كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 271 ـ 280
(271)
    10 ـ الشيخ أبو الحسن سليمان الصهرشتي صاحب كتاب ( قبس المصباح ).
    11 ـ الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي.
    12 ـ أبو الفضل ثابت بن عبد الله البناني.
    13 ـ الشيخ أحمد بن الحسن بن أحمد النيسابوري الخزاعي يعد من أجلة تلامذته.
    14 ـ الشيخ المفيد الثاني أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الرازي.
    15 ـ الشيخ أبو المعالي أحمد بن قدامة كما في إجازة الشيخ فخر الدين الحلي للسيد مهنا ، وإفادات الشيخ المذكور ابن علامة الحلي ب (1) 25 ص 53.
    16 ـ الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحلواني كما في إجازة السيد ابن أبي الرضا العلوي تلميذ الشيخ نجيب الدين الحلي ب 25 ص 88.
    17 ـ أبو زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني كما في إجازة السيد المذكور ب 25 ص 108.
    18 ـ الشيخ أبو غانم العصمي الهروي الشيعي ب 25 ص 108.
    19 ـ الفقيه الداعي الحسيني كما في إجازة صاحب المعالم الكبيرة ب 25.
    20 ـ السيد الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني يروي عن السيد المترجم كما في تاريخ ابن عساكر 4 ص 290.
    21 ـ أبو الفرج يعقوب بن إبراهيم البيهقي قرأ على السيد قطعة كبيرة من ديوان شعره وأجاز له رواية جميعه في ذي القعدة سنة 403.
    22 ـ أبو الحسن محمد بن محمد البصري أجاز له رواية كتبه وتآليفه في شعبان سنة 417.

    علم الهدى والمعري
    قال أبو الحسن العمري في ( المجدي ) : اجتمعت بالشريف المرتضى سنة 425 ببغداد فرأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء ، وحضر مجلسه أبو العلاء المعري ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فنقصه الشريف وعاب بعض أشعاره فقال أبو العلاء : لو لم يكن لأبي الطيب المتنبي إلا قوله : لك يا منازل في القلوب منازل. لكفاه. فغضب
1 ـ الباء إشارة إلى بحار الأنوار للعلامة المجلسي.

(271)
الشريف وأمر بأبي العلاء فسحب وأخرج ، فتعجب الحاضرون من ذلك فقال لهم الشريف : أعلمتم ما أراد الأعمى ؟! إنما أراد قوله :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
    قال الطبرسي في الاحتجاج : دخل أبو العلاء المعري الدهري على السيد المرتضى قدس الله سره فقال له : أيها السيد ما قولك في الكل ؟ فقال السيد : ما قولك في الجزء ؟ فقال : ما قولك في الشعرى ؟ فقال : ما قولك في التدوير ؟ قال : ما قولك في عدم الانتهاء ؟ فقال : ما قولك في التحيز والناعورة ؟ فقال : ما قولك في السبع ؟ فقال : ما قولك في الزايد البري من السبع ؟ فقال : ما قولك في الأربع فقال : ما قولك في الواحد والاثنين ؟ فقال : ما قولك في المؤثر ؟ فقال : ما قولك في المؤثرات ؟ فقال : ما قولك في النحسين ؟ فقال : ما قولك في السعدين ؟ فبهت أبو العلاء.
    فقال السيد المرتضى رضي الله عنه عند ذلك ألا كل ملحد ملهد.
    وقال أبو العلاء : أخذته من كتاب الله عز وجل : يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم. وقام وخرج.
    فقال السيد رضي الله عنه : قد غاب عنا الرجل وبعد هذا لا يرانا.
    فسئل السيد عن شرح هذه الرموز والاشارات فقال : سئلني عن الكل وعنده الكل قديم ويشير بذلك إلى عالم سماء العالم الكبير فقال لي : ما قولك فيه ؟ أراد أنه قديم فأجبته عن ذلك وقلت له : ما قولك في الجزء ؟ لأن عندهم الجزء محدث وهو المتولد عن العالم الكبير وهذا الجزء هو العالم الصغير عندهم ، وكان مرادي بذلك أنه إذا صح أن هذا العالم محدث فذلك الذي أشار إليه إن صح فهو محدث أيضا ، لأن هذا من جنسه على زعمه والشيء الواحد والجنس الواحد لا يكون بعضه قديما وبعضه محدثا فسكت لما سمع ما قلته.
    وأما الشعرى أراد أنها ليست من الكواكب السيارة لأنه قديم ، فقلت له : ما قولك في التدوير ؟ أردت أن الفلك في التدوير والدورات فالشعرى لا يقدح في ذلك.
    وأما عدم الانتهاء أراد بذلك أن العالم لا ينتهي لأنه قديم فقلت له : قد صح عندي التحيز والتدوير وكلاهما يدلان على الانتهاء.


(273)
    وأما السبع أراد بذلك النجوم السيارة التي عندهم ذوات الأحكام ، فقلت له : هذا باطل بالزايد البري الذي يحكم فيه بحكم لا يكون ذلك الحكم منوطا بهذه النجوم السيارة التي هي الزهرة ، والمشتري ، والمريخ ، وعطارد ، والشمس ، و القمر ، والزحل.
    وإما الأربع أراد بها الطبايع فقلت له : ما قولك في الطبيعة الواحدة النارية يتولد منها الدابة بجلدها تمس الأيدي ثم تطرح ذلك الجلد على النار فيحترق الزهومات ويبقى الجلد صحيحا لأن الدابة خلقها الله على طبيعة النار والنار لا تحترق النار والثلج أيضا يتولد فيه الديدان وهو على طبيعة واحدة ، والماء في البحر على طبيعتين يتولد عنه السموك والضفادع والحيات والسلاحف وغيرها وعنده لا يحصل الحيوان إلا بالأربع فهذا مناقض لهذا.
    وأما المؤثر أراد به الزحل فقلت له : ما قولك في المؤثرات أردت.
    بذلك إن المؤثرات كلهن عنده مؤثرات فالمؤثر القديم كيف يكون مؤثرا.
    وأما النحسين أراد بهما أنهما من النجوم السيارة إذا اجتمعا يخرج من بينهما سعدا ، فقلت له : ما قولك في السعد بن إذا اجتمعا خرج من بينهما نحس ؟ هذا حكم أبطله الله تعالى ليعلم الناظر أن الأحكام لا تتعلق بالمسخرات لأن الشاهد يشهد على أن العسل والسكر إذا اجتمعا لا يحصل منهما الحنظل والعلقم ، والحنظل والعلقم إذا اجتمعا لا يحصل منهما الدبس والسكر ، هذا دليل علي بطلان قولهم.
    وأما قولي : الأكل الملحد ملهد.
    أردت أن كل مشرك ظالم لأن في اللغة ألحد الرجل عن الدين إذا عدل عن الدين ، وألهد إذا ظلم.
    فعلم أبو العلاء ذلك و وأخبرني عن علمه بذلك فقرء : يا بني لا تشرك بالله.
    الآية.
    وقيل : إن المعري لما خرج من العراق سئل عن السيد المرتضى [ رض ] فقال :
يا سائلي عنه لما جئت أسئله لو جئـته لرأيت الناس في رجل ألا هـو الرجل العاري من العار والدهر في ساعة والأرض في دار (1)

1 ـ بحار الأنوار ج 4 ص 587.

(274)
    علم الهدى وابن المطرز (1)
    في ( الدرجات الرفيعة ) : إن الشريف المرتضى كان جالسا في علية له تشرف على الطريق فرأى ابن المطرز الشاعر وفي رجليه نعلان مقطعان وهما يثيران الغبار فقال له : أمن مثل هذه كانت ركائبك ؟ يشير إلى بيت في قصيدته التي أولها :
سـرى مغربا بالعيش ينتجع الركبا على عذبات الجزع من ماء تغلب إذا لم تبلغـني إليك ركائبي يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا غـزال يرى ماء القلوب له شربا فـلا وردت ماء ولا رعت العشبا
    والبيت الأخير هو المشار إليه فقال ابن المطرز : لما عادت هبات سيدنا الشريف إلى مثل قوله :
يا خليلي من ذوابة قيس غنياني بذكرهم تطرباني وخذا النوم من جفوني فإني في التـصابي مكارم الأخلاق واسقياني دمعي بكأس دهاق قد خلعت الكرى على العشاق
    عادت ركائبي إلى ما ترى فإنه وهب ما لا يملك على من لا يقبل ، فأمر له الشريف بجائزة.

    المرتضى والزعامة
    كان سيدنا الشريف وقد انتهت إليه رياسة الدين والدنيا من شتى النواحي منها :
    1 : غزارة علمه التي حدت العلماء إلى البخوع له والرضوخ لتعاليمه.
    فكان يختلف إلى منتدى تدريسه الجماهير من فطاحل العلم والنظر فيميرهم بسائغ علمه ، ويرويهم بنمير أنظاره العالية ، فتخرج من تحت منبره نوابغ الوقت من فقيه بارع ، ومتكلم مناظر ، وأصولي مدقق ، وأديب شاعر ، وخطيب مبدع ، وكان يدر من ماله الطائل (2) على تلمذته الجرايات والمسانهات ليتفرغوا بكلهم إلى الدراسة من غير تفكير في أزمة المعيشة ، فكان شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي يقتضي منه في الشهر اثني عشر دينارا ، والشيخ القاضي ابن البراج الحلبي يستوفي ثمانية دنانير ، و
1 ـ هو أبو القاسم عبد الواحد البغدادي الشاعر المجيد المتوفى سنة 439.
2 ـ كان يدخل عليه من أملاكه كل سنة أربعة وعشرون ألف دينار كما في ( معجم الأدباء ) 13 ص 154.


(275)
كمثلهما بقية تلامذته ، وكان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء ، ويقال : إن الناس أصابهم في بعض السنين قحط شديد فاحتال رجل يهودي على تحصيل قوته فحضر يوما مجلس الشريف المرتضى وسأله أن يأذن له في أن يقرأ عليه شيئا من علم النجوم فأذن له و أمر له بجراية تجري عليه كل يوم فقرأ عليه برهة ثم أسلم على يديه (1) وكان لم ير لثروته الطائلة قيمة تجاه مكارمه وكراماته وكان يقول :
وما حزني الاملاق والثروة التي أليـس يبقي المال إلا ضنانة إذا لم أنـل بالمال حاجة معسر يـذل بها أهل اليسار ضلال وأفـقر أقواما ندى ونوال حصور عن الشكوى فمالي مال
    2 : وشرفه الوضاح النبوي الذي ألزم خلفاء الوقت تفويض نقابة النقباء الطالبيين إليه بعد وفاة أخيه الشريف الرضي ، وأنت تعلم أهمية هذا المنصب يومئذ حيث أخذ فيه السلطة العامة على العلويين في أقطار العالم يرجع إلى نقيبهم حلها وربطها وتعليمها وتأديبها والأخذ بظلاماتهم وأخذها منهم والنظر في أمورهم في كل ورد وصدر.
    3 : ورفعة بيته وجلالة منبته فقد كانت سلسلة آباءه من طرفيه متواصلة من أمير إلى نقيب إلى زعيم إلى شريف ، وهذه مشفوعة بما كان فيه من لباقة وحنكة و حذق في الأمور هي التي أهلته لأن تفوض إليه إمارة الحاج فكان يسير بهم سيرا سجحا ولا يرجع بهم إلا من دعة إلى دعة ، والحجيج بين شاكر لكلاءته ، وذاكر لمقدرته ، ومطر أخلاقه ، ومتبرك بفضائله ، ومثن على أياديه.
    4 : ولشموخ محله وعظمة قدره بين أظهر الناس ومكانته العالية عند الأهلين ، وجمعه بين سطوة الحماة وثبت القضاة انقادت إليه ولاية المظالم ، فتولى النقابة شرقا وغربا ، وإمارة الحاج والحرمين ، والنظر في المظالم ، وقضاء القضاة ثلاثين سنة وأشهرا (2) .
1 ـ الدرجات الرفيعة للعلامة السيد على خان.
2 ـ صحاح الأخبار لسراج الدين الرفاعي ص 61 ، والمستدرك 3 ص 516 نقلا عن القاضي التنوخي.


(276)
    م ـ قال ابن الجوزي في ( المنتظم ) 7 ص 276 : في يوم السبت الثالث من صفر ـ سنة 406 ـ قلد الشريف المرتضى أبو القاسم الموسوي الحج والمظالم ونقابة النقباء الطالبيين وجميع ما كان إلى أخيه الرضي ، وجمع الناس لقرائة عهده في الدار الملكية وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء وكان في العهد : هذا ما عهد عبد الله أبو العباس أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزكية ، وقدمته لديه الأسباب القوية ، واستطل معه بأغصان الدوحة الكريمة ، واختص عنده بوسائل الحرمة الوكيدة ، فقلد الحج والنقابة وأمره بتقوى الله.
    إلخ ] يلقب بالمرتضى ، والأجل الطاهر ، وذي المجدين ، ولقب بعلم الهدى سنة 420 وذلك أن الوزير أبا سعيد محمد بن الحسن بن عبد الرحيم مرض في تلك السنة فرأى في منامه أمير المؤمنين عليه السلام يقول له : قل لعلم الهدى يقرء عليك حتى تبرأ.
    فقال : يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى ؟ فقال : علي بن الحسين الموسوي.
    فكتب إليه فقال رضي الله عنه : الله الله في أمري فإن قبولي لهذا اللقب شناعة علي فقال الوزير : والله ما كتبت إليك إلا ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السلام (1) .
    وكان يلقب بالثمانين لما كان له من الكتب ثمانون ألف مجلدا ومن القرى ثمانين قرية تجبى إليه (2) وكذلك من غيرهما حتى إن مدة عمره كانت ثمانين سنة و ثمانية أشهر ، وصنف كتابا يقال له الثمانون.

    ولادته ووفاته
    ولد سيدنا المرتضى في رجب سنة 355 وتوفي يوم الأحد 25 ربيع الأول سنة 436 وعلى هذا جل المؤرخين لولا كلهم ، نعم : هناك خلاف يسير (3) لا يعبأ به ، وصلى عليه ابنه وتولى غسله أبو الحسين النجاشي ومعه الشريف أبو يعلى محمد بن
1 ـ ذكره شيخنا الشهيد في أربعينه.
2 ـ الرسالة الخراجية للمحقق الثاني.
3 ـ في عمدة الطالب ، وصحاح الأخبار في 15 ربيع الأول. وفي كامل ابن الأثير آخر ربيع الأول. وفي أنساب المجدي آخر سنة 436 أو 437. وعن خط الشهيد الأول يوم الأحد السادس والعشرين من ربيع الأول. كل هذه مما لا يعبأ به.


(277)
الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز الديلمي كما في رجال النجاشي ص 193 ، ودفن في داره عشية ذلك النهار ثم نقل إلى الحائر المقدس ودفن في مقبرتهم وكان قبره هناك كقبر أبيه وأخيه الشريف الرضي ظاهرا معروفا مشهورا كما في عمدة الطالب ، وصحاح الأخبار ، والدرجات الرفيعة.
    وهناك فتاوى مجردة من قذف سيدنا المترجم بالاعتزال تارة وبالميل إليه أخرى وبنسبة وضع كتاب ( نهج البلاغة ) إليه طورا من أبناء حزم وجوزي وخلكان وكثير والذهبي ، ومن لف لفهم من المتأخرين (1) وبما أنها دعاوي فارغة غير مدعومة بشاهد ، وكتب سيدنا الشريف يهتف بخلافها ومن عرفه من المنقبين لا يشك في ذلك ، وقد أثبتنا نسبة ( نهج البلاغة ) إلى الشريف الرضي بترجمته ، نضرب عن تفنيد تلكم الهلجات صفحا.
    ولابن كثير في ( البداية والنهاية ) ج 12 ص 53 عند ذكر السيد سباب مقذع وتحامل على ابن خلكان في ثنائه عليه جريا على عادته المطردة مع عظماء الشيعة [ و كل إناء بالذي فيه ينضح ] ونحن لا نقابله إلا بما جاء به الذكر الحكيم : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
    نبذة من ديوان المرتضى
    ومن شعر سيدنا علم الهدى المرتضى نقلا عن ديوانه قوله يفتخر ويعرض ببعض أعدائه يوجد في الجزء الأول منه :
أما الشباب فقد مضت أيامه وتنكرت آياتـه وتغيرت ولقد درى من في الشباب حياته عوجا نحيي الربع يدللنا الهوى واستعبرا عني به إن خانني فمن الجفون جوامد وذوارف دمن رضعت بهن أخلاف الصبى واستل من كـفي الغداة زمامه جاراته وتقوضـت آطـامه أن المشيب إذا علاه حمامه فلربما نفع المحـب سلامه جفـني فلم يمطر عليه غمامه ومن السحاب ركامه وجهامه لو لم يكن بعد الرضاع فطامه

1 ـ نظراء جرجي زيدان في آداب اللغة 2 ص 288 ، والزركلي في الأعلام ص 667.

(278)
ولقد مررت على العقيق فشفـني وكأنه دنف تجلد مونـسا 10 من بعد ما فارقته فكأنه مرح يهـز قناته لا يأتلي تندى على حر الهجير ظلاله وكأنما أطياره ومياهـه وكأن آرام النـساء بأرضه 15 وكأنما برد الصبا خوذانه وعضيهة جائتك من عبق بها ورماك مجتريا عليك وإنما وكأنما تسفـى الرياح بعالج وكأن زورا لفقت ألفاظـه 20 وإذا الفتى قعدت به أخواله وإذا خصال السوء باعدن أمرءا ولكم رماني قبل رميك حاسد ألقى كلاما لم يضرني وانثنى هيهات أن ألفى وسيل مسافه 25 أو أن أرى في معرك وسلاحه ومن البـلاء عداوة من خامل كثـرث مساويه فصار كمدحه والخرق كل الخرق من متفاوت جدب الجـناب فجاره في أزمة 30 وإذا علقت بحبله مستعصما وإذا عهـود القوم كن كنبعهم وأنا الذي أعييت قبلك من رست إن لم تغن على الغصون حمامه عـواده حتى استبان سقامه نشـوان تمـسح تربه آكامه أشـر الصبا وغرامه وعرامه ويضـيئ في وقت العشي ظلامه للنازليه قيانه ومدامه للقانصـي طرد الهوى آرامه وكأنما ورق الشباب بشامه أزرى عليك فلم يجره كلامه وافاك من قعر الطوي سلامه ما قال أو ما سطرت أقلامه سلك وهـى فانحل عنه نظامه في المجد لم تنهض به أعمامه عن قومه لم يدنه أرحامه طاشـت ولم تخدش سواه سهامه ونـدوبه في جلده وكلامه ينجو به يوم السباب لطامه بـدل السيوف قذافه وعذامه لا خلفه لعلى ولا قدامه بين الخلايق عيبه أو ذامه الافعال يتلو نقضه إبرامه والضيف موكول إليه طعامه فكفـقع قرقرة يكون زمامه فالعهـد منه يراعه وثمامه أطـواده واستشرفت أعلامه


(279)
وتتبـع المعروف حتى طنبت وتباذرت أعداؤه سطـواته وترى إذا قابلته عن وجهه حتى تذلل بعد لاي صعبه يهـدى إلي على المغيب ثناؤه فمضى سليما من أذاة قوارصي والآن يوقظني لنحت صفاته ويسومني ولان خلوت فإنني فلبئسما منـتـه مني خاليا أما الطريف من الفخار فعندنا ولنا من البيت المحرم كلما ولنا الحـطيم وزمزم وتراثها ولنا المشاعر والمواقف والذي وبجدنا وبصنوه دحيت عن ال وهما علينا أطلعا شمس الهدى وأبي الذي تبدو على رغم العدى كالبدر يكسو الليل أثواب الضحى وهو الذي لا يقتفي في موقف حتى كأن نجاته هي حتفه ووقى الرسول على الفراش بنفسه ثانيه في كل الأمور وحصنه لله در بلائه ودفاعه وكأنما اجم العـوالي غيله وترى الصـريع دماؤه أكفانه والموت من ماء الترائب ورده جورا على سنن الطريق خيامه كالليت يرهب نائيا إرزامه كالبدر أشرق حين تم تمامه 35 وانقاد منبوذا إلي خطامه وإذا حضرت أظلـني إكرامه واستام ذمي بعده مستامه من طال عن أخذ الحقوق نيامه مقر وفي حنك العدو سمامه 40 خطراته أو سولت أحلامه ولنا من المجد التليد سنامه طافت به في موسم أقدامه نعم التراث عن الخليل مقامه تهدى إليه من منى انعامه 45 بيت الحرام وزعزعت أصنامه حتى استنار حلاله وحرامه غرا محجلة لنا أيامه والفجر شب على الظلام ضرامه أقدامه نكص به إقدامه 50 وورائه مما يخاف أمامه لما إراد حمامه أقوامه في النائبات وركنه ودعامه واليوم يغشى الدارعين قتامه وكأنما هو بينها ضرغامه 55 وحنوطه أحجاره ورغامه ومن النفوس مزاده ومسامه


(280)
طلبـوا مداه ففاتهم سبقا إلى فمتـى أجالوا للفخار قداحهم وإذا الأمور تشابهت واستبهمت وترى النـدي إذا احتبى لقضية يفضي إلى لب البليد بيانه بغريب لفـظ لم تذره سقاته وإذا التـفت إلى التقى صادفته 65 فالليل فيه قيامه متهجدا يطـوي الثـلاث تعفـفا وتكرما وتراه عريان اللسان من الخنا وعلى الذي يرضي الآءله هجومه فمضـى بريـئا لم تشنه ذنوبه 70 ومفاخر ما شئت إن عددتها تعلو على من رام يوما نيلها أمديشـق على الرجال مرامه فالفائزات قداحه وسهامه فجلاؤها وشفاؤها أحكامه 60 عـوجا إليها مصغيات هامه فيـعي وينـشيء فهمه إفهامه ولطيف معنى لم يفض ختامه من كل بر وافـرا إقامه يتلو الكتاب وفي النهار صيامه حتى يصادف زاده معتامه لا يهتـدي للامر فيه ملامه وعن الذي لا يرتضى احجامه يوما ولا ظـفرت به آثامه فالسيل أطبـق لا يعد ركامه من يـذبل هضباتـه واكامه
    وقال في الجزء الرابع من ديوانه يرثي الإمام السبط الشهيد عليه السلام في يوم عاشوراء سنة 427 :
أما ترى الربع الذي أقفرا لو لم أكن صبا لسكانه رأيتـه بعد تمام لـه كأنني شكا وعلما به 5 وقفت فيه اينقا ضمرا لي بأناسي شغل عن هوى أجل بأرض الطف عينيك ما حكم فيهم بغي أعدائهم تخـال من لئلا أنوارهم عراه من ريب البلى ما عرا؟ لم يجر من دمعي له ما جرى مقلبا أبطـنه أظـهـرا أقرأ من أطلاله أسطرا شذب من أوصالهن السرى ومعشري أبكي لهم معشرا بين أناس سربلوا العثيرا عليهم الذؤبان والأنـسرا ليل الفيافي بهم مقمرا
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس