الاطفال ومشاعر الخوف والقلق ::: 121 ـ 135
(121)


(222)

(123)
    هذا هو الباب الاخير من بحث الخوف وسنبحث فيه ثلاثة فصول على النحو التالي :
    الفصل الاول في انواع المراقبة الواجب اتباعها في مسألة العلاج ، وسنبحث في ذلك المسائل المهمة التي تثير الحساسية اثناء النوم مثلاً او الاستراحة والمزاح و ... الخ.
    يدور الفصل الثاني حول الامور التي يجب ان تجتنب في العلاج مثل اللوم الشديد والانتقاد اللاذع والسخرية والاستهزاء وانواع الاستهانة وممارسة الضغوط والتخجيل وكذلك النصيحة المفرطة ، حيث على المربي ان يتحلى باليقظة في هذا المجال.
    واخيراً ، يبحث الفصل الاخير في انواع الوقاية. والغرض هو بذل الجهود من اجل ان لايصاب الطفل الذي يعيش حالة طبيعية ، بالخوف من قبيل التقوية البدنية والروحية والمناخ العاطفي المناسب وجانب اسوة الوالدين في الجرأة والشجاعة وعدم التهديد وتقوية الارادة و ... حيث سيطرح بحث مختصر حول كل واحدة منها.


(124)
    المقدمة :
    مع مراعاة القواعد المذكورة والاخذ بنظر الاعتبار طرق العلاج ، فان امر علاج الطفل لا ينتهي عند هذا الحد ، الا ان يتم الاهتمام والعمل بانواع المراقبة في هذا الصدد. وتجدر الاشارة الى ان امر التربية تكتنفه المصاعب رغم سهولته. ويجب ان يبذل الآباء الذين يريدون تربية ابنائهم بشكل صحيح ، جهوداً غير عادية في هذا المضمار.
    ان المراقبة ضرورية في جميع الاحوال خاصة بالنسبة للاشخاص الذين تطرح لديهم حالات مثل الخوف والاضطراب ويريدون اصلاحها وعلاجها. ولا بد ان نذكر وصايا جديدة في هذا الصدد ، واهمها :


(125)
    1 ـ اثبات قدرتهم : ان الآباء والمربين الذين يريدون اقامة علاقة مع الطفل من اجل ازالة خوفه لابد ان يثبتوا في ذهن الطفل انهم اشخاص اقوياء بحيث يجدهم الطفل فعلاً اقوياء وأصحاب ارادة.
    يجب ان لا يلاحظ الطفل ابداً عجز ابيه وامه ومربيه ، بل عليهم ان يثبتوا إنهم شجعان ويمكن ان يلجأ اليهم الطفل في المصاعب ؛ وهذا ضروري لنضجهم وتربيتهم وهكذا يزيلون الخوف منه.
    2 ـ مراعاة ظروف الطفل : تارة يكون الطفل في ظرف خاص ؛ مثلاً طفل هلع ومصاب بالقلق من ناحية العائلة بسبب النزاع بين والديه او طلاقهما وافتراقهما.
    من الناحية العلمية ينبغي الاهتمام بمثل هؤلاء الاطفال اكثر ، كما يجب ملاحظة السن والجنس في أنواع المراقبة ، فالبنات ارق من البنين وتؤثر فيهن المصاعب والمشكلات بشكل اسرع.
    فيجب ان نرى على من تنطبق هذه الشروط ولماذا يجب ممارسة مراقبة معينة بالنسبة له.
    3 ـ المراقبة في التهديدات : قد يخاف ابنكم من الظلام او يكون لديه رعب من الحبس في المخزن والدهليز. اذا كان المقصود تنبيهه فيجب تجنب مثل هذه الامور ، حيث ان خوفاً جديداً يهز حياته بدرجة اكثر ويشدد صعوبة الحياة عليه.
    من الضروري ان يحسب الطفل لوالديه حساباً ، ولكن من الخطأ ان ترعبه هواجس التهديد وتعرض حياته الداخلية وأمنه الى الخطر.


(126)
    وهناك فارق كبير بين الحذر وبين التهديدات ، والمربي الناجح هو القادر على ممارسة هذا الاجراء بشكل صحيح.
    4 ـ انواع المزاح المثيرة للخوف : يجب ان ينتبه الوالدان والمربون ويتجنبوا انواع المزاح المثيرة للرعب. فتارة يحصل مزاح بين الاشخاص من اجل لفت انتباه البعض وتلطيف اجواء مجلس ما ، وإضحاك بعض الاشخاص. وقد اثبتت التجربة ان هذا الامر خطير في بعض الحالات ؛ فقد وضع بعضهم ضفدعا في جيب احد الاشخاص للمزاح وعندما وضع الاخير يده في جيبه وهو لا يعلم بالقضية اصيب بلكنة في اللسان من شدة الرعب ، كما لوحظت حالات اصعب من هذه في بعض الموارد.
    5 ـ انواع المراقبة في النوم : يجب ان ينوم الطفل شديد الخوف في غرفة او مكان بحيث يصل صوته الى أسماع الاب والام ، حيث من الممكن ان ينام ويتعرض للكابوس. وفي هذه الحالة يجب ان يستيقظ الاب والام وهما قريبان منه ويوقظانه من النوم. ويستلزم هذا الامر ان لا تكون غرفة الطفل منفصلة عن غرفة الوالدين في بعض الحالات ، او ان يجعل الاب والام مكان نوم الطفل الى جانب غرفتهما على بعد مترين او ثلاثة امتار مثلا ، حتى تكون مراقبة وضعه ممكنة.
    6 ـ تجنب الخداع : يلاحظ احيانا ان الطفل يطلب من الاب والام ان ينام الى جانبهما بسبب الخوف الشديد او يكون الاب والام في غرفته ، فيقوم الوالدان بوضع الطفل في غرفتهما من اجل ان ينام وعندما يستسلم للنوم يحملانه بهدوء من مكانه ويأخذانه الى غرفة اخرى.
    تعتبر ممارسة هذا الاسلوب من الاخطاء الفاحشة لان الطفل قد يستيقظ في منتصف الليل ولايرى والديه الى جانبه ؛ وهذا التصرف يسلب ثقته بالوالدين


(127)
بالاضافة الى انه يؤدي الى خوفه ورعبه ، ولا تؤثر فيه بعد ذلك موعظة وارشاد الاب والام.
    7 ـ السيطرة على انواع المحفزات : ان الطفل يخاف من العوامل والمحفزات التي كانت سبباً في خوفه. واذا اراد الوالدان معالجته فمن الضروري من بعض النواحي أولاً إبعاد عامل الخوف عن نظره ، وبعد ذلك يعيدان بناء فكره بالتدريج خلال عدة ايام.
    ويمكن بعد اعادة البناء وضعه الى جوار شيء مخيف على مسافة والعمل على ان يألف ذلك تدريجياً. وقد ذكرنا هذا الكلام لان بعض الاشخاص يحبون ان يصلحوا الطفل مرة واحدة ويقووا قلبه وجرأته.
    8 ـ عدم اثارته من جديد : عندما يعطي الطفل وعداً بعدم الخوف بعد ذلك من شيء معين فلا تحاولوا ان تعرضوه الى الاثارة في تلك اللحظة واليوم والساعة ؛ بل ابذلوا جهداً في تقوية ارادته وقراره لفترة طويلة ، وعززوا وعودكم حتى يحصل له الاستقرار النفسي.
    وبعد ان يحصل على الجرأة والمنعة ويتغلب على خوفه يمكنكم اثارته بهدوء. واذا التفتم في هذه الحالة الى حصول خطأ في هذا المجال فتوقفوا واصلحوا خطأكم.
    9 ـ انواع المراقبة الغذائية : من الضروري القيام بانواع المراقبة في المجال الغذائي للاشخاص الذين يرون احلاماً مرعبة. مثلاً خففوا عشاءه كي لاينام متخم البطن حيث يؤثر ذلك في مشاهدته للاحلام المزعجة.
    ركزوا على الالبان وقللوا التوابل وبقية المواد المهيجة في غذائه لانها تكون أحياناً من عوامل اليقظة والارق. ليشرب قليلاً من اللبن او اللبن المخفف


(128)
بالماء ، لكي ينام نوماً ثقيلاً. ويمكنكم بشكل عام القيام باعمال ايجابية في هذا المجال ، طبقاً لتعليمات الطبيب.
    10 ـ انواع المراقبة في الاستراحة : من الضروري موازنة نومه واستراحته بالشكل الذي لا يكون لديه نقص من هذه الناحية. كذلك لايدخل السرير قبل ان يتعب لأن ذلك يسبب له الاضطراب في النوم.
    وتجدر الاشارة الى النقطة بالنسبة للاطفال اللذين يعانون من الكابوس ، وهي ان هذه الحالة تظهر لديهم غالباً بعد حوالي ثلاث ساعات من النوم. ويرجح تنظيم برنامج عمل الوالدين استراحتهم بشكل تكون لديهم مراقبة ثابتة للطفل في تلك الساعة.
    وهناك انواع اخرى من المراقبة من حيث وضع الاستراحة والاستفادة من الهواء الطلق وحتى كيفية الغطاء واللحاف والنوم نمتنع عن ذكرها تجنباً للإطالة.


(129)
الامور التي يلزم تجنبها في العلاج
    المقدمة :
    الغرض هو تحذير الوالدين والمربين المحترفين الذين يريدون اصلاح اطفالهم ولكنهم يخطئون في هذا المجال. انهم يظنون ان خوف الطفل سيزول بينما قد تكون تلك الطريقة عاملاً جديداً لزيادة خوف الطفل.
    لاشك ان وضع الطفل دقيق وحساس جداً ، ويجب التعامل معه بدقة ، وقد تؤدي غفلة صغيرة الى شر كثير. كما يجب ملاحظة هذه النقطة وهي اننا نقوم أحيانا بأمر إصلاح وعلاج الطفل بطريقة ما ، ولكن الحقيقة هي ان ذلك الامر صعب جدا ، ويجب ان يدفع الطفل ثمناً كبيرا في مقابلها ، والمربي المخلص لايريد قطعاً ايقاع الطفل في ذلك الوادي.
    على هذا الاساس نشير الى بحث الامور التي ينبغي تجنبها في العلاج ؛ وهناك مسائل ونقاط كثيرة يجدر ذكرها في هذا القسم ، منها :


(130)
    1 ـ اللوم والنقد : قد يؤثر انتقاد او توبيخ خفيف للطفل كثير الخوف تأثيراً ايجابياً احيانا ً ، ولكن حينما يخرج النقد عن حده المعقول يصبح اثره سلبياً ، خاصة ان الطفل حساس ولايفهم الامور بعمق.
    وعلى هذا الاساس يوصى بأن لانوبخ الطفل ابدا ، ولا نكسر روحيته بعبارات من قبيل : خوار : جبان ، كثيرالخوف و ... فنثبت بذلك الخوف في نفسه.
    وفي تلك الحالة لايتخذ الطفل موقفاً تجاهنا ويعطي لنفسه الحق ان يكون كثير الخوف طبقاً لاقوالنا.
    2 ـ السخرية والاستهزاء : قد يلجأ بعض الآباء الى اسلوب السخرية والاستهزاء في محاولة اصلاح الاطفال شديدي الخوف وهذه طريقة خاطئة.
    فالاستهزاء والسخرية هي من اساليب الجهلة وفق ماتعبر عنه الرؤية القرآنية ولاتجدي شيئاً في اصلاح الخوف.
    بينما الواجب يحتم ايجاد محيط آمن يعيش فيه الطفل براحة بعيداً عن اسلوب الاستهزاء به.
    انه كالمريض الذي يحتاج مثلا الى الدواء والابرة وسخرية الطبيب من المريض لاتحل محل الدواء والعلاج ، بل بالعكس تؤدي الى زيادة ألمه واتساعه. فلا نعمل على تخجيله.
    3 ـ انواع الاحتقار : ومن الخطأ معالجة الطفل عن طريق الاستهانة به. فلقد اثبتت البحوث ان انواع الاحتقار لاتحل مشكلة الطفل بل انها قد تشدد خوفه وتسبب له مرضاً آخر كالخجل.
    وعلى هذا الاساس ، يوصي ان لا نخجل الطفل بذكر عبارة جارحة ونجبره على المجازفة من اجل تحاشي الاحتقار او المحافظة على كرامته لئلا يصاب


(131)
بالقلق. ان انواع الاحتقار قد تسبب اخفاء الطفل لخوفه ، وتصاب قدرته على العمل بالشك والضرر في الداخل.
    4 ـ اسلوب المخاطرة : يظن بعض الاشخاص انهم اذا استعملوا اسلوب المخاطرة ستحل المشكلة. ولهذا يلقون الطفل الذي يخاف من الماء ويأبى ان يدخل الحوض ، في الماء دفعة واحدة. وياخذونه الى اصطبل البقر لانه يخاف بشدة من البقرة او يأخذونه على مقربة من كلب لانه يخشى الكلب و .. الخ.
    نعم لقد ذكر سعدي نموذجاً لهذه المسألة في كتاب گلستان حيث ألقوا في الماء ذلك الغلام الكثير الخوف الذي كان يرعبه البحر حتى غطس ، ومسكوا شعره وأخرجوه من الماء ، فزال خوفه ؛ ولكننا لانقبل بهذه الطريقة للاطفال. ان هذا الامر قد يوجد خطراً وضررا للاطفال الذين يفتقدون الاستيعاب الكافي ، اذ يحتمل ان نلقيه في الماء احياناً ولا يعود بعد ذلك ، او نأخذه قرب بقرة ويفقد السيطرة على نفسه من شدة الخوف. من الافضل ان تلقوا بانفسكم في الماء حتى يرى ويتعظ ، اذهبوا انتم قرب البقرة وداعبوها او اذهبوا قرب الكلب واعطوه طعاماً ... الخ ، لا ان يذهب هو.
    5 ـ ممارسة القوة : من الامور التي يجب تجنبها ايضا هي مسألة استخدام القوة والاستبداد. ان الاساليب الخشنة التي تهز الطفل ، لايمكن ان تعالج الخوف. نعم قد يتجاهل الطفل شيئاً نتيجة الخوف من الاب ، ولكن الحقيقة هي انه لا يقلع جذر ذلك ولايزيله تماماً. بل يختفي الخوف الاول ليضاف اليه خوف ثان هو الخوف من الاستبداد وخشونة المربي.
    ان امر معالجة الخوف يجب ان لاينجر الى القوة ، بل ينبغي ان يوضح له بالمثال والشواهد والتوعية ومانريد ان نقول انه حتى الاستدلال والمنطق ليس


(132)
له من الاثر بالشكل الذي يجب ، فكيف بالقوة والاكراه ، اذن يجب الامتناع عن هذا الاسلوب.
    6 ـ التخجيل : من المسائل المهمة : هي عدم وجوب تخجيل الطفل بسبب خوفه. فقد اثبتت البحوث العلمية ان التخجيل لايزيل الخوف بل ويؤدي الى تشديده ايضاً ، وذلك بسبب ان الخجل يؤدي الى شعور الطفل أنه اكثر عجزاً.
    يؤدي تخجيل الطفل الى فقدانه الثقة بنفسه وهذا عامل مهم لغلبة الخوف على الطفل. ويجب تجنب هذا الامر بشكل جدي ، لا أن يعالج شر بشر آخر.
    7 ـ الموعظة والنصيحة المفرطة : من الجوانب التي يجب تجنبها هي الموعظة والنصيحة المفرطة ، ويجب بدلاً من ذلك معرفة الخوف وازالته. ان الشخص كثير الخوف يشبه المريض ، والمريض لايمكن معالجته بالنصيحة.
    وعلينا ان لا نتجاهل ان النصيحة والمواعظ اللفظية تخفف وتسكن المسألة الى حد ما ، ولكنها لاتحل او ترفع اصل المسألة. لهذا يجب اولا البحث عن جذر المسألة واقتلاعه ، ثم نحاول الاستفادة من اسلوب الموعظة والنصيحة خلال المعالجة.
    8 ـ التعلق : من الضروري مع كل انواع المراقبة التي تراعى في مجال الاصلاح والعلاج ان لا نجعل الطفل متعلقاً بنا. ان الحماية ضرورية ولكن لا بالشكل الذي يسلم قياده بيد الوالدين والمربين مئة بالمئة. نعم قد تكون المحبة ضرورية ولكن يجب الا تكون بالشكل الذي تعرض مستقبله الى الخطر. فلا بد له في عاقبة الامر من الوقوف على قدميه لتكون له حياته المستقلة.
    9 ـ تركه لحاله : هذه ايضاً مسألة مهمة ، وهي ان يترك الوالدان الطفل لحاله وسبيله ويعرفا ان المشكلة تحل تلقائياً او انها سوف تحل اخيراً على نحو ما.


(133)
    ان التجاهل هو حل مناسب في بعض الاحيان ، ولكن هذا الاسلوب لايعتبر قاعدة كلية وقابلا للتعميم.
    فالواجب يتطلب معرفة مايعاني منه الطفل واختيار الحل المناسب له. فالطفل لايعلم في اي ظروف هو ، وحتى اذا علم فهو عاجز وضعيف. ولا يتمكن من الدفاع عن نفسه وحقه ، فيجب مساعدته وتأمين سلامته وأمنه.
    10 ـ الاثارة الجديدة : في حالة نجاحنا في الاصلاح والعلاج الى حد ما ، من الضروري الامتناع عن اثارته من جديد علينا تجنب تعريضه للرعب عن طريق تجربة جديدة. وبعبارة اخرى يجب ابعاده عن الظروف والاوضاع المخيفة ، لكيلا يحصل له وضع جديد او يتداعى له خوف جديد او قديم ويوقعه في معضلة اخرى.
    ومن الضروري ايضا ان يكون الطفل في محيط آمن وبعيداً عن كل مشاجرة ونزاع وان لا تطرح امامه اختلافات الوالدين ، وان لا تتبع المدرسة اسلوب التخويف في سبيل انجازه لواجباته ، وان لا يعاشر الجبناء والخوافين و ....


(134)
في طريق الوقاية
    المقدمة :
    رأينا في ختام هذا البحث ان المصلحة تستوجب الاشارة ـ ولو اجمالاً ـ الى مسألة الوقاية. ونعتبر ان هذه النقطة جديرة بالذكر ، وهي ان انواع الخوف غير قابلة للوقاية بشكل عام ، ولكن لو تيسر لنا اعداد المقدمات الضرورية لصار بالامكان وقاية الطفل من التعرض لحالات الخوف والرعب الى حد كبير ؛ وحتى لو حصل ذلك فهو لا يضره كثيراً.
    ان الغرض من هذا البحث هو ان نقدم للعائلة والاوساط التربوية شروطاً اذا راعاها الوالدان والمربون المحترمون فانهم سيوفرون مستلزمات الوقاية من الخوف ولايدعون بذور الرعب تنمو أو تتأصل في قلب الطفل. وهنا لابد من عرض بعض الوصايا ، مراعين الاختصار :


(135)
    1 ـ التقوية البدنية : اذا تمكنا ان نقوي جسم الطفل وننميه استطعنا ان نطمئن الى حد كبير اننا اوجدنا لديه موجبات الوقاية من الخوف. ان الضعف البدني يعد من جذور الخوف ، ويصاب الاشخاص الضعفاء والهزيلون بالخوف والرعب اكثر من الذين يتمتعون بابدان قوية وسليمة.
    يشعر الاشخاص الاقوياء من الناحية البدنية بالغرور ويخجلون من ابداء الخوف والجبن. هؤلاء يشعرون في انفسهم بالقوة ويجدون في انفسهم قدرة على مواجهة الخوف.
    2 ـ التقوية الروحية : لنعمل على تقوية الطفل من الصغر ليكون ذا روحية عالية وارادة قوية لنشجعهم على مواجهة أية اوضاع جديدة وان يقبلوا التزامات وقيود المحيط. ولو التفتنا بعمق الى حياة الآخرين الذين لديهم جرأة ، سنرى انهم كانوا يتمتعون بوضع امني في فترة الطفولة وان آباءهم وامهاتهم منحوهم الجرأة في الحياة.
    ويجب ـ في هذا الطريق ـ جعل محيط الطفل آمناً وسليماً ويكون التعامل مع الطفل بشكل عقلاني وسليم.
    3 ـ الجو العاطفي المناسب : يجب جعل محيط البيت باعثا على الاطمئنان ، واعطاء الطفل حرية مناسبة ، وجعله مشروطاً ومقيداً ، فمع ان الاب يحب طفله الا انه ينبغي ان يخضعه لضوابط معينة.
    لابد ان يستهوي محيط البيت وان لا يكون فاتراً وخامداً ، وهذا الامر قلما يرتبط بفقر العائلة او غناها بل انه يرتبط بشكل اكثر بمقدار عاطفة ورأفة العائلة. ان الاطفال بحاجة الى المحبة والعاطفة اكثر من الرغبة في الطعام.
    4 ـ العلاقات السليمة في العائلة : يجب ان تكون العلاقات بين الوالدين
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق ::: فهرس