كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 351 ـ 360
(351)
إن تسـألا عما لقيت فإنني لم أنتجع تمد النطاف ولم أقف لا مخفق أملى ولا كـذاب بمذانب وقـفت بها الأذناب
    وقال يمدحه :
أعندك أن وجدي واكتئابي وإن الهجر أحدث لي سلوا وإن الأربعين إذا تـولـت ولو لم ينهني شيب نهاني وأيام لها في كل وقت أقضيها وتحسب من حياتي وقد حـالت بنو رزيك بيني تراجع مذ رجعت إلى اجتنابي؟! يسكـن برده حر التهابي ؟! بريعان الصبا قبح التصابي ؟! صباح الشيب في ليل الشباب جنايات تجل عن العتاب 5 وقد أنفـقـتـهن بـلا حساب وبين الدهر بالمنن الرغاب
    ومنها :
ولولا الصالح انتاش القواقي وكنـت وقد تخيره رجائي ولم يخفـق بحمد الله سعيي ولكـن زرت أبلج يقتضيه لكان الفضل مجتنب الجناب كمن هجر السراب إلى الشراب إلى مصر ولا خاب انتخابي 10 نـداه عمارة الأمل الخراب
    ومنها :
أقمت الناصر (1) المحيي فأحيى وبث العدل في الدنيا فأضحى وأنـت شهاب حق وهو منه سعـى مسعاك في كرم وبأس فأصبـح معلم الطرفين لما وصنـت الملك من عزمات بدر بـأورع لم يـزل في كل ثغر مخـوف البأس في حرب وسلم رسوما كـن كالرسم اليباب قـطيع الشـاء يأنس بالذئاب بمنزلة الضـياء من الشهاب وشـب على خلائقك العذاب 15 حـوى شـرف انتساب واكتساب بميمون النقيبة والركاب زعيم القـب مضروب القباب وحد السيف يخشى في القراب

1 ـ هو الملك الناصر العادل بن الصالح بن رزيك ـ


(352)
    وقال يمدحه بقصيدة أولها :
إذا قدرت على العلياء بالغلب واخطب بألسنة الأغماد ما عجزت فـلا تعرج على سعي ولا طلب عن نيله ألسن الأشعار والخطب
    ويقول فيها :
ألـقى الكفيل أبو الغارات كلكه وداخلت أنفس الأيام هيبته بث الندى والردى زجرا وتكرمة في الرعب فما لحامل سيف أو مثقفة لما تمرد بهـرام وأسـرتـه صدعت بالناصر المحبي زجاجتهم أسرى إليهم ولو أسرى إلى الفلك الأع 10 في ليلة قدحت زرق النصال بها ظـنوا الشجاعة تنجيهم فقارعهم سقوا بأسـكر سكرا لا انقضاء له على الزمان وضاعت حيلة النوب حتى استرابت نفوس الشك والريب 5 فكل قلب رهين الرعب سوى التحمل بين الناس من إرب جهلا وراموا قراع النبع بالغرب وللزجاجـة صـدع غير منشعب لى لخـافت قلوب الأنجم الشهب نارا تشـب بأطراف القنا الأشب أبـو شجاع قريع المجد والحسب من قهوة الموت لا من قهوة العنب
    ومنها :
لله عزمة محيـي الدين كم تركت سما إليهم سمو البدر تصحبه 15 في فتية من بني رزيك تحسبهم بتربة الحي من خد امرئ ترب كواكب من سحـاب النقع في حجب عن جانبيه رحى دارت على قطب
    وقال يمدحه بقصيدة منها :
هل القلب إلا بضـعة يتقلب ؟ أم النفس إلا وهـدة مطمئنـة فـلا تلزمن الناس غير طباعهم فـإنك إن كشفتهم ربـما انجلي فتاركهم ما تاركوك فـإنهم ولا تغـترر منهم بحسن بشاشة لـه خاطر يرضى مرارا ويغضب تفيض شعاب الهم منها وتنضب ؟! فتتعب من طول التعاب ويتعبوا رمادهم من جـمرة تتلهب إلى الشر مذ كانوا من الخير أقرب فأكثر إيـماض البوارق خلب


(353)
واصـغ إلى ما قلته تنـتفـع به فما تنكر الأيام معرفتي بها وإني لأقوام جـذيل محـكـك عليم بما ترضى المروءة والتـقى حلبـت أفاويق الزمان براحـة وصاحبت هـذا الدهر حتى لقد غدت ودوخت أقـطار البـلاد كأنـني وعاشرت أقواما يـزيدون كثرة فما راقني في روضـهم قط مرتع تراني وإياهم فـريقين كلـنا فعندهم دنيا وعندي فضـيلة على أن ما عندي يدوم بقاؤه أناس مضـى صـدر من العمر عندهم رجوت بهم نيل الغني فوجدته وكسل عـزم المدح بعد نشاطه كأن القوافي حين تدعى لشكرهم أفوه بحـق كلما رمـت ذمهم وأصـدق إلا أن أريد مديحـهم ولو علموا صـدق المدائح فيهم ولكـن دروا أن الذي جاء مادحا وما زال هـذا الأمر دأبي ودأبهم إلى أن أذلتني الليالي وأعتبت فهاجرت نحـو الصالح الملك هجرة ولا تطرح نصـحي فأني مجرب ولا إنـني أدرى بهـن وأدرب وإني لأقوام عذيـق مرجـب خبير بما آتي وما أتجنب 10 تـدر بها أخلافه حين تخلب عجائبه من خبرتي تتعجـب إلى الريح اعزي أو إلى الخضر أنسب على الألـف أوعد الحصى حين يحسب ولا شاقني في وردهم قط مشرب 15 بما عنـده من عزة النفس معجب ولا شـك إن الفضل أعلى وأغلب علي ويفـني المال عنهم ويذهب اصعد ظـني فيهم وأصـوب كما قيل في الأمثال : عنقاء مغرب 20 نـدى ذمه عندي من المدح أوجب على الجمر تمشي أو على الشوك تسحب وما غير قول الحق لي قط مذهب فـإني على حـكم الضرورة أكذب لكانت مساعيهم تهش وتطرب 25 بغير الذي فيهم يسـب ويـثلب أغالب لومي فيهم وهـو أغلب وما خلتـها بعد الاساءة تعتب غدت سبـبا للأمن وهو المسبب
    وقال يمدحه من قصيدة :
هي البـدر من سنة البدر أملح وغرتها من غرة الصبح أصبح


(354)
منعمة تسبي العقول بصورة كأن الظـباء العفر يحكين جيدها كأن اهتراز الغصن من فوق ردفها 5 تعلمت من حبي لها عزة الهوى وهيـج نار الوجد والشوق قولها فلا جفـن إلا ماؤه ثم يسفح وما علمت أني إذا شفني الهوى وإن اعترافي بالتـأخر حيث لا 10 ألم تر فضل الصالح الملك لم يدع كأن مساعي جملة الخلق جملة تجمـع فيه ما تفرق في الورى يرجـى النـدى منه فيغني ويسمح لـه كل يوم منـة مستجدة إلى مثلها لب الجوانح يجـنـح ومقلتها في حين ترنو وتسنح هضيـم بأعلى رملة يترنح وقد كنـت فيه قبلـها أتسمح أحتـى إلى الجوزاء طرفك يطمح؟! ولا نار إلا زنـدها ثم يـقدح إليها بدعـوى الصبر لا أتبجح يقدمني فضـل أجل وأرجح على الأرض من يثني عليه ويمدح؟! غدت بمساعيه الحميدة تشرح على إنه أسـنى وأسمى وأسمح ويخـشى الردى منه فيعفو ويصفح يضـوع جـميل الذكر منها وينفح
    وقال يمدحه من قصيدة :
من كان لا يعشق الأجياد والحدقا في العشق معنى لطيف ليس يعرفه لا خفـف الله عن قلبي صبابته ثم ادعـى لذة الدنيا فما صدقا من البرية إلا كل من عشقا للغانيات ولا عن طرفي الأرقا
    ويقول فيها :
لو كنت أملك روحي وارتضيت بها وإنـما الصالح الهادي تملكها واقتادها الحظ حتى جاورت ملكا بذلتها لك لا زورا ولا ملقا بفيـض جود رعى آماله وسقى تـمسي ملوك الليالي عنده سوقا
    قال يمدحه وولده وأخاه فارس المسلمين :
أبيض مجردة ؟! أم عيون تسل وأجفانهن الجفون ؟!
عجـبت لها قضبا باتره
تصول بها المقل الفاتره


(355)
فتغدو لأرواحنا واتره
ظباء فتكن بأسد العرين وغائرة خرجت من كمين
إذا ما هـززن رماح القدود
حمين النفوس لذيذ الورود
حياض اللمى ورياض الخدود
فلا تطمعنك تلك الغصون فـإن كـثيب نقاها مصون
وفيهن فتانة لم تزل
أوامر مقلتها تمتـثـل
ومن أجل سلطانها في المقل
تقول لها أعين الناظرين إذا ما رنت : ما الذي تأمرين؟
منعمة ردفها مخـصب
وما اهتز من خصرها مجـذب
مقسمـة كلها يعجب
فجسم جرى فيه ماء معين وقلـب غدا صخرة لا تلين
أما وعلى الصالح الأوحد
ردى المعتدي وندى المجتدي
وجعد العقوبة سمـط اليد
ومن نصر العترة الطاهرين ونعم النصير لهم والمعين
لقد شرفت مصر والقاهره
بأيام دولتـه القاهره
وأصبـح للدولة الطاهره
بعزم ابن رزيك فتح مبين وعزم ابنه ناصر الناصرين
إذا ما بـدا الملك الناصر
بدت شيم ما لها حـاصر
يطـول بها الأمل القاصر


(356)
كريم السجية طلق الجبين برى الله كلتا يديه يمين
فتـى شأو همتـه لا ينال
فماذا عسى في علاه يقال؟!
وقد حاز أنهى صفات الكمال
وخـولـه الله دنيا ودين وأصخـى لـه كل خلق يدين
فـلا زال ظـل أبيه مديد
مدى الدهر في دولة لا تميد
وبلـغ في نفسه ما يريد
وإخوته السادة الأكرمين وفي عمهم فارس المسلمين
    وقال يمدح الصالح ويرثي أهل البيت عليهم السلام :
شـأن الغرام أجل أن يلحاني أنا ذلك الصب الذي قطعت به ملئـت زجاجة صدره بضميره غدرت بموثقها الدموع فغادرت 5 عنفت أجفاني فقام بعذرها فيه وإن كنت الشفيق الحاني صلة الغرام مطامع السلوان فبـدت خفية شـأنه للشاني سـري أسيرا في يد الاعلان وجد يبيـح ودائـع الأجـفان
    ومنها :
يا صاحبي وفي مجانبة الهوى بي ما يـذود عن التسبب أوله قبضت على كف الصبابة سلوة أمسـي وقلبي بين صبر خاذل 10 قد سهلت حزن الكلام لنادب فابـذل مشايعـة اللسان ونصره واجعل حديث بني الوصي وظلمهم غصبـت أمية إرث آل محمد وغدت تخالف في الخلافة أهلها رأي الرشاد فما الذي تريان ؟! ويزيل أيـسره جنون جناني تنهى النهى عن طاعة العصيان وتجلد قاص وهم دان آل الرسول نواعب الأحـزان إن فات نصـر مهنـد وسنان تشبيب شكوى الدهر والخذلان سفها وشنـت غارة الشنآن وتقابل البرهان بالبهتان


(357)
لم تقتنع أحـلامها بركوبها وقعـودهم في رتبة نبـوية حتـى أضـافوا بعد ذلك أنهم فأتـى زياد في القبيح زيادة حـرب بنو حرب أقاموا سوقها لهـفي على النفر الذين أكفهم أشـلاؤهم مزق بكل ثنية مالت عليهم بالتمالئ أمة دفعـوا عن الحق الذي شهدت لهم ما كان أولاهم به لو أيدوا أنساهم المختار صدق ولائه ظـهر النفاق وغارب العدوان 15 لم يبنها لهم أبو سفيان أخـذوا بـثار الكـفر في الإيمان تركـت يـزيد يـزيد في النقصان وتشبهت بهم بنو مروان غيـث الورى ومعونة اللهفان 20 وجـسومهم صـرعى بكل مكان باعت جزيل الربح بالخسران بالنـص فيه شواهد القرآن بالصالح المختار من غسان كم أول أربى عليه الثاني 25
    وقضى شاعرنا الملك الصالح شهيدا يوم الاثنين تاسع عشر من شهر رمضان سنة ست وخمسين وخمسمائة ورثاه الفقيه عمارة اليمني بقصيدة أولها :
أفي أهل ذا النادي عليم أسائله ؟! سمعت حديثا أحسد الصم عنده فهل من جواب يستغيث به المنى وقد رابني من شاهد الحال إنني فهل غاب عنه واستناب سليله ؟! فإني أرى فوق الوجوه كـآبة فـإني لما بي ذاهب اللب ذاهله ويذهل واعيه ويخرس قاتله ويعلو على حق المصيبة باطله ؟!؟! أرى الدسـت منصوبا وما فيه كافله أم اختار هجرا لا يرجى تواصله ؟! 5 تـدل على أن الوجوه ثواكله
    ويقول فيها :
دعوني فما هـذا أوان بكائه ولا تنكروا حـزني عليه فإنني ولم لا نبكيه ونـندب فقده فياليت شعري بعد حسن فعاله أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم سيأتيكم طل البكاء ووابلـه تقـشع عني وابـل كنت آمله وأولادنا أيتامه وأرامله ؟! وقد غاب عناما بنا الله فاعله 10 فيمكث أم تطوى ببين مراحله ؟!


(358)
    ومنها :
فيا أيها الدست الذي غاب صـدره عهدت بك الطـود الذي كان مفزعا فمن زلزل الطود الذي ساخ في الثرى 15 ومن سد باب الملك والأمر خارج ومن عـوق الغازي المجاهد بعدما ومن أكره الرمح الرديني فالنوى من كسر العـضب المهـند فاغتدى ومن سلـب الاسلام حلية جيده 20 ومن أسكت الفضل الذي كان فضله وما هـذه الضوضاء من بعد هيبة كأن أبا الغارات لم يشن غارة ولا لمعت بين العجاج نصـوله ولا صارفي عالي ركابيه موكب 25 ولا مرحت فوق الدروع يراعه ولا قـسمت ألحـاظه بين مخلص ولا قابل المحـراب والحرب عاملا تعجبـت من فعل الزمان بنفسه بمن تفخر الأيام بعد طلائع 30 أتنزل بالهادي الكـفيل صروفها وتسعـى المنايا منه في مهجة امرئ فماجت بـلاياه وهاجـت بلابـله إذا نزلت بالملك يوما نوازله وفي كل أرض خـوفه وزلازلـه ؟! إلى سائر الأقـطار منه وداخله ؟! أعدت لغزو المشـركين جحافله ؟! وأرهقه حتـى تحـطم عامله ؟! وأجفانه مطروحة تحـطم حمائله ؟! إلى أن تشكى وحشة الطرق عاطله ؟! خطيبا إذا التفت عليه محافله ؟! إذا خـامرت جسـما تخلت مفاصله ؟! يريك سواد الليل فيها قساطله ولا طرزت ثوب الفجاج مناصله ينافس فيه فارس الخيل راجله كما مرحت تحت السروج صواهله جـميل السجايا أو عدو يجامله من الـبأس والاحسان ما الله قابله ولا شـك إلا أنه جـن عاقله ولم يك في أبنائها من يماثله ؟! وقد خيـمت فوق السماك منازله ؟! سعت همم ؟ الأقدار فيما تحاوله
    ورثاه بقصيدة أخرى منها :
تنكد بعد الصالح الدهر فاغتدت أيجدب خـدي من ربيع مدامعي وهل عنده أن الدخيل من الجوى مجالس أيامي وهن غيوب وربعي من نعمي يديه خصيب ؟! مقيـم بقلبي ما أقام عسيب ؟!


(359)
وإن برقـت سني لذكر حكاية فـإن فـؤادي ما حيـيت كئيب
    ورثاه بقصيدة أولها :
طمع المرء في الحياة غرور ولكم قدر الفتى فأتته وطـويل الآمال فيها قصير نـوب لم يحط بها التقدير
    منها :
فض ختم الحياة عنك حمام ما تخـطى إلى جلالك إلا بذرت عمرك الليالي سفاها لا يراعي إذنا ولا يستشير قدر أمره علينا قدير فسيعلمن ما جنى التبذير
    وقال :
ليت يوم الاثنين لم يتبسم طلعت شمـسه بيوم عبوس وتجلى صباحه عن جبين صبح المجد في صبيحة ذاك الي بلغ الدهر عنـدها ما تمنى حـادث ظلـت الحـوادث ما ترجـف الأرض حين يذكر عنه طبـق الأرض من مصاب أبي الغا عن محياه لليالي ثغور حير الطير شـره المستطير إثمد الليل فوقه مذرور ـوم غـبراء صيلم عنقفير (1) وعليها كان الزمان يدور 5 شـاهدته من جوره تستجير وتكاد السـماء منه تمور رات خـطب لـه النجوم تغور
    ومنها :
لك رضـوان زائر ولقوم حفـظت عهدك الخلافة حفظا أحسنـت بعدك الصنيعة فينا وأبى الله أن يتم عليها ضيقوا حفرة المكيدة لكن هلكـوا فيه منكر ونكير أنت منها به خليق جدير 10 فاستوت منك غيبة وحضور ما نوى حاسد لها أو كفور ضاق بالناكثين ذاك الحفير

1 ـ صبح القوم صبحا : أتاهم صباحا. صيلم : الأمر الشديد. يقال : وقعد صيلمة أي مستأصلة عنقفير أحسبه مصحف ( خنشفير ) أي الداهية.

(360)
وتجروا على القصور بغدر حـرم آمن وشهـر حرام لا صيام نهاهم لا إمام أخفروا ذمـة الهدى بعد علم وإذا ما وفت خدور البوادي غضب العاضد الإمام فكادت أدرك الثأر من عداه بعزم واستقامت بنـصره وهـداه وسـراج الوفاء فيها ينير 15 هتكت منهما عرى وستور طاهـر ترب أخـمصيه طهور ويـقين أن الإمام خفير بذمام فما تقول القصور ؟! فرقا منه أن تذوب الصخور 20 لم يكـن في النشاط منه فتور حجـة الله واستـمر المرير
    دفن الملك الصالح بالقاهرة ثم نقل ولده العادل سنة سبع وخمسين وخمسمائة في تاسع صفر تابوت أبيه من القاهرة إلى مشهد بني له في القرافة (1) في وزارته وحفر سردابا يوصل فيه من دار الوزارة إلى دار سعيد السعداء وعمل فيه الفقيه عمارة اليمني قصائد منها :
خربت ربوع المكرمات لراحل نعش الجدود العاثرات مشيع نعش تود بنات نعش لو غدت شخـص الأنام إليه تحت جنازة عمرت به الأجداث وهي قفار عميت برؤية نعشه الأبصار ونظـامها أسفا عليه نثار خفضت برفـعة قدرها الأقدار
    ومنها :
5 وكأنها تابوت موسى أودعت أوطـنته دار الوزارة ريثما وتغاير الهرمان والحرمان في آثرت مصرا منه بالشرف الذي غضب الإله على رجال أقدموا لا تعجـبن لقدار ناقة صالح أحلـلت دار كرامة لا تنقضي في جانبيه سكينة ووقار بنيت لنقلته الكريمة دار تابوتـه وعلى الكريم يغار حسدت قرافتها له الأمصار جهلا عليه وآخرين أشاروا 10 فلكل عصر صالح وقدار أبـدا وحـل بقاتليك بوار

1 ـ جبانة في مصر والكلام فيها طويل بسط القول فيها المقريزي في الخطط ج 4 ص 317.
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس