية. و الكورانية ، والعمادية ، والمحمودية ، والجوبية ، والمهرانية ، والجاوانية ، والرضائية ، والسروجية : والهارونية ، والرية ، إلى غير ذلك من القبائل التي لا تحصى كثرة.
    نبذة من شعره
    ومن شعر شاعرنا [ البشنوي ] في المذهب قوله :
1 ـ كذا في الكامل وفي غيره : الردادية.

(38)
خير الوصيين من خير البيوت ومن إذا نظرت إلى وجه الوصي فقد خير القبايل معصوم من الزلل عبدت ربك في قول وفي عمل
    أشار بالبيت الأخير إلى ما رواه محب الدين الطبري في رياضه ج 2 ص 219 عن أبي بكر. وعبد الله بن مسعود. وعمرو بن العاص. وعمران بن الحصين. وعن غيرهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : النظر إلى وجه علي عبادة.
    ورواه الكنجي في ( كفاية الطالب ) ص 64 و 65 عن عن ابن مسعود بطريقين وقال : الحديث الأول أحسن إسنادا من الثاني ، والحديث الثاني روته الحفاظ كأبي نعيم في حليته ، والطبراني في معجمه ، وهو حسن عال جليل غريب من هذا الوجه ، والحديث الأول عال حسن السياق.
    ورواه بطريق آخر عن معاذ بن جبل ص 66 فقال : وأخرجه الحافظ الدمشقي في تاريخه عن غير واحد من الصحابة منهم أبو بكر. وعمر. وعثمان. وجابر. وثوبان وعايشة. وعمران بن الحصين. وأبو ذر.
    وفي حديث أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مثل علي فيكم أو قال في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة ، النظر إليها عبادة. والحج إليها فريضة.
    ورواه في ص 124 بطريق آخر عن علي عليه السلام وله قوله :
ولست أبالي بأي البلاد ولا أين حطت إذا مضجعي إذا كنت أشهد أن لا إله وأن محمداُ نِ المصطفى وفاطمة الطهر بنت الرسول وابناهما فهما سادتي قضى الله نحبي إذا ما قضاه ولا من جفاه ولا من قلاه هو الله والحق فيما قضاه نبيّ وأن عليا أخاه رسولا هدانا إلى ما هداه فطوبى لعبدهما سيداه
    وله قوله :
يا ناصبي بكل جهدك فاجهد الطيبين الطاهرين ذوي الهدى واليتهم وبرئت من أعدائهم فهم أمان كالنجوم وإنهم إني علقت بحب آل محمد طابوا وطاب وليهم في المولد فاقلل ملامك لا أبا لك أو زد سفن النجاة من الحديث المسند


(39)
    وله قوله :
فقال كبيرهم : ما الرأي فيما سمعتم قوله قولا بليغا فقالوا : حيلة نصبت علينا تدبر غير هذا في أمور سنجعلها إذا ما مات شورى ترون يرد ذا الأمر الجلي وأوصى بالخلافة في علي ؟ ورأي ليس بالعقد الوفي تنال بها من العيش السني لتيمي هنالك أو عدي
    وله قوله :
يا قارئ القرآن مع تأويله أعمارة البيت المحرم مثله أم مثلي التيمي أو عدويهم لا والذي فرض علي وداده مع كل محكمة أتت في حال وسقاية الحجاج في الأمثال؟! هل كان في حال من الأحوال؟! ما عندي العلماء كالجهال
    وله قوله :
فمدينة العلم التي هو بابها فعدوه أشقى البرية في لظى أضحى قسيم النار يوم مآبه ووليه المحبوب يوم حسابه
    وله قوله :
خير البرية خاصف النعل الذي وبعلمه وقضائه وبسيفه شهد النبي بحقه في المشهد شهد الرسول مع الملائك فاشهد
    وله في الصديقة الزهراء سلام الله عليها قوله :
وقف الندا في موضع عبرت فتغض والأبصار خاشعة تسود حينئذ وجوههم فيه البتول : عيونكم غضوا وعلى بنان الظالم العض ووجوه أهل الحق تبيض
    وله يمدح الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله :
سليل أئمة سلكوا كراما إذا ما مشكل أعيى علينا على منهاج جدهم الرسول أتونا بالبيان وبالدليل


(40)
القرن الرابع
25
الصاحب بن عباد
المولود 326
المتوفى 385
قالت : فمن صاحب الدين الحنيف أجب ؟ قالت : فمن بعده تصفي الولاء له ؟ قالت : فمن بات من فوق الفراش فدى ؟ قالت : فمن ذا الذي آخاه عن مقةٍ؟ قالت : فمن زوّج الزهراء فاطمة ؟ قالت : فمن والد السبطين إذ فرعا ؟ قالت : فمن فاز في بدر بمعجزها ؟ قالت : فمن أسد الأحزاب يفرسها ؟ قالت : فيوم حنين من فرا وبرا ؟ قالت : فمن ذا دعي للطير يأكله ؟ قالت : فمن تلوه يوم الكساء أجب ؟ قالت : فمن ساد في يوم ( الغدير ) أبن ؟ قالت : ففي من أتى في هل أتى شرف ؟ قالت : فمن راكع زكى بخاتمه ؟ قالت : فمن ذا قسيم النار يسهمها ؟ قالت : فمن باهل الطهر النبي به ؟ قالت : فمن شبه هارون لنعرفه ؟ قالت : فمن ذا غدا باب المدينة قل ؟ فقلت أحمد خير السادة الرسل قلت : الوصي الذي أربى على زحل فقلت : أثبت خلق الله في الوهل فقلت : من حاز رد الشمس في الطفل فقلت : أفضل من حاف ومنتعل فقلت : سابق أهل السبق في مهل فقلت : أضرب خلق الله في القلل فقلت : قاتل عمرو الضيغم البطل فقلت : حاصد أهل الشرك في عجل فقلت : أقرب مرضي ومنتحل فقلت : أفضل مكسو ومشتمل فقلت : من كان للاسلام خير ولي فقلت : أبذل أهل الأرض للنفل فقلت : أطعنهم مذ كان بالأسل فقلت : من رأيه أذكى من الشعل فقلت : تاليه في حل ومرتحل فقلت : من لم يحل يوما ولم يزل فقلت : من سألوه وهو لم يسل
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس