كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 151 ـ 160
(151)
بعض قيام خاضعون لفضله فإذا وصلت إليه فالثم تربه وقل : السلام عليك يا مولى يرى إني قصدتك زائرا ومسلما لتكون لي يوم القيامة شافعا عجبا لعمي عن ولاك ونوره فكأنهم لم يسمعوا ما قاله أو ليس من يهدي إلى الحق الذي أولم يك السور الذي أضحى له والباب باطنه المغيب رحمة تركوا سبيل الرشد بعد نبيهم أنى ينال مفاخر فخر امرء والله ما قعد الوصي لذلة لكن أراد بأن يقيم عليهم غدروا به يوم ( الغدير ) ولم يفوا يا قاسم النيران أقسم صادقا أنت الصراط المستقيم على لظى والحوض حوضك فيه ماء بارد ولك المفاتح أنت تسكن ذا لظى إني زرعت هواك في أرض الحشا أبدا وبعض ساجدون وركع في مدمع يجري وقلب يخشع 10 عملي ويشهد ما أقول ويسمع ومواليا يا من يضر وينفع وهواك يقدمني إليك ويشفع كالشمس طالعة تضيئ وتسطع فيك المهيمن في الكتاب ولم يعوا 15 ينجي أحق بالاتباع فيتبع ؟! باب وفيه للمحاول مقمع ؟! لكن ظاهره العذاب الأفظع سفها وتاهوا في العمى وتسكعوا ساد البرية وهو طفل يرضع ؟ 20 عنهم فإنهم أذل وأوضع الحجج التي أسبابها لا تدفع ولعهده المسؤول منهم ضيعوا بهواك حلفة مؤمن يتشيع وإليك منها يا علي المفزع 25 في البعث تسقي من تشاء وتمنع يصلى وهذا في الجنان يمتع والمرء يحصد في غد ما يزرع
11
من قصيدة له يمدح أمير المؤمنين عليه السلام :
علي علي القدر عند مليكه وعروته الوثقى التي من تمسكت وإن أكثرت فيه الغواة ملامها يداه بها لم يخش قط انفصامها


(152)
فكم ليلة ليلاء لله قامها وكم غمرة للموت في الله خاضها 5 فواخاه من دون الأنام فيالها وولاه في يوم ( الغدير ) على الورى هو المختلي في بدر أرؤس صيدها وصاحب يوم الفتح والراية التي فقال : سأعطيها غدا رجلا بها 10 وقال له : خذ رايتي وامض راشدا فمر أمير المؤمنين مشمرا وزج بباب الحصن عن أهل خيبر وجدل فيها مرحبا وهو كبشها وسل عنه في سلع وعن عظم فعله 15 وأفئدة الأبطال ترجف هيبة فقام إليه من أقام بسيفه وقال : على تأويل ما الله منزل فقاتل جيش الناكثين لعهدهم وأجرى بيوم المارقين دماءهم وكم ضحوة مسجورة الحر صامها وأركان دين للنبي أقامها غنيمة فوز ما أجل اغتنامها فأصبح مولاها وكان إمامها كما تختلي شهب البزاة حمامها برجعتها أخزى الإله دلامها ملبا يوفي حقها وذمامها فما أنا أخشى من يديك انهزامها برايته والنصر يسري أمامها وسقي الأعادي حتفها وحمامها وأوسع آناف اليهود ارتغامها بعمرو ونار الحرب تذكي اضطرامها وقد أخفت الرعب الشديد كلامها حلائله ثكلى تطيل التدامها تقاتل بعدي يا علي طغامها وأثكل يوم القاسطين شئامها وأخلى من الأجسام بالسيف هامها
12
من قصيدة له يمدحه صلوات الله عليه :
ولاء المرتضى عُددي أمير النحل مولى الخلق غداة يبايعون المرتضى شبيه المصطفى بالف 5 وجنب الله في كتب ليومي في الورى وغدي في ( خم ) على الأبد أمرا بمد يد ضل لم ينقص ولم يزد وعين الواحد الصمد


(153)
فلن تلد النسا شبها مجلي الكرب يوم الحرب وخيبر والنظير كذا إذ الهيجاء هاج لها ترى الأبطال باطلة فأنفسهم مودعـة وقد خفتوا لهيبته فلم تسمع لغير البيض له كلا ولم تلد في بدر وفي أحد وسلع خندق البلد بقلب غير مرتعد لخوف الفارس الأسد 10 لهم بتنفس الصعد فلست تحس من أحد فوق البيض والزرد (1)
    ولشاعرنا العبدي غديريات أخرى يأتي بعضها ونصفح عن بعضها.

( الشاعر )
    أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي العبدي (2) البصري.
     كان حماد والد المترجم أحد شعراء أهل البيت عليهم السلام كما ذكره ولده شاعرنا في شعره بقوله من قصيدة :
وإن العبد عبدكم عليا رثاكم والدي بالشعر قبلي كذا حماد عبدكم الأديب وأوصاني به أن لا أغيب
    والمترجم له علم من أعلام الشيعة ، وفذ من علمائها ، ومن صدور شعرائها ، ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه ، وقد أدركه النجاشي وقال في رجاله : قد رأيته.
     غير أنه يروي عنه كتب أبي أحمد الجلودي البصري المتوفى سنة 332 بواسطة الشيخ أبي عبد الله بن الحسين بن عبيد الله الغضايري المتوفى سنة 411 ، فهو من مشايخ هذا الشيخ المعظم الواقعين في سلسلة الإجازات ، والمعدودين من مشايخ الرواة ، وأساتذة حملة الحديث ، وحسبه ذلك دلالة على ثقته وجلالته وتضلعه في العلم والحديث.
1 ـ الزرد والزرد : حلق المغفر والدرع.
2 ـ نسبة إلى عبد القيس كما يأتي في شعر المترجم.


(154)
    وأما الشعر فلا يشك أحد أنه من ناشري ألويته ، وعاقدي بنوده ، ومنظمي صفوفه ، وقائدي كتائبه ، وسايقي مقانبه ، وجامعي شوارده ، وقد اطرد ذكره في المعاجم (1) كما تداول شعره في الكتب والمجاميع وهو من المكثرين في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا ولقد أكثر وأطاب ، وجاهر بمديحهم وأذاع حتى عده ابن شهر آشوب في المجاهرين من شعرائهم ، وجمع شعره فيهم صلوات الله عليهم مدحا ورثاءا العلامة السماوي في ديوان يربو على 2200 بيتا ، وجل شعره يشف عن تقدمه الظاهر في الأدب ، وأشواطه البعيدة في فنون الشعر ، وخطواته الواسعة في صياغة القريض ، كما أنه ينم عن علمه المتدفق ، وتضلعه في الحديث ، وبذل كله في بث فضائل آل الله ، وجمع شوارد الحقايق الراهنة في المذهب الحق ، ونشر ما ورد منها في الكتاب والسنة ، وإقامة الدعوة إلى سنن الهدى ، فشعره بعيد عن الصور الخيالية بل هو لسان حجاج وبرهنة ، ونظم بينات ودلائل ، وبيان قيم لمذهبه العلوي.
     قال نجم الدين العمري في [ المجدي ] في ذكر ولد زيد بن علي : أنشدني أبو علي بن دانيال وكان من ذي رحمي رحمه الله من قصيدة أنشدها إياه الشيخ أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد العبدي الشاعر البصري رحمه الله لنفسه :
قال ابن حماد وقال له فتى قد كنت أصبو أن أراك فأقتدي وأريد أسأل مستفيدا قلت : سل قال : الإمامة كيف صحت عندكم 5 قلت : النصوص على الأئمة جائنا إن الأئمة تسعة وثلاثة لا زايد فيهم وليس بناقص مثل النبوة صيرت في معشر قد حاء يسأله : جهلتك فاعذر بصحيح رأيك في الطريق الأنوار واسمع جوابا قاهرا لم يقهر من دون زيد والأنام لجعفر ؟! حتما من الله العلي الأكبر نقلا عن الهادي البشير المنذر منهم كما قد قيل عد الأشهر فكذا الإمامة صيرت في معشر

1 ـ كرجال النجاشي ص 171 ، الأنساب للمجدي ، معالم العلماء ، إيضاح الاشتباه للعلامة الحلي ، مجالس المؤمنين ص 464 ، رياض العلماء ، رياض الجنة في الروضة الخامسة. تنقيح المقال 2 ص 286.

(155)
     ( قال نجم الدين ) : هذا كلام حسن ، وحجة قوية ، لأن حاجة الناس إلى الإمام أعني الخليفة كحاجتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه القائم بإعلاء سنته السنة في كل زمان. رجع إلى كلام أبي الحسن ابن حماد رحمه الله :
قال : الإمامة لا تتم لقائم فلذاك زيد حازها بقيامه ما لم يجر بسيفه ويشهّر من دون جعفر فادكر وتدبر 10
     ( قال نجم الدين ) : هكذا أنشدني بفتح الراء من ( جعفر ) وهو رأي الكوفيين أعني منعه من الصرف :
قلت : الوصي على قياسك لم ينل إذ كان لم يدع الأنام بسيفه وكذلك الحسن الشهيد بتركه والعابد السجاد لم ير داعيا أفكان جعفر يستثير عداته ؟! حظ الخلافة بل غدت في حبتر قطعا فيالك فرية من مفتري بطلت إمامته بقولك فانظري ومشهرا للسيف إذ لم ينصر ويذيع دعوته ولما يؤمر ؟! 15
     ( قال نجم الدين ) : يريد أن المأمور كان زيدا لا جعفرا :
ودليل ذلك قول جعفر عندما : لو كان عمي ظافرا لوفى بما عزي بزيد قال كالمستعبر قد كان عاهد غير أن لم يظفر
    أشار ابن حماد بهذين البيتين إلى ما مر عن الحافظ المرزباني والكشي في الجزء الثاني ص 221 وفي الثالث ص 70.
    ولادته ووفاته
    لم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدركه و رآه ولم يرو عنه ولد في صفر سنة 372 ، وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان أن المترجم ولد في أوايل القرن الرابع وتوفي في أواخره.
     وقفنا لابن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة ، و قد ذكر ابن شهر آشوب بعض أبياتها ونسبه إلى العبدي [ سفيان بن مصعب ] المترجم له في الجزء الثاني ص 294 ، وتبعه البياضي في ( الصراط المستقيم ) وغيره والقصيدة


(156)
    للمترجم له وهي :
أسايلتي عما ألاقي من الأسا ليخبرك أني في فنون من الجوى وإن قلت : إن الليل ليس بناطق وإن كنت في شك فديتك فاسئلي 5 أحبتنا لو تعلمون بحالنا تشاغلتموا عنا بصحبة غيرنا واليتموا أن لا تخونوا عهودنا غدرتم ولم نغدر وخنتم ولم نخن وقلتم ولم توفوا بصدق حديثكم 10 أيهنا لكم طيب الكرى وجفوننا أنخنا بمغناكم لتحي نفوسنا سنرحل عنكم إن كرهتم مقامنا ونأخذ من نهوى بديلا سواكم تعالوا إلى الانصاف فيما ادعيتموا 15 أليتكم ناصفتمونا فريضة إذا طلعت شمس النهار ذكرتكم وإني لأرثي للغريب وإنني لقد كان عيشي بالأحبة صافيا زمان نعمنا فيه حتى إذا مضى 20 فوالله ما زال اشتياقي إليكم ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت ولا بارحتني لوعة الفكر والجوى وما رحلوا حتى استحلوا نفوسنا ترى منجدي في أرض بغداد واهنا سلي الليل عني هل أجنّ إذا جنا؟! إذا ما انقضا فن يوكل بي فنا قفي وانظري واستخبري الجسد المضنى دموعي التي سالت وأقرحت الجفنا لما كانت اللذات تشغلكم عنا وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا فقد وحياة الحب خنتم وما خنا وحلتم عن العهد القديم وما حلنا ونحن على صدق الحديث الذي قلنا على الجمر ؟! لا تهنا ولا بعدكم نمنا فما زادنا إلا جوى ذلك المغنا ونصبر عنكم مثل ما صبركم عنا ونجعل قطع الوصل منكم ولا منا ولا تفر طوابل صححو اللفظ والمعنى بأن لكم نصفا وأن لنا ثمنا وإن غربت جددت ذكركم حزنا غريب الهوى والقلب والدار والمغنى وما كنت أدري أن صحبتنا تقنا بكينا على أيامه بدم أقنا ولا برح التسهيد لي بعدكم جفنا موارده حتى نعود كما كنا ولا زلت طول الدهر مقترعا سنا كأنهم كانوا أحق بها منا لزهدكم فينا وبعدكم عنا


(157)
أيزعم أن أسلو ! ؟ ويشغل خاطري أيا ساكني نجد سلامي عليكم أمثل مولاي الحسين وصحبه فلما رأته أخته وبناته تعلقن بالشمر اللعين وقلن : دع فحز وريديه وركب رأسـه فنادت بطول الويل زينب أخته : ألا يا رسول الله يا جدنا اقتضت سبينا كما تسبى الإماء بذلة ستفنى حياتي بالبكاء عليهم ألا لعن الله الذي سن ظلمهم سأمدحكم يا آل أحمد جاهدا ومن منكم بالمدح أولى لأنكم بجدكم أسرى البراق فكان من وشخص أبيكم في السماء تزوره أبوكم هو الصديق آمن واتقى وسماه في القرآن ذو العرش جنبه وشد به أزر النبي محمد وأفرده بالعلم والبأس والندى هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه إذا عد أقران الكريهة لم نجد يخوض المنايا في الحروب شجاعة يرى الموت من يلقاه في حومة الوغا إذا استعرت نار الوغى وتغشمرت بغيركم مستبدلا ؟! بئس ما ظنا 25 ظننا بكم ظنا فاخلفتموا الظنّا كأنجم ليل بينها البدر أو أسنا وشمر عليه بالمهند قد أحنى حسينا فلا تقتله يا شمر واذبحنا على الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا 30 وقد صبغت من نحره الجيب والردنا أمية منا بعدك الحقد والضغنا وطيف بنا عرض البلاد وشُت ّتنا وحزني لهم باق مدى الدهر لا يفنى وأخزى الذي أملا له وبه استنا 35 وأمنح من عاداكم السب واللعنا لأكرم من لبى ومن نحر البدنا إله البرايا قاب قوسين أو أدنا ملائك لا تنفك صبحا ولا وهنا وأعطى وما أكدى وصدق بالحسنى 40 وعروته والعين والوجه والأذنا وكن له في كل نائبة ركنا (1) فمن قدره يسمو ومن فعله يكنى ما الدر والمرجان من قعره يجنى لحيدرة في القوم كفوا ولا قرنا 45 وقد ملأت منه ليوث الشرى جبنا يناديه من هنا ويدعوه من هنا فوارسها واستخلفوا الضرب والطعنا

1 ـ في بعض النسخ : حصنا


(158)
وأهدت إلى الأحداق كحلا معصفرا 50 وخلت بها زرق الأسنة أنجما فحين رأت وجه الوصي تمزقت فتى كفه اليسرى حمام بحربه فكم بطل أردى وكم مرهب أودى يجود على العافين عفوا بما له 55 ولو فض بين الناس معشار جوده وكل جواد جاد بالمال إنما وكل مديح قلت أو قال قائل سيخسر من لم يعتصم بولائه لذلك قد واليته مخلص الولا 60 عليكم سلام الله يا آل أحمد مودتكم أجر النبي محمد وعهدكم المأخوذ في الذر لم نقل قبلنا وأوفينا به ثم خانكم طهرتم فطهرنا بفاضل طهركم 65 فما شئتم شئنا ومهما كرهتموا فنحن مواليكم تحن قلوبنا نزوركم سعيا وقل لحقكم ولو بضعت أجسادنا في هواكم وآبائنا منهم ورثنا ولاءكم 70 وأنتم لنا نعم التجارة لم نكن وما لي لا اثني عليكم وربكم وإن أباكم يقسم الخلق في غد وأنتم لنا غوث وأمن ورحمة وألقت على الأشداق أردية دكنا ومن فوقها ليلا من النقع قد جنّا كثلة ظأن أبصرت أسدا شنا كذاك حياة السلم في كفه اليمنى وكم معدم أغنى وكم سائل أقنى ولا يتبع المعروف من منه منا لما عرفوا في الناس بخلا ولا ضنا قصاراه أن يستن في الجود ما سنّا فإن أمير المؤمنين به يعنى ويقرع يوم البعث من ندم سنا وكنت على الأحوال عبدا له قنا متى سجعت قمرية وعلت غصنا علينا فآمنا بذاك وصدقنا لآخذه كلا ولا كيف أو أنا أناس وما خنا وحالوا وما حلنا وطبتم فمن آثار طيبكم طبنا كرهنا وما قلتم رضينا وصدقنا إليكم إذا إلف إلى إلفه حنّا لو أنا على أحداقنا لكم زرنا إذن لم نحل عنه بحال ولا زلنا ونحن إذا متنا نورثه الأبنا لنحذر خسرانا عليها ولا غبنا عليكم بحسن الذكر في كتبه أثنى فيسكن ذا نارا ويسكن ذا عدنا فما منكم بد ولا عنكم مغنى


(159)
ونعلم أن لو لم ندن بولائكم وأن إليكم في المعاد إيابنا وأن عليكم بعد ذاك حسابنا وأن موازين الخلايق حبكم (1) وموردنا يوم القيامة حوضكم وأمر صراط الله ثم إليكم وما ذنبنا عند النواصب ويلهم فإن كان هذا ذنبنا فتيقنوا ولما رفضنا رافضيكم ورهطكم وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهبا وهم شبهوا الله العلي بخلقه فلو شاء لم نكفر ولو شاء أكفرنا وقالوا : رسول الله ما اختار بعده فقلنا : إذن أنتم إمام إمامكم ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا سيجمعنا يوم القيامة ربنا هدمتم بأيديكم قواعد دينكم ونحن على نور من الله واضح ظن ابن حماد جميل بربه بنى المجد لي شن بن أقصى فحزته وحسبي بعد القيس في المجد والدي وخالي تميم ثم مجدي بفخره ودونك لا ما للقلائد هذبت ولا ظل أو أضحى ولا راح واغتدى لما قبلت أعمالنا أبدا منا إذ نحن من أجداثنا سرعا قمنا 75 إذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا فأسعدهم من كان أثقلهم وزنا فيظمأ الذي يقصى ويروى الذي يدنى فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جزنا سوى أننا قوم بما دنتم دنا 80 بأنا عليه لا انثنينا ولا نثنى رفضنا وعودينا وبالرفض نبّزنا ولله نزهنا وإياه وحدنا فقالوا : خلقنا للمعاصي وأجبرنا ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنا 85 إماما لنا لكن لأنفسنا اخترنا بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا لنا يوم ( خم ) لا ابتدعنا ولا جرنا فتجزون ما قلتم ونجزى بما قلنا ودين على غير القواعد لا يبنى 90 فيا رب زدنا منك نورا وثبتنا وأحرى به أن لا يخيب له ظنا تراثا جزى الرحمن خيرا أبي شنا ولي حسب عبد القيس مرتبة تبنى فنلت بذا مجدا ونلت بذا أمنا 95 مديحا فلم تترك لذي مطعن طعنا تأمل لا عين تراه ولا لحنا

1 ـ وإن موازين القصاص ولاؤكم. كذا في بعض النسخ.

(160)
فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجى وخير فنون الشعر ما رق لفظه 100 وللشعر علم إن خلا منه حرفه إذا ما أديب أنشد الغث خلته إذا ما رأوها أحسن الناس منطقا تلذ بها الاسماع حتى كأنها وفي كل بيت لذة مستجدة 105 تقبلها ربي ووفى ثوابها وصلى على الأطهار من آل أحمد تمثلت الأشعار عندهم لكنا وجلت معانيه فزادت بها حسنا فذاك هذاء في الرؤس بلا معنى من الكرب والتنغيص قد أدخل السجنا وأثبتهم حدثا وأطيبهم لحنا ألذ من أيام الشبيبة أو أهنى إذا ما انتشاه قيل : يا ليته ثنى وثقل ميزاني بخيراتها وزنا إله السما ما عسعس الليل أو جن ّا
    وله يمدح أمير المؤمنين عليه السلام :
حدثنا الشيخ الثقه رواية متسقه رأيته على حرى يقطف قطفا في الهوى فأكلا منه معا رأيته مرتفعا كان طعام الجنة هدية للصفوة محمد عن صدقه عن أنس عن النبي مع علي ذي النهى شيئا كمثل العنب حتى إذا ما شبعا فطال منه عجبي أنزله ذو العزة من الهدايا النخب
    أشار بهذه الأبيات إلى ما أخرجه محمد بن جرير الطبري بإسناده عن أنس قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركب يوما إلى جبل كداء فقال : يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وائت به إلي فقال : فلما ذهبت وجدت عليا كذلك فقلت : إن رسول الله يدعوك فلما أتى رسول الله قال له : اجلس فإن هذا موضع جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلا وأنا خير منه وقد جلس مع كل نبي أخ له ما جلس من الأخوة أحد إلا وأنت خير منه.
     قال : فرأيت غمامة بيضاء وقد أظلتهما فجعلا يأكلان
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس