كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 251 ـ 260
(251)
أواليكم ما جرت مزنـة وأبرأ ممن يعاديكم ومولاكم لا يخـاف العقاب وما اصطخب الرعد أو جلجلا فـإن البرائة أصل الولا فكـونوا لـه في غد موئلا
    وقال يذكر مناقب أمير المؤمنين صلوات الله عليه وما مني به من أعدائه :
إن كنـت ممن يلج الوادي فسل وهل رأيت – والغريب ما ترى وقل لغـزلان النقا : مات الهوى وعاد عنكن يخيب قانص يا من يرى قتلى السيوف حظرت ما عند سكان منى في رجل دافع عن صفحته شوك القنا دم حـرام للأخ المسلم في قلـت : شكا ، فأين دعوى صبره ؟ عن هـواك فأذل جلدي من دل مسراك علي في الدجى ؟ رمـت الجـمال فملكـت عنوة لواحظا علمت الضرب الظبا يا من رأى بحاجر مجاليا إذا مررت بالقباب من قبا فقل لأقمار السماء : اختمري بين البيوت عن فؤادي : ما فعل واجد جـسم قبله منه يضل؟! وطلقت بعدكم بنت الغزل مد الحـبالات لكن فاحتبل (1) دمائهم ، الله في قتلى المقل 5 سـباه ظبي وهو في ألف رجل وجرحته أعين السرب النجل أرض حـرام يال نعم كيف حل ؟! كرى اللحاظ واسئلي عن الخبل والحب مارق له الجلد وذل (2) 10 هيهات في وجهك بدر لا بدل أعناق ما دق من الحسن وجل على قوام علم الطعن الأسل (3) من حيث ما استقبلها فهي قبل مرفوعة وقد هوت شمس الأصل (4) 15 فحـلبة الحسن لأقمار الكلل

1 ـ فاحتبل : فصيد بالحبالة.
2 ـ الجلد : الصبر. الجلد : القوي الشديد.
3 ـ الظبا جمع الظبة : حد السيف. الأصل : الرمح.
4 ـ قبا اسم موضع بالمدينة فيه مسجد لرسول الله صلى الله عليه وآله. الأصل ج أصل وهو : وقت ما بعد العصر إلى المغرب.


(252)
أين ليالينا على الخيف ؟! وهل ما كن إلا حلما روعه الصبح ما جمعت قط الشباب والغنى 20 يا ليت ما سود أيام الصبا ما خلت سوداء بياضي نصلت طارقـة من الزمان أخذت قد أنـذرت مبيضة أن حذرت ودل ما حـط عليك من سني 25 كم عبرة وأنت من عظاتها ما بين يمناك وبين أختها فاعمل من اليوم لما تلقى غدا ورد خفيف الظـهر حوض أسرة اشـدد يدا بحـب آل أحمد وابعـث لهم مراثـيا ومدحا عقائلا تصان بابتـذالها تحمل من فضلهم ما نهضت موسومة في جبهات الخيل أو تنـثو (3) العلاء سيدا فسيدا 35 الطيبـون أزرا تحت الدجى والمنعمون والثـرى مقطب خير مصل ملكا وبـشرا يرد عيشا بالحمى قولك : هل ؟! وظـلا كالشباب فانتـقل يد امرئ ولا المشيب والجذل أعدى بياضا في العذارين نزل حتى ذوي أسود رأسي فنصل (1) أواخر العيش بفرطـات الأول ونطـق الشيب بنصح لو قبل عمرك أن الحـظ فيما قد رحل ملتـفت تتبع شيـطان الأمل إلا كما بين مناك والأجل أو لا فقل خيرا توفق للعمل إن ثقلوا الميـزان في الخير ثقل فـإنه عقدة فوز لا تحل 30 صفوة ما راض الضمير ونخل وشـاردات وهي للساري عقل بحمله أقوى المصاعيب الذلل (2) معلقات فوق أعجاز الإبل عنهم وتنعى بطلا بعد بطل الكائنون وزرا يوم الوجل (4) من جديه والعام غضبان أزل (5) وحـافيا داس الثـرى ومنتعل

1 ـ نصل : خرج من خضابه.
2 ـ المصاعيب الذلل : الفحول المذللة.
3 ـ تنثو من نث نثا الخبر : أفشاه.
4 ـ أزر جمع أزار. الوزر : الملجأ والكنف.
5 ـ الأزل : الشديد الضيق. يقال : أزل ، أزل. للمبالغة.


(253)
هم وأبـوهم شـرفا وأمهم لا طلـقاء منعم عليهم يستشعرون : الله أعلى في الورى لم يتـزخرف وثـن لعابـد ولا سـرى عرق الإماء فهم يا راكبا تحمله عيدية (2) ليس لها من الوجا منتصر تشـرب خـمسا وتجر رعيها إذا اقتـضت راكبها تعريسة عرج بروضات الغري سائفا وأد عني مبلغا تحيتي سمعا أمير المؤمنين إنها ما لقريش ما ذقتـك عهدها وطالبتـك عن قديم غلها وكيف ضموا أمرهم واجتمعوا وليـس فيهم قادح بريبة ولا تعد بينهم منقـبـة وما لقوم نافقوا محمدا أكرم من تحوي السماء وتظل ولا يحـارون إذا الناصر قل وغيرهم شعاره : أعلُ هبل (1) 40 منهم يزيـغ قلبه ولا يضل خبائـث ليـست مريئات الأكل مهـوية الظـهر بعـضات الرحل إذا شكا غاربها حيف الإطل (3) والماء عد والنبات مكتهل (4) 45 سوفها الفجر ومناها الطفل (5) أزكـى ثـرى وواطـئا أعلى محـل خير الوصيـين أخـا خير الرسل كناية لم تـك فيها منتحل ودامجتـك ودها على دخل (6) 50 بعد أخيك بالتراث والذحل فاستوزروا الرأي وأنت منعزل؟! فيك ولا قاض عليك بوهل (7) إلا لك التـفصيل منها والجمل عمر الحياة وبغوا فيه الغيل ؟! 55

1 ـ أشار إلى قول أبي سفيان يوم أحد اعل هبل : هبل بالضم اسم صنم لهم معروف.
2 ـ عيدية : نسبة إلى فحل تنسب إليه كرام النجائب ، أو نسبة إلى حي يقال له : بنو العيد تنسب إليه النوق العيدية.
3 ـ الوجا : الحفا. الغارب : الكاهل الأطل : الخاصرة.
4 ـ الخمس : ورد الإبل على الماء في اليوم الخامس. تجر : تعيد ما في جوفها لتأكله ثانية. الرعى : الكلأ. العد : الغزير الذي لا ينقطع. المكتهل من النبات : ما تم طوله ونوره.
5 ـ التعريسة : نزول المسافر آخر الليل للاستراحة. الطفل : قبيل غروب الشمس.
6 ـ ماذقتك : شابت ودها ولم تخلص. دامجتك : جمعت لك ودها. الدخل : الخداع.
7 ـ الوهل : الخوف والضعف.


(254)
وتابعـوه بقلوب نزل الفرقان مات فلم تنعق على صاحبه ولا شـكا القائم في مكانه فهل ترى مات النفاق معه ؟! 60 لا والذي أيده بـوحيه ما ذاك إلا أن نياتـهم وإن ودا بينهم دل على وهبهم تخرصا قد ادعوا فما لهم عادوا وقد وليتهم 65 وبايعـوك عن خداع كلهم ضـرورة ذاك كما عاهد من وصاحـب الشـورى لما ذاك ترى والأموي ما لـه أخركم وردها عجـماء كـسروية 70 كـذاك حتى أنكروا مكانه ثم قسـمت بالسواء بينهم فشحـذت تلك الظبا وحفرت مواقـف في الغدر يكـفي سبة يا ليت شعري عن أكف أرهفت 75 واحتطبت تبغيك بالشر على أنسيت صفقـتها أمـس على وعن حصان أبرزت يكشف باسـ تطلب أمرا لم يكن ينصره يا للرجال ولتيم تـدعي فيها ناطقا بـما نزل ناعقـة منهم ولم يرغ جمل منهم ولا عنفهم ولا عذل أم خلصت أديانهم لما نقل؟! وشـده منـك بركن لم يزل في الكفر كانت تلتوي وتعتدل صفائه رضـاهم بما فـعل إن النفاق كان فيهم وبطل فـذكروا تلك الحزازات الأول باسـط كـف تحتها قلب نغل عاهد منهم أحمدا ثم نكل عنك وقد ضايقه الموت عدل وخـص قوما بالعطاء والنفل؟! يضـاع فيها الدين حفظا للدول وهم عليك قدموه فـقبل فعـظم الخـطب عليهم وثقل تلك الزبى وأضرمت تلك الشعل منها وعارا لهم يوم الجمل لك المواضي وانتحتك بالذبل (1) أي اعتذار في المعاد تتكل ؟! يديك ألا غير ولا بـدل ؟! ـتخراجها ستر النبي المنسدل ؟! بمثـلها في الحرب إلا من خذل ثـار بني أمية وتنتـحل

1 ـ المواضي : السيوف الماضية : الذبل : الرماح الدقيقة الطويلة.

(255)
وللقتيل يلزمون دمه حتى إذا دارت رحى بغيهم وأنجـز النكـث العذاب فيهم عاذوا بعـفو ماجد معـود خ أطـت بهم أرحامهم فلم تطع فنجـت البـقا عليهم من نجا واحتـج قوم بعد ذاك لـهم فـقل منهم من لوى ندامة وانتـزع العامل (2) من قناته والحـال تنبي أن ذاك لم يكن ومنهم من تاب بعد موته وإن تكـن ذات الغـبيط أقلعت فما لها تمنـع من دفن ابنه وما الخبيثـان ابن هند وابنه بمبدعين في الذي جاءا به إن يحسدوك فلفـرط عجزهم الصنـو أنـت والوصي دونهم وآكل الطـائر والطـارد للص وخاصف النعل وذو الخاتم والمنهل وفاصل القـضية العـسراء في ورجعـة الشـمس عليك نبأ فما ألوم حاسدا عنك انزوى ـ وفيهم القاتل ـ غير من قتل 80 عليهم وسبـق السيف العذل بعد اعتزال منهم بما مـطل للصبر حمال لهم على العلل ثـائرة الغيظ ولم تشف الغلل وأكل الحديد منهم من أكل 85 بفاضحات ربها يوم الجدل عنانه عن المصاع (1) فاعتزل فـرد بالكره فشـد فحمل عن توبـة وأنما كان فشل وليس بعد الموت للمرء عمل 90 برغـم من أسنـد ذاك ونقل لولا هنات جرحها لم يندمل؟! وإن طغى خـطبهما بعد وجل وإنـما تـقـفيا تلك السبل في المشكلات ولما فيك كمل 95 ووارث العلم وصاحـب الرسل ـل ومن كلمه قبلك صل ؟! (3) في يوم القليب والمعل يوم الحنين وهو حكم ما فصل تشعب الألبات فيه وتضل 100 غيظا ولا ذا قدم فيك تـزل

1 ـ المصاع. التجمح.
2 ـ العامل : صدر الرمح وهو ما يلي السنان.
3 ـ الصل : الثعبان.


(256)
يا صاحب الحوض غدا لاحلئت (1) ولا تسلط قبضـة النار على عاديت فيك الناس لم أحفل بهم 105 تفرغـوا يعترقون غيبة عدلت أن ترضى بـأن يسخط من ولو يشـق البحـر ثم يلتـقي علاقة بي بكم سابقـة ضاربـة في حبكم عروقها 110 تضمني من طرفي في حبلكم فضلـت آبائي الملوك بكم لذاكم أرسلها نـوافـذا يمرقن زرقا من يدي حدائدا صوائـبا إما رميت عنـكم نفـس تواليك عن العذب النهل عنق إليك بالوداد ينفتل حتى رموني عن يد إلا الأقل لحمي وفي مدحك عنهم لي شغل نقله الأرض علي فاعتدل فلقاه (2) فوقي في هواك لم أبل لمجد سلمان إليكم تتصل ضرب فحول الشول في النوق البزل (3) مودة شاخت ودين مقـتبل فضيلة الاسلام أسلاف الملل لام من لا يتقيهن الهبل (4) تنحى أعاديكم بها وتنتبل (5) وربما أخطأ رام من ثعل (6)
    وله يرثي شيخ الأمة ابن المعلم محمد بن محمد بن نعمان المفيد المتوفى 413 :
ما بعد يومـك سلوة لمعلل سوى المصاب بك القلوب على الجوى وتشـابه الباكون فيك فلم يبن كنا نعير بالحـلوم إذا هـفت 5 فاليوم صار العذر للفاني أسى مني ولا ظـفـرت بسمـع معذل فيد الجليد على حشا المتلمل (7) دمـع المحـق لنا من المتعمل جـزعا وتهـزأ بالعيون الهمل واللوم للمتـماسك المتجـمل

1 ـ حلئت : منعت من الورد.
2 ـ الفلق : نصف الشيء إذا شق.
3 ـ الشول ج شائلة وهي الناقة ترفع ذنبها. البزل ج بازل : المسن من الإبل.
4 ـ الهبل : الثكل.
5 ـ تنتبل : ترمى بالنبل.
6 ـ تعل : اسم قبيلة مشهورة بالرمي. في هذه القصيدة أبيات حرفتها يد الطبع المصرية عن ديوانه رمزناها ب‍ خ.
7 ـ الجليد : القوي الشديد. المتململ : المتقلب على فراشه مرضا أو جزعا.


(257)
رحـل الحمام بها غـنيمة فائز كانت يد الدين الحنيف وسيفه مالي رقدت وطـالبي مستيقظ ؟! ولويت وجهي عن مصارع أسرتي قد نمـت الدنيا إلي بسرها ورأيت كيف يطير في لهواتها (2) وعلمت مـع طيب المحل وخصبه لم أركب الأمل الغرور مطية ألوى ليمهلني إلي زمامها حـلم تزخرفه الحنادس في الكرى أحـصي السنين يسر نفسي طولها وإذا مـضى يوم طربت إلى غد أخـشن إذا لاقيت يومك أو فلن سيان عند يد لقبض نفوسنا سوى الردى بين الخصاصة والغنى والثـائر العادي على أعدائه لو فـل غرب الموت عن متدرع أو واحد الحسنات غير مشبه أو قائل في الدين فعال إذا وقـت ابن نعمان النزاهـة أو نجا ولجاءه حـب السلامة مؤذنا أو دافعت صدر الردى عصب الهدى ما ثـار قـط بمثلها عن منزل فـلأبكين على الأشـل الأعزل (1) وغـفلت والأقدار لما تغـفـل ؟! حـذر المنية والشـفار تحد لي ودلـلت بالماضي على المستقبل 10 لحمي وإن أنا بعد لما أؤكل بتحـول الجيران كيف تحولي بلهاء لم تبـلغ مدى بمؤمل ووراءها الهوب (3) سوق معجل ويقينه عند الصباح المنجلي 15 وقـصير ما يغـنيك مثـل الأطول وببـضعـة مني مضى أو مفـصل واشـدد فإنـك ميت أو فاحلل ممدودة فم ناهش ومقـبل فـإذا الحريص هو الذي لم يعقل 20 ينقاد قود العاجز المتـزمل بعـفافه أو ناسك مـتعـزل بـأخ وفـرد الفضل غير ممثل قال المفـقه فيه ما لم يفعل سلما فكان من الخطوب بمعزل 25 بسلامه من كل داء معضل عن بحـرها أو بدرها المتهلل

1 ـ الأشل : الذي شلت يده. الأعزل : من لم يكن معه سلاح.
2 ـ لهوات ج لهاة : اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.
3 ـ الألهوب : السوط. الأصل فيه : الجرى الشديد الذى يثير اللهب واللهب : الغبار الساطع.


(258)
لحمته أيد لا تني في نصره وغدت تطـارد عن قناة لسانه 30 وتبادرت سبـقا إلى عليائها من كل مفتول القناة بساعد غير أن يسـبق عـزمه أخباره وافي الحـجا ويخال أن برأسه ما قنعت أفـقا عجاجة غارة 35 تعدو به خيفانة لو أشعرت صبارة إن مسـها جهـد الطوى فسـروا فناداهم سـراة رجالهم بعداء عن وهن التواكل في فتى سمـح بـبذل النفس فيهم قائم نزاع أرشية التنازع فيهم ويبين عندهم الإمامة نازعا بطريقـة وضحت كأن لم تشتبه يصـبو لها قلبـ العدو وسمعه يا مرسلا إن كنـت مبلـغ ميت 45 فلـج الثرى الراوي فقل ( لمحمد ) من للخصوم اللد بعدك غـصة من للجدال إذا الشفاه تقلصت صـدق الجهاد وأنفس لا تأتلي (1) أبناء فهـر بالقني (2) الذبل في نصر مولاها الكرام بنو علي شطـب كـصدر السمهرية أفتل حتى يغامر في الرعيل الأول في الحـرب عارض جنة أو أخبل إلا تخرق عنه ثوب القسطل أن الصهيل يجـمها لم تصهل (3) قنعت مكان عقيلها بالمسحل (4) لمجـسد من هامهم ومرجل (5) لهم على أعدائهم متـوكل لله في نـصر الهـدى متبتل 40 حتى يسوق إليهم النص الجلي فيها الحجاج من الكتاب المنزل وأمانة عرفت كأن لم تجهل حتـى ينيب فكيف حالك بالولي ؟! تحت الصفائح (6) قول حي مرسل عن ذي فـؤاد بالفجيعـة مشعل في الصدر لا تهوي ولا هي تعتلي ؟! وإذا اللسان بريقـه لم يبلل ؟!

1 ـ لا تنى من ونى ينى : لا تكل ولا تضعف.
2 ـ القنى جمع قناة وهو الرمح.
3 ـ الخيفانة : الفرس الخفيفة. يجمها : يريحها.
4 ـ المسحل : اللجام.
5 ـ المجسد : المدهون بالجساد وهو الزعفران. المرجل : الشعر المسرح.
6 ـ الصفائح جمع الصفيحة : الحجر العريض.


(259)
من بعد فقدك رب كل غريبة ولغامض خاف رفعت قوامه من للطروس يصوغ في صفحاتها يبقين للذكر المخلد رحمة أين الفؤاد الندب غير مضعف ؟! تفـري به وتحـز كل ضريبة كم قد ضممت لدين آل ( محمد ) وعقلت من ود عليهم ناشط لا تطبيك (3) ملالة عن قولة فليجـزينك عنهم ما لم يزل ولتنظرن إلى ( علي ) رافـعا يا ثـاويا ـ وسـدت منه في الثرى جدثا لدى الزوراء بين قصورها ما كـنتقـبل أراك تقبر ـ خائفا من ثـل عرشك واستقادك خاطما (7) من فـل غرب حسام فيك فرده قد كنت من قمص الدجى في جنة متمنـعا بالفضل لا ترنو إلى فمن أي خرم أو ثـنية غرة بكربك افترعت وقولة فيصل ؟! وفتحت منه في الجواب المقفل ؟! حليا يقعقع كلما خرس الحلي ؟! 50 لك من فم الراوي وعين المجتلي أين اللسان الصعب غير مفلل ؟! (1) ما كل حزة مفصل للمنصل (2) من شـادر وهديت قلب مضلل لو لم ترضه ملاطفا لم يعقل 55 تروي عن المفضول حق الأفضل يبلو القلوب ليجـتبي وليبتلي ضبعيك يوم البعث ينظر من عل (4) علما يطـول به البقاء وإن بلي أجللته عن بطن قاع ممحل (5) 60 من أن تـوارى هضبة بالجندل (6) فانقدت يا قطاع تلك الأحبل ؟! زبرا تساقط من يمين الصيقل ؟! (8) لا تنـتـحى ومن الحـجا في معقل مغـناك مقلة راصـد متأمل 65 طلعت عليك يد الردى المتوغل

1 ـ الندب : الخفيف في الحاجة إذا ندب إليها خف لقضائها. المفلل : الملثم.
2 ـ المنصل : السيف والسنان.
3 ـ لا تطبيك : لا تزدهيك.
4 ـ من عل : من فوق.
5 ـ الممحل : المقفر.
6 ـ الهضبة : الجبل المنبسط أو الطويل الممتنع المنفرد. الجندل : الصخرة.
7 ـ الخاطم : واضع الخطام بالأنف.
8 ـ زبر جمع زبرة : القطعة من الحديد.


(260)
ما خلت قبـلك أن خـدعة قانص أو أن كـف الدهـر يقوى بطشها كانـوا يرون الفضـل للم 70 قول الهـوى وشريعة منسوخة حتى نجـمت فأجمعـوا وتبينوا بكر النـعي فسك فيك مسامعي ونزت بنيات الفـؤاد لصوته ما كنـت أحسب والزمان مقاتلي 75 يوم أطل بغلة لا يشتفي فكأنه يوم ( الوصي ) مدافعا ما إن رأت عيناي أكثـر باكيا حـشدوا على جنبات نعشك وقعا وتنازفوا الدمع الغريب كأنما ال 80 يمشون خلفك والثرى بك روضة إن كان حـظى من وصالك قبلها فـلأعطـينك من ودادي ميتا لو أنفـدت عيني عليك دموعها ومتـى تلـفت للنصيحـة موجـع 85 فسلوك الماء الذي لا أستقي رقاصة القـطرات تختم في الحصا نسجـت لها كف الجنوب ملاءة تلج العرين وراء ليـث مشبل حتى تظـفر في ذؤابة يذبل (1) تقدم السباق والنقصان في المتقبل وقضية من عادة لم تعدل أن الأخير مـقـصر بالأول وأعاد صبـحي جنـح ليل أليل نزو الفصائل في زفير المرجل (2) يرمي ويخطى ـ أن يومك مقتلي منها الهـدى وبغـمة لا تنجلي عن حتـفه بعد النبي المرسل منه وأوجـع رنـة من معول حـشد العطاش على شفير المنهل إسلام قبـلك أمه لم تـثـكل كحـل العيون بها تراب الأرجل حـظ المغـب ونهـزة المتقلـل جهد المنيب ورجـعة المتنصل فليبكينك بالقوافي مقولي يبـغي السلو ومال ميل العذل عـطشان والنار التي لا أصطلي وسما وتفحص في الثرى المتهيل رتـقاء لا تـفصـى بكف الشمأل

1 ـ الذؤابة : الناصية. يذبل بالفتح ثم السكون. جبل بنجد في طريقها.
2 ـ الفصائل ج فصيلة : القطعة من لحم الأفخاذ. المرجل : القدر.
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس