الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: 371 ـ 380
(371)
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
    وقوله في ص 335 :
أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب على نبي كموسى أو كذي النون
    وقوله في ص 337 :
نصرت الرسول رسول المليك أذب وأحمي رسول الإله ببيض تلالا كلمع البروق حماية حام عليه شفيق
    وقوله في ص 340 :
فأيده رب العـباد بنصره وأظهر دينا حقه غير باطل
    وقوله في ص 356 :
والله لا أخذل النـبي ولا نحن وهذا النبي ننصره يخذله من بني ذو حسب نضرب عنه الأعداء بالشهب
    وقوله في ص 345 :
أتبغون قتلا للنبي محمد خصصتم على شؤم بطول أثام
    وقوله في ص 357 :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد وحط من أتى بالحق من عند ربه فقد سرني إذ قلت : إنك مؤمن وكن مظهرا للدين وفقت صابرا بصدق وعزم لا تكن حمز كافرا فكن لرسول الله في الله ناصرا
    وقوله وقد رواه أبو الفرج الاصبهاني :
زعمت قريش إن أحمد ساحر ما زلت أعرفه بصدق حديثه كذبوا ورب الراقصات إلى الحرم (1) وهو الأمين على الحرائب والحرم
    وقوله المروي من طريق أبي الفرج الاصبهاني كما في كتاب ( الحجة ) ص 72 ومن طريق الحسن بن محمد بن جرير كما في تفسير أبي الفتوح 4 : 212.
قل لمن كان من كنانة في العز : قد أتاكم من المليك رسول وأهل الندى وأهل المعالي فاقبلوه بصالح الأعـمال

1 ـ أراد بالراقصات إلى الحرم : الإبل الراكضات. رقص الجمل إذا ركض.

(372)
وانصروا أحمدا فإن من الله رداء عليه غير مدال
    وقوله من أبيات في شرح ابن أبي الحديد 3 : 315 :
فخير بني هاشم أحمد رسول الإله على فترة (1)
    ولو كان يؤثر أقل من هذا عن أحد من الصحابة لطبل له ، وزمر من يتشبث بالطحلب في سرد الفضائل لبعضهم مغالاة فيهم ، لكني أجد إسلام أبي طالب مستعصيا فهمه على هؤلاء ولو صرخ بألف هتاف من ضرائب هذه.
    لماذا ؟ أنا لا أدري.
ـ 2 ـ
    أخرج ابن سعد في طبقاته 1 : 105 عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال : أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب فبكى ثم قال : إذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه.
    وفي لفظ الواقدي : فبكى بكاء شديدا ثم قال : إذهب فأغسله. الخ.
    وأخرجه ابن عساكر كما في أسنى المطالب ص 21 ، والبيهقي في دلائل النبوة ، وذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 6 ، وابن أبي الحديد في شرحه 3 : 314 ، والحلبي في السيرة 1 : 373 ، والسيد زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية 1 : 90 ، والبرزنجي في نجاة أبي طالب وصححه كما في أسني المطالب ص 35 وقال : أخرجه أيضا أبو داود وابن الجاوود وابن خزيمة.
    وقال : إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم المشي في جنازته إتقاء من شر سفهاء قريش ، وعدم صلاته لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ.
    عن الأسلمي وغيره : توفي أبو طالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام فاجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وعلى عمه حزنا شديدا حتى سمي ذلك العام عام الحزن.
    طبقات ابن سعد 1 : 106 ، الامتاع للمقريزي 27 ، تاريخ ابن كثير 3 : 134 ، السيرة الحلبية 1 : 373 ، السيرة لزيني دحلان هامش الحلبية 1 : 291 ، أسنى المطالب ص 11.
1 ـ أشار إلى قوله تعالى : قد جاءكم رسولنا. يبين لكم على فترة من الرسل. وتوجد الأبيات في كتاب الحجة للسيد فخار سلام الله عليه ص 74.

(373)
    ( لفت نظر ) عين ابن سعد لوفاة أبي طالب يوم النصف من شوال كما سمعت وقال أبو الفدا في تاريخه 1 : 120 توفي في شوال ، وأوعز القسطلاني في المواهب 1 : 71 موته في شوال إلى القيل ، وقال المقريزي في الامتاع ص 27 : توفي أول ذيقعدة وقيل : النصف من شوال ، وقال الزرقاني في شرح المواهب 1 : 291 : مات بعد خروجهم من شعب في ثامن عشر رمضان سنة عشر ، وفي الاستيعاب : خرجوا من الشعب في أول سنة خمسين وتوفي أبو طالب بعده بستة أشهر فتكون وفاته في رجب. ه‍.
    وهذا الاختلاف موجود في تآليف الشيعة أيضا.
ـ 3 ـ
    أخرج البيهقي عن ابن عباس : إن النبي صلى الله عليه وسلم عاد من جنازة أبي طالب فقال : وصلتك رحم ، وجزيت خيرا يا عم ! وفي لفظ الخطيب : عارض النبي جنازة أبي طالب فقال : وصلتك رحم جزاك الله خيرا يا عم ! دلائل النبوة البيهقي ، تاريخ الخطيب البغدادي 13 : 196 ، تاريخ ابن كثير 3 : 125 ، تذكرة السبط ص 6 ، نهاية الطلب للشيخ إبراهيم الحنفي كما في الطرائف ص 86 ، الإصابة 4 : 116 ، شرح شواهد المغني ص 136.
    وقال اليعقوبي في تاريخه 2 : 26 : لما قيل لرسول الله : إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات ، ثم قال : يا عم ! ربيت صغيرا ، وكفلت يتيما ، ونصرت كبيرا ، فجزاك الله عني خيرا ، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول : وصلتك رحم ، و جزيت خيرا.
ـ 4 ـ
    عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال : قال العباس : يا رسول الله ! أترجو لأبي طالب ؟ قال : كل الخير أرجو من ربي.
    أخرجه ابن سعد في الطبقات 1 : 106 بسند صحيح رجالهم كلهم ثقات رجال الصحاح وهم : عفان بن مسلم. وحماد بن سلمة. وثابت البنائي. وإسحاق بن عبد الله.
    وأخرجه ابن عساكر كما في الخصايص الكبرى 1 : 87. والفقيه الحنفي الشيخ


(374)
إبراهيم الدينوري في نهاية الطلب كما في الطرائف ص 68. وذكره ابن أبي الحديد في شرحه 3 : 311 ، والسيوطي في التعظيم والمنة ص 7 نقلا عن ابن سعد.
ـ 5 ـ
    وعن أنس بن مالك قال : أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ، ولا صبي يصطبح ، ثم أنشد :
أتيناك والعذراء يدمي لبـانها وألقى بكفيه الصبي استكانة ولا شيء مما يأكل الناس عندنا وليس لنا إلا إليك فرارنا وقد شغلت أم الصبي عن الطفل من الجوع ضعفا ما يمر ولا يحلي سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
    فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرد رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : أللهم أسقنا غيثا مغيثا سحا طبقا غير رايث ، تنبت به الزرع ، وتملأ به الضرع ، وتحيي به الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون.
    فما استتم الدعاء حتى التقت السماء بروقها ، فجاء أهل البطالة يضجون : يا رسول الله ! الغرق فقال : حوالينا ولا علينا.
    فانجاب السحاب عن المدينة كالإكليل ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال : لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه ، من الذي ينشدنا شعره ؟ فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يا رسول الله ! كأنك أردت قوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    قال : أجل فأنشده أبياتا من القصيدة ورسول الله يستغفر لأبي طالب على المنبر ثم قام رجل من كنانة وأنشد :
لك الحمد والحمد ممن شكر دعا الله خالقه دعوة فلم يك إلا كإلقا الردى دفاق العزالي جم البعاق (1) سقينا بوجه النبي المطر وأشخص معها إلى البصر وأسرع حتى رأينا الدرر أغاث به الله عليا مضر

1 ـ راجع ص 4 من الجزء الثاني من هذا الكتاب.

(375)
فكان كما قاله عمه به الله يسقي صيوب الغمام أبو طالب أبيض ذو غرر وهذا العيان لـذاك الخبر
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يك شاعرا يحسن فقد أحسنت.
    أعلام النبوة للماوردي ص 77 ، بدايع الصنايع 1 : 283 ، شرح ابن أبي الحديد 3 : 316 ، السيرة الحلبية ، عمدة القاري 3 : 435 ، شرح شواهد المغني للسيوطي ص 136 ، سيرة زيني دحلان 1 : 87 ، أسنى المطالب : ص 15 ، طلبة الطالب ص 43.
    قال البرزنجي كما في أسنى المطالب : فقول النبي صلى الله عليه وسلم : لله در أبي طالب يشهد له بأنه لو رأى النبي وهو يستسقي على المنبر لسره ذلك ، ولقرت عيناه فهذا من النبي صلى الله عليه وسلم شهادة لأبي طالب بعد موته أنه كان يفرح بكلمات النبي صلى الله عليه وسلم وتقر عينه بها ، وما ذلك إلا لسر وقر في قلبه من تصديقه بنبوته وعلمه بكمالاته
    قال الأميني : وذكر جمع هذا الحديث في استسقاء النبي صلى الله عليه وآله : وحذف منه كلمة [ لله در أبي طالب ] وأنت أعرف مني بالغاية المتوخاة في هذا التحريف ، ولا يفوتنا عرفانها.
ـ 6 ـ
    قال ابن أبي الحديد في شرحه 3 : 316 : ورد في السير والمغازي أن عتبة بن ربيعة أو شيبة لما قطع رجل أبي عبيدة بن الحارث بن المطلب يوم بدر أشبل عليه علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة بسيفهما حتى قتلاه واحتملا صاحبهما من المعركة إلى العريش فألقياه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأن مخ ساقه ليسيل فقال : يا رسول الله لو كان أبو طالب حيا لعلم أنه قد صدق في قوله :
كذبتم وبيت الله نحلي محمدا وننصره حتى نصرع حوله ولما نطاعن دونه ونناضل ونذهل عن أبنائنا والحلائل
    فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وآله استغفر له ولأبي طالب يومئذ.
ـ 7 ـ
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال لعقيل بن أبي طالب : يا أبا يزيد ! إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني ، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي أبي طالب إياك.


(376)
    أخرجه أبو عمر في الاستيعاب 2 : 509 ، والبغوي ، والطبراني كما في ذخاير العقبي ص 222 ، وتاريخ الخميس 1 : 163 ، وعماد الدين يحيى العامري في بهجة المحافل 1 : 327 ، وذكره والهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 273 وقال : رجاله ثقاب.
    هذا شاهد صدق على أن النبي صلى الله عليه وآله كان يعتقد إيمان عمه وإلا فما قيمة حب كافر لأي أحد حتى يكون سببا لحبه صلى الله عليه وآله وسلم أولاده.
    م ـ وقول رسول الله صلى الله عليه وآله هذا لعقيل كان بعد إسلامه كما نص عليه الإمام العامري في بهجة المحافل وقال : وفيها إسلام عقيل بن أبي طالب الهاشمي ، ولما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا يزيد.. إلخ.
    وقال جمال الدين الأشخر اليمني في شرح البهجة عند شرح الحديث : ومن شأن المحب محبة حبيب الحبيب.
    ألا تعجب من حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا طالب إن لم يك معتنقا بدينه ـ العياذ بالله ـ ومن إعرابه عنه بعد وفاته. ومن حبه عقيلا لحب أبيه إياه ؟!! ].
ـ 8 ـ
    أخرج أبو نعيم وغيره عن ابن عباس وغيره قالوا : كان أبو طالب يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديدا لا يحب أولاده مثله ، ويقدمه على أولاده ، ولذا كان لا ينام إلا إلى جنبه ، ويخرجه معه حين يخرج.
    ولما مات أبو طالب نالت قريش منه من الأذى ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب ، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته تغسل عنه التراب وتبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها : يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك ، ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب.
    وفي لفظ : ما زالت قريش كاعين ( أي جبانين ) حتى مات أبو طالب.
    وفي لفظ : ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب.
    تاريخ الطبري 2 : 229 ، تاريخ ابن عساكر 1 : 284 ، مستدرك الحاكم 2 : 622 ، تاريخ ابن كثير 3 : 122 ، 134 ، الصفوة لابن الجوزي 1 : 21 ، الفائق للزمخشري 2 :


(377)
213 ، تاريخ الخميس 1 : 253 ، السرة الحلبية 1 : 375 ، فتح الباري 7 : 153 ، 154 ، شرح شواهد المغني ص 136 نقلا عن البيهقي ، أسنى المطالب ص 11 ، 21 ، طلبة الطالب ص 4 ، 54.
ـ 9 ـ
    عن عبد الله قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر إلى القتلى وهم مصرعون قال لأبي بكر : لو أن أبا طالب حي لعلم أن أسيافنا قد أخذت بالأماثل يعني قول أبي طالب :
كذبتم وبيت الله إن جد ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
    الأغاني 17 : 28 ، طلبة الطالب ص 38 نقلا عن دلائل الاعجاز.
ـ 10 ـ
    أخرج الحافظ الكنجي في الكفاية ص 68 : من طريق الحافظ ابن فنجويه عن ابن عباس في حديث مرفوعا قال لعلي : لو كنت مستخلفا أحدا لم يكن أحد أحق منك لقدمتك في الاسلام ، وقرابتك من رسول الله ، وصهرك عندك فاطمة سيدة نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب ، أتاني حين نزل القرآن وأنا حريص أن أرعى ذلك في ولده بعده.
    قال الأميني : إن شيئا من مضامين هذه الأحاديث لا يتفق مع كفر أبي طالب فهو صلى الله عليه وآله لا يأمر خليفته الإمام عليه السلام بتكفين كافر ولا تغسيله ، ولا يستغفر له ولا يترحم عليه ، كما في الحديث الثالث ، ولا يرجو له بعض الخير فضلا عن كله كما في الحديث الرابع ، ولا يستدر له الخير كما في حديث الاستسقاء ، ولا يستغفر له كما في الحديث السادس ، ولا يحب عقيلا لحبه إياه ، فإن الكفر يزع المسلم عن بعض هذه فكيف بكلها فضلا عن نبي الاسلام صلى الله عليه وآله وهو الصادع بقول الله العزيز : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم.
    سورة المجادلة : وقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق. سورة الممتحنة 60.


(378)
    وقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون. سورة التوبة 23.
    وقوله تعالى : ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء. سورة المائدة : 81. إلى آيات أخرى.

الكلم الطيب
    أخرج تمام الرازي في فوائده بإسناده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب وأخ لي كان في الجاهلية.
    ذخائر العقبي ص 7 ، الدرج المنيفة للسيوطي ص 7 ، مسالك الحنفا ص 14 ، وقال فيه : أخرجه أبو نعيم وغيره وفيه التصريح بأن الأخ من الرضاعة ، فالطرق عدة يشد بعضها بعضا فإن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة طرقه وأمثلها حديث ابن مسعود فإن الحاكم صححه.
    وفي تاريخ اليعقوبي 2 : 26 روي عنه صلى الله عليه وآله إن قال : إن الله عز وجل وعدني في أربعة في أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية.
    أخرج ابن الجوزي بإسناده عن علي عليه السلام مرفوعا : هبط جبرئيل عليه السلام علي فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك ، أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه يعني أبا طالب و فاطمة بنت أسد.
    التعظيم والمنة للحافظ السيوطي ص 25.
    وفي شرح ابن أبي الحديد 3 : 311 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال لي جبرائيل : إن الله مشفعك في ستة : بطن حملتك آمنة بنت وهب. وصلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب. وحجر كفلك أبو طالب. وبيت آواك عبد المطلب. وأخ كان لك في الجاهلية.. الخ.
( رثاء أمير المؤمنين والده العظيم )
    ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرته ص 6 أن عليا عليه السلام قال في رثاء أبي طالب :
أبا طالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم


(379)
لقد هد فقدك أهـل الحفاظ ولقاك ربك رضوانه فصلى عليك ولي النعم فقد كنت للطهر من خير عم
    هذه الأبيات توجد في ديوان أبي طالب أيضا ص 36 ، وذكرها أبو علي الموضح كما في كتاب الحجة ص 24 للسيد فخار ابن معد المتوفى 630 ، وقال ابن أبي الحديد : قال أيضا :
أرقت لطير آخر الليل غردا أبا طالب مأوى الصعاليك ذا لندى فأمست قريش يفرحون بموته أرادوا أمورا زينتها حلومهم يرجون تكذيب النبي وقتله كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم فإما تبيدونا وإما نبيدكم وإلا فإن الحي دون محمد يذكرني شجوا عظيما مجددا جواد إذا ما أصدر الأمر أوردا ولست أرى حيا يكون مخلدا ستوردهم يوما من الغي موردا وأن يفترى قدما عليه ويجحدا صدور العوالي والحسام والمهندا وإما تروا سلم العشيرة أرشدا بني هاشم خير البرية محتدا
    هذه الأبيات توجد في الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مع تغيير يسير وزيادة وإليك نصها :
أرقت لنوح آخر الليل غردا أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى أخا الملك خلى ثلمة سيسدها فأمست قريش يفرحون بفقده أرادت أمورا زينتها حلومهم يرجون تكذيب النبي وقتله كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم ويبدؤ منا منظر ذو كريهة فإما تبيدنا وإما نبيدكم وإلا فإن الحي دون محمد يذكرني شجوا عـظـيما مجددا وذا الحلم لا خلفا ولم يك قعددا بنو هاشم أو يستباح فيهمدا ولست أرى حيا لشئ مخلدا ستوردهم يوما من الغي موردا وأن يفتروا بهتا عليه ويجحدا صدور العوالي والصفيح المهندا إذا ما تسربلنا الحديد المسردا وإما تروا سلم العـشيرة أرشدا بنو هاشم خير البرية محتدا


(380)
وإن له فيـكم من الله ناصرا نبي أتى من كل وحي بحظه أغر كضوء البدر صورة وجهه أمين على ما استودع الله قلبه ولست بلاق صاحب الله أوحدا فسماه ربي في الكتاب محمدا جلا الغيم عنه ضوءه فتوقدا وإن كان قـولا كان فيه مسددا
( كلمة الإمام السجاد )
    قال ابن أبي الحديد في شرحه 3 : 312 : روي أن علي بن الحسين عليه السلام سئل عن هذا ـ يعني عن إيمان أبي طالب ـ فقال : واعجبا إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الاسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات.
( كلمة الإمام الباقر )
    سئل عليه السلام عما يقوله الناس أن أبا طالب في ضحضاح من نار فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ثم قال : ألم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان يأمر أن يحج عن عبد الله وابنه وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم ؟ شرح ابن أبي الحديد 3 : 311.
( كلمة الإمام الصادق )
    روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر فآتاهم الله أجره مرتين وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين. شرح ابن أبي الحديد 3 : 312.
    قال الأميني : هذا الحديث أخرجه ثقة الاسلام الكليني في أصول الكافي ص 244 عن الإمام الصادق غير مرفوع ولفظه : إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين.
    وبلفظ ابن أبي الحديد ذكره السيد ابن معد في كتابه ( الحجة ) ص 17 من
الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: فهرس