كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 311 ـ 320
(311)
( الشاعر )
    هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي المؤيد في الدين داعي الدعاة ، أوحدي من حملة العلم ، وفذ من أفذاذ الأمة ، وعبقري من جلة أعلام العلوم العربية ، نابغة من نوابغ الأدب العربي ، وله نصيبه الوافر من القريض بلغة الضاد وإن ولد في قاعة الفرس ونشأ في مهدها ، كان من الدعاة إلى الفاطمية منذ بلغ أشده في كل حاضرة حل بها ، وله في تلك الدعوة خطوات واسعة ، وهو كما وصف نفسه للمستنصر بالله بقوله في سيرته ص 99 : وأنا شيخ هذه الدعوة ويدها ولسانها ومن لا يماثلني أحد فيها.
    وقد كابد دون تلك الدعوة كوارث ، وقاسى نوازل ملمة ، وعانى شدائد فادحة ، غير أنه كان يستخف وراثها كل هامة ولامة ، ولم يك يكترث لأي نازلة.
    ولد بشيراز حوالي سنة 390 كما يظهر من شعره ، وبها شب ونما إلى أن غادرها سنة 429 ويمم الأهواز وفارق مسقط رأسه خائفا يترقب فرقا من السلطان أبي كاليجار بعد ما جرى بينه وبين الملك ما يورث البغضاء ، وما تأتى له اقتناء مرضاته بأرجوزته ( المسمطة ) في 153 بيتا ذكرها في سيرته ص 48 ـ 54 فنزل الأهواز غير أن هواجسه ما حدثته بالطمأنينة إلى الأمن من غيلة الملك فهبط حلة منصور بن الحسين الأسدي الذي ملك الجزيرة الدبيسية بجوار خوزستان ، ومكث هنالك نحو سبعة أشهر ، ثم اتجه إلى قرواش أبي المنيع إبن المقلد أمير بني عقيل صاحب الموصل والكوفة و الأنبار ، فلما لم يجده آخذا بناصره في دعوته سار إلى مصر بعد سنة 436 وقبل سنة 439 ومكث فيها ردحا من الزمن إلى أن غدا وله بعض النفوذ في البلاد ، فسير إلى الشام باقتراح الوزير عبد الله بن يحيى بن المدبر ، ثم عاد إلى مصر بعد مدة ، فقطن فيها بقية حياته إلى أن توفي بها سنة 470.
    وللمؤيد آثار علمية تنم عن طول باعه في الحجاج والمناظرة ، وعن سعة اطلاعه على معالم الدين ومباحثه الراقية ، وتضلعه في علمي الكتاب والسنة ووقوفه على ما فيهما من دقائق ورقائق ، له رسائل ناظر بها أبا العلاء المعري في موضوع أكل اللحم ، نشرت في مجلة ( الجمعية الملكية الآسيوية ) سنة 1902 م. ومناظرته القيمة مع علماء شيراز


(312)
في حضرة السلطان أبي كاليجار تعرب عن مبلغه من العلم ، ذكرها على تفصيلها في سيرته ص 16 ـ 30.
    ومناظرته مع الخراساني المذكورة في سيرته ص 30 ـ 43 شاهد صدق على تضلعه في العلوم وذكر للمؤيد من التأليف.
    1 ـ المجالس المؤيدية.
    2 ـ المجالس المستنصرية.
    3 ـ ديوان المؤيد.
    4 ـ سيرة المؤيد.
    5 ـ شرح العماد.
    6 ـ الايضاح والتبصير في فضل يوم الغدير.
    7 ـ الابتداء والانتهاء.
    8 ـ جامع الحقائق في تحريم اللحوم والألبان.
    9 ـ القصيدة الاسكندرية وتسمي أيضا بذات الدوحة.
    10 ـ تأويل الأرواح.
    11 ـ نهج العبارة.
    12 ـ المسائلة والجواب.
    13 ـ أساس التأويل. وفي نسبة غير واحد من هذه الكتب إلى مترجمنا المؤيد نظر وللبحث فيه مجال واسع.
    توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب أفرده في سيرته بين سنة 429 وسنة 450 ، وهو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته طبع بمصر في 184 صحيفة ، وللأستاذ محمد كامل حسين المصري بكلية الآداب دراسة ضافية حول حياة المترجم بحث عنها من شتى النواحي في 186 صحيفة (1) وجعلها تقدمة لديوانه المطبوع بمصر ، ففي الكتابين مقنع وكفاية عن التبسط في ترجمة المؤيد (2) .
1 ـ فيها مواقع للنظر عند ما نهى سيره إلى الآراء المذهبية.
2 ـ المؤيد شعره وترجمته من أولها إلى آخرها من ملحقات الطبعة الثانية.


(313)
القرن الخامس
43
الجبري المصري
يا دار غادرني جديد بلاك أم أنـت عما أشتكيه من الهوى ضفناك نستقري الرسوم فلم نجد ورسيـس شـوق تمتري زفراته ما بال ربعـك لا يبل ؟ كأنما طلت طلولك دمع عيني مثـلما وأرى قتيلك لا يديه قاتل هيجـت لي إذ عجت ساكن لوعة لما وقنت مسلما وكأنما وكفت عليك سماء عيني صيبا سقيا لعهدي والهوى مقضية والعيش غض والشباب مطية أيام لاواش يـطاع ولا هوى وشفيعنا شرخ الشبيبة كلما ولئن أصارتك الخطوب إلى بلى فلطالما قضيت فيك مأربي ما بين حور كالنجوم تزينت هيف الحصور من القصور بدت لنا يجمعن من مرح الشبيبة خفة ويصدن صادية القلوب بأعين رث الجديد فهل رثيت لذاك؟! عجماء مذ عجم البلى مغـناك ؟! إلا تباريح الهموم قراك عبراتنا حتـى تبل ثراك يشكـو الذي أنا من نحولي شاك 5 سفـكت دمي يوم الرحيل دماك وفتـور ألحـاظ الظباء ظباك بالساكنيك تشبها ذكراك ريا الأحبـة سقت من رياك لو كف صوب المزن عنك كفاك 10 أوطاره قبل احتكام نـواك للهو غير بطيئة الادراك يعصى فنقصى عنك إذ زرناك رمنا القصاص من اقتناص مهاك ولحاك ريب صروفها فمحاك 15 وأبحت ريعان الشباب حماك منها القلائد للبدور حـواكي منها الأهلة لا من الأفلاك المتغزلين وعفة النساك نجل كصيد الطير بالاشراك 20


(314)
من كل مخطفة الحشا تحكي الرشا هيفاء ناطقة النطاق تشكيا وكأنما من ثغرها من نحرها عذب الرضاب كأن حشو لثاتها 25 تلك التي ملكت علي بدلها إن الصبى يا نفس عز طلابه والشيب ضيف لا محالة مؤذن وتزودي من حـب آل محمد فلنعم زاد للمعاد وعدة 30 وإلى الوصي مهم أمرك فوضي وبه ادرئي في نحر كل ملمة وبحبه فتمسكي أن تسلكي لا تجهلي وهـواه دأبك فاجعلي فسواء انحرف امرؤ عن حبه 35 وخذي البرائة من لظى ببراءة وتجنبي إن شئت أن لا تعطبي وإذا تشابهت الأمور فعولي خير الرجال وخير بعل نساءها وتعوذي بالزهر من أولاده 40 لا تعدلي عنهم ولا تستبدلي فهم مصابيح الدجى لذوي الحجى وهم الأدلة كالأهلة نورها وهم الصراط المستقيم فأرغمي جيدا وغصن البان لين حراك من ظـلم صامتة البرين ضناك (1) در تباكره بعـود أراك مسكا يعل به ذرى المسواك قلبي فكانت أعنف الملاك ونهتك عنه واعـظات نهاك برداك فاتبعي سبيل هداك زادا متى أخلصته نجاك للحشر إن علقت يداك بذاك (2) تصلي بـذاك إلى قصي مناك وإليه فيها فاجعلي شكواك بالزيغ عنه مسالك الهلاك أبدا وهجر عداه هجر قلاك أو بات منطويا على الاشراك من شانئيه وامحضيه هواك رأي ابن سلمى فيه وابن صهاك في كشف مشكلها على مولاك والأصل والفرع التـقي الزاكي من شر كل مضلل أفاك بهم فتحظى بالخسار هـناك والعروة الوثقى لذي استمساك يجلو عمى المتحير الشكاك بهواهم أنف الذي يلحاك

1 ـ البرين بالضم جمع بره : الخلخال.
2 ـ للحشران ظفرت بذاك يداك. كذا في نسخة.


(315)
وهم الأئمـة لا إمام سواهم يا أمـة ضلت سبيل رشادها لئـن ائتـمنت على البرية خائنا أعـطاك إذ وطـاك عـشوة رأيه فتبعته وسخيف دينك بعته لقد اشتريت به الضلالة بالهدى وأطعته وعصيت قول محمد خلـفت واستخلفت من لم يرضه خلـت اجـتهادك للصـواب مؤديا لقد اجتريت على اجتراح عظيمة ولقد شقـقت عصا النبي محمد وغدرت بالعـهد المؤكد عقده فلتعلمن وقد رجعت به على الأعقاب أعن الوصي عدلت عادلة به ولتسـألن عن الولاء لحيدر قسـت المحيط بكل علم مشـكل بالمعتريه – كما حكي ـ شيطانه والضـارب الهامات في يوم الوغى إذ صاح جبريل به متعجـبا لا سـيف إلا ذو الفـقار ولا فتى بالهارب الفـرار من أقرانه والقاطـع الليل البهيم تهجدا بالتارك الصلوات كفرانا بها أبعد بهـذا من قياس فاسد فـدعي لتيـم وغيرها دعواك إن الذي استرشدته أغـواك 45 للنفس ضيعـها غداة رعاك خـدعا بحبـل غرورها دلاك مغـترة بالنزر من دنياك لما دعاك بمكره فدهاك فيـما بأمر وصيه وصاك 50 للدين تابـعة هـوى هـواك هيهات من أداك بـل أرداك جعلت جهـنم في غد مثواك وعققت من بعد النبي أباك يوم ( الغدير ) له فما عذراك 55 ناكصـة به على عقباك من لا يساوي منه شسع شراك ؟! وهـو النعيم شقاك عنه ثناك (1) وعر مسالكه على السلاك وكفاه عنه بنفسه من حاكي 60 ضربا يقد به إلى الأوراك من بأسـه وحسامه البتـّاك إلا علي فاتـك الفتاك والحـرب يذكيها قنا ومذاكي بفـؤاد ذي روع وطرف باكي 65 لولا الرياء لطـال ما راباك لم تـأت فيه أمـة مأتاك

1 ـ ثناك عنه شقاك. كذا في نسخة.

(316)
أو ما شهدت له مواقف أذهبت من معجـزات لا يقوم بمثلها 70 كالشمـس إذ ردت عليه ببابل والريـح إذ مرت فقال لها : احملي فجرت رجاء بالبـساط مطيعـة حتـى إذا وافـى الرقيم بصحبه قال : السلام عليكم فتبادروا 75 عن غيره فبدت ضغاين صدر ذي والميت حين دعا به من صرصر لا تـدعي ما ليـس فيك فتندمي والخف والثعبان فيه آية والسطل والمنديل حين أتى به 80 ودفاع أعظم ما عراك بسيفه ومقامه ـ ثبت الجنانبخيبر والـباب حين دحى به عن حصنهم والطائر المشـوي نص ظاهر والصخرة الصما وقد شف الظما 85 والماء حين طغى الفرات فأقبلوا قالوا : أغثـنا يا بن عم محمد فأتى الفرات فقال : يا أرض ابلعي فأغاضه حتى بـدت حصباؤه ثم استعادوه فعاد بأمره 90 مولاك راضية وغضبي فاعلمي عنك اعتراك الشك حين عراك ؟! إلا نبي أو وصـي زاكي لقـضاء فـرض فائت الادراك طـوعا ولي الله فوق قواك أمر الإلـه حثيـثة الايشاك (1) ليـزيل عنه مرية الشـكاك بالرد بعد الصمت والامساك حنق لستر نفاقه هتاك فأجابه وأبيت حين دعاك عند امتحـان الصدق من دعواك فتيقـظي يأويك من عمياك جـبريل حسـبك خـدمة الأملاك في يوم كل كريهة وعراك والخـوف إذ وليت حشو حشاك سبعين باعا في فضا ؟ دكداك لولا جـحودك ما رأت عيناك منها النفوس دحى بها فسقاك ما بين باكية إليه وباكي فالماء يـؤذننا بـوشك هلاك طـوعا بأمر الله طـاغي ماك من فوق راسخة من الأسماك يجري على قدر ، ففيم مراك ؟! سيان سخطـك عنده ورضاك

1 ـ وفي نسخة :
فغدت رخاء بالبساط مطيعة أمر الإله حثيثة الادراك

(317)
يا تيم تيمك الهـوى فأطعتـه ومنعت إرث المصطـفى وتراثه وبسطـت أيدي عبد شمس فاغتدت لا تحسبيك بريئـة مما جرى يا آل أحمد كم يكابد فيكم كبـدي بكم مقروحة ومدامعي وإذا ذكرت مصابكم قال الأسى وابكي قتيلا بالطفوف لأجله إن تبكهم في اليوم تلقاهم غدا يا رب فاجعل حبهم لي جنة واجـبر بها الجبري رب وبره وبهم إذا أعداء آل محمد وعن البـصيرة يا عدي عداك ووليتـه ظلما ، فمن ولاك ؟! بالظـلم جارية على مغـناك والله ما قـتل الحسين سواك كبـدي خطوبا للقلوب نواكي 95 مسفوحة وجوى فـؤادي ذاكي لجـفوني : اجتنبي لذيد كراك بكـت السماء دما فحق بكاك عيني بوجه مسفـر ضحاك من موبـقات الظـلم والاشراك من ظالم لدمائهم سفاك غلقت رهونهم ـ فجد بفكاك (1)
( الشاعر )
    ابن جبر المصري أحد شعراء مصر على عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله المولود سنة 420 والمتوفى 487 ، ذكر المقريزي في الخطط ج 2 ص 365 موسما من مواسم فتح الخليج في أيام المستنصر وقال : وتقدم شاعر يقال له : ابن جبر وأنشأ قصيدة منها :
فتح الخليج فسال منه ماء فصفت موارده لنا فكأنه وعلت عليه الراية البيضاء كـف الإمام فعرفها الاعطاء
    فانتقد الناس عليه في قوله : فسال منه الماء وقالوا : أي شيئ يخرج من البحر غير الماء ؟ فضيع ما قاله بعد هذا المطلع.
    وهنالك قصائد غديرية لابن طوطي الواسطي ، والخطيب المنبجي ، وعلي بن أحمد المغربي ، من شعراء القرن الخامس توجد مبثوثة في مناقب ابن شهر آشوب ، و
1 ـ أخذتها من نسخة عتيقة جدا مكتوبة في القرون الوسطى وتوجد ناقصة منها تسعة أبيات في أعيان الشيعة في الجزء الخامس عشر ص 263.

(318)
تفسير أبي الفتوح الرازي ، والصراط المستقيم للبياضي ، والدر النظيم في الأئمة اللهاميم لابن حاتم الدمشقي ، وغيرها لم نذكرها لعدم عرفاننا بترجمة أولئك الشعراء وتاريخ حياتهم ، غير أنهم من شعراء هذه الأثارة مأثرة الغدير ومنضدي عقودها وناظمي حديثها من الذين استفادوا من لفظه معنى الإمامة والمرجعية الكبرى في الدين والأولوية بالناس من أنفسهم.


(319)
شعراء الغدير
في القرن السادس
44
أبو الحسن الفنجكردي
المولود 433
المتوفى 513
لا تنكرن غدير خـم إنه ما كان معروفا بإسناد إلى فيه إمامـة ( حيدر ) وكماله أولى الأنام بأن يوالي ( المرتضى ) كالشمس في إشراقها بل أظهر خير البرايا أحمد لا ينكر وجلاله حتى القيامة يذكر من يأخـذ الأحـكام منه ويأثـر
( ما يتبع الشعر )
    هذه الأبيات نسبها إلى الفنجكردي شيخنا الفتال في ( روضة الواعظين ) ص 90 وهو أحد معاصريه ، وذكرها ابن شهر آشوب في ( المناقب ) ج 1 ص 540 طبع ايران ، والقاضي الشهيد في ( مجالس المؤمنين ) ص 234 ، وصاحب ( رياض العلماء ) وقطب الدين الأشكوري في ( محبوب القلوب ).
    وذكر له في ( مناقب ) ابن شهر آشوب ج 1 ص 540 و ( مجالس المؤمنين ) ص 234 ، و ( رياض العلماء ) قوله :
يوم الغدير سوى العيدين لي عيد نال الإمامة فيه ( المرتضى ) وله يقول ( أحمد ) خير المرسلين ضحى والحمد لله حمدا لا انقضاء له يوم يسر به السادات والصيد فيه من الله تشريف وتمجيد في مجمع حضرته البيض والسود له الصنايع والألطاف والجود
    إن الشاعر كما سيوافيك في الترجمة من أئمة اللغة الواقفين على حقايق معاني الألفاظ وتصاريفها ، ومن المطلعين على معاريض الكلام ولحن القول وفحوى التعابير ،


(320)
وقد استفاد من لفظ المولى معنى الإمامة والمرجعية في أحكام الدين ، فنظم ذلك في شعره الدري فهو من الحجج لما نتحراه في معنى الحديث الشريف.
( الشاعر )
    الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد الفنجكردي (1) النيسابوري ، من أساتذة الأدب المحنكين المتقدمين فيه بالإمامة والتضلع ، وهو مع ذلك معدود من أعاظم حملة العلم ، ومشيخة الحديث البارعين ، ففي ( الأنساب ) للسمعاني : أبو الحسن الفنجكردي علي بن أحمد الأديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة ، الباقيين معه على هرمه وطعنه في السن ، قرأ أصول اللغة على يعقوب بن أحمد الأديب وغيره وكان عفيفا خفيفا ظريف المجاورة قاضيا للحقوق محمود الأحوال ، أصابته علة أزمنته ومنعته من الخروج وطعن في السن فتأخر عن الزيارة بالقدم فاستناب عنها التعهد بالعلم ، سمع الحديث من القاضي الناصحي (2) وكتب لي الإجازة لجميع مسموعاته وحدثني عنه جماعة من مشايخنا وتوفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة 513 وصلوا عليه في الجامع القديم ودفن بالحيرة (3) في مقبرة نوح.
    وفي ( معجم الأدباء ) ج 5 ص 103 : كان أديبا فاضلا ذكره الميداني في خطبة كتاب ( السامي ) وأثني عليه ومات سنة 512 : عن ثمانين سنة وذكره البيهقي في ( الوشاح ) فقال : الإمام علي بن أحمد الفنجكردي الملقب بشيخ الأفاضل ، أعجوبة زمانه ، وآية أقرانه ، وشيخ الصناعة ، والممتطي غوارب البراعة ، وذكره عبد الغفار الفارسي فقال : علي بن أحمد الفنجكردي الأديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة ، قرأ اللغة على يعقوب بن أحمد الأديب وغيره وأحكمها وتخرج فيها ، وأصابته علة لزمته في آخر عمره ومات بنيسابور في ثالث عشر رمضان سنة 513. ا ه‍.
1 ـ بفتح الفاء وسكون النون وضم الجيم أو سكونها وبكسر الكاف وسكون الراء وبعدها الدال المهملة نسبة إلى ( فنجكرد ) قرية من نواحي نيسابور ( الأنساب ).
2 ـ أبو الحسن محمد بن محمد بن جعفر المتوفى 479.
3 ـ محلة كبيرة بنيسابور فيها كانت جبانة نوح ولعلها سميت بالحيرة لنزول جمع من أهل حيرة الكوفة بها.
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس