كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 321 ـ 330
(321)
    ومدحه معاصره الكاتب أبو إبراهيم أسعد بن مسعود العتبي (1) كما في ( معجم الأدباء ) ج 2 ص 242 بقوله :
يا أوحد البلغاء والأدباء يا من كأن عطاردا في قلبه يا سيد الفضلاء والعلماء يملي عليه حقايق الأشياء
    وذكره السيوطي في ( بغية الوعاة ) ص 329 بما يقرب من كلام الحموي صاحب المعجم وحكى عن ( الوشاح ) أنه مات سنة 513 عن ثمانين سنة وروى له قوله :
زماننا ذا زمان سوء هل يبصر المسلمون فيه فكلهم منه في عناء لا خير فيه ولا صلاحا لليل أحزانهم صباحا ؟! طوبى لمن مات فاستراحا
    وعبر عنه معاصره شيخنا الفتال في ( روضة الواعظين ) بالشيخ الإمام تارة وبالشيخ الأديب أخرى ، وترجمه وأطراه القاضي في ( المجالس ) ص 234 ، وصاحب ( رياض العلماء ) و ( روضات الجنات ) ص 485 ، و ( الشيعة في فنون الاسلام ) ص 136 ، وذكر ابن شهر آشوب في ( معالم العلماء ) له كتاب ( تاج الأشعار وسلوة الشيعة ) قال : وهي أشعار أمير المؤمنين عليه السلام وينقل عنه في كتابه ( مناقب آل أبي طالب (2) ) كما أن شيخنا قطب الدين الكيدري (3) جعله من مصادر كتابه ( أنوار العقول من أشعار وصي الرسول ) ، ونص فيه بأن الفنجكردي قد جمع في كتابه ( تاج الأشعار ) مائتي بيت من شعر أمير المؤمنين عليه السلام وترجمه سيدنا صاحب ( رياض الجنة ) في الروضة الرابعة وذكر له قوله :
إذا ذكرت الغر من هاشم فقل لمن لامك في حبه تنافرت عنك الكلاب الشارده : خانتك في مولودك الوالده
    قال الأميني : أشار المترجم بهذين البيتين إلى ما ورد في جملة من الأحاديث من أن أمير المؤمنين عليه السلام لا يبغضه إلا دعي وإليك منها :
1 ـ ولد سنة 404 وتوفي في جمادى الأولى 494.
2 ـ راجع ج 2 ص 99 و 139 و 176.
3 ـ هو الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين البيهقي النيسابوري شارح نهج البلاغة توفي حدود سنة 574.


(322)
    1 ـ عن أبي سعيد الخدري قال : كنا معشر الأنصار نبور (1) أولادنا بحبهم عليا رضي الله عنه ، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا (2) .
    2 ـ عبادة بن الصامت كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة (3) .
    قال الحافظ الجزري في ( أسنى المطالب ) ص 8 بعد ذكر هذا الحديث : وهذا مشهور من قديم وإلى النوم أنه ما يبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد الزنا.
    3 ـ أخرج الحافظ الحسن بن علي العدوي قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي عن أبي عيينة عن ابن الزبير عن جابر قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.
    رجاله رجال الصحيحين كلهم ثقات.
    4 ـ أخرج الحافظ ابن مردويه عن أحمد بن محمد النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد قال سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : قال أنس بن مالك : ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    5 ـ أخرج ابن مردويه عن أنس في حديث : كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي رضي الله عنه فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه : يا بني تحب هذا الرجل ؟! فإن قال : نعم. قبله.
    وإن قال : لا ، خرق به الأرض وقال له : إلحق بأمك.
    6 ـ أخرج الحافظ الطبري في كتاب الولاية بإسناده عن علي عليه السلام إنه قال : لا يحبني ثلاثة : ولد الزنا.
    ومنافق. ورجل حملت به أمه في بعض حيضها.
    7 ـ أخرج الحافظ الدارقطني وشيخ الاسلام الحموي في فرائده بإسنادهما عن أنس مرفوعا قال : إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر ثم ينادي مناد من بطنان العرش : أين محمد ! فأجيب : فيقال لي : ارق. فأكون أعلاه ثم ينادي الثانية : أين علي ! فيكون دوني بمرقاة
1 ـ باره يبوره بورا : جربه واختبره.
2 ـ أسنى المطالب للحفاظ الجزري ص 8 ، شرح ابن أبي الحديد 1 ص 373 ، وهناك تصحيف
3 ـ أسنى المطالب ص 8 ، نهاية ابن الأثير 1 ص 118 ، الغريبين للهروي وفي لفظه : نسبر مكان نبور ، لسان العرب 5 ص 154 ، تاج العروس 3 ص 61.


(323)
فيعلم جميع الخلايق أن محمدا سيد المرسلين وأن عليا سيد المؤمنين (1) : قال أنس : فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله : من يبغض عليا بعد ؟! فقال : يا أخا الأنصار لا يبغضه من قريش إلا سفحي ، ولا من الأنصار إلا يهودي ، ولا من العرب إلا دعي ، ولا من ساير الناس إلا شقي.
    هذا الحديث ضعفه السيوطي لمكان إسماعيل بن موسى الفزاري في سنده.
    وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال مطين : كان صدوقا.
    وقال النسائي : لا بأس به.
    وعن أبي داود : إنه صدوق في الحديث روى عنه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد ، وأبو داود والترمذي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، والساجي ، وأبو يعلى وغيرهم.
    ولم يذكر غمز فيه عن أحد من هؤلاء الأعلام ، نعم : ذنبه الوحيد أنه شيعي علوي المذهب.
    8 ـ عن أبي بكر الصديق قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : معشر المسلمين ! أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، ولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ المولد (2) .
    9 ـ عن أبي مريم الأنصاري عن علي عليه السلام قال : لا يحبني كافر ولا ولد زنا (3) .
    10 ـ أخرج ابن عدي والبيهقي وأبو الشيخ والديلمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : من لم يعرف عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى الثلاث : إما منافق. و إما ولد زانية.
    وإما امرؤ حملت به أمه في غير طهر (4) .
    11 ـ روى المسعودي في ( مروج الذهب ) ج 2 ص 51 عن كتاب الأخبار لأبي الحسن علي بن محمد بن سليمان النوفلي بإسناده عن العباس بن عبد المطلب قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي بن أبي طالب فلما رآه أسفر في وجهه فقلت : يا رسول الله ! إنك لتسفر في وجه هذا الغلام.
    فقال : يا عم رسول الله والله لله أشد حبا له مني ، ولم يكن نبي إلا وذريته الباقية بعده من صلبه وإن ذريتي بعدي
1 ـ في لفظ الحموي ، الوصيين.
2 ـ الرياض النضر ، للحافظ محب الدين الطبري 2 ص 189.
3 ـ شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 373.
4 ـ الصواعق لابن حجر ص 103 ، 139 ، الفصول المهمة 11 ، الشرف المؤبد ص 103 وليس فيه كلمة : والعرب.


(324)
من صلب هذا ، إنه إذا كان يوم القيامة دعى الناس بأسمائهم وأسماء أمهاتهم إلا هذا وشيعته فإنهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم لصحة ولادتهم.
    12 ـ عن ابن عباس قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : رأيت النبي صلى الله عليه وآله عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه فقلت : ومن هذا الذي يلعنه رسول الله ؟! قال : هذا الشيطان الرجيم.
    فقلت : والله يا عدو الله لأقتلنك ولأريحن الأمة منك. قال : والله ما هذا جزائي منك.
    قلت : وما جزاؤك مني يا عدو الله ؟! قال : والله ما أبغضك أحد قط إلا شركت أباه في رحم أمه.
    أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 2 ص 290 ، والكنجي في ( الكفاية ) ص 21 عن أربع من مشايخه.
    روى شيخ الاسلام الحموي في فرايده في الباب الثاني والعشرين من طريق أبي الحسن الواحدي بإسناده ، والزرندي في ( نظم درر السمطين ) عن الربيع بن سلمان قال : قيل للشافعي : إن قوما لا يصبرون على سماع فضيلة لأهل البيت فإذا أراد أحد يذكرها يقولون : هذا رافضي قال : فأنشأ الشافعي يقول :
إذا في مجلس ذكروا عليا فأجرى بعضهم ذكرى سواهم إذا ذكروا عليا أو بنيه وقال : تجاوزا يا قوم ! هذا برئت إلى المهيمن من أناس على آل الرسول صلاة ربي وسبـطيه وفاطمة الزكيه فأيـقن انه لسلقلقيه تشاغل الروايات الدنيه فهـذا من حديث الرافضيه يرون الرفض حب الفاطميه ولعنتـه لتلك الجاهليه
    وقد نظم هذه الأثارة كثير من الشعراء قديما وحديثا يضيق المجال بذكر شعرهم ومنه قول الصاحب ابن عباد :
بحـب علي تزول الشكوك فمهما رأيت محـبا لـه ومهما رأيت بغيضا له فمهّـد على نـُصبه عذره وتصفو النفوس ويزكو النجار فثم العلاء وثم الفخار ففي أصلـه نسـب مستعار فحيـطان دار أبيه قصار


(325)
    وقال أيضا :
حب علي بن أبي طالب وأم من نابذه عاهـر فرض على الشاهد والغائب تبـذل للنازل والراكب
    وقال ابن مدلل :
ولقد روينا في حديث مسند إني سألت المرتضى لم لم يكن فأجابني بإجابة طابت لها : الله فضلني وميـز شيعتي ورواية أخرى إذا حشر الورى : للناصبين يقال : يا بن فلانة كتـموا أبا هذا لخبـث ولادة عما رواه حـذيفة بن يمان عقد الولاء يصيب كل جنان؟! نفسي وأطربني لها استحساني من نسل أرجاس البعول زوان يوم المعاد رويت عن سلمان ويقال : للشيعي : يا بن فلان ولطيب ذا يدعى بلا كتمان


(326)
القرن السادس
45
ابن منير الطرابلسي
ولد 437
توفي 548
عذبت طرفي بالسهـر ومزجت صفو مودتي ومنحت جثماني الضنى وجـفوت صبا ما له 5 يا قلب : ويحك كم تخادع وإلى م تكلـف بالأغن لئـن الشـريف الموسوي أبـدى الجحود ولم يرد واليت آل أمية الطهر 10 وجحدت بيعة ( حيدر ) وأكـذب الراوي وأطعن وإذا رووا خبر ( الغدير ) ولبـست فيه من الملابس وإذا جرى ذكر الصحابة 15 قلـت : المقدم شيخ تيم ما سل قـط ظبا على كلا ولا صـد البتول وأقول : إن يـزيد ما وأذبـت قلبي بالفكر من بعد بعدك بالكدر وكحلت جفـني بالسهر عن حسن وجهك مصطبر بالغرور ؟! وكم تغر ؟! من الظـباء وبالأغر ؟! ابن الشـريف أبي مضر إلي مملوكي تتر الميامين الغرر وعدلت عنه إلى عمر في ظـهور المنتظر أقول : ما صح الخبر ما اضمحـل وما دثر بين قوم واشتهر ثم صاحبه عمر آل النبي ولا شـهر عن التراث ولا زجر شـرب الخـمور ولا فجر


(327)
ولجيشـه – بالكف عن والشمر ما قتل الحسين وحلقت في عشر المحرم ونويت صوم نهاره ولبسـت فيه أجل ثوب وسهرت في طبخ الحبوب وغدوت مكتحلا أصافـح ووقـفت في وسط الطريق وأكلت جرجير البقول وجعلتها خير المـآكل وغسلـت رجلي حاضرا آمين أجهر في الصلاة وأسـن تسنيم القبور وأقول في يوم تحار والصحـف ينـشر طيها : هـذا الشـريف أضلني فيـقال : خـذ بيد الشريف لواحـة تسطـو فما والله يغـفـر للمـسيئ إلا لمن جـحد الوصي فاخـش الإله بسوء فعلك أبناء فاطـمة ـ أمر ولا ابن سعد ما غدر 20 ما استطـال من الشعر وصيام أيام أخر للمواسم يدخر من العشاء إلى السحر من لقيت من البشر 25 أقـص شـارب من عبر بلحم جري الحـفـر والفواكه والخـضـر ومسحت خفي في السفر بها كمن قبلي جهر 30 لكل قبر يحتـفر لـه البصيرة والبصر والنار ترمى بالشرر بعد الهـداية والنظر فمستقر كما سقر 35 تبـقي عليه وما تذر إذا تنصل واعتـذر ولاءه ولمن كـفر واحتـذر كل الحـذر
( ما يتبع الشعر )
    هذه القصيدة المعروفة ب‍ [ التترية ] ذكرها بطولها 106 بيتا ابن حجة الحموي في ( ثمرات الأوراق ) 2 ص 44 ـ 48 ، وذكر منها في كتابه [ خزانة الأدب ] 68 بيتا ، وتوجد برمتها في تذكرة ابن العراق ، ومجالس المؤمنين ص 457 ، نقلا عن التذكرة ،


(328)
و ( أنوار الربيع ) للسيد علي خان ص 359 ، وكشكول شيخنا البحراني صاحب الحدائق ص 80 ، ونامه دانشوران 1 ص 385 ، وتزيين الأسواق للأنطاكي ص 174 ، ونسمة السحر فيمن تشيع وشعر ، وذكر الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل منها تسعة عشر بيتا.
    أرسل ابن منير إلى الشريف المرتضى الموسوي (1) بهدية مع عبد أسود له فكتب إليه الشريف : أما بعد فلو علمت عددا أقل من الواحد أو لونا شرا من السواد بعثت به إلينا والسلام.
    فحلف ابن منير أن لا يرسل إلى الشريف هدية إلا مع أعز الناس عليه فجهز هدايا نفيسة مع مملوك له يسمى [ تتر ] وكان يهواه جدا ويحبه كثيرا ولا يرضى بفراقه حتى أنه متى اشتد غمه أو عرضت عليه محنة نظر إليه فيزول ما به ، فلما وصل المملوك إلى الشريف توهم أنه من جملة هداياه تعويضا من العبد الأسود فأمسكه وعزت الحالة على ابن منير فلم ير حيلة في خلاص مملوكه من يد الشريف إلا إظهار النزوع عن التشيع إن لم يرجعه إليه وإنكار ما هو المتسالم عليه من قصة الغدير وغيرها ، فكتب إليه بهذه القصيدة ، فلما وصلت إلى الشريف تبسم ضاحكا وقال : قد أبطأنا عليه فهو معذور ، ثم جهز المملوك مع هدايا نفيسة ، فمدحه ابن منير بقوله :
إلى المرتضى حث المـطي فإنه ترى الناس أرضا في الفضايل عنده إمام على كل البرية قد سما ونجل الزكي الهاشمي هو السما
    وقد خمس [ التترية ] العلامة الشيخ إبراهيم يحيى العاملي (2) وهو بتمامه مع القصيدة مذكور في مجموعة شيخنا العلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء ، وفي الجزء الأول من ( سمير الحاضر ومتاع المسافر ) له ، وفي ( المجموع الرائق ) ص 727 لزميلنا العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم أوله :
أفدي حبيبا كالقمر ناديتـه لما سفر

1 ـ كان نقيب الأشراف بالعراق والشام وغالب الممالك ورئيس أهل هذا المذهب وغيرهم وكان بينه وبين مهذب الدين مودة ( تزيين الأسواق ص 174 ) ومهذب الدين هو أبو الحسن علي بن أبي الوفاء الموصلي الشاعر المقدم توفي سنة 543.
2 ـ أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر تأتي هناك ترجمته.


(329)
يا صاحب الوجه الأغر عذبت طرفي بالسهر
وأذبـت قلبي بالفكر
أبلى صـدودك جدتي وأطلت فيها مدتي وتركتني في شدتي ومزجـت صفو مودتي
من بعد بعدك بالكدر
    ولهذه القصيدة أشباه ونظائر في معناها سابقة ولاحقة ، منها : 1 ـ مدح الخالديان أبو عثمان سعيد بن هاشم وأخوه أبو بكر محمد [ من شعراء اليتيمة ] الشريف الزبيدي أبا الحسن محمد بن عمر الحسيني فأبطأ عليهما بالجائزة وأراد السفر فدخلا عليه وأنشداه :
قال للشريف المستجار به وابن الأئمـة من قريش : أقـسمت بالرحمن و لأن الشـريف مضى ولم لنشـاركن بني أمية ونقول : لم يغـصب أبو ونـرى معاوية إماما ونقول : إن يـزيد ونعد طلحـة والزبير ويكـون في عنق الشريف إذا عدم المـطر والميامين الـغرر النعم المضاعف والوتر ينعم لعبديه النـظر في الضـلال المشتهر بكر ولم يظـلم عمر من يخـالفه كـفـر ما قتل الحسين ولا أمر من الميامين الغرر دخول عبـديه سقر
    فضحك الشريف لهما وأنجز جائزتهما.
    2 ـ حبس الشريف الحسن بن زيد الشهيد وزيره لتقصيره فكتب إلى الشريف بقوله :
أشكو إلى الله ما لقيت لأشتم الصالحين جهرا أمسح خفي ببطن كفي أحببت قوما بهم بليت ولا تشيعت ما بقيت ولو على جيفة وطيت
    3 ـ كتب أبو الحسن الجزار المصري [ الآتي ترجمته ] إلى الشريف شهاب


(330)
الدين ناظر الأهراء ليلة عاشوراء عندما أخر عنه إنجاز موعده بقوله :
قل لشهاب الدين ذي الفضل الندي : أقسم بالفرد العلي الصمد لأحضرن للهناء في غد والإثم في عنق الشريف الأمجد حتى نصبت وكسرت عددي والسيد ابن السيد ابن السيد إن لم يبادر لنجاز موعدي مكحل العينين مخضوب اليد لأنني جننت في التردد في شهر حزني وجزمت لددي
    4 ـ كتب القاضي جمال الدين علي بن محمد العنسي إلى شريف عصره قوله :
بالبيت أقسـم أو بأهل وبصـولة المولى الذي إن طال غصب مطهر لأقلدن أبا حنيفة 5 ولأسـمعن له وإن حبا لقوم أنزلوا أعني بهم أبناء خاقان ولأتركن الترك ترفل ولأنظـمن شواردا 10 وأسوقها زمرا إلى ولأبكين على الوزير أعني به حسنا وإن وأقول : إن سنانهم ما جار قط ولا أرا 15 وإذا جرى ذكر الخمور نزهتهم عنها سوا أستغفر الله العظيـم فالرأي رأيهم السـديد البيت سادات البـشر تاهت به عليا مضـر عمد الدراري واستـمر صاحب الرأي الأغر حل النبيذ المعتـصر بمطهر أقوى ضرر الميامين الـغرر من مديحي في حبر فيهم تحار لها الكفر زمر وتتلوها زمر بكل معنى مبتكر فعل القبيح فمغتفر سيف نضته يد القدر ق دما وبالتقوى أمر ومن حساها واعتصر لام المفند أو عذر سوى النبيذ إذا حضر وقد رووا فيه خبر
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس