الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: 291 ـ 300
(291)
الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا
ثالث إلا الله عز وجل فقال : يا علي تريد أن أعرفك بسيد كهول أهل الجنة
وأعظمهم عند الله قدرا ومنزلة يوم القيامة ؟ فقلت : أي وعيشك يا رسول الله !
قال : هذان المقبلان.
قال علي : فالتفت فإذا أبو بكر
وعمر رضي الله عنهما.
ثم رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم تبسم ثم قطب وجهه حتى ولجا المسجد فقال أبو بكر : يا رسول الله !
لما قربنا من دار أبي حنيفة تبسمت لنا ثم قطبت وجهك فلم ذلك يا رسول الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما صرتما لجانب دار أبي حنيفة عارضكما
إبليس ونظر في وجوهكما ثم رفع يديه إلى السماء أسمعه وأراه وأنتما لا تسمعانه
ولا تريانه وهو يدعو ويقول : أللهم إني أسألك بحق هذين الرجلين أن لا تعذبني
بعذاب باغضي هذين الرجلين.
قال أبو بكر : ومن هو الذي
يبغضنا يا رسول الله ! وقد آمنا بك وآزرناك وأقررنا بما جئت به من عند رب
العالمين ؟ قال : نعم يا أبا بكر ! قوم يظهرون في آخر الزمان يقال لهم :
الرافضة يرفضون الحق ، ويتأولون القرآن على غير صحته وقد ذكرهم الله عزو جل في
كتابه العزيز وهو قوله : يحرفون الكلم عن مواضعه (1) فقال : يا رسول الله ! فما
جزاء من يبغضنا عند الله ؟ قال يا أبا بكر ! حسبك أن إبليس لعنه الله تعالى
يستجير بالله تعالى أن لا يعذبه بعذاب باغضيكما.
قال : يا رسول الله ! هذا جزاء
من قد أبغض فما جزاء من قد أحب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن
تهديا له هدية من أعمالكما.
فقال : أبو بكر رضي الله عنه : يا
رسول الله أشهد الله وملائكته إني قد وهبت لهم ربع أجري ـ أي عملي ـ منذ آمنت
بالله إلى أن نلقاه.
فقال عمر رضي الله عنه : وأنا
مثل ذلك يا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فضعا خطكما بذلك.
قال علي كرم الله وجهه : فأخذ
أبو بكر زجاجة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب.
فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم
يقول عبد الله عتيق بن أبي قحافة : إني قد أشهدت الله ورسوله ومن حضر من
المسلمين إني قد وهبت ربع عملي لمحبي في دار الدنيا منذ آمنت بالله إلى أن
ألقاه ، وبذلك وضعت خطي.
قال : وأخذ عمر وكتب مثل ذلك
فلما فرغ القلم من الكتابة هبط الأمين جبريل عليه السلام وقال : يا رسول الله
! الرب يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك :
1 ـ سورة النساء آية :
46. وسورة المائدة آية : 13.
(292)
هات ما كتبه صاحباك. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : هذا هو. فأخذه جبريل وعرج به إلى السماء ثم إنه عاد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين ما
أخذت يا جبريل مني ؟ قال : هو عند الله تعالى وقد شهد الله فيه ، وأشهد حملة
العرش وأنا وميكائيل وإسرافيل وقال الله تعالى : هو عندي حتى يفي أبو بكر وعمر
بما قالا يوم القيامة. عمدة التحقيق للعبيدي المالكي ص 105 ـ 107.
قال الأميني : أنا لا أحاول
إطنابا في تفنيد هذه الرواية الشبيهة بأساطير القصاصين أو الروايات الخيالية ،
فإن كل فصل منها شاهد صدق على عدم صحتها.
أنا لا أخدش في كهولة الشيخين
بما مر في الجزء الخامس ص 313 ط 2 من القول المعزو إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم : يا علي أتحب هذه الشيخين ؟.
ولا بما مر في هذا الجزء ص 241
من أن أبا بكر له شيبة في الجنة وليس لأحد لحية هناك إلا هو وإبراهيم الخليل
ولا بما مر ص 241 من أن رسول الله كان يقبل شيبة أبي بكر.
ولا بما مر في صفحة 257 من أن
أبا بكر كان يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة شيخا والنبي
شابا.
ولا بما مر في ص 270 من أن أبا
بكر كان أكبر من النبي.
ولا بما مر في ص 280 من أنه كان
أسن أصحاب النبي.
ولا أتكلم في عذاب باغضي أبي
بكر وعمر وأنه ما الذي أربى به على عذاب من تكبر وتجبر تجاه المولى سبحانه
وعانده وخالف أمره وهو من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم يغوي عباد الله
ويضلهم عن سبيل الحق ؟.
ولا أناقش في أن إبليس كيف كان
يصح له أن يتعوذ بالله من عذاب باغضيهما ؟ أكان يحبهما فلماذا هو ؟ أو كان
يبغضهما كما يبغض كل مؤمن بالله ؟ فالدعاء لماذا ؟ وما ذا ينتج له وهو يعلم
عذاب مبغضيهما وهو يبغضهما ولا يزال يغري الناس ببغضهما ؟.
ولا أمد يراعي إلى الزجاجة
المكتوبة فيها تلك الهبة الموهومة لئلا تنكسر فتحرم الأمة المرحومة من تلك
البضاعة الغالية.
ولا أسائل رواة هذه المهزأة عن
تلك الشهادات من الله إلى حملة عرشه إلى أمين وحيه إلى ميكائيل
وإسرافيل.
لماذا هي كلها ؟ وما الذي أحوج
المولى سبحانه إلى ذلك الاهتمام البالغ في استحكام ذلك الصك ؟ وما الذي أهم
ادخاره عند الله حتى يفي أبو بكر و
(293)
عمر بما قالا يوم القيامة ؟
ولا أقول
لماذا تركت الأئمة وحفاظ الحديث هذه الفضيلة العظيمة إلى قرن العبيدي المالكي
ـ القرن الحادي عشر ـ وفيها بشارة كبيرة لمحب الشيخين وإرشاد للأمة إلى ما
فيه نجاتهم نجاحهم والمثوبة الجزيلة بجزاء ربعي أعمالهما ؟ ولماذا شح أولئك
الحفظة على الأمة وسمع العبيدي ؟ ولكن هلم معي إلى مفاد الآية الكريمة فهي في
موضعين من القرآن الكريم :
1 ـ من الذين هادوا يحرفون الكلم عن
مواضعه ، ويقولون سمعنا وعصينا سورة النساء آية 46.
2 ـ ولقد أخذ الله ميثاق بني
إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة
وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموه وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم
سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل
سواء السبيل ، فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن
مواضعه ، ونسوا حظا مما ذكروا به. سورة المائة 12 ، 13.
ألا تعجب من تحريف الكلم بإسناد
ما ناء به اليهود وبنو إسرائيل بنص القرآن الحكيم إلى قوم لم يأتوا بعد
وسيضمنهم الزمان في أخرياته ؟ حاشا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقول
ذلك ، ولكنها ورطات القالة ، وأهواء وشهوات ، حبذت الوقيعة في قوم مؤمنين إتبعوا
النبي الأمين ، وهدوا إلى الصراط المستقيم ، وهدوا إلى الطيب من القول ، وهدوا
إلى صراط الحميد ، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.
بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما كان قاب قوسين أو أدنى أخذته وحشة فسمع في حضرة الله تعالى بصوت أبي بكر
رضي الله عنه فاطمأن قلبه استأنس بصوت صاحبه.
ذكره العبيدي المالكي في عمدة
التحقيق ص 154 فقال : هذه كرامة للصديق إنفرد بها رضي الله تعالى عنه.
قال الأميني : لماذا تلك الوحشة
؟ ولماذا ذلك الأنس ؟ وهو صلى الله عليه وآله في ساحة
(294)
القدس الربوبي ، وكان لا يأنس إلا
بالله ، وكانت نفسه القدسية في كل آناته منعطفة إليها فهل هو يستوحش إذا حصل
فيها ؟ وهي أزلف مباءة إلى المولى سبحانه لا تقل غيره. حتى أن جبرئيل الأمين انكفئ (1)
عنها فقال : إن تجاوزت احترقت بالنار. لما جذبه الله تعالى إليها
وحفته قداسة إلهية تركته مستعدا لتلقي الفيض الأقدس ، وهل هناك وحشة لمثله
صلى الله عليه وآله يسكنها صوت أبي بكر ؟ وهل كانت له صلى الله عليه وآله وهو
في مقام الفناء لفتة إلى غيره جلت عظمته حتى يأنس بصوته ؟ لا ها الله ، وما
كان قلب النبي صلى الله عليه وآله يقل غيره سبحانه فهو مستأنس به ومطمأن
بآلائه ، فلا مدخل فيه لأي أحد يطمأن به ، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ،
ولقد رآه بالأفق المبين ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، ما كذب الفؤاد ما رأى ،
أفتمارونه على ما يرى ؟ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، ما زاغ البصر
وما طغى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، ولم تبرح نفسه الكريمة مطمأنة ببارئها
حتى خوطب بقوله سبحانه : يا أيتها النفس المطمأنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية.
هذا مبلغ الرواية من نفس الأمر
لكن الغلو في الفضائل آثر أن يعدوها من فضائل الخليفة وإن كانت مقطوعة عن
الاسناد.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لقد هممت أن أبعث إلى الآفاق
رجالا يعلمون الناس السنن والفرائض كما بعث عيسى بن مريم
الحواريين..
قيل له : فأين أنت عن أبي بكر
وعمر ؟ قال : إنه لا غني بي عنهما أنهما من الدين كالسمع والبصر.
أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص
74 فقال : هذا حديث تفرد به حفص بن عمر العدني عن مسعر.
وقال الذهبي في تلخيصه : هو واه.
قال الأميني : قال النسائي : حفص
بن عمر ليس بثقة.
وقال ابن عدي : عامة حديثه غير
محفوظة.
وقال ابن حبان : كان ممن يقلب
الأسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
1 ـ الكامل 2 : 21 ،
السيرة الحلبية 1 : 431.
وقال ابن معين : رجل سوء ، ليس
بثقة.
وقال مالك بن عيسى : ليس بشيء ،
وقال العقيلي : يحدث بالأباطيل ، وقال أحمد : كان مع حماد (1) في تلك البلايا ،
وقال أبو داود : منكر الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، ليس بقوي ، متروك (2).
هذا على ما فرق جمع بينه وبين
حفص بن عمر بن دينار الأيلي وأما إن كان هو هو فقال ابن عدي : أحاديثه كلها
منكرة المتن والسند وهو إلى الضعف أقرب.
وقال أبو حاتم : كان شيخا
كذابا.
وقال العقيلي : يحدث عن شعبة
ومسعر ومالك بن مغول والأئمة بالبواطل ، وقال الساجي : كان يكذب ، وقال أبو أحمد
الحاكم : ذاهب الحديث (3).
هذا شأن سند الرواية ، وليت شعري
أي سنة أو فريضة كان يعلمها الرجلان على فرض إرسالهما ؟ وبماذا كان يفتيان في
الكلالة وإرث الجد والجدة والتيمم وشكوك الصلاة إلى مسائل أخرى عرفناك بعضها
في الجزء السادس وجملة منها في هذا الجزء ؟ وبماذا كانا يجيبان لو سألا عن
آيات القرآن وهما يتقاعسان عن معرفة بعض ألفاظها اللغوية فكيف بالغوامض
والمعضلات ؟ ثم بماذا كان غناء الرجلين لرسول الله صلى الله عليه وآله ؟
وبماذا كانا من الدين كالسمع والبصر ؟ أبصولاتهما في الحروب ؟ أم بأياديهما
في الجدوب ؟ أم ببصائرهما في الأمور ؟ أم بعلمهما الناجع في الكتاب والسنة ؟
أم بتوقف الدعوة عليهما في عاصمة الاسلام ؟ أم بإناطة تنفيذ الأحكام بهما ؟
إقرأ السير ثم استحف الخبر ، م ـ وقد مر في ج 5 ص 325 عن المقدسي : إن أبا بكر
وعمر من الاسلام بمنزلة السمع والبصر من موضوعات الوليد بن الفضل الوضاع ،
وذكر أبو عمر في الاستيعاب 1 ص 146 مرفوعا لأبي بكر وعمر : هذان مني بمنزلة
السمع والبصر من الرأس وقال : إسناده ضعيف أخبرنا أبو عبد الله يعيش بن سعيد
قال : نا أبو بكر بن محمد بن معاوية : قال جعفر بن محمد الفريابي : قال عبد
السلام بن محمد الحراني ؟ قال ابن أبي فديك ، عن المغيرة بن عبد الرحمن عن
المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه.
1 ـ أحد الكذابين الوضاعين.
2 ـ ميزان الاعتدال 1 : 262 ، تهذيب التهذيب 2 ص 410.
3 ـ ميزان الاعتدال 1 : 263 ، لسان الميزان 2 ص 324.
(296)
عن جده أن النبي.... ليس له غير هذا
الاسناد والمغيرة بن عبد الرحمن هذا هو الحزامي ضعيف وليس بالمخزومي الفقيه
صاحب الرأي ( الخ ) وقال في ج 1 ص 348 : حديث مضطرب الاسناد لا يثبت. وفي الإصابة
2 : 299 : حديث هذان السمع والبصر. في أبي بكر وعمر قال أبو عمر : حديث مضطرب لا
يثبت.
أقول في الاسناد المذكور غير
واحد من المجاهيل والضعاف ولا ينحصر ضعفه بمكان المغيرة فحسب ، وقال فيه ابن
معين : إنه ليس بشيء. وقال النسائي : ليس بالقوي. تهذيب التهذيب 10 : 266.
ـ 20 ـ
أبو بكر ومنزلته عند الله
عن ابن عباس قال. كان أبو بكر مع
النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فعطش عطشا شديدا فشكا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إذهب إلى صدر الغار
فاشرب.
قال أبو بكر : فانطلقت إلى صدر
الغار فشربت ماء أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأذكى رائحة من المسك ثم عدت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : شربت ؟ قلت : نعم.
قال : ألا أبشرك يا أبا بكر ؟
قلت : بلى يا رسول الله ! قال : إن الله تبارك وتعالى أمر الملك الموكل بأنهار
الجنة أن اخرق نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار ليشرب أبو بكر فقلت : يا
رسول الله ! ولي عند الله هذه المنزلة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم
وأفضل ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان له عمل سبعين
نبيا. الرياض النضرة 1 ص 71 ، مرقاة الوصول ص 114.
قال الأميني : كيف تصح هذه
الرواية قد ضرب عنها حفاظ الحديث وأئمة التاريخ والسير صفحا ؟ مع ما فيها من
نبأ عظيم وكرامة هامة وهي بين أيديهم وهم يهتمون بجمع دلائل النبوة ومعاجز
الرسالة ، فلم تخرج في أصل ، ولم تذكر في سيرة ، وإنما ذكرها السيوطي في الخصايص
1 ص 187 فقال : أخرجه ابن عساكر بسند واه.
ولماذا خصت روايتها بابن عباس
وقد ولد في شعب أبي طالب قبل الهجرة بقليل فكان يوم الغار ابن سنة أو سنتين
ولم يسندها إلى أحد ولم يكن في الغار غير النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ؟
فأين روايتهما إياها ؟ وأين أولئك الصحابة عنها ؟ أيحق لحكيم أو حافظ أن
يرسل مثل هذه الواهية إرسال المسلم في
عد الفضائل ؟
نعم : للقوم في محبة أبي بكر وصاحبه
روايات تشبه بالقصص الخيالية نسجتها يد الغلو في الفضائل وإليك منها : 1 ـ عن
عبد الله بن عمر مرفوعا ، لما ولد أبو بكر في تلك الليلة اطلع الله على جنة
عدن فقال : وعزتي وجلالي لا أدخلك إلى من أحب هذا المولود.
من موضوعات أحمد بن عصمة
النيشابوري كما مر في ج 5 ص 300 ط 2.
2 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : إن في
السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر ، وفي
السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.
من طامات أبي سعيد الحسن بن علي
البصري كما أسلفنا في ج 5 : 300 ط 2.
3 ـ عن أنس إن يهوديا أتى أبا
بكر فقال : والذي بعث موسى وكلمة تكليما إني لأحبك فلم يرفع أبو بكر رأسه
تهاونا باليهودي فهبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد إن
العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك : قل لليهودي : إن الله قد أحاد عنك
النار. الحديث.
إقرأ واحكم بعد قرائتك القرآن
والتدبر في الآي النازلة في عذاب الكفار.
من موضوعات أبي سعيد البصري
راجع الجزء الخامس ص 301 ط 2.
4 ـ عن أنس مرفوعا : إن لله
تعالى في كل ليلة جمعة مائة ألف عتيق من النار إلا رجلين فإنهما يدخلان في
أمتي وليسا منهم ، وإن الله لا يعتقهما فيمن عتق منهم مع أهل الكبائر في
طبقتهم ، مصفدين مع عبدة الأوثان : مبغضي أبو بكر وعمر ، وليس هم داخلين في
الاسلام وإنما هم يهود هذه الأمة الخ ، من وضع أبي شاكر مولى المتوكل كما مر
في ج 5 ص 303 ط 2.
5 ـ عن عبد الله بن عمر مرفوعا :
إن الله أمرني بحب أربعة : أبي بكر ، وعمر ، و عثمان ، وعلي.
من بلايا السنجري كما مر ج 5 :
310 ط 2.
6 ـ عن أبي هريرة مرفوعا قال
لعلي : أتحب هذين الشيخين ؟ قال : نعم يا رسول الله ! قال : أحبهما تدخل
الجنة.
من صناعة الأشناني كما مر ج 5 :
313 ط 2.
7 ـ عن جابر مرفوعا : لا يبغض
أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق.
(298)
من موضوعات معلى الطحان راجع ج 5 : 323
ط 2.
8 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : هذا
جبريل يخبرني عن الله : ما أحب أبا بكر و عمر إلا مؤمن تقي ، ولا أبغضهما إلا
منافق شقي.
من موضوعات إبراهيم الأنصاري
كما مر ج 5 ص 326 ط 2.
9 ـ عن أبي سعيد مرفوعا ، من
أبغض عمر فقد أبغضني راجع 5 : 329 ط 2.
10 ـ عن علي مرفوعا قد أخذ الله
بكم الميثاق في أم الكتاب لا يحبكم ( يعني أبا بكر. وعمر.
وعثمان. وعليا ) إلا مؤمن تقي ، ولا
يبغضكم إلا منافق شقي. من موضوعات إبراهيم الأنصاري كما مر ج 5 : 326 ط
2.
11 ـ عن علي مرفوعا في أبي بكر :
من أحبني فليحبه ، ومن أراد كرامتي فليكرمه مر في الجزء الخامس ص 355 ط 2.
12 ـ عن أنس مرفوعا : إن لعرش
الرحمن ثلاثمائة وستين قائمة ، كل قائمة كطباق الدنيا ستين ألف مرة ، بين كل
قائمتين ستون ألف صخرة ، كل صخرة مثل الدنيا ستون ألف مرة ، في كل صخرة ستون
ألف عالم ، كل عالم مثل الثقلين ستون ألف مرة.
قد ألهمهم الله تعالى الاستغفار
لمن يحب أبا بكر وعمر ، ويلعنون مبغضهما إلى يوم القيامة (1).
كأن لعدد ستين ألف خاصة عند
واضع هذه الخرافة فجعل سلسلة الأكوان الخيالية على ذلك العدد ، ليست هذه كلها
إلا حلقة بلاء جاءت بها رماة القول على عواهنه المغالون في الفضائل تجاه
الحقائق الراهنة ، غير أنا لا نخدش العواطف ببسط القول في متونها ، ونكل القضاء
فيها إلى ضمير الباحث النابه الحر.
عن أبي أروى الدوسي قال كنت جالسا عند
النبي صلى الله عليه وآله فاطلع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله ، الحمد الذي أيدني بكما.
قال الأميني : أخرجه الحاكم في
المستدرك 3 ص 74 من طريق ابن أبي فديك
1 ـ عمدة التحقيق
للعبيدي المالكي ص 183 نقلا عن كتاب العقائق.
(299)
وهو وإن وثقه ابن معين غير أن ابن سعد
قال : ليس بحجة ، عن : عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، ضعفه أحمد
وابن معين وأبو حاتم ، وابن عدي ، وقال الفروي : وليس بقوي ، وقال الجوزجاني :
يضعف حديثه وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال الترمذي : متروك ليس بثقة ، وقال
ابن حبان : يخطئ ويخالف وقال أيضا : منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا
يشبه حديث الاثبات ، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات ، وقال ابن
الجارود : ليس حديثه بحجة. وتكلم النسائي على أحمد بن صالح حيث وثقه. عن :
سهيل بن أبي صالح قال ابن معين : حديثه ليس بحجة. وقال أبو حاتم : حديثه لا
يحتج به ، وقال ابن حبان يخطئ ، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى : لم يزل أهل الحديث
يتقون حديثه.
وذكر العقيلي عن يحيى أنه قال :
هو صويلح وفيه لين عن : محمد بن إبراهيم بن الحارث المدني وثقه غير واحد غير
أن إمام الحنابلة أحمد قال : في حديثه شيء يروي أحاديث مناكير أو منكرة (1)
والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 4 ص 5 وضعفه. هذا مجمل القول في رجال سند
الرواية ، وأما متنه فكما ترى آية في الغلو.
عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : أخبرني جبريل أن الله تعالى لما خلق آدم وأدخل
الروح في جسده أمرني أن آخذ تفاحة من الجنة فأعصرها في حلقه فعصرتها في فمه
فخلقك الله من النقطة الأولى أنت يا محمد ، ومن الثانية أبا بكر ، ومن الثالثة
عمر ، ومن الرابعة عثمان ، ومن الخامسة علي.
فقال آدم : من هؤلاء الذين
كرمتهم ؟ فقال الله تعالى : هؤلاء خمسة أشباح من ذريتك ، وقال : هؤلاء أكرم عندي
من جميع خلقي. قال : فلما عصى آدم ربه. قال : رب بحرمة أولئك الأشباح الخمسة
الذي فضلتهم إلا تبت علي فتاب الله عليه.
1 ـ راجع ميزان الاعتدال
2 : 4 و ج 1 : 432 ، تهذيب التهذيب ج 9 ص 6 ، 61 ج 4 263 ، ج 5 وبهذا الطريق أخرجه
البزار كما في الصواعق ص 47.
ذكره الحافظ محب الدين الطبري في
الرياض النضرة 1 : 30 ، وابن حجر في الصواعق ص 50 نقلا عن رياض المحب الطبري
وقال : عهدته عليه.
قال الأميني : ما أبعد المسافة
بين من يجوز توسل آدم أول الأنبياء إلى الله تعالى بأناس عاديين في سياق
توسله بأفضل الرسل والسيد الأوصياء عليهما وآلهما السلام ، و بين من ينكر
التوسل لأي أحد ، بأي أحد ، ولا يرى لتوسل آدم بالنبي الأعظم صلى الله عليه
وآله أي قيمة وكرامة ، فيعتقد الأول صحة مثل هذه الرواية التي حكم السيوطي
بأنها كذب موضوع ، وارتضاه ابن حجر في نقله عنه كما في كشف الخفاء ، وإن عده في
صواعقه من الفضائل زعما منه بأن الدهر لم يأت بعده بمن يناقشه في الحساب ،
وصافقهما على التكذيب والوضع العجلوني فقال في كشف الخفاء 1 : 233 : قال ابن
حجر الهيثمي نقلا عن السيوطي : كذب موضوع.
ومتن الراوية أوضح شاهد على ذلك
غير أن المغالات في الفضائل اختلقتها لمعارضة ما ورد في قوله تعالى : فتلقى
آدم من ربه كلمات فتاب عليه ( سورة البقرة ) أخرج الديلمي في مسند الفردوس
كما في الدر المنثور 1 : 60 بإسناده عن علي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم
عن قول الله : فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ؟ فقال : إن الله أهبط آدم
بالهند وحواء بجده ـ إلى أن قال ـ : حتى بعث الله إليه جبريل ، وقال : يا آدم
ألم أخلقك بيدي : ألم أنفخ فيك من روحي ؟ ألم أسجد لك ملائكتي ؟ ألم أزوجك
حواء أمتي : قال : بلى.
قال : فما هذا البكاء ؟ قال وما
يمنعني من البكاء ؟ وقد أخرجت من جوار الرحمن.
قال : فعليك بهؤلاء الكلمات فإن
الله قابل توبتك ، وغافر ذنبك.
قل : أللهم إني أسألك بحق محمد
وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت ، عملت سوء ، وظلمت نفسي فاغفر لي أنك أنت
الغفور الرحيم ، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.
وأخرج ابن النجار عن ابن عباس
قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه
فتاب عليه ؟ قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب
عليه ( الدر المنثور 1 : 60 ).
وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في
المناقب كما في ينابيع المودة ص 239.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: فهرس