الاطفال ومشاعر الخوف والقلق ::: 196 ـ 210
(196)
الوالدين نتيجة التوبيخ الشديد وممارسة القيود وضغط الوالدين والتحكم والكلام السيىء و ... الخ.
    ـ اختلافات ونزاعات الوالدين التي تؤدي الى اضطراب الطفل.
6 ـ عوامل اخرى :
    كثيرة هي العوامل الاخرى التي لم نتكلم عنها بصورة مستقلة ، كعدم الالتزام ، والافراط في الحزن او طلب اللذة ، والتقصير في العمل ، والاهتمام المفرط بالرتبة والمقام ، وفقدان مرتكزات الثقة والاعتماد ، وإيذاء الآخرين حيث يسعى الى ازالة ذلك بالاضطراب. رؤية شخص معوق مثلاً والرعب من التعرض لنفس الحالة ذات يوم و ... الخ.
    وبشكل عام ، لاننسى ان كل شخص يقع تحت تأثير انواع الخلل النفسي او الاضطراب من منفذ معين أو عدة منافذ ، تارة بسبب الشعور بفقدان المنافع المادية ، واحيانا بفقدان المنافع غير المادية.
عمق جذور الاضطراب :
    من المناسب هنا ان نذكر رأي علماء النفس في هذا الصدد لنرى ما هي المسائل التي يؤكدون عليها بصورة اكثر :
    اثبتت تحقيقات علماء النفس ، خاصة اولئك الذين انتهجوا سبيل التنويم المغناطيسي ان الشخص المضطرب يعاني من أمر مبهم ولكنه متجذر في اعماقه فهو تارة يشعر ان امامه مشكلة ولا يستطيع حلها وهو قلق من أن تسبب له الصعوبة والمشكلة التي هو فيها ألما وحرماناً.


(197)
    يعزو بعض علماء النفس الاضطراب الى مرحلة الولادة ومن حين الخروج من بطن الام. إذ يعتبر فرويد ان السبب الاساسي هو الجدال بين الجوانب البناءة للشخصية من الداخل والخارج ، والنفس ؛ وحصيلة ذلك هي الصراع بين العوامل البيئية والداخلية.
    يرى ( كارن هورناي ) ان الاضطراب ينتج عن الخصام الذي يحصل نتيجة سلوك الوالدين في زجر الطفل ، ويعتبر انواع التمييز والتوبيخ ، وبشكل عام التصرفات الخاطئة ، عاملا اساسياً لذلك. ويصرح احياناً ان هذا الامر له علاقة مع التعارض والفشل بالشكل الذي يتأثر الشخص بذلك اذا اصيب بهذا.
    ويذكر البعض ان الاضطراب ناتج عن التهديد ويقولون ان ذلك الامر يمهد لكثير من انماط السلوك غير العادية او تحصل لدى الاشخاص رغبة ويعملون من اجل تحقيقها ولكنهم لايتمكنون ان يصلوا اليها. وقالوا ايضاً ان الاضطرابات الشديدة يولدها الشعور بالذنب الذي لا يستطيع الانسان اظهاره. بشكل عام ان حاصل الاضطراب هو عدم الاستقرار النفسي وفقدان الثقة بالنشاط. فمثلاً يسير الشخص في الزقاق والشارع ولكنه يحاول المسير في حافة الشارع حتى لايصطدم بأحد. لايتاجر مع شخص حتى لا يحصل نزاع. لايلتقي بشخص خوفاً من حدوث فضيحة او اختلاف.


(198)
عوامل نمو واتساع الاضطراب
    المقدمة :
    نضطر في هذا البحث الى تكرار بعض كلامنا الذي ذكرناه في بحوث الفصل السابق وذلك لان بعض العوامل التي تعتبر سبباً في بروز الاضطراب عند شخص ، سبباً لتوسيع وتعميق الاضطراب عند شخص آخر ، لهذا نسعى الى التقليل من التكرار في هذا القسم وطرح هذا الفصل باختصار :
    1 ـ العوامل الحياتية : يمكن الاشارة في هذا الصدد الى العوامل التالية :
    ـ الوضع التنفسي السيء الذي يعتبره علماء النفس عاملاً لتشديد الحالة.
    ـ كثرة المرض طيلة فترة الحياة ، خاصة الامراض المزمنة المؤلمة.
    ـ إختلال المزاج ووضع المعدة والمسائل المتعلقة بهضم الطعام.
    ـ وجود خلل في الجهاز العصبي ، الحيوي للطفل وهي مسألة طبية.
    2 ـ العوامل العاطفية : من المسائل الجديرة بالذكر في هذا البحث :
    ـ الخلل العاطفي الناجم عن محيط البيت والمدرسة وعن المجتمع بالنسبة للكبار.


(199)
    ـ نقص المحبة والافراط فيها في بعض الحالات مما يمهد لتوقع المزيد وعدم تحقق ذلك في النتيجة.
    ـ انعدام المعيار السليم للمواقف العاطفية في هذا المجال.
    ـ الحسد الناجم عن ولادة ابن آخر وأحياناً الشعور بالتمييز في البيت او المدرسة.
    3 ـ العوامل الاجتماعية : المسائل التي يجدر ذكرها في هذا المجال هي :
    ـ غياب الاب عن البيت وقد ذكروا ان اهميته توازي أهمية غياب الزوج بالنسبة للزوجة.
    ـ طلب الادب والسلوك الذي يرى الطفل نفسه عاجزاً عن تلبيته.
    ـ لايمكن تجاهل غياب الام عن البيت خاصة بالنسبة للاطفال الذين يعودون من المدرسة ولايجدونها فيه.
    ـ الشعور بالانتقاد والتذرع الاجوف في ازاء شخص ما.
    ـ وجود الاختلافات العائلية التي يشعر الطفل ان وجودها يمثل خطراً عليه.
    ـ الانفصال والطلاق او المقاطعة بين الوالدين والتي لايمكن للطفل ان يتحملها.
    ـ اضطراب الوالدين والاصدقاء وهذا ما يمهد السبيل لانتقالها الى الطفل نفسه.
    4 ـ العوامل النفسية : من العوامل المهمة في هذا الصدد يمكن ذكر المسائل التالية :
    ـ وجود ارضية لانواع الخلل النفسي لدى الطفل.
    ـ الغياب الفكري وغياب التشاور بين الوالدين في ما يتعلق بمستقبل الطفل حيث يجد الطفل انهما لا يعيران لوجوده اي اهتمام.


(200)
    ـ وجود عقد نفسية لدى الطفل خاصة الاطفال الذين لايظهرون حزنهم وألمهم.
    ـ الشعور بالياس الفكري ومواجهة حالات متواصلة من فقدان الامل.
    5 ـ العوامل المتعلقة بالوقائع والحوادث : أهم المسائل في هذا الصدد هي :
    ـ الوقائع المؤلمة وغير المتوقعة وعلى فترات قصيرة ، والتي لا يستطيع الطفل ان يتحملها.
    ـ وجود ازمات في المجتمع قبل الحرب والقصف عندما لا تكون اسبابها واضحة في ذهن الطفل.
    ـ العوامل المتعلقة بالمشرفين عليه كاعتقال الاب او الام واخذهما الى السجن أو معاقبتهما.
    ـ الهجرة المتكررة ووضع الطفل في ضروف متنوعة ومجهولة.
    6 ـ عوامل اخرى : من العوامل الاخرى في هذا المجال :
    ـ مشاهدة حوادث مؤلمة ومثيرة.
    ـ مشاهدة الافلام الجنائية والبوليسية او المشاهد المتعلقة بالموت والحياة في السينما والتلفزيون او قراءتها.
    ـ عدم انتظام حالات التوبيخ والتشجيع بحيث يشجع الطفل احياناً للقيام بعمل ما ويوبخ احياناً لتكرار ذلك العمل.
    ـ الحياة في أماكن مليئة باللذة والألم بشكل متناوب وعدم توضيح ذلك للطفل.
    ـ وجود فقر مؤلم بشرط ان يكون الطفل مطلعاً على ذلك.
    ـ العيش في ظروف ووضع خطير ومثير للقلق و ... الخ.
    وبصورة عامة تسبب هذه العوامل وعوامل اخرى عدم تساوي درجة الاضطراب لدى الاشخاص المختلفين فيصاب البعض بألم قليل والبعض الاخر بمعاناة اكثر.


(201)


(202)
الفصل الثامن
فوائد الاضطراب
    المقدمة :
    الاضطراب أمر مفيد ويمكن ان يكون منطلقاً لآثار ايجابية اذا لم يكن سبباً لضرر كبير ولاعاملاً يسلب من الانسان الاستقرار والقدرة على العمل وذلك لان الاضطراب يتخذ طابع الدافع وعامل الحركة ويؤدي الى ظهور كثير من انواع الاستجابة لهذا يمكن الاستفادة من الاضطراب القليل لدى الاشخاص وجعله موجباً لتنمية بعض الجوانب ويمكن في بعض الحالات الاستفادة من الاضطراب لتكامل الشخصية لانه يدفع الانسان الى الابتعاد عن أخطار كثيرة ومتنوعة.
    ولعل هنالك حكمة من وجود الاضطراب لدى جميع الاشخاص ولو بمقدار قليل.
    ولانعرف في الحياة الاجتماعية شخصاً في معزل عنه بصورة تامة ومطلقة.
    ان كل الاشخاص لديهم على الاقل اضطراب متوازن. ولا باس بالقول ان مقصودنا من الحد الادنى للاضطراب او الاضطراب المتوازن هو الرغبة في العمل مع الخوف من بقاء الاعمال ناقصة و ... الخ.
    وعلى هذا الاساس يجب عدم الاستغراب عند التحدث عن فوائد الاضطراب ، وفي ما يلي نشير الى جوانب من فوائده التي يمكن الاستفادة منها في الحياة اليومية والمتعارفة :


(203)
    1 ـ عامل الحركة : اذا لم يكن لدينا اضطراب ازاء الجهد والعمل ، فاننا نفقد الشوق اللازم للحركة وانتم تلاحظون مظهر ذلك لدى الاشخاص المرضى واللااباليين. يظل احدهم نائماً حتى لو إحترق العالم ؛ حسب المثل المشهور ولا يرغب في النهوض من مكانه وتقديم ادنى درجة من الجهد والسعي.
    2 ـ عامل السرعة : ان الاضطراب المتوازن عامل يسوق الانسان نحو السرعة في الامور ويدفعه الى الاسراع في انجاز واجباته وعدم التأخر عن الاخرين ، ويدفع ربة البيت الى مباشرة اعمال البيت من الصباح الباكر ويحفز الرجل على اتمام العمل بسرعة والطفل الى انجاز التكليف المدرسي بشكل اسرع.
    3 ـ عامل الدقة : نعم ان الاضطراب عامل للدقة ويدفع الانسان الى الخوف دائماً من ان يكون عمله ناقصاً ، ويدفع الطالب الى اداء ما عليه من التكليف بصورة اكمل وادق ، ويدفع المهندس الى الاحتياط والتفكير في ابتكاره وصناعته واخذ جميع الجوانب بنظر الاعتبار في اداء الوظيفة.
    4 ـ عامل البحث : يندفع الاشخاص الذين لديهم اضطراب وقلق الى التفكير من اجل الحصول على الملاذ والسكينة ، والسعي نحو الابتكار والتغلب على اسباب الاستياء والمعاناة ، ويؤدي هذا الامر في بعض الحالات الى الوصول الى معلومات مهمة ، وقد يتم كشف حقائق عن هذا الطريق ، ويحصل الانسان على وسيلة وطريق كان خافياً عن الانظار.
    5 ـ عامل النظام : ان النظام الذي يتبعه الانسان في الحياة اليومية وفي الطعام واللباس وفي وضع كل شيء في محله ناتج عن الاضطراب المتوازن. فالمرأة في البيت تضع علبة الكبريت دائماً في موضع معين من الغرفة لكي لا تكون في


(204)
اضاءة المصباح اذا انقطع التيار الكهربائي ويطمئن بالها بمراعاة هذا النظام في الحياة. كذلك النظام في النوم والاكل واليقظة والاستراحة و ... الخ.
    6 ـ عامل التعلم الاكثر : ان الشخص المضطرب لديه حركة اكثر ويعمل اسرع من الآخرين في انواع التعلم. وقد اثبتت بعض البحوث ان الطلبة الجامعيين الذين يهيئون للامتحانات الصعبة يتعلمون افضل من الآخرين ، وهذه نقطة ايجابية لهم ؛ طبعاً بشرط ان لايتجاوز هذا الامر حده ومقداره فيفقدون القدرة على التعلم في تلك الحالة.

    وفي المجموع تجدر الاشارة الى ان الاضطراب المتوازن ليس محسوساً كثيراً لدى الاشخاص فهو ممزوج بحياة الاشخاص ولايشعرون بانزعاج وقلق منه ابداً ، وهم يعرفون عن الآخرين عند المقارنة مع الاشخاص قليلي الذكاء والذين يقضون أوقاتهم في التسكع. يقال في محيط الحياة العائلية او في بيان سيرة حياة بعض الناس : ان الشخص الفلاني حاذق ؛ اذا اوكلت اليه عملاً ، فهو لا يهدأ ولا يقر له قرار حتى ينجزه. قلبه في شغف دائماً للعمل ، ويركض سريعاً وكأنه آلة.
    إنكم تعرفون أشخاصاً يبدأون العمل ويجب ان يفرغوا منه في وقت محدد لينتقلوا الى عمل آخر ولكنهم حينما لاينجز العمل في وقته يجلسون ويتمونه حتى لا يتأخر الى الغد. وهناك محققون حددوا لانفسهم برنامجاً في العمل كل ليلة حتى الساعة الحادية عشرة ثم يستريحوا ولكن عملهم لايتم في بعض الحالات الا انهم يحاولون بكل صورة اتمامه في تلك الليلة وعدم تأجيله الى


(205)
اليوم التالي حتى ان تجاوزت الساعة الثانية عشرة أو اكثر.
    هذا النوع من الاشخاص لديهم اضطراب متوازن ، وطبعاً بشرط ان لا يخرجهم عن حد الاتزان والاعتدال ، ويعتبر هذا الوضع مفيداً في كثير من الحالات.


(206)
اضرار الاضطراب
    تمهيد :
    اذا تجاوز الاضطراب الحد المتعارف والمتوازن يؤدي الى مضار كثيرة وتمهد أضراره لحصول مخاطر على النمو والسلامة الفكرية والبدنية والنفسية للشخص. ويتطلب ذكر اضراره كتاباً مستقلاً ، وهناك عدة امور يجدر ذكرها في هذا الباب ، ونشير الى ان درجات الضرر قد تختلف لدى الاشخاص لعدم استواء درجته لدى الجميع. ومن ناحية اخرى يحتمل ان يكون بعض الناس في منأى عن بعض اضراره. وفي ما يلي نطرح مجموعة من الاضرار الممكنة والمحتملة :
    1 ـ الاضرار الحياتية ـ البدنية : هناك اضرار كثيرة يمكن ذكرها في هذا المجال وهذا شرح مختصر لبعضها :
    ـ ارتفاع ضغط الدم ونبض القلب ، وهذا الامر خطير في بعض الحالات.
    ـ يزداد افراز بعض الغدد ، وقد يؤدي هذا الى اضرار لاحقة.
    ـ يسبب الاضطراب اثارة الجهاز العصبي الذاتي وافراز مقادير كثيرة من ( الادرنالين ) من الغدد الواقعة فوق الكلية.


(207)
    ويتبدل مقدار من الادرنالين الى مادة اخرى تدعى ( نرادرنالين ) ويؤدي الى انسداد الشعيرات الدموية وارتفاع ضغط الدم ، وزيادة نبض القلب ، ويؤدي بالنتيجة الى الوفاة.
    ـ ارتفاع نسبة الاصابة بامراض الجهاز الهضمي والتنفسي وامراض القلب للمريض.
    ـ يسبب اضطراب المعدة والهضم ويؤدي الى قرحة المعدة أحياناً ( قروح صغيرة في الغشاء المخاطي للمعدة ).
    ـ يؤثر الاضطراب على الجهاز التنفسي ويصاب المريض بالاغماء.
    ـ يخرج نظام افراز العرق عن حالة التوازن.
    ـ اضطراب العضلات وتغير في شكل وسحنة الوجه.
    ـ يؤدي الإضطراب الى حصول التقيوء وسوء الهضم ويهدد سلامة الشخص.
    ـ يشل اعضاء البدن في بعض الحالات ، ويقوض قدرته على العمل.
    2 ـ الاضرارالعاطفية : يؤدي الإضطراب الى أضرار عاطفية كثيرة وفي ما يلي بعضها :
    ـ كبت العواطف في بعض الحالات ويؤدي الى تجاهلها من قبل الانسان خاصة اذا كان ذلك مقروناً بالشعور بالتقصير.
    ـ يمهد الاضطراب لدى الصغار الى شدة التعلق بحيث لايستطيع الطفل ان ينفصل عن امه او المشرف عليه ، ويشعر بوجوب مواظبة الام عليه بشكل مستمر.
    ـ يؤدي الاضطراب الى التخوف أحياناً ورؤية الكوابيس المفزعة حتى يسلب اقل ما لدى الانسان من امكانية وجرأة. فالمريض ينهض من النوم وهو يعاني من وطأة ذلك ويسيطر عليه القلق.
    ـ يسبب الاضطراب في بعض الحالات حصول خلل عاطفي شديد. قد يصل حد الغضب او ينشغل فكره به بشكل دائم.


(208)
    ـ وفي المجموع يجعل من الطفل المضطرب كائناً مهزوزاً ، ولكنه خامد وكئيب الى حد انه يدمر حياته وحياة الآخرين.
    3 ـ الاضرار النفسية : اذا تجاوز الاضطراب الحد المتعارف فانه يترك اضرار نفسية عديدة منها ما يلي :
    ـ يفتقد القدرة على الانتباه والتركيز.
    ـ انهيار نفسي والشعور بتثاقل الوقت.
    ـ تعرض سلامة الطفل الى الخطر نتيجة ذلك ويخلق لديه شعوراً بعدم الاستقرار.
    ـ يمهد هذا الامر الى الشعور بالحقارة بحيث يخاف من مواجهة اية مشكلة.
    ـ يمهد استمرار ذلك الى ظهور اعراض الكآبة لدى الاشخاص ، وهذا يؤدي الى امراض نفسية اخرى.
    ـ يفقد الشعور بالجدارة في حل أية مشكلة ، فيتصور نفسه فاقداً للمهارة في أي مجال.
    ـ تقترن نشاطاته بالهواجس والشكوك ، ويسيطر عليه الاضطراب قبل بدء العمل.
    ـ الاضطراب سبب لكثير من ردود الفعل العصبية ويلعب في حالات خاصة دوراً اوضح وقد اعتبر في بعض التعابير انه مفتاح ردود الفعل العصبية ومرتكزاً لجميع الامراض النفسية.
    ـ يؤدي الاضطراب الى تشوش ميادين الرؤية والإدراك بحيث يصبح الشخص عاجزاً عن رؤية المشكلة على حقيقتها.
    ـ تضعف لديه الثقة بالنفس ، ويفقد القدرة على اتخاذ القرار.
    ـ يقترن ذلك بسلوك وسواسي ومشاكل جنسية وعدم استقرار شديد.
    ـ الاضطراب يضعف الجرأة ويجعل العقل والتصور في حالة مرعبة ، ويفقد صاحبها زمام اختياره وقد يقوم بتصرفات غير صحيحة كالهجوم والغضب والصياح.


(209)
    4 ـ الاضرار الدراسية : يمكن الاشارة الى الاضرار التالية في هذا المجال :
    ـ عدم القدرة على التعلم حين الاضطراب وزوال امكانية التعلم.
    ـ للاضطراب اثر سلبي في التقدم الدراسي للطفل ، وتجدر الاشارة الى هذه النقطة وهي ان هذا الامر ليس له تاثير على التلاميذ الممتازين والطلبة الجامعيين المتقدمين ـ واثره اكثر في التلاميذ المتوسطين ( تحقيقات اسبيل بركر ص 197 بحوث اساسية في علم النفس ).
    ـ الاضطراب في الامتحانات يضيع كل ما تعلمه بحيث لايحصل في الصف الدراسي حتى على درجة واحدة. وهذه الاضرار تكون اكثر بالنسبة للطفل اذا كانت الامتحانات شفوية.
    ـ لا يثقون بالمعلمين وتضعف قدرتهم في الاستجابة للمثيرات وينخفض تقدمهم في مجال الدراسة. وفي المجموع لايتمكن الاطفال المضطربون من تعلم المسائل والمواضيع ، المعقدة ، ويؤثر هذا الخلل حتى في كلام وفي تصرفات الاطفال ويؤدي الى جمود نشاطهم.
    5 ـ الاضرار الاجتماعية : الاشخاص المحيطين بالشخص المضطرب ليسوا بعيدين عن آثار واضرار ذلك ؛ والاضرار التي يمكن ذكرها في هذا الصدد كثيرة وهذه بعضها :
    ـ يتعكر صفو الحياة بسبب وجود الاضطراب ، وتحول حياتهم الى وضع مأساوي مرير.
    ـ قد تنهار الحدود والقيود لدى الانسان المضطرب فيقوم بالتجاوز والتحقير والاستهانة بالآخرين.
    ـ قد يمهد الاضطراب لانحراف بعض الاشخاص ويمكن تعليل اندفاع الاشخاص وراء حالة الاشباع الجنسي في بعض الموارد على هذا الاساس ، وكثير من الانحرافات التربوية الكبيرة ناتجة عن هذه الظاهرة.


(210)
    ـ عدم انسجام الاطفال وسلوكهم السلبي في بعض الحالات مرده الى الاضطراب والبحث عن ارضية وظروف يلتجئ اليها ، وهذا الامر يسبب احيانا غضب الشخص واضطرابه ويثير حوافز الدفاع لديه حيث يكون تصرفه مقروناً بالهجوم والمواقف غير الصحيحة ، ويكون حاله وسلوكه بصورة لا تدعو الى الثقة والاطمئنان.
    6 ـ أضراره على حياة الاشخاص : تصبح الحياة مثل جهنم بالنسبة للاشخاص بسبب الاضطراب ، فلا يوجد فيها استقرار ولا هدوء. وبدلاً من بذل طاقته في البناء والاصلاح تصرف في تهدئة وتخفيف الاضطراب.
    هؤلاء يعيشون في ظروف صعبة ومريرة جداً وتمتد دائرة الخلل الى البدن فيصبحون ويمسون في عذاب متواصل.
    لايؤثر الاضطراب على الاطفال فقط بل يؤدي الى فشل الرجل الشجاع احياناً في كثيرة من الامور البسيطة والكبيرة.
    ويتسبب الترقب الدائم للحوادث المؤلمة في انهيار القوة ، وتصرف ساعات العمر الثمينة في التفكير غير الصحيح ، ويذهب العمر ـ نتيجة لذلك ـ سدى ان الشخص المضطرب لا حياة حقيقية له بل شبه حياة خالية من الرفاه واللذة والراحة. ثم ان العجز عن حل المشكلة يمثل مصيبة كبيرة اخرى.
    7 ـ اضرار اخرى : هناك اضرار كثيرة يمكن الاشارة اليها في هذا المجال منها :
    ان الاضطراب هو من عوامل تشتت الفكر والتشخيص ، فعندما يضطرب المرء يزداد احتمال الفشل لديه وحينما يدرك ذلك يضطرب اكثر ، وتهبط شروط الرقابة الدفاعية والصحية لدى الاشخاص الى الحد الادنى ، ويصبح كيانه عرضة للاصابة بالاضرار.
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق ::: فهرس