كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 41 ـ 50
(41)
قالت : فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا ؟ قالت : فمن حارب الأرجاس إذ قسطوا ؟ قالت : فمن قارع الأنجاس إذ مرقوا ؟ قالت : فمن صاحب الحوض الشريف غدا قالت : فمن ذا لواء الحمد يحمله ؟ قالت : أكل الذي قد قلت في رجل ؟ قالت : فمن هو هذا الفرد سِمه لنا ؟ فقلت : تفسيره في وقعة الجمل فقلت : صفين تبدي صفحة العمل فقلت : معناه يوم النهروان جلي فقلت : من بيته في أشرف الحلل فقلت : من لم يكن في الروع بالوجل فقلت : كل الذي قد قلت في رجل فقلت : ذاك أمير المؤمنين علي
    وله من قصيدة :
يا كفو بنت محمد لولاك ما يا أصل عترة أحمد لولاك لم كان النبي مدينة العلم التي ردت عليك الشمس وهي فضيلة لم أحك إلا ما روته نواصب عوملت يا تلو النبي وصنوه قد لقبوك أبا تراب بعد ما لم تعلموا أن الوصي هو الذي لم تعلموا أن الوصي هو الذي زفت إلى بشر مدى الأحقاب يك أحمد المبعوث ذا أعقاب حوت الكمال وكنت أفضل باب بهرت فلم تستر بلف نقاب عادتك فهي مباحة الأسلاب بأوابد جاءت بكل عجاب باعوا شريعتهم بكف تراب آتي الزكاة وكان في المحراب حكم الغدير له على الأصحاب
    وله قوله :
وقالوا : علي علا. قلت : لا ولكن أقول كقول النبي ألا إن من كنت مولى له فإن العلا بعلي علا وقد جمع الخلق كل الملا يوالي عليا وإلا فلا
    وله من قصيدة قوله :
وكم دعوة للمصطفى فيه حققت فمن رمد آذاه جلاه داعيا من سطوة للحر والبرد رفعت وآمال من عادى الوصي خوائب لساعته والريح في الحرب عاصب بدعوته عنه وفيها عجائب


(42)
وفي أي يوم لم يكن شمس يومه أفي خطبة الزهراء لما استخصه أفي الطير لما قد دعا فأجابه أفي رفعه يوم التباهل قدره ؟ أفي يوم خم إذ أشاد بذكره ؟ أيعسوب دين الله صنو نبيه مكانك من فوق الفراقد لائح وسيفك في جيد الأعادي قلائد إذا قيل هذا يوم تقضى المآرب ؟ كفاءا لها والكل من قبل طالب ؟ وقد رده عنه غبي موارب ؟ وذلك مجد ما علمت مواظب وقد سمع الايصاء جاء وذاهب ومن حبه فرض من الله واجب ومجدك من أعلى السماك مراقب قلائد لم يعكف عليهن ثاقب
( الشاعر )
    الصاحب كافي الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن عباد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني.
    قد يرتج القول على صاحبه بالرغم من بلوغه الغاية القصوى من القدرة في تحليل شخصيات كبيرة أتتهم الفضايل من شتى النواحي ، واكتنفتهم المزايا الفاضلة من جهات متفرقة ، ومن هاتيك النفسيات الكبيرة التي أعيت البليغ حدودها نفسية ـ الصاحب ـ فهي تستدعي الافاضة في تحليلها من ناحية العلم طورا ، ومن ناحية الأدب تارة ، كما تسترسل القول من وجهة السياسة مرة ، ومن وجهة العظمة أخرى ، إلى جود هامر ، وفضل وافر ، وشرف صميم ، ومذهب قويم ، وفضايل لا تحصى ومهما هتف المعاجم بشيء من ذلك فإنه بعض الحقيقة ، ولعل في شهرته بهاتيك المآثر جمعاء غنى عن الاطناب في وصفه ، وإنك لا تجد شيئا من كتب التراجم إلا وفيه لمع من محامده ، ومن أشهرها ( يتيمة الدهر ) للثعالبي وهو أبسط من كتب فيه من القدماء وقد استوعب فيه 91 صحيفة ، وإنما ألفها له ولشعرائه ، وأفرد غير واحد من رجال التأليف كتابا في ترجمته منهم :
    1 ـ مهذب الدين محمد بن علي الحلي المزبدي المعروف بأبي طالب الخيمي له كتاب [ الديوان المعمور في مدح الصاحب المذكور ].


(43)
    2 ـ الشيخ محمد علي بن الشيخ أبي طالب الزاهدي الجيلاني المولود 1103 و المتوفى 1181.
    3 ـ السيد أبو القاسم أحمد بن محمد الحسني الحسيني الاصبهاني ، له كتاب [ رسالة الارشاد في أحوال الصاحب بن عباد ] ألفها سنة 1259.
     4 ـ الأستاذ خليل مردم بك له كتاب في المترجم طبع في مطبعة الترقي 252 صحيفة بدمشق وهو الجزء الرابع من أئمة الأدب الأربعة في أربعة أجزاء.
     وبعد هذه الشهرة الطائلة فليس علينا إلا سرد ترجمة بسيطة هي جماع ما في هذه الكتب.
     ولد الصاحب في إحدى كور فارس باصطخر أو بطالقان في 16 ذي القعدة سنة 326 ، وأخذ العلم والأدب عن والده وأبي الفضل ابن العميد.
     وأبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي ، وأبي الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام ، وأبي سعيد السيرافي وأبي بكر بن مقسم ، والقاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة ، و عبد الله بن جعفر بن فارس ويروي عن الأخيرين.
     قال السمعاني : إنه سمع الأحاديث من الاصبهانيين والبغداديين والرازيين وحدث ، وكان يحث على طلب الحديث وكتابته ، وروى عن ابن مردويه أنه سمع الصاحب يقول : من لم يكتب الحديث لم يجد حلاوة الاسلام.
     وكان يملي الحديث على خلق كثير فكان المستملي الواحد ينضاف إليه الستة كل يبلغ صاحبه ، فكتب عنه الناس الكثير الطيب منهم : القاضي عبد الجبار.
     والشيخ عبد القاهر الجرجاني.
     وأبو بكر بن المقري.
     والقاضي أبو الطيب الطبري.
     وأبو بكر بن علي الذكواني.
     وأبو الفضل محمد بن محمد بن إبراهيم النسوي الشافعي.
     ثم شاع نبوغه في العلوم وتضلعه في فنون الأدب ، واعترف به الشاهد والغائب حتى عده شيخنا بهاء الملة والدين في رسالة غسل الرجلين ومسحهما من علماء الشيعة في عداد ثقة الاسلام الكليني.
     والصدوق.
     والشيخ المفيد.
     والشيخ الطوسي والشيخ الشهيد ونظرائهم.
     ووصفه العلامة المجلسي الأول في حواشي نقد الرجال بكونه من أفقه فقهاء أصحابنا المتقدمين والمتأخرين ، وعده في مقام آخر : من


(44)
رؤساء المحدثين والمتكلمين.
     وأطراه شيخنا الحر العاملي في ( أمل الآمل ) بأنه محقق متكلم عظيم الشأن جليل القدر في العلم.
     كما أن الثعالبي في ( فقه اللغة ) جعله أحد أئمتها الذين اعتمد عليهم في كتابه أمثال الليث. والخليل. وسيبويه. وخلف الأحمر. وثعلب الاحمثي. وابن الكلبي. وابن دريد.
     وعده الأنباري أيضا من علماء اللغة فأفرد له ترجمته في كتابه : طبقات الأدباء النحاة ، وكذلك السيوطي في ( بغية الوعاة ) في طبقات اللغويين والنحاة ، ورآه العلامة المجلسي في مقدمة البحار علما في اللغة والعروض والعربية من الإمامية.
     م ـ وقال ابن الجوزي في ( المنتظم ) 7 ص 180 : كان يخالط العلماء والأدباء ويقول لهم : نحن بالنهار سلطان وبالليل إخوان ، وسمع الحديث وأملى ، وروى أبو الحسن علي بن محمد الطبري المعروف بكيا قال : سمعت أبا الفضل زيد بن صالح الحنفي يقول : لما عزم الصاحب إسماعيل بن عباد على الاملاء وكان حينئذ في الوزارة خرج يوما متطلسا متحنكا بزي أهل العلم فقال : قد علمتم قدمي في العلم فأقروا له بذلك.
     فقال : وأنا متلبس بهذا الأمر وجميع ما أنفقته من صغري إلى وقتي هذا من مال أبي وجدي ، ومع هذا فلا أخلو من تبعات ، أشهد الله وأشهدكم أني تائب إلى الله من كل ذنب أذنبته.
     واتخذ لنفسه بيتا وسماه بيت التوبة ، ولبث أسبوعا على ذلك ، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته ، ثم خرج فقعد للإملاء وحضر الخلق الكثير وكان المستملي الواحد ينضاف إليه ستة كل يبلغ صاحبه ، فكتب الناس حتى القاضي عبد الجبار ، وكان الصاحب ينفذ كل سنة إلى بغداد خمسة آلاف دينار تفرق في الفقهاء وأهل الأدب وكان لا تأخذه في الله لومة لائم ].
     وإخباتا إلى علمه وأدبه ألف له غير واحد من الأعلام الأفذاذ تآليف قيمة منهم.
     1 ـ شيخنا الصدوق أبو جعفر القمي ألف له كتابه [ عيون أخبار الرضا ].
    م 2 ـ الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي كتابه [ نفي التشبيه ] كذا في لسان الميزان 2 ص 306 نقلا عن فهرست النجاشي ، ويظهر من النجاشي ص 5 إنه غيره ولم يسمه.
     3 ـ الشيخ الحسن بن محمد القمي ألف له كتابه [ تاريخ قم ]


(45)
    4 ـ أبو الحسن أحمد بن فارس الرازي اللغوي كتابه [ الصاحبي ].
     5 ـ القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني كتابه [ التهذيب ].
     م 6 ـ أبو جعفر أحمد بن أبي سليمان داود الصواف المالكي ، ألف للصاحب كتابه [ الحجر ] ووجهه إليه فقال الصاحب : ردوا الحجر من حيث جاء.
     ثم قبله ووصله عليه ، ذكره ابن فرحون في ( الديباج المذهب ) ص 36 ] وللصاحب آثار خالدة في العلم والأدب منها :
    1 ـ كتاب أسماء الله وصفاته.
     2 ـ كتاب نهج السبيل في الأصول.
     3 ـ كتاب الإمامة في تفضيل أمير المؤمنين.
     4 ـ كتاب الوقف والابتداء.
     5 ـ كتاب المحيط في اللغة في عشر مجلدات (1) .
     6 ـ كتاب الزيدية.
     7 ـ كتاب المعارف في التاريخ.
     8 ـ كتاب الوزراء.
     9 ـ كتاب القضاء والقدر.
     10 ـ كتاب الروزنامجه. ينقل عنه الثعالبي في ( يتيمة الدهر ).
     11 ـ كتاب أخبار أبي العيناء.
     12 ـ كتاب تاريخ الملك واختلاف الدول.
     13 ـ كتاب الزيديين.
     14 ـ كتاب جوهرة الجمهرة لابن دريد.
     15 ـ كتاب الاقناع في العروض.
     16 ـ كتاب نقض العروض.
     17 ـ كتاب ديوان رسائله في عشر مجلدات.
     18 ـ كتاب الكافي في الرسائل وفنون الكتابة.
1 ـ كذا في معجم الأدباء ، وفي كشف الظنون : في سبع مجلدات.

(46)
    19 ـ كتاب الأعياد وفضايل النيروز.
    20 ـ كتاب ديوان شعره.
    21 ـ كتاب الشواهد.
    22 ـ كتاب التذكرة.
    23 ـ كتاب التعليل.
    24 ـ كتاب الأنوار.
    25 ـ كتاب الفصول المهذبة للعقول.
    26 ـ كتاب رسالة الابانة عن مذهب أهل العدل.
    27 ـ كتاب في الطب.
    28 ـ كتاب في الطب أيضا.
    29 ـ كتاب الكشف عن مساوي شعر المتنبي طبعت بمصر في 26 صحيفة قال الثعالبي في ( اليتيمة ) : ولما عمل الصاحب هذه الرسالة عمل القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني كتابه ( الوساطة ) بين المتنبي وخصومه في شعره ، وقال فيه بعض أدباء نيسابور :
أيا قاضيا قد دنت كتبه كتاب ( الوساطة ) في حسنه وإن أصبحت داره شاحطه لعقد معاليك كالواسطه
    30 ـ رسالة في فضل سيدنا عبد العظيم الحسني المدفون بالري.
     31 ـ كتاب السفينة نسبها إليه الثعالبي في تتمة اليتيمة.
     م 32 ـ كتاب مفرد في ترجمة الشافعي محمد بن إدريس إمام الشافعية كما في ( الكواكب الدرية ) ص 263 ].
     موشافهني الأستاذ حسين محفوظ الكاظمي بأنه رأى من تآليف الصاحب ما يلي :
    1 ـ الفصول الأدبية والمراسلات العبادية ، مرتبة على خمسة عشر بابا في كل باب خمسة عشر فصلا ، والنسخة مؤرخة بسنة 628.
     2 ـ رسالة في الهداية والضلالة ، مخطوطة بالخط الكوفي ، نسخت من نسخة المؤلف وعليها خطه.


(47)
    3 ـ الأمثال السائرة من شعر أبي الطيب المتنبي ، وهي 372 بيتا ، والنسخة بخط الباخرزي مؤرخة بسنة 434 ].
     والقارئ جد عليم بأن مؤلف هذه الكتب المتنوعة أحد أفذاذ العلم الذين لم يعدهم أي مقام منيع من الفنون ، فهو فيلسوف متكلم فقيه محدث مؤرخ لغوي نحوي أديب كاتب شاعر ، فما ظنك بمثله من نابغة جمع الشوارد ، وألف بين متفرقات العلوم ، وهل تجده إلا في الذروة والسنام من الفضل الظاهر ، فحق له هذا الصيت الطاير. والذكر السائر مع الفلك الدائر.
     كانت للصاحب مكتبة عامرة وقد نوه بها لما أرسل إليه صاحب خراسان الملك نوح بن منصور الساماني في السير يستدعيه إلى حضرته ، ويرغبه في خدمته وبذل البذول السنية ، فكان من جملة أعذاره قوله : ثم كيف لي بحمل أموالي مع كثرة أثقالي ؟ وعندي من كتب العلم خاصة ما يحمل على أربعمائة حمل أو أكثر.
     في ( معجم الأدباء ) قال أبو الحسن البيهقي : وأنا أقول : بيت الكتب الذي بالري دليل على ذلك بعد ما أحرقه السلطان محمود بن سبكتكين فإني طالعت هذا البيت فوجدت فهرست تلك الكتب عشر مجلدات ، فإن السلطان محمود لما ورد إلى الري قيل له : إن هذه الكتب كتب الروافض وأهل البدع فاستخرج منها كل ما كان في علم الكلام وأمر بحرقه.
     يظهر من كلام البيهقي هذا أن عمدة الكتب التي أحرقت هي خزانة كتب الصاحب ، وهكذا كانت تعبث يد الجور بآثار الشيعة وكتبهم ومآثرهم.
     وكان خازن تلك المكتبة ومتوليها أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقري المتوفى 381 (1) وأبو محمد عبد الله الخازن بن الحسن الاصبهاني.
وزارته    صلاته    مادحوه
    قال أبو بكر الخوارزمي : الصاحب نشأ من الوزارة في حجرها ، ودب ودرج من وكرها ، ورضع أفاويق درها ، وورثها عن آبائه كما قال أبو سعيد الرستمي في حقه :
ورث الوزارة كابرا عن كابر موصولة الاسناد بالإسناد

1 ـ توجد ترجمته في الوافي بالوفيات للصفدي 1 ص 341.

(48)
يروي عن العباس عباد وزا رته وإسماعيل عن عباد
    وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد فقيل له : صاحب ابن العميد ، ثم أطلق عليه هذا اللقب لما تولى الوزارة وبقي علما عليه ، وذكر الصابي في كتاب التاجي : أنه إنما قيل له الصاحب لأنه صحب مؤيد الدولة ابن بويه منذ الصبى وسماه الصاحب فاستمر عليه هذا اللقب واشتهر به ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده.
     إستكتبه مؤيد الدولة من 347 تقريبا إلى سنة 366 وسافر معه إلى بغداد سنة 347 حتى استوزره من سنة 366 ، إلى وفاة مؤيد الدولة سنة 373 ثم استوزره أخوه فخر الدولة ، وسافر معه إلى الري عاصمة مملكته ، ولم يؤل الصاحب جهدا في خدمة أميره وتوسيع مملكته قال الحموي : فتح الصاحب خمسين قلعة سلمها إلى فخر الدولة لم يجتمع عشر منها لأبيه ولا لأخيه.
     وله أيام وزارته عطائه الجزل ، وسيب يده المتدفق ، وبرء المتواصل إلى العلماء والشعراء ، قال الثعالبي : حدثني عون بن الحسين قال : كنت يوما في خزانة الخلع للصاحب فرأيت في ثبت حسابات كاتبها ـ وكان صديقي ـ مبلغ عمائم الخز التي صارت تلك الشتوة للعلويين والفقهاء والشعراء خاصة غير الخدم والحاشية ثمانمائة وعشرين ، وكان ينفذ إلى بغداد في السنة خمسة آلاف دينار تفرق على الفقهاء والأدباء ، وكانت صلاته وصدقاته وقرباته في شهر رمضان تبلغ مبلغ ما يطلق منها في جميع شهور السنة ، فكان لا يدخل عليه في شهر رمضان أحد كائنا من كان فيخرج من داره إلا بعد الافطار عنده ، وكانت داره لا تخلو في كل ليلة من لياليه من ألف نفس مفطرة فيها [ يتيمة الدهر 3 ص 174 ].
     كان عهده أخصب عهد للعلم والأدب بتقريبه رجالات الفضيلة وتشويقه إياهم وتنشيطهم لنشر بضائعهم الثمينة حتى نفق سوقها ، ورايج أمرها ، وكثرت طلابها ، و نبغت روادها ، فكانت قلائد الدرر منها تقابل بالبدر والصرر فمدحه على فضله المتوفر.
     وجوده المديد الوافر خمسمائة شاعر ، تجد مدايحهم مبثوثة في الدواوين والمعاجم ،
1 ـ توجد ترجمته في الوافي بالوفيات للصفدي 1 ص 342.

(49)
قال الحموي ، حدث ابن بابك قال : سمعت الصاحب يقول : مدحت والعلم عند الله بمائة ألف قصيدة شعرا عربية وفارسية. وقد خلدت تلك القصائد له على صفحة الدهر ذكرا لا يبلى ، وعظمة لا يخلقها مر الجديدين ومن أولئك الشعراء :
    1 ـ أبو القاسم الزعفراني عمر بن إبراهيم العراقي له قصائد في الصاحب منها نونية مطلعها :
سواك يعد الغنى واقتنى وأنت ابن عباد ن المرتجى ويأمره الحرص أن يخزنا تعد نوالك نيل المنى
    2 ـ أبو القاسم عبد الصمد بن بابك يمدح الصاحب بقصيدة أولها :
خلعت قلايدها عن الجوزاء عذراء رقصها لعاب الماء
    3 ـ أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف الوزير من آل بويه له قصيدة منها :
أقول وقلبي في ذراك مخيم يجاذب نحو الصاحب الشوق مقودي وجسمي جنيب للصبا والجنائب وقد جاذبتني عنه أيدي الشواذب
    4 ـ الوزير أبو العباس الضبي المتوفى 398 [ أحد شعراء الغدير الآتي شعره وترجمته ] له قصايد في مدح المترجم.
     5 ـ الكاتب أبو القاسم علي بن القاسم القاشاني كتب إلى الصاحب بقصيدة أولها :
إذا الغيوم أرجفن باسقها وحف أرجاءها بوارقها
    6 ـ أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي العراقي المتوفى سنة 394 له في الصاحب قصيدة أولها :
رقى العذال أم خدع الرقيب سقت ورد الخدود من القلوب
    وله فيه أرجوزة منها :
فما تحل الوزراء ما عقد شتان ما بين الأسود والنقد أمنيتي من كل خير مستعد بجهدهم ما قاله وما اجتهد هل يستوي البحر الخضم والثمد أن يسلم الصاحب لي طول الأبد
    7 ـ القاضي أبو الحسن علي بن العزيز الجرجاني المتوفى سنة 392 له من قصيدة في الصاحب قوله.


(50)
أو ما انثنيت عن الوداع بلوعة ومدامع تجري فيحسب أن في يا أيها القرم الذي بعلوه قسمت يداك على الورى أرزاقها ملأت حشاك صبابة وغليلا؟! آماقهن بنان إسماعيلا؟! نال العلاء من الزمان السولا فكنوك قاسم رزقها المسئولا
    وله فيه قصايد كثيرة أخرى.
     8 ـ أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني [ أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته ] له قصايد كثيرة في الصاحب همزية. رائية. فائية. بائية وغيرها.
     9 ـ أبو الفياض سعد بن أحمد الطبري ، له في الصاحب قصايد منها ميمية أولها :
الدمع يعرب ما لا يعرب الكلم والدمع عدل وبعض القول متهم
    10 ـ أبو هاشم محمد بن داود بن أحمد بن داود بن أبي تراب علي بن عيسى بن محمد البطحائي بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. المعروف بالعلوي الطبري له شعر كثير في الصاحب وللصاحب فيه كذلك.
     11 ـ أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي له قصايد في الصاحب ومن قصيدة يمدحه :
ومن نصر التوحيد والعدل فعله ومن ترك الأخيار ينشد أهله وأيقظ نوام المعالي شمائله أحل أيها الربع الذي خف آهله
    12 ـ أبو سعد نصر بن يعقوب له قصيدة في الصاحب مطلعها :
أبي لي أن أبالي بالليالي وأخشى صرفها فيمن يبالي
    13 ـ السيد أبو الحسين علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام صهر الصاحب له قصيدة تربو على الستين بيتا يمدح بها الصاحب خالية من حرف الواو ، ذكر الثعالبي في يتيمة الدهر منها 20 بيتا ، ومؤلف ( الدرجات الرفيعة ) 14 بيتا أولها.
برق ذكرت به الحبائب لما بدى فالدمع ساكب
    14 ـ أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشهير بابن الحجاج البغدادي المتوفى 391 [ أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته ] له فائية يمدح بها الصاحب أولها :
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس