كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 71 ـ 80
(71)
ويكد الجواد السمح ، وحال عبد مولانا أدام الله تأييده في الحنطة مختلفة ، وجرذان داره عنها منصرفة ، فإن رأى أن يخلط عبده بمن أخصب رحله ، ولم يشد رحله ؟ فعل إن شاء الله تعالى ، فوقع الصاحب فيه : أحسنت أبا حفص قولا ، وسنحسن فعلا ، فبشر جرذان دارك بالخصب : و أمنها من الجدب ، فالحنطة تأتيك في الأسبوع ، ولست عن غيرها من النفقة بممنوع إن شاء الله تعالى.
     7 ـ عن أبي الحسن العلوي الهمداني الشهير بالوصي إنه قال : لما توجهت تلقاء الري في سفارتي إليها من جهة السلطان فكرت في كلام ألقى به الصاحب ، فلم يحضرني ما أرضاه ، حين استقبلني في العسكر ، وأفضى عناني إلى عنانه جرى على لساني : ( ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم ).
     فقال : إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندوني ، ثم قال : مرحبا بالرسول ابن الرسول ، الوصي ابن الوصي.
     8 ـ مرض الصاحب في الأهواز بإسهال فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جانبه عشرة دنانير ، حتى لا يتبرم به الخدم ، فكانوا يودون دوام علته ، ولما عوفي تصدق بنحو من خمسين ألف دينار.
     9 ـ في ( اليتيمة ) عن أبي نصر ابن المرزبان إنه قال : كان الصاحب إذا شرب ماء بثلج أنشد على أثره :
قعقعة الثلج بماء عذب تستخرج الحمد من أقصى القلب
    ثم يقول : أللهم جدد اللعن على يزيد.
     10 ـ في ( معجم الأدباء ) كان ابن الحضيري يحضر مجلس الصاحب بالليالي فغلبته عينه ليلة فنام وخرجت منه ريح لها صوت ، فخجل وانقطع عن المجلس ، فقال الصاحب : أبلغوه عني :
يا بن الحضيري لا تذهب على خجل فإنها الريح لا تسطيع تحبسها لحادث كان مثل الناي والعود إذ لست أنت سليمان بن داود


(72)
غرر كلم للصاحب
تجري مجرى الأمثال
    من استماح البحر العذب ، استخرج اللؤلؤ الرطب.
    من طالت يده بالمواهب ، إمتدت إليه ألسنة المطالب.
    من كفر النعمة ، استوجب النقمة.
    من نبت لحمه على الحرام ، لم يحصده غير الحسام.
    من غرته أيام السلامة ، حدثته ألسن الندامة.
    من لم يهزه يسير الإشارة ، لم ينفعه كثير العبارة.
    رب لطائف أقوال ، تنوب عن وظائف أموال.
    الصدر يطفح بما جمعه ، وكل إناء مؤد ما أودعه.
    اللبيب تكفيه اللمحة ، وتغنيه اللحظة عن اللفظة.
    الشمس قد تغيب ثم تشرق ، والروض قد يذبل ثم يورق.
    البدر يأفل ثم يطلع ، والسيف ينبو ثم يقطع.
    العلم بالتذاكر ، والجهل بالتناكر.
    إذا تكرر الكلام على السمع ، تقرر في القلب.
    الضمائر الصحاح أبلغ من الألسنة الفصاح.
    الشيئ يحسن في إبانه ، كما أن الثمر يستطاب في أوانه.
    الآمال ممدودة ، والعواري مردودة.
    الذكرى ناجعة ، وكما قال الله تعالى نافعة.
    متن السيف لين ، ولكن حده خشن ، ومتن الحية ألين ، ونابها أخشن عقد المنن في الرقاب لا يبلغ إلا بركوب الصعاب.
    بعض الحلم مذلة ، وبعض الاستقامة مزلة.
    كتاب المرء عنوان علقه ، بل عيار قدره ، ولسان فضله ، بل ميزان علمه.


(73)
    إنجاز الوعد من دلائل المجد واعتراض المطل من إمارات البخل ، وتأخير الاسعاف من قرائن الأخلاف.
    خير البر ما صفا وضفا ، وشره ما تأخر وتكدر.
    فراسة الكريم لا تبطي ، وقيافة الشر لا تخطي.
    قد ينبح الكلب القمر ؟ فليلقم النابح الحجر.
    كم متورط في عثار رجاء أن يدرك بثار.
    بعض الوعد كنقع الشراب ، وبعضه كلمع السراب.
    قد يبلغ الكلام حيث تقصر السهام.
    ربما كان الاقرار بالقصور أنطق من لسان الشكور.
    ربما كان الامساك عن الاطالة أوضح في الابانة والدلالة.
    لكل امرئ أمل ، ولكل وقت عمل.
    إن نفع القول الجميل ، والأنفع السيف الصقيل.
    شجاع ولا كعمرو ، مندوب ولا كصخر.
    لا يذهبن عليك تفاوت ما بين الشيوخ والأحداث ، والنسور والبغاث.
    كفران النعم عنوان النقم.
    جحد الصنائع داعية القوارع.
    تلقي الاحسان بالجحود تعريض النعم للشرود.
    قد يقوى الضعيف ، ويصحو النزيف ، ويستقيم المائد ، ويستيقظ الهاجد.
    للصدر نفثة إذا أحرج ، وللمرء بثة إذا أحوج.
    ما كل امرء يستجب للمراد ، ويطيع يد الارتياد.
    قد يصلي البرئ بالقسيم ، ويؤخذ البر بالأثيم.
    ما كل طالب حق يعطاه ، ولا كل شائم مزن يسقاه.
    وقد أكثر الثعالبي في ذكر أمثال هذه الكلم الحكمية في ( يتيمة الدهر ) و ذكرها برمتها سيدنا الأمين في ( أعيان الشيعة ).
    هذا مثال الشيعة وهذه أمثلته ، هذا وزير الشيعة وهذه حكمه ، هذا فقيه


(74)
الشيعة وهذا أدبه ، هذا عالم الشيعة وهذه كلمه ، هذا متكلم الشيعة وهذا مقاله ، هؤلاء رجال الشيعة وهذه مآثرهم وآثارهم ، هكذا فليكن شيعة آل الله وإلا فلا.

    وفاته
    توفي الصاحب ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة 385 بالري ولما توفي عطلت المدينة وأسواقها ، واجتمع الناس على باب قصره ، وينتظرون خروج جنازته ، وحضر فخر الدولة وسائر القواد ، وقد غيروا بزاتهم ، فلما خرج نعشه من الباب على أكتاف حامليه للصلاة عليه قام الناس بأجمعهم إعظاما ، وصاحوا صيحة واحدة ، وقبلوا الأرض ، وخرقوا ثيابهم ، ولطموا وجوههم ، وبلغوا في البكاء و النحيب عليه جهدهم ، وصلى عليه أبو العباس الضبي ، ومشى فخر الدولة أمام الجنازة وقعد في بيته للعزاء أياما ، وبعد الصلاة عليه علق نعشه بالسلاسل في بيت إلى أن نقل إلى إصفهان فدفن في قبة هناك تعرف بباب درية (1) قال ابن خلكان : وهي عامرة إلى الآن وأولاد بنته يتعاهدونها بالتبييض. وقال السيد في ( روضات الجنات ) قلت : بل وهي عامرة إلى الآن ، وكان أصابها تشعث وانهدام فأمر الإمام العلامة محمد إبراهيم الكرباسي في هذه الأيام بتجديد عمارتها ، ولا يدع زيارتها مع ما به من العجز في الأسبوع والشهر والشهرين ، وتدعى في زماننا بباب الطوقچي والميدان العتيق ، و الناس يتبركون بزيارته ، ويطلبون عند قبره الحوائج من الله تعالى.
     قال الثعالبي في ( اليتيمة ) : لما كنى المنجمون عما يعرض عليه له في سنة موته قال الصاحب :
يا مالك الأرواح والأجسام مدبر الضياء والظلام ولا أخاف الضر من بهرام والعلم عند الملك العلام ووقني حوادث الأيام وخالق النجوم والأحكام لا المشترى أرجوه للانعام وإنما النجوم كالأعلام يا رب فاحفظني من الأسقام وهجنة الأوزار والآثام

1 ـ بفتح الدال المهملة وكسر الراء كذا ضبطها السيد في أعيان الشيعة ، وتجدها في ( اليتيمة ) وغيرها بالذال المجمعة كما يأتي بعيد هذا في شعر أبي منصور اللجيمي.

(75)
هبني لحب المصطفى المعتام وصنوه وآله الكرام
    ورثي الصاحب بقصايد كثيرة منها نونية أبي منصور أحمد بن محمد اللجيمي منها (1) :
أكافينا العظيم إذا وردنا أردنا منك ما أبت الليالي شققت عليك جيبي غير راض ولو أني قتلت عليك نفسي أفدنا شرح أمر فيه لبس ألم تلك منصفا عدلا ؟ فأني وكيف تركت هذا الخلق حالت تملكنا اللئام وصيرونا لئن بلغت رزيته قلوبا لما بلغت حقائقها ولكن ومولانا الجسيم إذا فقدنا فأبطل ما أرادت ما أردنا به لك فاتخذت الوجد خدنا لكان إلى قضاء الحق أدنى فإنا صائبا كنا استفدنا عمرت حفيرة وقلبت مدنا خلائقهم فليس كما عهدنا؟! عبيدا بعد ما كنا عبدنا فذبن أو أعينا منا فجدنا على الأيام نعرف من فقدنا
    وله في رثائه من قصيدة (2) :
مضى من إذا ما أعوز العلم والندى مضى من إذا أفكرت في الخلق كلهم ثوى الجود والكافي معا في حفيرة هما اصطحبا حيين ثم تعانقا أصيبا جميعا من يديه وفيه رجعت ولم أظفر له بشبيه ليأنس كل منهما بأخيه ضجيعين في قبر بباب ذريه
    قد يعزى بعض هذه الأبيات إلى أبي القاسم بن أبي العلاء الاصبهاني مع حكاية طيف عنه.
     ومنها نونية أبي القاسم بن أبي العلاء الاصفهاني ذكر منها الثعالبي في ( يتيمة الدهر ) ج 3 ص 263 قوله :
يا كافي الملك ما وفيت حظك من وصف وإن طال تمجيد وتأبين

1 ـ يتيمة الدهر ج 4 ص 375.
2 ـ يتيمة الدهر ج 4 ص 375.


(76)
فقت الصفات فما يرثيك من أحد ما مت وحدك لكن مات من ولدت هذي نواعي العلا مذ مت نادبة تبكي عليك العطايا والصلات كما قام السعاة وكان الخوف أقعدهم لا يعجب الناس منهم إن هم انتشروا إلا وتزيينه إياك تهجين حواء طرا بل الدنيا بل الدين من بعد ما ندبتك الخرد العين تبكي عليك الرعايا والسلاطين فاستيقظوا بعد ما مت الملاعين مضى سليمان وانحل الشياطين
    ومنها دالية أبي الفرج بن ميسرة ذكر منها الثعالبي في [ اليتيمة ] ج 3 ص 254 قوله :
ولو قبل الفداء لكان يفدى ولكن المنون لها عيون فقل للدهر : أنت أصبت فالبس إذا قدمت خاتمة الرزايا وإن حل المصاب على التفادي تكد لحاظها في الانتقاد برغمك دوننا ثوبي حداد فقد عرضت سوقك للكساد
    ومنها دالية لأبي سعيد الرستمي ذكر الثعالبي منها قوله :
أبعد ابن عباس يهش إلى السرى أبى الله إلا أن يموتا بموته أخو أمل أو يستماح جواد؟! فما لهما حتى المعاد معاد
    ومنها لأمية أبي الفياض سعيد بن أحمد الطبري ذكرها الثعالبي في ( اليتيمة ) ج 3 ص 254.
خليلي كيف يقبلك المقيل ؟ ينادي كل يوم في بنيه وهم رجلان منتظر غفول كأن مثال من يفنى ويبقى 5 فهم ركب وليس لهم ركاب تدور عليهم كأس المنايا ويحدوهم إلى الميعاد حاد ألم تر من مضى من أولينا ودهرك لا يقيل ولا يقيل : ألا هبوا فقد جد الرحيل ومبتدر إذا يدعى عجول رعيل سوف يتلوه رعيل وهم سفر وليس لهم قفول كما دارت على الشرب الشمول ولكن ليس يقدمهم دليل وغالتهم من الأيام غول


(77)
قد احتالوا فما دفع الحويل كذاك الدهر أعمار تزول 10 لنا منه وإن عفنا وخفنا وقد وضح السبيل فما لخلق لعمرك إنه أمد قصير أرى الاسلام أسلمه بنوه أرى شمس النهار تكاد تخبو 15 أرى القمر المنير بدا ضئيلا أرى زهر النجوم محدقات أرى شم الجبال لها وجيب أرى وجه الزمان وكل وجه وهذا الجو أكلف مقشعر 20 وهذي الريح أطيبها سموم وللسحب الغزار بكل فج نعى الناعي إلى الدنيا فتاها نعى كافي الكفاة فكل حر نعى كهف العفاة فكل عين 25 كأن نسيم تربته سحيرا إذا وافى أنوف الركب قالوا آيا قمر المكارم والمعالي أبن لي كيف هالك ما يهول ويا من ساس أشتات البريا 30 أدلت على الليالي من شكاها بكاك الدين والدنيا جميعا بكتك البيض والسمر المواضي وأعولنا فما نفع العويل؟!؟! وأحوال تحول ولا تؤول رسول لا يصاب لديه سول إلى تبديله أبدا سبيل ولكن دونه أمد طويل وأسلمهم إلى وله يهول كأن شعاعها طرف كليل بلا نور فأضناه النحول كأن سراتها عور وحول تكاد تذوب منه أو تزول به مما يكابده فلول كأن الجو من كمد عليل إذا هبت وأعذبها بليل دموع لا يزار بها المحول أمين الله فالدنيا ثكول عزيز بعد مصرعه دليل بما تقذي العيون به كحيل نسيم الروض تقبله القبول : سحيق المسك أم ترب مهيل ؟! أبن لي كيف عاجلك الأفول ؟! وغالك بعد عزك ما يغول ؟!؟! وألجم من يقول ومن يصول وقد جارت عليك فمن يديل وأهلهما كما يبكى الحمول وكنت تعرولها فيمن تعول


(78)
بكتك الخيل معولة ولكن 35 قلوب العالمين عليك قلب ولي قلب لصاحبه وفي إذا نظمت يدي في الطرس بيتا فإن يك رك شعري من ذهولي كتبت بما بكيت لأن دمعي 40 وكنت أعد من روحي فداء أأحيا بعده وأقر عينا حياتي بعده موت وحي عليك صلاة ربك كل حين بكاها حين تندبك الصهيل وحظك من بكائهم قليل يسيل وتحته روح تسيل محاه منه منتظم هطول فذلك بعض ما يجني الذهول عليك الدهر فياض همول لروحك إن أريد لها بديل حياتي بعده هدر غلول وعيشي بعده سم قتول تهب بها من الخلد القبول
    ومنها ميمية أبي القاسم غانم بن محمد بن أبي العلا الاصبهاني يقول فيها (1) :
مضى نجل عباد المرتجى أوارى بقبرك أهل الزمان فمات جميع بني آدم فيرجح قبرك بالعالم
    وله من قصيدة أخرى في رثاء الصاحب يقول فيها :
هي نفس فرقتها زفراتي لشباب عذب المشارع ماض زمن أذرت الجفون عليه تتلاقى من ذكره في ضلوعي جاد تلك العهود كل أجش الـ بل ندى الصاحب الجليل أبي القا تتبارى كلتا يديه عطايا ضامنا سيبه لغنم مفاد وارتياح يريك في كل عطف ويد لا تزال تحت شكور ودماء أرقتها عبراتي ومشيب جذب المراتع آت من شؤوني ما كان ذوب حياتي ودموعي مصايف ومشاتي ودق ثر الاخلاف جون السرات سم نجل الأمير كافي الكفاة ومنايا حتما لعاف وعات موذنا سيفه بروح مفات ألف ألف كطلحة الطلحات لاثم ظهرها وفوق دواة

1 ـ تتميم يتيمة الدهر ج 1 ص 120.

(79)
    ومنها تائية رثاه بها صهره السيد أبو الحسن علي بن الحسين الحسني أولها (1) :
ألا إنها أيدي المكارم شلت حرام على الظلماء إن هي قوضت لتبك على كافي الكفاة مآثر لقد فدحت فيه الرزايا وأوجعت ألا هل أتى الآفاق آية غمة وهل تعلم الغبراء ماذا تضمنت فلا أبصرت عيني تهلل بارق ولو قبلت أرواحنا عنك فدية ونفس المعالي إثر فقدك سلّتِ وحجر (2) على شمس الضحى أن تجلت تباهي النجوم الزهر في حيث حلّت كما عظمت منه العطايا وجلّت أطلت ؟! ونعمي أي دهر تولت ؟! وأعواد ذاك النعش ماذا أفلت ؟!؟! يحاكي ندى كفيك إلا استهلت لجدنا بها عند الفداء وقلّتِ
    وقال السيد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني المعروف بالوصي الهمداني المترجم في يتيمة الدهر في رثائه :
مات الموالي والمحب قد كان كالجبل المنيع لأهل بيت أبي تراب لهم فصار مع التراب (3)
    وله في رثائه :
نوم العيون على الجفون حرام تبكي الوزير سليل عباد العلا تبكيه مكة والمشاعر كلها تبكيه طيبة والرسول ومن بها كافي الكفاة قضى حميدا نحبه مات المعالي والعلوم بموته ودموعهن مع الدماء سجام والدين والقرآن والاسلام وحجيجها والنسك والاحرام وعقيقها والسهل والأعلام ذاك الإمام السيد الضرغام فعلى المعالي والعلوم سلام
    ورثاه سيدنا الشريف الرضي [ الآتي ذكره في شعراء القرن الخامس ] بقصيدة
1 ـ ذكرها له الحموي في معجم الأدباء والسيد في ( الدرجات الرفيعة )
2 ـ الحجر المنع.
3 ـ ذكرهما له في ترجمته الثعالبي في ( اليتيمة ) ج 3 ص 260.


(80)
    شرحها أبو الفتح عثمان بن جني المتوفى 392 في مجلد واحد كما ذكره الحموي في ( معجم الأدباء ) 5 ص 31 ، ولنشر القصيدة في ديوان ناظمه الشريف وفي غير واحد من المعاجم نضرب عنها صفحا أولها :
أكذا المنون يقطر الأبطالا ؟! أكذا تصاب الأسد وهي مدلة أكذا تقام على الفرائس بعدما أكذا تحط الزاهرات عن العلى أكذا الزمان يضعضع الأجيالا ؟! تحمي الشبول وتمنع الأغيالا ؟! ملأت هماهمها الورى أوجالا ؟! من بعد ما شأت العيون منالا ؟!
[ القصيدة 112 بيتا ]
    ومر أبو العباس الضبي بباب الصاحب بعد وفاته فقال :
أيها الباب لم علاك اكتئاب ؟! أين من كان يفزع الدهر منه ؟! أين ذاك الحجاب والحجاب ؟! فهو اليوم في التراب تراب
    لا يذهب على القارئ أن استدلال مثل الصاحب أحد عمد مراجع اللغة والأدب على أفضلية أمير المؤمنين نظما ونثرا بحديث ( الغدير ) حجة قوية على صحة إرادة معنى للمولى لا يبارح الإمامة والخلافة كما أراد هو.

    مصادر ترجمة الصاحب
يتيمة الدهر 3 ص 169 ـ 267. فهرست ابن النديم ص 194
أنساب السمعاني. معالم العلماء محاسن إصبهان للمافروخي الاصبهاني
نزهة الألباء في طبقات الأدباء كامل ابن الأثير 9 ص 37
معجم الأدباء 6 ص 168 ـ 317 المنتظم لابن الجوزي 7 ص 179
تجارب السلف لابن سنجر ص 243 تاريخ ابن خلكان 1 ص 78
مرآة الجنان لليافعي 2 ص 441 تاريخ ابن كثير 11 ص 314
شرح دراية الحديث للشهيد نهاية الأرب 3 ص 108
شذرات الذهب 3 ص 113 معاهد التنصيص 2 ص 162
بغية الوعاة للسيوطي ص 196 مجالس المؤمنين للقاضي ص 324
بحار الأنوار ج 10 ص 264 ـ 7 الدرجات الرفيعة للسيد علي خان

كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس