كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 121 ـ 130
(121)
منظومة كسموط الدر لابسة وغردت خطباء الطير ساجعة حسنا يبيح دم العنقود للحاسي على منابر من ورد ومن آس
    ( خطباء الطير ) في الشعر هي الفواخت والقماري والرواشن والعنادب وما أشبهها قال الثعالبي : أظن أول من اخترع هذه الاستعارة المليحة أبو العلاء السروي في قوله المذكور ، وذكر له صاحب ( محاسن إصبهان ) ص 52 في الوصف قوله :
أو ما ترى البستان كيف تجاوبت وتضاحكت أنواره وتسلسلت وكأنما يفتر غب القطر عن أطياره وزها لنا ريحانه أنهاره وتعارضت أغصانه حلل نشرن رياضه وجنانه
    وذكر له ص 56 قوله :
كأن حمام الروض نشوان كلما فلاذ نسيم الجو من طول سيره ترنم في أغصانه وترحجا حسيرا بأطراف الغصون مطلجا
    ولصاحب بن عباد أبيات كتبها إلى المترجم له ذكرها المافروخي في ( محاسن إصبهان ) ص 14 وهي :
أبا العلاء ألا أبشر بمقدمنا هذا وكان بعيدا أن أراجعكم من بعد ما قربت بغداد تطلبني وراسلتني بأن بادر لتملكني في العود فقلت : لا بد من جي وساكنها فإن فيها أودائي ومعتمدي ألست أشهد إخواني ورؤيتهم فقد وردنا على المهرية القود على التعاقب بين البيض والسود واستنجزتني بالأهواز موعودي ويجري الماء ماء الجود ولو رددت شبابي خير مردود وقربها خير مطلوب ومنشود تفي بملك سليمان بن داود؟!
    كان المترجم يتعصب للعجم على العرب فكتب إليه ابن العميد رسالة ينكر فيها تعصبه بقوله : اقبل وصية خليلك ، وامتثل شورة نصيحك ، ولا تتماد في ميدان الجهل ينضك ، ولا تتهافت في إلحاح يغرك ، واخش يا سيدي أن يقال : التحمت حرب البسوس من دم ضرع ، واشتبكت حرب غطفان من أجل بعير قرع ، قتل ألف فارس برغيف


(122)
الحولاء ، وصب الله على العجم سوط عذاب بمزاح أبي العلاء (1) .
    ( البيان )
    ( حرب البسوس ) البسوس بنت منقذ التميمية ، زارت أختها أم جساس ابن مرة ، ومع البسوس جار لها من جرم يقال له : سعد بن شمس ومعه ناقة له ، فرماها كليب وائل لما رآها في مرعى قد حماه ، فأقبلت الناقة إلى صاحبها وهي ترغو وضرعها يشخب لبنا ودما ، فلما رأى ما بها انطلق إلى البسوس فأخبرها بالقصة ، فقالت : واذلاه واغربتاه ، وأنشأت تقول أبياتا تسميها العرب أبيات الفناء وهي :
لعمري لو أصبحت في دار منقذ ولكنني أصبحت في دار غربة فيا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل ودونك أذوادي فخذها وآتني لما ضيم يعد وهو جار لأبياتي متى يعد فيها الذئب يعد على شاتي فإنك في قوم عن الجار أمواتي بها حلة لا يغدرون ببنياتي (2)
    فسمعها ابن أختها جساس فقال لها : أيتها الحرة اهدئي فوالله لأقتلن بلقحة (3) جارك كليبا ، ثم ركب فخرج إلى كليب فطعنه طعنة أثقلته فمات منها ووقعت الحرب بين بكر وتغلب ، فدامت أربعين سنة وجرت خطوب وصار [ شؤم البسوس ] مثلا ونسبت الحرب إليها وهي من أشهر حروب العرب.
    ( رغيف الحولاء ) من أمثال العرب المشهورة : أشأم من رغيب الحولاء ، كانت [ الحولاء ] خبازة في بني سعد بن زيد مناة ، فمرت وعلى رأسها كارة خبز فتناول رجل من رأسها رغيفا فقالت : والله مالك علي حق ولا استطعمتني فلم أخذت رغيفي ؟ أما إنك ما أردت بهذا إلا فلانا ـ تعني رجلا كانت في جواره ـ فمرت إليه شاكية فثار وثار معه قومه إلى الرجل الذي أخذ الرغيف وقومه فقتل بينهم ألف نفس ، وصار رغيف الحولاء مثلا في الشيئ اليسير يجلب الخطب الكبير.
1 ـ ذكرها الثعالبي في ( ثمار القلوب ) ص 248.
2 ـ البنيات : الطرق الصغار. تريد عجل السفر قبل أن يقطعون الطريق على.
3 ـ اللقحة : الناقة الحامل.


(123)
    ( سوط عذاب ) من استعارات الكتاب الكريم قال الله تعالى : فصب عليهم ربك سوط عذاب.
    وذكر له النويري في نهاية الأرب 2 ص 23 :
حي شيبا أتى لغير رحيل أي شيئ يكون أحسن من عاج وشبابا مضى لغير إياب مشيب في آبنوس شباب


(124)
القرن الرابع
31
أبو محمد العوني
إمامي له يوم ( الغدير ) أقامه وقام خطيبا فيهم إذ أقامه : ألا إن هذا المرتضى بعل فاطم ووارث علمي والخليفة فيكم سمعتم ؟ أطعتم ؟ هل وعيتم مقالتي ؟ سمعنا أطعنا أيها المرتضى فكن نبي الهدى ما بين من أنكر الأمرا ومن بعد حمد الله قال لهم جهرا علي الرضى صهري فأكرم به صهرا إلى الله من أعدائه كلهم أبرا فقالوا جميعا : ليس نعدو له أمرا على ثقة منا وقد حاولوا غدرا (1)
    ومنها قوله مشيرا إلى حديث مر في الجزء الثاني ص 288 :
وفي خبر صحت روايته لهم بأن قال : لما أن عرجت إلى السما إلى نحو شخص حيل بيني وبينه فقلت : حبيبي جبرئيل من الذي فقلت : وما من ذاك ؟ قال : على الرضا تشوقت الأملاك إذ ذاك شخصه فمال إلى نحو ابن عم ووارث عن المصطفى لا شك فيه فيستبرا رأيت بها الأملاك ناظرة شزرا لعظم الذي عاينته منه لي خيرا تلاحظه الأملاك ؟ قال : لك البشرا وما خصه الرحمن من نعم فخرا فصوره الباري على صورة أخرا على جذل منه بتحقيقه خبرا
    ومن شعره في ( الغدير ) كما في ( المناقب ) لابن شهر آشوب 1 ص 537 ط ايران قوله :
أليس قام رسول الله يخطبهم وقال : من كنت مولاه فذاك له يوم ( الغدير ) وجمع الناس محتفل؟! من بعد مولى فواخاه وما فعلوا

1 ـ مناقب ابن شهر آشوب 1 ص 532 ط ايران.

(125)
لو سلموها إلى الهادي أبي حسن هذا يطالبه بالضعف محتقبا كفى البرايا ولم تستوحش السبل وتلك يحدو بها في سعيها جمل
    وله من قصيدة في ( المناقب ) ج 1 ص 538 ط ايران قوله :
فقال رسول الله : هذا لأمتي فقام جحود ذو شقاق منافق : أعن ربنا هذا ؟ أم أنت اخترعته ؟ فقال عدو الله : لا هم إن يكن فعوجل من افق السماء بكفره هو اليوم مولى رب ما قلت فاسمع ينادي رسول الله من قلب موجع فقال : معاذ الله لست بمبدع كما قال حقا بي عذابا فأوقع بجندلة فانكب ثاو بمصرع
    وله من قصيدة كبيرة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ويسمي الأئمة المعصومين :
أن رسول الله مصباح الهدى جاء بفرقان مبين ناطق فكان من أول من صدقه ولم يكن أشرك بالله ولا فذاكم أول من آمن بالله أول من صلى من القوم ومن من شارك الطاهر في يوم العبا من جاد بالنفس ومن ضن بها من صاحب الدار الذي انقض بها من صاحب الراية لما ردها من خص بالتبليغ في برائة ؟ من كان في المسجد طلقا بابه من حاز في ( خم ) بأمر الله ذاك من فاز بالدعوة يوم الطاير من ذا الذي أسرى به حتى رأى وحجة الله على كل البشر بالحق من عند مليك مقتدر وصيه وهو بسن ما ثغر (1) دنس يوما بسجود لحجر ومن جاهد فيه ونصر طاف ومن حج بنسك واعتمر في نفسه ؟ من شك في ذاك كفر في ليلة عند الفراش المشتهر؟!؟! نجم من الجو نهاراً فانكدر؟! بالأمس بالذل قبيع وزفر؟! فتلك للعاقل من إحدى العبر حلا وأبواب أناس لم تذر؟! الفضل واستولى عليهم واقتدر؟! المشوي من خص بذاك المفتخر ؟!؟! القدرة في حندس ليل معتكر؟!

1 ـ ثغر الصبي : نبت ثغره ، والثغر : مقدم الأسنان.

(126)
من خاصف النعل ؟ ومن خبركم سايل به يوم حنين عارفا كليم شمس الله والراجعها كليم أهل الكهف إذ كلمهم وقصة الثعبان إذ كلمه والأسد العابس إذ كلمه بأنه مستخلف الله على الأمة عيبة علم الله والباب الذي عنه رسول الله أنواع الخبر؟! من صدق الحرب ومن ولى الدبر ؟! من بعد ما انجاب ضياها واستتر في ليلة المسح فسل عنها الخبر وهو على المنبر والقوم زمر معرفا بالفضل منه وأقر والرحمن ما شاء قدر يؤتى رسول الله منه المشتهر
    له من قصيدة :
يا أمة السوء التي ما تيقظت وقد وترت آل النبي ورهطه وقد غدرت بالمرتضى علم الهدى ببدر وأحد والنظير وخيبر وصاحب ( خم ) والفراش وفضله لما قد خلت فيها من المثلات على قدر الأيام أي ترات إمام البرايا كاشف الكربات ويوم حنين ساعة الهبوات ومن خص بالتبليغ عند براة
    وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام :
والله ألبسه المهابة والحجى ما زال يغذوه بدين محمد أمن سواه إذا أتى بقضية فإذا رأى رأيا يخالف رأيه نزل الكتاب برأية فكأنما من ذا سواه إذا تشاجرت القنا وتصلصلت حلق الحديد وأظهرت ورأيت من تحت العجاج لنقعها وربا به أن نعبد الأصناما كهلا وطفلا ناشئا وغلاما طرد الشكوك وأخرس الحكاما ؟! قوم وإن كدوا له الأفهاما عقد الاله برأيه الأحكاما وأبى الكماة الكر والإقداما ؟! فرسانها التصجاج والأحجاما (1) فوق المغافر والوجوه قتاما

1 ـ صلصل اللجام : صوت. التصجاج من الصج : صوت وقع الحديد على الحديد. أحجم عن الحرب : نكص هيبة.

(127)
كشف الإله بسيفه وبرأيه ووزيره جبريل يقحمه الوغى أم من سواه يقول فيه أحمد : هذا أخي مولاكم وإمامكم مني كما هارون من موسى فلا إن كان هارون النبي لقومه فهو الخليفة والامام وخير من حتى لقد قال ابن خطاب له : أصبحت مولائي ومولى كل م غصن رسول الله أثبت غرسه حتى استوى علما كما قد شاءه ما سامه في أن يكون مؤمرا فهو الامير حياته ومماته صلى عليه ذو الجلال كرامة يظمي الجواد ويرتوي الصمصاما طوعا وميكال الوغى إقحاما يوم ( الغدير ) وغيره أياما وهو الخليفة إن لقيت حماما ؟! تألوا (1) لحق إمامكم إعظاما ما غاب موسى سيدا وإماما أمضى القضاء وخفف الأقلاما لما تقوض من هناك وقاما ن صلى لرب العالمين وصاما فعلا الغصون نضارة ونظاما رب السماء وسيدا قمقاما لفتى ولا ولى عليه أساما أمراً من الله العلي لزاما وملائك كانوا لديه كراما
    وله من قصيدة :
يا آل أحمد لولاكم لما طلعت يا آل أحمد لا زال الفؤاد بكم يا آل أحمد أنتم خير من وخدت أبوكم خير من يدعى لحادثة عدل القرآن وصي المصطفى وأبو بعل المطهرة الزهراء ذو الحسب من قال أحمد في يوم ( الغدير ) له فإن هذا له مولى ومنذره من مثله ؟ وهو مولى الخلق أجمعها شم ـ س ولا ضحكت أرض من العشب صبا بوادره تبكي من الندب به المطايا فأنتم منتهى الإرب فيستجيب بكشف الخطب والكرب السبطين أكرم به من والد وأب الطهر الذي ضمه شفعا إلى النسب : من كنت مولى له في العجم والعرب يا حبذا هو من مولى ويا بأبي بأمر رب الورى في نص خير نبي

2 ـ الا ألوا وألى تألية وائتلاء في الأمر : قصرو أبطأ.

(128)
يأتي غدا ولواء الحمد في يده حتى إذا اصطكت الأقدام زائلة والناس قد سفروا من أوجه قطب عن الصراط فويق النار مضطرب

( الشاعر )
    أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن أبي عون الغساني (1) العوني. لعل في شهرة العوني وشعره السائر وطرفه المدونة في الكتب ، غنى عن تعريفه وذكر عبقريته ، وتفوقه في سرد القريض ، ونبوغه في نضد جواهر الكلام ، كما أن فيما دون من تاريخ حياته وما يؤثر عنه من جمل الشعر ومفصلاته كفاية للباحث عن إدلاء الحجة على تشيعه وتفانيه في ولاء سادته وأئمة دينه صلوات الله عليهم.
     لقد سرى الركبان بشعر العوني فطارت نبذة إلى مختلف الديار ، ولهج بها الناس في أماكن قصية ، وكان ينشدها المنشدون في الأندية والمجتمعات التي يتحرى فيها تشنيف الأسماع بذكر أهل البيت عليهم السلام وفضايلهم ، ومنهم الشاعر [ منير ] والد الشاعر أحمد بن منير المترجم في شعراء القرن السادس ، كان ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس فيقرط آذان الناس بتلكم الفضايل ، لكن ابن عساكر [ أساء سمعا و أساء جابه ] غاظه ذلك الهتاف بذكر أهل البيت عليهم السلام ، فأراد أن يسم الرجل بما يشوه سمعته فقال : إنه كان يغني في أسواق طرابلس بشعر العوني.
     وجاء ابن خلكان بعد لأي من عمر الدهر حتى وقف على تلك الأنشودة فسائته أكثر مما سائت ابن عساكر [ فزاد ضعثا على أباله ] فطرح لفظة ( شعر العوني ) واكتفى بأن منيرا كان يغني في الأسواق ، وللمحاسبة مع الرجلين موقف نؤجله إلى يوم الحساب فهنا لك يستوفي منير حقه ، وإن ربك لبالمرصاد.
     وهذه كلها والنبذ المدونة من شعره في هذا الكتاب وفيها عد الأئمة الاثنى عشر آيات باهرة لبلوغ ( العوني ) الغاية القصوى من الموالات والتشيع ، حتى أن القاصرين أو الحانقين عليه رموه بالغلو لما ذكره ابن شهر آشوب في ( المعالم ) من أنه نظم أكثر المناقب ، والواقف على شعره جد عليم بأنه كان يمشي على الوسط
1 ـ غسان : ماء باليمن تنسب إليه قبائل. وماء بالمشلل قريب من الجحفة.

(129)
بين الإفراط والتفريط ، فلا يثبت لأهل البيت عليهم السلام إلا ما حق لهم من المراتب و المناقب أو ما هو دون مقامهم ، ولا ينظم إلا ما ورد في أحاديث أئمة الدين من مناقبهم ، وأما التهمة بالغلو فكلمة جاهل أو معاند ، وعلى أي فتشيع العوني كان مشهورا في العصور المتقدمة على عهده وبعد وفاته ، حتى أنه لما وقعت الفتنة بين الشيعة و السنة في بغداد سند 443 واحتدم بينهما القتال فكانت مما جاءت به يد الجور من الفظايع أنهم نبشوا قبور جماعة من الشيعة وطرحوا النيران في ترابهم ومنهم العوني ( المترجم ) والناشي علي بن وصيف الآنف ذكره ، والشاعر المعروف الجذوعي (1) كان العوني يتفنن في الشعر ، ويأتي بأساليبه وفنونه وبحوره ، مقدرة منه على تحوير القول وصياغة الجمل كيف ما شاء وأحب.
     قال ابن رشيق في العمدة ج 1 ص 154 : ومن الشعر نوع غريب يسمونه ( القواديسي ) تشبيها بالقواديس السانية ، لارتفاع بعض قوافيه في جهة وانخفاضها في الجهة الأخرى ، فأول من رأيته جاء به طلحة بن عبيد الله العوني في قوله وهي من قصيدة له مشهورة طويلة :
كم للدمى الأبكار بالـ بمهجتي للوجد من معاهد رعيلها لما نأى ساكنها ـجنتين من منازل تذكارها منازل مثعنجر الهواطل فأدمعي هواطل
    وللعوني معاني فخمة في شعره استحسنها معاصروه ومن بعده فحذوا حذوه في صياغة تلك المعاني لكن الحقيقة تشهد بأن الفضل لمن سبق ، قال أبو سعيد محمد بن أحمد العبيدي في [ الابانة عن سرقات المتنبي ] ص 22 قال العوني :
مضى الربيع وجاء الصيف يقدمه كأن بالجو ما بي من جوى وهوى جيش من الحر يرمي الأرض بالشرر ومن شحوب فلا يخلو من الكدر
    قال المتنبي [ المقتول 354 ] :
1 ـ ذكرها ابن الأثير في الكامل ج 9 ص 199 ، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ج 3 ص 270.

(130)
كأن الجو قاسى ما أقاسي فصار سواده فيه شحوبا (1)
    وقال في ص 64 قال العوني :
يا صاحبي بعدتما فتركتما أبكي وفاءكما وعهدكما كما قلبي رهين صبابة ونصاب يبكي المحب معاهد الأحباب
    قال المتنبي :
وفاء كما كالربع أشجاه طاسمه بأن تسعدا والدمع أثجاه ساجمه (2)
    وقال في ص 66 للعوني في قصيدة له في أهل البيت عليهم السلام :
ألا سيد يبكي بشجوي فإنني أحب ابن بنت المصطفى وأزوره وما قدمي في سعيه نحو قبره لمستعذب ماء البكاء ومستجلي زيارة مهجور يحن إلى الوصل بأفضل منه رتبة مركب العقل
    قال المتنبي :
خير أعضائنا الرؤوس ولكن فضلتها بقصدها الأقدام
    قال الأميني : وحذا حذو العوني في المعنى سيدنا الشهيد السيد نصر الله الحائري في كافية له في تربة كربلاء المشرفة وقال :
أقدام من زار مغناك الشريف غدت تفاخر الرأس منه طاب مثواك (3)
    وشعره في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا مثبوت في ( المناقب ) لابن شهر آشوب و ( روضة الواعظين ) لشيخنا الفتال ، و ( الصراط المستقيم ) لشيخنا البياضي ، وقد جمعنا من شعره ما يربو على ثلاثمائة وخمسين بيتا ، وجمعه ورتبه العلامة السماوي في ديوان ومما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهبة توجد في ( مناقب ) ابن شهر آشوب ناقصة الأطراف.
1 ـ من قصيدة 42 بيتا توجد في ديوانه ج 1 ص 98 يمدح بها علي بن محمد التميمي.
2 ـ توجد القصيدة 42 بيتا في ديوانه ج 2 ص 232 وهي أول ما أنشدت سنة 337 يمدح بها سيف الدولة.
3 ـ ولهذا البيت قصة أدبية لطيفة تأتي في ترجمة سيدنا بحر العلوم في شعراء القرن الثاني عشر.
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس