كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 171 ـ 180
(171)
    فقال العبدي في آخر قصيدته :
وازنت ما قال إسماعيل مبتدءا : 16 أبك ما عشت بالدموع الغزار 17 أآمرتي بالصبر أسرفت في أمري 18 سلامي على قبر تضمن حيدرا [ طاف الخيال علينا منك عبادا ] لذراري محمد المختار 37 أيؤمر مثلي لا أبا لك بالصبر ؟ 29 سلام مشوق ما يطيق التصبرا 60
    ويقول في آخرها :
ولا أغل في ديني كمن كان قد غلا بذلك يلقى الله في يوم بعثه 19 يا لائمي دع ملامي في الهوى وذر 20 دعى قلبه داعي الوعيد فاسمعا 21 فرقت يا بين شملا كان مجتمعا 22 خليلي عج بنا نطل الوقوفا 23 خواطر فكري في الحشاء تجول 24 أهجرت يا ذات الجمال دلالا ؟ 25 ألا إن زين المرء في عمره العقل 26 يا علي بن أبي طالب يا بن المفضل 27 ناجتك أعلام الهداية فاعلم فانظر بعين العقل في عقبى الهوى 28 النوم بعدكم علي حرام وما كنت في حب الوصي مقصرا علي بن حماد إذا هو انشرا فإن حب علي قام في عذري 28 وداع لبادي شيبه فتورعا 62 أبعدت عني حبيبي والسرور معا 77 على من نوره شمل الطفوفا 25 وحزني على آل النبي يطول 52 وجعلت جسمي للصدود خيالا ؟ 58 ونهج هدى ما فيه زحلوقة زل 27 يا حجاب الله والباب القديم الأزلي 21 وأقمت فيها بالطريق الأقوم 51 واسأل عن الدارين إن لم تعلم من فارق الأحباب كيف ينام ؟ 55
    وهناك قصائد تعزى إلى شاعرنا ابن حماد العبدي في بعض المجاميع وهي لابن حماد محمد المتأخر عن المترجم له بقرون منها قصيدة مطلعها :
لغير مصاب السبط دمعك ضايع ولا أنت ذا سلو عن الحزن جازع
    وقفنا على تمام هذه القصيدة وفي آخرها :
لعل ابن حماد محمد عبدكم له في غد خير البرية شافع


(172)
القرن الرابع
33
أبو الفرج الرازي
تجلى الهدى يوم ( الغدير ) على الشبه وأكمل رب العرش للناس دينهم وقام رسول الله في الجمع رافعا وقال : ألا من كنت مولى لنفسه وبرز إبريز البيان عن الشبه كما نزل القرآن فيه فأعربه بضبع علي ذي التعالي من الشبه فهذا له مولى فيا لك منقبه (1)

( الشاعر )
    أبو الفرج محمد بن هندو الرازي.
    ( آل هندو ) من أسر الإمامية الناهضين بنشر العلم والأدب ، وفيهم جمع ممن تحلوا بفنون الفضايل ، ولهم في الكتابة والقريض قدم وقدم ، طفحت بذكرهم المعاجم منهم : أبو الفرج محمد بن هندو مؤسس شرف بيتهم ، عده ابن شهر آشوب في ( معالم العلماء ) من شعراء أهل البيت عليهم السلام المتقين.
     ومنهم : أبو الفرج الحسين بن محمد بن هندو ، ترجمه الثعالبي في ( اليتيمة ) ج 3 ص 362 وعده من أصحاب الوزير الصاحب بن عباد وذكر شطرا من شعره وقال : ملحه كثيرة ولا يسع هذا الباب إلا هذا الأنموذج منها. ومما ذكر له قوله :
لا يوحشنك من مجد تباعده إن القناة التي شاهدت رفعتها فإن للمجد تدريجا وتدريبا تنمي فتصعد أنبوبا فأنبوبا
    وقوله :
يقولون لي ما بال عينك مذ رأت فقلت : زنت عيني بطلعة وجهه محاسن هذا الظبي أدمعها هطل ؟! فكان لها من صوب أدمعها غسل

1 ـ مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 531 ، ط ايران ، والصراط المستقيم للبياضي.

(173)
    ومنهم : أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو ، توجد ترجمته في جملة من كتب التراجم (1) وفي كلها ثناء عليه بتضلعه في الحكمة والفلسفة والطب والكتابة والشعر والأدب وتبرزه في ذلك كله. له كتاب مفتاح الطب. المقالة المشوقة في المدخل إلى علم الفلك. الكلم الروحانية من الحكم اليونانية. الوساطة بين الزناة واللاطة. هزلية. ديوان شعره. توفي بجرجان سنة 420.
     ومن شعر أبي الفرج علي في معاني بديعة قوله :
حللت قاري في شادن غدا وجهه كعبة للجمال عيون الأنام به تعقد وفي قلبه الحجر الأسود
    وله قوله :
قولوا لهذا القمر البادي زود فؤادا راحلا قبله مالك إصلاحي وإفسادي لا بد للراحل من زاد
    وله قوله :
قالوا : اشتغل عنهم يوما بغيرهم قد صيغ قلبي على مقدار حبهم وخادع النفس إن النفس تنخدع فما لحب سواه فيه متسع
    وله قوله :
وحقك ما أخرت كتبي عنكم ولكن دمعي إن كتبت مشوش لقالة واش أو كلام محرش كتابي وما نفع الكتاب الممشوّش؟!
    وله قوله :
ما للمعيل وللمعالي ؟! إنما فالشمس تجتاب السماء فريدة يسمو إليهن الوحيد الفارد وأبو بنات النعش فيها راكد
    وله قوله :
قوض خيامك من أرض تضام بها وارحل إذا كانت الأوطان منقصة وجانب الذل إن الذل يحتنب فصندل الهند في أوطانه حطب

1 ـ طبقات الأطباء 1 ص 323. دمية القصر ص 113 ، فوات الوفيات 2 ص 45 ، معجم الأدباء 13 ص 136 ، محبوب القلوب للأشكوري ، نسمة السحر.

(174)
    لا يذهب على القارئ أن ترجمة أبي الفرج علي بن هندو تعزى في عيون الأنباء ، وفوات الوفيات ، ومحبوب القلوب إلى ( يتيمة الدهر ) وكتاب اليتيمة خلو منها ، و المترجم فيه هو والده المذكور الحسين.
     منعم : ترجمه الثعالبي في ( تتمة اليتيمة ) ص 134 ـ 143 وأثنى عليه بقوله : هو من ضربه في الآداب والعلوم بالسهام الفايزة ، وملكه رق البراعة في البلاغة ، فرد الدهر في الشعر ، وأوحد أهل الفضل في صيد المعاني الشوارد ، ونظم القلائد و الفرائد ، مع تهذيب الألفاظ البليغة ، وتقريب الأغراض البعيدة ، وتذكير الذين يسمعون ويروون ، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ، وكنت ضمنت كتاب ( اليتيمة ) نبذا من شعره (1) لم أظفر بغيره وهذا مكان ما وقع إلي بعد ذلك من وسائط عقوده ، وفوارد أبياته بل معجزاته.
     ثم ذكر صحائف من شعره وفصلا من رسالته الهزلية ( الوساطة ) ] ومنهم : أبو الشرف بن أبي الفرج علي بن حسين بن محمد بن هندو ذكره صاحب ( دمية القصر ) ص 113 في ذيل ترجمة أبيه.
     قد تعزى الأبيات الغديرية المذكورة إلى أبي الفرج سلامة بن يحيى الموصلي (2) وهو لا يتم لأن الواقف ( على مناقب ) ابن شهر آشوب ومعالمه جد عليم بأنه يذكر أبا الفرج الموصلي في كتابيه باسمه والمترجم بكنيته والله أعلم.
1 ـ ج 3 ص 212.
2 ـ راجع يتيمة الدهر ج 1 ص 82.


(175)
القرن الرابع
34
جعفر بن حسين
قل للذي بفجوره ويبيع جهلا دينه : من أين أنت لعنت ؟ أو أظننتها إرث النبي ؟ إن الإمامة بالنصوص كمقاله في يوم ( خم ) : من كنت مولاه فذا سل عنه ذا خبر به فهو الذي بحسامه في يوم بدر إذ شكا وأنين والدهم وقد إن الإمام لديننا في كل معترك إذا فتاح خيبر بعد ما تالله لو وزن الجميع في شعره ظهرت علامه لمضلل يرجو حطامه من أين أسرار الإمامه؟! فما أصبت ولا كرامه لمن يقوم بها مقامه لحيدر لما أقامه مولاه يسمعهم كلامه فلتذهبن إذا ندامه للنقع قد جلى قتامه سادات مالككم صدامه منع النبي به منامه من شاده وبنى دعامه شب الوغى أطفى ضرامه فر الذي طلب السلامه لما وفوا منه القلامه
    حكى القاضي أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي المتوفى سنة 565 في شرح قصيدة أبي فراس الميمية المعروفة بالشافية عن مروان بن أبي حفصة أنه قال : أنشدت المتوكل شعرا ذكرت فيه الرافضة فعقد لي على البحرين واليمامة وخلع علي أربع خلع في دار العامة والشعر هو هذا :


(176)
لكم تراث محمد يرجو التراث بنو البنات والصهر ليس بوارث ما للذين تنحلوا أخذ الوراثة أهلها لو كان حقكم لها ليس التراث لغيركم أصبحت بين محبكم وبعدلكم تنفى الظلامة وما لهم فيه قلامه والبنت لا ترث الإمامه ميراثكم إلا الندامه فعلام لومكم علامه ؟! قامت على الناس القيامه لا والإله ولا كرامه والمبغضين لكم علامه
    فرد عليه رجل يقال له جعفر بن حسين بقوله : قل للذي بفجوره. إلخ (1)
    قال الأميني : زعما بأن الشاعر من أولاد أبي عبد الله حسين بن الحجاج البغدادي أو ممن عاصروه ذكرناه في هذا القرن ولم نقف على شيء من ترجمته.
    وقد وقفنا على عدة قصائد غديرية لغير واحد من شعراء القرن الرابع غير أنا لم نعرف شيئا من أحوالهم وتاريخ حياتهم فضربنا عنها صفحا.
1 ـ راجع أعيان الشيعة 18 ص 446.

(177)
شعراء الغدير
في القرن الخامس
35
أبو النجيب الطاهر
المتوفى 401
عيد في يوم ( الغدير ) المسلم يا جاحدي الموضع واليوم وما فأنزل الله تعالى جده واليوم أتممت عليكم نعمتي وأنكر العيد عليه المجرم فاه به المختار تبا لكم : اليوم أكملت لكم دينكم وإن من نصب الإمام النعم (1)
( الشاعر )
    أبو النجيب شداد بن إبراهيم بن حسن الملقب بالطاهر الجزري ، من شعراء أهل البيت عليهم السلام نظم في فنون الشعر ، وغرد على أفانينه ، بنظم رقيق الحاشية ، متسق الألفاظ ، جزل المعاني ، له ديوان شعر عده ابن شهر آشوب في ( معالم العلماء ) عداد المجاهرين من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، وفي ( معجم الأدباء ) ج 4 ص 261 : شاعر من شعراء عضد الدولة ابن بويه ومدح المهلبي ، كان دقيق الشعر ، لطيف الأسلوب مات سنة 401 ومن شعره :
إذ المرء لم يرض ما أمكنه فدعه فقد ساء تدبيره ولم يأت من أمره أحسنه سيضحك يوما ويبكي سنه
    ومنه :
أيا جيل التصوف شر جيل أفي القرآن قال لكم إلهي لقد جئتم بأمر مستحيل كلوا مثل البهائم وارقصوا لي؟!

1 ـ مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 528

(178)
    وقال :
قلت للقلب : ما دهاك ؟ أبن لي ناظراه فيما جنت ناظراه قال لي : بايع الفراني فراني أودعاني أمت بما أودعاني
    وقال :
بلاد الله واسعة فضاها فقل للقاعدين على هوان : ورزق الله في الدنيا فسيح إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا
    وقال :
أفسدتم نظري علي فما أرى فدعوا غرامي ليس يمكن أن ترى مذ غبتم حسنا إلى أن تقدموا عين الرضى والسخط أحسن منكم
    وقال في ج 3 ص 194 : حدث أبو النجيب قال : كنت كثير الملازمة للوزير : أبي محمد المهلبي [ المتوفى 352 ] فاتفق أن غسلت ثيابي وأنفذ إلي من يدعوني فاعتذرت بعذر فلم يقبله وألح في استدعائه فكتبت إليه :
عبدك تحت الحبل عريان يغسل أثوابا كأن البلا أرق من ديني إن كان لي كأنها حالي من قبل أن يقول من يبصرني معرضا : هذا الذي قد نسجت فوقه كأنه لا كان شيطان فيها خليط وهي أوطان دين كما للناس أديان يصبح عندي لك إحسان فيها وللأقوال برهان عناكب الحيطان إنسان
    فأنفذ لي جبة وعمامة وسراويل وكيسا فيه خمسمائة درهم. وترجمه الكتبي في [ فوات الوفيات ] ص 167 وقال : شاعر مدح المهلبي وزير معز الدولة ومدح عضد الدولة وكانت وفاته في حدود الأربعمائة. وذكر أبياتا من شعره. ونقل في ص 132 في ترجمة الوزير المهلبي ما حكيناه عن ( معجم الأدباء ) من حديث غسل الثياب. وتوجد ترجمته في ( دائرة المعارف ) للبستاني ج 2 ص 360.
    وقد أصفقت المصادر الثلاثة الأخيرة على أن أبا النجيب كنية شداد بن إبراهيم المترجم الملقب بالطاهر فهو رجل واحد لا كما حسبه سيدنا الأمين في [ أعيان الشيعة ]


(179)
من التعدد فذكر في ج 1 ص 389 المترجم باسمه شداد وقال : إنه توفي في حدود 400. وذكر في ج 1 ص 411 أبا النجيب الطاهر الجزري وعده ممن لم يحدد عصره من الشعراء.
    وذكر صاحب [ دمية القصر ] للمترجم في ص 50 قوله :
انظر إلى حظ ابن شبل في الهوى شغل النساء عن الرجال وطالما عشقوه أمرد والتحى فعشقته إذ لا يزال لكل قلب شايقا شغل الرجال عن النساء مراهقا الله أكبر ليس يعدم عاشقا
    وذكره الثعالبي في تتميم يتيمته ج 1 ص 46 وذكر له من قصيدة في سيف الدولة علي بن عبد الله المتوفى 356 :
وحاجة قيل لي : نبه لها عمرا حسبي عليان إن ناب الزمان وإن فلي علي بن عبد الله منتجع ونم. فقلت : علي قد تنبه لي جاء المعاد بما في القول والعمل ولي علي أمير المؤمنين ولي
    وله :
أليس ترى الجو مستعبرا وقد لاح من قزح قوسه كطاقي عقيق وفيروزج يضاحكه برقه الخلب ؟! بعيدا وتحسبه يقرب وبينهما آخر مذهب
    م ـ وذكر ابن خلكان شطرا من شعره في تاريخه 2 : 236 نقلا عن ( دمية القصر ) وأثنى عليه ].


(180)
القرن الخامس
36
الشريف الرضي
المولود 359
المتوفى 406
نطق اللسان عن الضمير ألآن أعفيت القل وانجابت الظلماء عن والبشر عنوان البشير وب من التقلقل والنفور وضح الصباح المستنير
br>    إلى أن قال :
غدر السرور بنا وكان يوم أطاف به الوصي فتسل فيه ورد عارية وابتز أعمار الهموم فلغير قلبك من يعلل لا تقنعن عند المطالب فتبرض الأطماع مثل هذا أوان تطاول الحا فانفح لنا من راحتيك لا تحوجن إلى العصاب آثار شكرك في فمي وقصيدة عذراء مثل وفاؤه يوم الغدير وقد تلقب بالأمير الغرام إلى المعير بطول أعمار السرور همه نطف الخمور بالقليل من الكثير تبرض (1) الثمد الجرور جات والأمل القصير بلا القليل ولا النزور وأنت في الضرع الدرور وسمات ودك في ضميري تألق الروض النضير

1 ـ التبرض من تبرض : إذا تبلغ بالقليل من العيش.
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس