كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 101 ـ 110
(101)
القرن الرابع
28
أبو العباس الضبي
المتوفى 398
لعلي الطهر الشهير صنو النبي محمد وحليل فاطمة ووالد مجد أناف على ثبير ووصيه يوم الغدير شبر وأبو شبير (1)
( ما يتبع الشعر )
    ( ثبير ) بفتح المثلثة ثم الموحدة المكسورة من أعظم جبال مكة بينهما و بين عرفة ، سمي باسم رجل من هذيل مات في ذلك الجبل. أخرج أبو نعيم في [ ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ] والنطنزي في [ الخصايص العلوية ] عن شعبة ابن الحكم عن ابن عباس قال : أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن بمكة بيدي وبيد علي فصعد بنا إلى ( ثبير ) ثم صلى بنا أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : أللهم إن موسى بن عمران سألك وأنا محمد نبيك فأسئلك أن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني ليفقه قولي واجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي ، اشدد به أزري وأشركه في أمري ، قال ابن عباس : فسمعت مناديا ينادي : يا أحمد قد أوتيت ما سألت.
( الشاعر )
    الكافي الأوحد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبينسبة إلى ضبة ـ الوزير الملقب بالرئيس ، أحد من ملك أزمة السياسة والأدب بعد الصاحب ابن عباد ، وكان من ندمائه واختص بالزلفة منه والتأدب بآدابه ، والحظوة بقرباه حتى عاد منار
1 ـ مناقب ابن شهر آشوب 1 ص 550 ط ايران.

(102)
الفضل والأدب ومفزع روادهما ، وممن يشار إليه وينص عليه ، لم يفتء كذلك حتى قضى الصاحب نحبه سنة 385 فخلفه على الوزارة لما استوزره فخر الدولة البويهي وضم إليه أبا علي الملقب بالجليل وفي ذلك قال بعض ولد المنجم :
والله والله لا أفلحتم أبدا إن جاء منكم جليل فاقطعوا أجلي بعد الوزير ابن عباد بن عباس أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي
    فالمترجم كانت تحط بفنائه الرحال ، وتنال منه الآمال ، وتفد إليه القوافي من كل حدب ، ويسير شعره مع الركبان ، وكان نعم الخليفة لسلفه الصاحب ، والموئل الفذ لما كانت له من مراتب ، وله في جامع إصبهان خانكات مرتفعة ، وخانات عامرة متسعة ، قد وقفت لأبناء السبيل ، وبحذائه دار الكتب وحجرها وخزانتها وقد بناهن ونضد فيها من الكتب عيونا ، وخلدها من العلوم فنونا ، يشتمل فهرستها على ثلث مجلدات كبيرة كما في محاسن إصبهان ص 85 ، وكتب التراجم (1) تطفح بالثناء عليه ، ولشعراء عصره قصائد رنانة في مدحه ومنهم : أبو عبد الله محمد بن حامد الخوارزمي له قصيدة في إطراءه منها :
زمان جديد وعيد سعيد وأحسن من ذاك وجه الرئي وكم حلة خطها قد غدت ووقت حميد فماذا تريد؟! س وقد طلعت من سناه السعود على برد آل يزيد تزيد
    2 ـ أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني [ السابق ذكره ] له قصائد في المترجم له منها : قصيدة في ميلاده وتحويل سنه ذكرها الثعالبي في ( اليتيمة ) 4 ص 38 منها :
يوم تبرجت العلا يوم أتاه المشتري بسلالة المجد الفصيح فيه ومزقت الحجب بشهاب سعد ملتهب وصفوة المجد الزرب

1 ـ راجع يتيمة الدهر 3 ص 260 ، معجم الأدباء 1 ص 65 ، كامل ابن الأثير 9 ص 73 ، معالم العلماء لابن شهر آشوب ، ديوان مهيار ؟ ص 29 ، أعيان الشيعة 8 ص 77 ، دائرة المعارف للبستاني 11 ص 120.

(103)
ملك إذا ادرع العلا وإذا تنمر في الخطو وإذا تبسم للندى يا غرة الحسب الكريـ هذا صباح حليت ميلادك الميمون فيه واضرب عليه سرادقا عرج عليه بمجلس فالدهر مسلوب السلب ب فيا لنار في حطب مطرت سحائبه الذهب م وأين مثلك في الحسب؟! بسعوده عطل الحقب وهـو ميلاد الأدب للأنس ممتد الطنب ريان من ماء العنب
    3 ـ مهيار الديلمي [ أحد شعراء الغدير الآتي ذكره ] مدح المترجم بقصائد منها ميمية 65 بيتا توجد في ديوانه 3 ص 344 أولها :
أجيراننا بالغور والركب متهم رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم أيعلم خال كيف بات المتيم؟! سواء ولكن ساهرون ونوّم
    ومنها بائية 45 بيتا في ديوانه ج 1 ص 15 مطلعها :
شفى الله نفسا لا تذل لمطلب وصبرا متى يسمع به الدهر يعجب
    ودالية 61 بيتا في ديوانه ج 1 ص 230 أولها :
إذا صاح وفد السحب بالريح أوحدا وراح بها ملأى ثقالا أو اغتدى
    وبائية 37 بيتا في ديوانه ج 1 ص 12 مستهلها :
دواعي الهوى لك أن لا تجيبا هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا
    وعينية 40 بيتا في ديوانه 2 ص 179 مطلعها :
على أي لائمة أربعُ؟! وقد أخذ العهد يوم الرحيل وفي أيما سلوة أطمع؟! أمامي والعهد مستودع
    ولامية 52 بيتا في ديوانه 3 ص 18 مستهلها :
اليوم أنجز ماطل الآمال فأتتك طائعة من الاقبال
    وقصيدة 69 بيتا توجد في ديوانه 4 ص 30 نظمها سنة 392 ، أولها :
قالوا : عساك مرجم فتبين هيهات ليس بناظري إن غرني


(104)
هي تلك دارهم وذلك ماؤهم ولقد أكاد أضل لولا عنبر فتقوا به أنفاسهن لطائما (1) يا منزلا لعبت به أيدي الصبا إما تناشدني العهود فإنها سكنتك بعدهم الوحوش تشبها لعيونهن علامة سحرية فاحبس ورد وشرقت إن لم تسقني في الترب من أرج الحبائب دلني وظـ عن وهي مع الثرى لم تظعن لعب الشكوك وقد بدت بتيقني حفظت فكانت بئس ذخر المقتني بهم وليتك آنفا لم تسكن عندي فما بال الظباء تغشني؟!
    ويقول فيها :
حاشا طلابي أن أعم به وقد يا حظ قم فاهتف بناحية الغنى وأعن على إدراكها فبمثلها لمن الخليط مشرق وضمانه اشتقت يا سفن الفلاة فأبلغي وانهض فرحل يا غلام مذللا (1) يرضى بشم العشب إما فاته مرح الزمام يكاد يصعب ظهره الرزق والانصاف قد فقدا فلذ وإلى أبي العباس حافظ ملكها خص السماح بموضع متعين ؟! في الري وارحم كد من لم يفطن فرقت بين موفق ومحين رزق لنا في غيره لم يؤذن وطربت يا حادي الركاب فغنني تتوعر البيداء منه بمدمن والسير يأكل منه أكل الممعن فتصيح فاغرة الرحال به : لنِ بالري واستخرجهما من معدن سهل الأشد ولأن خبث الأخشن
    4 ـ أبو الفياض سعد بن أحمد الطبري له قصيدة في مدح أبي العباس منها :
وإني وأقواف القريض أحوكها كما تضرب الأمثال وهي كثيرة ولكنني أملت عندك مطلبا ألم تر أن ابن الأمير أجارني لاشعر من حاك القريض وأقدرا بمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا انكبه عمن ورائي من الورى ولم يرض من إدرائه لي سوى الذرى ؟!

1 ـ لطائم جمع لطيمة ، وهي نافجه المسك.
3 ـ المذلل : الجمل يذلل الطريق ويعبدها

(105)
    5 ـ صاعد بن محمد الجرجاني كتب إلى المترجم له بقوله :
ولو أنني حسب اشتياقي ومنيتي ولكنني أهدي على قدر طاقتي منحتك شيئا لم يكن غير مقلتي واحمل ديوانا بخط ابن مقلةِ
    6 ـ أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش الاصبهاني قال في المترجم من قصيدة كبيرة :
بنفسي وأهلي شعب واد تحلّه وعطفه صدغ يهتدي فوق خده وطيب عناقي منه بدرا أضمه وقفنا معا واللوم يصفق رعده ترق على ديباجتيه دموعه وينأى رقيب عن مقام وداعنا يقلقني عتب الحبيب وعذره وكيف أقي قلبي مواقع رميه ؟! يولي وبالأحداق تفرش أرضه ودهر مضى لم يجد إلا أقلّه ويضربه روح الصبا فيضله ألي وأهوى لثمه فاجله ومنا سحاب الدمع يسجم وبله كما غازل الورد المضرج طله وتبلغه أنفاسنا فتذله ويقلقني جد الرقيب وهزله ولست أرى من أين ينثال نبله ويفدى وبالأفواه ترشف رجله
    وبعد ردح من تقلده الوزارة كما وصفناه اتهمته أم مجد الدولة بأنه سم أخاه فطلبت منه مائتي ألف دينار لينفقها في مأتم أخيه فأبى عليها ذلك فهرب عنها سنة 392 إلى ( بروجرد ) وهي من أعمال بدر بن حسنويه (1) فبذل بعد ذلك مأتي ألف دينار ليعود إلى عمله فلم يقبل منه ، ولم يبرح بها حتى مات سنة 398 وقيل : إن أبا بكر ابن رافع أحد قواد فخر الدولة واطأ أحد غلمانه فسقاه سما ، وأرسل ابنه تابوته إلى بغداد مع أحد حجابه وكتب إلى أبي بكر الخوارزمي يعرفه أنه وصى بدفنه في مشهد الحسين
1 ـ من أمراء الجبل لقبه القادر بناصر الدولة وعقد له لواءا وكان يبر العلماء والزهاد والأيتام ، وكان يتصدق كل جمعة بعشرة آلاف درهم ، ويصرف إلى الأساكفة والحذائين بين همدان وبغداد ليقيموا للمنقطعين من الحاج الأحذية ثلاثة آلاف دينار ، ويصرف إلى أكفان الموتى كل شهر عشرين ألف درهم ، واستحدث في أعماله ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء ، وكان ينقل للحرمين كل سنة مصالح الطريق مائة ألف دينار ، ثم يرتفع إلى خزائنه بعد المؤن والصدقات عشرون ألف ألف درهم ( شذرات الذهب 3 ص 173 ).

(106)
عليه السلام بكربلاء المشرفة ويسأله القيام بأمره وابتياع تربة بخمس مائة دينار ، فقيل للشريف أبي أحمد [ والد السيدين علم الهدى والشريف الرضي ] : أن يبيعه موضع قبره بخمسمائة دينار. فقال : هذا رجل التجأ إلى جوار جدي فلا آخذ لترتبه ثمنا. وكتب نفسه الموضع الذي طلب منه وأخرج التابوت إلى ( براثا ) وخرج الطاهر أبو أحمد ومعه الأشراف والفقهاء وصلى عليه وأصحبه خمسين رجلا من رجاله حتى أوصلوه ودفنوه هناك (1) ورثاه مهيار الديلمي [ الآتي ذكره ] بقصيدة 59 بيتا ويعزي ابنه سعدا و أنفذها إلى ( الدينور ) توجد في ديوانه 3 ص 27 أولها :
ما للدسوت وللسروج تسائل : لم سد باب الملك وهو مواكب ؟! ما للجياد صوافنا (2) وصوامتا من قطر (3) الشجعان عن صهواتها؟! 5 ما للسماء عليلة أنوارها ؟! من لجلج الناعي يحدث إنه المجد في جدث ثوى ؟ أم كوكب ال ما كنت فيه خائفا إن الردى أدرى الحمام بمنوأقسم ما درى ـ 10 خطب أخل الدهر فيه بعقله يا غيث أرضي الأرض سقيا واحتبي ينهل منهل المزادة (6) موثقا يسم الصخور كأن كل مجودة (7) من قائم عنهن أو من نازل ؟! وخلت مجالسه وهن محافل ؟! نكسا؟! وهن سوابق وصواهل وهم بها تحت الرماح أجادل (4) لمن السماء من الكواكب ثاكل ؟! أودي فقيل : أقائل ؟! أم قاتل ؟! دنيا هوي ؟! أم ركن ضبة مائل ؟! من عز جانبه إليه واصل تلتف كفات له وحبائل ؟! والدهر في بعض المواطن جاهل بالروض يشكره المحل الماحل إن الثرى الظمآن منه ناهل لحظ العليق بها حصان ناعلُ

1 ـ معجم الأدباء ج 1 ص 65.
2 ـ الصوافن من الخيل : الواقفة على ثلاث وقوائم وطرف حافر الرابعة.
3 ـ قطر : ألقى.
4 ـ أجادل جمع أجدل وهو الصقر.
5 ـ الكفات جمع كفة بضم الكاف وهي الحبالة.
6 ـ المزادة : الراوية. يربد بها السحاب الممطر على التشبيه.
7 ـ المجودة : الأرض جادها المطر.


(107)
تمريه غبراء الإهاب كأنما (1) حلفت لأفواه الربى أخلافها وليت سيوف البرق قطع عروقها أبلغ أبا العباس أنك فاحص مني وأطباق الصعيد حجابه سعدت جنادل ألحفتك على البلى أبكيك لي والمرملين بنوهم ال ولمستجير والخطوب تنوشه متلوّم (4) العزمات لا هو قاطن أودى به التطواف ينشد ناصرا حتى إذا الاقبال منك دنا به ولمعشر طرق العلوم ذنوبهم كانوا عن الطلب الذليل بمعزل قطع الجدا بهم وقد قطع الردى وعصائب هي إن ركبت مواكب تفري بأذرعها الكعوب كأنما لو كان في ( ثعل ) بموتك ثأرها نكروا حلومك والمنون تسوقها قعد البعيد وقام عنك متاركا ولج الحمام إليك بابا ما شكا قادت خزائمها النعام الجافل أيمان صدق إنهن حوافل (2) 15 فبكل فج شاريان سائل حتى تبل جوى ثراه فواغل (3) عني فكيف تخاطب وتراسل ؟! لا مثل ما شقيت عليك جنادل أيتام بعدك والنساء أرامل 20 مستطعم ؟ الدهر فيه آكل في داره قفراً ولا هو راحل فيضل أن يلقاه إلا خاذل أنساه عندك عام بؤس قابل في الناس وهي لهم إليك وسائل 25 ثقة وأنت بما كفاهم كافل بك أن يظن تزاور وتواصل تسع العيون وإن غضبت جحافل تحت الرماح على الرماح عوامل (5) ما عاش من ثعل (6) عليك مناضل 30 حقا وأنت مدافع متثاقل ما جاء يقنصك القريب الواصل غير الزحام عليك فيه داخل

1 ـ تمريه : تدر عليه. غبراء الإهاب : السحابة السوداء.
2 ـ أخلاف جمع خلف وهو حلمة الضرع. حوافل : ممتلئة.
3 ـ الواغل : الداخل المتغلغل في الشئ.
4 ـ المتلوم : المنتظر.
5 ـ تفرى من الفرى : الشق. كعوب جمع كعب : العقدة. عوامل جمع عامل وهو صدر الرمح الذي يلي السنان.
6 ـ ثعل : قبيلة مشهورة بالرمي.


(108)
مستبشرا بالوفد لم يجبه به 35 لم يغنك الكرم العتيد ولا حمى كنت الذي مر الزمان وحلوه فغدوت مالك في عدوك حيلة والموت أجور حاكم وكأنه لا اغتر بعدك بالحياة مجرب 40 يا ثاويا لم تقض حق مصابه أفديك لو أن الردى بك قابل ما بال أوقاتي بفقدك هجرت ؟! قد كنت ملتحفا بمدحك حلة رد ولم ينهر عليه سائل عنك السماح ولا كفاك النائل فيمن يصابر عيشه ويعاسل تغني ولا لك من صديقك طائل في الناس قسما بالسوية عادل عرف الحقوق فلم يرقه الباطل كبد محرقة وجفن هامل من مهجتي وذوي ها أنا باذل ولقد تكون لديك وهي أصائل فخرا تجر لها علي ذلاذل (1)
    ويقول فيها :
لا تحسبن وسعد ابنك طالع 45 ما أنكر الزوار بعدك وجهه أجمل له يا سعد واحمل وزره (2) وأنا الذي يرضيك فيه باكيا يحتل برجك إن سعدك آفل في البدر من شمس النهار مخايل ما طال باع أو أطاعك كاهل ويسره بك في الذي هو قائل
    ولشاعرنا أبي العباس الضبي شعر رقيق ونظم جيد ومنه قوله :
ترفق أيها المولى بعبد وأسكرت العقول فليس ندري فقد فتنت لواحظك النفوسا أسحرا ما تسقى أم كؤوسا؟!
    وله قوله وهو مما يتغنى به :
ألا يا ليت شعري ما مرادك؟! وأي محاسن لك قد سباني؟! وأي ثلاثة أوفى سوادا؟! فقلبي قد أضر به بعادك جمالك؟! أم كمالك؟! أم ودادك؟! أخالك؟! أم عذارك؟! أم فؤادك؟!
    وله قوله :
1 ـ الذلاذل : أسافل القميص الطويل.
2 ـ الوزر : الحمل الثقيل.


(109)
قلت لمن أحضرني زهرة وقرة العينين نيل المنى تجنب النمام لا تجنه أخشى علينا العين من أعين ومجلسي بالأنس بسّام عندي ولا سام ولا حام فإنما النمام نمّام يبعثها بالسوء أقوام
    وله قوله :
لا تركنن إلى الفراق الشمس عند غروبها فإنه مر المذاق تصفر من فرق الفراق
    ومما كتب إلى الوزير الصاحب ابن عباد قوله :
أكافي كفاة الأرض ملكك خالد نثرت على القرطاس درا مبددا جواهر لو كانت جواهر نظمت وعزك موصول فأعظم بها نعمي وآخر نظما قد فرعت به النجما ولكنها الأعراض لا تقبل النظما
    وله في الثريا :
خلت الثريا إذ بدت سنبلة من لؤلؤ طالعة في الحندس (1) أو باقة من نرجس
    وقوله فيها :
إذ الثريا اعترضت حسبتها لامعة عند طلوع الفجر سنبلة من در
    وقوله في قصر الليل :
وليلة أقصر من بدت لعيني وانجلت فكري في مقدارها عذراء من قرارها
    وقوله في طول الليل :
رب ليل سهرته كلما زدت رعيه فتبينت إنه أو تفانت نجومه مفكرا في امتداده زادني من سواده تائه في رقاده فبدا في حداده
    وخلف المترجم له على مجده وفضله ولده أبو القاسم سعد بن أحمد الضبي ، تبع
1 ـ الحندس : الظلام.

(110)
والده لما هرب إلى ( بروجرد ) وتوفي بها بعد والده بشهور ; ولمهيار الديلمي في مدحه عدة قصايد منها قصيدة 45 بيتا أنشدها إياه وهو مقيم ببروجرد أولها :
ذكرت وما وفاي بحيث أنسى بدجلة كم صباح لي وممسى
    وأخرى 45 بيتا مستهلها :
أشاقك من حسناء وهنا طروقها ؟ نعم كل حاجات النفوس يشوقها
    ونونية 44 بيتا في ديوانه 4 ص 51 مطلعها :
ما أنت بعد البين من أوطاني دار الهوى والدار بالجيران
    ويقول فيها :
كثر الحديث عن الكرام وكل من إلا بسعد من تنبه للعلا مهلا بني الحسد الدخيل فإنها سعد بن أحمد أبيض من أبيض بين الجبال الصم بحر ثامن من معشر سبقوا إلى حاجاتهم قوم إذا وزروا الملوك برأيهم ضربوا بمدرجة السبيل قبابهم ويكاد موقدهم يجود بنفسه أبناء ضبة واسعون وفي الوغى يا راكبا زهر الكواكب قصده قف ناد : يا سعد الملوك رسالة غالطت شوقي فيك قبل لقائنا حتى إذا ما الوصل أطفأ غلتي ولرب وجد تواصف ناهضته ولقد عكست علي ذاك لأنني وممن العجائب والزمان ملون جربت ألفاظ بغير معاني هيهات نومهم من اليقظان لا تدرك العلياء بالأضغان في المجد فانتسبوا بني الألوان يحوي جلامدها وبدر ثاني شوط الرياح وقد جرت لرهان أمرت عمائمهم على التيجان يتقارعون بها على الضيفان ـ حب القرى ـ حطبا على النيران يتضايقون تضايق الأسنان : قرب لعلك عندها تلقاني من عبدك القاصي بحب داني والقرب ظن والمزار أماني بك كان أعطش لي من الهجران وضعفت لما صار وجد عيان كنت الحبيب إليك قبل تراني أن الدنو هو الذي أقصاني
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس