الاطفال ومشاعر الخوف والقلق ::: 76 ـ 90
(76)
    5 ـ نوع التربية : توجد عوائل شجاعة وطبيعية من ناحية الخوف ... يحافظون على رزانتهم في مواجهة مصاعب ومشاكل الحياة. واذا وقعت حادثة يحاولون ان يكونوا جريئين وأن لا ينهاروا أمامها ومن الطبيعي ان يكسب ابناؤهم هذه الصلابة من والديهم ، وهناك احتمال قوي ان يحافظوا على هذا الوضع.
    وبالعكس فالآباء والامهات الذين يخافون بشدة وينتابهم الهلع عند رؤية نزاع وصراخ بين قطتين مثلاً ، لا يستطيعون تربية ابناء شجعان. ان الاطفال يتعلمون اخلاق وسلوك ابويهم عادة ويعملون على تنمية ما أخذوه عنهم.
    وقد تكون اساليب التربية والانضباط خشنة ومزعجة ؛ ونحن نعرف آباء يضربون اطفالهم بقسوة الى حد تحطيم شخصية الطفل وجرأته. ويصبح الابناء في ظل هذه التربية شديدي الخوف الى درجة لايتمكنون حتى من الدفاع عن انفسهم وشخصياتهم في ما بعد.
    6 ـ شخصية الاطفال : يؤثر كما اونقص شخصية الاطفال ، وسلامتهم او مرضهم في ايجاد الخوف لديهم. فهناك اطفال مرضى دائماً ويتعرضون الى زرق الأبر واستعمال الادوية وتحمل العناء والمشقة و ... الخ. طبيعي انهم ينتابهم الخوف والانزعاج اكثر من غيرهم. وهناك اطفال لديهم امراض وخلل نفسي شديد ومضطربون ومنزعجون حتى ان بعضهم مصاب بالهواجس والاضطراب وسائر الاضطرابات الشائعة ؛ فيمهد هذا الامر لمخاوف شديدة وانزعاجات كثيرة.
    وهناك ارتباط أيضاً بين مقدار الخوف ونوعه وكيفيته ، وبين عوامل أخرى كالقوة البدنية والنضج الذهني ونوع القيم والامور الاجتماعية والجوانب الثقافية ونوع الصداقة ونوع الصداقة ونوع مايكتسب من وسائل الاعلام الاجتماعية وقوة الارادة و ... الخ نترك شرحها وتوضيحها مراعاة للاختصار.


(77)


(78)

(79)
    ان الخوف ليس امراً سيئاً دائماً على خلاف ما يتصوره عامة الناس. فهو قد يكون مفيداً في بعض الحالات ، ولكنه يذكر بسوء نظراً لتغلب أضراره على فوائده. في هذا الباب سنبحث فوائد الخوف ومضاره ، وندرس ضرورة علاجه.
    وهناك فصل حول فوائد الخوف ، حيث سنتناول بعد المقدمة فوائده ومزاياه في المجال الشخصي والاجتماعي والديني والاقتضادي وحتى السياسي وبشكل مختصر.
    اما الفصل الثاني فيدور حول اخطاره ونسعى في ذلك الى دراسة النواحي البدنية والنفسية والاقتصادية والعاطفية والاخلاقية ونشير الى اضرارها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. ونتطرق في الفصل الثالث الى الضرورات المتعلقة باصلاحه ونحاول بحث مختلف جوانبه مع مراعاة الاختصار.


(80)
فوائد واهمية الخوف
    المقدمة :
    حين يطرح موضوع الخوف في مكان ما ، تثار ازاءه وجهات النظر السلبية ، ويتصور الجميع ـ غالباً ـ ان الخوف امر ضار وخطير. ولو تعمقنا جيداً لادركنا ان فيه فوائد الى جانب مافيه من أضرار ـ ومن غير الممكن ، ولا من المصلحة ، ان نرغب في خلو الحياة من الخوف مطلقاً ، لان الفرد والمجتمع والاخلاق والسياسة والثقافة ستتعرض الى اخطار عديدة. لابد من وجود الخوف ، ولكن الكلام هو في المقدار الذي ينبغي منه ، ولاشك ان الكلام هنا هو عن الخوف المعقول وليس الخطير.
    وتجدر الاشارة الى ان الخوف لايتعارض من الشجاعة ، ويمكن ان يكون الشخص شجاعاً مع وجود الخوف ، بمعنى ان يخاف من العوامل الخطيرة والحقيقية ، ولا يخاف من العوامل غير الحقيقية والوهمية


(81)
    قد يدعي بعض الاشخاص في مجتمع ما الشجاعة وعدم الخوف من اي شيء وهو ادعاء لامعنى له برأينا ، إذ لايمكن العثور في العالم على انسان لا يخاف من شيء ، فهناك عوامل كثيرة تؤدي الى خوف الانسان ، عوامل وهمية وعوامل حقيقية.
    البعض يخاف من الموت ، وبعض آخر من الوحدة وقسم من القانون والشرطة ، ومجموعة من المرض ومن فقدان المهنة والمنصب والمقام ومن انتهاك الكرامة ، ومن العذاب الالهي ومن الانتقام وعقوبة المجتمع و ... الخ ؛ ومن الضروري حصول بعضها كي تمثل عامل سيطرة نضج الانسان.
    نعم قد لايخاف بعض الاشخاص من اي شيء ولكن هؤلاء اما مجانين او مصابون بخلل نفسي او لديهم تخلف ذهني او نقص حسي أو ... الخ ، وبعبارة أكثر صراحة ان فقدان الاشخاص للخوف هو دليل على التخلف الذهني والنقص الحسي و ... الخ.
    وبشكل عام ، لايدل الخوف على الضعف وفقدان الشخصية دائماً ، بل يدل في حالات كثيرة على العقل والشعور ويعبر عن سعة ادراك الاشخاص وفهمهم. ومن الطبيعي ان يتجنبو العقل العمل المثير للخوف ، ويجب عدم لومهم في هذا الامر.

    الحياة غير ممكنة بدون الخوف حسب رأينا ، وقد تكون ذات طابع منهك.


(82)
ومن الضروري وجود خوف معقول لدى الاشخاص ؛ لانه اذا زال الخوف تماماً هجم الغرور وخداع النفس والانانية عليهم واصابهم الكبر والغرور.
    ويمكن الاشارة الى جوانب عديدة حول فوائد وضرورة الخوف ، هذه بعضها :
    1 ـ الجانب الشخصي : يصان الشخص من اخطار واضرار كثيرة نتيجة الخوف. ولو لم يكن لدى الاشخاص خوف لما سعوا الى المحافظة على انفسهم من الخطر. ان سعينا للابتعاد عن الاخطار المختلفة والاضرار والامراض هو احد اسباب بقائنا احياء وسالمين.
    ان من صالحنا الفرار من الذئب والابتعاد عن الجراثيم والتلوث ، وتبقى نفوسنا في امان حينما نفر من الشخص الثمل الذي يحمل سكينا بيده ، ومن اجل ان نكون في أمن وسلامة لانعرض ابداننا الى الامراض المختلفة والبرد والحر الشديد.
    2 ـ الجانب الاجتماعي : الخوف هو من عوامل المحافظة على سلامة وأمن المجتمع ؛ فليس جميع افراد المجتمع كالملائكة يعرفون واجباتهم ، فلولا الخوف من المراجع القانونية لقام كثير من الاشخاص بالجريمة والمنكرات والفساد ، في بعض الموارد نحتاج الى إشاعة الخوف من القانون بين الناس كي يعلموا انهم يعاقبون اذا خالفوا المعايير. ثمة اناس كثيرون يتجاوزون حدودهم ويؤذون الآخرين من اجل تنظيم حياتهم. ان الخوف في الجانب الاجتماعي يجب ان يحصل كي تنظم العلاقات بين الاشخاص. ويعرفون الحق ويكلفون في ذلك الاطار.
    3 ـ الجانب الديني : نعم ؛ لابد من وجود أشخاص كعلي عليه السلام ممن يعبدون ، الله لأنه اهل للعبادة ، الى جانب الذين يعبدون الله نتيجة الخوف من جهنم او الطمع بالجنة ، وعلى حد تعبير امير المؤمنين عليه السلام : عبادة العبيد وعبادة التجار.


(83)
    ان الخوف من الله واحكامه وسننه ، والخوف من عذاب وحساب الله ، والخوف من العقوبة والانتقام الالهي ، يؤدي إلى أن يسيطر الأشخاص على أنفسهم ويقل اتجاههم نحو الذنب والفساد.
    يقول الامام علي عليه السلام : الخوف سجن النفس عن الذنوب ورادعها عن المعاصي (1).
    كما قال عليه السلام : عند الخوف يحسن العمل (2) فوجود هذا الخوف هو لصالح الشخص.
    4 ـ الجانب الاقتصادي : الخوف من الفقر عامل يدفع الانسان الى العمل وبذل الجهد ويمهد لحياة سليمة وهادئة. وقد لا يعمل الجميع كما يجب ، اذا لم يكن هناك خوف من الفقر والمعاناة والجوع ويقبلون بعناء النشاط ، وهو من عوامل نمو وإعمار المجتمع والبلد.
    ان الحرص على جمع المال والخوف من الفقر في المستقبل البعيد يدفع الاشخاص الى العمل حتى أكثر من الحد المتعارف وتحمل المشاق الكثيرة. وهذا العمل وان كان ليس لصالح الانسان كثيراً لأنه يحول دون بناء نفسه ، الا انه يؤدي بشكل عام الى دخل اكثر واعمار المجتمع. فالخوف يؤدي في الحقيقة الى تقدم المجتمع.
    5 ـ الجانب السياسي : الخوف امر مهم وبناء في هذا الجانب أيضاً ، سواء في المجال الوطني أوفي المجال الدولي ، ففي المجال الوطني يؤدي الخوف من العواقب والسجن الى عدم وقوف الاشخاص ضد قانون المجتمع ونظامه ، وعدم تهيئة الارضية للمفاسد والمخالفات والانحراف.
1 ـ غرر الحكم.
2 ـ البحار : ج 78 / ص 90.


(84)
    والخوف ضروري في المجال الدولي كذلك ، فوجود قوات مهمة واسلحة وجنود وقوات مقاتلة يؤدي الى عدم طمع العدو في الهجوم.
    ولابد من الاشارة الى فوائد اخرى في هذا الاطار ، منها عامل ايجاد قوة نفسية لدى الاشخاص ، ويوجب الفرار من الذنب ، والمحافظة على سلامة الوجود وصيانة وبقاء النفس واستمرار النسل والحصول على الفوز والحيلولة دون المشاكسات ويؤدي الى نمو وتقدم الدراسة و ... الخ


(85)
أخطار و اضرار الخوف
    المقدمة :
    قلنا ان المخاوف تكون في بعض الحالات خطيرة وضارة ، وقد اعتبر بعض العلماء ان الخوف هو اكبر عدو للبشر في هذا المجال لانه يسبب مشاكل كثيرة للناس ، الا ان هذا لايمنع وجود بعض المخاوف المفيدة والبناءة ، وقد يكون الخوف الذي اعتبر مفيداً ، ضاراً للبعض وعاملاً في اصفرار الوجه ونحول الجسم وتدهور الصحة.
    ان دائرة هذه الاضرار واسعة جداً ويمكن تقسيم بعضها الى خمسة أقسام :
1 ـ الاضرار الشخصية :
    تجب هنا الاشارة الى الاضرار التي تواجه الشخص شديد الخوف وتؤثر على بدنه ونفسه وعاطفته. ومن اهم هذه الاضرار :


(86)
    أ ـ في الناحية البدنية : يؤدي الخوف الى الاضرار التالية :
    1 ـ يخرج دورة الدم من حالتها الطبيعية ويؤدي الى بطئها عادة.
    2 ـ يعيق جهاز الهضم عن القيام بوظيفته العادية.
    3 ـ يسمم دم الانسان في حالات كثيرة.
    4 ـ يتوقف الطفل عن الحركة والسعي ويقلل نسبة النمو.
    5 ـ يؤدي الى اضطراب في النوم فتنجم عن ذلك اضرار اخرى.
    6 ـ يعيق الانسان عن الدفاع عن نفسه ، إذ يصرف طاقة اكبر فتضعف قوى الانسان الفعالة.
    7 ـ تشل الخلايا العصبية نتيجة ذلك في بعض الحالات.
    8 ـ الخوف ينهك الانسان لانه يستلزم طاقة اكثر في الدفاع.
    9 ـ واخيرا يؤدي الخوف ـ اذا اصبح شديداً ـ الى العجز ، وقد يؤدي الى الجلطة ، ويسلب من الانسان السرور والبهجة. فالوجوه العابسة وكثرة الشيب والنظرات الذاوية ناتجة في اكثر الأوقات من شدة الخوف.
    ويمكن في هذا الصدد ذكر أنواع كثيرة من البؤس والشقاء.
    ب ـ من الناحية النفسية : تنتج عن الخوف آثار واضرار خطيرة من الناحية النفسية وثمة امور كثيرة جديرة بالاشارة في هذا الصدد منها :
    1 ـ تحديد افق الإدراكات وإثارة الاضطراب في النفس.
    2 ـ تحديد التفكير والتعقل وعرقلة النظرة المستقبلية.
    3 ـ زوال الجرأة والشجاعة ، وهو اساس لكثير من انواع الاضطراب.
    4 ـ غلبة اليأس الى درجة يبدو وكأنه مستعد للموت.


(87)
    5 ـ حصول نوع من الاضطراب النفسي حتى يصل حداً يتصور نفسه وكأنه أسير مصفد بالاغلال.
    6 ـ غلبة الاوهام وخاصة الاوهام البصرية حتى يتصور احياناً ان عفريتاً امامه ، او يترآى له في الاجواء المعتمة انه يرى شيئاً ما امام ناظريه.
    7 ـ فقدان التوازن النفسي الى درجة القيام بتصرفات طفولية وقد يصاب بالجنون.
    8 ـ واخيراً حصول التشتت النفسي وزوال إمكانية اكتساب المعرفة.
    ج ـ من الناحية الذهنية : قد يسبب الخوف في هذا الاطار الاضرار التالية :
    ـ ضعف الذاكرة الى حد لايتمكن حتى من حفظ عبارة او رقم هاتف.
    ـ غلبة النسيان حتى انه ينسى ماكان يعرفه نتيجة للخوف من الامتحان او من الوقوف بين يدي المعلم.
    ـ شدة قوة التخيل وغلبة نسج الخيال على الشخص المريض.
    ـ يظهر نقص في الذكاء في بعض الحالات الى درجة ان الطفل يبدو عليه الكسل في الصف والمدرسة.
    ـ تدني النشاط الذهني بحيث يشعر بالتعب عند أدنى مطالعة.
    ـ فقدان التداعي والتذكر الى درجة لا يستفيد منها في المسائل المختلفة.
    ـ واخيراً فقدان القابلية على حل المصاعب والالغاز والكلمات المتقاطعة والربط بين مختلف المواضيع.
    د ـ من الناحية العاطفية : للمخاوف اضرار من الناحية العاطفية يتلخص بعضها في ما يلي :
    ـ تمهد المخاوف الشديدة للاضطراب وتظهر آثار ذلك على الوجوه.


(88)
    ـ يؤدي الخوف في بعض الحالات الى البكاء والتأوه والأنين وهي من سمات اهتزاز الشخصية.
    ـ يقترن الخوف بعدم الاستقرار وحدة المزاج الى درجة سلب الهدوء من الانسان وهذه أيضاً تنطوي على مصاعب اخرى.
    ـ ينتج عن الخوف احياناً خجل شديد قد يتمخض عنه شلل النشاطات الحيوية.
    ـ يتعرض المبتلون بالخوف غالباً الى اليأس وفقدان الشعور بالكفاءة واللياقة.
    ـ قد يتبع العوامل التي تسبب الخوف ، كرهاً في نفس الشخص لتلك العوامل والمسببات.
    ـ يقترن الخوف احياناً بالاستياء من النفس ومن الآخرين ، حتى انه يضجر من نفسه ويحقد عليها او يشعر بالذنب في بعض الحالات.
    ـ واخيراً إن الخوف هو من عوامل الحيرة والحذر الذي لامبرر له ، وتزايد القلق والشعور بقلة الامان وسلب امكانية الدفاع من الانسان.
    هـ ـ من الناحية الاخلاقية : الخوف من عوامل السقوط والانحراف الاخلاقي ، فكثير من الاشخاص استسلموا للذلة والمهانة بسبب الخوف. فقد يطلب من شخص اعطاء البيعة او التوقيع على امر غير مشروع فينصاع للأمر صاغراً لكي لايقع في المشقة والعناء.
    ـ يكذب الانسان نتيجة الخوف.
    ـ تؤدي المخاوف غير العقلانية بالانسان الى بعض الممارسات العابثة.
    ـ يحول الخوف دون اصدار الاحكام العقلانية.
    ـ يؤدي الى فشل المساعي التي يبذلها في العمل ، أو لغرض اكتساب السمعة.
    ـ يحطم مقاومة الانسان.
    ـ التكلم بكلام مبهم نتيجة الخوف.


(89)
    الخروج بالآراء والاحكام عن مسارها الصحيح.
    ـ الخوف يضعف السجايا الاخلاقية.
    ـ يسلب من الانسان روح الانفاق والايثار.
    ـ يسلب الانسان الرغبة في النزوع الى الحقيقة.
    ـ وأخيراً فان سوء الظن والرغبات المكبوتة واختيار الهدف السلبي والفرار من الحقائق وانكار المرضو الانحدار في مهاوي السقوط الاخلاقي و...الخ كلها ناتجة عن الخوف. ولابد من الاقرار بهذه الحقيقة وهي ان الانسان شديد الخوف يرتكب اخطاء دائماً ، وهو على استعداد لتقبل أي تلوث وانحراف.
2 ـ الضرر الاجتماعي :
    ـ اذا اشتدت المخاوف تؤدي الى اضرار اجتماعية منها :
    ـ التشكيك بالعلاقات الانسانية والصداقة
    ـ يقترن السلوك والتصرفت بسوء الظن والشك والتردد غالباً.
    ـ في حالة حصول ادنى ضرر يبحث الاشخاص عن ملاذ كالطبيب والعلاج.
    ـ يحصل اختلال في اداء الواجبات الاجتماعية نتيجة الخوف ولايتمكن الانسان من التفكير الا بنفسه.
    ـ يحول الخوف دون حصول التفاهم.
    ـ يرى الناس انفسهم مضطرين في حالات كثيرة إلى الرضوخ للطلبات غير المشروعة.
    وأخيراً تتعرض الاخلاق الاجتماعية الى التفسخ.


(90)
3 ـ الضرر السياسي
    يمكن تشبيه الخوف هذا في الجانب ، بحجر العثرة الذي يعترض طريق الانسان ويحول دون تقدمه في المجال السياسي وبلوغه الهدف المنشود. اذ يفقد الانسان الحرية ويفرض عليه الذلة والرهبة ويدفعه الى نسيان الحق والصلابة والاذعان لكل من هب ودب.
    إن الانسان الذي تعتريه المخاوف الشديدة يتبع اي شخص لديه قوة اكثر وان كان ظالماً ، ويضحي بشرفه وعزته الرجولية او الانسانية ويوقع نفسه في مواقع غير انسانية.
    كذلك اذا وقعت حرب وجهاد فانه يفرمن هذه المسؤولية العظيمة نتيجة الخوف على النفس او يفر من عدوه فيجلب على نفسه العار والذلة.
    كذلك يضطر الى ان يلوذ بالآخرين في مجال الدفاع لانه اعتاد ذلك.
4 ـ من الناحية الاقتصادية :
    الخوف عدو خطير في مجال الاقتصاد والعمل والانتاج والنشاط. ويفقد الشخص المعرض للخوف امكانية العمل وحتى انه يعجز عن النشاط اليومي ، ولايتمكن ان يستقر في مكان ويمارس العمل والسعي ، فيفشل في مشروع العمل والنشاط والتخطيط.
    ويشغل الخوف اوقات يقظتنا في أغلب الحالات ويمنعنا من النشاط ويقلل عملنا ، وتتهيأ الأرضية ليقلص العمل في ادنى مدة ، وتمتد دائرة ذلك الى بقية جوانب الحياة.
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق ::: فهرس